طالب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضاترياض حجاب، الأمين العام للأمم المتحدة،أن يعلن اسم الطرف الذي يقوم بتعطيل قرارات مجلس الأمن في سورية، مشيرا إلى الوضع الخطير في حلب وحي الوعر في حمص والمعضمية بريف دمشق، ومحاولات النظام تهجير السكان والاستمرار في سياسية التهجير القسري والتغيير الديمغرافي.
و أكد حجاب خلال لقاءه مع بان كي مون مساء أمس في نيويورك، أن جرائم النظام وروسيا في سورية تقوض فرص الحل السياسي في سورية وتزيد من معاناة المدنيين.
وأعرب بان كي مون في تصريح له عن صدمته جراء القصف العنيف المتواصل غير المسبوق على مدينة حلب منذ بدء الأزمة، ووصف ما يحدث بأنه «تصعيد تقشعر له الأبدان»، مضيفاً: «إننا نشهد يوماً أسود للالتزام العالمي بحماية المدنيين ويجب بعث رسالة قوية من العالم بعدم التسامح مع استخدام مثل هذه الأسلحة».
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الاستخدام المنتظم للأسلحة العشوائية كالقنابل الحارقة والخارقة للتحصينات على المناطق السكانية «يرقى لأن يكون جريمة حرب».
فيما عبرت الجالية السورية في الولايات المتحدة عن الغضب والاستياء مما وصفته «البرود والسلبية اللامحدودة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي في التعاطي مع شلال الدم السوري نتيجة القصف الممنهج للمدنيين في حلب وباقي مدن سورية».
وأكدت الجالية في لقاء جمعها مع حجاب، في نيويورك إلى ضرورة مراجعة الموقف السياسي في ضوء حملة الإبادة التي تقودها روسيا ضد حلب وكافة مناطق سورية.
وأشار حجاب إلى وجود عجز وشلل دولي إزاء انتهاكات ومجازر روسيا والنظام المروعة بحق المدنيين السوريين، وقال «لم يعد من المناسب الاستمرار في سياسة ترضية القتلة بحجة محاربة الإرهاب، لأنّ الركون لشروط القتلة ومهادنتهم يخالف الميثاق الذي قامت عليه الأمم المتحدة».
وطالبت الجالية السورية الهيئة العليا للمفاوضات «عدم التنازل عن حقوق السوريين، والضغط على المجتمع الدولي من أجل معالجة الواقع السوري بدلاً من استنزافه بغية تحقيق أهداف سياسية تصبّ في مصلحة إرهاب الدولة التي يقودها بشار الأسد، المسؤول عن التهجير الممنهج بحق المواطنين من وطنهم الأم سورية».
وقال حجاب: "لا نملك حقّ التنازل عن حقوق السوريين، وسنحاكم القتلة ونرغمهم على إيقاف القتل والتهجير والقصف وفكّ الحصار الإنساني الذي فرضه نظام الأسد وحلفاؤه على المدنيين منذ بداية الثورة كوسيلة ضغطٍ للحدّ من الحراك الشعبي المطالب بإسقاطه».
وأضاف «آن الآوان أن يرمم المجتمع الدولي والأمم المتحدة الثقة المفقودة مع الإنسان السوري، والذي أمسى على قناعة تامة، بأن جنسية الفرد، هي المعيار الذي يحدد قدسية الإنسان في القانون الدولي».
هذا و أعلن اليوم وفد الهيئة العليا للمفاوضات قطع زيارته إلى نيويورك و العودة لمتابعة العدوان على حلب و اللقاء مع الفعاليات السياسية و الثورية ، في الوقت الذي تتعرض فيه حلب لأصعب حملة شهدتها منذ انطلاق الثورة عام ٢٠١١ و سجل استشهاد ٢٠٠ مدني خلال ٤٨ ساعة ، فيما ارتقى اليوم العشرات في حالة لا يمكن وصفها.
ريف دمشق::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة دوما بالغوطة الشرقية دون تسجيل أي اصابات بين المدنيين، كما تعرضت المنطقة السكنية الواقعة بين حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما لقصف بقذائف هاون مما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى، وفي الريف الغربي ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على بلدة الديرخبية ومخيم خان الشيح والمزارع المحيطة أدت لسقوط 5 شهداء بينهم نساء والعديد من الجرحى.
حلب::
ما يزال القصف بكل ما هو محرم على مدينة حلب وريفها مستمرا منذ إعلان انتهاء الهدنة، حيث حلقت أسراب الطائرات الروسية والأسدية واستهدفت بالعنقودي والفسفوري والارتجاجي والفراغي جميع أحياء حلب وكذلك مدن وبلدات الريف الجلب، أدت الغارات حتى اللحظة لسقوط 18 شهيد موزعين كالآتي ( 5 شهداء والعديد من الجرحى في حي الهلك و 4 شهداء في حي قاضي عسكر وشهيدين في حي القاطرجي و7 شهداء في حي بستان الباشا)، كما استهدفت طائرات العدو الروسي مركز للدفاع المدني في حي الصاخور أدى لخروجه عن الخدمة، في حين استهدف الثوار معاقل الشبيحة في بلدتي نبل والزهراء بصواريخ الغراد محققين اصابات جيدة.
