وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيسَ النظام بـ"الحيوان الأسد"، وذلك في رده على هجوم الكيماوي الذي أحدث مجزرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وقال ترامب في تغريدات له بموقع "تويتر"، اليوم (الأحد)، إن روسيا وإيران مسؤولتان عن دعم "الحيوان الأسد"، متوعداً رئيس النظام في سوريا بدفع "ثمن باهظ"، وتابع ترامب أن قتلى، وضمنهم أطفال ونساء، سقطوا في "الهجوم الكيماوي الطائش بسوريا".
وأضاف أن "منطقة البشاعة مغلقة ومحاطة بالجيش السوري، ما يجعل الوصول إليها غير ممكن من العالم الخارجي"، وتعهدت أمريكا، في بيان لوزارة خارجيتها، بالرد إذا ثبت استخدام الكيماوي في دوما.
وطالبت الخارجية الأمريكية بمحاسبة نظام الأسد ومن يدعمونه، ومنع أي هجمات أخرى "على الفور"، محمِّلة "روسيا، بدعمها الراسخ للنظام، المسؤولية في نهاية المطاف عن هذه الهجمات الوحشية".
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر قراراً في 24 فبراير الماضي، يقضي بوقف إطلاق النار 30 يوماً، ورفع الحصار عن الغوطة الشرقية، إلا أن النظام السوري لم يلتزم، وأعلنت روسيا في الـ26 من الشهر نفسه "هدنة إنسانية" بالمنطقة، تمتد 5 ساعات يومياً فقط، وهو ما لم يتم تطبيقه؛ بسبب القصف، بحسب "الخليج أونلاين".
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم، إن قوات النظام نفذت في 7/ نيسان/ 2018 هجومين جويين كيميائيَين شمال مدينة دوما بينهما 3 ساعات تقريباً، الأول وقع قرابة 16:00 قرب مبنى فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب؛ تسبَّب في إصابة 15 شخصاً، أما الهجوم الثاني فقد وقع قرابة الساعة 19:30 بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان؛ وتسبَّب في مقتل ما لا يقل عن 55 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 860 مدنياً.
قالت القيادة الموحدة في القلمون الشرقي، إن اجتماعاً تحضيرياً هو الأول عقد اليوم في المحطة الحرارية بين ممثلين عن المجتمع المدني والقيادة الموحدة للفصائل في القلمون الشرقي من جهة والجانب الروسي من الجهة الأخرى بوجود جهات أمنية وعسكرية.
وأكدت القيادة إن اتفاقاً عقد بين الطرفين تضمن العمل والسعي لإيجاد حل يؤدي إلى تحييد المدن والأهالي عن أي حرب أو تهجير أو دخول الجيش إلى المدن، و تشكيل لجنة مشتركة للمنطقة كاملة عسكريين ومدنيين تقدم أسماؤهم إلى الجانب الروسي للاطلاع عليها مفوضة بشكل خطي من الفصائل المنخرطة في عملية التفاوض ومن الفعاليات المدنية.
وتتكفل الفصائل الراغبة في التفاوض بإلزام أي فصيل لا يرغب في خوض التفاوض ( إن وجد) بما يتم التوصل إليه أو إيجاد حل لذلك يضمن نجاح العملية التفاوضية بالمنطقة، على أن يقوم الطرف الروسي بإيجاد الطرق المناسبة والسهلة والآمنة لتواجد هذه اللجنة أثناء فترة المفاوضات.
وختم الاتفاق على جلب رؤية كل طرف في الجلسات القادمة للحوار والوصول إلى نقاط تفاهم.
أكدت إدارة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، تعرض مبنى قيادة القطاع الشمالي بريف حماة مساء البارحة 7/ أبريل 2018، لغارة جوية من الطائرات الحربية مما تسبب بدمار المبنى بشكل كامل دون إصابات في صفوف متطوعي القطاع.
وذكر الدفاع المدني أن الطائرات الحربية تتعمد استهداف المراكز الحيوية في مدينة كفرزيتا بشكل مباشر مما تسبب بخروج مشفى المدينة ومراكز الدفاع المدني عن الخدمة بشكل موقت.
في وقت سابق، قالت مديرية صحة حماة في بيان رسمي، إن طائرات حربية روسية استهدفت مشفى كفرزيتا التخصصي بالصواريخ شديدة الانفجار مساء السبت 7-4-2018 ما تسبب بدمار أجزاء من المشفى وأضرار في بعض الأجهزة.
