
الزبداني كسرت أعدائها .. وخرج أبطالها منتصرون على العالم أجمع
فسّر الكثيرون خروج دفعة من أبطال الزبداني الجرحى ، لتلقي العلاج ، على أنها هزيمة لهم ، رأوا في ذلك انهيارا لأسطورة الزبداني التي استمرت لسنوات تعادل تقريباً سني الثورة ، لكنهم نسوا أن خروجهم كان لدواع في غاية الأهمية ، وأن إمكانية عودتهم تعادل آلاف المرات إمكانية عودة من خرج من الفوعة و كفريا .
مناقشة من يحاول كسر بطولة أساطير الزبداني ، تبدو شيئا غير وارد ، لعدة أسباب أولها و أهمها ، أن مجرد ذكر اسم الزبداني سيحيج كل من هاجمها من نظم و مليشيات إلى تذكر آلاف صرخات الألم التي سببها ثلة من المقاتلين محصورين داخل رقعة جغرافية لا تتجاوز بضع كيلو مترات ، اجتمع شياطين الدنيا عليها ، دون أن يتمكنوا من إنهائها ، فجنحوا للسلم ، و رضوا بالمفاوضات ، و اليوم فتحوا الطريق لهم للخروج بغية تلقي العلاج ، وقلبهم ترتعد من العودة التي يمكن أن تكون في أي وقت ، لأن الخارجين هم أصحاب الأرض ، و المتواجدين في محيطها هم غزاة ، و لم يبق غازٍ في أرض .
الزبداني التي واجهت في ثلاثة سنوات حصار متواصلاً و قصفاً مستمراً و محاولات متوالية بشكل لايمكن للإحصاء أن يسجله ، و تحملت في خمس شهور خمسة آلاف برميل متفجر و مئات آلاف القذائف و آلاف الغارات ، و لجحافل مشتركة من خيرة القوات المعادية من نظام الأسد و حزب الله و إيران و المليشيات الأخرى ، واستدعت صواريخ إيرانية خاصة أحضرت لكسرها ، و كل هذا حدث في رقعة جغرافية لا تتجاوز ٥ كم متر مربع ، و رغم كل هذا ، كان على المهاجمين ، مهمة متواصلة تتمثل ، بسحب الجثث و إرسالها إلى قراها لتدفن فيها و يدفن معها القهر الذي ولدته الزبداني في قلب كل معتدي.
و لن ننسى زيارة أهالي قتلى حزب الله الى الزبداني ليروا ماهذه الأرض التي ابتلعت أبناءهم ، و كيف خسر فيها الحزب أكثر مماخسره في حروبه.
الأبطال الذين خرجوا اليوم ، في قلوبهم غصة ، و في قلوبنا غصة ، و لكن هناك فرحة بأنهم سيلقوا بعض الرعاية ، أو يجدوا من يهتم بهم ، وسط عالم "عاهر" يعجز عن إدخال قطنة لمسح جرح و يستطيع أن يهجر المئات بلمح البصر .
نعم الزبداني انتصرت و أبطالها خرجوا مرفوعي الرأس ، و لهم العز والفخر و لجميع من خذلهم الذل و المهانة ، وكما قال أحدهم عند متابعة خروجهم و خروج بعض أهالي كفريا و الفوعة العزاء الوحيد أن الأبطال سيعودون للزبداني ، و لكن الذين خرجوا في الفوعة لن يعودوا مهما حدث.