استشهد أكثر من 16 مدنياً في إحصائيات غير نهائية اليوم الأحد، بقصف جوي للنظام وروسيا على بلدات ريف حلب الغربي، في وقت تشهد المنطقة حركة نزوح هي الأكبر، تزامناً مع تصاعد العمليات العسكرية وتقدم النظام وحلفائه على عدة جبهات.
وقال نشطاء معنيون بالتوثيق في حلب، إن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام كثفا من قصفهما الجوي والصاروخي على بلدات ريف حلب الغربي، تسبب القصف بسقوط أكثر من 16 شهيداً وعشرات الجرحى بين المدنيين.
وتوزع الشهداء على بلدات ومدن كفرنوران والتي تعرضت لقصف جوي عنيف ومركز منذ يوم أمس، طال أحياء المدينة، خلفت عشرة شهداء بمواقع عدة، كما استشهد ثلاثة مدنيين في قرية الشيخ علي، ومثيلهم في أورم الصغرى، إضافة لعشرات الجرحى بين المدنيين.
وخلفت الغارات حركة نزوح هي الأعنف لألاف العائلات التي خرجت مشياً على الأقدام ليلاً، هربا من القصف الجوي والصاروخي المكثف، في وقت تتواصل المعارك على جبهات عدة بريف حلب الجنوبي والغربي.
أتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم
حلب::
شن الطيران الروسي والأسدي غارات جوية عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدفت مدن وبلدات وقرى ريف حلب الجنوبي والغربي، حيث طال القصف مدن وقرى وبلدات الأتارب وكفرحمرة وكفرنوران وخان العسل والشيخ علي والكسيبية وكفرحلب وتل مصيبين وكفرناها والبوابية والراشدين الرابعة ومعمل الأندومي، ما أدى لسقوط 4 شهداء في كفرنوران، وشهيدين في الأتارب، و3 شهداء في الشيخ علي، وشهيدين في أورم الصغرى، وشهيد في بكتيان.
جرت معارك عنيفة جدا على جبهات ريفي حلب الغربي والجنوبي، وتمكنت خلالها فصائل الثوار من تدمير دبابة على محور حلب الجديدة، كما تمكنت من قتل مجموعة من عناصر الأسد على جبهة الكلارية بعد استهدافهم بصاروخ موجه، بينما جرت معارك عنيفة على جبهات البوابية والبرقوم والإيكاردا والكسيبية وكماري، في حين تمكنت قوات الأسد من السيطرة على الكلارية والزربة.
إدلب::
شن الطيران الروسي والأسدي غارات جوية استهدفت محيط مدينة إدلب ومدينة سرمين وقرى معارة النعسان ومرج الزهور ورام حمدان، وتعرضت مدينة جسرالشغور لقصف مدفعي عنيف، ما ادى لسقوط شهيد وجرحى في صفوف المدنيين.
شهدت جبهات إدلب هدوءً حذراً، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في عدة مناطق، وعدم وجود أي محاولات تقدم لقوات الأسد في المنطقة.
أصيبت طفلتين بحروق إثر احتراق خيمة لأحد النازحين بالقرب من قرية الشيخ بحر.
حماة::
استهدفت فصائل الثوار تجمع لقوات الأسد في جبهة المباقر بالريف الغربي، ما أدى لمقتل وجرح عدد من العناصر.
ديرالزور::
اعتقلت قوات الأسد عددا من عناصر ميليشيا لواء الباقر في قرية الحسينية بالريف الغربي لرفضهم القتال في مدينة إدلب.
الحسكة::
توفي طفل في مخيم الهول بسبب انخفاض درجة الحرارة ونقص الرعاية والعناية الصحية.
نشرت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة لنظام الأسد منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أعلنت من خلاله عن عزمها تطبيق عدد من الإجراءات التي تمكنها من الحصول على الأموال من المغتربين، بحسب ما ذكرت الصحفة الرسمية للوزارة.
