في خضم الأحداث المتسارعة في مدينة حلب، وما تواجهه الأحياء المتبقية تحت سيطرة الثوار داخل المدينة من محرقة حقيقية، وسط الانباء الواردة عن الإعدامات الميدانية بحق المدنيين العزل، ومع انحسار الأمل المعقود على تحرك الفصائل لنصر حلب والعمل على تخفيف الضغط عنها، بدأت بعض الجهات الخفية تلعب على وتر تحميل ما يجري لفصائل درع الفرات وأنها هي من أعاقت معركة حلب بعد أن استقطبت المقاتلين للريف الشمالي، خرج الدكتور أيمن هاروش أحد قضاة تجمع اهل العلم في الشام عن صمته ليدلي ببعض الحقائق بما يتعلق بحلب.
وبدأ هاروش كلامه على حسابه الرسمي على موقع التواصل "تويتر" بالقول "بعد أن كثر الكذب والتدليس سأبوح بشي وأترك أشياء لوقتها لان جرح حلب لا يسمح والبعض يجعل من درع الفرات شماعة يعلق عليها كل فشل، من ذهب لدرع الفرات هي فصائل جيش حر غالبها تشكل في تركيا ممن حلت النصرة فصائلهم وقليل جدا جدا من فصائل الداخل، ولا يوجد فصيل سحب عنصرا من حلب وتوجه لجرابلس بل هناك من سحب من الساحل وجاء لحلب، وهناك من رفض دخول حلب وفتح معركة حماه".
وتابع هاروش " فصائل جيش الفتح كلها بجاهزيتها كما هي بما فيها الأحرار والفيلق ومن ارسلوه لجرابلس لا يؤثر على نقطة رباط فضلا عن حلب، وبعض فصائل الحر ذهبت لجرابلس لأنه لم يسمح لها بدخول المعارك الا تحت عباءة جيش الفتح وممنوع ذكر اسمها فيها ولا حضور اجتماعات المعركة، فقوة جرابلس لا علاقة لها بحلب".
وارجع هاروش ما آلت إليه الأوضاع الميدانية في حلب لأمرين بالقول " ومن أسقط حلب أمران اثنان قوة هجمة العدو وترسانته الجوية وحلافات الفصائل بينها، فهل نسيتم الخلافات أمس ومداهمة المقرات واخذ السلاح من قلب حلب، من اسقط حلب هو التناحر على الإمارة والرئاسة".
ورأي هاروش أن نصرة حلب لا تكون إلا بالوحدة "والحل أن تتجمع الفصائل كلها الآن لجيش واحد باسم واحد وفي مقدمته الأمنيين والشرطة لإنقاذ حلب".
تزداد حدة الاحتقان الشعبية في المناطق المحررة لاسيما محافظات الشمال السوري، وذلك نظراً لحالة الصمت المطبق من الفصائل العسكرية لما وصل إليه الحال في مدينة حلب، وتركها وحيدة تصارع كل قوى العدوان يقودها الاحتلال الروسي ضد المدنيين العزل.
وشهدت محافظة إدلب في جميع مناطقها حالة كبيرة من الغليان الشعبي، ومظاهرات عارمة في سلقين وكللي ومعبر أطمة ومدينة إدلب ومعرة النعمان، تخللها قطع للطرقات المؤدية لمعبر باب الهوى، كما شهدت مدينة إعزاز وعدة مناطق بريف حلب والرستن وتلبيسة بريف حمص مظاهرات شعبية عارمة.
ودعا ناشطون لإضراب عام في جميع المناطق المحررة في الشمال السوري، والعمل للضغط على الفصائل الثورية للتوحد وتلبية مطالب الجماهير بشكل عاجل، في وقت تشهد فيه الساحة تآمر لكل القوى المعتدية على قضية الشعب السوري، وسط حالة التشرذم والتفرق بين مكونات الثورة العسكرية.
ورأى ناشطون أن الحراك الشعبي اليوم هو نتيجة حتمية لحجم الضغط والاحتقان المتراكم في الأنفس، تجاه التواطىء والتخاذل المعلن في نصرة بعضنا البعض، وميول الفصائل جميعاً للتسلط والتحكم والسيادة ولو على حساب الجميع.