حماة::
يواصل الثوار وجند الأقصى عمليات التقدم بريف حماة الشمالي، بعد سيطرتهم بالأمس على بلدتي معان والكبارية، حيث تمكنوا اليوم من تحرير حواجز قوات الأسد المتمركزة في معمل السكر شرقي بلدة الكبارية، ومحطة القطار جنوبها، وقتل خلالها عدد من عناصر قوات الأسد، كما استهدف الثوار معاقل الأسد في مطار حماة العسكري بصواريخ الغراد، وتمكوا من تدمير جرافة في قرية الطليسية شرق معان، ودمروا دبابة "تي 72" شرق الكبارية، وأيضا دمروا مدفع 23 في أطارف قرية كراح، في حين شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت بلدة معان المحررة، واستهدف الثوار أيضا تجمعات لعناصر الأسد في مدينة مصياف وبلدة الربيعة بالريف الغربي محققين اصابات مباشرة.
ادلب::
شن الطيران الحربي غارات جية استهدفت مدينة معرة النعمان أدت لسقوط شهيدة طفلة وعد من الجرحى.
حمص::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة الرستن وبلدات السعن والمكرمية والزعفرانة والفرحانية وعزالدين بصواريخ عنقودية وفسفورية أدت لسقوط إصابات بين المدنيين بينهم أطفال منهم حالات خطرة.
درعا::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة داعل أدت لسقوط جرحى بين المدنيين.
ديرالزور::
اشتباكات عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وقوات الأسد في حي الصناعة وايضا في بلدة الجفرة المتاخمة للمطار العسكري وسط غارات جوية من الطائرات الحربية.
اللاذقية::
شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت نقاط سيطرة الثوار في بلدة كباني بجبل الأكراد.
ارتكبت قوات الأسد مجزرة مروعة بحق المدنيين اليوم، بقصف جوي ومدفعي استهدف المزارع القريبة من مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي.
وقال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى أكثر من 20 برميل متفجر على المزارع الواصلة بين خان الشيح وبلدة زاكية بريف دمشق، تلاها قصف مدفعي عنيف مصدره حواجز قوات الأسد في المنطقة، خلفت 5 شهداء كحصيلة أولية والعديد من الجرحى في صفوف المدنيين.
وحاولت فرق الدفاع المدني في المنطقة الوصول لمكان القصف، إلا انها تعرضت لاستهداف مباشر من قبل مدفعية قوات الأسد، دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر الدفاع الذين قاموا بإنقاذ المصابين واسعافهم للمشافي الطبية.
قالت مصادر خاصة لشبكة "شام" الاخبارية أن قافلة من مساعدات إنسانية ستدخل الى بلدات الفوعة ومضايا الزبداني اليوم، ضمن اتفاق المدن الأربعة ، الموقع بين جيش الفتح و ممثلين عن ايران ، و المعروف بهدنة " الزبداني - الفوعة"، تضم مساعدات غذائية متنوعة لكل المنطقتين.
و أشارت مصادر "شام" إلى أن من المتوقع اليوم دخول قافلتي مساعدات إنسانية الأولى لمنطقة مضايا والزبداني تضم قرابة 8 ألاف سلة غذائية لبلدة مضايا المحاصرة و200 سلة لمدينة الزبداني، يقابلها دخول 4 ألاف سلة غذائية لبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي.
وأكدت المصادر إلى أن القافلتين تنضويان ضمن اتفاق "الزبداني - الفوعة" والذي وقتعه إيران مع جيش الفتح، بهدف تخفيف الضغط على المحاصرين في بلدات مضايا والزبداني وكفريا والفوعة.
هذا و ينص اتفاق المدن الأربعة و التي يعرف باتفاق “الفوعة - الزبداني “ على أن لايتم ادخال معونات لأي من الزبداني أو مضايا دون أن يقابلها ذات الأمر بالنسبة لكفريا و الفوعة ، و كذلك الأمر المتعلق باخراج المرضى .
يذكر أن إيران تملصت من تطبيق بنود الاتفاق كاملة، لاسيما بما يتعلق بتحييد المناطق المشمولة بالاتفاق عن القصف والإمداد العسكري، حيث أن بلدات ريف إدلب المشمولة بالاتفاق وبلدات مضايا والزبداني تتعرض لقصف يومي من الطيران الحربي والقذائف والرشاشات الثقيلة، ناهيك عن إمداد بلدتي كفريا والفوعة بالأسلحة والذخائر والمواد الغذائية عبر طائرات اليوشن، وعمليات هدم المنازل وحرق المحاصيل الزراعية في الزبداني ومضايا.
قالت فصائل الثورة المسلحة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان مشترك اليوم، أن نظام الأسد وبمشاركة مباشرة من حليفته روسيا والميليشيات الإيرانية صعد من عدوانه الوحشي على مدينة حلب، متعمداً سياسة الأرض المحروقة بهدف تدمير المدينة وتهجير سكانها، وذلك بعد إعلانه انتهاء الهدنة ورفضه الالتزام ببنودها بشكل أحادي.
