مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، ووسط القتل التدمير الذي تنفذه روسيا والنظام السوري، وقع عدد من منظمات المجتمع المدني على بيان طالبوا فيه بوقت القتل في ادلب.
وأكد البيان على ضرورة وقف القتل وأيضا تنفيذ هدنة إنسانية، وسط تواصل قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي حملة قصفها العنيفة على شمال سوريا، وارتكاب جرائم حرب ممنهجة بشكل يومي بحق الشعب السوري.
وذكر البيان أن القصف الروسي تركز خلال الأسبوع الأخير على منطقة معرة النعمان وريفها الشرقي بشكل کامل، ما تسبب بوقوع عدد كبير من المجازر ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين نتيجة الاستهداف المباشر للأحياء السكنية والبنى التحتية مع تركيز متعمد على النقاط الطبية.
واشار البيان إلى أن فرق الدفاع المدني السوري وثقت منذ بداية شهر ديسمبر حتى يوم أمس ما يلي مقتل 131 شخص بينهم 34 طفل، 29 امرأة، و3 متطوعين من صفوف الخوذ البيضاء، فيما تمكنت فرقنا من إنقاذ وإسعاف 361 شخص بينهم 83 طفل و74 امرأة.
وطالب البيان من الأمم المتحدة بالتدخل الفوري والسريع لتأمين هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة؛ وذلك لإخلاء المناطق التي تتعرض للقصف الكثيف ما يهدد بمجازر جديدة بحق المدنيين، على أن تشمل الهدنة وقف كافة عمليات القصف والتدمير وبجميع أنواع الأسلحة والطيران منها على وجه الخصوص.
كما طالبت الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف فوري للأعمال العدائية التي تقوم بها روسيا وقوات النظام السوري والتي ترقي لجرائم حرب بحق الشعب السوري.
وفي حال حجز الأمم المتحدة عن وقف القتل فلا بد على أقل تقدير العمل على تخفيف معاناة النازحين والمهجرين، عن طريق إيقاف القصف وتقديم المساعدات اللازمة، حسب البيان.
ووقع على البيان عدد من المنظمات منها (الدفاع المدني السوري، الاتحاد العالمي للنساء السوريات، الجمعية السورية الأميركي الطبية المنظمة السورية الطول والحريات، منظمة رني المستقبل، مرکز جسور للدراسات، نقابة المهندسين السوريين الأحرار، رابطة المحامين السوريين الأحرار، مديرية صحة ادلب، وغيرها الكثير من الجهات)
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة "عبد الرحمن مصطفى"، إن مجزرة كبيرة تنفذ في إدلب حاليا، وإن النظام السوري وحلفائه يستهدفون المدنيين، في تصريحات له بعد لقائه قادة رأي سوريين في ولاية هطاي جنوبي تركيا، الثلاثاء.
وأكد مصطفى في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية، أن أحد الأهداف الرئيسية للحكومة السورية المؤقتة يتمثل بلقاء الشعب، مبينًا أنهم في هذا الضوء تبادلوا الآراء مع قادة رأي في مدينة أنطاكيا.
وأضاف:" تُنفذ مجزرة كبيرة في إدلب، ونظام الأسد وحلفائه يستهدفون المدنيين، وهناك مشكلة هجرة كبيرة، ونحن نطرح هذا الأمر باستمرار مع البلدان التي نتباحث معها، فمسألة الهجرة لن تبقى محدودة على سوريا وتركيا".
وأكد أن المنطقة تشهد مأساة إنسانية كبيرة في المنطقة، مشددًا على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة، لافتاً إلى أن الهجمات على إدلب تستهدف المدنيين والنساء والأطفال، وأن القصف يطال الطرق الرئيسية للهجرة.
وكانت توعدت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة في بيان يوم الاثنين، كلاً من النظام وروسيا بمقاومة عنيفة وحرب استنزاف في إدلب، في وقت لم تتخذ قيادة الجيش الوطني والحكومة أي إجراءات رغم تهاوي المناطق بإدلب وصولاً لمشارف مدينة معرة النعمان.
وقال بيان الوزارة إن "المواجهة خيارنا مع استمرار الاحتلال الروسي بعدوانه الآثم على شعبنا في الشمال الغربي لسوريا، واستمراره باستهداف المدنيين، وخرق الاتفاقيات الموقعة حول المنطقة".