وطالبوا بأن تكون هذه التحركات مدروسة ومحكمة وتعي ما تريد من أهداف، على أن تستمر وتتواصل حدة الاحتقان وترفع صوتها عالياً أمام كل القادة والفصائل للتوحد، مع ضرورة انحياز المقاتلين في صف الجماهير كضرورة أساسية للوصول للهدف في إجبارهم على التوحد.
شهدت عدة مناطق في المناطق المحررة الأمس واليوم، مظاهرات شعبية غاضبة لما آلت إليه الأوضاع الميدانية فيما تبقى من أحياء محررة في مدينة حلب، تخللها شعارات لنصرة حلب وتنديد بصمت الفصائل عما يجري في المدينة المحاصرة.
وخرج الأهالي والفعاليات الشعبية في مدينة إدلب وبلدات عدة بالريف، كما شهدت مدينة إعزاز وبلدات الريف الغربي، والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي في تلبيسة والرستن ومناطق عدة، بمظاهرات شعبية جابت الشوارع والساحات رغم القصف وتحليق الطيران الحربي.
وطالب المتظاهرون بتوحيد الصفوف وفتح الجبهات للتخفيف عن المحاصرين في مدينة حلب، كما نددوا بالصمت المطبق من الفصائل الكبرى وغيرها من الفصائل تجاه ما يجري في مدينة حلب من مذبحة بحق المدنيين العزل.
وتشهد الحاضنة الشعبية بجميع أطيافها في المناطق المحررة حالة احتقان وغضب كبير، وسط تهديدات بالتوجه للمعابر الرئيسية والمقرات العسكرية في حال استمر صمت الفصائل عما يجري في حلب.
بلقطات سريعة بتقرير تلفزيوني تمر صور لشبان ورجال حلبيون جالسين على الأرض ومحاطين بعناصر الميليشيات الأجنبية التابعة لإيران بينما صوت المعلق الروسي يتكلم عن التحقيق، كما يسميه، مع كل الذكور من سكان أحياء حلب الشرقية و"التحقيق" بعرف نظام الأسد وروسيا يعني الإعتقال والقتل.
سبرينيتشا من جديد!
مشاهد تجميع الشبان والأطفال ومن ثم اختفاؤهم استحضر عند الكثيرين صوراً وروايات مرعبة عن مدينة "سبرينيتشا" التي اجتاحتها الميليشيات الصربية المدعومة من روسيا أيضاً حيث تم فصل الذكور عن الإناث وإعدامهم في مجزرة رهيبة اعتقد الكثيرون وقتها أنها لن تتكرر ولكن اليوم في حلب ذات المشهد وذات القتلة ميليشيات طائفية تحركها شهوة الدم مدعومة ومغطاة من قبل روسيا. وإذا تحجج العالم في 1995 بأن أخبار المجزرة انتشرت بعد تنفيذها، فهي اليوم تتم أمام أنظار الجميع ويستقبل ساسة العالم وقاداته أركان النظام الروسي ويحتفون بالقتلة بوتين ولافروف أي احتفال وتعقد شركات الطيران الصفقات مع ممولي ميليشيات المرتزقة الأجنبية في طهران.
لا يمكن لأحد اليوم أن يدعي الجهل بما يحدث بحلب وما يفعله ساسة العالم من محاولات انتهازية لتجاهل حقيقة مشاركة الجيش الروسي البرية والجوية في طقوس القتل الوحشية يتفاخر به الروس أنفسهم في تصريحات مسؤوليهم التي وبالرغم من محاولتهم تجميلها لا تخلو من فرح وحشي بكل تلك الدماء وإصرار على الاستمرار بالقتل.
الروس وإيران هم من يهاجمون حلب
تقول شبكة "سي بي إس نيوز" في تقرير مطول عن حلب أن ميليشيات المرتزقة الأجانب التابعين لإيران من (أفغانستان وباكستان وإيران والعراق ولبنان) بالإضافة للجيش الروسي بالإضافة لميليشيا من مرتزقة فلسطينيون تحت مسمى "لواء القدس" هم من يقوم بالهجوم الوحشي على أحياء حلب الشرقية ويتحدث التقرير عن كلام لأحد قيادات ميليشيا "حزب الله" الذي يقول إن عقيدتهم الدينية هي من تحركهم ولذلك فعناصرهم تقاتل بشراسة لأنهم يريدون حماية مقدساتهم بينما لا يتواجد هذا الدافع عند عناصر نظام الأسد.
