أعلنت "لجنة إعادة إعمار الرقة" التابعة لقوات "قسد" أنها عثرت منذ بداية العام الجاري على 900 جثة ضمن مقابر داخل المدينة منذ بداية العام، خلال عمليات البحث ونقل ركام المباني المدنية.
وقالت اللجنة في بيان، أمس الجمعة، إنه "منذ يناير الماضي وحتى الآن، أسفرت عمليات البحث عن العثور على 900 جثة"، تعود غالبية الجثث تعود لأطفال ونساء يصعب التعرف على هوياتهم.
وتعرضت مدينة الرقة خلال العمليات العسكرية التي شنتها قوات "قسد" بدعم من التحالف الدولي لحملة تدمير ممنهجة وقتل جماعي للمدنيين في المدينة باسم محاربة تنظيم الدولة، بقيت جل الجثث للمدنيين تحت ركام المباني والملاجئ التي كانوا يتحصنون بها من القصف.
وكانت انتشرت الروائح التي تعود لجثث متحللة تجت الركام بشكل كبير في مدينة الرقة، قام المدنيون بحملات فردية لرفع الأنقاض ونقل هذه الجثث لمقابر، تجنياً لانتشار الأوبئة في المدينة التي بدأت تشهد عودة تدريجية للحياة.
فجعت مؤسسة الدفاع المدني السوري صناع الإنسانية "الخوذ البيضاء" فجر اليوم السبت 26 أيار، بمجزرة مروعة هي الثانية من نوعها، استهدفت عناصر الدفاع المدني من قبل مجرمين لاتزال هويتهم مجهولة، بعد أن قاموا باقتحام مركز الدفاع المدني في بلدة تل حدية جنوب حلب وتصفية خمسة من عناصر المركز بدم بارد، وسرقة معداتهم، في تكرار للمجزرة ألأولى بحق "الخوذ البيضاء" في مدينة سرمين في 12 أب 2017.
هذه الجريمة كسابقتها تحمل ذات التفاصيل والحيثيات، تقف ورائها أيادي مجهولة تريد أن توصل رسالة ما لأصحاب "الخوذ البيضاء" فكانت جريمتها تحت جنح الليل، فيما لاتزال خيوط الجريمة الأولى مجهولة الأسباب والتفاصيل، لتضيع دمائهم بين تحليلات وتكهنات عن الجهة المتورطة في دماء من يضحون بأنفسهم ليعيش الآخرون.
أصابع الاتهام تتجه لتورط نظام الأسد في الجريمة في الدرجة الأولى، مع إمكانية جود جهات أخرى لها مصلحة مشتركة مع عصابات الأسد في استهداف مؤسسة الدفاع المدني، أصحاب القبعات البيضاء، والعمل على تدميرها، لما تحمله هذه المؤسسة من رسالة إنسانية كبيرة في جميع المناطق المحررة، والتي لطالما كانت هدفاً لنظام الأسد وروسيا عسكرياً وإعلامياً وعبر المحافل الدولية.
ولعل النجاح الذي حققته مؤسسة الدفاع المدني السوري "القبعات البيضاء" على مدار سنوات عدة في تسع محافظات تنتشر فيها، جعلها على قائمة الاستهداف من قبل نظام الأسد وحلفائه والتي لم تترك مركزاً أو فرقة إسعاف إلا واستهدفتها وأوقعت شهداء وجرحى، ليأتي الدور اليوم على يد عصابات الإجرام لتنال من حملة رسالة الإنسانية، وتقوم بتصفية خمسة من كوادرها في حادثة هي الثانية التي تطالهم، لم تعر أي حساب لما يقدمه هؤلاء الشباب من خدمات ومساعدة للمدنيين.
