نعي “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، الشهيدين “يحيى الشربجي” و” إسلام دبّاس” الذين تمّ تأكيد أنباء مقتلهما إعداماً يوم 15 كانون الثاني من العام 2013. سُلّمت أوراق وفاة “الشربجي” مع أخيه “محمد الشربجي” المعروف بمعن الشربجي يوم 23 تموز 2018، علماً أنّ معن وبحسب ما أُبلغت العائلة توفيّ 13 كانون الأول من العام نفسه.
وقال المركز في بيانه إن يحيى الشربجي الذي قال “أن أكون مقتولاً أفضل من أن أكون قاتلاً” قتل بعد عام وأربعة أشهر من التعذيب الوحشي بحسب ما أفادت الأنباء آنذاك. وكان “الشربجي” وهو من أبرز قادة الحراك المدني السلمي في مدينة داريا، وأحد مؤسّسي لجان “لجان التنسيق المحليّة” قد اعتقل يوم 6 أيلول 2011 في الكمين الذي نصبته قوات المخابرات الجويّة السورية لشقيقه، واعتقل برفقته آنذاك “غياث مطر” رفيق دربه الذي تمّ تسليم جثمانه إلى ذويه بتاريخ 10 أيلول 2011 وقد شوّهه التعذيب.
وبين أن “يحيى الشربجي” و ” إسلام دبّاس” من أبرز نشطاء الحراك المدني السياسي، اللا عُنفي، في سوريا لسنوات قبل بدء ثورة الكرامة والحرية في آذار 2011، والذي عُرف بحراك “شباب داريا السلمي”.
وقد سبق لشربجي وهو من مواليد (1979) أن اعتقل في أيارّ العام 2003 بسبب نشاطه هذا في حملات مدنيّة في مدينة داريا لمكافحة الفساد وتنظيف الشوارع، في الوقت الذي كانت البلاد ترزح فيه اسميّاً ورسميّاً تحت “قانون الطوارئ” الذي يمنع المبادرات المواطنيّة التي لا يُشرف عليها جهاز الأمن السوري، ويمنع التجمّع، ويمنع النشاط كما يمنع التفكير والحلم بالتغيير، وفي هذه البلاد التي تصوغ القانون فيقتل المواطنون ولا يَحييون حَكمت المحكمة العسكرية عليه بالسجن 4 سنوات في سجن صيدنايا العسكري، قضى منها سنتين ونصف منها أربعة أشهر ونصف في المنفردة، بالإضافة إلى التجريد من حقوقه المدنيّة والمنع من السفر.
ولدّ “إسلام دبّاس” عام 1989، وقتل في ظلام السجون السورية عام 2013، إلاّ أنّ عائلته لم تُبلّغ حتى يوم 16 تموز 2018. اعتقل الدبّاس وهو طالب هندسة معمارية لنشاطه البارز في قيادة الحراك المدني السلمي في مدينة داريا التي أعلنت انتمائها الكلّي إلى ثورة الكرامة والحريّة، الثورة السلميّة غير المُسلحّة، التي انطلقت في آذار 2011، وكان لا بُد للقضاء عليها من القضاء على فرسانها المدنيين، ومن أبرزهم شباب داريا. فاعتقل إسلام يوم 22 تموز 2011 في يوم الجمعة التي سُميّت “بجمعة الوحدة الوطنية”.
وأشار إلى أن قائمة الشهداء السلميين الذي دفعوا حياتهم ثمناً لحلم بالكرامة والحريّة تطول، ويمهدّون دربّه بالكلمة والورد، واليوم تُقدّم حكومة الأسد شهادات الوفاة لذوي الشهداء كجزء من عمليّة طيّ ملف المعتقلين في السجون السورية، الذي يأتي في إطار ترتيب الأوراق لمرحلة “إعادة الإعمار” والتعاون مع حكومة النظام، والذي تقوم به معظم حكومات العلم مُتغاضية عن واحدة من أفظع الجرائم التي سوف يذكرها التاريخ طويلاً، وهي “القتل تحت التعذيب” الذي فاخرت به حكومة الأسد منذ اليوم الأوّل حين سلمّت جثمان الطفل “حمزة الخطيب” ومن ثمّ جثمان “غياث مطر” كرسائل واضحة على سياسة لا تهادن ولا تجامل في وحشيتها، وفق البيان.
وأشار البيان إلى أن حكومة الأسد نجحت في خياراتها جميعاً، مذ جرّدت الثورة من فرسانها والبلد من أحلامها، وصفّت جماجم أبناء البلد درباً إلى السنوات القادمة والانتخابات القادمة.. لكن من ينقذ البلد من وحشّة الذاكرة ومن مستقبل يبنيه ملوك الحرب لا رجالات عقل وسلم وكلمة؟!
وكانت وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وجود أكثر من 118 ألف معتقل سوري بالأسماء، 88% منهم موجودون في معتقلات النظام، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد يفوق الـ 215 ألف معتقل، كما وثقت مقتل أكثر من 13 ألف شخص تحت التعذيب في سوريا، 99% منهم أيضًا على يد النظام.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إرسال فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا، للعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، في سياق المساعي الروسية لإعادة شرعنة النظام وإجبار الهاربين من بطشه على العودة لمناطق سيطرته.
