جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 10-11-2014
• أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أن لرسائل أوباما إلى خامنئي أبعادا براغماتية، وأنها تفيد بأن لدى الولايات المتحدة وإيران مصلحة مشتركة تتمثل في ردع تنظيم الدولة، وأن التعاون الحقيقي لا يمكن أن يتم قبل إيجاد حل لأزمة النووي الإيراني، وأضافت فورين بوليسي أن الرسالة الأخيرة أثارت غضب البعض، وذلك لأن أوباما لم يحصل على "موافقة" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأوضحت أنه ليس هناك ما يلزم رئيس الولايات المتحدة بالحصول على إذن مسبق من إسرائيل أو السعودية أو أي دولة أخرى عندما يتعلق الأمر بتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة، وأضافت فورين بوليسي أن تنظيم الدولة يهدد الأسس التي يقوم عليها نظام الدولة في الشرق الأوسط، وأنه يشكل خطرا كبيرا وينذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها، وأنه يعتبر من الصعب احتواء تنظيم الدولة، واختتمت بالقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع وحدها -ولا ينبغي لها- تحمل مسؤولية إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة بمفردها، وإنه إذا شكلت إيران مفتاحا لردع تنظيم الدولة فلا مانع من اتخاذها حليفا لأميركا.
• قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن فني اتصالات سابق عمل مع "داعش"، وتمكن فيما بعد من الهرب منه، قد أخبرها أنه سافر وسط قافلة من الحافلات كجزء من وحدة تابعة لـ"داعش" من معقله فى مدينة الرقة السورية، عبر الحدود التركية، وعبر تركيا ثم عاد عبر من نفس الطريق ليهاجم الأكراد السوريين في مدينة سيركانى الواقعة شمال البلاد فى فبراير الماضي، وقال الرجل الذى يسمى نفسه عمر، إن قادة داعش أخبروهم ألا يخشوا شيئا على الإطلاق، فيما يتعلق بعبور الحدود، لأن هناك تعاونا كاملا مع الأتراك، وأضاف أنهم طمأنوهم بأن شيئا لن يحدث، لاسيما وأن تلك هي الطريقة التي يسافرون بها بانتظام من الرقة وحلب إلى المناطق الكردية في الشمال، لأنه كان من المستحيل السفر عبر الأراضي السورية، لأن الجيش الوطني من الأكراد السوريين أحكم سيطرته على معظم أجزاء المنطقة الكردية، وأوضح عمر أنه خلال الفترة التي قضاها مع "داعش"، كانت تركيا تعتبر حليفا ضد الأكراد، وقال إن "داعش" رأى الجيش التركي حليفا له، لاسيما فيما يتعلق بمهاجمة الأكراد في سوريا، والأكراد عن العدو المشترك لكل من داعش وتركيا، كما أن داعش اضطر إلى التحالف مع تركيا، لأن أراضيها كانت السبيل الوحيد لنشر مقاتليه إلى الأجزاء الشمالية للمدن الكردية في سوريا، وقالت نيوزويك إنها لا تستطيع التحقق بشكل مستقل من شهادة عمر، إلا أن هناك أدلة غير مؤكدة ظهرت الشهر الماضي بأن القوات التركية تغض الطرق عن نشاط "داعش".