هذه الواقعة ومع تكرارها تتطلب وعي كبير بخطورة المرحلة التي تعيشها المناطق المحررة من فلتان أمني لطالما حذر ناشطوا المحافظة منه، زاد ذلك تعقيداً حالة الاقتتال الداخلي التي شهدتها محافظة إدلب وحلب في الآونة الأخيرة، لعلها كانت رسالة لمن حمل لواء الإنسانية داخلياً وخارجياً برسالة حقة " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 219 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
واستطاعت مؤسسة الدفاع المدني كسب الحاضنة الشعبية في جميع المناطق التي تعمل فيها لما تقدم من خدمات إنسانية وتساهم في تخفيف القصف والقتل اليومي الذي يلاحقهم، تشاركهم همومهم وتخفف عنهم أوجاعهم، هم كما يصفهم أهلهم "الراكضون في حنايا الموت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يجهدون ليل نهار .. دون ملل أو كلل بين تلال الدمار ... وألسنة النار لا استقرار لهم ولا راحة".
كما حظيت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" بسيط واسع عالمياً لإنسانيتها وعملها الذي تقدمه، فنالت عشرات الجوائز والأوسمة العالمية التي أقلقت النظام وحلفائه، فالعالم اعترف بهم كـ "أبطال"، كرمهم .. واحتفل بكل ما قُدم لتوثيق إنجازاتهم في مواجهة الموت، مستقلين .. وحيدين .. هدفهم فقط "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
أفادت مصادر إعلامية من ريف حمص الشمالي، أن عناصر من الشرقية الروسية دخلت أمس الجمعة إلى منطقة الحولة، للبدء بتطبيق الاتفاق الموقع مع الفصائل في المنطقة بعد إتمام عملية تهجير الفصائل والمدنيين الرافضين للتسوية إلى الشمال السوري.
وذكرت المصادر أن عناصر الشرطة الروسية أنشأت نقاط مراقبة لها في عدة مواقع بالحولة، تركزت في بلدتي "تلدهب وكفرلاها"، فيما يتوقع أن تنتشر المزيد من النقاط للشرطة الروسية في المنطقة لاحقاً.
وتلعب روسيا الحليف الأبرز للنظام والتي رعت جميع عمليات التهجير القسرية للفصائل والمدنيين الثائرين ضد النظام دور الضامن لاتفاقيات التهجير التي فرضتها، حيث تقوم بنشر نقاط مراقبة إلا أن هذه النقاط لاتمنع قوات الأسد من الدخول لهذه المناطق لاحقاً والبدء بالتضييق على المدنيين هناك.
وأعلنت قوات النظام في 16 أيار الحالي، السيطرة الكاملة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بعد خروج آخر دفعة من أهالي المنطقة إلى إدلب، بموجب اتفاق التهجير الذي تفرضه روسيا، فيما يعاني جل المهجرين في الشمال من أوضاع إنسانية مأساوية بسبب عدم قدرة المنظمات المحلية على استيعاب هذا الكم من المدنيين الواصلين للمنطقة.
أفادت مصادر إعلامية من الحسكة، أن مروحية عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي، نقلت ليلة الجمعة، مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة.
وقال موقع "الخابور" عن مصاده في الحسكة، إن مروحية عسكرية تابعة للتحالف الدولي حلقت في سماء مدينة الحسكة ليلة أمس، ومشطت حي غويران قبل أن تهبط بالسجن المركزي بالحي الخاضع لسيطرة مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، والذي يوجد فيه مجموعة من الجنود الأمريكيين الذين يعملون كمدربين لعناصر "ب ي د"، ومن المتوقع أن الطائرة نقلت الخبراء إلى القاعدة الأمريكية في الشدادي.
وأشار المصدر إلى أن عبوة ناسفة كانت انفجرت بجانب فرن الأغاوات بحي غويران، استهدفت سيارة عسكرية تابعة لمليشيا "ب ي د" وتسببت بمقتل عنصر وإصابة آخر.
