كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن معضلة حقيقية يعاني منها "حزب الله" اللبناني بعد اندلاع الاحتجاجات حيث بدأت قاعدته الشعبية بالتفكك ولم تعد المقاومة المزعومة مصدر إلهام لهم كما كانت في السابق.
واعتبرت الصحيفة أن المحتجين من معاقل حزب الله يبحثون عن حياة أفضل ومستقبل قابل للعيش، لافتة إلى أن الحزب في ورطة حقيقية فقد كان في السابق يركز على الصراع مع إسرائيل.
وروت الصحيفة قصصًا لمحتجين من الطائفة الشيعية تعرضوا للتعذيب والقمع بعد أن خرجوا أمام التلفاز للتعبير عن غضبهم من الفساد واتهام حزب الله وزعيمه حسن نصرالله بالتسبب بالمصاعب الحالية، لكنهم عادوا وأجبروا للخروج أمام التلفاز وعبروا عن اعتذارهم للحزب ولزعيم الحزب نصر الله.
وتضيف الصحيفة كان الاعتذار على الكاميرا تمهيدًا لمزيد من عمليات العنف والقمع ضد المتظاهرين من الطائفة الشيعية، والتي اعتمدت على مدى عقود على حزب الله للحماية وتوفير الوظائف والخدمات الاجتماعية والنضال المشترك ضد إسرائيل والأعداء الآخرين.
وفي وقت مبكر، انتقد نصر الله الاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر. واندلعت مشاجرات عنيفة عندما ضمن بعض المحتجين نصر الله من بين الشخصيات السياسية التي أرادوا اقتلاعها من السلطة، وهتفوا "كلهم يعني كلهم - نصرالله واحد منهم".
وعلى الرغم من أن نصر الله لا يشغل أي منصب، فقد سيطر حزب الله وحلفاؤه على الحكومة الأخيرة التي استقالت وسط الاحتجاجات في أكتوبر، وكذلك الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها في يناير.
واجتاح أتباع حزب الله وأمل مرارًا وتكرارًا مواقع الاحتجاج في بيروت وغيرها من المدن وضربوا المحتجين بالعصي والهراوات. وفي المقابلات التي جرت في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، أبلغ المتظاهرون عن تلقي مكالمات تهديد أو ملاحظات صوتية مجهولة من WhatsApp تحذر من "التأثير السلبي على حياتك" ويطلبون منهم التوقف عن الاحتجاج.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الهجوم على الجنود الأتراك في إدلب نقطة تحول بالنسبة لتركيا في سوريا، مطالباً قوات النظام بالتراجع عن المنطقة القريبة من نقاط المراقبة التركية، مهدداً بإجبارهم على ذلك.
وأمهل أردوغان في كلمة اليوم الأربعاء، النظام السوري حتى نهاية فبراير للانسحاب من كل المناطق المحيطة بنقاط المراقبة التركية، لافتاً إلى أنه أبلغ بوتين بأن تركيا ستقوم بما يلزم إذا لم تنسحب قوات النظام إلى المناطق التي حددها اتفاق سوتشي
ولفت إلى أنه إن "كان من غير الممكن ضمان أمن جنودنا في إدلب، فإنه لا يمكن لأحد الاعتراض على عدم استخدام حقنا في القيام بذلك بأنفسنا، عند تعرض جنودنا أو حلفائنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم"
وذكر أن "قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة".
وأكد الرئيس التركي، أن بلاده لن تسمح باستمرار الوضع كما هو عليه في المكان الذي سفكت فيه دماء جنودها، لافتاً إلى أن النظام السوري لا يحرك ساكنا دون علم الضامنين (روسيا وايران)
وقال أردوغان إن التفاهمات في إدلب وشرق الفرات لا تطبق بشكل جيد، معتبراً أن جميع القوى الموجودة في سوريا تنفذ مخططاتها بحجة محاربة تنظيم الدولة، مشدداً على أن عملية درع الفرات هي أكثر العمليات جدية في محاربة التنظيم.
وأضاف: "سألتقي بوتين مجدداً بعد مباحثات مع المسؤولين المعنيين ونولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع روسيا، ولفت إلى نزوح أكثر من مليون إنسان إلى الحدود السورية التركية، وأكد أن تركيا لن تتردد في استئناف العملية العسكرية شرقي الفرات في الأيام المقبلة إذا لم يتم تنفيذ مطالبها،
ويوم أمس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستواصل حقها المشروع بالدفاع عن النفس ضد أي هجمات جديدة، من قِبل النظام، مؤكداً في اتصال مع بوتين أن الهجوم الذي استهدف القوات المسلحة التركية الاثنين يعد بمثابة "صفعة" للجهود المشتركة الرامية لإحلال السلام في سوريا.
وأضاف أردوغان في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن تركيا ستواصل بأشد الطرق استخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات مماثلة من قِبل النظام السوري.
وكان قال أردوغان في وقت سابق، إن القوات التركية لن توقف عملياتها العسكرية في إدلب بل ستواصلها "بنفس الحزم"، لافتاً إلى أنه لا حاجة للدخول في خلاف خطير مع روسيا بشأن سوريا حاليا وسنتحدث مع الروس بدون غضب، وفق تعبيره.
ولفت الرئيس التركي إلى أن هجمات النظام الأخيرة في إدلب والتي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، "تعد انتهاكا لاتفاقية إدلب" الموقعة مع روسيا، مؤكدا أن "نتائج هذا الاعتداء ستنعكس بالطبع على النظام السوري"، في وقت لم يتطرق للضحايا المدنيين والتي تشكل جرائم حرب.
وأكد على الدور المهم جدا الذي تلعبه نقاط المراقبة التركية في إدلب، مشيرا إلى أنها ستبقى، منوها في الوقت نفسه بأن تبعات القصف السوري للقوات التركية لن تتطور إلى نزاع مع روسيا، وقال "ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا في هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية".