احتفالان
في حسابها على تويتر تتحدث الصحفية الأمريكية "آنا برنارد" من صحيفة "نيويورك تايمز" عما يجري في حلب وكيف أن الأهالي يخشون الخروج إلى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات المرتزقة الأجانب خوفاً من الاعتقال والتعذيب ويطالبون بتأمين خروجهم للمناطق المحررة في ريف حلب كما تتحدث الصحفية عن إحدى السيدات التي رفضت الحديث لتلفزيون نظام الأسد "لا أستطيع أن أكذب" وكيف أن شخصان من عائلتها تم اعتقالهم من قبل النظام.
وفي تغريدة أخرى تقول برنارد، في تهكم واضح، "هناك احتفالان اليوم .. احتفال لنظام الأسد في حلب واحتفال لتنظيم الدولة في تدمر"
قالت الأمم المتحدة أن قوات الأسد والمليشيات العراقية تطلق النار على منازل المدنيين في حلب، كما أنها تقوم باقتحام المنازل في الأحياء المحاصرة وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والاطفال.
وقال مكتب حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية إنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا اعدموا بشكل فوري في 4 من احياء حلب التي تم احتلالها مؤخراً من قبل قوات الأسد و حلفاءه.
وقال ناطق باسم المكتب إنه يبدو "ان المشاعر الانسانية انهارت تماما في حلب”، مشيراً إلى وجود آلاف المدنيين المختبئين في أقبية الأحياء المحررة المتبقية من حلب ، كاشفاً عن وجود تقارير تتحدث عن انتهاكات يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين المحاصرين في حلب.
و استطرد المتحدث باسم المنظمة الدولية بالقول أن هناك تقارير عن وجود جثث ملقاة في شوارع حلب لم يتمكن السكان من رفعها بسبب القصف المكثف على المدينة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر في وقت سابق عن قلقه "ازاء التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات بحق عدد كبير من المدنيين في حلب.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن سوريا وروسيا "ستخضعان للمساءلة" عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون التابعين لهما في حلب.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام قلق من تقارير عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين من بينهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة".
وأضاف دوجاريك أنه " في الوقت الذي لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من هذه التقارير، فإن الأمين العام الأمين العام نقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية".
يواصل مقاتلي تنظيم الدولة عملياتهم العسكرية على مشارف مطار التيفور غربي مدينة تدمر، وذلك بعد سيطرتهم على كامل مدينة تدمر والتوسع غرباً لعمق أكثر من 30 كيلو متراً، حيث باتت العمليات العسكرية على أطراف مطار التيفور العسكري.
وسيطر مقاتلو التنظيم على حاجز مفرق القريتين الاستراتيجي جنوب غرب مطار التيفور العسكري، وتقطع الطريق والواصل بين المطار ومدينة القريتين، وذلك بعد السيطرة على مفرق حجار إلى الشرق من مطار التيفور، فيما دارت اشتباكات عنيفة في سلسلة الجبال الواقعة شمال المطار، تمكن خلالها التنظيم من السيطرة على العديد من المواقع لتغدوا على مشارف كتيبة الدفاع الجوي شمال المطار.
كما تمكن عناصر التنظيم من السيطرة على كتيبة للدفاع الجوي تابعة للمطار من الجهة الشرقية، كما سيطروا على قرية مرهطان القريبة منها، فيما شهدت منطقة الباردة جنوب مطار التيفور العسكري اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرة التنظيم على برج السيرياتيل ومنطقتي قصر الحير والمشتل.
ومع سيطرة التنظيم على عشرات المواقع المحيطة بمطار التيفور، وصلت لتضييق الخناق على المطار والاقتراب منه على مسافات تراوحت بين 2 إلى 5 كم، وسط استهداف لمدرجات المطار بالقذائف والمدفعية الثقيلة تسببت بتضرر المدرجات واحتراق عدة طائرات داخل المطار.