وأضاف البيان أن هذا العدوان أدى لاستشهاد مئات المدنيين في حلب والمناطق المحاصرة، نتيجة لاستهدافها بأسلحة محرمة دولياً بما فيها النابالم الحارق والأسلحة الكيماوية، وسط غياب أي توجه دولي واضح وفعال لوضع حد لجرائم الحرب الموثقة التي ترتكب بحق الشعب السوري، وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة.
وأكد البيان أن العملية التفاوضية وفق الأسس الراهنة لم تعد مجدية ولا معنى لها، في ظل القصف والقتل والتدمير الذي ينبغي أن يتوقف بشكل فوري وكامل، وعدم قبول الطرف الروسي كطرف راعي للعملية التفاوضية كونه شريك للنظام في جرائم ضد الشعب السوريز
وأشار إلى أن أي اتفاق دولي لوقف إطلاق النار والعمليات العدائية يجب ان يشمل وقف جميع عمليات القصف والتهجير القسري بأي وسيلة كانت، وفك الحصار ودخول المساعدات دون قيود، وبإشراف الأمم المتحدة، وابطال جميع الاتفاقيات التي تم انتزاعها من أهالي المناطق المحاصرة تحت سياسة "الجوع أو الركوع" والتي تهدف إلى تهجيرهم القسري.
وطالب الموقعون على البيان بالتطبيق الفوري والكامل لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة ما يتعلق منها بالقضايا الإنسانية، ومحاسبة النظام على استخدام السلاح الكيمياوي ضد المدنيين يعد ثبوت ذلك من خلال اللجنة الدولية المكلفة وفق المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118.
كما طالبوا مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بخصوص استهداف قافلة المعونات الإنسانية من قبل الطيران الروسي وطيران الأسد وتحويل المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جريمة حرب، والأمم المتحدة والدول الصديقة بتحمل مسؤولياتها لوضع حد فوري لجرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب السوري والتحرك السريع والفعال لتأمين الحماية له.
يواصل الطيران المروحي لقوات الأسد عمليات القصف الجوي منذ ساعات الصباح الباكر، مستهدفاً الأحياء السكنية في مدينة حلب، أوقعت 10 شهداء والعديد من الجرحى، وسط استمرار القصف.
وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة استهدفت الأحياء السكنية في حي الهلك، خلفت ستة شهداء والعديد من الجرحى، كما تعرضت أحياء قاضي عسكر والقاطرجي لقصف مماثل بالبراميل المتفجرة، خلفت أربعة شهداء في قاضي عسكري وشهيد في القاطرجي، إضافة لعشرات الجرحى من المدنيين.
وتشهد أجواء المدينة اليوم غياب نسبي للطيران الحربي الروسي، وتراجع في حدة القصف بالمقارنة مع الأيام الماضية التي شهدت ساعات الصباح فيها مجازر وقصف عنيف ومروع، خلف العشرات من الشهداء والجرحى.
استهدف الطيران المروحي لقوات الأسد صباح اليوم، مركز جديد للدفاع المدني في مدينة حلب، بعد يوم واحد من استهداف مركزين للدفاع المدني في المدينة، وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال توقفت مراكز الإسعاف عن انقاذ الجرحى جراء القصف المتواصل.
وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة اليوم على مركز الدفاع المدني "مركز هنانوا" أصاب ساحة المركز أسفر عن تضرر المركز وألياته بشكل كبير، وذلك بعد يوم من استهداف مركز انقاذ هنانوا ومركز الأنصاري والذي دمرته الطائرات الحربية الروسية بشكل كامل بكل ما فيه من أليات.
وينذر الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني وطواقم الإسعاف والمشافي في ظل القصف المتواصل على الأحياء السكنية، بكارثة إنسانية قد تحصل في حين توقفت عمليات الإسعاف للجرحى وإنقاذ المصابين ورفع الأنقاض من فوق رؤوس المدنيين، وقد يزيد أعداد الضحايا لأرقام كبيرة في المدينة.
يضاف لذلك الحصار الذي تفرضه قوات الأسد وحلفائها على المدينة والنقص الكبير في المحروقات الازمة لتشغيل سيارات الإسعاف والمشافي بشكل أساسي، والنقص الكبير في المواد الطبية ومعدات العمل.
وكانت تعرضت أكثر من 10 مراكز للدفاع المدني في مدينة حلب للقصف بشكل مباشر، أخرجت العديد منها عن الخدمة بشكل كامل، حيث ينتشر في المدينة أكثر من 500 متطوع للدفاع المدني استشهد منهم أكثر من 47 خلال عمليات الإسعاف وأداء واجبهم الإنساني في انقاذ المدنيين.
أعلنت ست كتائب عاملة في ريف حلب الشمالي اندماجها الكامل ضمن كتائت الصفوة الاسلامية ، في خطوة جديدة لتوحيد الجهود ، في منطقة تشهد أحمى الجبهات سواء ضد قوات الأسد و حلفاءه أو ضد تنظيم الدولة و الفصائل الكردية الانفصالية.
و أعلنت كل من الكتائت التالية “أحرار أرفاد -أسود الاسلام - شهداء التوحيد - أحرار مارع - كتيبة المدفعية - أحرار جبرين - كتيبة الاسود” ، في بيان مصور، انضمامها إلى كتائت الصفوة الاسلامية احدى أكبر التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الحر في شمال سوريا .