وقال رئيس مايعرف بـ "المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع"، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، إنه "تم اليوم بأمر من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إرسال فرق عمل إلى الأردن ولبنان وتركيا لإجراء دراسة مفصلة لمسائل عودة اللاجئين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية".
وزعم أن روسيا، إلى جانب الخطوات التي تتخذها لعقد اتفاقات مع شركاء أجانب للتعاون بشأن عودة اللاجئين السوريين، لا تزال تتمسك بمبدأ أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وآمنة.
وأكد الجنرال انضمام ممثلي 14 وزارة وهيئة روسية إلى عمل مقر التنسيق المشترك الخاص بعودة اللاجئين السوريين، والذي كان يضم مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين.
واعتبر ميزينتسيف أنه من الضروري إنشاء مقر عمليات مشترك لدى وزارة المصالحة الوطنية السورية، من أجل حل كافة المشاكل التي تتطلب مشاركة مشتركة من قبل مختلف أجهزة السلطة السورية على كافة المستويات.
وكانت قالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا قدمت للولايات المتحدة مقترحات حول تنظيم العمل لعودة اللاجئين السوريين وتشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية، التي دمرتها ألة الحرب الروسية ونظام الأسد، وهجرت سكانها.
وساهمت روسيا منذ تدخلها لصالح نظام الأسد في سوريا من تدمير البنية التحتية لعشرات المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام بصواريخ طائرتها وبوارجها الحربية، كما تسبت بقتل 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً، إضافة لتهجير ملايين المدنيين من بلداتهم ومدنهم.
أعلنت السفارة الروسية في بيروت أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف وسيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية سيبحثان مع القيادة اللبنانية عودة اللاجئين السوريين.
وأكد مصدر في السفارة الروسية لوكالة "تاس" أن لافرينتييف وفيرشينين سيلتقيان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري غدا الخميس في بيروت، لبحث المبادرة الروسية لحشد الجهود الدولية لعودة اللاجئين السوريين إلى الوطن.
وكان سعد الحريري قد استقبل القائم بأعمال السفارة الروسية في بيروت فياتشيسلاف مقصودوف لبحث الخطة الروسية لعودة اللاجئين.
كما بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يوم الاثنين الماضي قضية عودة اللاجئين.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن جبران باسيل أشاد بالجهود الروسية في هذا المجال.
وفي وقت سابق، أكد وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية معين المرعبي أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يعمل دوليا على تأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
جنوب غرب سوريا::
أكد ناشطون في السويداء سقوط اكثر من 150 قتيلا وعشرات الجرحى غالبيتهم من المدنيين جراء الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنه تنظيم الدولة على مدينة السويداء وريفها الشرقي، حيث شن التنظيم هجومه انطلاقا من نقاط تمركزه وسط إنسحاب قوات الأسد من عدد من القرى والبلدات تمكن فيها التنظيم من السيطرة على مساحات واسعة، بالإضافة لتمكن عدد من عناصر التنظيم من التسلل إلى وسط مدينة السويداء وقيامهم بإطلاق النار بشكل عشوائي على المارة وعلى منازل المدنيين قبل أن يقوموا بتفجير أحزمتهم الناسفة والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، كما وتمكن التنظيم من الدخول إلى قرى طربا ورامي والكسيب وام رواق وعراجه والشريحي وسعنة والمتونة ودوما وتيما بريف السويداء الشرقي، حيث تدور معارك عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وبين مليشيات محلية منها قوات "حركة رجال الكرامة" ومليشيات نزيه الجربوع ومليشا النضال وغيرهم العديد من الفصائل التي تنتمي لعوائل معروفة في الجبل حملت السلاح.
اشتباكات عنيفة جدا ومتواصلة بين تنظيم الدولة وقوات الأسد والمليشيات الإيرانية في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، حيث أعلن الأخير عن تمكنه من السيطرة على مساكن جلين بريف درعا وقرى صيدا الجولان والويبد والمقرز بريف القنيطرة، وتدور المعارك وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا من قبل الطائرات الروسية والاسدية.
ادلب::
عثر الدفاع المدني على جثة لشاب مجهول الهوية قرب مدينة جسرالشغور بالريف الغربي.
سقوط شهيد جراء إنفجار لغم أرضي في بلدة الخوين بالريف الجنوبي، بينما أصيب 5 من عناصر جيش ادلب الحر جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مقرهم في بلدة التمانعة.
حماة::
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على مدينة اللطامنة بالريف الشمالي دون وقوع أي إصابات بين المدنيين.
الحسكة::
انفجرت عبوة ناسفة في مدينة الشدادي استهدفت سيارة تابعة لقسد أدت لوقوع أضرار مادية فقط.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الملف السوري بكامل تفاصيله على هامش قمة مجموعة دول بريكس، وذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأربعاء، في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة التركية أنقرة، قبيل توجّهه إلى جمهورية جنوب إفريقيا، في زيارة رسمية.
وأوضح أردوغان أنّه سيتناول مع بوتين، المستجدات الشائكة في محافظة درعا جنوبي سوريا، وملف إدلب في الشمال، مشيراً إلى إمكانية وقوع أحداث طارئة وغير متوقعة في هاتين المحافظتين.