وكان مقاتلو التنظيم شنوا هجوم عنيف على مواقع قوات الأسد في مدينة تدمر وحقوق شاعر ومنطقة التيفور، تمكنوا فيها خلال أيام قليلة من السيطرة على كامل مدينة تدمر وعشرات النقاط والحواجز وآبار النفط، فيما تتواصل عمليات التنظيم باتجاه الغرب، وسط قصف جوي روسي عنيف يستهدف المنطقة.
أشهر عصيبة مرت على الأحياء الشرقية المحررة بمدينة حلب، بعد تمكن قوات الأسد والميليشيات الطائفية وبدعم من القوات الكردية في حي الشيخ مقصود، من قطع شريان الحياة الوحيد إلى الأحياء المحررة عبر طريق الكاستيلو، لتطبق من خلاله الحصار على أكثر من 350 ألف مدني، وتمنع عنهم دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية غذائية كانت أو طبية.
تلا عمليات تطويق المدينة وإحكام الحصار بالتوسع حول الكاستيلو والسيطرة على مناطق الملاح وحندرات لقطع أي فرصة أمل للثوار في استعادة المنطقة وإعادة فتح الطريق باتجاه الأحياء الشرقية المحررة، حيث عملت الفصائل داخل المدينة وخارجها على فك الحصار، فكانت معركة فك الحصار الأولى من جهة الراموسة والتي خاض فيها الثوار حرب استنزاف لأكثر من شهر، انتعت بعودة الحصار للمدينة، فيما فشلت معركة فك الحصار الثانية بعد عدة أشهر، وتمكنت قوات الأسد من استعادة ما خسرته في معركة فك الحصار الأولى حتى مشروع 10270 شقة.
عمل النظام طوال فترة الحصار على تكثيف القصف الجوي والمدفعي من الطيران الحربي الروسي والمروحي، استخدمت أنواع عديدة من الأسلحة في قصف المدنيين، بينها الارتجاجية والمخصصة للملاجئ والعنقودية والحارقة وأنواع عدة من البراميل المتفجرة والمحملة بغازات سامة، خلفت المئات من المجازر بحق المدنيين العزل على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أي يحرك ساكنا لوقف المذبحة بحق المحاصرين.
أشهر عدة بعد فشل معركة فك الحصار الثنية شهدت جمود عسكري كبير للفصائل جميعاً خارج حلب، دون أي مبرر لسبب توقفها حتى عن مساندة المحاصرين والعمل على تخفيف الضغط عنهن، في حين كانت قوات الأسد والميليشيات الطائفية تجهز لاقتحام الأحياء المحررة، بالتزامن مع تكثيف الهجمة الجوية، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة في قصف المناطق قبل التقدم إليها.
وقبل أيام قليلة بدأت دفاعات الثوار في الأحياء المحاصرة بالتراجع امام تقدم الميليشيات المدعومة بالعتاد العدة والقصف الجوي والمدفعي، حيث كانت البداية في مساكن هنانوا والتي تقدمت إليها قوات الأسد والميليشيات، ومنها عملت على التقدم باتجاه حي الصاخور لتغدوا أكثر من 10 أحياء في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة محاصرة من كل الاتجاهات، تمكن من كان فيها من المدنيين من النزوح باتجاه الأحياء الجنوبية، فيما بقي الألاف من المدنيين داخل تلك الأحياء يواجهون المصير المجهول بعد سيطرة قوات الأسد على المنطقة بالكامل.
وتابعت قوات الأسد وحلفائها التضييق على الأحياء المحاصرة، مدعومة بالتعنت الروسي على الحسم العسكري، ورفض كل الطروحات المقدمة لإخراج المدنيين، ممن تبقى داخل عدة احياء من الجهة الجنوبية الشرقية، بعد حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد هرباً من القصف والموت، لتواجه عشرات العائلات حتفها على معابر الموت بقصف قوات الأسد والميليشيات.