وفي التفاصيل أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام عن آلية إلكترونية جديدة، لتسيير معاملات السوريين المقيمين خارج سوريا، والمتعلقة، بسندات الإقامة، ودفع البدل النقدي، وسندات الاحتياط، حسب وصفها.
وتزعم وزارة الخارجية أن هذه الآلية من شأنها الاستجابة لطلبات المواطنين بيسر وسهولة خلال فترة زمنية قصيرة، وتوفير الكثير من الجهد والوقت، حسب وصفها في المنشور الذي نتج عنه موجة من التعليقات.
واستطرت الوزارة بالقول، أن تلك الإجراءات تنفيذاً للتوجيهات بتقديم أقصى أشكال المساعدة للأخوة المواطنين المقيمين خارج القطر، حسب زعمها، في إشارة إلى توجيهات رأس النظام المجرم "بشار الأسد" الذي يعمد نظام الأسد إلى نسب إليه أي نشاط سياسي أو خدمي.
وبحسب التعليقات التي رصدتها "شبكة شام الإخبارية" فإن حالة من التباين تجلت عبر ردود الفعل التي صدرت ع الموالين للنظام عند تلقيهم الخبر، فمنهم من يرى القرار مجرد إجراءات جديدة تعزز من نفوذ النظام، فيما هاجم البعض الإعلان مطالبين بتسريحهم من الخدمة الالزامية والاحتياطية التي قضوا سنوات طويلة فيها.
بالمقابل وجد بعض المتابعين في منشور الوزارة مساحة للسخرية من قرارات النظام الأخيرة التي وصلت إلى فرض قيود على المواد الغذائية الأساسية والوقود، من خلال ما يُسمى بـ "البطاقة الذكية"، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية التي يقف النظام عاجزاً عن تأمينها.
فيما تستند تلك الآلية إلى استخدام تقنيات وربطها ببرامج صممتها الوزارة، التي تربط بدورها مع جميع السفارات السورية، بما يتيح إرسال المعاملات الكترونياً، كما ونشرت الوزارة رابطاً يتيح الاطلاع على كافة التفاصيل والتعديلات التي طرأت على التعاملات الخاصة بالوزارة.
وطلبت الوزارة الممثلة لنظام الأسد من متابعيها الدخول إلى رابط الكتروني لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه الآلية كما نصحتهم بزيارة موقع وزارة الخارجية والمغتربين، للحصول على التعليمات التي من شأنها دفع المبالغ المالية عبر تلك التطبيقات.
يشار إلى أنّ نظام الأسد يسعى إلى تمويل حربه ضد مناطق المدنيين شمال غرب البلاد من عدة موارد مالية ويرى مراقبون أن عائدات البدل النقدي التي يفرضها النظام على المغتربين تعد من بين الموارد الضخمة التي يستحوذ عليها النظام، في حين يعتمد ضباط وعناصر جيشه على تعفيش منازل المدنيين.
كشف المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، أمير حسين عبد اللهيان، عن دور قاسم سليماني في الحيلولة دون سقوط دمشق.
وقال عبد اللهيان الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني، خلال منتدى تحت عنوان "دور سليماني في أمن واستقرار المنطقة والعالم"، اليوم الأحد، إنه "حين كانت العاصمة السورية دمشق على وشك السقوط في يد الفصائل المعارضة، وحين اقتربت تلك الفصائل من المقرات الحكومية في دمشق عن طريق أنفاق تحت الأرض، طلبت منا الجالية الإيرانية في دمشق أن نرسل لها طائرات تجليها من العاصمة السورية التي كانت آيلة للسقوط".
وأضاف "لقد قررنا حينها إرسال طائرات لإجلاء الإيرانيين الذين أصروا على العودة إلى بلادهم، كما تقرر إرسال قاسم سليماني في إحدى الطائرات إلى دمشق".