يشار إلى أن مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي تتقاسم السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام، ويوجد بالمدينة قوات من التحالف الدولي ببعض المواقع الخاضعة لسيطرة "ب ي د" بالمدينة.
تتصاعد حالة الرفض الشعبية على كافة المستويات في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" رفضاَ للممارسات التي تقوم بها لاسيما سياسية التجنيد الإجباري وعمليات الاعتقال لسوق الشباب للخدمة الإلزامية وإلحاقهم بمعاركها على جبهات تنظيم الدولة.
وشهدت مدينة الحسكة وعدة مناطق في الريف خلال الأيام الماضية حالة احتقان كبيرة ضد عمليات التجنيد الإجباري، سببها مواصلة عمليات الاعتقال بحق الشباب لتجنيدهم إجبارياً.
وتخلل حالة الاحتقان والرفض خروج مظاهرات مناهضة لقسد في حي "النشوة الغربية" بمدينة الحسكة، قام المتظاهرون بحرق الإطارات وترديد شعارات ضد الممارسات التي تقوم بها "قسد" بحق أبنائهم، كما خرجت مظاهرات مماثلة ضد "ب ي د" في مدينة تل حميس بمنطقة القامشلي، وقرية "سميحان غربي" بريف بلدة تل براك شمال شرق الحسكة، طرد الأهالي إثرها بطرد دوريات "ب ي د" من القرية التي جاءت لاعتقال أبنائهم.
وطالب المتظاهرون "قسد" بالإفراج الفوري عن أبنائهم المعتقلين في سجونها، ردت الأخيرة باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة للمنطقة تحضيراً لاعتقال المناهضين لها، فيما قام الأهالي بإغلاق الطرق المؤدية لحي النشوة
قال "عماد نجيب الفاخوري" وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، إن المجتمع الدولي كان يدعم الأردن بثلث احتياجاته بما يخص اللجوء السوري، لكن الدعم ارتفع على مستوى الثلثين.
وأشار الوزير، خلال تصريحات صحفية على هامش مشاركته في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، إلى أن "المجتمع الدولي كان يدعم الأردن بثلث هذه الاحتياجات، وارتقينا الآن إلى مستوى ثلثين"، واصفا ذلك بأنه "تحسن"، إلا أن بلاده ما زالت "تضغط بشكل مستمر وفي كل المحافل حتى يستمر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته باتجاه مساعدة الدول، التي تستضيف اللاجئين السوريين".
وذكر الفاخوري أن "العدد يبلغ تقريبا 1.3 مليون سوري ويقترب من 1.4 مليون سوري، يستضيفهم الأردن"، مبينا أن "هذا يشكل حوالي 21% من نسبة سكان الأردن، أو 14% من السكان الكليين في الأردن".
وتابع الفاخوري أن في "الأردن الآن من إجمالي 10مليون حوالي 7 مليون أردني و3 مليون غير أردني"، مبينا أن "تكاليف استضافتهم المباشرة سنويا حوالي مليار ونصف دولار أمريكي".
وتحدث الفاخوري عن خطة الاستجابة التي بدئها الأردن في العام 2015 والتي تقوم على "وضع الشراكة الكاملة مع كل منظمات الأمم للمتحدة والجهات المانحة الرئيسية للأردن"، والهدف منها حسب الفاخوري هو أن يحمل "المجتمع الدولي مسؤولياته بضرورة دعم الدول، التي تستضيف اللاجئين".
وأوضح الفاخوري أن الأردن يضغط في كل المحافل الدولية على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته على ضرورة أن نبني على مسارات "سوتشي" ومسارات "جنيف" للتهدئة ومن ثم التحول إلى الحل السياسي". مبيناً أنه "مطلب أساسي يكمن أنه لا حل إلا الحل السياسي".
وأضاف "سوف نستمر منذ أن بدأنا عملية وضع (خطط الاستجابة) في لندن في 2016 وبروكسل رقم 1 وبروكسل رقم 2 هذا العام".