وشدد أردوغان على أن بلاده لن نسمح للنظام السوري بالسيطرة على مزيد من الأراضي في إدلب، في وقت تتواصل دخول القوات التركية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة لريف إدلب، بالتزامن مع تقدم النظام هناك
من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تركيا بأنها لم تنفذ بعض التزاماتها "الأساسية" تجاه إدلب، داعيا أنقرة "للالتزام الصارم" بالاتفاقات التي توصل إليها رئيسا البلدين في سوتشي.
وقال لافروف في معرض رده على أسئلة صحيفة "روسيسكايا غازيتا" وتم نشرها على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء: "للأسف، في هذه المرحلة لم يتمكن الجانب التركي من الوفاء ببعض الالتزامات الهادفة لحل المشكلة في إدلب جذريا".
وأشار لافروف إلى أن تركيا لم تتمكن من "فصل المعارضة السورية المسلحة، التي تتعاون مع الأتراك والمستعدة للحوار مع الحكومة السورية في إطار العملية السياسية، عن "جبهة النصرة" التي تحاكيها "هيئة تحرير الشام".
وتصاعد التوتر بين الضامنين لمسار سوتشي واستانا "تركيا وروسيا" بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة مع إصرار روسيا على الحسم العسكري واستخدام القوة شمال غرب سوريا، وما آلت إليه الحملة الجارية من تهجير مليون إنسان والسيطرة على مناطق واسعة ومحاصرة نقاط تركية في مناطق عدة، زاد ذلك استهداف نقطة تركية خلفت مقتل عدد من الجنود الأتراك.
كرر "أبو محمد الجولاني" القائد العام لهيئة تحرير الشام، توعده بتحرير دمشق، معتبراً لمرة جديدة أن النظام غير قادر على الاستمرار دون الدعم الروسي الإيراني، في وقت تترنح جبهات إدلب في ظل تقدم سريع للنظام غابت عنه القوة العسكرية الضاربة للهيئة، مكررة سيناريوهات ريف حماة وشرقي سكة الحديد.
وظهر الجولاني أمام عناصر من "العصائب الحمراء" التابعة للهيئة في احد المواقع قالت معرفات الهيئة إنه على جبهات ريف حلب، كرر فيها "الجولاني" حديثه عن وهن النظام وعجزه، وتبعيات خسارة معرة النعمان على الأمة الإسلامية جمعاء.
وتحدث "الجولاني" لعناصره عن النصر والفتح وإيمانه بنصر مؤزر وفق تعبيره، وبشرهم بتحرير دمشق، حتى لو بقي شبر واحد في الأرض التي يسيطر عليها، مذكراً بمعارك الصحابة ومطالباً عناصره بعدم الانسحاب من المعركة ومواصلة القتال.
يأتي الظهور لـ "الجولاني" في خضم معارك عنيفة تشهدها مناطق شمال سوريا، خسرت فيها فصائل الثوار مساحات استراتيجية جديدة بريف إدلب الجنوبي والشرقي ومعرة النعمان وبات النظام على مشارف مدينة سراقب، وسرمين واقترب أكثر من مدينة إدلب مركز المحافظة.
ولاقت الهيئة خلال الأيام الماضية، انتقادات كبيرة لعدم زجها بالإمكانيات الموجودة لديها على اعتبارها الفصيل الأكبر في المنطقة والذي تملك السلاح والعتاد الكامل والذي جردته من فصائل الجيش الحر التي حاربتها وطردتها من المنطقة، لتبدأ مرحلة سقوطها تباعاً دون أن تبدي الهيئة أي ثقل حقيقي في المعركة للدفاع عنها.
ويكرر الجولاني في كل مرة تسقط فيها المناطق ذات الخطاب التحريضي لعناصره، ويتحدث عن فتح دمشق ومصير الأمة الإسلامية في حال خسارة معركة أرض الشام، إلا أن سياسة الجولاني طيلة السنوات الماضية لم تكن إلا ضد حراك الشعب السوري وفصائل الجيش الحر ولتعزيز سطوته الاقتصادية على رقاب الناس وفق الاتهامات التي تطاله.
ولا ينكر ما تقدمه بعض مكونات الهيئة من تضحيات على جبهات القتال في ريفي إدلب وحلب، سواء في المعركة الجارية أو المعارك السابقة، ولكن هذه التضحيات وفق متابعين تقتصر على مجموعات ومكونات محدودة لاتمثل القوة العسكرية الضاربة للهيئة والتي تستخدمها في كل بغي على منطقة أو فصيل إضافة للذراع الأمني الأكبر.
وسبق أن حملت فعاليات مدنية ونشطاء وقيادات عسكرية شمال غرب سوريا، "أبو محمد الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام أحد أكبر الفصائل بالشمال المحرر، المسؤولة الكاملة عما يجري من تراجع للفصائل أمام تقدم النظام وروسيا بريف إدلب.
وأوضحت الفعاليات أن قيادة الهيئة التي أنهت جل فصائل الجيش السوري الحر في ريف إدلب ولاحقت عناصرها وصادرت سلاحها، مسؤولة عن الدفاع عن تلك المنطقة وهذا ماتفرض عليه مسؤولياتها، إلا أن الأمر بات عكسياً مع تسليم شرقي سكة الحديد وخان شيخون وريف حماة وصولاً لمدينة معرة النعمان وسط تقدم النظام باتجاه سراقب.
وكان قال "أبو محمد الجولاني" القائد العام لهيئة تحرير الشام في أول كلمة له بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي يشنها نظام الأسد وحلفاءه على مناطق ريف إدلب الشرقي، إن سوريا قد تجاوزت مرحلة إسقاط النظام، وإنها باتت في "حرب تحرير واستقلال" من احتلال روسي إيراني غاشم، يستهدف "الدين والأرض والثروات".