وتابع قائلاً: "نحن نريد أن يكون الشعب السوري محمي من الهجمات، وخاصة تلك التي تنفذها بعض المنظمات الشرسة، وسنعمل على تأمين هذه الحماية من خلال التباحث حول هذه القضايا".
كما ذكر أردوغان أنه سيناقش مع نظيره الروسي ملف منطقة تل رفعت بريف محافظة حلب السورية، وتواجد عناصر "بي كا كا" فيها.
وأضاف أردوغان أنّ التطورات في سوريا، سواء في منطقة "تل رفعت" أو "منبج" شمالي البلاد، "لا تسير حاليًّا في الاتجاه المطلوب".
وفي المقابل، أشار الرئيس التركي إلى أن "عفرين" و"جرابلس" و"الباب"، "هي المناطق الوحيدة في سوريا التي تتطور فيها الأمور في الاتجاه المطلوب".
أكد وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية معين المرعبي أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يعمل دوليا على تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وجال المرعبي على عدد من مسؤولي اليونيسف في لبنان، في أحد مخيمات اللاجئين في بلدة مرياطه، واستمع الى حاجات النازحين.
وقال المرعبي إن "الأجواء اليوم، كما بات معلوما إيجابية إن كان لجهة الروس والأمريكان أكبر دولتين في العالم، يعملان على ضمان أمنهم خلال عودتهم".
وأضاف أن "هذا أمر يدعمه الرئيس سعد الحريري وهو يعمل بشكل متواصل مع كل الجهات الدولية من أجل تأمين هذه العودة الطوعية والكريمة الى بلادهم، على أمل أن يعودوا في أسرع ما يمكن من أجل إعادة إعمار سوريا".
وكان كلّف سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، مستشاريه بالتواصل مع موسكو للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي أعلنتها، لإعادة النازحين السوريين من لبنان والأردن.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أن جورج شعبان مستشار الحريري للشؤون الروسية، اجتمع لهذه الغاية اليوم مع الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، واطلع منه على تفاصيل المقترحات، التي أعلن عنها رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة شؤون الدفاع ميخائيل ميزينتسيف، حول "تنظيم عودة النازحين إلى الأماكن، التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب".
يدور في أذهان الكثير من المهجرين داخلياً في إدلب أو أرياف المحافظات المحيطة بها أو المهجرين الوافدين من محافظات الوسط والجنوب والمنطقة الشرقية إلى إدلب، تساؤل ما إذا كانت فصائل غرفة عمليات "الفوعة وكفريا" التي أشرفت على السيطرة عليها بعد خروج الميليشيات منها ستسمح لهم في العيش بمنزل يأويهم ضمن البلدتين بعد أن فقدوا أرضهم ومنازلهم وأبعدوا قسراً عن ديارهم.
ومع خروج الميليشيات الشيعية والمدنيين من البلدتين اللتين تنتشران على مساحات كبيرة في ريف إدلب، وتتسعان لأن يقطن فيها قرابة 30 ألفاً من المدنيين على أقل تقدير، أعلنت غرفة العلميات الخاصة بـ "كفريا والفوعة" البلدتين منطقة عسكرية، يمنع دخول أحد من المدنيين والعسكريين من غير أصحاب الشأن إليهما وذلك بغية نزع الألغام منهما والتأكد من صلاحية المنطقتين للسكن.
والأهم في البيان في هذا الصدد ماقاله عن منع فتح أي مقر عسكري لأي فصيل في الوقت الراهن وأشارته إلى أن أولوية السكن في المنطقة بعد انتهاء التمشيط والتأكد من الصلاحية ستكون للمهجرين والنازحين، وهذا ماكان خلافاً للواقع بعد تقاسم الفصائل المشكلة للغرفة العسكرية للنفوذ في البلدتين كـ "غنيمة" وفق تقسيمات إدارية كاملة.
مصادر من داخل غرفة العمليات سربت لـ "شام" خريطة للبلدتين، تظهر تقسيمات مظللة بألوان عديدة، كل قسم "قطاع" خاص بفصيل، تتيح له السيطرة عليه وهو يشكل منطقة سكنية أو حي أو عدة أحياء ضمن البلدتين وكل مافيها يعتبراً ملكاً للفصيل المسيطرة، يقوم ببناء مقراته داخلها ووضع يده على كامل مافيها من منازل ومقدرات أي كانت.
وتظهر الصورة المسربة تقسيم بلدة الفوعة إلى خمسة قطاعات، توزعت السيطرة فيها لفصائل "هيئة تحرير الشام، الجبهة الوطنية للتحرير، جيش الأجرار، تجمع دمشق، جبهة تحرير سوريا، نواة التقسيم من مركز المدينة، وكل قطاع يشمل جهة منها، يمنع لأي فصيل تجاوز قطاعه أو التدخل في القطاع التابع للفصيل الآخر.
أما بلدة كفريا والتي تطل على طريق باب الهوى "الأتستراد الدولي" فقسمت بين هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وفصيل الأوزبك، فيما حرم المرابطين على البلدتين لأشهر عديدة من مقاتلي داريا والزبداني من تخصيص أي قطاع، ومنج فصيل حراس الدين نسبة 8% إلا أنه تنازل عنها بحسب ماصرحت المصادر لـ "شام".