وتابع عبد اللهيان أن الأكثرية في مجلس الأمن القومي عارضت ذهاب سليماني إلى دمشق لكن سليماني قال حينها: "سأذهب إلى دمشق كي يتسلم بشار الأسد هذه الرسالة وهي أنني أذهب وأدير الأوضاع إلى جانب بشار الأسد من غرفته"، مؤكدا أن هذا ما فعله سليماني حيث ذهب إلى دمشق وأدار الوضع من غرفة الأسد.
وتشارك ميليشيات إيران بالمعارك المندلعة حاليا والتي تهدف للسيطرة على مناطق سيطرة المعارضة في كل من ريف إدلب الجنوبي (معرة النعمان) وريف حلب الجنوبي في كل من العيس ومحاذاة خان طومان وجمعية الزهراء بحلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخرا هو مؤسس هذه القواعد والمشرف عليها.
بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية أليكساندر لافرنتيف، التطورات في المنطقة، وخصوصاً الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، والمستجدات الإقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأكد الصفدي، خلال المباحثات التي جرت اليوم الأحد في العاصمة الأردنية عمان، أهمية "تكثيف الجهود لإنهاء الأزمة في سورية، من خلال حل سياسي يحفظ وحدة سورية وتماسكها، ويعيد لها أمنها واستقرارها، ويحقق المصالحة الوطنية، ويتيح ظروف العودة الطوعية للاجئين لتستعيد سورية دورها في المنطقة".
وتناول اللقاء، وفق بيان صحافي صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، الأوضاع في الجنوب السوري، حيث شدد الصفدي على "ضرورة العمل على تثبيت الاستقرار في الجنوب السوري، وإيجاد الظروف الكفيلة بتشجيع العودة الطوعية للاجئين".
ووضع الوفد الروسي الصفدي في صورة التطورات في الشمال السوري وفي محافظة إدلب. وأكد الصفدي ضرورة "العمل على خفض التصعيد وحماية المدنيين"، كما شدد على أهمية تحقيق تقدم في العملية السياسية، و"التعاون على إنجاح عمل اللجنة الدستورية".
كما استعرض الصفدي وفيرشينين المستجدات الإقليمية وخصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
قال مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن العهد الأمريكي في المنطقة، خصوصا في سوريا والعراق، قد انتهى، وسيأتي الدور على الوجود الأمريكي في أفغانستان.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية، قال ولايتي إنه ببركة دعم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، فإن الوجود الأمريكي في المنطقة انتهى.
وفي مراسم أربعينية سليماني، قال ولايتي إن اغتيال سليماني كان ذروة الحماقة الأمريكية.
وتابع: "محور المقاومة من طهران إلى دمشق وبغداد وبيروت وفلسطين ما زال حيا (...) والنصر حليفنا ما دامت راية أهل البيت ترفرف في البلاد".
في وقت سابق، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن الولايات المتحدة تطلق تهديدات وهمية وتضخمها كأداة ضد الشعب الإيراني.
ونقلت وكالة "إرنا"، السبت، على لسان شمخاني أن "المثلث العبري-العربي-الغربي سيهزم في هذا المعترك كما في السابق".
واستعرض شمخاني في تصريح له أبعاد المؤامرات الأمريكية العديدة الجارية ضد إيران، وقال إن "الحرب الأمريكية الهجينة ضد بلاده، والتي تهدف إلى دفع إيران إلى الاستسلام والانهيار، محكوم عليها بالفشل".
وأوضح شمخاني أن الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام وأدوات التواصل، تعد إحدى الوسائل الأمريكية التي تستخدم كأداة دعائية، تسعى لاستسلام الشعوب.
اتهمت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية في افتتاحيتها الحكومات والأمم المتحدة بالفشل في وقف "الحرب المخجلة في سوريا".