وأضاف "الجولاني" في كلمة مرئية نُشرت قبل قليل: "إن ما يجري اليوم من مجازر ومآسٍ هو حلقة من هذه الحرب التي لا خيار لنا فيها إلا المواجهة، والأيام دول؛ يومٌ بيوم، وإنما تقاسُ المعارك بخواتيمها، والعاقبة دائمًا وأبدًا في كل حالة احتلال لأصحاب الأرض، الذين اختاروا مواجهة المحتل، وبذلوا مهجهم في سبيل تحررهم".
ويعج تاريخ "هيئة تحرير الشام" التي يقودها "أبو محمد الجولاني" منذ التأسيس "جبهة النصرة" وحتى اليوم، بتاريخ حافل من الغزوات التي نفذتها الهيئة ضد أهالي المناطق المحررة، ضمن سلسلة عملية بغي وإنهاء لفصائل المعارضة المنافسة لها، لتهيمن وحدها على كامل المحرر عسكرياً ومدنياً.
ولم يكون تسيير الدبابات وحشد الأرتال ضمن المحرر ضد أهالي مدينة "كفرتخاريم" في آخر بغي التي رفضت قرارات حكومة الإنقاذ والتضييق الممارس على المدنيين، لتسجل الهيئة جولة جديدة من البغي على المناطق المحررة من قبضة النظام، بينما جبهات الأخيرة آمنة.
ولعبت الهيئة منذ عام 2014 دوراً كبيراً في إنهاء أكثر من 30 فصيلاً أبرزها "جبهة ثوار سوريا وحركة حزم والفرقة 13" والعديد من الفصائل الأخرى، ضمن سلسلة عمليات بغي متكررة، تخلق لكل واحدة منها حجة وتصف خصمها بالمفسدين، وتبني التحالفات لإنهائهم بمشاركة فصائل أخرى.
واللافت في سياسية الهيئة أنها انقلبت على جميع حلفائها الذين شاركوها في إنهاء الفصائل الأخرى، لتبدأ مرحلة بغي عليهم أنفسهم كما فعلت مع "حركة نور الدين زنكي" وجماعة الجند، وأخرها أحرار الشام"، لتتمكن من تميكن نفوذها أكثر في الشمال السوري مدنيا وعسكرياً.
ويأتي بغي الهيئة وفق متابعين مع كل مرة تخسر فيها جولة من المناطق أمام النظام، فشرقي سكة الحديد وصولاً لريف حلب وريف حماة الشمالي حى خان شيخون، لم تضع الهيئة ثقلها العسكري في تلك المناطق، بل خبأت ذخيرتها وقواتها لاقتحام المناطق المحررة لمرة جديدة.
ويرى نشطاء أن الهيئة بتصرفاتها هذه إنما تشوه مسيرة طويلة لكثير من الصادقين ضمن صفوفها، ممكن لازالوا حتى اليوم يذودون عن المحرر بصدورهم، ويدافعون عنه في وجه تقدم النظام، أعلن الكثير منهم الانشقاق عن صفوفها والتزم الحياد في كل اقتتال وبغي، ومنهم من تركها إلى غير رجعة بعد مالمسه من تعنت على استهداف المحرر وأبناء الثورة وترك النظام وروسيا.
تتفاقم المأساة الإنسانية بشكل كبير شمال غرب سوريا مع نزوح أكثر من نصف مليون إنسان خلال الشهر الماضي، واستمرار عمليات النزوح حتى اليوم بسبب التصعيد الروسي ضمن حرب إبادة جماعية على مرآى ومسمع العالم أجمع.
وفي الوقت الذي تعلوا فيه المناشدات لإنقاذ مدنيي إدلب ووقف حرب الإبادة بحقهم، والذين يتطلعون لموقف دولي حازم سواء من الطرف التركي الضامن لاتفاقيات "خفض التصعيد" أو الأمريكي، أو مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة.
وفي سياق التصريحات، وفي ظل عجز دولي كامل عن كبح الإجرام الروسي، ومع استهداف نقاط الضامن التركي في سراقب ومقتل جنود أتراك، برزت التصريحات التركية المهددة بالرد وهددت وتوعدت النظام برد قاس في حال كرر ذلك، تزامن مع قصف عنيف طال مواقع للنظام من النقاط التركية في عدة مناطق.
وصرحت شخصيات تركية عديدة بعد حادثة استهداف الجنود الأتراك بضرورة الرد على استفزازات النظام، وتهديده في حال كرر تلك الاستهدافات علما أنها ليست المرة الأولى التي يقصف النقاط التركية ويوقع إصابات وضحايا بين الجنود.
ورغم كل المجازر التي ارتكبت على مرآى ومسمع القوات التركية التي كانت تراقب القصف الجوي والصاروخي بشكل يومي، وحركة النزوح، حتى أن مخيمات أقيمت إلى جانب تلك النقاط تعرضت للقصف والتهجير دون أي موقف واضح من الجانب التركي، إلا تأكيده على ضرورة التهدئة والتواصل مع روسيا لإيجاد صيغة حل دون الوصول إليها بسبب التعنت الروسي.
هذا الموقف خلق حالة من عدم الرضى والنقمة على الضامن التركي "وهو ماتعول عليه روسيا"، التي استبشر المدنيون خيراً بدخولهم واعتبروهم قارب النجاة الوحيد بعد أن تخلى كل العالم عنهم بما فيهم الدول العربية، في وقت تقف تركيا بجانب الحراك الشعبي ولها أعمال إنسانية مستمرة لمساندة النازحين وبصمات كبيرة في هذا المجال إلا أنه بنظر مدنيي إدلب لايكفي كون تركيا تلعب دور ضامن لوقف القصف والقتل.
وفي المقابل، تواصل واشنطن الدولة الأكبر في العالم، تصريحاتها المعبرة عن قلقها من تصاعد حرب الإبادة الروسية بإدلب، وفي وقت تعزز قواتها ودورياتها في مناطق الثروة النفطية شرقي سوريا وتدعم "قسد"، وتطلق في كل مرة التصريحات المهددة وتحدد خطوطها الحمراء بعدم استخدام الكيماوي، وكأنها تبيح استخدم كل ألة الفتك والقتل من صواريخ ومدافع وراجمات وطيران.