وعقد في العاصمة البلجيكية، في 24 — 25 أبريل/ نيسان الماضي مؤتمر بروكسل الثاني لدعم مستقبل سوريا والمنطقة حيث ضم المؤتمر وفوداً من أكثر من 80 دولة.
ألقى تفاقم معاناة اللاجئين السوريين في الأردن وقلة المساعدات، بظلاله على شهر رمضان في هذا العام، في ظل ضغط الحاجة والفاقة، حيث باتت المساعدات شحيحة؛ وفرص العمل نادرة، لتكتمل بذلك ملامح محنة تستمر منذ فترة.
هذه المعاناة المتفاقمة بلغت ذروتها في رمضان هذا العام، لتكشف عن حالات يندى لها الجبين، أضحت عاجزة حتى عن توفير طعام إفطارها، لتتصل أيام صيامها بلياليها، في انتظار شعاع أمل قد لا يأتي أبدا، وفق شهادات عدد منهم للأناضول.
ورغم تباين مستوى عيشهم من رمضان لآخر، إلا أن لاجئين سوريين يجمعون على أن رمضان هذا العام هو “الأسوأ” على الإطلاق، منذ وصولهم إلى الأردن فارين من أتون حرب لم تضع أوزارها حتى الساعة..
أحمد سلامة (42 عاماً)؛ اعتبر أن المساعدات المقدّمة للاجئين السوريين بالأردن، “شحيحة”، مشيرا أن “النقص في هذا المستوى طال أمده، ما أثّر على الأسر والعائلات الفقيرة، وخصوصا الأرامل وزوجات الشهداء وأبناء المعتقلين”.
ولفت أحمد إلى أنّ “مفوضية شؤون اللاجئين قطعت مساعدات مالية كانت مخصصة لبعض الأسر، مرجعة ذلك إلى قلة الدعم الذي يتلقونه”.
أما محمد خير الأحمد (35 عاماً) ، فقال إن “جميع السوريين يشتاقون لأيام مضت، فقد كان لرمضان، في السابق طقوسا خاصة، وكانت أزكى الأكلات وأشهاها حاضرة على موائدنا”.
ومستدركا بأسى: “لكن اليوم، ولّى كل ذلك، وباتت حياتنا مقتصرة على بضع أكلات، ومع ذلك نشكر الله، وندعو أن تنتهي الحرب لنعود إلى منازلنا”.
ورغم ضنك العيش الذي يواجهه، إلا أن الشاب خالد الحريري (23 عاماً)، رأى بأن وضعه “أفضل” من غيره.
وقال: “أنا أعمل على الأقل، وأستطيع تأمين بعض الاحتياجات الأساسية لي ولزوجتي وطفلي محمد، لكن هذا لا يعني بأنني مرتاح، ولكن أمر أهون من أمر”.
شهادات لاقت تأييدا من قبل الناشط الإغاثي الأردني حامد السلمان، والذي أكّد للأناضول أن “المساعدات للسوريين قليلة جداً ولا تذكر، كما أنها باتت موسمية”.
وتابع: “في مرحلة معينة، وتحديدا في البداية، كنا نعتقد، أن عددا قليلا فقط من الأسر السورية بحاجة إلى المساعدة، ولكن للأسف، يزداد العدد يوماً بعد يوم، وخاصة في شهر رمضان..”.
وأضاف أن “الكثير من المواقف التي نتعرض لها تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين، خاصة حين تقابل أشخاصا لا يمتلكون حتى قطعة خبز لسد رمقهم وتناولها عند الإفطار”.
بدوره، قال محمد الحواري المتحدث الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن، في تصريح للأناضول، إن “نقص التمويل للاستجابة لأزمة اللجوء في السنوات الماضية جعل من الحمل أثقل، وهذا العام 2018 هو الأصعب مقارنة بسابقيه”.