وأعلنت المديرية خروج المشفى عن الخدمة، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية الكوادر الطبية والمرضى من القصف المتكرر من قبل قوات النظام وحلفاؤه.
وسبق أن تعرض ذات المشفى لعدة استهدافات مباشرة من الطيران الحربي الروسي، حيث تسبب بأضرار كبيرة في البناء والمعدات الطبية، إلا أن الطيران الروسي يعاود في كل مرة استهداف المشفى بهدف تدميره بشكل كامل علماً انه المشفى الوحيد في ريف حماة الشمالي والذي يخدم ألاف المدنيين.
جاء استهداف المشفى بعد ساعات من دخول قرابة مئة ألية من دبابات وعربات مصفحة وسيارات عسكرية للقوات التركية، والتي وصلت إلى موقع تل الصوان الاستراتيجي الفاصل مناطق سيطرة المعارضة في مدينة مورك وسيطرة النظام في بلدة معان، وقامت بتثبيت نقطة مراقبة تعتبر الثامنة في الشمال السوري والأولى بريف حماة.
دمشق وريفها::
أكدت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات عن مدينة دوما عن إتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة، حيث رجحت اللجنة التوصل لاتفاق نهائي، وبعد الساعة ال10 صباحا توقف القصف بشكل شبه كامل، وقبل هذا الوقت تعرضت المدينة منذ الصباح لأكثر من 30 غارة جوية من الطائرات الحربية والمروحية الروسية والأسدية تسببت بسقوط العديد من الجرحى بين المدنيين، حسبما قال الدفاع المدني السوري.
ارتفع عدد شهداء مجزرة الكيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية إلى أكثر من 80 شهيدا حسبما ذكر ناشطون ، أغلبهم من النساء والأطفال، حيث استهدفت قوات الأسد بصواريخ تحتوي غاز كيماوي يعتقد أنه السارين عددا من الأقبية والملاجئ ما ادى لإستشهاد عائلات كاملة وإصابة أكثر من 1200 شخصا بحالات اختناق.
حمص::
استهدف الثوار معاقل الأسد على جبهة المحطة وحاجز ديوب بقرية الغاصبية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، محققين إصابات مباشرة، بينما قامت قوات الأسد بإستهداف منطقة الحولة بقذائف المدفعية والدبابات.
حماة::
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على مدينة اللطامنة وقريتي الأربعين والزكاة بالريف الشمالي وقرية المنصورة بالريف الغربي.
ادلب::
سقوط شهيدة طفلة برصاص حرس الحدود التركي "الجندرمة" بالقرب من مخيم كفرلوسين بالريف الشمالي.
درعا::
قصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد استهدف بلدة النعيمة دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.
قالت جبهة تحرير سوريا في بيان رسمي، إن مجازر الأسد وحلفائه تتواصل مع سكوت وتواطىء المجتمع الدولي المتغافل عن جرائم التهجير القسري والإبادة الجماعية التي تستهدف السوريين في كل المناطق المحررة.
وأضاف بيان الجبهة أنه وفي مجزرة كيماوية جديدة في "دوما الصمود" قتل على إثرها قرابة 100 شهيد بينهم عائلات بأكملها وغالبيتهم من النساء والأطفال، ارتقوا في الأقبية التي تأويهم من الغارات الجوية المكثفة، جراء القصف بالغازات السامة على الأحياء السكنية في مدينة دوما الصامدة، كما أصيب أكثر من 1000 ضحية من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
وقالت جبهة تحرير سوريا في بيانها "إن دماء شهداء ثورتنا لن تذهب هدرا، وأننا ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا في نيل حريته وإسقاط نظام الأسد، كما نعزي أهلنا في دوما وإخواننا في "جيش الإسلام" ، وندعو لهم بمزيد من الثبات والصمود والحفظ أمام آلة القتل الدولية التي تستهدفهم، والتي لم تلجأ لاستخدام هذا السلاح المحرم دوليا لولا عجزها وإفلاسها أمام صمودهم البطل".
ناشدت مديريات الصحة السورية في بيان مشترك، مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل و السريع لإيقاف المجازر البشعة التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين و الأطفال في مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية.
