"أحرار الشام" من جديد .. على قائمة الإزالة
"أحرار الشام" من جديد .. على قائمة الإزالة
● مقالات رأي ١٠ أبريل ٢٠١٥

"أحرار الشام" من جديد .. على قائمة الإزالة

منذ 9/11 العام الماضي و حتى اليوم هناك فصول كتبت و أمور حدثت و تطورات جعلت التاريخ يقترب من إعادة نفسه على نفس الأيدي القذرة التي خطته بالدم في ذلك اليوم.

أحرار الشام من الفصائل الثورية ذات رؤية واضحة و متطورة و متناسقة مع متطلبات المراحل المختلفة التي مرت بها الثورة السورية ، و لعل اعتدالها و ميلانها إلى الوسطية القريبة من الشارع السوري جعل منها مقبولة لدى الجميع بمختلف أطياف المجتمع و إن كان لاقت فيما بعد رفض من الفئة المتشددة ، التي وجدت بالأحرار عدو قد يسحب كل تأييد ممكن تجده على أرض الظلم و القهر سوريا.

في 9/11/2014 كانت الضربة التي كان كل الظن أنها ستنهي حلم أكبر و أقدم و أعتى الفصائل الثورية عبر اغتيال رؤوس الفكر العسكري و الفكري و السياسي و الديني في الحركة ، و هذا الإستهداف الذي أودى بـ28 شهيداً ليسوا بحاجة أياً كان أن يمتدحهم فتاريخهم كاف .

بعد ذلك التاريخ لا نستطيع أن ننكر أن النجم بدأ يخبو و الضعف يتسرب إلى جسد الفصيل الذي يعرف عنه قوة تنظيمه و قيامه على عمل مؤسساتي مبني على علم ادارة و ضمه خيرت الخبرات التي بقيت في الدخل السوري و رفضت الخروج أو الهروب من المواجهة .

أشهر لم تكن قليلة و لكن كانت كافية لإعداد صف جديد من القيادات التي استطاعت العودة بالأحرار إلى الواجهة بقوة ، و بعد تحرير وادي الضيف ، تحولت الأحرار إلى الفصيل الأعتى و الأبرز و الأهم من هذا كله الفصيل الذي حظي بقبول الجميع دون استثناء ، سيما مع تغيير في الشعار ،  بالإنتقال من "مشروع أمة" إلى "ثورة شعب" هذه النقطة التي جعلت من الأحرار الفصيل الألصق بالشعب فهو يلبي ما يطمح له ، بروح اسلامية ميسرة و متفهمة ، تقودها سياسة شرعية تستطيع أن تتقبل التطور و تحاكي المخالف ، إما بالإندماج أو بالتحالف أو بالمشاركة ، فوحدة الهدف هو من يلعب الدور الأبرز ، دون التخلي عن الأخلاق و المبادئ الأساسية التي تطلبها الروح الإنسانية.

عودة الأحرار إلى تصدر الواجهة من بوابة "تحرير إدلب" ، أمر لا يعجب البعض ، هذا البعض يملك أدوات متنوعة و عنيفة ، و ليست محاولة اليوم باستهداف حسام أبي بكر أحد قيادي الأحرار إلا البداية لمرحلة تبدو صعبة ، تتطلب الكثير من الوعي و الإنتباه .

استهداف أبو بكر ، هي رسالة من ذات النوع التي أرسلت قبل عام ، أنه لا يجب أن تملك الثورة السورية فصيل نشيط و مقبول و يسعى لتصحيح المسار و تحقيق الأهداف ، سيما أن الأحرار بعد النجاحات المتتالية عسكرياً و تنظيمياً و إدارياً ، و ما تلاها من تحديد المسار نحو إستمرار العمل بزخم أكبر ضد نظام الأسد ، و ضد كل من يسانده  سواء تحالف معه علناً أو سراً أو حتى يتصرف تصرفات تضر بالثورة و تصب في مصلحة الطرف الآخر"الأسد" ، و إعلان أبو جابر الشيخ قائد الأحرار أن "الحياد" بات مرفوض ، بعد مشكلات مخيم اليرموك ، إعلانٌ يبدو أنه  فتح النار على الأحرار و قياداتها من جديد ، هذه القيادات التي عُرف عنها فعاليتها و قربها من المقاتلين و الشعب و مشاركتهم لكل تفاصيل العمل ، فليسوا بقيادات مكاتب ، بل هم قيادات في الخنادق ، و استشهاد أبي جميل نائب القائد العام للأحرار في تحرير إدلب ما هو إلا مثال بسيط  عن طبيعة هذه النوعية من الأشخاص.

إذاً مطلوب من الأحرار الوعي أكثر و الإنتباه بشكل أوسع ، و توقع كل شيء ، من إغتيال و إنقلاب الشركاء ، و طعن المقربين ، فالأحرار اليوم هم الشجرة المثمرة الوحيدة التي بتنا نملكها ، الشجرة التي يبدو أن كُثر يريدون ضربها بالحجارة.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