أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن استمرار زحف قواتها نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم، واستطاع الثوار تحرير غالبية مناطق شمال حمص وباتوا على مشارف حمص.
ووثق ناشطون في مدينة حمص تحرير الثوار مدينتي الرستن وتلبيسة، وقرى وبلدات "تير معلة، هبوب الريح، الحلموز، الغنطو، الزعفرانة، الفرحانية، السعن الأسود، ديرفول، عز الدين، التلول الحمر".
وفي الريف الشمالي لحمص يستعد الثوار إلى تحرير منطقة الكم التي تضم الأشرفية، والمشرفية وحاجز ملوك قرب مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وهي منطقة تواجد فيها ميليشيات إيرانية لا سيما حزب الله، وكذلك تحرير مناطق "أم شرشوح، كفرنان، جبورين" التي تضم مقرات لميليشيا لدفاع الوطني.
ومع استكمال إحكام كامل السيطرة على الريف الشمالي يبقى أمام الثوار تحرير "الكلية الحربية" التي تضم ثكنات عسكرية عديدة تبعد عشرات الأمتار عن الأحياء السكنية ضمن المدينة، ولعل أهمها الكلية الحربية الواقعة قرب حي الوعر.
وتتألف الكليات العسكرية التي تشكل البوابة الشمالية لمحافظة حمص، وتتكون من "الكلية الحربية، كلية المدرعات، كلية الإشارة، كلية الشؤون الفنية"، وهي عدة ثكنات ومباني قريبة من مستشفى عبد القادر شقفة (العسكري بحمص).
وحاول الثوار خلال حصار حمص السيطرة على الكليات لكن ذلك لم يحدث كونها في منطقة حصينة وقريبة من برج الغاردينيا، تجاور "الكلية الحربية" كلية المدرعات أي الدبابات، ومن جهتها الشمالية الغربية تقع "كلية الشؤون الفنية وكلية الإشارة".
ويوجد فيها مدير جميع "الكليات الحربية" في البلاد، أو ما يعرف باسم "القيادة"، إضافة إلى كتيبة الهجانة غرب بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، ومن البوابات الشمالية لمحافظة حمص كلية الفرقة 27 قرب بلدة تيرمعلة، التي كانت من الثكنات التي تحاصر ريف حمص وتفصل حمص عن ريفها.
وفي الريف الشرقي لحمص، يوجد مطار الشعيرات الذي يضم طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي22 وسوخوي 25 القاذفة، كما يتضمن دفاعات جوية من نوع صواريخ سام 6، ورادارات.
وتقام في هذه المنشأة عروض عسكرية وتدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتضم الفرقة 22-اللواء 50 جوي مختلط، وكان المطار منطلقا للغارات الجوية التي تستهدف مواقع في حمص وحماة وإدلب.
وتتكون مناطق ريف حمص الغربي من سلاسل جبلية تضم مواقع تتبع لنظام الأسد، وفي الجنوب حيث مدينة القصير التي تخضع لسيطرة ميليشيات إيرانية وفيها مطار الضبعة يبعد المطار عن مدينة حمص حوالي 30 كيلومترا، ويتكون من 16 حظيرة ومدرج رئيسي واحد.
وفي شمال شرق حمص يوجد كتيبة المشرفة التي يفتح تحريرها الباب للدخول إلى حي ديربعلبة حيث تتحصن ميليشيات الأسد، ومن المرجح أن تكون هذه الكتيبة من أولويات تحرير حمص، كونها تقع شرق تلبيسة ومصدر للقصف على مناطق ريف حمص الشمالي المحرر، وهي على خط السليمة شرق حماة التي حررها الثوار.
وأما في شرق حمص الذي من المتوقع أن يكون محورا رئيسيا لقوات ردع العدوان في تحرير حمص ويوجد عدة مواقع عسكرية تابعة لميليشيات النظام وهي: مطار تدمر العسكري، ومطار تيفور، واسمه الحقيقي "طياس"، على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة تدمر الأثرية.
وجاءت المعركة باسم "ردع العدوان" كما أعلن عنها فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقداً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشودات التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم، ومن ثم التوسع بشكل سريع في عموم مناطق إدلب وحلب وحماة.
وتعطي معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب وحمص لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حمص الشمالي.
أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، في بيان صدر اليوم، عن إغلاق جميع المعابر الحدودية البرية مع سوريا في الشمال “حتى إشعار آخر”، بسبب ما أسماه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت هذه المعابر.
وأتى إعلان المديرية مع إقتراب الإدارة العسكرية لعملية "ردع العدوان" من السيطرة على محافظة حمص بعد سيطرتها على مدينة حماة ومحيطها.
وزعمت مديرية الأمن العام اللبنانية أن قرارها أتى بسبب الغارات الإسرائيلية التي لم تتوقف في السابق أصلا، إلا انه مع اقتراب الثوار من حدودها فقد أعلنت ذلك.
وجاء في بيان الأمن العام اللبناني أن هذا الإجراء يهدف إلى “حماية سلامة العابرين والوافدين”.