وبينت المديريات أن نظام الأسد ارتكبب مساء الأمس السبت الموافق7 نيسان لعام 2018، مجزرة راح ضحيتها أكثر من 180 شهيد من الأطفال و النساء و أكثر من 1000 حالة اختناق في صفوف المدنيين، حيث تجد الفرق الطبية وفرق الدفاع المدني العاملة في مدينة دوما صعوبة شديدة في الوصول إلى
المصابين بسبب كثافة القصف الجوي و المدفعي المركز على المدينة.
وأشارت المديريات إلى أنه على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث بحق السوريين من مجازر بشعة يرتكبها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين السوريين.
الأسلحة الكيماوية سلاح الأسد في قتل المدنيين وورقة رابحة للبقاء في السلطة ...
قبل قرابة عام من الآن وقعت مجزرة "خان شيخون" في إدلب التي ارتكبها نظام بشار الأسد في الرابع من شهر أبريل 2017، وبالتزامن مع ذكراها الأولى كرر إبادة جديدة في دوما بريف دمشق السبت (8 أبريل 2018)، ما أعاد "الأسلحة الكيماوية" في سوريا إلى واجهة الأحداث، خاصة مع تزامن هذه المجزرة بفترة لا مبالاة دولية وإقليمية، واتجاه لإبقاء الأسد بالسلطة.
فعندما ارتكب النظام مجزرة خان شيخون قبل عام كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إنه يجب القبول ببقاء الأسد من باب "الواقعية السياسية"، واليوم مع مجزرة دوما يطالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بضرورة تقوية نظام الأسد حتى "لا يصبح دمية بيد إيران!".
وقبل عام كنا نتساءل عن طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الثورة السورية المندلعة منذ 7 سنوات، وإثارتها للشكوك حول صدق تصريحاتها بأن على الأسد الرحيل، وحول جدية رغبتها بدعم التغيير في سوريا.
فنكثان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتعهده برد من المجتمع الدولي في حال تخطى بشار الأسد "الخط الأحمر" واستخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وهو ما حدث في أغسطس 2013 عندما ارتكب مجزرة الغوطة بقصفها بغاز السارين، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص، بينهم عائلات بأكملها، شكل علامة فارقة في الصراع السوري، خاصة أن أوباما عفا عن الأسد بعد أن سلم الأخير ترسانة أسلحته الكيماوية ونجا من العقاب المتوعد.
ومنذ ذلك الحين، بات الصمت الدولي وعدم اكتراث الإدارة الأمريكية سيدا المواقف، أمام تعرض الشعب السوري على مرأى العالم وسمعه لجرائم ومجازر يومية، وهو ما جعل السوريين يشعرون أنهم تركوا وحدهم في مواجهة أعتى نظام ديكتاتوري دموي وحلفائه الروس والإيرانيين.
قصة طويلة ولافتة سجلها صراع المعارضة السورية السياسي مع المجتمع الدولي لسحب شرعية نظام الأسد، كشف النقاب عنها رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق، أحمد طعمة، في حديث مع "الخليج أونلاين" بالتزامن مع مجزرة "خان شيخون".
طعمة روى أنه في أبريل من العام 2013، ذهب وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى لندن، لحضور اجتماع وزراء خارجية أصدقاء الشعب السوري، وفي هذا الاجتماع طلب المندوبان البريطاني والفرنسي، برعاية أمريكية، أن تتعهد المعارضة السورية في حالة الحل النهائي في سوريا بتدمير السلاح الكيماوي.
وأضاف: "أنا اعتبرتُ الأمر جيداً، لكن بعض أعضاء الوفد رفض ذلك، واعتبر أن السلاح الكيماوي هو ملك للشعب السوري الذي دفع ثمنه غالياً من أمواله، ويمكن أن يكون رادعاً لحماية سوريا من الاعتداءات الخارجية"، مبيناً أن "المعارضة لم تكن تتوقع أن يقوم النظام باستخدام الكيماوي ضد السوريين".
وبرر أحمد طعمة موافقته على هذا المطلب بأنه جاء بسبب انتمائه لمنظمات "مضادة للعنف"، مضيفاً: "كان على المعارضة تقديم هذا التعهد، وعدم الاحتفاظ بهذا السلاح حتى لو كنا أحراراً بذلك؛ لأنه من باب أخلاقي لا يمكن الاحتفاظ به ولو للردع، ولا يمكن أن نفكر باستخدامه خصوصاً ضد المدنيين".