وفي ظل هذا التعاطي الدولي مع حرب الإبادة المستمرة، وتجميع ملايين المدنيين في منطقة جغرافية صغيرة شمالي إدلب قرب الحدود السورية التركية المغلقة أمامهم، تتضاعف حجم المأساة، وتبرز تصريحات الأمم المتحدة المعبرة عن قلقها في كل مرة دون حراك وكأن هذا القلق بات سمة بارزة لدى الأمم المتحدة بكل مؤسساتها منذ بداية الحرب السورية ضد شعب أعزل يواجه الموت بأصنافه يومياً دون حراك لإنقاذه.
غيرت السفارة الأمريكية في دمشق صورة غلافها على حسابها في موقع الفيس بوك، تضامنًا مع ادلب السورية، وذلك في ظل الهجمة الشرسة والهمجية من قبل روسيا وايران ونظام الأسد والمليشيات التابعة لهم.
وغيرت السفارة صورة غلافها فقط على موقع الفيس بوك ووضعت كلمة ادلب باللغة الإنجليزية "IDLIB" بخلفية سوداء بالكامل، وهذا على ما يبدو ما تستطيع الدولة العظمى تقديمه للشعب السوري.
وقالت السفارة في بيان على صفحتها أيضا أنه ومنذ عام 2011 ، أودى الصراع في سوريا بحياة أكثر نصف مليون شخص، ولا يزال هناك مئات الألاف مفقودين.
وحملت السفارة المسؤولية العظمى عن الدمار والقتل على لنظام الأسد وأنصاره روسيا والنظام الإيراني.
وذكرت السفارة أن وحشية الأسد مستمرة بلا هوادة حيث يقوم نظامه المدعوم من قبل قوات النظام الروسي والإيراني بهجوم واسع النطاق على الشعب السوري في إدلب.
وقالت السفارة أن الولايات المتحدة الولايات المتحدة تُحمّل نظام الأسد وحلفائه مسؤولية الأعمال الوحشية التي يرتكبونها ، والتي يرتفع بعضها إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ستواصل الولايات المتحدة أيضًا مساعدة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته إلى الكرامة و السلام.
أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الثلاثاء، نداءها التمويلي لعام 2020، بما في ذلك الخاص بالأزمة في سوريا بقيمة 270 مليون دولار.
وأشار مدير شؤون "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت، إلى "أن الأزمة المالية في لبنان العام الجاري تؤثر على الجميع، ما يجعل اعتماد اللاجئين الفلسطينيين علينا أكبر".
وأضاف كوردوني أن "دعم الأونروا لا يعد بديلا من الحل السياسي الذي لا بد من التوصل إليه سريعا، لكن بانتظار هذا الحل من الضروري الحفاظ على حياة كريمة لمجتمع لاجئي فلسطين".
وتابع: "ستوفر الأموال المطلوبة لتغطية نداء سوريا، مساعدة حيوية لحوالي 438 ألف لاجئ فلسطيني متضررين من النزاع داخل سوريا، ونحو 28 ألف شخص نزحوا إلى لبنان، و17 ألفا متواجدين حاليا في الأردن، وما زالوا يواجهون احتياجات إنسانية كبيرة للحماية".
من جهته، قال مدير شؤون "الأونروا" في سوريا أمانيا مايكل إيبيي، إن "النزاع في سوريا أثر على 40 بالمئة من اللاجئين الذين ما زالوا يعانون النزوح طويل الأمد".
ولفت بيان للوكالة الأممية، إلى أن "عام 2019 كان مليئا بالتحديات على الصعيدين المالي والسياسي للأونروا، حيث وصلنا الى نهاية العام مع عجز حوالى 50 مليون دولار تم ترحيله إلى العام 2020".
وذكر أنه "في 31 كانون الثاني 2020، دعا المفوض العام بالإنابة كريستيان ساوندرز في جنيف خلال إطلاق نداء ميزانية عام 2020 للحصول على 1.4 مليار دولار أميركي كحد أدنى لتمويل الخدمات والمساعدة الأساسية للوكالة.
واضاف " بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والمشاريع ذات الأولوية، ل 5.6 مليون لاجىء فلسطيني مسجل في جميع أنحاء الشرق الأوسط لعام 2020".
وأوقفت واشنطن في 31 أغسطس/آب 2018، كامل دعمها للوكالة، والبالغ نحو 360 مليون دولار؛ مما تسبب بأزمة كبيرة للوكالة، وذلك بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة، التي تواجه انتقادات من جانب إسرائيل.
ندد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء، باعتداء نظام الأسد على جنود أتراك في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، معربًا عن دعم واشنطن الكامل لتحركات "حليفتها" أنقرة للدفاع عن نفسها.
وقال بومبيو، في بيان، إن "هجوم قوات نظام الأسد بقذائف مورتر، في 3 فبراير/ شباط الجاري، على موقع مراقبة تركي هو تصعيد خطير، ويتبع الهجمات الوحشية المستمرة التي تؤثر على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية".
وتابع: "نقف بجانب تركيا، حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدة جنود أتراك يخدمون في موقع مراقبة يُستخدم للتنسيق وخفض التصعيد".
والإثنين، استشهد 7 جنود أتراك ومدني، جراء قصف مدفعي مكثف للنظام السوري في إدلب.
وأضاف بومبيو، "ندعم بشكل كامل تحركات تركيا المبررة للدفاع عن نفسها، ردًا على ذلك.. نرسل تعازينا إلى حكومة تركيا".
وقال بومبيو، إن "الولايات المتحدة تندد مرة أخرى بالاعتداءات المستمرة وغير المبررة على سكان إدلب من جانب نظام الأسد وروسيا وإيران و(جماعة) حزب الله (اللبنانية)".