وأكدت أن معبر المصنع الحدودي القريب من مدينة دمشق سيبقى مفتوحاً لحركة الدخول والخروج، خصوصاً للسوريين، وفق إجراءات استثنائية مؤقتة.
تزامن هذا القرار مع تصعيد العمليات العسكرية في شمال سوريا، حيث تواصل فصائل الثوار تقدمها ضمن عملية “ردع العدوان”، والتي شهدت وصولها إلى مشارف مدينة حمص بعد تحقيقها تقدماً كبيراً في محافظات حلب وإدلب وحماة.
مع تقدم فصائل الثوار وسيطرتها على مناطق واسعة في شمال سوريا ووسطها، باتت محافظة حمص، الواقعة على الحدود الشمالية مع لبنان، نقطة محورية للتطورات العسكرية، خاصة أن الأنظار الأن تتوجه إلى مدينة حمص وأيضا إلى مدينة القصير التي تعد قاعدة عسكرية لحزب الله اللبناني الإرهابي.
قال "أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام"، في أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات، إن الهدف الأساسي للمعارضة السورية هو إسقاط نظام "بشار الأسد" وإقامة نظام حكم يعتمد على مؤسسات ومجلس منتخب من الشعب، وذلك على وقع تقدم فصائل "إدارة العمليات العسكرية" التي يقودها في محافظات حماة وحلب وإدلب وحمص، وانهيار جيش الأسد.
وكان تصدر اسم "أبو محمد الجولاني" القائد العام لـ "هيئة تحرير الشام"، في واجهة الأحداث في المرحلة المعقدة التي تعيشها سوريا بعد 14 عاماً من الحراك الشعبي الثوري، ورغم مسيرته المحفوفة بكثير من التبدلات والصراعات مع فصائل الثورة وحاضنتها، إلا أنه اليوم يتصدر المشهد كـ "رجل سوريا المستقبل" في مواجهة الأسد، تنفيذاً لوعود قطعها سابقاً وكانت موضع شك وانتقاد كبيرة
وأوضح "الجولاني" في حوار أجراه مع شبكة CNN، أن "هدف الثورة هو إسقاط النظام، ومن حقنا استخدام كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف"، وأكد أن النظام السوري، رغم دعم إيران وروسيا له، “ميت سريرياً”، لافتاً إلى أن بذور انهياره تكمن داخله، ولفت إلى أن المعارضة نجحت مؤخراً في تحقيق تقدم كبير، حيث سيطرت على مدن كبرى مثل حلب وحماة، مما وجه ضربة قاسية للنظام وحلفائه.
وأعلن "الجولاني" لأول مرة استخدام اسمه الحقيقي "أحمد الشرع"، مؤكداً أن "هيئة تحرير الشام" تسعى لتأسيس نظام حكم يضمن سلامة المدنيين واحترام الأقليات، وقال: “لا أحد له الحق في إقصاء أي طائفة أو مجموعة عرقية. هذه الطوائف عاشت معاً لقرون، ويجب أن نحافظ على هذا التنوع”.
وشدد "الجولاني" على أن سقوط نظام الأسد سيكون خطوة نحو إنهاء الوجود الأجنبي في سوريا، بما في ذلك القوات الإيرانية والروسية والتركية والأمريكية، وأضاف: "سوريا تستحق نظام حكم قائم على المؤسسات، وليس نظاماً يستند إلى حكم فردي"، وأكد أن "هيئة تحرير الشام" جزء من مشروع وطني أكبر، مشيراً إلى أن الهيئة قد تنحل بعد تحقيق هدفها الأساسي في مواجهة النظام.
مما لا شك فيه وفق خبراء ومتابعين، أن هناك متغيرات دولية أفضت للواقع الذي تعيشه الثورة السورية من قوة وتقدم جديد وسط انهيار واضح لنظام الأسد وتراجع من مدن استراتيجية أمام قوات "إدارة العملية العسكرية" الاسم الذي أطلق على غرفة العمليات التي تدير المعركة الجارية، والتي يعتبر "أبو محمد الجولاني" الموجه والمسير والقائد الأول لها، بتشاركية كبيرة من جميع الفصائل، لكن الكلمة الفصل في النهاية هي له.
طبيعية المرحلة، والخطوات التي انتهجها "أبو محمد الجولاني" خلال سنوات مضت، استطاع فيها تقديم نفسه كـ "رجل للمرحلة" قادر على محاربة النظام والإدارة المدنية، رغم كل الانتقادات التي تطال إدارته وسياسته في إدلب، لكن بنظر الدول الغربية، فإن "الجولاني" قادر على إدارة المرحلة، خلافاً لقيادات "الجيش الوطني" وباقي المكونات التي فشلت في بناء جسور التواصل والثقة الدولية، وفق مايقول الخبراء.
ولعل "حرب غزة" ومن ثم لبنان وما خلفته من انهيار واضح لميليشيا "حزب الله" ومحور إيران بشكل عام، كانت عاملاً رئيسياً في تبدل المواقف الدولية تجاه قوى المعارضة السورية بحميع مكوناتها بما فيها "هيئة تحرير الشام" لتغض الطرف إن صح التعبير دون الخوض في مسألة "الضوء الأخضر دولياً"، لتبدأ هذه القوى بضرب إيران وميليشياتها في سوريا، وبالتالي تقويض المشروع الإيراني في المنطقة.