ولفت إلى أن "واشنطن كانت حريصة على حصولها على هذا التعهد؛ لأن المجتمع الدولي بحاجة للاطمئنان من المعارضة، وهذا أمر مهم سياسياً".
وعقب مجزرة الغوطة التي ارتكبها النظام في أغسطس من العام 2013، والتي أعقبها إعلان واشنطن عزمها معاقبة النظام، يروي طعمة أن "كاتباً سورياً مطلعاً أخبر المعارضة أن واشنطن لن تعاقب النظام في حال تسليمه السلاح الكيماوي، أو في حال تقديم إيران تنازلاً في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، التي كانت جارية في حينه حول برنامجها النووي".
وأشار طعمة إلى أن "المعارضة تلقت من واشنطن جملة أسئلة مفادها كيف ستتصرف في حال وجهت ضربة عسكرية أدت لسقوط النظام، وما هو الثمن الذي سوف تدفعه"، معقباً على ذلك بالقول: "في السياسة لا يوجد شيء بالمجان".
وعقب مفاوضات غير مباشرة بين النظام والولايات المتحدة رعتها روسيا، قام النظام في أغسطس من العام 2013 بتسليم جزء كبير من ترسانته الكيماوية للأمم المتحدة، ونجا من العقاب الأمريكي، وهنا يعلق طعمة بأن "عدداً من المسؤولين الدوليين الكبار فسر عفو أوباما عن الأسد، بأنه ضربة قوية للمعارضة السورية".
وحول إصرار أمريكا والمجتمع الدولي على تعهد المعارضة بتسليم السلاح الكيماوي، أوضح أن "هناك رغبة دولية بنزع هذا السلاح الذي يشكل خطراً على إسرائيل"، معبراً عن اعتقاده بأنه "لن يكون هناك حل نهائي في سوريا، إلا بعد الاطمئنان بشكل كامل أنها خالية من الأسلحة الكيماوية".
ومع رحيل أوباما ومجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتظر المجتمع الدولي، لا سيما المؤيدين لإسقاط الأسد، استراتيجيته الجديدة، إلا أن تصريحات ثلاثة من كبار أركانه هم وزير خارجيته حينها ريكس تيلرسون، وسفيرته في الأمم المتحدة نيكي هالي، وأخيراً الناطق باسمه حينها شون سبايسر، بتأكيدهم أن محاربة تنظيم الدولة مقدم على إسقاط الأسد، وأن القبول ببقائه هو من باب "الواقعية السياسية"، شجع الأسد على ما يبدو على استخدام غاز السارين في خان شيخون لاختبار مدى جدية التصريحات الأمريكية.
وحول هذه النقطة يعلق أحمد طعمة بالقول: "إن الأسد إما فهم الرسالة بشكل خاطئ وأراد اختبار جدية ترامب، أو أنه مطمئن أن الرئيس الأمريكي لن يتحرك ضده لتركيزه على داعش".
ووسط انسداد أفق الحل السياسي وواقع المعارضة السورية العسكري الذي تحول لموقف دفاعي جعلها في مأزق، رأى طعمة أن "الحل الوحيد يكمن في أن تتخذ الولايات المتحدة حصرياً، بالتفاهم مع روسيا، اتفاقاً ينفذ على الفور يشبه اتفاق دايتون للسلام الذي طبق في البوسنة، وأجبر طرفي الصراع على الامتثال له تحت طائلة الضرب المباشر، وإلا فلن يكون هناك حل، خاصة مع تعنت روسيا والنظام، وإصرار الأخير على الحل العسكري لتركيع السوريين"، مشيراً إلى أن "المعارضة السورية مستعدة للقبول بحل سياسي، وفق ثوابت الثورة السورية".
طالب المجلس التركماني السوري في بيان رسمي، دول العالم للوقوف امام مسؤولياتها تجاه ما يحصل من إبادة جماعية للمدنيين في الغوطة الشرقية من خلال استخدام السلاح الكيماوي.