وبالأمس زاد الخناق اكثر على ما تبقى من أحياء محاصرة وعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، حيث تمكنت قوات الأسد من السيطرة على أحياء الشيخ سعيد والفردوس وبستان القصر، وقامت بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أكثر من 80 مدنياً رمياً بالرصاص انتقاماً من كل العائلات التي صمدت داخل المحرر ورفضت الخروج باتجاه مناطق قوات الأسد، لتبقى عدة أحياء صغيرة على بقعة جغرافية تضيق بها الخناق وتواجه محرقة كبيرة في حال دخلت قوات الأسد إليها، حيث لا مفر من إلا المواجهة حتى الرمق الأخير، أو الوقوع في الأسر.
حلب اليوم باتت تواجه المحرقة وكأنه يوم القيامة لوحدها، تخلى عنها القريب والبعيد، حتى فصائل الثوار لم تحرك ساكناً على مشارفها، ولو لتخفيف الضغط، باتت حلب أمام كل قوى العالم حاصرتها وقتلت فيها الألاف، إضافة للدمار الذي خلفته الحرب، حلب لن تكسر وستنهض من جديد، ستنهض لتحاسب كل من تخلى عنها وتركها تواجه مصيرها لوحدها دون تقديم أي مساعدة، حلب ستواجه من أوقف المعارك وانشغل بالاقتتال والانقسام.
قالت الخارجية الأمريكية، إن الاحتلال الروسي طلب منها تأجيل وقف إطلاق النار المقترح في مدينة حلب، وهو ما اعتبرته واشطن "غير مقبول".
وأضاف المتحدث باسم الوزارة جون كيربي: "بدلاً من قبول طلب الولايات المتحدة بوقف فوري (لإطلاق النار)، فإن الروس أبلغونا بأنه لا يمكن البدء بالوقف إلا بعد عدة أيام (لم يحدد عددها)".
وتابع كيربي، خلال الموجز الصحفي اليومي من واشنطن، أن المقترح الروسي يعني "استمرار النظام ومؤيديه (في قصف حلب) حتى يتم بدء الاتفاق".
من جانبه قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستواصل مساعيها الدبلوماسية لإنهاء القتال في سوريا.
وأضاف، في بيان له، "نحن لازلنا مهتمين بالدبلوماسية، لازلنا منفتحين عليها ومهتمين بمحاولة ايجاد حل دبلوماسي، لكن كما تعلموا فإننا لسنا متفائلين جداً".
وتتعرض ما تبقى من أحياء حلب المحررة و المحاصرة لعملية ابادة كاملة على يد قوات الاحتلال الروسي و الايراني و قوات الأسد ، ضمن عمليات قصف مكثفة تطال مساحة لاتتجاوز ٢ كم٢ تضمن في جنباتها أكثر من ٧٠ ألف مدني لم يترك لهم أي منجى من الخروج إلا الموت.
أبى الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون مغادرة منصبه إلا و أن تحظى حلب بآخر شعور لـ”القلق” الذي رافقه طوال السنوات الماضية، في الوقت الذي حمل فيه مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسوريا يان إيجلاند نظام الأسد و الاحتلال الروسي مسؤولية الفظائع التي ترتكب بحق المدنيين في أحياء حلب المحررة.
قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن الأمين العام يشعر بالقلق من تقارير “غير مؤكدة” عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال في مدينة حلب، مضيفاً أن بان كي مون، كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية”.
فيما أضاف ايغلاند، في تغريدة على توتير “، قائلا "حكومتا سوريا وروسيا مسؤولتان عن أي انتهاكات وكل الانتهاكات التي ترتكبها حاليا الميليشيات المنتصرة في حلب".
وتتعرض ما تبقى من أحياء حلب المحررة و المحاصرة لعملية ابادة كاملة على يد قوات الاحتلال الروسي و الايراني و قوات الأسد ، ضمن عمليات قصف مكثفة تطال مساحة لاتتجاوز ٢ كم٢ تضمن في جنباتها أكثر من ٧٠ ألف مدني لم يترك لهم أي منجى من الخروج إلا الموت.