و تنشط الكتائب الست في ريف حلب الشمالي و مدينة مارع على وجه التحديد ، فيما تنشط كتائب الصفوة في العديد من المناطق في حلب و ريفها و هي منضوية ضمن غرفة عمليات “فتح حلب”.
ريف دمشق::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة دوما بالغوطة الشرقية دون تسجيل أي اصابات بين المدنيين، كما تعرضت المنطقة السكنية الواقعة بين حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما لقصف بقذائف هاون مما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى، وفي الريف الغربي ألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على بلدة الديرخبية والمزارع المحيطة.
حلب::
ما يزال القصف بكل ما هو محرم على مدينة حلب وريفها مستمرا منذ إعلان انتهاء الهدنة، حيث حلقت أسراب الطائرات الروسية والأسدية واستهدفت بالعنقودي والفسفوري والارتجاجي والفراغي جميع أحياء حلب وكذلك مدن وبلدات الريف الجلب، أدت الغارات لغارة اللحظة لسقوط 5 شهداء والعديد من الجرحى في حي الهلك وشهيدين في حي قاضي عسكر.
حماة::
يواصل الثوار وجند الأقصى عمليات التقدم بريف حماة الشمالي، بعد سيطرتهم بالأمس على بلدتي معان والكبارية، حيث تمكنوا اليوم من تحرير حواجز قوات الأسد المتمركزة في معمل السكر شرقي بلدة الكبارية، ومحطة القطار جنوبها، وقتل خلالها عدد من عناصر قوات الأسد، في حين شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت بلدة معان المحررة.
حمص::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت بلدتي الفرحانية وعزالدين بصواريخ عنقودية وفسفورية دون تسجيل أي اصابات بين المدنيين.
درعا::
شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مدينة داعل أدت لسقوط جرحى بين المدنيين.
ديرالزور::
اشتباكات عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وقوات الأسد في حي الصناعة وايضا في بلدة الجفرة المتاخمة للمطار العسكري وسط غارات جوية من الطائرات الحربية.
اللاذقية::
شن الطيران الحربي والمروحي غارات جوية استهدفت نقاط سيطرة الثوار في بلدة كباني بجبل الأكراد.
تواصل الطائرات الحربية الروسي وطائرات الأسد، قصفها الجوي على أحياء مدينة حلب وريفها، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى، وسط صمت مطبق لمنظمات المجتمع الدولي عما يجري في المدينة المحاصرة من قتل وتدمير.
وقال ناشطون إن الطيران المروحي لقوات الأسد استهدف عدة أحياء في المدينة بينها حي الهلك، موقعاَ خمسة شهداء وعدد من الجرحى، تواصل فرق الدفاع المدني عمليات البحث عن ناجين جراء القصف.
كما تعرض مركز الدفاع المدني في مركز هنانو لقصف بالبراميل المتفجرة، استهدفت ساحة المركز، متسببة بأضرار كبيرة في المركز، وذلك بعد يوم من استهداف مراكز عدة للدفاع المدني في حلب وإخراجها عن الخدمة.
وشهدت مدينة حلب خلال الأيام القليلة الماضية أعنف هجمة جوية من القصف بأسلحة جديدة استخدمتها الطائرات الحربية في قصف المدنيين، أوقعت أكثر من 200 شهيد و450 جريحاً، في مشهد لم تعهده البشرية من قبل، وسط صمت مطبق عن كل المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في حلب وريفها.
أدانت وزارة الخارجية التركية، الهجمات الجوية، التي زاد نظام الأسد و حلفاءه من وتيرتها مؤخرًا، على المدنيين في مدينة حلب ومحيطها، والتي خلفت ٢٠٠ شهيد خلال الساعات الـ ٤٨ الماضية.
وقالت الخارجية التركية ، في بيان صادر عنها اليوم، أن "النظام السوري وداعميه، زادوا من وتيرة هجماتهم على حلب ومحيطها، في الأيام القليلة الماضية، منددًا بشدة بالهجمات الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني، فضلًا عن إصابة المئات".
وأفاد البيان، أن "النظام يقتل شعبه بلا رحمة عبر هذه الهجمات، التي تستهدف بشكل خاص البنية التحتية، التي تلبي الحاجات الإنسانية كالمستشفيات ومحطات ضخ المياه".
ولفت البيان أن هذه الهجمات "تأتي في وقت تبذل فيه مجموعة من البلدان، ومن بينها تركيا، مساعٍ حثيثة لتحقيق هدنة جديدة، وتظهر أن النظام ومؤيديه لا نية لديهم للحل السياسي في سوريا"، مؤكدًا أن "هذه الأعمال لا تعد جرائم حرب وحسب، وإنما جرائم خطيرة ضد الإنسانية، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية".