وأكد البيان أن الجيش الوطني السوري يؤكد استمراره بالدفاع عن المنطقة بإمكاناته كلها، وزج كامل قواته في ساحة المعركة، متحدثاً عن تسير المؤازرات من تشكيلات الجيش الوطني الموجودة في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" إلى خطوط التماس في الشمال الغربي لدعم تشكيلات الجيش الوطني المرابطة هناك.
وتوعد بيان الجيش الوطني السوري الميليشيات بمقاومة عنيفة، واستنزاف طويل الأمد لم يلقوا مثله خلال هذه الحرب، ووعدهم أن تكون الأرض التي يسعون للتقدم إليها مقابر المرتزقتهم "ولنحاصرتهم بالموت الزؤام من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم".
كشفت مصادر طبية من داخل المشفى الوطني بمدينة حماة اليوم الثلاثاء، عن وصول مئات الجثث لقتلى من عناصر النظام والميليشيات الإيرانية والروسية المساندة، خلال الأيام الماضية، جراء الاشتباكات الدائرة على جبهات القتال بريف إدلب الشرقي.
وقالت المصادر وفق مانقل عنها نشطاء من مدينة حماة، إن هناك إحصائية تتحدث عن وصول 350 جثة من عناصر النظام بينهم ضباط وصف ضباط، لمشافي ريف حماة، قتلوا جراء الاشتباكات الدائرة بريف إدلب الجنوبي، إضافة لمئات الجرحى توزعوا على المشافي الطبية في المدينة.
ولفتت المصادر إلى أن الجثث والجرحى توزعت على المشفى الوطني بحماة ومشفى سلحب ومشفى السلمية ونقطة طبية في اللواء 47، ومشافي الحوراني والعموري بحماة أيضاَ، والتي باتت تغص بجثث القتلى، مع استمرار توافد المزيد منهم للمنطقة.
وأكدت المصادر أن قتلى الميليشيات الإيرانية تصل حصراً للنقطة الطبية في اللواء 47، في وقت تصل باقي قتلى النظام والميليشيات الأخرى محلية وفلسطينية إلى باقي المشافي في المدينة، حيث يتم نقلها تباعاً لمشافي اللاذقية وحمص، جراء استمرار توافد القتلى والجرحى يومياً.
ونشر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 20 اسم من قتلى النظام والميليشيات المساندة، تم جمعها خلال الأيام الماضية عبر معرفات رديفة للنظام بينهم ضباط وصف ضباط، نعتهم تلك الصفحات ونشرت صوراً لهم.
ورغم تمكن النظام والميليشيات الروسية والإيرانية المساندة لها على محاور ريف إدلب الشرقي وسيطرتها على أكثر من 15 قرية وبلدة في المنطقة بعد اتباع سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل، إلا أن الاشتباكات الجارية في المنطقة كانت ضارية وعنيفة ومكنت الفصائل من تكبيد النظام خسائر كبيرة في الأرواح.
ولايعطي النظام أهمية كبيرة لقتلاه في المعارك الدائرة في مناطق الاشتباكات، كون جل هذه العناصر من الميليشيات والمتطوعين والاحتياط، وطيلة السنوات الماضية، عمل النظام على تعزيز قواته بشباب المصالحات لتغطية النقص الكبير في القوة البشرية لديه، إلا أنه لايأبه لمقتلهم على الجبهات.
وتمكنت فصائل الثوار اليوم الثلاثاء، من امتصاص الصدمة الأولى للنظام ووقف تمدده السريع بعد سيطرته ليلاً على بلدة جرجناز الاستراتيجية، وبدأت فجراً عمليات الصد والهجوم على محاور البرسة وفروان وجرجناز، مكبدة النظام المزيد من الخسائر.
وجه نشطاء في الثورة السورية وسياسيون، وعسكريون، وإعلاميون، وحقوقيون، ومثقفون وعاملون في المنظمات الإنسانية، رسالة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تطالب فيه التدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها روسيا والنظام في المنطقة.