وتقول الافتتاحية، إن "الحرب في سوريا، التي ستدخل عامها العاشر الشهر المقبل، تعد عارا على العالم، فكان بإمكان الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية تحديدا عمل المزيد لوقفها، وعوضا عن هذا فشلت في التحرك وبحسم ضد نظام بشار الأسد، الذي ارتكب عددا لا يحصى من الجرائم ضد الشعب السوري وبمساعدة من روسيا وإيران"، حسبما ترجمت صحيفة "عربي 21".
وتشير الصحيفة إلى أن "حصار مدينة إدلب، وهي آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة له، دخل مرحلة الذروة، وأدى القصف الذي لا يرحم إلى حصيلة رهيبة، فقتل أكثر من 200 شخص منذ بداية العام الحالي، وهرب حوالي 600 ألف مدني، فيما قتل أكثر من نصف مليون سوري منذ بداية الحرب عام 2011".
وتقول الافتتاحية إن "حكومات العالم لم تتخل عن واجبها الأخلاقي والقانوني لحماية السكان والالتزام بالقوانين الدولية فقط، بل عرت الأزمة السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنقسم على نفسه".
وترى الصحيفة أن "البرلمان البريطاني أخطأ في عام 2013، حين خاف من عراق آخر، ومنع التدخل العسكري، ثم تبعه الكونغرس الأمريكي".
وتفيد الافتتاحية بأن "أزمة اللاجئين هزت أوروبا في عام 2015، وربما حدثت أزمة مشابهة، ولا يزال الاتحاد الأوروبي لم يشكل موقفا أو نهجا إنسانيا للتعامل مع الأزمة، وفي الوقت ذاته لم تعد (عملية السلام) التي ترعاها الأمم المتحدة مهمة؛ لأنها تفتقد الحيوية والدعم، وهمشتها عملية تدفعها مصالح قوى أخرى، مثل روسيا وإيران وتركيا، ولهذا السبب جرى خرق اتفاق إطلاق نار تلو الآخر".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "مستوى الكارثة السورية يمكن قياسه بطرق أخرى، من خلال النظر إلى الضرر الذي أحدثته على الإجماع الدولي بشأن حظر استخدام السلاح الكيماوي والقانون الدولي الإنساني بشكل عام، ومن التداعيات الأخرى للحرب السورية أنها قدمت جبهة جديدة للجهاديين الذين هزموا وتفرقوا بسبب الحرب في العراق بعد زيادة القوات الأمريكية، وقدمت سوريا للإسلاميين ساحة حرب جديدة، وكانت النتيجة دولة إسلامية وخلافة هناك".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "بريطانيا، التي انضمت إلى التحالف الدولي لسحق تنظيم الدولة، واصلت سياساتها غير المتماسكة في القضايا الأخرى المتعلقة بالحرب وتداعياتها، مثل زيادة التهديد الإرهابي، وتصاعد كراهية الإسلام، وكشف الهجوم الأخير، الذي نفذه متشدد خرج من السجن في جنوب لندن، عن وجود جهاديين إسلاميين لديهم القدرة على تجاوز الرقابة المفروضة".
وتنوه الصحيفة إلى أن "الحريات المدنية واحترامها تأثرت بطريقة سلبية، كما في حالة شميما بيغوم، البريطانية الساذجة، من أصول بنغالية، التي سافرت إلى سوريا للانضمام إلى الجهاديين، وتزوجت هناك، والآن تريد العودة إلى بلدها، وخسرت في الأسبوع الماضي المرحلة الأولى من الاستئناف ضد قرار وزارة الداخلية تجريدها من جنسيتها".