وبدا واضحاً أن "أبو محمد الجولاني" كان مستعداً لهذه المرحلة، وأنه استثمر الإمكانيات الكبيرة التي امتلكها في إعداد كوادر قتالية مدربة، علاوة على خبرات عسكرية تميزت فيها المعركة الحالية، منها مسيرات "شاهين" التي أحدثت فرقاً كبيراً في المعادلة العسكرية مع حديث عن وجود أياد خارجية في تطوير هذه القدرات المحلية، وهذا ما استثمرته روسيا لاتهام الدول الغربية بالوقوف وراء معركة "ردع العدوان".
وطيلة سنوات ماضية، عمل "الجولاني" على تقديم نفسه على أنه حامل لواء الثورة والحريص عليها، متبنياً خطاباً مغايراً تماماً لما بدأ فيه مسيرته "الجهادية"، منقلباً على كل مبادئه السابقة، ومعتبراً مشروعه هو "مشروع الثورة الوحيد" الذي يجب أن يفرضه على الجميع بقوة السلاح، وأن سقوطه يعني سقوط مشروع الثورة.
وأظهر "الجولاني" مرونة كبية في سلسة من التحولات التي أجراها قائد "هيئة تحرير الشام"، حتى بات من الصعب الموازنة بين ماضيه وحاضره، وبرأي الخبراء اليوم، فإن "الجولاني" نجح فعلياً في تبني الخطاب الثوري، وتعديل هويته "الجهادية" ليكون "مدنياً منفتحاً" على كل المكونات السورية والدول الخارجية، وقابلاً ليكون "رجل المرحلة" من خلال القوة التي يمتلكها كأكبر فصيل في المعارضة على الأرض.
وتترقب الدول الغربية بدقة متناهية، السياسة التي سينتهجها "الجولاني" في المرحلة القادمة، والتي ألمح في كلمة له خلال زيارته الأولى إلى مدينة حلب، إلى وجود مخطط لحل "هيئة تحرير الشام"، وييبدو أن المشهد العسكري سيأخذ منحى جديد يتوافق مع المتطلبات التي تقتضيها الثورة، بوجود كيان واحد جامع لكل المكونات العسكرية، ضمن حوكمة ما، بعيداً عن التسميات العسكرية.
وبرز "أحمد حسين الشرع" المعروف باسم "الجولاني" أميناً عاما لـ"إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت معركة "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستطاعت في أيام السيطرة على إدلب وحلب حماة والتوغل باتجاه حمص، ولد في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، ثم انتقل مع عائلته إلى سوريا وعمره آنذاك 7 سنين، وفقا لمقابلة أجراها معه الصحفي الأميركي مارتن سميث في فبراير/شباط 2021.
توجه "الجولاني" إلى العراق قبل بداية الغزو الأميركي عام 2003 بنحو أسبوعين، وسكن في الموصل فترة، وعمل مقاتلا مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي ثم خلفائه من بعده، قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة الأميركية، وتودعه سجن أبو غريب، ومن هناك نقلته إلى سجن بوكا، ومن ثم سجن كروبر في مطار بغداد.
استأنف "الجولاني" نشاطه العسكري مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل، وتواصل "الجولاني" مع البغدادي في بداية اندلاع الثورة السورية عام 2011، واتفقا على أن يتولى الجولاني مسؤولية سوريا.
وفي 24 يناير/كانون الثاني 2012 أصدر الجولاني بيانا أعلن فيه تشكيل "جبهة النصرة لأهل الشام" ممن سماهم "مجاهدي الشام"، وعين المسؤول العام عنها، واتخذ من قرية الشحيل منطلقا لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام، ومن هنا بدأت مسيرته في سوريا والتي شهدت تبدلات كبيرة وصولاً للمرحلة الحالية.
استذكر ناشطون في الثورة السورية، وصية صورها الشهيد عبد الباسط الساروت عند احتفالهم بنصر الثورة وتحرير مدينة حمص، حيث طلب منهم السجود في ساحة الساعة التي تعد رمزاً للثوار ومن أبرز معالم المدينة وسط سوريا.
ويأتي التذكر بهذه الوصية مع تحرير ريف حمص الشمالي ووصول الثوار ضمن عملية ردع العدوان إلى أحياء مدينة حمص، التي قاتل وتحاصر وتهجر منها الساروت، واستشهد في معارك خاضها بهدف التحرير والعودة إلى مدينته.
ومع عودة وتجدد روح الثورة السورية في نفوس الأهالي في ظل الانتصارات الكبيرة الحاصلة ضمن معارك التحرير، يستذكر السوريين مراحل الثورة التي اقتربت من تحقيق أهدافها، وكذلك استذكار رموزها وأبطالها.
ومن بين حديث الساروت أن هذه الثورة ليس لها حل إلا النصر، واليوم وبعد سنوات من تهجير أبناء حمص يعودون إلى مدينتهم، وسيطر الثوار على الرستن وتلبيسة بالريف الشمالي وتقترب من مدينة حمص ضمن كيلومترات قليلة.