واستدرك الحواري أن “العام بلغ نصفه تقريبا، فيما لم نحصل حتى الآن على ربع الاحتياجات اللازمة، أي ما قيمته 274 مليون دولار”.
وحذّر من أن ذلك “يشكل خطرا على قطع المساعدات النقدية التي تعد شريان الحياة لعشرات الآلاف من الأسر اللاجئة هنا في الأردن”.
وختم: “الأزمة تدخل عامها الثامن، ونسبة الفقر تزداد بين اللاجئين”.
نقص المساعدات حوّل آلاف السوريين ممن يعيشون على أرض الأردن، إلى رواة للقصص والذكريات التي كانوا يعيشونها خلال شهر رمضان قبل حرب بلادهم، والتي ظلت عالقة بالأذهان.
ثماني سنوات مرّت على بدء الأزمة السورية، ولا زال الغموض يكتنف مستقبلها، إلا أن اللاجئين في الأردن وغيرها من البلدان التي فروا إليها من لهيب الحرب المستعرة، يسعون للانخراط والتعايش في تلك المجتمعات؛ سعياً لكسر نظرات العطف والشفقة، التي تحاصرهم.
فصفة “لاجئ” التي يحملونها سواء في الأردن أو في غيره من البلدان التي استقبلتهم، تستبطن الكثير من الألم والمعاناة التي يتابعها العالم عبر شاشات التلفزيون، واختبروا هم مرارتها بشكل فعلي.
ذاكرة جماعية مثقلة بالآلام، هاربة من ذكريات الحرب، مع حنين جارف لما قبلها، نافرة لنظرات الشفقة من هنا وهناك.. فسيفساء متشابكة من الحيثيات والأحاسيس لم تمنحهم سوى خيار الصمود من أجل البقاء.
لكن قسوة العيش وشح المساعدات وحصرها على المقيمين في المخيمات (نسبتهم لا تزيد عن 20% من عددهم الإجمالي)، زج بهم في تلك المنطقة الرمادية الفاصلة بين حدود الأشياء، حتى باتوا يشعرون اليوم أنهم على هامش الحياة.
ويعتبر الأردن الذي يزيد طول حدوده مع سوريا عن 375 كم، من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين، حيث يضم نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلون بصفة “لاجئ” في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم دخلوا قبل الأزمة، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.
قالت مصادر دبلوماسية غربية أمس، إن تل أبيب أبلغت موسكو قرارها توسيع «الخطوط الحمراء» في سوريا بما يشمل منع إيران من تثبيت وجودها العسكري وميلشياتها و«حزب الله» في جميع الأراضي السورية وليس فقط في الجنوب، بحسب "الشرق الأوسط".
وكانت «الخطوط الحمراء» السابقة تشمل منع إيران من نقل صواريخ إلى ميليشياتها أو «حزب الله» ومنع قيام قواعد عسكرية دائمة أو مصانع للصواريخ.
إلى ذلك، أسفرت القمة الروسية - الفرنسية في سان بطرسبورغ عن الاتفاق على إطلاق «آلية مشتركة» خلال الأسابيع المقبلة لإيجاد «نقاط مشتركة لدفع تسوية شاملة في سوريا قابلة للحياة».
من ناحية ثانية، أعلنت الخارجية التركية أن وفداً أميركياً بدأ أمس مشاورات في تركيا بخصوص منبج شمال سوريا تمهيدا لزيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى واشنطن في 4 الشهر المقبل.
وجه "جبران باسيل" وزير الخارجية اللبناني، رسالة إلى "وليد المعلم" وزير الخارجية في حكومة الأسد، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش معربا فيها عن قلق لبنان من تداعيات القانون رقم 10.
وأعرب "باسيل" كغيره من المسؤولين اللبنانيين عن خشيتهم من القانون رقم 10 الصادر عن نظام الأسد لهذا العام وأن تعيق شروط تطبيق هذا القانون عودة عدد غير قليل من النازحين إلى مناطقهم.