ووفقاً للمصدر فإن كل فصيل سيتولى إدارة والإشراف على القطاع الخاص به، وله الحق في أن يسكن من يريد ضمنه، أي من مناصريه وعائلاتهم، أما باقي المهجرين من مناطق أخرى فليس لهم أي حق في العيش في البلدتين، كما لقت المصدر إلى أن قيادات من عدة فصائل وضعت يدها على عدة منازل وصادرتها لنفسها لها الحق في أن تسكن فيها من تريد حسب القرابة والمحسوبيات.
ومع خروج الميليشيات الشيعية من البلدتين كان لدى الكثير من المهجرين لاسيما ريفي دمشق الغربي والشرقي آمال كبيرة في إيجاد مأوى لهم في تلك البلدتين بعد أن سيطرة ميليشيات إيران على بلدتهم وحرمتهم منها لاسيما مضايا والزبداني، في وقت تضيق المساحة يوماً بعد يوم بآلاف المهجرين من محافظات عدة في وسط وجنوب سوريا في إدلب.
أكد ناشطون في السويداء ارتفاع عدد القتلى في المحافظة جراء الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنه تنظيم الدولة على مدينة السويداء وريفها الشرقي لأكثر من 100 قتيلا وعشرات الجرحى غالبيتهم من المدنيين.
وشن تنظيم الدولة انطلاقا من نقاط تمركزه في ريف السويداء الشرقي هجوما واسعا ومفاجئ وسط إنسحاب قوات الأسد من عدد من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرته، تمكن فيها التنظيم من السيطرة على مساحات واسعة من الريف الشرقي، بالإضافة لتمكن عدد من عناصر التنظيم من التسلل إلى وسط مدينة السويداء وقيامهم بإطلاق النار بشكل عشوائي على المارة وعلى منازل المدنيين قبل أن يقوموا بتفجير أحزمتهم الناسفة والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وتمكن التنظيم من الدخول إلى قرى طربا ورامي والكسيب وام رواق وعراجه والشريحي وسعنة والمتونة ودوما وتيما بريف السويداء الشرقي، حيث تدور معارك عنيفة جدا بين تنظيم الدولة وبين مليشيات محلية منها قوات "حركة رجال الكرامة" ومليشيات نزيه الجربوع ومليشا النضال وغيرهم العديد من الفصائل التي تنتمي لعوائل معروفة في الجبل حملت السلاح في بداية الثورة للدفاع عن أهالي الجبل كما يقولون.
ومع إنسحاب قوات الأسد من عدد من القرى في ريف السويداء الشرقي والسماح للتنظيم بدخول المدينة بشكل سلس وسريع، طالب أهالي المناطق المدنيين والشباب ومن له قدرة على حمل السلاح التوجه إلى جبهات القتال للدفاع عن مناطق السويداء التي أصبحت تحت سيطرة تنظيم الدولة.
سيناريو اليوم كان معدا بدقة وحمل توقيع وختم نظام الأسد وروسيا بشكل واضح، فقد قامت قوات الأسد بالتنسيق مع روسيا في وقت سابق بنقل عشرات من عناصر تنظيم الدولة من مناطق سيطرتهم في جنوب دمشق إلى ريف السويداء الشرقي، في إتفاق تضمن تسليم مناطقهم في مخيم اليرموك والحجر الأسود مقابل نقلهم إلى السويداء.
ومع شن قوات الأسد هجوما واسعا على محافظتي درعا والقنيطرة انتهت بالسيطرة الكاملة عليهما بعد تسليم فصائل المنطقة السلاح الثقيل وقبولهم التهجير والمصالحة، فقد أكد ناشطون قيام قوات الأسد بسحب نقاط عسكرية كبيرة على جبهات تنظيم الدولة في ريف السويداء الشرقي ونقلها إلى تخوم مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، وهو ما سمح وقتها لتنظيم الدولة بالتمدد والسيطرة على تلال ونقاط مرتفعة واستراتيجية.
والجدير ذكره أن هجوم تنظيم الدولة بريف السويداء الشرقي جاء بالتزامن مع الهجوم الكبير الذي تشنه قوات الأسد ومليشيات إيرانية على حوض اليرموك بريف درعا الغربي والخاضع لسيطرة تنظيم الدولة منذ قرابة الأسبوع، حيث تتعرض المنطقة لغارات جوية عنيفة جدا أدت لسقوط العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح حيث يمنع تنظيم الدولة المدنيين من النزوح والهروب من مناطق سيطرته، حيث رأى ناشطون أن التنظيم بالسويداء يهدف بذلك للتخفيف عن مقاتليه في الحوض وربما وضع شروط في حال تم الإتفاق على نقلهم إلى ريف السويداء الشرقي وتسليم مناطقهم كما حدث جنوب دمشق، وبهذا ستكون السويداء في مواجهة قوية مع تنظيم الدولة، برغاية أسدية روسية لتركيع المحافظة.
وفي سياق متصل فقد طالب الشيخ "موفق طريف" الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين حكومة الأسد بتحمل مسؤولياتها وتقديم الحماية لمحافظة السويداء و أكّد أنّه سيبحث سبل مساعدة أهل الجبل مع "الأمم المتحدة و الهلال الأحمر".
بينما ذكر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير اللبناني السابق وئام وهاب أن ما يحدث في السويداء هو عمل صهيوني إسرائيلي، بينما أكد الشيخ نبيه كبول في جبل الشيخ، استعداد شباب الجبل للقتال في السويداء.
سيناريوهات كانت معدة بشكل مسبق لتركيع المحافظة وإرجاعها لبيت الطاعة الاسدي، بعد رفض شبابها الإلتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية وتشكيل فصائل مسلحة خارجة عن هيمنة وسيطرة نظام الأسد.
أصدرت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا، نداء إنساني للكشف عن مصير المعتقلين السياسيين "عبد الحميد خليل – عبد المجيد موسى سيدو" والمغيبين في سجون الإدارة الذاتية.
وأكد البيان الصادر عن المنظمة أن الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري لايزال مستمراً في مناطق الإدارة الذاتية شمال سوريا ، لافتة إلى تلقيها نبأ اعتقال عضوين من الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا يوم الأثنين من قبل آساييش الإدارة الذاتية وذلك في مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا .
وأوضح البيان أن دورية للأساييش مؤلفة من سيارتين ( سيارة دفع رباعي وسيارة فان ) داهمت بتاريخ 23/07/2018 منزل عبد الحميد خليل / أبو زال عضو اللجنة المنطقية في الحزب الديمقراطي الوردستاني – سوريا في رأس العين و طوقوا منزله وقاموا بتفتيشه واعتقاله حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا وخلق حالة من الترهيب والخوف بين عائلته وجيرانه.
وكذلك بنفس الساعة صباحاً من اليوم نفسه داهمت نفس الدورية التابعة لآساييش مدينة رأس العين منزل عبد المجيد موسى سيدو وقاموا بتفتيش المنزل مع خلق حالة من الترهيب والخوف بين عائلته وجيرانه وقاموا باعتقاله.
وأعربت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD ) أسفها وانزعاجها وعدم الإرتياح جراء استمرار اعتقال السياسيين والنشطاء في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما استنكرت الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري بحق النشطاء وذلك انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وطالبت بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين والرأي .
ورأت المنظمة أن استمرار اعتقال كل من عبد الحميد خليل – عبد المجيد موسى سيدو واحتجازهما يشكل تهديداً خطيراً على حياتهما ، ويشكل انتهاكاً سافراً لالتزامات المجتمع الدولي والقانون الدولي الإنساني والصكوك الدولية الهامة في ميدان حقوق الإنسان مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وغيرهم .
ووجهت بالنداء العاجل الى جميع الجهات المحلية والجهات المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان إقليمياً ودولياً، من أجل العمل سريعاً وعاجلاً للكشف عن مصيرهم وإطلاق سراحهم فوراً، ودون قيدٍ أو شرط، حيث أن اعتقالهم واخفاءهم قسرياٍ يشكل انتهاكاً سافراً لجميع القوانين والمواثيق والمعاهدات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان .
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن التطورات في سوريا، سواء في منطقة "تل رفعت" أو "منبج" شمالي البلاد، "لا تسير حاليا في الاتجاه المطلوب".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأربعاء، في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة التركية أنقرة، قبيل توجهه إلى جمهورية جنوب إفريقيا، ضمن زيارة رسمية.
وفي المقابل، أشار الرئيس التركي إلى أن "عفرين" و"جرابلس" و"الباب"، "هي المناطق الوحيدة في سوريا التي تتطور فيها الأمور في الاتجاه المطلوب".
وفي 18 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين التركي والأمريكي، تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة "عملية درع الفرات"، ومنبج، في إطار خارطة الطريق التي توصلت إليها تركيا مع الولايات المتحدة، وسيرت الدورية الأولى في ذلك التاريخ.
ومن المنتظر أن يتواصل تسيير الدوريات في الفترة المقبلة.
وتوصلت واشنطن وأنقرة، في يونيو/ حزيران الماضي، لاتفاق على "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
نشر "معهد واشنطن" الإلكتروني دراسة للباحث الأمريكي ماثيو ليفيت، تحدث فيبها عن "أزمة فساد عميقة" داخل حزب الله اللبناني، مع التطرق إلى أبرز معالمها، قال فيها إن "أكثر ما يريد حزب الله تجنب النقاش فيه هو العلاقة بين قتاله في سوريا لدعم نظام الأسد وتداعيات تآكل الاقتصاد وازدياد الفساد، التي يعاني منها داخل لبنان".
وأضاف الباحث بأن "حالة الاستياء الاستثنائية داخل قاعدة حزب الله السياسية الشيعية التقليدية هي نتيجة لانزلاق الحزب عميقا في الحرب السورية، والعدد الكبير المتزايد لقتلى الحزب هناك. وبالنسبة لبعض مؤيدي حزب الله القدماء، كانت عقيدة (المقاومة) ترتبط تحديدا بإسرائيل، وليس بالدفاع عن الرئيس الأسد وحربه ضد المدنيين السوريين السنة في الغالب".
وأضاف أن "الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية انتشرت فيها لافتات على الطريق السريع في منطقة البقاع، أهم معاقل حزب الله، تعارض مرشحي الحزب، وتحمل شعارات مثل: (نحرص على المقاومة، لكن ولاءنا هو لبعلبك الهرمل)"، وفق "عربي 21".
وبحسب الدراسة التي نشرها معهد واشنطن، فإن "حالة من السخرية والشك أخذت بالبروز داخل صفوف حزب الله حيال الثمن الباهظ الذي يدفعه التنظيم لدعم نظام الأسد. فالعديد من مقاتلي الحزب يرون أنهم يدفعون الثمن كله، بينما يحصد الإيرانيون المنافع. ونتيجة لذلك، فإن أعدادا كبيرة من المحاربين القدامى يتركون الحزب، ويفسحون المجال لمجموعة جديدة ومختلفة من المقاتلين الأصغر سنا. وينضم المقاتلون الجدد للحزب من أجل الحصول على راتب، أكثر من قناعتهم بالقضية، وهو ما يجعل الحرب السورية قضية اقتصادية لا أيديولوجية بالنسبة لهذا الجيل الجديد من جنود حزب الله".
وأضافت الدراسة أنه "بناء على ذلك، يعاني حزب الله أيضا من أزمة ثقة تقوم على الإدراك بأن الجماعة أصبحت موغلة في الفساد. ويجند حزب الله مقاتليه من أفقر المناطق في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع على طول الحدود اللبنانية ـ السورية، وبدرجة أقل من جنوب لبنان. لكن في الوقت الذي يجند فيه الحزب الفقراء، يستفيد أنصاره الأغنياء ماليا من الحرب".
وذكّرت الدراسة بتقرير نشرته "وول ستريت جورنال" في نيسان/ أبريل الماضي، نقلت فيه رسالة نقد لاذع من مقاتل سابق في الحزب إلى حسن نصر الله، بسبب "فشله في التصدي للفساد داخل التنظيم".
وتابعت الدراسة: "في السابق، لم يكن من الممكن أن يسمع أحد بهذا النوع من الانتقاد العلني للحزب، ولكن في وقتنا الحالي، نالت هذه الرسالة الدعم في وسائل التواصل الاجتماعي. وأدرك نصرالله أن لدى حزب الله مشكلة فساد خطيرة، وجعل حملته لمكافحة الفساد وللتنمية الاقتصادية محور برنامج الحزب الانتخابي".
ونوهت الدراسة إلى استدراك نصر الله خطورة قضية الفساد، وهو ما دفعه للتركيز عليها في خطاباته الانتخابية، وتعيين عضو الحزب، النائب حسن فضل الله، رئيسا للجنة لمكافحة الفساد لمتابعة الموضوع تحت إشراف نصرالله نفسه.
وأضافت الدراسة: "لكن حتى إذا أثبت الحزب أنه قادر على القضاء على جزء كبير من الفساد السياسي الذي هو نتيجة لاقتصاد الحرب الذي ساهم الحزب في إيجاده، سواء داخل صفوفه أو في البلاد بصورة عامة، فإنه سيبقى عاجزا عن معالجة بعض من أكثر أنشطة الفساد تجذرا وإثارة للقلق، والتي يقوم بها أشخاص متنفذون في الحزب".
وقالت الدراسة إن "معظم هذه الشخصيات المتنفذة الفاسدة متورطة بشكل أو بآخر في الشبكة الإجرامية التي توفر الدعم المالي لحزب الله، وبشكل خاص الجزء الذي يمول إرهاب الجماعة وأنشطتها العسكرية، التي أشار إليها القانون الأمريكي بـ(فرع الشؤون التجارية) في الحزب، وتم الكشف عنه في أوائل عام 2016 من خلال عملية مشتركة شملت (إدارة مكافحة المخدرات) الأمريكية، الجمارك وحماية الحدود، وزارة الخزانة، "يوروبول"، "يوروجست"، والسلطات الفرنسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية. وقد شمل التحقيق سبعة بلدان، وأدى إلى اعتقال عدد من أعضاء حزب الله والمتعاونين معه؛ بتهمة الاتجار بالمخدرات، وغسيل الأموال، وحيازة الأسلحة لاستخدامها في سوريا".
وإلى جانب تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، قالت الدراسة إن "بعض الشخصيات البارزة في حزب الله متورطة في مشاريع إجرامية شنيعة، من بينها الاتجار بالجنس والبشر. لنأخذ على سبيل المثال علي حسين زعيتر، المسؤول في شؤون المشتريات والتمويل الإجرامي للحزب. ففي عام 2014، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية زعيتر شخصا إرهابيا لاستخدام شركاته من أجل الحصول على مكونات للطائرات من دون طيار (UAV) التي يُشغّلها الحزب فوق الأراضي السورية ولاستهداف إسرائيل. وفي العام التالي، أدرجت وزارة الخزانة شركات إضافية يديرها زعيتر في الصين ولبنان؛ لشرائها مكونات للطائرات من دون طيار لصالح حزب الله. وبعد بضعة أشهر، في عام 2016، كشفت السلطات اللبنانية عن شبكة دعارة كبيرة تُشغّل نساء سوريات بشكل رئيسي. وزعم حزب الله أنه لعب دورا في كشف شبكة الاتجار بالبشر والجنس، لكن تقارير صحفية ربطت شبكة الدعارة بعلي حسين زعيتر، الذي وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه وكيل مشتريات حزب..
ولفتت الدراسة إلى أن القيادي محمد إبراهيم بزي، المصنف على لائحة الإرهاب الأمريكية، متهم بتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، عن طريق التعاون مع منظمات إجرامية، وأيضا له صلة بـ"ديكتاتور غامبيا السابق يحيى جاميه"، وتاجر المخدرات اللبناني أيمن جمعة.
وبحسب الدراسة، فإن "حزب الله منفتح بشأن أزمة الفساد التي تواجه جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك الحزب ذاته. لكنه يغلق صفوفه ويخفي غسيله القذر عندما يتعلق الأمر بمسؤولين كبار مثل زعيتر وبزي، اللذين يمثلان عفنا في نواة الدائرة الضيقة لقيادة الحزب".
وأضافت أن "فساد حزب الله يمتد إلى أبعد من سوء الإدارة المالية، ويسمح لبارونات الحزب الأقوياء بكسب المال من اقتصاد الحرب في سوريا، في الوقت الذي يقوم فيه بتجنيد المشاة وقودا للحرب، من بين الفقراء".
وخلصت الدراسة إلى أن "فساد حزب الله يستشري أعمق بكثير مما يمكن لنصر الله الاعتراف به، وهو أعقد من أي شيء آخر قد يمكن للجنة مكافحة الفساد التابعة للحزب معالجته".
تواجه مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حملة تشويه ممنهجة من قبل الإعلام التابع لنظام الأسد والإعلام الرديف له لاسميا الروسي، في محاولة لإنهاء أحد أبرز المؤسسات الإنسانية في سوريا والتي تأسست بعد الحراك الثوري، اتخذت من شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
الحملة الإعلامية تواجه المؤسسة الأكثر شعبية في سوريا لاسيما ضمن المناطق المحررة التي تعمل فيها فرقها المنتشرة في تسع محافظات سورية ضمن المناطق المحررة وتقوم بواجبها الإنساني في إنقاذ المدنيين من القصف والقتل اليومي والذي لم تسلم كوادرها منه جراء الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني السوري وكوادرها خلال عملهم الإنساني، ليست بجديدة بل هي امتداد لحملات كبيرة وعديدة تهدف لإضفاء صفة الإرهاب وإلصاقها بها بغية تدميرها وإنهاء كل مايقدم الحياة والخدمات لألاف المدنيين في المناطق المحررة.
ولعل قضية حروج عدد من عناصر الدفاع الرافضين لأي تسوية في الجنوب السوري مع النظام بعد تقدمه الكبير وحلفائه، وتحولهم لمحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة مع التخوف الكبير على حياتهم كون النظام يسعى جاهداً لاعتقال أصحاب "الخوذ البيضاء" واستغلال ذلك سياسياً وإعلامياً عبر إخراجهم لاحقاً لتزييف الحقائق، فكان خروجهم عبر الجولان المحتل بمبادرة غربية من دول عدة أشرفت على الأمر بنفسها باباً جدياً لمحاربة "الخوذ البيضاء" والعمل على إضعافها وتلفيق الاتهامات لها لزعزعة علاقتها والتصاقها بحاضنتها الشعبية من خلال آخر ادعاءاتها بالتعامل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والذي نفاه مدير الدفاع المدني "رائد الصالح" جملة وتفصيلا.
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 250 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
واستطاعت مؤسسة الدفاع المدني كسب الحاضنة الشعبية في جميع المناطق التي تعمل فيها لما تقدم من خدمات إنسانية وتساهم في تخفيف القصف والقتل اليومي الذي يلاحقهم، تشاركهم همومهم وتخفف عنهم أوجاعهم، هم كما يصفهم أهلهم "الراكضون في حنايا الموت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يجهدون ليل نهار .. دون ملل أو كلل بين تلال الدمار ... وألسنة النار لا استقرار لهم ولا راحة".
كما حظيت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" بسيط واسع عالمياً لإنسانيتها وعملها الذي تقدمه، فنالت عشرات الجوائز والأوسمة العالمية التي أقلقت النظام وحلفائه، فالعالم اعترف بهم كـ "أبطال"، كرمهم .. واحتفل بكل ما قُدم لتوثيق إنجازاتهم في مواجهة الموت، مستقلين .. وحيدين .. هدفهم فقط "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
"أصحاب الخوذ البيضاء" معروفون رسمياً بـ"الدفاع المدني السوري"، وهي منظمة إنسانية تضم أكثر من 3600 متطوع، من مدرسين ومهندسين وخياطين سابقين، بالإضافة إلى رجال إطفاء. ويتركز عملهم على سحب الأشخاص من تحت الأنقاض، ويعود الفضل إليهم في إنقاذ آلاف المدنيين السوريين في سورية.
ومن الجوائز التي حصلت عليها "الخوذ البيضاء" جائزة الإدارة العالمية للقيادة عن فئة "قيادة الخدمات المدنية" في 7 كانون الأول 2017، وجائزة آيبر الدولية للسلام في 14 تشرين الثاني 2017، و جائزة “نساء العام- women of the year”، في 17 تشرين الأول 2017،وجائزة "تيبراري الإيرلندية الدولية للسلام "Tipperary international peace award" في 6 أيلول 2017" الجائزة، وجائزة نوبل البديلة للسلام في سبتمر 2016.
كما تكرر اسم مدير الدفاع المدني السوري “رائد صالح” في حفل تكريم الفائز بمسابقة “صناع الأمل”، عدة مرات احتفاء بفوزه ضمن الأوائل في الجائزة التي تقاسمتها خمسة أشخاص ، حصل كل واحد منهم على جائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي.
وفاز فاز فيلم الخوذ البيضاء في شباط 2017 بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما "أوسكار" عن أفضل فيلم وثائقي قصير، كما مُنحت جائزة "ديزموند توتو" الخاصة بالسلام مناصفة بين وحَدات الدفاع المدني، وبين النائبة السابقة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال "الراحلة جو كوكس" في تشرين الثاني 2016.
وقال "رائد الصالح" مدير الدفاع المدني السوري في رسائل عدة أولها لمجلس الأمن وجهها في نيسان 2017 " إنه حان الوقت لتحرك جدي لإيقاف المجازر في سوريا، نحن في سوريا، وأننا لا نحتاج قرارات لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت فيه، بل نحتاج تحرك جدي لإيقاف المذبحة المستمرة منذ سته سنوات والتي أودت بحياة اكثر من ٧٠٠ ألف شهيد من المدنيين ومئات الآلاف من المعتقلين والمخطوفين"
وأضاف الصالح " قد "حان الوقت ليتحرك الضمير بداخلكم، كفانا قرارات كفانا اجتماعات ومؤتمرات حاكم ضمائركم لعلكم تصحون من غفلتكم وتنطق ألسنتكم بتحرك جدي لوقف القتل"، وقال للمدنيين في سوريا حينها "سنبقى كما عهدتمونا معكم في السراء والضراء، ارواحنا دون أرواحكم، سنبقى نعمل باليل والنهار لمساعدتكم وأدعوكم الى تحرك شعبي لإيصال رساله الى العالم أجمع الذي منعنا حتى من الحصول على أقنعه تقينا من الأسلحة الكيمائية، اننا باقون مادام الربيع يزهر".
كما خص برسالته الأمم المتحدة قائلاً "نحن في الدفاع المدني نملك كافة الأدلة والعينات التي تثبت استخدام الأسلحة الكيمائية في اكثر من موقع ومن كفر زيتا واللطامنة وخان شيخون، وجاهزين لتسليمها باي وقت لكن هل أنتم جاهزين ومستعدين لاستلام الأدلة أم كما كل مرة تريدون ان يبقى الموضوع ضد مجهول ؟".
وذكر الصالح أنه من "حقنا كسوريين أن نعيش في سلام كباقي دول العالم، إنها صرخة في واد لعل هناك من يسمعنا او يرانا فالأيام التي مرت علينا كانت صعبه للغاية، ولا يستطيع بشريا وأحد أن يمتلك القدرة على التحمل والصبر في هذه الأوضاع المرعبة، والله يتفطر قلبنا على المظاهر اليومية التي نعيشها يومنا، موت وجثث وأشلاء متفحمة دعونا نلملم جراحنا وندفن شهدائنا من يظن أننا نريد أن نستمر بأعمالنا التي هي بنظركم بطولة فهو مخطىء"
وختم الصالح رسالته "نحن نتطلع الى الْيَوْمَ الذي نتوقف به عن العمل، فعملنا يعني مزيدا من الشهداء ومزيدا من المأساة، نريد ان نبدأ بإعادة إعمار بلدنا نريد ان يعود الأطفال، الى المدارس والنَّاس تعود الى أعمالها دون قصف او دمار، نريد ان نساعد اللاجئين والمهجرين بالعودة الى منازلهم مرفوعي الرأس هذا هدفنا وهذه غايتنا".
وسبق أن واجه أصحاب "الخوذ البيضاء"، حملات إعلامية تضليلية تشوّه سمعتهم، وتصورهم أعضاء في منظمة إرهابية مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، كشفت عنها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، وأفادت بأن أبطالها ناشطون مناهضون للإمبريالية، مطلقو نظريات المؤامرة، ومتصيدون إلكترونيون مدعومون من الحكومة الروسية التي تدعم نظام بشار الأسد عسكرياً.
تزامنت حملات تشويه صورة "الخوذ البيضاء" مع بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، في سبتمبر/أيلول عام 2015، وسعت عبر الماكينات الإعلامية لديها لإلصاق "الخوذ البيضاء" بـ"الإرهابيين"، ومنحتهم منبراً للتعبير على القنوات التلفزيونية الروسية الحكومية، كما روجت لمقالاتهم على نطاق واسع، ووصف بروفيسور السياسة الدولية في "جامعة برمنغهام"، سكوت لوكاس، الحملة الشاملة بـ"بروباغندا الإثارة أو التحريض"، في حديثه لـ"ذا غارديان".
ويلعب أصحاب "الخوذ البيضاء" دورين أساسيين في سورية: عمل الإنقاذ، وتوثيق ما يحصل داخل البلاد بالكاميرات المحمولة والمثبتة على الخوذ، وهذه اللقطات المصورة ساعدت "منظمة العفو الدولية" والشبكات الحقوقية في تدعيم الشهادات المتلقاة من سورية، وسمحت لهما بالتحقق من آثار الضربات الجوية، لمعرفة حقيقة استهداف المدنيين ومناطق الوجود العسكري ونقاط التفتيش العسكرية.