وودعت الثورة السورية يوم السبت الثامن من شهر حزيران لعام 2019 رمزاً من رموزها ممن خطوا بدمائهم وبطولاتهم وثباتهم درب التحرير الطويل الذي قدمت فيه ثورة الأحرار في سوريا عشرات آلاف الشهداء الأبرار، ليلتحق بركب من سبقه منشدها وأيقونتها وحارسها "عبد الباسط الساروت" شامخاً مقاتلاً وثائراً على نظام الأسد وزبانيته.
"عبد الباسط الساروت" اسم تعدى حدود الوطن السوري، وعرف في كل بلاد العالم، وصدح صوته في المظاهرات السلمية منذ بداياتها ولا زالت تتردد أهازيجه وأناشيده وعباراته في المظاهرات السلمية في الساحات والمحافل الثورية، خلدها بصوته وحسه الثوري لتبقى بعده شاهداً على نضاله في وجه النظام وحلفائه.
"ثورة الياسمين" خسرت الآلاف من الرموز الثورية على درب الثورة الطويل، كان القادة الكبار والنشطاء الأحرار من رواد الشهداء، ثاروا وناضلوا في وجه الظلم والإستبداد الذي قاده الأسد ونظامه الأجرامي، لتبقى أسماء هؤلاء الرموز منارة لجيل الثورة الصاعد، يستمد عزيمته وإصراره على الثبات والصمود من سيرة القادة والشهداء الأبرار.
وتمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم الجمعة 6 كانون الأول 2024، من الوصول إلى مدينة تلبيسة، بعد دخول مدينة الرستن بريف حماة الشمالي، وذلك بعد التحام مقاتلي الإدارة القادمين من ريف حماة الجنوبي، مع الثوار المسيطرين على المدينتين الاستراتيجيتين، بعد طرد ثوارها قوات النظام منها، لتكون "الرستن وتلبيسة" أولى المدن المحررة من محافظة حمص، على أن تتقدم القوات تباعاً باتجاه مدينة حمص وريفها، وذلك في إطار اليوم العاشر من معركة "ردع العدوان".
شهدت محافظة درعا تصعيداً كبيراً، اليوم، مع اشتباكات بين مجموعات محلية وقوات الأسد في عدة مناطق، رافقها انسحابات متكررة للأخيرة من مواقعها ومقراتها العسكرية، حيث أعلنت فصائل محلية عن حظر للتجوال في مدينة نوى.
وشنت مجموعات محلية هجوماً على فرع الأمن العسكري في مدينة نوى غربي درعا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، جرت على إثرها اشتباكات عنيفة في محيط الفرع أسفرت عن سقوط شهيد وإصابة عدد من المهاجمين، حيث ما تزال المعارك مستمرة، مع تمكن المجموعات من حصار المقر بشكل تام، وسط دعوات لعناصره بتسليم أنفسهم والانشقاق.
وقال نشطاء لشبكة شام المجموعة المحلية تمكنت من دخول مبنى الناحية في المدينة، حيث استولت على الأسلحة الموجودة واعتقلت عناصر الشرطة، متعهدة بتسليمهم إلى ذويهم سالمين.
رداً على هذه التطورات، قصفت قوات الأسد مدينة نوى من مواقعها على تل الجابية، ما تسبب بوقوع أضرار مادية لغاية اللحظة، وسط حالة خوف بين الأهالي والمدنيين.
في سياق متصل، انسحبت مفرزة المخابرات الجوية وحاجز عسكري لها من بلدة المسيفرة باتجاه مقرات القيادي المرتبط بالجوية “محمد الرفاعي” في بلدة أم ولد. كما انسحب مركز أمن الدولة من مدينة إنخل شمالي درعا باتجاه مدينة الصنمين، مع استعداد حاجز الطيرة غربي إنخل للانسحاب أيضاً.
وتجدر الإشارة أن الانسحابات تتم لمراكز الشرط ومفارز الأمن العسكري وعدد من الحواجز في عموم محافظة درعا، حيث تتوجع غالبية هذه الانسحابات إلى اللواء 15 قرب مدينة الصنمين او إلى الفرقة الخامسة قرب مدينة إزرع.
وتحاول قوات الأسد تجميع قواتها في عدة أمكنة في حال شن ثوار محافظة درعا هجوما على قوات الأسد بالتزامن معارك التحرير في الشمال السوري خاصة بعد تحرير مدينة حماة ووصل الثوار إلى مشارف مدينة حمص.
تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم الجمعة 6 كانون الأول 2024، من الوصول إلى مدينة تلبيسة، بعد دخول مدينة الرستن بريف حماة الشمالي، وذلك بعد التحام مقاتلي الإدارة القادمين من ريف حماة الجنوبي، مع الثوار المسيطرين على المدينتين الاستراتيجيتين، بعد طرد ثوارها قوات النظام منها، لتكون "الرستن وتلبيسة" أولى المدن المحررة من محافظة حمص، على أن تتقدم القوات تباعاً باتجاه مدينة حمص وريفها، وذلك في إطار اليوم العاشر من معركة "ردع العدوان".