وجاء في نص الرسالة: "إنه لا يخفى عليكم ما تتعرض له محافظة إدلب ومحيطها في هذه اللحظات، من هجمة همجية شرسة تشنها روسيا وإيران ونظام الأسد ولا يخفى كذلك ما يتعرض له المدنيون هناك الذين استبشروا بانتشار الجيش التركي في أراضيهم من مآسٍ جراء موجة النزوح الكبيرة بسبب القصف الإجرامي على المنطقة"
ولفتت إلى "أن القصف العشوائي على المدنيين العزل جريمة كبرى لا يجوز السكوت عليها لأي جهة من الجهات و إن جيشنا الوطني الحليف للجيش التركي في محاربة الإرهاب مستعد مع شباب المنطقة للدفاع عنها حتى الرمق الأخير ولكنهم بحاجة إلى الدعم اللوجستي الذي يمكنهم من صد هجوم النظام والهجوم الروسي وحماية المنطقة من الاحتلال".
وأضافت الرسالة "فخامة الرئيس إن سياسة القضم التدريجي التي تتبعها روسيا تهدف في نهاية المطاف إلى السيطرة على غالبية محافظة إدلب وحصر التواجد التركي في المنطقة الحدودية بهدف تحجيم دورها في سوريا مستقبلاً وروسيا إن توقفت الآن بشكل مؤقت عن العمليات العسكرية فستستأنفها لاحقاً كما عودتنا التجارب السابقة".
وتابعت: "فخامة الرئيس إن حكومة تركيا وشعبها الشقيق قد قدموا لشعبنا كل العون والمساندة في محنته القاسية وهو ما ستذكره الأجيال بالشكر والعرفان وإن عيون سكان إدلب وما حولها تتطلع إليكم كي تساعدوهم في وقف هذه الهجمة الإجرامية على ديارهم وممتلكاتهم".
وختمت الرسالة: "فخامة الرئيس إن المأساة التي يعيش فيها اليوم مئات الألوف من سكان إدلب أكبر من أن تعبر عنها الكلمات ونحن واثقون من أنكم تتابعون ذلك بحرص وعناية".
وتتبع روسيا والنظام سياسة التدمير الشامل والأرض المحروقة للتقدم على حساب الثوار بريف إدلب الشرقي مع امتلاكها الأجواء عبر الطيران، وسط مقاومة كبيرة تبديها عناصر الفصائل المرابطة في المنطقة، وتوقع خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة.
أطلق فريق منسقو استجابة سوريا اليوم الثلاثاء، مناشدة إنسانية ودعوة فورية، مُطالبا بتجنيب المدنيين في "ريف إدلب الجنوبي والشرقي" من أي خطر، وإبعادهم عن مناطق الحرب من خلال السماح بفرض هدنة إنسانية في المنطقة.
وعبّر الفريق في بيان اليوم عن رفضه لتحويل المدنيين إلى أهداف عسكرية أو إجبارهم على البقاء في أي منطقة نزاع بما يُخالف حق الإنسان في العيش بأمان، ويطالب القوى الدولية بحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.
وقال البيان :"لقد آن الأوان لوضع حد لسياسة الإفلات من العقاب جراء التغليب المستمر للاعتبارات والمصالح السياسية للدول المتنفذة في منظمة الأمم المتحدة على حساب القانون الدولي وعلى حساب المدنيين الذين يدفعون وحدهم ثمن التضحية بحقوق الإنسان والقانون الدولي وسيادة القانون"
وعبّر فريق منسقو استجابة سوريا عن القلق البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في "ريف ادلب الجنوبي، مؤكداً أنه يمكن الحفاظ على ما تبقى من حياة المدنيين بتجنيبهم الخطر وتطبيق القواعد الأساسية والإنسانية أثناء الحروب.
ووثقت الفرق الميدانية لدى فريق منسقو استجابة سوريا المنتشرة في المناطق المستهدفة نزوح أكثر من 214,593 نسمة من المدنيين، مع العلم أن الأعداد التي يجري العمل على توثيقها أكبر من الرقم المذكور ويتم التعامل بالوقت الحالي مع حالات النزوح كأولوية قصوى.
واعتبر منسقو استجابة سوريا أنه لم يكن لقوات النظام وروسيا أن يتمادوا في اعتداءاتهم وجرائمهم ضد المدنيين، لولا صمت المجتمع الدولي وعجزه عن الوفاء بالتزاماته وواجباته بفرض القانون الدولي وتوفير الحماية للمدنيين.
وأكد أن أعضاء المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، مطالبون بالوقوف أمام مسؤولياتهم والتزاماتهم بتوفير الحماية للمدنيين والتدخل الفوري والعاجل لوقف مسلسل الجرائم التي يتعرض لها المدنيون.