و ارتقى خلال الساعات الـ ٤٨ ساعة الماضية ٢٠٠ شهيد و اصيب أكثر ٤٥٠ جريحاً ، في مشهد لم تعهده البشرية ، وكان مصادر بالدفاع المدني بسوريا، قد أكد للأناضول أمس السبت، استشهاد 323 مدنيًا وإصابة 1334 آخرين جراء قصف جوي نفذه طيران العدويين الروسي - الأسدي خلال الأيام الستة الماضية (بدءاً من أمس)، على المناطق المحررة في مدينة حلب.
وتعاني أحياء مدينة حلب المحررة حصاراً برياً من قبل قوات الأسد والميلشيات الطائفية و الايرانية بدعم جوي من العدوالروسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية و انقطاع المياه.
على الطريق الصحراوي بين السودان ومصر، يقف مهرب وعدد من اللاجئين السوريين يتأملون طفلتين سوريتين تزيلان الرمال عن جثة والدتهما، بينما يعمل رفاق رحلة الهروب على دفنها في هذا الوادي الذي انتهت فيه رحلة الأم الهاربة من جحيم الحرب، بحثاً عن حياة آمنة.
أمضت الوالدة غنى ربيع وطفلتاها ثلاثين ساعة في رحلة، من حمص إلى بيروت فالخرطوم ومنها الى بورسودان إلى أقرب نقطة تسلل لحدود مصر.
وفي ظهر الثاني عشر من نيسان (ابريل) الماضي، عندما أعلنت مصر أن درجات الحرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية في أنحاء متفرقة من صعيد مصر، سقطت غنى بفعل ضربة شمس بين يدي طفلتيها جثة هامدة.
إغلاق معبر البلقان
في التاسع عشر من آذار (مارس) الماضي، اجتمع الأوروبيون في بروكسيل للبحث عن مخرج لسد بوابة البلقان، ومنع تدفق اللاجئين إلى قارتهم. تمخض الاجتماع عن إغلاق معبر البلقان وإعادة اللاجئين إلى تركيا وتشديد الرقابة على منافذ التسلل.
من آذار وحتى آب (أغسطس) 2016، تتبعنا الأشهر الستة الأولى في حياة السوريين بعد القرار الأوروبي، بتعديل مساراتهم القسرية إلى أوروبا، من إزمير التركية إلى صحراء السودان بهدف الوصول إلى شواطئ شمال أفريقيا – الجهة الجنوبية لأوروبا.
السجن الكبير
في الثامن من آذار الماضي، حدد الأوروبيون أطر اتفاق، كان ضمن بنوده تسجيل كل لاجئ وضع قدميه على الحدود اليونانية بعد 19 آذار ضمن خطة إعادة اللاجئين إلى تركيا.
كان الأربعيني محمد شيخ أسوأ اللاجئين حظًا، بعدما وصل إلى جزيرة ليسبوس اليونانية مساء التاسع عشر من آذار قادماً من إزمير التركية، وهو ما حرمه الدخول إلى قلب أوروبا.
نزح شيخ من منطقة عين العرب (كوباني) في سورية، بعدما أصيب طفله مصطفى – عام ونصف – بثقب في القلب. وبعدما وصل إلى اسطنبول قال له أطباء أنه لا شفاء لقلب هذا الوليد إلا في ألمانيا.
يقول والده: «جينا على اليونان حطينا قدامنا الموت وفوتنا عالبحر. لما دخلنا مستشفى بأثينا أعطونا دوراً بعد 45 يوماً... وبعدين صارت المشكلة كبيرة بالقلب وصار مشكلة بالراس كمان».
فيما دخل مصطفى إلى مستشفى في أثينا، كان محمد حسين (29 عاماً) - نازح آخر من دمشق- على الشاطئ الآخر في إزمير ينتظر اللحاق بأقرب مركب ينقله إلى الجزر اليونانية، لكن القرار الأوروبي دفعه إلى تعديل مسار هجرته إلى أوروبا والخروج من تركيا إلى السودان ومنها لشمال أفريقيا، حتى لا يتقاسم مأساة 60 ألف سوري هم عالقون في اليونان بعد إغلاق الحدود، وفق مفوضية شؤون اللاجئين.
التيه في الصحراء
قبل أن يصل محمد حسين إلى السودان، كانت الثلاثينية غنى ربيع لا تزال تنتظر في حمص ظهور زوجها المختفي منذ ثلاث سنوات. لكنّ خوفها على طفلتيها - جنى 10 سنوات وسدرة 5 سنوات -دفعها إلى النزوح من سورية.
وبينما كانت تحزم حقائبها، صدر القرار الأوروبي والذي على أثره قررت الوصول إلى الأوروبيين من أبعد الطرق وأشدها خطراً.
في التاسع من نيسان، وصلت غنى إلى بيروت ومنها إلى الخرطوم، وهناك اتفقت مع مهرب سوداني على دخول مصر من الصحراء مقابل 300 دولار لكامل عائلتها، بعدما أصدرت مصر قراراً في 2013 بوضع قواعد لدخول السوريين إلى مصر من بينها الحصول على تأشيرة.
بعد وصول غنى إلى الخرطوم، كان الثلاثيني نور الدين موسى قد دخل مع ثلاثة من أصدقائه يومهم الثاني، تائهين في الصحراء على بعد 450 كم من بورسودان (شمال السودان على ساحل البحر الأحمر)، بعدما سلّموا أنفسهم مع أربع أسر سورية للمهربين وتحركوا بسيارة دفع رباعي من صحراء بورسودان شمالاً باتجاه الحدود المصرية.