وأشار إلى أن "الأعمال الوحشية التي قام بها نظام الأسد وروسيا والنظام الإيراني وحزب الله، تمنع مباشرة وقف إطلاق النار في شمالي سوريا".
وأردف: "يجب أن تتوقف هذه الهجمات الهمجية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية".
وشدد بومبيو، على أن واشنطن "ستبذل قصارى جهدها لمنع أي إعادة دمج لنظام الأسد في المجتمع الدولي، حتى يمتثل لجميع أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبينها وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبينها إدلب".
وتشن قوات نظام الأسد وداعميه، خاصة روسيا، هجمات متواصلة على إدلب، رغم توصل الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران، عام 2017، إلى اتفاق بشأن "منطقة خفض تصعيد" في إدلب.
وأدت هذه الهجمات، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018، إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح ما يزيد عن مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيًا أو قريبة من الحدود التركية.
حلب::
تتواصل المعارك بشكل عنيف جدا على جبهات ريف حلب، حيث تمكنت فصائل الثوار من تدمير عربة "بي أم بي" وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد على محور بلدة خلصة، كما تمكنت من تدمير عربة شيلكا ودبابة على جبهة الصحفيين، وتدمير دبابة على جبهة الحميرة، وقاعدة إطلاق صواريخ في بلدة القلعجية، وتم استهداف تجمع لقوات الأسد في معمل الكرتون بقذائف اله.اون.
تمكنت فصائل الثوار من تحرير قرية القلعجية بالريف الجنوبي، وأوقعت العشرات من عناصر الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لهم بين قتيل وجريح، بينما تصدت الفصائل لهجمات قوات الأسد على محور الصحفيين غربي حلب، وأوقعت قتلى وجرحى.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات وبلدات الزربة وزيتان وجزرايا وخان العسل وأورم الكبرى وكفر حمرة والبوابية، في حين سقط جرحى جراء قصف مدفعي وصاروخي على بلدة عينجارة.
تعرضت مدرسة وأحياء مدينة عفرين بالريف الشمالي لقصف صاروخي من قبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما تسبب باستشهاد شخصين بينهم طالب وإصابة آخرين بجروح، وردت المدفعية التركية باستهداف مواقع "قسد" في قرية مرعناز ومطار منغ.
استهدفت قوات الأسد نقطة المراقبة التركية الجديدة في خان طومان بالريف الجنوبي، وردت القوات التركية المتمركزة في نقطة شير مغار بريف حماة، باستهداف مواقع قوات الأسد في بلدة سلحب ومهبط المروحيات في جب رملة.
إدلب::
تتواصل المعارك العنيفة في ريف إدلب، حيث تمكنت قوات الأسد من التقدم والسيطرة على بلدة تل مرديخ وقرى أنقراتي وكدور ورويحة والبليصة والواسطة وتل الاغر وطويل الحليب وكفرعميم والراقم وكويرس ولوف وطويل الشيخ والشوحة وتل فردوس والمشرفة، وتدور معارك عنيفة على محاور النيرب وكفروما، حيث أصبحت قوات الأسد على مشارف مدينة سراقب الإستراتيجية.
تمكنت فصائل الثوار من تدمير رشاش "23مم" لقوات الأسد في محور كفروما، بينما سقط عدد من جنود الأسد بين قتيل وجريح إثر وقوعهم بحقل ألغام زرعه الثوار في محيط قرية لوف، كما أعلن الثوار عن تدمير غرفة عمليات في محور أرمنايا، ما أدى لقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت فصائل الثوار عملية إغارة نوعية على مواقع قوات الأسد في بلدة النيرب بالريف الشرقي، وتمكنت خلالها من قتل مجموعتي عناصر، وجرح عشرات آخرين، وتدمير دبابة واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر.
دخل رتل عسكري تركي كبير مؤلف من 40 سيارة وعربة تحمل دبابات ومدرعات وراجمات صواريخ واتجه إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب وحلب.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات ومحيط مدينة إدلب ومدينة أريحا وبلدات وقرى سراقب وتفتناز وقميناس وكفرنبل وسرمين وبنش ومعمل القرميد، ما أدى لسقوط شهيدين.
استشهد الناشط الإعلامي "أمجد أكتلاتي" المعروف باسم "أمجد أبو الجود" بقصف جوي روسي على مدينة أريحا فجر اليوم، خلال تغطيته القصف الجوي على المدينة، ولاتزال جثته تحت الأنقاض حتى الساعة.
حماة::
استهدفت فصائل الثوار تجمعات قوات الأسد في قرية جورين بالريف الغربي بقذائف صاروخية.
درعا::
قُتل "فاضل ممدوح بركات" المساعد أول في الأمن العسكري التابع لنظام الأسد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة انخل.
الرقة::
انفجرت عبوة ناسفة استهدفت صهريج نفط تابع لشركة حسام القاطرجي بالريف الشرقي.
الحسكة::
قام مجهولون بإطلاق النار على أحد عناصر "قسد" في حي النشوة بمدينة الحسكة، ما أدى لإصابته بجروح.
استهدف الجيش التركي مواقع تابعة لـ "قسد" في محيط قرية أبو راسين شرقي رأس العين بقذائف المدفعية.
اعترضت القوات الأمريكية دورية روسية في محيط بلدة تل تمر بالريف الشمالي.
أصيب مدني بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات "قسد" غربي مدينة رأس العين.
قُتل عنصرين من "قسد" جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة عسكرية جنوب مدينة الشدادي بالريف الجنوبي.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستواصل حقها المشروع بالدفاع عن النفس ضد أي هجمات جديدة، من قِبل النظام، مؤكداً في اتصال مع بوتين أن الهجوم الذي استهدف القوات المسلحة التركية الاثنين يعد بمثابة "صفعة" للجهود المشتركة الرامية لإحلال السلام في سوريا.
وأضاف أردوغان في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن تركيا ستواصل بأشد الطرق استخدام حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات مماثلة من قِبل النظام السوري.
