
"الخوذ البيضاء" تُطلق مشروعاً لإزالة الأنقاض من 16 حياً في مدينة حلب
أطلق برنامج تعزيز المرونة المجتمعية في الدفاع المدني السوري مشروعاً متكاملاً لإزالة الأنقاض في مدينة حلب، بتمويل من صندوق مساعدات سوريا (AFS)، ضمن جهود مستمرة لدعم تعافي المدينة، وتمكين عودة السكان إلى أحيائهم المتضررة، وتسريع عمليات الإغاثة والوصول الإنساني. ويُعد هذا المشروع امتداداً لسلسلة من المبادرات التي نفذها الدفاع المدني سابقاً في المدينة المنكوبة.
هدف المشروع
يركز المشروع على إزالة أكثر من 75 ألف متر مكعب من الأنقاض في 16 حيًّا سكنيًا، مع مراعاة الجوانب القانونية والفنية، خاصة ما يتعلق بحقوق الملكية العقارية، إلى جانب تطبيق معايير صارمة للسلامة المهنية أثناء العمل، كما يشمل المشروع إعادة تدوير الأنقاض القابلة للاستصلاح، من خلال دعم معمل الراموسة لإنتاج البلاط والبلوك ومواد بناء أخرى.
المدة الزمنية
تمتد مراحل المشروع على تسعة أشهر، من آذار حتى تشرين الثاني 2025، وتشمل أعمال التخطيط والتنفيذ والمتابعة التقنية.
مراحل المشروع
أولاً: مرحلة التخطيط والتنسيق
انطلقت هذه المرحلة بتعاون هندسي بين فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ومجلس مدينة حلب، لتحديد مواقع العمل في الأحياء الأكثر تضررًا: السكري، صلاح الدين، بستان القصر، الأنصاري، هنانو، كرم الجبل، كرم ميسر، ظهرة عواد، كرم القاطرجي، الحلوانية، كرم حومد، بستان الباشا، البياضة، الشعار، جورة عواد، وقاضي عسكر.
كما تم التنسيق لاختيار مواقع التخلص من الركام غير القابل لإعادة التدوير في مقالب العويجة وخان طومان، في حين سيتم ترحيل الركام القابل للاستصلاح إلى معمل الراموسة، مع دعم المعمل بـ 30 ألف ليتر من الوقود وتزويده بقطع غيار للمعدات، لضمان استمرارية الإنتاج، وإلى جانب ذلك، أجرت فرق الخوذ البيضاء مسحاً شاملاً للأحياء المستهدفة، وحددت مواقع مخلفات الحرب، تمهيداً لإزالتها وتأمين محيط العمل.
ثانياً: مرحلة التنفيذ والمتابعة
شهدت هذه المرحلة التعاقد مع موردين محليين وخارجيين لتسريع عمليات ترحيل الأنقاض، بهدف إعادة فتح الطرقات وتحسين إمكانية التنقل داخل الأحياء المتضررة، بما يسهم في العودة الآمنة للمهجرين.
آلية العمل
قُسمت الأحياء المستهدفة إلى ثلاثة قطاعات عمل لتسريع التنفيذ وتقليل العوائق اللوجستية، وتم تحديد أولويات الترحيل وفقاً لحجم الدمار وكثافة السكان العائدين.
خلفية دمار المدينة
تُعتبر حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية، من أكثر المدن تضرراً خلال سنوات الحرب، حيث تشير تقديرات البنك الدولي والاتحاد الأوروبي (2022)** إلى أن 60% من المدينة دُمّر بشكل كلي أو جزئي، بينما بلغت نسبة الدمار في أريافها نحو 50% في قطاعات الكهرباء والنقل والصحة والإسكان.
وتعرضت الأحياء الشرقية لحلب بين عامي 2012 و2016 إلى حملة قصف جوي عنيف، تضاعفت بعد التدخل الروسي المباشر عام 2015، وأسفرت عن تدمير أكثر من 85% من البنية التحتية، وحرمان مئات الآلاف من السكان من خدمات المياه، والكهرباء، والرعاية الطبية، ما فاقم المأساة الإنسانية إلى حد غير مسبوق.
زيارة ميدانية وتأكيد على الشفافية
وكان فريق من صندوق مساعدات سوريا قد أجرى زيارة ميدانية لمواقع المشروع خلال فترة التخطيط، للاطلاع على سير العمل وضمان الالتزام بالمعايير الإنسانية والفنية المعتمدة.
هذا المشروع يُشكل خطوة جديدة في مسار إعادة الحياة إلى المدينة الصناعية الأهم في سوريا، ويُترجم حرص الدفاع المدني السوري على ربط الإغاثة الفورية بجهود التعافي وإعادة البناء، عبر نموذج تشاركي يضع الإنسان وكرامته في مقدمة الأولويات.