وتقول الافتتاحية إن الصحيفة وضحت موقفها سابقا، وهو أن معاملة الحكومة البريطانية لزوجات وأطفال وأيتام الجهاديين غير منصفة، وتعبر عن قصر نظر، مؤكدة أن "النهج الصحيح تجاه البريطانيين مثل بيغوم، مهما كانت أفعالهم مثيرة للاشمئزاز، ليس التخلي عن قيمنا، أو تجاهل الإجراءات القانونية، ويجب السماح لبيغوم بالعودة إلى بريطانيا ومواجهة المحاكمة وتقديم الأدلة ضدها إن سمح ذلك، والأمر ذاته ينطبق على بقية الجهاديين الذين ألقي القبض عليهم".
وتجد الصحيفة أن "الفوضى المنتشرة في سوريا سمحت للقوى الأجنبية التي لا تهتم بوقف المعاناة الإنسانية باستغلال الوضع، ولا يمكن غفران السلوك الروسي، ففلاديمير بوتين مثل الأسد لديه الكثير ليجيب عنه، ويجب على تركيا وقطر قطع علاقاتهما مع الجماعات الإسلامية، ويجب على إسرائيل التوقف عن استخدام سوريا ساحة حرب لمواجهة إيران".
وتختم "أوبزيرفر" افتتاحيتها بالقول إن "الأخطاء السابقة يجب ألا تقف أمام التحرك لوقف الكارثة المتزايدة في إدلب، ودعا الأطباء والعاملون في مجال الإغاثة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش للتدخل رسميا، وعليه السفر إلى هناك والاطلاع شخصيا على الحطام الإنساني ودمار أمة وعار القوانين الدولية التي كانت يوما مثار فخر للجميع".
قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الأحد، إن لدى بلاده خطتين بديلتين للمسار الحالي في إدلب، ملمحا إلى تضمنهما عملية عسكرية، على غرار عملياتها السابقة في الشمال السوري، وجاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حريت" المحلية.
وأوضح "أكار" أن بلاده منحت نظام الأسد مهلة حتى نهاية شباط/ فبراير الجاري، للانسحاب من محيط النقاط التركية، مضيفا أنه في حال لم يتم الالتزام بذلك، فسيتم تطبيق الخطة "ب" ثم "ج".
ولدى سؤاله عن تفاصيل الخطتين، قال إن تركيا منحت مهلة مشابهة سابقا لشركائها، في إشارة إلى الولايات المتحدة، لإبعاد "الإرهابيين" عن حدودها، ثم أقدمت على تنفيذ عملية عسكرية بعد انقضائها، في إشارة إلى "نبع السلام".
وأكد "أكار" سعي أنقرة لوقف إطلاق النار ونزيف الدم في إدلب، متهما النظام بالمسؤولية عن نزوح نحو مليون مدني إلى الحدود مع بلاده خلال عام 2019.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد بعملية واسعة في إدلب في حال لم تنسحب قوات الآسد من المناطق المتفق عليها مع روسيا ضمن اتفاق "سوتشي".
وقال أردوغان، آنذاك: "قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا اقتضت الضرورة".
حلب::
شن الطيران الروسي والأسدي غارات جوية عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدفت مدن وبلدات وقرى ريف حلب الجنوبي والغربي في الأتارب وكفرحمرة وكفرنوران وخان العسل والشيخ علي والكسيبية وكفرحلب وتل مصيبين وكفرناها والبوابية والراشدين الرابعة ومعمل الأندومي، ما أدى لسقوط شهيدين (رجل وزوجته) في كفرنوران.
معارك عنيفة جدا تدور في ريفي حلب الغربي والجنوبي، تمكنت خلالها الفصائل من تدمير دباب على محور حلب الجديدة، وقتل مجموعة من عناصر الأسد على جبهة الكلازية بعد استهدافهم بصاروخ موجه، بينما تدور معارك عنيفة على جبهات الزربة والبوابية والبرقوم والإيكاردا والكسيبية وكماري، في حين تمكنت قوات الأسد من السيطرة على الكلارية.
ادلب::
شن الطيران الروسي والأسدي غارات جوية استهدفت قرى معارة النعسان ومرج الزهور، وتعرضت مدينة جسرالشغور لقصف مدفعي عنيف، ما ادى لسقوط جرحى بين المدنيين.