وكان قال أردوغان في وقت سابق، إن القوات التركية لن توقف عملياتها العسكرية في إدلب بل ستواصلها "بنفس الحزم"، لافتاً إلى أنه لا حاجة للدخول في خلاف خطير مع روسيا بشأن سوريا حاليا وسنتحدث مع الروس بدون غضب، وفق تعبيره.
ولفت الرئيس التركي إلى أن هجمات النظام الأخيرة في إدلب والتي أسفرت عن مقتل جنود أتراك، "تعد انتهاكا لاتفاقية إدلب" الموقعة مع روسيا، مؤكدا أن "نتائج هذا الاعتداء ستنعكس بالطبع على النظام السوري"، في وقت لم يتطرق للضحايا المدنيين والتي تشكل جرائم حرب.
وأكد على الدور المهم جدا الذي تلعبه نقاط المراقبة التركية في إدلب، مشيرا إلى أنها ستبقى، منوها في الوقت نفسه بأن تبعات القصف السوري للقوات التركية لن تتطور إلى نزاع مع روسيا، وقال "ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا في هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية".
وشدد أردوغان على أن بلاده لن نسمح للنظام السوري بالسيطرة على مزيد من الأراضي في إدلب، في وقت تتواصل دخول القوات التركية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة لريف إدلب، بالتزامن مع تقدم النظام هناك
من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تركيا بأنها لم تنفذ بعض التزاماتها "الأساسية" تجاه إدلب، داعيا أنقرة "للالتزام الصارم" بالاتفاقات التي توصل إليها رئيسا البلدين في سوتشي.
وقال لافروف في معرض رده على أسئلة صحيفة "روسيسكايا غازيتا" وتم نشرها على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء: "للأسف، في هذه المرحلة لم يتمكن الجانب التركي من الوفاء ببعض الالتزامات الهادفة لحل المشكلة في إدلب جذريا".
وأشار لافروف إلى أن تركيا لم تتمكن من "فصل المعارضة السورية المسلحة، التي تتعاون مع الأتراك والمستعدة للحوار مع الحكومة السورية في إطار العملية السياسية، عن "جبهة النصرة" التي تحاكيها "هيئة تحرير الشام".
سيطرت قوات الأسد والميليشيات الموالية الروسية والإيرانية اليوم الثلاثاء، على عدة قرى شرقي سراقب بعد سقوط بلدة تل مرديخ الاستراتيجية، لتصل تلك القوات لمشارف النقطة التركية في منطقة تل الطوكان.
وقالت مصادر عسكرية لشبكة "شام" إن معارك عنيفة شهدتها جبهات تل مرديخ خلال الأيام الماضية، تكبدت فيها قوات الأسد والميليشيات الروسية والإيرانية خسائر كبيرة، قبل السيطرة عليها، لتكون بداية سقوط العديد من القرى والبلدات في الريف الشرقي لمدينة سراقب.
ووفق المصادر فقد سيطرت قوات النظام على قرى "تل الأغر، وطويل الحليب، وباريسا والحمامات وتل السلطام وأم شرشوح وأمنطار الخشاخش، وتلة ابراهيم، والآلة الوسيطة، وجبل الطويل، والكتيبة المهجورة، والمشرفة، وتل الرمان والشيخ إدريس وريان وبجغاص وكفرعميم" وهي قرى صغيرة تشكل الريف الشرقي لمدينة سراقب؟
وبسيطرة قوات النظام وروسيا على المنطقة المذكورة تغدو على مشارف النقطتين التركيتين في تل الطوكان والنقطة الجديدة التي ثبتتها شرقي مدينة سراقب على مفرق كفرعميم، وبذلك تحكم الطوق على مدينة سراقب من الجهة الشرقية والجنوبية والغربية رغم وجود أربع نقاط تركية تحاصرها للمدينة.
وأكدت المصادر أن القصف الجوي والصاروخي لم يتوقف للحظة على المنطقة خلال الأيام الماضية، وهي العائق الأكبر في الصمود بالمنطقة، كون امتلاك النظام وروسيا الأجواء يقيد حركة الفصائل ويقطع إمدادها.
وتحاول ورسيا والنظام تطويق مدينة سراقب التي تمركزت على حدودها أربع نقاط تركية، لمنع الصدام والمواجهة المباشرة، لتلجأ للتوسع من جهة جوباس باتجاه النيرب وتطويق المدينة من الجهة الجنوبية الغربية والغربية، ولتتم السيطرة على مرديخ وتتمكن من التوسع من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة.
ومدينة سراقب، تتمتع بموقع استراتيجي كبير، كونها تقع على الطرق الدولية وعقدة اتصال بين الطريق الدولي "حلب - دمشق" الذي يتفرع إلى طريق "حلب - اللاذقية"، غرباً باتجاه أريحا وجسر الشغور، إضافة لكونها عقدة اتصال بين مدينة إدلب مركز المدينة غرباً وريف المحافظة الشرقي.
نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا أعده ديفيد وينر قال فيه إن أذرع روسيا القوية في الأمم المتحدة تستخدم لتقوية بشار الأسد ونفوذ فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط، مشيرا إلى المحادثات التي جرت في مقرات الأمم المتحدة في نيويورك حيث كان الدبلوماسيون الروس يعرقلون ميزانية 3 مليارات دولار وقبل أيام من بدء العام الجديد.
وكان الدبلوماسيون المتعبون من عدة دول يحاولون الموافقة على ميزانية تغطي كل شيء، من عدد المترجمين الذين يجب إرسالهم إلى جنيف إلى الشخصيات التي يحق لها السفر على الدرجة الأولى. إلا أن النقاش توقف حول بند في الميزانية يتعلق بتخصيص 17 مليون دولار للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ تسعة أعوام. وعند هذه النقطة دخل الدبلوماسيون الروس وأخبروا المجتمعين أن اتفاقهم ليس جيدا، مما أدى لتأخير النقاش إلى ما بعد حفلات عيد الميلاد، حسبما ذكرت صحيفة "القدس العربي".