تلبيسة حرة
تعد مدينة تلبيسة إحدى أبرز المدن الثائرة بوجه نظام الأسد، وانطلقت منها عدة عمليات لتحرير حواجز عسكرية تابعة لميليشيات النظام منذ العام 2012، وردا على ذلك حاصرها نظام الأسد وقصفها بشتى أنواع الأسلحة.
وتبعد تلبيسة عن حمص 13 كيلو متراً، وعن الرستن بحدود 10 كم تقريبا، وعقب إطلاق عملية ردع العدوان قام أبناء المدينة بطرد حواجز نظام الأسد في محيط المدينة، وتم اليوم الجمعة 6 كانون الأول/ ديسمبر.
وتقع مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "حلب- دمشق" وشكلت عقدة لدى نظام الأسد ومخابراته من خلال محاولات بسط السيطرة الكاملة عليها إلا أنه فشل بذلك ورد بالتضييق على أهالي المدينة، حتى حلول موعد التحرير اليوم.
الرستن حرة
تعد مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، بوابة المحافظة وتقع أقصى شمال حمص وجنوب مدينة حماة، وتضم مرافق مهمة مثل سد الرستن، وجسر الرستن، وتعد من المدن الاستراتيجية التي تضم مواقع هامة مثل كتيبة الهندسة شمال المدينة.
وانضمت الرستن إلى الثورة السورية مبكرا وشهدت معارك عديدة وحملات قصف وحصار حتى تهجير العديد من الثوار وأهالي المدينة ضمن اتفاقيات التهجير القسري عام 2018، ويذكر أن العديد من أبناء المدينة انشقوا عن نظام الأسد.
واليوم وبعد حوالي 7 سنوات على تهجير أبناء المدينة يعودون إليها ضمن قوافل التحرير، ويذكر أن السكان المحليين كانت عيونهم ترقب انتصارات غرفة عمليات "رد العدوان" بشغف كبير وتم تحرير كتيبة الهندسة وطرد مقرات النظام من المدينة عشية دخول جحافل قوات ردع العدوان صباح الجمعة 6 كانون الأول.
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حماة الجنوبي واقتراب لقاء قوات ردع العدوان مع ثوار تلبيسة والرستن شمال حمص.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن استهداف فلول قوات النظام المجرم على طريق حماة - حمص، وبثت مشاهد ليلية تظهر استهداف مواقع ميليشيات الأسد بواسطة الرشاشة الثقيلة حيث حققت إصابات مباشرة.
وبث الإعلام العسكري غرفة عمليات رد العدوان، مشاهد تظهر استهدف حشودات لنظام الأسد على طريق حمص- حماة، بواسطة طائرات مسيّرة وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية "حسن عبدالغني" ترقبوا مفاجئات ومحاور جديدة في ميدان المعركة تردع عدوان النظام المجرم وتؤمن حياة كريمة لأهلنا.
وتمكنت كتائب "شاهين" خلال الليلة الماضية من استهداف مواقع لنظام الأسد منها مقر الفرقة 27 قرب قرية تير معلة بريف حمص الشمالي، وهاجم الثوار حاجز الغربال في مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "دمشق حلب"، وتم السيطرة الكاملة عليه وأكد الثوار أن كافة الحواجز والنقاط العسكرية ضمن الرستن وتلبسية تم السيطرة عليها بانتظار التقاء ثوار شمال حمص مع قوات ردع العدوان.
وأكد ناشطون في مدينة حمص، بأن أحرار ريف حمص الشمالي، نفذوا هجمات جديدة ظهر الأمس من خلال استهداف أحد الأرتال العسكرية التابعة لنظام الأسد في المنطقة خلال فرارها من مدينة حماة المحررة، وجرى نسف رتل لنظام الأسد خلال انسحابه من حماة هرباً من قوات عملية ردع العدوان، ووقع الهجوم على اتوستراد حمص - حماة، باستخدام العبوات الناسفة والرشاشات.
ووفق مصار حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات كانت تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
وفاجئت معركة "ردع العدوان" التي أعلنت عنها "إدارة العمليات المشتركة" التي تضم فصائل الثورة العسكرية في إدلب وشمالي حلب بعيداً عن المسميات والتبني الفردي، ليس قوى العدو ممثلة بجيش النظام وميليشيات إيران فحسب، بل حتى الصديق من أبناء الثورة المعارضين لفتح أي معركة في الوقت الحالي غير محسوبة النتائج.
وجاءت المعركة باسم "ردع العدوان" كما أعلن عنها فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقداً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشودات التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم، ومن ثم التوسع بشكل سريع في عموم مناطق إدلب وحلب وحماة.
وتعطي معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب وحمص لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
تمكن مقاتلوا "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم الجمعة 6 كانون الأول 2024، من تحرير مدينة الرستن بريف حماة الشمالي، من التحام مقاتلي الإدارة القادمين من ريف حماة الجنوبي، مع الثوار المسيطرين على المدينة بعد طرد قوات النظام منها، لتكون "الرستن" أولى المدن المحررة من محافظة حمص، على أن تتقدم القوات باتجاه تلبيسة تباعاً، وذلك في إطار اليوم العاشر من معركة "ردع العدوان".