وحمل المجلس من عطلوا المؤسسات الدولية وحالوا دون محاسبة المجرمين الذين استخدموا لمرات ومرات السلاح الكيماوي وكل أنواع جرائم الحرب ضد المدنيين في سورية مسؤولية الاستخدام الأخير من قبل مجرم حرب القرن الحادي والعشرين بشار الأسد وحلفائه للسلاح الكيماوي الذي أدى إلى خنق أطفال دوما وقتلهم.
وقال المجلس إنهم يريدونها الضربة القاضية للثورة السورية بالسلاح الكيماوي كما فعلوها بالسلاح النووي على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية ، مؤكداً أن الجريمة والمجرمون والأدوات واضحة والغائب الوحيد هي العدالة ونذكر بأن العدالة هي أساس الملك .
وبين المجلس أن الثورة السورية هي ثورة حرية وكرامة وقيم وليست حرب يشنها اللامتحضرون على الأطفال في السابع من نيسان 2018 صفحة سوداء جديدة في تاريخ سورية، لافتاً إلى أن المجلس التركماني السوري هو جزء من كل حراك وعمل يبذل لمحاسبة الجناة المجرمين ووضعهم في المكان المناسب وراء قضبان العدالة .
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا وايران والنظام بدفع ثمن غالي جراء الهجوم الكيماوي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، والذي أدى لسقوط أكثر من 55 شهيدا حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقال ترامب في تغريدة له على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة به على تويتر والفيس بوك، أن العديد من القتلى سقطوا بما في ذلك النساء والأطفال، في هجوم كيميائي طائش في سوريا.
وأضاف ترامب أم المنطقة المستهدفة مغلقة ومحاطة من قبل جيش الأسد في إشارة على مدينة دوما، ما يجعل الوصول إليها غير ممكن للعالم الخارجي.
وهدد ترامب أن الرئيس بوتين وروسيا وإيران هي المسؤولة عن دعم الأسد ووصفه بـ"الحيوان الأسد"، وقال ستدفعون ثمن غالي جراء ذلك.
ودعا ترامب لفتح المنطقة لدخول المساعدات الإنسانية والطبية والتحقيق ف يالحادثة، وأضاف أنها كارثة إنسانية أخرى بدون سبب، هذا مرض.
وذكر ترامب بخوص أوباما الحمراء وقال "لو نفذ الرئيس أوباما تهديداته بشأن الخطوط الحمراء لانتهت الكارثة السورية منذ فترة طويلة وأصبح الحيوان الأسد من الماضي".
وأتت ضربة الكيماوي على مدينة دوما بعد مرور عام بالتمام على استهداف مطار الشعيرات العسكري الخاضع لسيطرة نظام الأسد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 7-4-2017، وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد تارمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا ردا على الهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في 4 أبريل/نيسان 2017، والذي تقول واشنطن إن الطائرات التي استخدمت في الهجوم الكيميائي انطلقت من هذا المطار. وأودت مجزرة خان شيخون بحياة 84 وأصيب فيها أكثر من 500 شخص.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم، إن قوات النظام نفذت في 7/ نيسان/ 2018 هجومين جويين كيميائيَين شمال مدينة دوما بينهما 3 ساعات تقريباً، الأول وقع قرابة 16:00 قرب مبنى فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب؛ تسبَّب في إصابة 15 شخصاً، أما الهجوم الثاني فقد وقع قرابة الساعة 19:30 بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان؛ وتسبَّب في مقتل ما لا يقل عن 55 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 860 مدنياً.
وذكرت الشبكة أنها حصلت على إفادات بعض المسعفين وعناصر الدفاع المدني بظهور أعراض شديدة على المصابين فقد عانى جميع المصابين من زلَّة تنفسيَّة شديدة، وعانى بعضهم من احتقان مُلتحمة وحدقات دبوسية، كما حصلت على صور ومقاطع مصوَّرة تُظهر عشرات الجثث لنساء وأطفال مُكدَّسين فوق بعضهم، وجوههم مُزرقَّة وأفواههم مُغطَّاة بالزَّبد، وعيونهم شاخصة، هذه الصور تُشبه إلى حدٍّ بعيد صورَ الضحايا الذين قضوا في هجوم الغوطتين في آب/ 2013، وهجوم خان شيخون نيسان/ 2017.