ورأي باسيل أن "إجراءات الإعلان والنشر المتعلقة بالمراسيم التطبيقية للقانون 10، ومهلة الثلاثين يوما التي تليها، والمعطاة لمالكي العقارات للإدلاء بما يثبت ملكيتهم، غير كافية لإعلام أصحاب العلاقة من النازحين خلال الوقت المناسب".
وحذّر باسيل في رسالته من أن "عدم قدرة النازحين عمليا على الإدلاء بما يثبت ملكيتهم خلال المهلة المعطاة قد يتسبب بخسارتهم لملكياتهم وشعورهم بفقدان الهوية الوطنية، ما يؤدي إلى حرمانهم من أحد الحوافز الرئيسة لعودتهم إلى سوريا".
ودعا باسيل الأمم المتحدة إلى "إجراء ما يلزم لحماية حق النازحين السوريين في الحفاظ على أملاكهم، وإلى التواصل والتنسيق مع السلطات السورية لهذه الغاية". كما شدد على ضرورة تحمل المنظمة الدولية "مسؤولياتها الكاملة لناحية إبلاغ كل السوريين في لبنان بهذا القانون وحضّهم على إجراء ما يلزم لإثبات ملكياتهم وعلى العودة الى سوريا".
ويكرر المسؤولون اللبنانييون إبدءا تخوفهم من القانون رقم 10 الصادر عن نظام الأسد، لاسيما أن لبنان يدفع بقوة لإخراج النازحين السوريين في أراضيهم، ويرى في القانون قطعاً لهذا الامر وسداً قد يمنع عودة الكثير منهم.
نعى الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" 5 من المتطوعين في صفوفه إثر هجوم مسلح من قبل مجهولين على مقرهم في بلدة تل حديا بريف حلب الجنوبي.
حيث أكد ناشطون قيام مجهولون بمهاجمة مقر للدفاع المدني في قرية تل حديا بالقرب من بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، ما أدى لإستشهاد 5 عناصر وإصابة 3 آخرين، كما قام المهاجمون بسرقة سيارات وجرافة ومعدات من داخل المقر.
رائد الصالح مدير منظمة الدفاع المدني قال أن الهجوم تم من قبل من أسماهم خفافيش الظلام وادى لسقوط 5 شهداء و3 مصابين
وشهد العام الماضي بشهر اغسطس عملية اغتيال مشابهة في مدينة سرمين بريف ادلب راح ضحيتها سبعة من عناصر المركز في المدينة، وتم تصفيتهم بدم بارد، وسرقة معداتهم ومن ثم حرقها للتمويه على هدف الجريمة.
كما اغتال مجهولون في شهر نوفمبر العام الماضي "وائل العمر" مسؤول قسم التوعية في الدفاع المدني السوري بريف إدلب في ظروف غامضة، بعد تعرضه لطلقات نارية في الرقبة أودت بحياته على طريق شلخ بريف إدلب الشمالي.
وتأتي هذه العمليات في سياق عمليات أمنية مكثفة باتت تنفذها الخلايا الأمنية في المناطق المحررة مع توسيع رقعتها لتطال عناصر من الدفاع المدني ومرابطين على جبهات النظام، في وقت تبقى تبعية هذه الجهات مجهولة.
أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة رداً على انتهاكات نظام الأسد في الجنوب السوري، حيث تشعر أمريكا بالقلق من التقارير التي تتحدث عن عملية وشيكة في جنوب غرب سوريا الخاضعة لنظام خفض التصعيد.
وجاء في بيان الخارجية المعنون بـ"نوايا نظام الأسد في منطقة التصعيد الجنوبية الغربية"، أن المنطقة تم التفاوض عليها بين الولايات المتحدة والأردن وروسيا في العام الماضي وتم التأكيد عليها بين الرئيسين ترامب وبوتين في فيتنام في نوفمبر من العام الماضي، وأنها تخضع لنظام خفض التصعيد.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة التصعيد الجنوبية الغربية ووقف إطلاق النار الذي تقوم عليه.