ريف دمشق::
تمكن الثوار من التصدي لمحاولة تقدم قوات الأسد على محوري كازية الأمان ومباني الإسكان على جبهة أوتوستراد "دمشق-حمص" على أطراف الغوطة الشرقية، وتمكنوا من عطب دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر، بينما سقط صاروخ "أرض – أرض" على مدينة دوما وتعرضت مدينة عربين لقصف مدفعي عنيف دون تسجيل أي إصابات، في حين تعرضت بلدة مضايا لقصف مدفعي من قبل حواجز حزب الله الإرهابي، أما في منطقة وادي بردى فقد استهدفت قوات الأسد الطريق الواصل إلى قرية إفرة بالرشاشات الثقيلة.
حلب::
استهدف الثوار معاقل قوات الأسد في مطار النيرب العسكري بصواريخ الغراد، فيما تواصل قوات الأسد تقدمها في المعارك العنيفة جدا في مدينة حلب، حيث تمكنت من السيطرة على أحياء الشيخ سعيد وباب المقام والكلاسة وبستان القصر والصالحين والفردوس بشكل كامل، وسيطرت على عدة أجزاء من أحياء الأنصاري الشرقي و الزبدية و الإذاعة وصلاح الدين والعامرية وسيف الدولة، وهذا هو ما تبقى من أحياء تحت سيطرة الثوار وربما أجزاء منها، ما يجعل حياة أكثر من 100 ألف إنسان في خطر كبير، حيث قامت قوات الأسد بإعدام عشرات المدنيين في أحياء بستان القصر والفردوس والصالحين رميا بالرصاص وحرقا، فيما تقوم الطائرات الروسية والمدفعية الأسدية بقصف ما تبقى من الأحياء بشكل عنيف جدا والتي أدت لسقوط العديد من الشهداء والجرحى لم نتمكن من إحصائهم، وتجري عمليات نزوح كبيرة جدا من الأحياء التي تقدمت فيها قوات الأسد إلى ما تبقى من أحياء محررة، حيث يعيش النازحون حالة إنسانية صعبة جدا مع انعدام كل أسباب الحياة من مأكل ومشرب ودفئ ولا مكان آمن لهم، وإلى الريف الحلبي حيث تتعرض المدن والبلدات المحررة لغارات جوية مكثفة أدت لسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، وفي سياق آخر جرت اشتباكات بين الثوار وقوات حماية الشعب الكردية على جبهات بلدتي عصعص ومرعناز، أما بالريف الشرقي فقد ذكرت وكالة أعماق أن 12 مدنيا استشهدوا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف صاروخي تركي على مدينة الباب، كما واستشهد 5 أشخاص بقصف مماثل على بلدة بزاعة، وقالت أن عناصر تنظيم الدولة تمكنوا من تدمير دبابتين للجيش التركي وإعطاب ثالثة غرب مدينة الباب.
حماة::
ارتكبت الطائرات الروسية مجزرة مروعة في منطقة عقيربات بريف حماة الشرقي، جراء استهداف المنطقة بغاز السارين السام، ونقل ناشطون عن مصادر أهلية في منطقة عقيربات أن أكثر من 80 شخصا من المدنيين استشهدوا غالبيتهم أطفال ونساء، حيث قضوا جراء استنشاق الغازات السامة، إضافة لأكثر من 150 حالة اختناق، وسط انعدام العناية الطبية في المنطقة وعدم قدرتهم على نقل المصابين لمناطق تتوفر فيها الطبابة، وجاء توزع الشهداء على الشكل التالي "٣٥ مدنياً من قرية جروح -٤٣ من قرية الصلالية - 7 شهداء من قرية حمادة عمر - شهيدان من قرية القسطل – 6 شهداء في الخضيرة"، وجميعها تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وفي الريف الشمالي ألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة على مدن اللطامنة وحلفايا ومورك وبلدة تل بزام بالريف الشمالي أدت لسقوط شهيد وجرحى في اللطامنة، وفي الريف الغربي استهدف الثوار معاقل قوات الأسد في مدن محردة والسقيلبية وبلدة الربيعة بقذائف مدفعية حققت إصابات جيدة.
إدلب::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة جسر الشغور وقريتي الناجية والكندة، وأغارت على بلدة يحمول وأدت لسقوط شهيد وعدد من الجرحى، كما أغارت أيضا على مطار تفتناز.