ولفت إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي هو دعوة مفتوحة لقوات النظام وروسيا للاستمرار في تحدي قواعد القانون الدولي والتصرف فوق القانون واقتراف المزيد من الجرائم بحق المدنيين.
ولفت إلى استمرار الفرق الميدانية التطوعية لمنسقي استجابة سوريا بالعمل على توثيق حركة النازحين في محافظة ادلب وتقييم احتياجاتهم العاجلة، إضافة إلى توثيق الانتهاكات العامة بحق المدنيين على الرغم من الصعوبات والمخاطر الكبيرة التي تواجه تلك الفرق أثناء عملها.
حذر خبراء من عودة تنظيم داعش خلال 2020، ورجحوا أنه قد يكون أقوى مما كان عليه خلال الفترة الماضية، خاصة وأن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي لا تعني نهاية التنظيم، حيث يختلف داعش إلى حد كبير عن القاعدة من ناحية هرمية التنظيم وطريقة العمل، خاصى وأن أفراده مدربون ومجهزون عسكريا بشكل أفضل، وفقا لما ذكره محللون.
وما يجعل الأمور أكثر تعقيدا أنه لا تزال الهوية الفعلية لخليفة أبو بكر البغدادي، الذي قتل إثر هجوم أميركي، غير واضحة، رغم أن التنظيم أعلن قبل نحو شهرين عن اسمه، وينطبق الأمر كذلك على استراتيجية التنظيم المجهولة للأشهر المقبلة.
وعين التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في منصب "الخليفة" الجديد، لكن قلة من المحللين يؤكدون علمهم بشأنه.
وقالت آن برادلي، المحللة الاقتصادية السابقة في مكتب أبحاث الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: "لا ينبغي لنا أن نفترض أن داعش قد هزم وأنه لن يظهر مرة أخرى في المستقبل".
وأضافت برادلي التي تعمل حاليا مديرة لصندوق الدراسات الأميركية لشبكة فوكس نيوز أن "موت البغدادي هو ثمن باهظ دفعه داعش، لكن ذلك سيتطلب أن يتكيفوا مع الأمر"، فضلا عن أن موت البغدادي لا يمكن اعتباره نصرا كما حصل مع موت زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقالت المحللة إنه يجب التذكير أن داعش سيطر على مناطق في سوريا والعراق بحجم بريطانيا، كاشفة أن التنظيم لا يزال يمتلك أصولا تقدر قيمتها بـ 400 مليون دولار، والتي ربما يستخدمها في تمويل عمليات يمكن أن ينفذها في عام 2020.
ويقول الخبير العراقي هشام الهاشمي، المتخصص في التنظيم الإرهابي: "لا يُعرف عن خليفة البغدادي، وهو إبراهيم الهاشمي القرشي، الكثير عدا عن كونه القاضي الأول ويرأس اللجنة الشرعية"،ولكن البعض يشكك حتى في وجوده، ما يشير إلى أنه لم يتم بعد تعيين الشخص الذي قد يملك الشرعية اللازمة لقيادة التنظيم.
ويرى الأستاذ في معهد العلوم السياسية جان بيار فيليو في باريس، والمتخصص في شؤون العالم العربي "لقد فوجئ التنظيم بالقضاء المفاجئ على البغدادي. وتم الإعلان حينها عن هوية خلفه الذي لا نعلم حقا إن كان موجودا بالفعل، أم أنه اسمه طرح كنوع من التضليل فيما تستمر عملية تعيين خليفة فعلي في منطقة سوريا والعراق".
وبعد قيام البغدادي بتفجير حزامه الناسف إثر غارة أميركية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب معرفة خليفته "بالضبط"، لكن مسؤولا أميركيا رفيعا تحدث بعد فترة وجيزة عن "مجهول تام". وساد صمت مطبق منذ ذلك الحين، وفق وكالة فرانس برس.
وقال الباحث سيث جونز من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ومقره واشنطن: "أعتقد أن الولايات المتحدة تعرف هويته"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن لأي جماعة إرهابية أن تحافظ على سرية بنيتها الهرمية، لا أحد يفلح في ذلك".