نزح نور الدين مع أصدقائه من دمشق أوائل نيسان، كان هدفهم الوصول إلى أوروبا من مصر بعد إغلاق معبر البلقان، لكن التيه في الصحراء لثمانٍ وأربعين ساعة أنساهم حلم أوروبا.
يقول نور الدين: «ضعنا ثلاثة أيام بالصحراء، كان الأكل والشراب اقتربا من نهايتهما، والمهربون بيحكوا بلغة خاصة بهم لا نعرفها، وفي نهاية اليوم التاني فقدنا الأمل في الخروج من الصحراء، لكن ما كنا خايفين من الموت بقدر ما كنا خايفين من المهربين ذاتهم، لأنهم كان ممكن يرمونا في الصحراء».
يضيف نور: «في اليوم الثالث إلى جبل عالٍ، السيارة وقفت وقالوا لنا اقطعوا الجبل، قطعنا الجبل العالي، ونزلنا لقينا مهربين آخرين بسيارتين، عرفنا اننا على الحدود المصرية، ركبت سيدة وابنها بجانب الشوفير وبدأنا في التحرك، لكن في لحظة سمعنا صوت صراخ والسيارة وقفت بسرعة، كان الشوفير حاول يعتدي جنسياً على السيدة وطلب منها تروح معاه بيته وترك طفلها. رفضت السيدة فسحب عليها مشرطاً وعلى ابنها الصغير وضربهم في وجوههم. وبسبب هذه المشكلة قعدنا ثماني ساعات في الصحراء، بعدها المهرب خدنا على محطة أسوان».
ضربة شمس
وصل نور الدين إلى محطة أسوان في الثالثة فجراً. ثم وصلت في الليلة التالية غنى إلى بورسودان مع أسرة سورية.
كان إلى جوارهم العشريني عبدالله علي نازح من حلب يسعى للتسلل إلى مصر ومنها لأوروبا. قال علي: «قام المهرب «بتخزيننا» داخل منزل في حي الخليج في بور سودان، قبل أن ينطلق بنا في سيارة دفع رباعي إلى الصحراء مساء الحادي عشر من نيسان. تجاوزت سرعة السيارة 160 كم حتى شروق شمس اليوم التالي، حينها شعرت غنى بالإعياء فطلبت من المهربين إيقاف السيارة، لكنهم استمروا في السير حتى سقطت مغشياً عليها. توقفت السيارة وسط الصحراء في الثالثة ظهراً، بعدما تأكدوا أن غنى أصابتها الشمس.
جلست الطفلتان وعلي والأسرة واثنان من المهربين بجوار غنى ثماني ساعات، حتى أدركوا أنها ماتت بضربة شمس. يقول علي: «نفد الماء الذي معنا في محاولتنا إنقاذها. وبعد وفاتها لففت الأم داخل سترة بيضاء، ثم حفرنا لها في بطن الصحراء حفرة دُفنت داخلها».
وبعدما وصلت إلى مصر، قالت الطفلة سدرة أنها وضعت الرمل على جسد والدتها، دون أن تعرف حقيقة ما حدث، ما تتذكره أنهم «وضعوها تحت الرمل وقام ناس بالدعس عليها». هكذا قالت، ثم استكملوا رحلتهم في الصحراء.
يقول الحقوقي السوري فراس حاج محامي أسرة غنى، أنها هربت من البراميل المتفجرة، فماتت بين يدي طفلتيها وحيدة في الصحراء بسبب قرار أوروبي لا إنساني.
رصد فراس، الذي يهتم مكتبه بالدفاع عن المحتجزين السوريين، نسب الوافدين إلى مصر من طريق السودان بهدف الهجرة غير الشرعية لأوروبا، مؤكداً زيادة النسبة بعد الاتفاق الأوروبي - التركي، وصارت مصر اليوم هي المعبر الوحيد الآمن للهجرة غير الشرعية. «منذ بداية العام حتى نهاية حزيران (يونيو) الماضي، وصل عدد اللاجئين السوريين في مصر إلى 120 ألف لاجئ، بينما كانوا قبل ستة أشهر 107 آلاف فقط، ما يعني أن هناك 13 ألف سوري دخلوا مصر خلال هذه الفترة» وفق قوله.
تعديل مسار
كان محمد حسين أسوأ حظاً من نور الدين الذي نزح إلى مصر من المنطقة ذاتها في دمشق. عوّل حسين على طريق إزمير، فأغلقه الأوروبيون عليه، لكنّه ورفاقه قرروا تعديل المسار، حينها بدأتُ في تتبع رحلتهم يوماً بيوم.
من بين دول قليلة في العالم، يفتح السودان أبوابه للسوريين دون تأشيرة. منذ الأزمة السورية وصل إليها – وفق مفوضية شؤون اللاجئين - نحو 106 لاجئين. لذا كان السودان البديل الآمن لمحمد حسين ورفاقه، كمحطة انتظار حتى إيجاد مخرج إلى أوروبا.
