القلمون .. فريد حتى بمعاركه .. فلا نتركه وحيداً
القلمون .. فريد حتى بمعاركه .. فلا نتركه وحيداً
● مقالات رأي ٧ مايو ٢٠١٥

القلمون .. فريد حتى بمعاركه .. فلا نتركه وحيداً

تأتي معركة القلمون التي اتخذت مسمى معركة ذوبان الثلج أو الربيع ، في توقيت يكاد يكون مفصلي و حاسم ، ليس في هذه الرقعة الجغرافية ، بل الأمر يتعلق بترتيب أوراق سوريا كلها .

القلمون التي كان العام في نفس هذا الوقت تقريباً قد تم احتلالها من قبل مليشيا حزب الله الإرهابي و مشاركة من حركة أمل اللبنانية إضافة لقوات الأسد و بعض المليشيات الشيعية العراقية ، بعد معارك طاحنة أخذت من الوقت قرابة الثلاثة أشهر ، سبقها تمهيد اعلامي كبير ، كالذي يتم حالياً.

ما يجعلني أعود بالذاكرة للوراء لكشف أين أخطأنا و أين المشكلة كانت ، فوقتها كانت الرقعة الجغرافية للمعركة طويلة جداً و خط المعركة بطول أكثر من 30 كم و عمق يزيد عن 50 كم فيها قرى و مدن و مساحات شاسعة من الأراضي و الجبال ،كان تشتت القوة سبب في ضياع الجهود ، ووقف الدعم بشكل شبه كامل أدى للتسليم في النهاية ، مع ترك القلمون وحيداً يجابه الجميع حتى الشركاء في نفس المسير القريبين جغرافياً و البعيدين فكرياً .

أما اليوم الخط العام للمعركة ليس كما تلك ، فلجهود يمكن القول أنها توحدت تحت "الفتح " ، و المساحة ضاقت و الأراضي فيها و من الوعورة ما يجعلها بحاجة لما يسمى المعجزة من نوع "لاتصدق" و الكثير من الخيانة ، و الفائض عن الحساب من الخذلان ، حتى يتم الحسم فيها .

اليوم كما ذلك اليوم ، القلمون يجب أن لا يترك وحيداً ، و لا يكون الجبهة الوحيدة المفتوحة ، و لا ينأى الكثر بنفسه عن هذه المعركة ، فهنا المعركة تكسير عظم الحزب و النظام بآن معاً ، و ليست معركة جرح أو وهم أو إضعاف ، فلتشتعل الجبهات بعدة نقاط سواء في شطر القلمون الشرقي ، أم في امتداده في الغوطة و باقي أطراف السلسلة في حمص ، فالقلمون اليوم بحاجة لجبهات تسانده تشتت التركيز الكامل عليه ، و ما تبقى نتركه للأبطال على الأرض ، الذين عرفوا جيداً الأرض خلال العام الفائت الذي أمضوه في الجرود ، بين الصخور و الشوك و شجر "اللزاب" ، و بين أطنان الثلج و صقيع المغاور ، و هذه المعركة بالنسبة لهم معركة حياة أو موت ، فطريق الإنسحاب شبه مغلق ، إضافة لقلوب مُلئت بالحقد على أناسٍ دمروا حياة بلاد بأكملها و تسببوا بموت خيرة أشخاصها و أبرء سكانها .

لن نضخم من الأبطال المتواجدين في الثغور ، فالواقع شيء و الكلام الإنشائي شيء آخر ، ففي القلمون قلة قليلة ، يملكون من الإيمان و العزيمة ما يكفي جيوش و جحافل ، ففي القلمون رجال صادقين ، و يعرفون الطريق جيداً و خارجين عن كل سيطرة مصلحية أو غاية وضيعة ، فهم يحملون في قلوبهم مصلحة و غاية أنبل من أن نقيمها أو نحدها بوصف ، و تبقى القلمون بجبلاها و جرودها و اشجارها الفريدة ، فريدة حتى بمعاركها .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