شهدت جبهات إدلب هدوء حذر، مع استمرار الإشتباكات المتقطعة في عدة مناطق، وعدم وجود أي محاولات تقدم لقوات الأسد في المنطقة.
حماة::
أعلنت فصائل الثوار عن استهداف تجمع لقوات الأسد في جبهة المباقر بالريف الغربي ما أدى لمقتل وجرح عدد من العناصر.
الحسكة::
توفي طفل في مخيم الهول بسبب إنخفاض درجة الحرارة ونقص الرعاية والعناية الصحية.
دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد، إلى احترام القانون الإنساني في محافظة إدلب السورية، رافعا صلاة خاصة "من أجل سوريا الحبيبة الشهيدة".
وقال البابا لعشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة القديس بطرس، إن التقارير الواردة من إدلب "مؤلمة، خاصة فيما يتعلق بأوضاع النساء والأطفال ومن أجبروا على الفرار بسبب التصعيد العسكري".
وأضاف البابا فرنسيس "أجدد مناشدتي المخلصة للمجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية باستخدام السبل الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي، من أجل حماية أرواح المدنيين ومصيرهم"، ثم قاد البابا الحشد في صلاة خاصة "من أجل سوريا الحبيبة الشهيدة".
وسبق أن أقام البابا فرنسيس الصلاة في الفاتيكان، بمناسبة عيد الميلاد، على نية السلام في سوريا والعراق واليمن، وخلاص أطفال الشرق الأوسط واللاجئين، وقال البابا مخاطبا الآلاف في الفاتيكان: "إخوتي وأخواتي الأعزاء، عيد ميلاد سعيد".
وكان أرسل بابا الفاتيكان البابا فرانسيس رسالة إلى الإرهابي الأول المجرم بشار الاسد مع الكاردينال تركسون الذي زار دمشق والتقى خلالها رئيس النظام المجرم، في شهر تموز من العام الماضي، وجاءت الرسالة بمطالب عدة أولها إنهاء الأزمة الإنسانية في محافظة إدلب وحماية المدنيين، واتخاذ خطوات لعودة النازحين.
وطالبت الرسالة حينها بحماية المدنيين وإنهاء الكارثة الإنسانية في ادلب، واتخاذ خطوات ملموسة لعودة النازحين بشكل آمن، وإطلاق سراح المعتقلين، وضمان وصول العائلات لمعلومات عن ذويهم، وضمان ظروف إنسانية للمعتقلين السياسيين".
يأتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.
تستعد نقابة فناني النظام خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء انتخابات المجلس النقابي، وما أنّ تكشفت طريقة إعلان النقابة عن المرشحين حتى اندلعت مواجهات كلامية من قبل بعض الفنانين المترشحين حيث هاجموا ممارسات المجلس الحالي بزعامة الشبيح "زهير رمضان".
وفي التفاصيل نشرت الممثلة الموالية للنظام "تولاي هارون" منشور لها عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، تناولت حجم الصراع المحتدم مبدية انزعاجها من عدم ذكر أسماء المرشحين الفنية، وتعزو ذلك إلى أنّ أعضاء المجلس الحالي، يخافون على "كراسيهم"، في إشارة واضحة إلى "زهير رمضان" رئيس نقابة التشبيح التابعة للنظام والمساندة له.
واستطردت "هارون" بالقول: إنها ليست انتخابات مجلس الشعب "الكيان الذي يطلق عليه سوريين اسم "مجلس التصفيق"، كي تنشر الأسماء الحقيقية، بل يجب نشر الاسماء الفنية، إلا إن كانت النقابة تخاف من الفنانين، مشيرةً أن أعضاء المجلس الحاليين لم ينجزوا أي شيء و أنها مع رفاقها قدموا ترشيحهم بشكل قانوني ونظامي، ما جعلها تنصدم من ردة فعل النقابة.