الرستن حرة
تعد مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، بوابة المحافظة وتقع أقصى شمال حمص وجنوب مدينة حماة، وتضم مرافق مهمة مثل سد الرستن، وجسر الرستن، وتعد من المدن الاستراتيجية التي تضم مواقع هامة مثل كتيبة الهندسة شمال المدينة.
وانضمت الرستن إلى الثورة السورية مبكرا وشهدت معارك عديدة وحملات قصف وحصار حتى تهجير العديد من الثوار وأهالي المدينة ضمن اتفاقيات التهجير القسري عام 2018، ويذكر أن العديد من أبناء المدينة انشقوا عن نظام الأسد.
واليوم وبعد حوالي 7 سنوات على تهجير أبناء المدينة يعودون إليها ضمن قوافل التحرير، ويذكر أن السكان المحليين كانت عيونهم ترقب انتصارات غرفة عمليات "رد العدوان" بشغف كبير وتم تحرير كتيبة الهندسة وطرد مقرات النظام من المدينة عشية دخول جحافل قوات ردع العدوان صباح الجمعة 6 كانون الأول.
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حماة الجنوبي واقتراب لقاء قوات ردع العدوان مع ثوار تلبيسة والرستن شمال حمص.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن استهداف فلول قوات النظام المجرم على طريق حماة - حمص، وبثت مشاهد ليلية تظهر استهداف مواقع ميليشيات الأسد بواسطة الرشاشة الثقيلة حيث حققت إصابات مباشرة.
وبث الإعلام العسكري غرفة عمليات رد العدوان، مشاهد تظهر استهدف حشودات لنظام الأسد على طريق حمص- حماة، بواسطة طائرات مسيّرة وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية "حسن عبدالغني" ترقبوا مفاجئات ومحاور جديدة في ميدان المعركة تردع عدوان النظام المجرم وتؤمن حياة كريمة لأهلنا.
وتمكنت كتائب "شاهين" خلال الليلة الماضية من استهداف مواقع لنظام الأسد منها مقر الفرقة 27 قرب قرية تير معلة بريف حمص الشمالي، وهاجم الثوار حاجز الغربال في مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "دمشق حلب"، وتم السيطرة الكاملة عليه وأكد الثوار أن كافة الحواجز والنقاط العسكرية ضمن الرستن وتلبسية تم السيطرة عليها بانتظار التقاء ثوار شمال حمص مع قوات ردع العدوان.
وأكد ناشطون في مدينة حمص، بأن أحرار ريف حمص الشمالي، نفذوا هجمات جديدة ظهر الأمس من خلال استهداف أحد الأرتال العسكرية التابعة لنظام الأسد في المنطقة خلال فرارها من مدينة حماة المحررة، وجرى نسف رتل لنظام الأسد خلال انسحابه من حماة هرباً من قوات عملية ردع العدوان، ووقع الهجوم على اتوستراد حمص - حماة، باستخدام العبوات الناسفة والرشاشات.
ووفق مصار حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات كانت تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
حذرت وكالة أنباء النظام "سانا" من فبركة تستهدف القيادة العليا في نظام الأسد، فيما يعيش الموالين للنظام حالة من الارتباك الشديد وصلت إلى حد إنكار الهزائم ونشر أكاذيب تتعليق باستعادة حماة بعد تحريرها على يد الثوار.
وقالت الوكالة إن ما وصفتها بـ"التنظيمات الإرهابية" نشر "إشاعات وفيديوهات مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي تستهدف الدولة ومؤسساتها العليا ومسؤوليها لخلق الفوضى والإرباك بين المواطنين".
وذكرت وزارة الإعلام في حكومة نظام الأسد في بيان رسمي "يرجى الانتباه والحذر من نشر التنظيمات الإرهابية لمقطع فيديو مفبرك باستخدام الذكاء الاصطناعي يعلن عن تنحي السيد الرئيس بشار الأسد"، -وفق نص البيان-.
وفي حديثه المتلفز يوم أمس، قال وزير الدفاع في حكومة نظام الأسد العماد "علي محمود عباس"، "قد تلجأ تلك التنظيمات إلى إصدار بيانات أو أوامر مزورة" باسم جيش النظام.
وأضاف، أو نشر تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو مفبركة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى ما وصفه بـ "الوعي بمخاطر هذه الحملة التضليلية وعدم تصديقها والالتزام بما ينشر عبر القنوات الوطنية الرسمية حصراً"، وفق تعبيره.
وكعادته في إنكار الحقائق، كانت نشرت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" لدى نظام الأسد تبريرات مثيرة للسخرية حيث تحدثت عن وجود "خلايا" قامت بتصوير مشاهد لتوحي بأن مقاتلي عملية ردع العدوان سيطروا على أحياء في حلب.
ولم يكتفٍ تلفزيون نظام الأسد بذلك بل نشر مزاعم أنه تمكن من اعتقال "مجموعات ارهابية صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب"، واعتبر أن تهمة هذه "المجموعات" هي فبركة مشاهد توهم بالسيطرة على تلك الأحياء.