وفي النصف الثاني من أيار (مايو)، بدأوا البحث عن وسطاء من أجل تسهيل وصولهم إلى أوروبا. بعدما وضعوا طريق الصحراء آخر الحلول، تواصلوا مع مهرب في الخرطوم أقنعهم بالحصول على تأشيرة أوروبية مزيفة من أحد سماسرة التأشيرات في إثيوبيا. لكنّ المهرب عدّل الخطة فقال لهم أن التزوير الأفضل هو في الجزائر، فأرسلوا جوازات السفر إلى هناك. ثم انتظروا الحصول على التأشيرة.
قلب مفتوح
ومن الخرطوم، حيث كان حسين ينتظر مع رفاقه جوازات سفرهم بالتأشيرات المزيفة. إلى اليونان حيث كان الطفل مصطفى شيخ، وبعد انتظار دوره قرابة شهرين، قد خضع لعملية قلب مفتوح في مستشفى قريب من ميناء بيريه في أثينا، بعدما فشلت أسرته العالقة هناك في الوصول به إلى ألمانيا بسبب إغلاق الحدود.
تقول والدته غيداء قادر: «كان في كيس ميه في الراس، تجمع بسبب مشاكل القلب وبسبب تأخر العملية، لما عملوا العملية في القلب مات الولد» وتضيف: ابني مات لأننا علقنا هون في اليونان لو كنا فوتنا على ألمانيا كان ابني عاش».
بعد وفاة وليدها، علقت أسرة شيخ في أثنيا، لا هم يجرؤون على العودة ولا يستطيعون العبور إلى قلب أوروبا. أثناء ذلك، علق أيضاً جواز سفر حسين ورفاقه في الجزائر، بعدما فشلوا في الحصول على تأشيرة مزيفة، وفشلوا أيضاً في استعادته من هناك.
تحدٍ مباشر
زادت أعداد العالقين في اليونان، وفي المقابل زادت أعداد العالقين في تركيا وعيونهم على الجزر اليونانية، فيما كشفت مفوضية شؤون اللاجئين عن تحدي 70 ألف لاجئ من جنسيات مختلفة القرار الأوروبي وعبورهم من إزمير إلى اليونان منذ قمة آذار حتى 13 تموز (يوليو) الماضي.
وفي اليوم ذاته، كان آخرون أمام تحدٍ آخر لإغلاق الحدود، لم تكن لديهم فرصة تعديل المسار مثلما فعل حسين ونورالدين وغنى.
فواز عبدي - نازح سوري من حلب – مَلّ الطرق الشرعية للوصول إلى الغرب، بعدما انتظر دوره شهرين للرد على طلبه بإعادة التوطين في أي من دول اللجوء. اتصل بشقيقه نضال العالق في أثينا يخبره بقرار العبور إليه ليتقاسم معه السجن الاختياري، حتى تفرجها عليهم أوروبا.
يقول شقيقه نضال: «وصل فواز مع طفلتيه وزوجته إلى إزمير، ثم اتفق مع مهرب على رحلة بقارب ينقله إلى جزيرة ليسبوس مع لاجئين آخرين. خرج القارب في الأولى والنصف صباح الثالث عشر من تموز، حتى وصل إلى المياه الإقليمية فاشتد الموج عليهم.
كان رامي قضماني أحد السوريين على القارب حيث جمع القدر بينه وبين فواز عبدي وأسرته النازحة من حلب، وكان آخر مَن سمع كلمات زوجة فواز قبل أن يغمرها وزوجها الماء: «قالت الله يلعن أوروبا. أنا هربت بأطفالي من الموت في سورية ليلحقني الموت في البحر؟!».
هروب فاشل
بعد ثلاثة أيام من غرق قارب أسرة نضال في محاولتهم الوصول إلى اليونان، على الجهة الأخرى وصل إلى حسين خبر احتجاز بعض رفاقه ثلاثة أيام في قسم شرطة أبو قير بالإسكندرية، بعدما قبض عليهم أثناء محاولة الهجرة غير الشرعية. حيث تسبب تأخر جواز سفر حسين في إسراع 7 من رفاقه في الخروج من السودان إلى مصر عبر الصحراء، وبمجرد وصولهم اتفقوا مع مهرب يلقب أبو محمد بمنطقة العصافرة بالإسكندرية بالصعود على مركب ينقلهم إلى ايطاليا مقابل 1700 دولار للشخص الواحد. وأثناء خروجهم، قبض الأمن المصري عليهم مع 147 آخرين. كان الأمن المصري قد أعلن أثناء ذلك القبض على ما يقرب من 7800 من جنسيات مختلفة، أثناء محاولة الهجرة غير الشرعية من سواحل مصر الشمالية خلال النصف الأول من عام 2016.
التسلل عبر الصحراء
لا يزال رفاق حسين محتجزين في الإسكندرية، لكنّه قرر التسلل إلى أسوان المصرية، بعد وصول جواز سفره من الجزائر.
تواصل حسين مع مهرب في بورسودان يسمى أبو علي، لكي يستقبله ورفاقه لتسهيل عبور الحدود. وفي العاشرة والنصف مساء الثالث من آب صعد حسين مع أربعة من رفاقه وثلاث أسر سورية في سيارتي دفع رباعي من بورسودان شمالاً نحو مصر.