وتعليقاً على منشور "هارون" الغاضب، قالت الممثلة الموالية للنظام "سحر فوزي" التي ورد ذكرها في المنشور، مشيرةً إلى أنها لم تجد تفسيراً لما يحدث، ولا تعرف لماذا يتم التعتيم على أسماء المرشحين لانتخابات المجلس النقابي، ما يشير إلى تنامي الخلافات بين أعضاء النقابة.
وتنقد "فوزي" في تعليقها "نقابة التشبيح" موضحة أن الأخيرة لا تترك تفصيلاً ولا فعالية حتى تنشرها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، بينما لم تنشر حتى الآن أسماء المرشحين للانتخابات، دون تفسير النقابة لهذه الإجراءات، التي تتمثل بالتعتيم عن الأسماء المرشحة.
ونشر موقع موالي للنظام مختص بمتابعة الأخبار الفنية للشخصيات الموالية للنظام قائمة بأسماء الفنانين المرشحين لرئاسة النقابة، وتتألف من سبعة أشخاص فقط، حيث تضم القائمة الكثير من الأسماء غير المعروفة حيث اكتفى الموقع بنشر الأسماء التي وصفها بأنها "مألوفة".
ووفقاً للموقع ذاته فإنّ المرشحين هم "سحر فوزي، و"تولاي هارون"، و"فادي صبيح"، و"بسام لطفي" و"جهاد الزغبي" و"محمد قنوع" و"تماضر غانم" و"إياس أبو غزالة" و"مالك محمد" و"رباب كنعان" و"أمية ملص" و"عارف الطويل" و"رباب مرهج" و"علي شاهين" و"رائد مشرف" و"مأمون الفرخ" و"عبد الكريم غميض".
ويأتي ذلك بعد انتهاء مدة المجلس الحالي الذي يرأسه الممثل الموالي "زهير رمضان"، ومن المتوقع فوز المقربين منه عن انتخابات نقابة الفنانين لخمسة أعوام مقبلة بحسب مراقبين، بسبب تسلطه ونفوذه الكبير ضمن النقابة مدعوماً من مخابرات الأسد على حساب زملاءه الذين قضوا سنوات طويلة في دعمهم للأسد إعلامياً إلا أن الأخير تركهم لمواجهة الوضع المتدهور دون النظر إلى منشوراتهم المتكررة.
هذا وتتصاعد حدة الخلافات بين أعضاء "نقابة التشبيح" كما يسميها السوريين، في ظل دعوات لعزل "رمضان" والتخلص من تسلطه على النقابة والمزاودة عليهم، وذلك ضمن هاشتاق لم يشهد تفاعلاً ملحوظاً، تحت مسمى "تصحيح مسار نقابة الفنانين"، اطلقه الممثل الموالي للنظام "زهير قنوع"، للدعوة الفنانيين للمشاركة في الانتخابات القادمة التي يراها الكثير محسومة النتائج.
هذا وسبق أن ترشح كلاً من "بسام كوسا" و"عباس النوري" و"تولاي هارون" و"عصمت رشيد" و"عارف الطويل"، لمنصب نقيب الفنانين في سوريا، في انتخابات ترعاها الأفرع الأمنية، في ظل دعوات لتغيير مسار النقابة التي فصت الكثير من الفنانين بسبب مواقفهم الداعمة للثورة السورية ضد نظام الأسد المجرم.
يشار إلى أنّ النقابة التي يترأسها حالياً "زهير رمضان" المعروف بمواقفه التشبيحية، بات ينظر إليها المتابع كما أنها فرع أمن تابع لمخابرات النظام، لما لها من دور في نشر التشبيح والتجييش والتحريض ضدَّ المدنيين الأمر الذي نتج عنه تصاعد المجازر الدموية بحق الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية.