ولا يكفي أن يكون عدد من الخبراء وكبار المسؤولين على دراية بالأمر، فالتنظيم يحتاج شخصية تؤدي دور المرشد والخبير الاستراتيجي، وجرب التنظيم، في عهد البغدادي الذي ظل متكتما، إدارة "دولة بدائية" وإصدار كتب مدرسية وصك عملة خاصة بها. وتحول التنظيم نحو اعتماد نهج العصابات، منذ سقوط بلدة الباغوز في مارس 2019 ونهاية "الخلافة" بعد عدة سنوات من إرسائها.
وكي لا يتم التشكيك في سلطة "أمير المؤمنين" الجديد، يجب أن يكشف الأخير عن هويته، بحسب جونز الذي أضاف "إنه يحتاج إلى التحدث علنا" من أجل منح "شكل من أشكال القيادة الاستراتيجية، ما من شأنه أن يلهم الحركة بشكل عام"، فكيف يمكن للتنظيم، في ظل غياب "الخليفة" استقطاب المقاتلين الأجانب ومواصلة هجماته وتوحيد التنظيمات التي بايعته ودعمها على الصعيد المادي واللوجستي؟
ويرى المؤرخ جان بيار فيليو أن "مناطق سيناء والصحراء الكبرى تشهد بشكل خاص نشاطا داميا، وذلك بسبب أهميتها الاستراتيجية، ولكن أيضا، من أجل إتاحة الوقت اللازم للقيادة المركزية لإدارة مرحلة ما بعد البغدادي".
شير الباحث في جامعة جورج تاون في واشنطن دانيال بيمان إلى "أنها نقطة تحول بالنسبة للتنظيم. لكن بدون معرفة المزيد عن الزعيم سيكون من المعقد التكهن بالاتجاه الذي سيتبعونه"، ويرى أن "المرشد" الجديد تتجاذبه الحاجة للخروج إلى العلن وسط متطلبات الأمن، كونه يعلم بأنه سيكون هدفا لأعدائه. لكن هذا التكتم يعد باهظ الثمن.
ويضيف بيمان "نشهد بالفعل انتقادات خطيرة من المتطرفين الآخرين، الذين يقولون إنه لا يوجد خلافة من دون خليفة" مشيرا إلى أن "هذا الشخص سيواجه الكثير من المتاعب لبسط سلطته"، لافتا إلى أن الفراغ في السلطة قد يولد أفكارا لدى منافسيه.
ولا يمكن للتنظيم قط، على الصعيد العملي، أن يأمل بالسيطرة على أراض في الحال. إلا أن التنظيم "جنى إيرادات كبيرة من مختلف الضرائب وعمليات الابتزاز التي مارسها على أولئك الذين عاشوا تحت سيطرة الخلافة"، بحسب الباحث في مؤسسة "هيريتج" الأميركية روبن سيمكوكس.
ويتساءل جونز: "كيف يبدو التنظيم اليوم؟ لا يزال يتمتع، مع أو بدون زعيم، بالمرونة، ويحتفظ، بلا أدنى شك، بقوة ضاربة حقيقية"، مضيفا أن زعيمه الجديد "بحاجة ماسة لشن هجوم"، مرجحا أن التنظيم سيستهدف أوروبا، إذ سيلقى ذلك صدى أكبر بكثير من استهداف مناطق في سوريا او العراق أو حتى في الساحل.
أعلنت "الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز" اليوم الثلاثاء، اضطرارها تعليق العمل في مشفى معرة النعمان الوطني، جراء التصعيد الخطير على مناطق ريف إدلب الجنوبي، واستهدافها بشكل مكثف منذ نحو أسبوع، من قبل قوات النظام السوري وحلفائها.
ولفتت في بيان لها، إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي تم تعليق العمل في مشفى السلام للأمومة بمعرة النعمان، جراء الغارات الكثيفة على المدينة، كما اضطرت كوادر سامز لتعليق العمل في مركز سراقب الصحي بريف إدلب الشرقي.
وأكد أن هذه الهجمات التي تصاعدت بشكل كبير مؤخراً، سببت موجة نزوح هائلة، فبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نزح أكثر من 180 ألفاً معظمهم نساء وأطفال، من جنوب ادلب خلال هذا الشهر فقط، وسببت مآسٍ كبيرة حيث استقبلت مرافقنا أيضاً هذا الشهر أكثر من 700 مصابةً ومصاباً بينهم أطفال.
وشددت على أن تعطيل مشفى السلام ومشفى المعرة، يضر بـ300 ألف من سكان المنطقة الذين يعتمدون على خدمات هذين المستشفيين، والتين تقدمان أيضاً 25 ألف خدمة صحية كل شهر.