ومع أن هذا الوضع ليس غريبا إلا أن دبلوماسية روسيا القوية لدعم نظام الأسد هي جزء من حملة حازمة يمارسها العضو الدائم في مجلس الأمن على المنظمة الدولية، في وقت يوسع فيه نفوذه بالشرق الأوسط. وهي جهود تهدف لإبعاد التهديدات عن تأثيرها في سوريا حيث ساعد الطيران الروسي نظام الأسد على توطيد سلطته في كل سوريا تقريبا باستثناء المناطق الغنية بالنفط في شمال- شرق البلاد.
ويقول مدير الأمم المتحدة في منظمة هيومان رايتس ووتش لوي شاربينو: “تقوم روسيا بعمل كل شيء لتقويض عمل الأمم المتحدة في سوريا ويعرفون أن المفتاح الرئيسي لعمل هذا هو ملاحقة الميزانيات”، مضيفا أن روسيا تعرف كيفية الاستفادة من نظام الأمم المتحدة لتوسيع أهدافها، وما هو غير معروف إن كان لدى المنظمة الدولية إستراتيجية للتعامل مع روسيا.
ويعلق وينر أن الإجراء السوري مرر في تصوير حاد يوم 27 كانون الثاني (ديسمبر) مع أن الدبلوماسيين لا يستبعدون مواصلة روسيا تحديه في مفاوضات مستقبلية. فروسيا التي تتمتع بحق استخدام الفيتو في مجلس الأمن لطالما استخدمت تأثيرها لمواجهة أي جهود تؤثر على حملتها في سوريا. واستخدمت الفيتو 14 مرة في قضايا تتعلق بسوريا، منذ بداية النزاع وأكثر من أي دولة لها حق الفيتو وفي نفس الفترة.
ويرى وينر أن التحركات في الأمم المتحدة هي جزء من محاولات الرئيس فلاديمير بوتين تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط، وفي وقت تخفض الولايات المتحدة من حضورها بالمنطقة.
وكان قرار بوتين إرسال طيرانه لمساعدة الأسد عاملا في إنقاذ نظام الأسد وأجبر الدول الإقليمية على التنسيق معه بشكل أضعف العملية السلمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وأسهمت روسيا بتوسيع الشق بين الولايات المتحدة وتركيا وأقنعت الرئيس رجب طيب أردوغان على شراء منظومة الصواريخ الروسية أس-400، وهو قرار دفع البنتاغون إلى إخراج تركيا من برنامج طائرات أف 35.
كما نشرت موسكو مرتزقة للقتال إلى جانب أمير الحرب في ليبيا، خليفة حفتر، الذي يشن حربا ضد الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس. ورغم إرسال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط إلا أنه طالب بقية الدول وحلف الناتو بالمساهمة في أمن المنطقة على أمل تقليل الوجود الأمريكي وإنهاء ما يطلق عليه “الحروب اللانهائية” في العراق وأفغانستان.
ويقول الدبلوماسيون بالأمم المتحدة إن روسيا تشعر بالثقة المتزايدة بقوتها وتضغط بشدة ردا على قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش العام الماضي فتح تحقيق منفصل بالهجمات على المنشآت المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات في سوريا. وحصلت هذه الهجمات رغم إرسال هذه المؤسسات إحداثياتها التي تحدد مواقعها للطيران الروسي والقوات السورية.
وبعد المواجهة حول ميزانية التحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان وجمع معلومات لمحاكم جرائم الحرب، دخلت روسيا في مواجهة ثانية حول الممرات الإنسانية داخل سوريا. وطالبت الولايات المتحدة وحلفاؤها منح الأمم المتحدة ثلاثة منافذ على الأقل لتوزيع المساعدات ولمدة 12 شهرا لكن روسيا لم توافق إلا على منفذين ولمدة ستة أشهر.
ونظرا للمخاوف بعدم حصول المنظمة الدولية على أي منفذ تراجع أعضاء مجلس الأمن في كانون الثاني (يناير) ولكن النتائج النهائية تركت المدنيين السوريين يواجهون أزمة إنسانية وفي المحاور التي أصبحت معزولة عن العالم. وأدى القرار حول الممرات الإنسانية إلى تبادل اتهامات بين الحلفاء الغربيين الذين لم يتفقوا على إستراتيجية لمواجهة روسيا. ووصفت سفيرة بريطانيا القرار بأنه “حزين جدا” لسوريا متهمة روسيا بأنها تلعب النرد بحياة المدنيين في شمال- شرق البلاد. وقالت سفيرة الولايات المتحدة كيلي كرافت: “عملت روسيا بدون كلل لدعن نظام الأسد وتجويع معارضي النظام”.
ويقول السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبنزايا إن الظروف على الأرض في سوريا قد تغيرت وإن المساعدات الإنسانية تأتي الآن من داخل سوريا.
وفي جلسة عقدها مجلس الأمن بكانون الثاني (يناير) اتهم مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بتبني معايير مزدوجة من خلال تجنب إرسال المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة للنظام.
وحاولت روسيا إقناع غويتريش حصر التحقيق في المؤسسات المستهدفة بعدد قليل. ويحاولون في نفس الوقت إقناعه بعدم نشر نتائج التحقيق. وردا على هذه الجهود مررت بعثة بريطانيا الدائمة في الأمم المتحدة رسالة إلى الحلفاء، طالبتهم فيها بحث الأمين العام على نشر النتائج. وفي تطور جديد قال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إن الإعلان عن التقرير أجل حتى 13 آذار/ مارس، وأن الأمين العام سيقوم باتخاذ قرار حالة اطلع على نتائجه.
وقامت روسيا بحملة أخرى للدفاع عن الأسد في المنظمة التابعة للأمم المتحدة وهي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. ففي كانون الثاني/ يناير قدم المسؤولون الروس عرضا زعموا فيه أن الأدلة تظهر “فبركة” الهجمات الكيماوية في سوريا عام 2018.