وزعمت "الإخبارية السورية" لدى نظام الأسد أن هناك تضخيم إعلامي كبير لا يعكس حقيقة الامور على الأرض، ونقلت عن مراسلها أن قوات الأسد تصدت للهجوم وقتلت أكثر من 500 إرهابي، وفق كلامه، وكرر بيانات التصدي والكذب.
هذا وعلى رغم زيف كل ما ورد، إلا أن أكثر الفقرات إثارة للسخرية دعوة جيش النظام المواطنين لعدم "الأخذ بالأخبار عبر مواقع التواصل وغرف، وطلب منهم "تلقّي ما يصدر عن الإعلام الوطني ومنصاته الرسمية"، وفق نص البيان.
وحقق مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024، تقدماً نوعياً ومفاجئاً في معركة "ردع العدوان"، بتحرير إدلب وحلب وإدلب، في مشهد يُعيد أمجاد معارك التحرير لسنوات طويلة مضت، ليتم ذلك في اليوم الثالث من بدء المعركة، مع تحقيق إنجازات كبيرة على جبهات جنوبي حلب وريف إدلب الشرقي بتحرير عشرات المناطق واغتنام دبابات ومدافع وراجمات بالعشرات.
حذر الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، الدكتور عقيل عباس، من تباين المواقف بين الحكومة العراقية التي لا ترغب أن يدخل البلد طرفا في الصراع، وتمسك الفصائل المسلحة الموالية لإيران "بحجتها التقليدية" من أن انهيار النظام السوري ستكون له تبعات خطيرة على الداخل العراقي.
واعتبر عباس، أن هذه الحجة غير دقيقة وأن المشهد في سوريا معقد بعد أن دخلت فيه قوى كثيرة استغلت الفرصة وبدعم شعبي لتحقيق مكاسب لها على الأرض بعد ضعف النظام السوري وانسحاب حزب الله والقوات الروسية.
وأضاف الخبير والمحلل السياسي أن قرار الميليشيات العراقية المشاركة في النزاع السوري يهدف إلى حماية المصالح الإيرانية وليس العراقية، وأن الحكومة عاجزة عن السيطرة على هذه الميليشيات وضبط سلاحها، وفق قناة "الحرة"
وكان أكد رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، في حديث هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا.
في سياق مواز، دعا الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الحكومة والفصائل العراقية المسلّحة إلى "عدم التدخل" في ما يحصل بسوريا، وشدّد في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق"، داعيا "الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي".
على النقيض، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، الخميس، إن حزبه سيقف إلى جانب حليفته سوريا "لإحباط أهداف" هجمات الفصائل التي تمكنت خلال أيام من السيطرة على حلب وحماة.
وكانتى ذكرت "وكالة الأنباء العراقية" أن وزير الخارجية، فؤاد حسين، سيعقد الجمعة اجتماعا مع نظيريه الإيراني، عباس عراقجي، والسوري، بسام صباغ، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة، ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني سيصل الجمعة، فيما وصل نظيره السوري مساء الخميس إلى بغداد.
والاجتماع المرتقب يتزامن مع معلومات كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست" أن إيران نشرت مسلحين من الفصائل العراقية وحزب الله في سوريا، لصد التقدم "المفاجئ" لفصائل المعارضة.
وكان قال مسؤولين عسكريين إسرائيليون، إن تقدم المسلحين (إدارة العمليات العسكرية) في سوريا تجاوز التوقعات، وأن انهيار خطوط دفاع جيش النظام حدث بشكل أسرع من المتوقع، لافتاً في حديث لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن مصلحة إسرائيل في القتال المتجدد في سوريا هي "أن يستمروا في قتال بعضهم البعض".
وأضاف المسؤولون: "من الواضح لنا تماما أن أحد الجانبين هو الجهاديون السلفيون والجانب الآخر هو إيران وحزب الله. نريدهم أن يضعفوا بعضهم البعض"، وأكد أن إسرائيل لا تتدخل مع أي من الجانبين "لكنها جاهزة لأي سيناريو، وستتصرف وفقا لذلك".
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت إحرنوت" العبرية، إن وفداً إسرائيلياً زار روسيا أمس الخميس لبحث التطورات في سوريا، وقضية الرهائن في غزة.
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
اتهم الدبلوماسي الإيراني السابق "عبد الرضا فرجي راد"، تركيا باستغلال الظرف الذي تمر به روسيا لتحقيق مكاسبها في سوريا من خلال دعم "الجماعات المسلحة"، وأنها باتت تمد لها الدعم أينما واجهت صعوبات أو مشكلات، كما أن الأسلحة المقدمة لها "متطورة للغاية".
وقال "فرجي راد"، إن الولايات المتحدة لا تعارض ما يجري في سوريا، لكنها تشترط على الأتراك عدم سقوط مدنيين، وقد "نجحت" أنقرة وفصائل المعارضة في ذلك، حيث "تظهر المقاطع والصور أنهم لم يرتكبوا قتلاً عشوائياً ضد الأطراف الأخرى".