ويعد مشفى معرة النعمان أكبر مشافي شمالي وغربي سوريا، بدأت سامز بدعمه في شهر شباط 2015، ليقدم خدماته مجاناً لجميع الأهالي في المنطقة، موفراً معظم الخدمات الطبية. وكان تعرض لعدة هجمات منها في نيسان 2017، شباط وآب 2018، إضافة إلى تموز هذا العام.
ومنذ بدء التصعيد هذا العام في أواخر نيسان الماضي، وثقت سامز 72 هجمة على المرافق الصحية في شمالي وغربي سوريا، ما سبب أضراراً كبيرة في القطاع الصحي.
ودعت سامز مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة، لمناقشة تصاعد العنف في شمالي وغربي سوريا، وتؤكد أنه حماية المدنيين والبنية التحتية لهذه المناطق يجب أن تكون على رأس أولويات مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
تتواصل الاشتباكات بين فصائل الثوار من جهة وقوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية على عدة محاور بريف معرة النعمان الشرقي، وسط معارك كر وفر، وقصف جوي عنيف يطال المنطقة.
وشنت فصائل الثوار من عدة فصائل فجر اليوم، هجوماً مضاداً على محور البرسة بريف إدلب الشرقي، اندلعت على إثرها معارك عنيفة في المنطقة، تمكنت خلالها من قتل مجموعتين للنظام والميليشيات المساندة واغتنام bmp عدد (٢) وتدمير مدفع عيار ٢٣.
وكانت تمكنت قوات النظام وروسيا والميليشيات المساندة لها مساء أمس، وبعد معارك عنيفة، من إحكام السيطرة على بلدة جرجناز الإستراتيجية بريف إدلب الشرقي.
وقالت مصادر عسكرية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل الثوار على جبهات عدة مع الميليشيات الإيرانية والروسية وقوات الأسد، افضت لسيطرة الأخيرة على جرجناز والبدء بالتقدم باتجاه بلدات الغدفة وتلمنس شرقي مدينة معرة النعمان، ومنطقة وادي الضيف.
وتتبع روسيا والنظام سياسة التدمير الشامل والأرض المحروقة للتقدم على حساب الثوار بريف إدلب الشرقي مع امتلاكها الأجواء عبر الطيران، وسط مقاومة كبيرة تبديها عناصر الفصائل المرابطة في المنطقة، وتوقع خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة.
استشهد ثمانية مدنيين وجرح آخرون اليوم الثلاثاء، بقصف جوي روسي استهدف مخيم للنازحين في قرية جوباس بريف إدلب، في ظل استمرار القصف الجوي على منطقة سراقب وريفها ومعرة النعمان بشكل عنيف.
وقال نشطاء من إدلب إن الطيران الحربي الروسي استهدف صباحاً مخيم حديث للنازحين قرب المدرسة الإعدادية في قرية جوباس جنوب مدينة سراقب، تسبب القصف باستشهاد ثمانية مدنيين وجرح آخرين.
وتتعرض منطقة سراقب وريفها لقصف جوي عنيف ومركز بالتوازي مع قصف معرة النعمان وريفها، في سياق حملة الإبادة الشاملة التي تنتهجها روسيا ضد المدنيين في المنطقة، وسط معارك عنيفة شرقي معرة النعمان.
وتتبع روسيا والنظام سياسة التدمير الشامل والأرض المحروقة للتقدم على حساب الثوار بريف إدلب الشرقي مع امتلاكها الأجواء عبر الطيران، وسط مقاومة كبيرة تبديها عناصر الفصائل المرابطة في المنطقة، وتوقع خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة.
في خطوة تظهر مدى حجم الصراع بين عائلتي مخلوف والأسد، فقد أصدر جمارك النظام السوري بحجز الاموال المنقولة وغير المنقولة على رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام بشار الأسد.
وجاء القرار القراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة التي يمتلكها رامي مخلوف، وكل من باهر السعدي، ومحمد خير العمريط، وعلي محمد حمزة، إضافة إلى زوجاتهم، وعلى شركة آبار بتروليوم سيرفيسز، وذلك بحجة أن هذه الخطوة تأتي "ضمانا لحقوق الخزينة العامة من الرسوم والغرامات المتوجبة بقضية تتعلق بمخالفة أنظمة الاستيراد وغرامات أخرى".