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا لديانا مقلد بعنوان "يقول إسرائيليون… «نحن بيد الأسد»"، بدأت فيه الكاتبة مقالها بالقول: "ذروة العنف والقتل، وذروة الهزل والغرائبية" وأوضحت أن بين هذين الحدين تتأرجح الأخبار المتواترة عن "النظام السوري" في السنوات الأخيرة، التي تثير فينا مشاعر الاستفظاع والاستهوال والصدمة تماما، كما تدفعنا أحيانا إلى الضحك والسخرية إلى حدّ عدم التصديق، متسائلة كيف بغير هذا يمكن التفاعل مع القرار السوري المفاجئ بأن تضيف وكالة "سانا" للأنباء الرسمية السورية خدمة باللغة العبرية، بالإضافة إلى لغات أخرى من بينها الفارسية؟، ورأت الكاتبة أن التوسع بهذا المعنى في هذا الوقت من تاريخ سوريا يراه النظام خطوة في سياق «"مواجهة الحرب الإعلامية التي تشن ضد سوريا"، مبينة أن الخدمة هذه لفتت انتباه الصحف العبرية التي أجمعت تقريبا على أنه لا قيمة إخبارية لهذه الخدمة، كون اللغة العبرية فيها ركيكة وكون معظم الأخبار هي عن "الرئيس السوري" أو عن إنجازات مزعومة لـ"الجيش السوري" ضد "الإرهابيين"، وشددت الكاتبة على أن توسع الخطاب الرسمي السوري الاستعراضي بأكثر من لغة جزء من محاولات الأسد الفلكلورية أيضا إقناع كثيرين بأن نظامه الديكتاتوري هو جزء من حلف دولي ضد الإرهاب، مؤكدة أنه تكرار باتت مملا لكذبة سياسية انكشفت تماما بشأن اعتبار أن المأساة الفلسطينية والصراع مع إسرائيل هما القضية المركزية لدى النظام "الممانع" في دمشق.
• تحت عنوان "الاتفاق مع إيران لأوباما… و «دولة داعش» لأهل المنطقة!" كتب جورج سمعان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى أن الرئيس أوباما كان واضحاً في كلمته الأخيرة، فإلى الاتفاق الذي يسعى إليه مع إيران، أكد أنه سيواصل ضرب "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية من دون العمل على حل كل الوضع في سورية، لافتا إلى أنه في هذا الجانب كان وفياً لوعده الأول بمواصلة الحرب على الإرهاب، لكنه لن يجازف في رسم الخريطة الجديدة للمنطقة العربية، ورأى سمعان أن أوباما لن يفعل في أي أزمة أكثر مما فعل في العراق الذي لم يعد وقد لا يعود دولة مركزية، بل بات لكل مكون عرقي أو مذهبي "دويلته" الخاضعة لهذا الطرف الإقليمي أو ذاك، وهذه حال ليبيا واليمن، أما سورية التي لن يجد لها حلاً، يقول سمعان إن مصيرها لن يكون أفضل، وحربها الأهلية باتت حروباً أهلية مع قيام "داعش" وتشتت فصائل المعارضة، موضحا ان جل ما قد يبتغيه اليوم هو تجنيب حلب مصير كوباني التي سيظل مستقبلها معلقاً، ولن يكون الحسم رهن القوى العسكرية المتصارعة بمقدار ما بات رهن العوامل السياسية الداخلية والخارجية التي تواكب مسرح العمليات، ونوه سمعان في هذا الصدد إلى أن تركيا تريد حصة كبيرة في سورية، وتريد تصفية حسابات إقليمية ودولية فيها، ولا تشكل عين العرب سوى نموذج صغير، مبينا أن أنقرة لا تريد سقوطها بيد "داعش"، لكنها لا تريدها أيضاً في أيدي "حزب الاتحاد التركي" لقربه من "حزب العمال"، كما لمح سمعان إلى أن صالح مسلم لا يريد مساعدة كبيرة من "البيشمركة" لئلا تتحول المدينة جزءاً من مصالح إقليم كردستان ورئيسه مسعود بارزاني، ولا يريد عون الجيش الحر لئلا يندرج لاحقاً تحت مظـــلة الائتلاف الوطني، أما التحالف الدولي – العربي فيرى سمعان أنه يحاذر من أن ينتهي طرد مقاتلي أبو بكر البغدادي من كوباني بعـــودة جنود بشار الأسد إليها، وخلص سمعان في مقاله إلى أنه إذا كان قيام "الدولة الإسلامية" جحيماً يقض مضاجع كل أهل الإقليم، ألا يصلح نقطة انطلاق مشتركة لتلاقي الإرادات والجهود لإعادة ما أفسده صراع المصالح والطوائف والمذاهب والأقليات والأكثريات؟ أم إنه سيكتب عليهم عاجلاً أو آجلاً التعامل مع دولة الخليفة أبو بكر البغدادي؟