وأكد تقرير الشبكة أن الحلف السوري الروسي اتبع التَّكتيك الجرمي ذاته الذي وثَّقته الشبكة في الهجمات السابقة فقد سبقَ الهجومين الكيميائيَين بعدة ساعات تدميرٌ لأحد مشافي المدينة في حين لم تتوقف الغارات الجوية بُعيدهما واستهدفت طرق الإسعاف وفِرَق الدفاع المدني؛ ما أعاق إسعاف المصابين بشكل كبير، كما أنَّ معظم سكان مدينة دوما كانوا يقبعون في الأقبية لحظة الهجوم بسبب الغارات الجوية المكثفة؛ وهذا ما جعل تأثير الغاز أكبر لأنَّه يتركَّز بشكل أكبر في الأقبية والطوابق السفليَّة.
وبينت الشبكة أن هجوما دوما يأتيان بعد 72 ساعة فقط من اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لمناقشة وضع الذخائر الكيميائية ومراقبة تنفيذ القرار رقم 2118، الذي يكون النظام قد خرَقه 183 مرة 3 منها في ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة الشرقية، كما أنَّ الهجومَين صادفا الذكرى السَّنوية الأولى للضربة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات بريف حمص وهو القاعدة التي انطلقت منها طائرات النِّظام، التي نفَّذت هجوم خان شيخون الكيميائي العام الماضي.
ولفتت الشبكة إلى أن قوات الحلف السوري الروسي استطاعت بعد قرابة 50 يوم من بدءِ العملية العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية السيطرة على 80 % من مناطقها وتقسيمها إلى ثلاثة قطاعات، وبدأت عقدَ اتفاقيات لكلّ قطاع على حدة يُفضي إلى تهجير آلاف المدنيين، بدأت مفاوضات مدينة دوما في25 / آذار الماضي وجاء في الاتفاق بنود تتعلَّق بوقف العمليات القتالية للبدء باتفاق يقضي بخروج بعض المدنيين وبعض المسلحين بأسلحتهم الخفيفة وبقاء من يرغب وتسوية وضعه، كما نصَّ الاتفاق على بقاء بعض مسلحي فصيل جيش الإسلام بسلاحهم والعمل على تحويل عناصره إلى شرطة مدنيَّة وإثرَ هذا الاتفاق خرج ما لا يقل عن 4500 شخص على 4 دفعات.
وتابعت انه في 6/ نيسان/ 2018 عاودت قوات الحلف السوري الروسي قصف مدينة دوما بعد تعرقل المفاوضات، ونفَّذ سلاح الجو الروسي السوري في غضون يومين قرابة 350 غارة، واستخدمت المروحيات التابعة للنظام ما لا يقل عن 120 برميلاً متفجراً، وظلَّ قرابة 180 ألف مدني يقطنون في مدينة دوما محاصرون ضمن الأقبية والملاجئ في ظلِّ وضع طبي وصحي وغذائي مُزرٍ وقصف جوي وأرضي لا يتوقف.
وأكدت الشبكة أنه على المجتمع الدولي إيجاد تحالف إنساني يهدف إلى حماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، لأنَّ روسيا ستستمرُّ في عرقلة مجلس الأمن واستخدام الفيتو آلاف المرات.
وعلى بعثة تقصي الحقائق التَّابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي يوجد فريق منها في دمشق التَّوجه فوراً إلى مدينة دوما ومعاينة الإصابات، والتَّحقيق المباشر في الهجومين، وعلى الحكومة الروسية التَّوقف عن استخدام الفيتو بهدف حماية النظام المتورِّط في ارتكاب جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، واستخدام أسلحة كيميائية.
حملت هيئة التفاوض السورية، نظام الأسد ودولة روسيا الاتحادية الداعم الأساسي للنظام مسؤولية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق المدنيين في مدينة دوما، داعية المجتمع الدولي لوقف مسلسل الإجرام بحق المدنيين السوريين عبر استهدافهم بالأسلحة المحرمة دولية.
وطالبت هيئة التفاوض السورية من الجمعية العامة للأمم المتحدة القيام بواجبها بحماية الأمن والسلم الدوليين، ووقف استخدام الأسلحة المحرمة دولية من قبل نظام الأسد وروسيا التي لاتزال مستمرة في تعطيل مجلس الأمن عن القيام بواجبه تجاه مايقوم به نظام الأسد من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما دعت الهيئة دول العالم إلى إيجاد السبل المناسبة لحماية المدنيين وردع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر طرح القضية السورية خارج مجلس الأمن المخطوف روسية.