رامي مخلوف الذي يمتلك امبراطورية اقتصادية في أكبر مزود للهاتف النقال في البلاد "سيريتل"، و"السوق الحرة"، يعتبر أنه الذراع الاقتصادية لعائلة الأسد الموجودة في روسيا.
إشارة الى أنه في 29 أغسطس، قالت مصادر متعددة إن روسيا طلبت ملياري دولار فورا من بشار الأسد نظير مشاركتها ومساعدتها في الحرب، وبدوره لجأ بشار إلى رامي مخلوف الرجل الأغنى والمسيطر على رجال الأعمال في سوريا، لكن رامي قال إنه ليس لديه السيولة الكاملة لهذه الأموال".
تطرق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا من أجل منع وقوع كارثة إنسانية في إدلب السورية، مشيرًا إلى حدوث بعض المشاكل في تطبيق التعهدات بهذا الصدد.
وقال:" نعمل من أجل إنهاء المأساة في المنطقة، ومن جانب نسعى لإيقاف المجازر التي يرتكبها النظام، ومن جانب أخر نبذل جهودا من أجل تخفيف مشاكل الناس هناك وتقديم المساعدات الإنسانية".
وفي انب أخر قال أكار، إن الإرهابيين ما زالوا موجودين في مناطق غرب وشرق المنطقة التي تم تطهيرها من الإرهاب خلال عملية "نبع السلام" في سوريا.
جاء ذلك في كلمة له خلال حفل تكريم أقيم، الثلاثاء، في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة، بمشاركة قادة الجيش ومسؤولون من وزارة الدفاع وعدد كبير من الضباط.
وأكد أكار أن عناصر الجيش التركي تتابع الإرهابيين في مناطق غرب وشرق منطقة نبع السلام.
وأضاف:" عبر هذه العملية تم تشكيل منطقة نبع السلام، وتطهيرها من الإرهاب وجعلها آمنة، ومع مواصلة أنشطتها هناك، نواصل تنسيق فعالياتنا عبر إجراء اتفاقات مع الأمريكيين من جانب والروس من الجانب الآخر، وهذا التنسيق متواصل حاليًا وخاصة مع الروس".
وأردف: "نتابع ليلًا ونهارًا وجود الإرهابيين في مناطق غرب وشرق المنطقة (نبع السلام)، وحاليًا لدينا وفد في موسكو يتباحثون هذه الأمور".
وأشار إلى أن الجنود الأتراك يسعون من أجل إعادة الحياة لطبيعتها على الأرض، مشددًا على احترامهم لوحدة تراب الدول الجارة كافة على رأسها سوريا.
وأكد أن مكافحة تركيا للإرهاب ستتواصل إلى حين القضاء على أخر إرهابي.
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بوقف فوري للتصعيد العسكري شمال غربي سوريا، مشيرًا أن العمليات الأخيرة أدّت إلى مقتل عشرات المدنيين وتشريد نحو 80 ألف شخص.
جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام "استيفان دوغريك" فجر الثلاثاء، ووصل الأناضول نسخة منه.
وقال إن "التصعيد العسكري الأخير أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وتشريد ما لا يقل عن 80 ألف من المدنيين، بينهم 30 ألف في الأسبوع الماضي وحده".
وأعرب الأمين العام عن "القلق إزاء المدى الذي ذهبت إليه العملية العسكرية، وإزاء ما يرد من تقارير بشأن الهجمات على طرق الإجلاء بينما يحاول المدنيون الفرار شمالًا إلى بر الأمان".
وذكّر غوتيريش في بيانه "جميع الأطراف، بالتزاماتها بحماية المدنيين وضمان حرية التنقل".
وقال: "يجب ضمان وصول إنساني مستدام ودون عوائق وآمن إلى المدنيين، بما في ذلك من خلال الطريقة العابرة للحدود، والسماح للأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بمواصلة القيام بعملهم الحاسم في شمال سوريا".
وشدد على أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع السوري، وأن الحل الوحيد الموثوق به هو العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة عملا بقرار مجلس الأمن 2254 (لعام 2015)".
والجمعة، أطلق نظام بشار الأسد، بدعم من روسيا والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، هجمات جديدة على منطقة "خفض التصعيد" في محافظة إدلب (شمال غرب).