حمص::
معارك عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وقوات الأسد لا زالت تدور غرب مدينة تدمر بالقرب من مطار التيفور العسكري بالريف الشرقي، تمكن فيها التنظيم من السيطرة على مفرق جحار والجبال المحيط بالمطار، ومن ثم تقدم إلى منطقة التياس والمحطة الرابعة القريبة جدا من المطار، حيث سيطر التنظيم في بادئ الأمر على منطقة التياس واقترب من حدود المطار لتتعرض المنطقة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا أجبر التنظيم على الانسحاب، وبعد ذلك سيطر التنظيم على قرية "مرهطان" بالقرب من كتيبة الدفاع الجوي جنوب شرق مطار التيفور وعلى مناطق المشتل وقصر الحير وبرج السيرتيل والمواقع المحيطة به قرب منطقة الباردة جنوب المطار، وأعلن التنظيم عن تدمير 3 طائرات حربية رابضة داخل مطار التيفور العسكري بعد استهدافه بالأسلحة الثقيلة، ودمر دبابة ومدفع في محيط مطار التيفور، ببنما قال ناشطون أن التنظيم تمكن من أسر أكثر من 35 عنصرا من الدفاع الوطني واللجان الشعبية داخل مدينة تدمر ممن لم يتمكنوا من الهرب وبينهم عدد من أبناء مدينة تدمر، وأعدم عددا كبيرا يوم أمس ممن وجدوهم مختبئين داخل المنازل، وفي الريف الشمالي تعرضت قرى عز الدين والسعن الأسود وعيون حسين وديرفول وكيسين لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد أدت لسقوط جرحى بين المدنيين.
درعا::
سقطت قذائف محلية الصنع من قبل قوات الأسد على حي طريق السد بمدينة درعا دون تسجيل أي إصابات، واستهدفت قوات الأسد أحياء درعا البلد بصاروخ فيل وبقذائف الهاون، بينما رد الثوار باستهداف معاقل قوات الأسد في المربع الأمني بدرعا المحطة بقذائف الهاون، وفي ريف درعا استهدفت قوات الأسد بلدة إبطع بالرشاشات الثقيلة، وفي خبر منفصل فقد تواردت معلومات عن وجود حشود كبيرة لقوات الأسد في الفرقة التاسعة ودير العدس وأيوبا، وسط مطالبات لفصائل الثوار برفع الجاهزية للتصدي لأي هجمات محتملة.
ديرالزور::
دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم الدولة وقوات الأسد في حي الصناعة وفي منطقة البانوراما على المدخل الجنوبي للمدينة وفي منطقة البغيلية ومحيط مطار ديرالزور العسكري، وترافقت الاشتباكات مع قصف جوي ومدفعي عنيف، وقام تنظيم الدولة بقصف حيي الجورة والقصور بقذائف الهاون، وفي سياق أخر شنت طائرات التحالف الدولي غارات جوية يوم أمس في بادية خشام بالريف الشرقي استهدفت سائقي صهاريج النفط وهم من المدنيين والتجار أدت لسقوط أكثر من 11 شهيدا والعديد من الجرحى، كما أغارت طائرات التحالف على محيط منطقة الصناعة في مدينة البوكمال دون تسجيل أي إصابات.
الرقة::
تستمر معارك غضب الفرات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم الدولة تمكنت فيها "قسد" من السيطرة على قرى صايكول والحصان وسيف أغا والمزارع المحيطة بها "شمال غرب الرقة"، وتدور معارك عنيفة في محيط قرية المياح، وسط غارات جوية من طائرات التحالف الدولي استهدفت نقاط تمركز التنظيم، كما أدت بعض الغارات لتدمير منازل المدنيين في قرية مجيبنة دون تسجيل إصابات بسبب نزوح أغلب أهالي القرية، كما سقط عدد الشهداء والجرحى في مدينة الرقة جراء غارات جوية شنها الطيران الروسية على عدة نقاط.
اللاذقية::
قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدف الشريط الحدودي مع تركيا من قبل قوات الأسد على قرى عين الجوز والحمبوشية بجبل الأكراد، كما ألقت المروحيات براميلها على محور بلدة تردين دون تسجيل أي إصابات.