بقي المهربون في الصحراء، حتى تمكنوا في التاسعة صباح اليوم التالي من الخروج بالسيارة التي علقت لساعات في سهل رملي. وقبل أن ينقطع اتصالي به، أرسل لي حسين رسالة صوتية: «المهربون لهم لغة خاصة، ومعهم سلاح وقبل ما نتوقف كانت السرعة 200 تقريباً والناس عم تبكي ومعانا أطفال كتير».
أثناء الإعداد للتحقيق، تواصلت مع ثلاثة مهربين من مصر، ومهرب سوداني كنيته أبو جعفر قال أن: «رحلة عبور الحدود تستغرق 30 ساعة، تبدأ من بور سودان حتى الحدود المصرية غرب حلايب وشلاتين، وهناك تنتهي مهمتنا وبنسلّم المهاجرين لمهربين مصريين، بياخدوهم على محطة أسوان... أغلب السفر بيكون في وقت واحد عشان نقدر نوصل المهاجرين على المحطة قبل الفجر قبل ميعاد قطر القاهرة».
بعد قراره بعبور الحدود، كانت مفوضية شؤون اللاجئين في القاهرة قد أعلنت عن تسجيل أربعة آلاف طلب لجوء، من سوريين عبروا إلى مصر من السودان. بينما أعلن الأمن المصري القبض على 116 لاجئاً أثناء التسلل إلى مصر من الحدود السودانية منذ كانون الثاني (يناير) وحتى آب 2016.
منزل آمن
بعد 26 ساعة من خروجه من بورسودان، تلقيت رسالة من حسين في الواحدة من صباح الخامس من آب، يؤكد وصوله أسوان وتواجده في منزل مهرب على بعد 10 دقائق من محطة أسوان. وفي الرابعة فجراً، أخرجهم المهرب من المنزل، واصطحبهم إلى محطة أسوان ليلحقوا بقطار القاهرة الذي ينطلق الخامسة.
وأخيراً حينما التقيت وجهاً لوجه مع حسين في أسوان كان مصاباً بما هو أشد من الإرهاق فقد كان مذعوراً: «ما مريت في حياتي بتجربة أخطر من هيك. رعب وبكاء... وأكتر من هيك لحظات خوفنا من القبض علينا... احنا مو عاملين شيء، احنا لاجئين فارين من الحرب من بلادنا».
بديل البلقان
أربعة أشهر حتى الآن، قذفت بحسين من اسطنبول إلى الخرطوم إلى الصحراء إلى الإسكندرية. وعلى مقهى في أحد الأحياء الشعبية كان لقاؤه سريعاً بمهرب آخر رتب له مع رفاقه رحلة العبور إلى أوروبا، وأخبرهم بموعد التحرك في اليوم التالي من أبو قير في الثامنة مساءً مقابل 1800 دولار من الشخص الواحد.
حصلتُ على تسجيل اتفاق حسين ورفاقه مع المهرب، والذي اتهم فيه مهربين آخرين بالتعامل مع الأمن المصري، لتسليم مهاجرين لذر الرماد في عيون الاتحاد الأوروبي.
كان رئيس الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» فابريس ليجيري قد صرح في تموز الماضي، أن مصر صارت معبراً بديلاً لتركيا إلى أوروبا وبدأت في التحول إلى بلد انطلاق للمهاجرين، مطالباً بوضع حد لهذا التدفق.
وخلال النصف الأول من هذا العام، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين عن عبور 110 آلاف لاجئ إلى أوروبا من سواحل شمال أفريقيا، 30 في المئة منهم سوريون، فيما فُقد 3100 أثناء العبور.
تراجع الدعم
يقول طارق ركاز المسؤول الإعلامي في مفوضية شؤون اللاجئين بالقاهرة، أنه بعد خمس سنوات من النزاع في سورية، تراجع الدعم المُقدم من الدول المانحة، مما تسبب في تأثر الخدمات التي تقدمها المفوضية للاجئين، الأمر الذي ينعكس بدوره على اللاجئين بتسليم أنفسهم للمهربين من أجل الوصول إلى أوروبا عبر طرق أشد خطورة.
في التاسعة مساء الثامن من آب، خرج حسين ورفاقه من منزل تابع للمهرب في منطقة العصافرة بالإسكندرية إلى منطقة أبو قير، كان وسطاء في انتظارهم، ثم اصطحبوهم إلى الشاطئ. فيما كان إلى جوارهم ما يقرب من مئة مهاجر آخر بينهم مصريون وأفارقة، لبدء رحلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
حياة أو موت
في السابعة مساء التاسع عشر من آب، أرسل محمد حسين رسالة صوتية من هاتف إيطالي، يقول: «بعد 10 أيام في البحر، وصلت إلى جزيرة صقلية مع ثلاثة من رفاقي، أنا الآن أجهز مع مهرب للوصول إلى ألمانيا».
برغم كل الإجراءات التي اتخذتها، لم تفلح أوروبا هذا العام في وقف تدفق أكثر من ثمانية وتسعين ألف لاجئ سوري. لسان حال هؤلاء: مَن يخشى إغلاق الحدود وقد فقد الوطن؟