• في مقاله بصحيفة النهار اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "الصراعات سنّية – سنّية أم سنّية – شيعية ؟" أكد سركيس نعوم على أن لا أحد يستطيع تجاهل وجود معسكرين إقليميين متخاصمين ومتحاربين بالواسطة أي بالوكالة، معسكر عربي – إقليمي عماده مجلس التعاون الخليجي بزعامة المملكة العربية السعودية وتركيا والأردن وقسم من لبنان ومعسكر عربي – إقليمي آخر تقوده إيران وفيه نظام الأسد في سوريا، و"حزب الله" وحلفاؤه في لبنان، ورأى الكاتب أن لصراعهما وحروبهما جانب سلطوي يتمثل في اعتزام معسكر إيران التحول زعيماً للمنطقة كلها وفي رفض المعسكر المقابل له ذلك، ولهما أيضا بعد مذهبي مضافاً إلى البعد القومي المأزوم منذ قديم الزمان بين العرب والفرس وخصوصا بعد نزول الإسلام، ونوه إلى أن إيران قد تكون أكثر براعة في اخفاء المطامع ومذهبية الصراع بإبراز المواجهة مع أميركا وإسرائيل، وخلص الكاتب إلى أنه لا يستطيع مطّلع ومتابع إلا أن يحمّل إيران مسؤولية ايقاظ التيارات الإسلامية الاصولية السنّية من سباتها ودفعها إلى التحرك اقتناعا منها بقدرتها على السيطرة عليها، لكن المذهبية فعلت فعلها.
• تساءلت صحيفة الوطن السعودية تحت عنوان "المبعوث الأممي إلى سورية.. هل يختلف عن سابقيه؟"، وقالت الصحيفة إنه من الجيد أن يسعى المبعوث الأممي وغيره للعمل لإنهاء الحرب في سورية، غير أن ذلك يجب أن يكون مدروسا بعناية، ومرتكزا على حيثيات الأزمة، ومن ثم تداعياتها والأسباب التي قادت الوضع إلى هذه الدرجة من السوء، وتابعت أنه في مقدمة ذلك تعنت رأس "النظام السوري" وإصراره على الحل العسكري في بداية المظاهرات رغم جميع النداءات الداخلية والخارجية، ورأت الصحيفة أن بداية الحل تكمن في نقطة واحدة هي ابتعاد الأسد عن الحكم بأي طريقة كانت، وبعد ذلك يلتف الشعب السوري بفئاته المدنية والعسكرية الموالية والمعارضة حول حكومة تعمل للخلاص من الجماعات الإرهابية وتحرير المدن والأرياف منها، وشددت الصحيفة على أنه إن كان ستيفان دي ميستورا قادرا على طرح تلك الفكرة على "النظام السوري" الذي طالما رفضها، فليفعل، وإلا فإن الأزمة ستستمر بكل ما يصاحبها من قتل ودمار.
• طالعتنا صحيفة الشرق السعودية تسأل بعنوان "هل تستنجد إسرائيل والإخوان بالمتشددين؟"، وقالت إن قادة إسرائيل يبدو أن ما يجري في سوريا قد أغراهم، بعد أن استطاع الأسد ودول إقليمية وغربية استجلاب المتشددين إلى سوريا، ما أسفر عن إضعاف الثورة السورية التي خرجت قبل أربع سنوات تقريباً من أجل هدف واحد هو إسقاط نظام الأسد، وتحويل الثورة السلمية إلى صراع طائفي على يد هذه التنظيمات المتشددة، وأشارت الصحيفة إلى أن قادة إسرائيل اليوم يدفعون بالمتشددين اليهود من خلال غض النظر عن ممارساتهم تجاه المقدسات الإسلامية، لإيجاد بيئة مناسبة لمواجهة التطرف والتشدد بتشدد مقابل، موضحة أن القضاء على ما تبقى من القضية الفلسطينية سيكون بالتأكيد مع بروز تنظيمات متشددة في فلسطين كـ "داعش" أو "القاعدة"، وهذا ما يحول دون الاستمرار بأي عملية سلمية بين السلطة الفلسطينية وحكاَّم إسرائيل.