الحسكة::
استهدفت طائرات التحالف الدولي سيارة تابعة لتنظيم الدولة في قرية الرحال أدت لمقتل من كان بداخلها دون ورود تفاصيل إضافية، في حين ذكر ناشطون أن عنصر تابع لقوات الحماية الشعبية الكردية قتل جراء قيام مجهولون يستقلون سيارة باستهداف حاجز في حي قدوربك بمدينة القامشلي بقذيفة "آر بي جي".
أعلنت عدة منظمات تهتم بخدمة المجتمع المدني في الداخل السوري عن تعليق عملها ردا على المجازر التي يرتكبها نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني في مدينة حلب المحاصرة.
فقد ذكرت منظمات "بيتنا سوريا وكش ملك وبنفسج ومسار وصناع الحياة بالإضافة لمنظمة سند لذوي الاحتياجات الخاصة" عن تعليق عملها "احتجاجاً على شراكة المجتمع الدولي في قتل أهلنا في حلب"، في إشارة إلى التواطؤ الدولي الواضح في مساعدة مدنيي حلب الذي يوشك نظام الأسد على ارتكاب مجزرة بشعة جدا بحقهم.
ولفتت المنظمات إلى أنها لن نقوم بمتابعة أعمالها حتى يتم البدء بإجراءات حقيقية لوقف إجرام نظام الأسد وحماية المدنيين وإخراجهم بشكل آمن.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد يواصل التقدم في عمق الأحياء المحررة في مدينة حلب المحاصرة بشكل يومي مرتكبا المجازر والفضائع بحق العشرات من المدنيين، حيث قامت قواته وميليشياته الشيعية الطائفية اليوم بإعدام العشرات من المدنيين في أحياء الصالحين وبستان القصر والفردوس حرقا ورميا بالرصاص.
شكل صمود الأهالي المدنيين في مدينة حلب المحاصرة على مدار الأشهر الماضية، إضافة للخسائر الكبيرة التي أمنيت بها قوات الأسد وحلفائها الشيعة خلال المواجهات مع الثوار، نقمة كبيرة لدى الميليشيات الطائفية، والتي عملت طوال أشهر على الانتقام من المدنيين العزل بالقصف الجوي والمدفعي وانتهاج سياسة الأرض المحروقة في التعامل مع المناطق المدنية.
ومع تقدم قوات الأسد والميليشيات الطائفية وتوغلها ضمن الأحياء المحررة والتي كانت عصية عليهم في وقت سابق، بدأت تصب هذه الميليشيات جام غضبها في قتل المدنيين، وعمليات الاعتقال التي طالت المئات من الشباب الذين خرجوا من المحرر باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، أضف على ذلك عمليات استهداف النازحين بشكل مباشر وإيقاع عدة مجازر بحقهم في عدة أحياء أبرزها مجزرة باب النيرب.
واليوم بعد توغل الميليشيات الطائفية في أحياء الفردوس والصالحين وبستان القصر، بدأت عمليات التصفية الجماعية بحق عشرات المدنيين على يد الميليشيات الطائفية، حيث نالت من 80 مدنياً غالبيتهم نساء وأطفال، فيما لايزال مصير المئات من العائلات المدنية في الأحياء المذكورة مجهولاً، تواجه مصيرها حرقاً ورمياً بالرصاص، يقتل الطفل أمام والديه ويقتل الأب أمام ابنه في منظر لا يمكن وصفه ولا لعقل تحمله.
الإعدامات الميدانية التي نفذتها الميليشيات الطائفية شملت عائلات عجم والحسن ومصري ومدنيين من آل سندة، بينهم 7 نساء و4 أطفال، وعشرون مدنياً من عائلة قصير وحجار في الفردوس و25 مدنياً من عائلة عكو وفاعل في حي الصالحين، في حين تتوارد كل ساعة أنباء جديدة عن إعدامات ميدانية في عدة أحياء ومناطق باتت تحت سيطرة الميليشيات.
حلب اليوم تواجه محرقة كبيرة وحدها، تستنصر العالم أجمع للتدخل ووقف المحرقة بحق آلاف المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة، يلاحقها الموت من كل مكان بقذائف وصواريخ من الجو والأرض، وسط تكاتف كل القوى للنيل من الضحية المنهكة بعد أشهر طويلة من العذاب والصمود.