وردت السفيرة الأمريكية للمنظمة تشيريت نورمان تشاليت بأنها “محاولة وقحة للتضليل شنت قبل إصدار التقرير” للمنظمة. وقالت إن هذه طريقة معروفة يلجأ إليها الروس عندما لا تعجبهم نتائج تقارير الأمم المتحدة أو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في محاولة منهم للتقليل من مصداقية هذه المنظمات والحقائق المقدمة.
وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا ونيذرلاند (هولندا سابقا) إن الروس قاموا بهجوم إلكتروني على وكالة الأسلحة الكيماوية في هيغ والتي تحقق في أدلة هجوم غاز أعصاب في بريطانيا عام 2018 والمتهمة به موسكو.
وفي محاولة لمواجهة النقد الموجه لأساليب بلدهم، نظم الدبلوماسيون الروس في كانون الثاني/ يناير جلسة عقدت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك ركزوا فيها على إسهامات روسيا الإيجابية في مشاريع التنمية. واستخدم السفير الروسي نيبنزيا للتأكيد على التزام بلاده في سوريا ما بعد الحرب، وانتقد الدول التي تربط الدعم المالي بالظروف السياسية. وقال السفير التابع لنظام الأسد الذي كان حاضرا موافقا: “روسيا هي دائما نموذج يحتذى به”.
حلب::
تتواصل المعارك بشكل عنيف جدا على جبهات ريف حلب، حيث تمكنت فصائل الثوار من تدمير عربة "بي أم بي" وقتل وجرح العديد من عناصر الأسد على محور بلدة خلصة، كما تمكنت تدمير عربة شيلكا ودبابة على جبهة الصحفيين، وتدمير دبابة على جبهة الحميرة، وقاعدة إطلاق صواريخ في بلدة القلعجية، وتم استهداف تجمع لقوات الأسد في معمل الكرتون بقذائف الهاون.
تمكنت فصائل الثوار من تحرير قرية القلعجية بالريف الجنوبي، وأوقعت العشرات من عناصر الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لهم بين قتيل وجريح، بينما تصدت الفصائل لهجمات قوات الأسد على محور الصحفيين غربي حلب، وأوقعت قتلى وجرحى.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات وبلدات الزربة وزيتان وجزرايا وخان العسل وأورم الكبرى وكفر حمرة.
تعرضت مدرسة الشريعة وأحياء مدينة عفرين بالريف الشمالي لقصف صاروخي من قبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما تسبب باستشهاد طالب وإصابة آخرين بجروح، وردت المدفعية التركية باستهداف مواقع "قسد" في قرية مرعناز ومطار منغ.
استهدفت قوات الأسد نقطة المراقبة التركية الجديدة في خان طومان بالريف الجنوبي، وردت القوات التركية المتمركزة في نقطة شير مغار بريف حماة، باستهداف مواقع قوات الأسد في بلدة سلحب ومهبط المروحيات في جب رملة.
إدلب::
تتواصل المعارك العنيفة في ريف إدلب، حيث تمكنت قوات الأسد من التقدم والسيطرة على بلدة تل مرديخ وقرى أنقراتي وكدور ورويحة والبليصة والواسطة وتل الاغر وطويل الحليب والراقم وكويرس ولوف وطويل الشيخ والشوحة وتل فردوس والمشرفة، وتدور معارك عنيفة على محاور النيرب وكفروما، حيث أصبحت قوات الأسد على مشارف مدينة سراقب الإستراتيجية.
تمكنت فصائل الثوار من تدمير رشاش "23مم" لقوات الأسد في محور كفروما، بينما سقط عدد من جنود الأسد بين قتيل وجريح إثر وقوعهم بحقل ألغام زرعه الثوار في محيط قرية لوف، كما أعلن الثوار عن تدمير غرفة عمليات في محور أرمنايا، ما أدى لقتل وجرح عدد من العناصر.
شنت فصائل الثوار عملية إغارة نوعية على مواقع قوات الأسد في بلدة النيرب بالريف الشرقي، وتمكنت خلالها من قتل مجموعتي عناصر، وجرح عشرات آخرين، وتدمير دبابة واغتنام عدد من الأسلحة الخفيفة والذخائر.
دخل رتل عسكري تركي كبير مؤلف من 40 سيارة وعربة تحمل دبابات ومدرعات وراجمات صواريخ واتجهت إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب وحلب.
شن الطيران الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق الاشتباكات وبلدات وقرى سراقب وتفتناز وقميناس وكفرنبل وسرمين وبنش.
استشهاد الناشط الإعلامي "أمجد أكتلاتي" المعروف باسم "أمجد أبو الجود" بقصف جوي روسي على مدينة أريحا فجر اليوم، خلال تغطيته القصف الجوي على المدينة، ولاتزال جثته تحت الأنقاض حتى الساعة.
حماة::
استهدفت فصائل الثوار تجمعات قوات الأسد في قرية جورين بالريف الغربي بقذائف صاروخية.
درعا::
قُتل "فاضل ممدوح بركات" المساعد أول في الأمن العسكري التابع لنظام الأسد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة انخل.
الرقة::
انفجرت عبوة ناسفة استهدفت صهريج نفط تابع لشركة حسام القاطرجي بالريف الشرقي.
الحسكة::
قام مجهولون بإطلاق النار على أحد عناصر "قسد" في حي النشوة بمدينة الحسكة، ما أدى لإصابته بجروح.
استهدف الجيش التركي مواقع تابعة لـ "قسد" في محيط قرية أبو راسين شرقي رأس العين بقذائف المدفعية.
اعترضت القوات الأمريكية دورية روسية في محيط بلدة تل تمر بالريف الشمالي.
أصيب مدني بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات "قسد" غربي مدينة رأس العين.
قُتل عنصرين من "قسد" جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة عسكرية جنوب مدينة الشدادي بالريف الجنوبي.