وحذر البيان نظام الأسد من أي أعمال قد تخاطر بتوسيع الصراع أو تعريض وقف إطلاق النار للخطر. وبصفتها "أمريكا" ضامنا لمنطقة التصعيد مع روسيا والأردن، ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة ومناسبة رداً على انتهاكات نظام الأسد.
وأشار البيان إلى أن رئيسا الولايات المتحدة وروسيا اتفاق في "دا نانغ" بفيتنام على تخفيف حدة الصراع، حيث يجب تطبيق هذه الاتفاقية واحترامها، وكانت روسيا أعلنت للعالم ولأعضاء مجلس الأمن الدولي أنها سوف "تضمن وقف إطلاق النار في مناطق التصعيد التي أعلنتها بنفسها.
وقالت الخارجية أنه ولسوء الحظ ، فإن نظام الأسد ، بدعم من روسيا وإيران ، انتهك مرارًا وتكرارًا مناطق التهدئة، في هجومها الوحشي على الغوطة الشرقية، حيث يستمر نظام الأسد وحلفاؤه في إطالة أمد النزاع بتجاهلهم لاتفاقات التهدئة الخاصة بهم وإعاقة عملية جنيف.
وشددت الخارجية على مسؤولية روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي لاستخدام ميزته الدبلوماسية والعسكرية على نظام الأسد لوقف الهجمات وإجبار نظام الأسد على وقف المزيد من الهجمات العسكرية.
وذكر الخارجية كيف أن روسيا حظرت إجراءات مجلس الأمن الدولي التي كانت ستجعل الأسد مسؤولاً عن استخدام الأسلحة الكيماوية وربما إنقاذ أرواح بريئة في سوريا 11 مرة حتى الآن في هذا الصراع. ستة من هذه الفيتو تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية ، والبعض الآخر يوفر وصول المساعدات الإنسانية ، وتوقف الهجمات ضد المدنيين.
وشددت الخارجية أن على روسيا أن تفي بالتزاماتها المعلنة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 ووقف إطلاق النار في الجنوب الغربي ، المتجسدة في بيان دا نانج الصادر عن الرئيسين ترامب وبوتين.
بدأ منطقة ع620 شرطيًا سوريًا، مهامهم في حفظ النظام العام بفرين شمالي البلاد، وذلك بعد إتمامهم حفل التخرج وأداء القسم.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول، الذي حضر الحفل، أن عناصر الدفعة الجديدة سيتولون مسؤولية حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، وتنظيم حركة المرور في عفرين.
وتلقى العناصر تدريبات بمساهمة من أكاديمية الشرطة التركية، تتعلق بكيفية التدخل في أحداث الشغب، وحفظ الانضباط العام وتنفيذ عمليات مداهمة، وتفكيك العبوات الناسفة، وعمليات التحقيق والتفتيش في ساحة الجريمة.
وسبق أن أعلنت الحكومة السورية المؤقتة، في ديسمبر/كانون أول 2017، توحد 30 مجموعة تابعة لـ"الجيش السوري الحر" تحت اسم "الجيش الوطني".
وتم إنشاء شرطة عسكرية تابعة للجيش الوطني لإرساء الأمن في منطقة "درع الفرات"، وباشرت مطلع أبريل/نيسان الماضي بمهام حفظ الأمن في عفرين.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات التركية تمكنت في 24 مارس/ آذار الماضي، بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، من تحرير منطقة عفرين شمالي سوريا، بالكامل من الإرهابيين، وذلك في إطار عملية "غصن الزيتون".
وشرعت تلك القوات، عقب ذلك، في أعمال تمشيط وتفكيك مخلفات الإرهابيين، وتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم.