قدمت قناة (أي بي سي نيوز) الأميركية اعتذارا، أمس الاثنين لعرضها فيديو من ولاية كنتاكي الأمريكية، على أنه لقصف تركي استهدف مواقع في سوريا خلال عملية "نبع السلام" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شرق الفرات.
ويظهر في التسجيل المصور والذي عرضته القناة، إطلاق نار شديد أدى إلى وقوع تفجيرات، لكنه في الحقيقة كان ضمن عرض للأسلحة تم تنظيمه في ولاية كنتاكي الأميركية بالعام 2017، وأذيع المقطع الأحد ضمن نشرة إخبارية، حيث ادعى مذيع النشرة توم للاماس، أن الفيديو يظهر الأتراك يهاجمون مجموعة من المدنيين الأكراد في بلدة سورية حدودية.
وبعد الكشف عن حقيقة التزييف، أصدرت القناة بيانا أعربت فيه عن أسفها عن نشر مقطع المصور، وقالت بتغريدة "تصحيح: لقد قمنا بإنزال مقطع فيديو بث في "أخبار العالم الليلة" و"صباح الخير يا أميركا"، على أنه من الحدود السورية. بعد طرح أسئلة حول دقته، أيه بي سي نيوز تأسف لهذا الخطأ".
وكان انضم الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كورت أيشينوالد، إلى جوقة الساعين على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه عملية "نبع السلام" الجارية ضد الإرهابيين شمال شرقي سوريا.
ونشر أيشينوالد، صورة شهيرة حائزة على جائزة دولية مرموقة، تعود إلى عام 1983 ملتقطة إثر زلزال ضرب ولاية أرضروم شرقي تركيا، على أنها ملتقطة خلال عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي، الأربعاء، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، شرق الفرات.
وتظهر في الصورة التي التقطها في الواقع المصور مصطفى بوزدمير، عقب الزلزال، أم مكلومة جالسة عند جثث أطفال، وبهذه اللقطة فاز المصور بوزدمير بجائزة مسابقة صور الصحافة العالمية (World Press Photo)، ويعد أول مصور صحفي من تركيا يفوز بها.
وتواصل الماكينة الإعلامية للميليشيات الانفصالية "قسد"، بتزييف الحقائق من خلال نشر صور لقتلى وجرحى مدنيين، ونسبها للقصف التركي خلال عملية "نبع السلام"، ليتبين لمرة جديدة أن مصدر هذه الصور تعود لمجازر قديمة على يد التحالف وروسيا والنظام بمناطق أخرى.
وتتعدد الطرق التي تواجه فيها وحدات حماية الشعب YPG، عملية "نبع السلام" التي تقودها القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر في منطقة شرق الفرات، بوسائل وأشكال عدة لاسيما الإعلامية، والتي كشفت منذ اليوم للعملية حالة الإرباك والاضطراب التي تعانيها.
وتحاول تلك الميليشيات اللعب على وتر استهداف المدنيين منذ في اليوم الأول للعملية ولأن القصف التركي طال مواقع عسكرية على الحدود في تل أبيض ورأس العين، ولم يدخل لعمق المنطقة حيث يتواجد المدنيون كان لابد من خلق صور ضحايا وجرحى لتحريك الرأي العام العالمي، فلجأ إعلامها لصور قديمة من القصف الجوي على ريف إدلب، على غرار مافعلت إبان معارك "غصن الزيتون".
وانتشرت عبر الحسابات التابعة للميليشيات الانفصالية والحسابات الرديفة لها، صوراً لأطفال ونساء قالوا إنها من القصف الجوي والمدفعي التركي على مناطق تمركز تلك القوات في رأس العين وتل أبيض، تبين بعد التدقيق أنها تعود لجرحى مدنيين من قصف النظام وروسيا على ريف إدلب.
هذه الصور كشفت منذ اليوم الأول حجم التضليل الإعلامي الذي تمارسه وحدات حماية الشعب YPG والإعلام الرديف لها، جعلها في مواجهة حقيقية مع العالم الذي لم يعد يصدق الصور التي قد تنشرها في الأيام اللاحقة والتي من الممكن أن تكون فعلاً لضحايا مدنيين كانوا ضحية لقصف من هنا وهناك جراء الاشتباكات كونها منعت المدنيين من مغادرة بلداتهم وقراهم وأجبرتهم على البقاء فيها لاستخدامهم كورقة ضغط.
ومع تعدد الوسائل التي تتبعها وحدات حماية الشعب YPG في مواجهة "نبع السلام" وقبلها "غصن الزيتون" تكشف كل هذه الوسائل عن حالة الإرباك، والتخبط الإعلامي الكبير والذي عن دل على شيء فهو عدم وجود مركزية في القرار والتنسيق والإرباك كونهم لم يتوقعوا فعلياً أن تتخلى عنهم حلفائهم وتدخل في معركة حقيقية.
وكان قال الرائد "يوسف حمود" الناطق باسم الجيش الوطني، إن إعلام الميليشيات الانفصالية بالتعاون مع وكالات عربية ودولية مسيسة تقوم على تشويه صورة الجيش الوطني المشارك بعملية "نبع السلام"، تزامناً مع التقدم الذي تحرزه تلك القوات على الأرض.
ونفى المتحدث تلك المعلومات، وأكد أنه من المتوقع أن يكون مصدر القذائف المدفعية تلك، هو ميليشيات "قسد" نفسها، التي تسعى لتأليب الحاضنة الشعبية، والمجتمع الدولي ضد قوات "نبع السلام" ودفع السكان المحليين إلى النزوح تُجاه مناطق سيطرتها في الجنوب، بهدف احتجازهم، وجعلهم دروعاً بشرية، واستخدامهم ورقة ضغط لصالحها.
أعلنت مصادر دبلوماسية، اليوم الثلاثاء، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق غداً الأربعاء، حول العملية العسكرية للجيش الوطني والقوات التركية شمال شرق سوريا.
وطلب عقد الاجتماع كل من بلجيكا وألمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا، وكان اجتماع أول انتهى الخميس بانقسامات في مجلس الأمن وبصدور بيان من الأوروبيين فقط، يطلب وقف الهجوم التركي. ثم عرقلت روسيا والصين الجمعة نصاً قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضا وقف العمليات التركية في شمال سوريا.
ورداً على سؤال حول إمكان اتخاذ مجلس الأمن موقفاً موحداً في هذا الاجتماع نظراً للتطورات في شمال سوريا، أعرب دبلوماسي رفض الكشف عن هويته عن شكوكه إزاء ذلك، مؤكداً أن من الممكن أن تعارض روسيا مرة جديدة هذا الإجماع.
وأضاف "سيكون ذلك صعباً" بسبب موسكو، لكن "من المفترض أن يخرج بيان جديد من الأوروبيين في نهاية الاجتماع"، في وقت قال مصدر آخر قريب من الملف "الهدف هو وقف العملية التركية بأسرع وقت ممكن" عبر محاولة "بناء ضغط دولي".
وأضاف" سنواصل استخدام مجلس الأمن الدولي كعنصر لعرض عواقب العملية التركية وكعنصر للتعبير عن وحدة الأوروبيين".
وكانت بحثت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بمبادرة قدمتها الولايات المتحدة للخروج بيان يناشد تركيا التي تشن عملية "نبع السلام" العسكريّة في شمال شرق سوريا، يطالبها بالعودة للدبلوماسية.
وجاء الإجراء الذي يحمل صفة رمزية بعدما عجز الأوروبيون خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن صباح الخميس، عن دفع جميع أعضاء المجلس إلى تبني بيان يعرب عن "القلق العميق" ويدعو أنقرة إلى "وقف" الهجوم على شمال سوريا.
وسعت قوات الجيش الوطني السوري والقوات التركية من سيطرتها على قرى وبلدات عدة اليوم الثلاثاء، في سابع يوم من عملية "نبع السلام"، معلنة تحرير عدة قرى على محور تل أبيض بريف الرقة.
وحررت قوات "نبع السلام" قرى "خليل يوسف، المهرة، المنقلة، الشعبية" جنوب مدينة تل أبيض، وقرى "السكرية وبئر عطوان وسن الديب" غرب مدينة تل أبيض، وسط استمرار الاشتباكات على عدة محاور لتمشيط باقي القرى في البلدات ودحر الميليشيات الانفصالية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد قتلى الميليشيات الانفصالية "قسد" منذ انطلاق عملية "نبع السلام" قد ارتفع إلى 595 إرهابيا.
و "نبع السلام" التي بدأت في التاسع من تشرين الأول 2019، هي ثالث عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية، سبق هذه العملية وبمشاركة الجيش السوري الحر، عمليتي "درع الفرات" ضد داعش بريف حلب الشمالي، وعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين ضد الميليشيات الانفصالية والتي حققت نتائج كبيرة على كافة الأصعدة.
أبدت الحكومة الهنغارية استعدادها للتعاون مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا، للإسهام في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ومنع تدفقهم إلى أوروبا.
وقال وزير الخارجية الهنغاري، بيتر جيجارتو، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الثلاثاء في العاصمة الأذربيجانية باكو على هامش اجتماع مجلس الدول الناطقة باللغة التركية، حيث عقد لقاء مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو: "سيسر هنغاريا أن تتعاون مع تركيا في حال إقامتها منطقة آمنة في سوريا لضمان عودة العائلات التي أجبرت على الفرار من بلادها".
وشدد جيجارتو على أن موقف بلاده من العملية العسكرية التركية في سوريا يتمثل في أن حل تركيا قضية اللاجئين السوريين سيخدم مصالح هنغاريا، موضحا أنها تكمن في منع تدفق "مئات آلاف وربما ملايين المهاجرين غير الشرعيين" إلى حدود بلاده الجنوبية واحتجازهم القسري هناك.
ولفت إلى أن "تركيا تستقبل نحو 4 ملايين مهاجر غير شرعي وهي تعمل على ضمان عودتهم إلى بلدانهم"، مبينا أنها أنفقت نحو 40 مليار دولار أمريكي في إطار هذا الملف، فيما اعتبر أن لهذا السبب قرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم عبر إقامة المنطقة الآمنة.
وأعلن أردوغان، يوم 9 أكتوبر، إطلاق تركيا عملية عسكرية باسم "نبع السلام" شمال شرق سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين" في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها واشنطن في إطار حملة محاربة "داعش".
نبع السلام::
تتواصل عملية "نبع السلام" لليوم السابع على التوالي، حيث تمكن الجيش الوطني السوري بمساندة من الجيش التركي من السيطرة على قرى ومناطق (خليل يوسف، السكرية، دير عطوان، المهرة، سن الديب،المنقلة، الشعبية، ليلان، الكوزلية، الأربعين، المقرن، الشبلية، الرمو، المريخات، الصالحية، حويش الناصر ، الريحانية، صوامع العالية).
تمكن الجيش الوطني من اسر 3 مقاتلين من عناصر قسد يحملون الجنسية التركية على اوتوستراد عين عيسى شمال الرقة.
دخلت عربات عسكرية تابعة للجيش الروسي إلى داخل مدينة منبج شرقي حلب، في الوقت الذي أوقف الجيش الوطني معركة السيطرة على منبج التي أعلن عنها يوم أمس.
حلب::
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد على قرى وبلدات حوير وخان طومان والقلعجية وخلصة بالريف الجنوبي.
فجرت قوات الشرطة عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق ترندة في مدينة عفرين شمال حلب.
ادلب::
شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية استهدف قرية ركايا بالريف الجنوبي، كما قصفت مدفعية الأسد بلدات وقرى الصقيعة والتح والشيخ مصطفى وبسقلا وكفروما.
درعا::
خرجت مظاهرة في مخيم درعا طالب فيها المتظاهرين بالمعتقلين في سجون النظام، تزامن مع إغلاق المحلات وإحراق للإطارات.
الرقة::
دمرت القوات الأمريكية المنسحبة معداتها ومقراتها المتمركزة في القاعدة الواقعة غربي مدينة الطبقة شمال الرقة.
انتقدت الحكومة النرويجية، اليوم الثلاثاء، عملية "نبع السلام" التركية التي أطلقتها لدحر التنظيمات الإرهابية شمال شرقي سوريا، معربةً بالوقت ذاته عن رفضتها لدعوات تعليق عضوية أنقرة بحلف الناتو.
وقالت رئيسة الوزراء النرويجية، إرنا سولبيرغ، في مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل: "أعتقد أن وجود تركيا ضمن الناتو أفضل من عدمه"، لافتة إلى أنه "من المهم أن تكون (تركيا) ضمن عائلتنا ومباحثاتنا. كما أعتقد أنه بهذه الطريقة من الأسهل العمل معهم".
كما عبرت سولبيرغ عن مخاوفها بشأن مطابقة العملية العسكرية المستمرة لمعايير القانون الدولي، داعية أنقرة إلى وقف عملياتها.
والإثنين، أعلنت وزارة الخارجية التركية، عزمها مراجعة تعاونها مع الاتحاد الأوروبي جراء موقفه غير القانوني والمنحاز.
وقالت الوزارة، في بيان: "ندين ونرفض القرارات التي وافق عليها مجلس العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي حول أنشطة تركيا شمال شرقي سوريا، وشرق المتوسط، وجميع الدعوات التي وجهها لتركيا بهذا الصدد".
والأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنك، إرسال أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى مدينة "تل أبيض" السورية، بعد تحريرها من الميليشيات الانفصالية في إطار عملية "نبع السلام".
وقال قنك في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، إن الهلال الأحمر أرسل الثلاثاء، شاحنتين كبيرتين وثالثة صغيرة إلى تل أبيض في إطار خطة لتقديم مساعدات غذائية وصحية لأهالي المدينة.
وأضاف أن الهلال الأحمر كجهة فاعلة في المجال الإنساني ضمن العملية، يعمل بجهد لحماية المدنيين، وتوصيل المساعدات دون توقف للمنطقة، وتأسيس السلام على المدى القريب والبعيد، لتوفير الظروف المناسبة لتشجيع عودة الأهالي.
ولفت "قنك" إلى أن الهلال الأحمر التركي يمر حاليًا في مرحلة طارئة، ويعمل جاهدا لتلبية حاجة المحتاجين بشكل فوري، لافتاً إلى أن المساعدات الإنسانية كانت تدخل منذ عام 2011 إلى داخل سوريا عبر 6 معابر حدودية، وتم تعزيز ذلك بمعبرين إضافيين، وهما "أقجة قلعة" و"جيلان بيلان"، لتلبية احتياجات الأشقاء في سوريا.
وعن الاستراتيجية التركية للعمل الإنساني في الداخل السوري، يقول قنك إن "الهلال الأحمر يعمل منذ عام 2011 في المنطقة، وبات نموذجا للعمل في توزيع المساعدات، بالتوازي مع وزارة الصحة التي تمتلك 6 مستشفيات و34 مركزا طبيا و ألفين و300 موظف هناك".
ويلفت قنك إلى أن فروع الهلال الأحمر استنفرت لجمع وتوفير المساعدات ونقلها، وأن المرحلة المقبلة ستشهد العمل على إعادة ابناء المنطقة الأصليين من العرب والتركمان والأكراد إلى مناطقهم التي هُجروا منها، ثم دعمهم في مرحلة إعادة الإعمار.
وكشف المسؤول التركي إلى أن خطة المؤسسة تتمثل حاليًا في توفير مساعدات متواصلة لـ50 ألف مدني، على مدى 3 أشهر، بمبلغ 40 مليون ليرة تركية (6.8 ملايين دولار)، وفي المرحلة اللاحقة يتوجب على المجتمع الدولي تقديم مزيد من الدعم للمنطقة".
وختم قنك حديثه بالقول: "أهل المنطقة أهلنا وأقرباؤنا، ونعمل من أجل إشقائنا السوريين، لكن بعض التنظيمات شيدت بيننا جدران، ونصبت حواجز وأفخاخ وألغام، أمّا نحن لا نعمل على تقسيم المنطقة، بل ستتواصل كيانا واحدا قائما على أساس الأخوة".
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء سيطرت قوات الأسد بشكل كامل على مدينة منبج وكافة البلدات المحيطة بها بريف حلب الشرقي، في وقت شكك نشطاء وقيادات عسكرية في صحة هذه المعلومات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الشرطة العسكرية الروسية، مستمرة في دورياتها شمال غربي حدود منطقة منبج، على طول خطر الاتصال بين القوات الروسية والتركية، على أن تواصل دورياتها على طول خط الاتصال بين القوات التركية وقوات الأسد، وفق تعبيرها.
ودخلت صباح اليوم عدة سيارات تحمل عناصر بلباس قوات الأسد، تبين أنها من عناصر الوحدات الكردية التي كانت تتمركز في مدينة حلب، ورفعت أعلام النظام على ساحات المدينة، في وقت حاولت جمع المدنيين لتصوير لقاءات عبر إعلام النظام، وسط حالة إرباك كبيرة في المنطقة.
وقال "مصطفى سيجري" القيادي في الجيش الوطني، إن "عصابات الأسد لم تدخل منبج، وأعلام النظام ترفع الآن من قِبل عصابات YPG بحسب الاتفاق الأخير بين إلهام أحمد ومخابرات الأسد في دمشق، والمخابرات أكدوا في اللقاء مع وفد قسد أنهم غير قادرين على دخول المنطقة وأقصى ما يمكن تقديمه الآن ( شاحنات فيها بدلات عسكرية ورايات النظام )".
وكانت ذكرت مجلة "نيوزويك" أن القوات الأمريكية التي بدأت أمس بالانسحاب من مدينة منبج السورية، تساعد العسكريين الروسي في الانتشار هناك في ظل محاولة تركية للسيطرة على المنطقة.
وأضافت نقلا عن مسؤول رفيع في البنتاغون أن "الجنود الأمريكيين، كونهم قد أمضوا في منبج فترة طويلة، ساعدوا العسكريين الروس في التنقل بسرعة في مناطق غير آمنة سابقا"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة "في الأساس عملية تسليم"، مضيفا أنها عملية خروج سريعة، لا تفترض تحضيرات مطولة، "والتحدي هو الخروج بإعداد أكبر قدر ممكن من المعدات الخاصة بنا مع تدمير أي معدات حساسة لا يمكن نقلها".
وفي وقت سابق اليوم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده عازمة على تطهير المنطقة الممتدة من "منبج" السورية حتى بداية الحدود التركية مع العراق في إطار عملية "نبع السلام".
وبدأت فصائل الجيش الوطني السوري والقوات التركية مساء يوم الاثنين، عملية عسكرية تستهدف الميليشيات الانفصالية على محور مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بعد الأنباء التي روجت بالأمس لدخول النظام لمنطقة باتفاق مع "قسد"، حررت خلالها عدة قرى وسط استمرار الاشتباكات في المنطقة.
وكانت قالت ما يسمى "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، إنها أبرمت اتفاقاً مع قوات الأسد، للدخول إلى مدينتي "منبج وعين العرب" بريف حلب الشرقي، والانتشار على الحدود التركية، لوقف تمدد الأخير ضمن مناطق سيطرة "قسد".
قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، إن تركيا لا يمكنها أن تصبر حتى تصل التهديدات داخل أراضيها، معربا عن تفهمه لعملية "نبع السلام"، شمالي سوريا.
وأضاف الوزير حول عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، أن "تركيا حذرت من تسليح المجموعات (الانفصالية الإرهابية) التي تحاربها لكن لم يصغ لها أحد".
وأوضح أن "الأسلحة التي قدمت للقوات الكردية أثناء الحرب على داعش، والتدريب الذي حصلت عليه يمثل تهديدا محدقا للأمن التركي"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن أن نطلق كل اللوم على تركيا، فهي تريد أن تطهر أراضيها وتتصدى للإرهاب ولا يمكنها أن تصبر حتى يصل أراضيها".
وأضاف أن تركيا حاولت حل المسالة منذ أكثر من عام مع الولايات المتحدة لخلق منطقة آمنة، وإنهاء التهديدات على حدودها، مؤكداً أن "التهديد يأتي عبر مجموعات محددة؛ تابعة لحزب العمال (بي كا كا)، وهي مدانة ومصنفة بأنها إرهابية".
وشدد على أن "أنقرة لها هدف واحد هو القضاء على التهديد هناك؛ وسجل تركيا واضح بأنها لا تود البقاء على الأرض –السورية - في المستقبل"، مشيراً إلى أن "الأماكن التي تم تحريرها هي الآن في وضع أفضل؛ لم نسمع أي تطهير عرقي أو أي انتهاكات من قبل تركيا".
والسبت، أصدرت الجامعة العربية بيانا طالب الدول العربية بعدم التعاون مع الحكومة التركية وخفض التمثيل الدبلوماسي لدى أنقرة، وتحفظت كل من قطر والصومال على البيان؛ فيما رفضت ليبيا طلب خفض التمثيل الدبلوماسي مع أنقرة؛ كما قال المغرب إن البيان الختامي، لا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للرباط.
قال البرلماني الكويتي الأسبق وليد الطبطبائي اليوم الثلاثاء، إن عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، مهمة لأمن العالم العربي، لمنع إقامة دويلة شمال سوريا، تكون على غرار إسرائيل لزعزعة أمن المنطقة وتكون مثل السرطان فيها.
وأوضح الطبطبائي في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية، أن العملية "فرصة للشعب السوري ليكون عنده منطقة آمنة من قصف النظام، وهذا أمر تستحق تركيا عليه الشكر؛ فهي دون شك في صالح الشعب السوري وسوريا".
وأكد البرلماني الكويتي الأسبق أن "عملية نبع السلام حق طبيعي لتركيا لحماية أمنها الوطني من تهديدات المنظمات الإرهابية التي تمثلها بي كا كا وأخواتها"، لافتاً إلى أن "موقف الجامعة العربية مخزي وغير مقبول، لا يعبر عن الضمير العربي في موقفه من القضية السورية وتركيا".
والسبت، أصدرت الجامعة العربية بيانا طالب الدول العربية بعدم التعاون مع الحكومة التركية وخفض التمثيل الدبلوماسي لدى أنقرة، وتحفظت كل من قطر والصومال على البيان؛ فيما رفضت ليبيا طلب خفض التمثيل الدبلوماسي مع أنقرة؛ كما قال المغرب إن البيان الختامي، لا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للرباط.
تواصل عناصر ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، استهداف المناطق المدنية في المناطق السورية المحررة، والمدن التركية القريبة من الحدود، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، في سياق ردها على العملية العسكرية شرق الفرات.
وقالت مواقع إعلام تركية إن تركيان قتلا، وجرح آخرون اليوم الثلاثاء، جراء سقوط قذائف عدة أطلقتها الميليشيات الانفصالية على ولاية ماردين الحدودية مع سوريا.
وقالت قناة “تي آر تي” التركية، بحسب ما ترجمه موقع “الجسر ترك”، إن إرهابيي تنظيم “ب ك ك / ي ب ك” استهدفوا بقذائف هاون الأحياء السكنية في ريف قضاء قزلتبيه، لافتة إلى أن القصف أسفر عن سقوط شهيدين مدنيين، وإصابة 12 آخرين نقلتهم فرق الإسعاف إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وكانت استهدفت عناصر قوات سوريا الديمقراطية اليوم الثلاثاء، مخيم للنازحين قرب مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، موقعة جرحى وأضرار مادية في مخيمات المدنيين الهاربين من الموت والقصف.
وقال نشطاء إن قذائف هاون عدة سقطت على مخيم الجبل للنازحين قرب مدينة جرابلس، مصدرها مواقع الميليشيات الانفصالية "قسد"، تسببت بجرح ثلاث أطفال، وأضرار مادية كبيرة في مخيمات النازحين.
وتقوم الميليشيات الانفصالية باستهداف المناطق المدنية في ريف حلب الشرقي والشمالي ومناطق داخل الأراضي التركية بقذائف الهاون، موقعة شهداء وجرحى، في سياق ردها على عملية "نبع السلام"
وسبق أن تعرضت مناطق جرابلس وإعزاز وبلدات عدة بريف حلب الشرقي والشمالي وعدة مدن تركية قريبة من الحدود السورية، لقصف مدفعي مصدره الميليشيات الانفصالية، أوقعت أكثر من 10 شهداء، كما استهدفت تلك القوات سيارات مدنية بصواريخ حرارية وأوقعت شهداء بين المدنيين.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده عازمة على تطهير المنطقة الممتدة من "منبج" السورية حتى بداية الحدود التركية مع العراق في إطار عملية "نبع السلام"، وذلك في كلمة خلال القمة السابعة لـ"المجلس التركي"، للدول الناطقة بالتركية بالعاصمة الأذرية باكو.
وقال أردوغان: "خلال فترة قصيرة سنؤمن المنطقة الممتدة من منبج حتى بداية حدودنا مع العراق، لضمان عودة طوعية لمليون سوري إلى منازلهم في المرحلة الأولى ومليوني سوري في المرحلة الثانية".
وأكد على مواصلة محاربة الإرهاب في شمال سوريا، مضيفا: "سنواصل كفاحنا عبر عملية نبع السلام إلى أن يزدهر الشمال السوري ونصل أهدافنا"، لافتاً إلى أن عملية "نبع السلام" طهرت حتى صباح الثلاثاء مساحة قدرها نحو ألف كيلو متر مربع من المنظمة الإرهابية الانفصالية.
وسب أن قال أردوغان، إن مواقف الجامعة العربية التي لا تعكس النبض الحقيقي للشارع العربي، معتبراً أنها فقدت شرعيتها، في وقت أعلن عن منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بطول 444 كم وعمق 32 كم.
ولفت إلى أن "نبع السلام" تقدم للمجتمع الدولي فرصة لإنهاء حروب بالوكالة في سوريا وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وعلى الاتحاد الأوروبي والعالم دعم الخطوات التي تقوم بها تركيا
وشدد على أن بلاده "ستعمل على ضمان عدم مغادرة مقاتلي "داعش" شمال شرقي سوريا وسنتعاون مع الدول التي ينتمي لها الإرهابيون والمؤسسات الدولية لإعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم".
ولفت إلى أن "الدعم المقدم حتى اليوم لقرابة 4 ملايين من طالبي الحماية في بلدنا معروف، ونفقاتنا تجاوزت 40 مليار دولار، وقلت لجميع القادة تقريبا، هلمّوا لنعلن شمالي سوريا منطقة آمنة، الكل قال جميل، ولكن عند تقديم الدعم لم يخرج ولا قرش من جيوبهم".
و "نبع السلام" التي بدأت في التاسع من تشرين الأول 2019، هي ثالث عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية، سبق هذه العملية وبمشاركة الجيش السوري الحر، عمليتي "درع الفرات" ضد داعش بريف حلب الشمالي، وعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين ضد الميليشيات الانفصالية والتي حققت نتائج كبيرة على كافة الأصعدة