توغلات إسرائيلية متكررة ونقاط عسكرية تُكرّس الاحتلال في القنيطرة وغرب درعا
توغلات إسرائيلية متكررة ونقاط عسكرية تُكرّس الاحتلال في القنيطرة وغرب درعا
● أخبار سورية ٢٤ يونيو ٢٠٢٥

توغلات إسرائيلية متكررة ونقاط عسكرية تُكرّس الاحتلال في القنيطرة وغرب درعا

يشهد الجنوب السوري، سلسلة شبه يومية من التوغلات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط حالة من التوتر المتصاعد بين السكان المحليين في محافظتي القنيطرة ودرعا، وفي ظل تحركات عسكرية إسرائيلية باتت تتخذ طابعاً أكثر رسوخاً على طول الشريط الحدودي.

بحسب مصادر محلية متقاطعة، توغلت قوات الاحتلال في عدد من قرى ريف القنيطرة الأوسط والجنوبي، شملت قرية روجينة حيث نفذت آليات إسرائيلية عمليات اقتحام وتفتيش داخل منازل المدنيين، استُكملت لاحقاً في قرية المعلقة التي شهدت إغلاقاً للطرق المؤدية إليها واستعراضاً عسكرياً لخمس مركبات ودبابتين.

وفي وقت سابق، اقتحمت قوة إسرائيلية قرية كودنة خلال ساعات الليل، حيث أُجريت مداهمات واعتُقل شاب لم يُفرج عنه حتى لحظة إعداد التقرير. كما توغلت قوات أخرى في قرية الحرية شمال غرب القنيطرة، وتمركزت لفترة قصيرة قبل الانسحاب.

أما في محافظة درعا، فقد تقدمت وحدة عسكرية إسرائيلية إلى شمال قرية معرية في منطقة حوض اليرموك، وأطلقت النار في الهواء لترهيب السكان، وفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ”القدس العربي”. وشهدت المنطقة الغربية من قرية الرفيد حرائق اندلعت نتيجة اعتراضات جوية نفذتها الدفاعات الإسرائيلية قرب الخط الفاصل مع الجولان المحتل.

انتهاكات ممنهجة بحق السكان والأراضي

تؤكد شهادات محلية لـ”العربي الجديد” أن قوات الاحتلال الإسرائيلية، خلال هذه التوغلات، تقوم بـ”استبيانات ميدانية” عن السكان ومصادر دخلهم، وتبحث عن أي سلاح أو عناصر لها ارتباط سابق بفصائل المعارضة. وتُتهم القوات الإسرائيلية بتخريب الأراضي الزراعية وتوزيع مساعدات غذائية وطبية في محاولة لاستمالة السكان، إلا أن الغالبية ترفض التعاون.

كما أُصيب الطفل خليل محمد الخضر (8 أعوام) في قرية العشة بشظايا نتيجة سقوط طائرة مسيّرة أسقطتها القوات الإسرائيلية، وتم نقله إلى مركز طبي تابع للأمم المتحدة.

عسكرة بيئة الجنوب: جباثا الخشب والعدنانية نموذجاً

توسعت التحركات الإسرائيلية لتشمل خطوات عسكرية أكثر رسوخاً، أبرزها إنشاء نقاط عسكرية دائمة في مواقع استراتيجية على امتداد الشريط الحدودي، لا سيما في جباثا الخشب والعدنانية.

في جباثا الخشب، أنشأت قوات الاحتلال نقطة عسكرية داخل محمية طبيعية، شرعت منذ مطلع كانون الثاني 2025 بتجريف غطائها النباتي، وتحويلها إلى موقع عسكري يضم سواتر ترابية ومرافق مراقبة. هذه الخطوة قضت على واحدة من أقدم المحميات البيئية في القنيطرة، ومنعت المزارعين من دخول أراضيهم، ما تسبب بأضرار اقتصادية جسيمة لعشرات العائلات.

أما في العدنانية، فأنشأت إسرائيل نقطة عسكرية محصّنة على تلة استراتيجية قرب سد المنطرة، تضم دبابات وغرفاً مدعّمة وآليات ثقيلة، وتُستخدم كمركز احتجاز مؤقت للمعتقلين خلال التوغلات، بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على تحركات المدنيين، ومصادرة مياه الري التي يعتمد عليها الأهالي في الزراعة.

بحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ”القدس العربي”، فإن هذه النقاط العسكرية تأتي ضمن خطة إسرائيلية لتأسيس سلسلة مواقع مراقبة واستطلاع متقاربة على طول خط وقف إطلاق النار، ما يعكس توجهاً نحو تعزيز السيطرة العسكرية والبيئية والزراعية، وإعادة رسم المشهد الجغرافي والسياسي في جنوب سوريا.

يحمل هذا التصعيد الإسرائيلي في القنيطرة ودرعا مؤشرات واضحة على مساعٍ لفرض واقع أمني وعسكري دائم في الجنوب السوري، من خلال توغلات ميدانية متكررة، واقتحام منازل واعتقالات، إلى جانب تحويل المحميات الطبيعية والمناطق الزراعية إلى قواعد عسكرية. وفي ظل غياب أي رد رسمي مباشر حتى الآن، تبقى المناطق الحدودية عرضة لتصعيد مستمر قد يتجاوز نطاق العمليات المؤقتة إلى فرض نفوذ إسرائيلي مستدام في العمق السوري.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