ترحيل الاتفاق بين موسكو وأنقرة وقت إضافي للنظام للسيطرة على الطريق الدولي
انتهى الاجتماع التركي الروسي على مستوى عسكري واستخباراتي يوم أمس السبت، دون التوصل لأي نتائج واضحة بشأن التوتر الجاري بين الطرفين بعد إصرار روسيا على الحسم العسكري ومحاصرة نقاط تركية شمال غرب سوريا، في وقت يواصل النظام وحلفائه التصعيد وقضم المزيد من المناطق.
وقالت مصادر عسكرية، إن عدم التوصل لاتفاق بين وفود البلدين المعنيين بشكل رئيس بملف إدلب وماحولها من منطقة خفض التصعيد، وتأجيل البت في الحل للأسبوع القادم يعطي فرصة إضافية للنظام وروسيا وإيران لاستكمال السيطرة على الطريق الدولي بين "حلب ودمشق".
وأوضح المصدر أنه في كل مفاوضات يفترض أن تقف القوات المهاجمة عند حدود سيطرتها لحين التوصل لاتفاق، إلا أن روسيا التي تفاوض مع الجانب التركي وتتحدث عن ضرورة التوصل لحل لتجنب الصدام المباشر، تدعم الأسد لمواصلة التمدد بريف حلب وإدلب.
ولفتت المصادر لشبكة "شام" إلى أن النظام وبدعم روسي مباشر، تجاهل التهديدات والتصريحات التركية الأخيرة، وواصل عملياته العسكرية وسيطر على مدينة سراقب وحاصر نقاط تركية جديدة حول المدينة وفي منطقة الراشدين، في وقت يواصل التقدم بريف حلب الجنوبي.
وشددت المصادر على أن روسيا تراهن على الوقت، وتعمل على استكمال السيطرة على الطريق الدولي بين "حلب ودمشق" في أسرع وقت، قبل التوصل لأي تفاهم تركي روسي، حول التصعيد الجاري، لفرض أمر واقع بالقوة في المفاوضات.
تسود حالة من الترقب شمال غرب سوريا لإعلان نتائج الاجتماع الروسي التركي يوم أمس في أنقرة، والذي يبدو أنه لم يتم التوصل لنتائج ملموسة بين الطرفين ورحل الملف للدراسة والاجتماع بعد أسبوع، في وقت يواصل الطيران الروسي قصفه وقتله المدنيين.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية، وفق "الأناضول"، إن اجتماع الوفدين ركز على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء ودفع العملية السياسية في سوريا، موضحة أن الوفدين ضمّا مسؤولين عسكريين ومن الإستخبارات من كلا البلدين.
وذكرت المصادر أن نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، ترأس الوفد التركي، فيما ترأس الوفد الروسي نائب وزير الخارجية الروسي السفير سيرغي فيرشينين، وألكسندر لافرنتييف "المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا"، مشيرة إلى أن المباحثات التي تشكلت من جولتين، استغرقتا 3 ساعات.
وأوضحت أن المباحثات تناولت الأوضاع في إدلب، وركزت على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء في الميدان ودفع العملية السياسية، واختتمت بالقول إن الوفدين قررا عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
.
يأتي ذلك في وقت تواصل قوات الأسد وروسيا وإيران، عمليات التمهيد الناري على بلدات جنوب وغرب حلب، والتقدم على أكثر من محور، بعد تمكنها من السيطرة على مدينة سراقب والتوسع بريفها الشرقي وصولا لريف حلب الجنوبي.
هذا وتواصل تركيا الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة تضم أليات ثقيلة ودبابات ومدافع، وصلت لمشارف مدينة إدلب والمسطومة ومناطق أخرى، وسط استمرار تدفق الأرتال المدججة والتي تبعت تهديدات الرئيس التركي للنظام وإعطائه مهلة حتى نهاية شباط للانسحاب من حدود المنطقة المنزوعة السلاح.