وطالبت الهيئة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والدول المعنية بأمن وسلامة المدنيين إحالة جرائم نظام الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ما تبقى من المدنيين السوريين في الغوطة الشرقية.
وتوجهت هيئة التفاوض السورية إلى هيئة الأمم المتحدة مطالبة إياها بإرسال لجنة دولية بشكل عاجل وفوري للتأكد من نوعية الغازات المستخدمة وتحديد الجهة التي تستخدمها تسهيلا لاتخاذ القرارات اللازمة، كما دعت المواطنين السوريين في مختلف دول العالم إلى القيام بالمسيرات والاعتصامات السلمية أمام سفارات روسيا، وإسماع أصواتهم للعالم ليخرج عن صمته تجاه جرائم النظام وروسيا بحق الشعب السوري.
وأشارت الهيئة إلى أنها تتابع اتصالاتها مع الأمم المتحدة وأمينها العام ومختلف دول العالم لوقف الجرائم وملاحقة مرتكبيها وحماية المدنيين السوريين.
وقالت الهيئة إن طائرات الأسد بدعم روسي شنت ليل أمس السبت 7/ 4 / 2018 غارات بالسلاح الكيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وأكد شهود العيان وخبراء حالات الاختناق أن حالات الموت التي حصلت لا يسببها إلا غاز السارين من خلال رؤية الزبد في الفم وحدقات العيون، وقد أدت الغازات السامة وفق المعطيات الأولية إلى استشهاد ما يزيد عن مائة مدني من الأطفال والنساء، وإصابة المئات بحالات اختناق، ولا يزال مصير مئات العائلات في أقبية الأبنية مجهولا بسبب صعوبة الوصول إليهم.
قالت هيئة تحرير الشام في بيان رسمي اليوم، إن نظام الأسد وحليفيه الإيراني والروسي باتوا آمنين من أي محاسبة أو لوم على ما يرتكبونه من جرائم ومجازر بحق الأهالي العزل، فبعد مجزرة الغوطة الأولى ألقوا القبض على بعض أدوات الجريمة وبقي المجرم حرا طليقا ليعاود ارتكاب جرائمه الفينة بعد الأخرى، ولا شك أن كل من تحالف أو ضمن أو صمت عن جرائم النظام فهو شريك فيها.
وأكد البيان أن النظام لم يتوقف في أي مرحلة من مراحل الثورة عن استخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة؛ فمنذ مجزرة الغوطة الأولى في 2013، وصولا لمجزرة خان شيخون في 2017، واليوم في دوما 2018، أما صواريخ النابالم والفوسفور الحارق وغاز الكلور فقد تساهل طيران النظام في استخدامها لتصبح كالصواريخ والبراميل المتفجرة التي باتت جميعا أسلحة عادية مشروعة في الواقع السوري.
وقال "في مشهد متكرر ومسلسل مستمر من الجبروت والإجرام يعاود طيران النظام ارتكابه لمجزرة جديدة بحق المستضعفين في دوما بالغوطة الشرقية، تحت سمع وبصر العالم أجمع وفي تحد واضح ينه عن تنسيق كامل وأمن للعقوبة، مجزرة راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد - حتى الآن - قضوا جميعهم خنقا وبلا قطرة دم واحدة، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين صاروا يعيشون في الأقبية والأنفاق هربا من القصف الجنوني بسائر أنواع الأسلحة المتفجرة، ليرسل لهم المجرم الموت حتى في الهواء الذي يتنفسون"
وختمت الجبهة بيانها بدعوة لجميع الفصائل قائلة "يا مجاهدي الشام وأبطال المعارك والنزال؛ إن النظام وحلفاءه قد جاءوكم يرمونكم عن قوس واحدة، ولن يفرقوا بين مجاهد من هذا الفصيل أو ذاك، ولا بين رجل أو امرأة أو شيخ أو طفل، فكل من ليس معه في صفه فهو هدف مشروع له ومصيره القتل والدمار، فلنكن صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد، فلا تفوتوا هذه الجريمة النكراء دون عقاب ورد مناسب يليق بما جنته يد الإجرام، ودعونا نثأر لأهلنا ونثبت للجميع أن ما زال لأهل السنة من يحميهم ويدافع عنهم".