ورجح الدبلوماسي الإيراني السابق - وفق صحيفة "الشرق الأوسط" - حدوث تصعيد كبير على جبهة حمص، وأن تركيا ستضاعف من ضغطها على الجماعات الكردية، ما قد يدفع روسيا إلى التوصل إلى اتفاق مع تركيا ينص على ألا يكون بشار الأسد في الحكم، وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة في دمشق.
وكانتى ذكرت "وكالة الأنباء العراقية" أن وزير الخارجية، فؤاد حسين، سيعقد الجمعة اجتماعا مع نظيريه الإيراني، عباس عراقجي، والسوري، بسام صباغ، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة، ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني سيصل الجمعة، فيما وصل نظيره السوري مساء الخميس إلى بغداد.
والاجتماع المرتقب يتزامن مع معلومات كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست" أن إيران نشرت مسلحين من الفصائل العراقية وحزب الله في سوريا، لصد التقدم "المفاجئ" لفصائل المعارضة.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، إن الفراغ الأمني الذي خلقته التدابير القمعية لنظام الأسد هو الذي أدى إلى صعود داعش، الذي امتد إلى العراق، جاء ردا على سؤال لقناة "الحرة" حول المخاوف من امتداد الحرب من سوريا إلى العراق، ليضيف أن القوات الأميركية تعمل بشكل وثيق مع التحالف الدولي لمنع عودة داعش.
وشدد رايدر على ضرورة خفض التصعيد في سوريا، وأن الولايات المتحدة "تتفهم التداعيات المحتملة على المستوى الإقليمي"، وأضاف المتحدث باسم البنتاغون أنه لا توجد لدينا خطط للتواصل مع هيئة تحرير الشام، المصنفة مجموعة إرهابية، مجددا التأكيد أن لا علاقة للولايات المتحدة بما يجري في سوريا، وأن مهمة القوات الأميركية هناك فقط لهزيمة داعش.
قال مسؤولين عسكريين إسرائيليون، إن تقدم المسلحين (إدارة العمليات العسكرية) في سوريا تجاوز التوقعات، وأن انهيار خطوط دفاع جيش النظام حدث بشكل أسرع من المتوقع، لافتاً في حديث لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن مصلحة إسرائيل في القتال المتجدد في سوريا هي "أن يستمروا في قتال بعضهم البعض".
وأضاف المسؤولون: "من الواضح لنا تماما أن أحد الجانبين هو الجهاديون السلفيون والجانب الآخر هو إيران وحزب الله. نريدهم أن يضعفوا بعضهم البعض"، وأكد أن إسرائيل لا تتدخل مع أي من الجانبين "لكنها جاهزة لأي سيناريو، وستتصرف وفقا لذلك".
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت إحرنوت" العبرية، إن وفداً إسرائيلياً زار روسيا أمس الخميس لبحث التطورات في سوريا، وقضية الرهائن في غزة.
وكان قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إنه "لا يريد الانحياز لطرف" بشأن التطورات العسكرية في شمال غربي سوريا، لافتاً إلى "الحاجة للنظر إلى مصالح الأقلية الكردية".
وأضاف ساعر، في تصريح صحفي سابق: "لا نريد أن ننحاز إلى أي طرف في هذا الأمر، فلا يوجد جانب جيد هناك"، وتابع: "نحن بحاجة إلى النظر إلى مصالح الأقلية الكردية في شمال سوريا، ومعرفة ما هي رغباتهم، وكيف يمكننا الاستفادة من الوضع لزيادة التعاون".
وذكرت "القناة 12" العبرية، أنه خلال مناقشة أمنية عاجلة جرت يوم الجمعة الماضية، بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تم إجراء تقييم شامل لوضع أجهزة المخابرات حول هجوم فصائل المعارضة الواسع في حلب السورية وتداعياته المحتملة على إسرائيل.
وقال إن "مسؤولي المخابرات الإسرائيلية يعتقدون أن الضربة الموجهة إلى المحور الإيراني وتحويل الانتباه عن حزب الله قد تزيد من فرص الحفاظ على السلام على الحدود الشمالية وتوسيع حرية العمل لإسرائيل".
وأضافت أنه ومن جهة أخرى هناك تخوف في تل أبيب من سقوط القدرات الاستراتيجية السورية بما في ذلك بقايا الأسلحة الكيميائية، بأيدي الجماعات المسلحة، وبحسب التقييم الاستخباري المقدم على المستوى السياسي، فإن الظروف الجديدة التي نشأت على الأرض تؤدي إلى تقدير بأن حرية العمل الإسرائيلية في الساحة السورية من المتوقع أن تتوسع.
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حماة الجنوبي واقتراب لقاء قوات ردع العدوان مع ثوار تلبيسة والرستن شمال حمص.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن استهداف فلول قوات النظام المجرم على طريق حماة - حمص، وبثت مشاهد ليلية تظهر استهداف مواقع ميليشيات الأسد بواسطة الرشاشة الثقيلة حيث حققت إصابات مباشرة.
وبث الإعلام العسكري غرفة عمليات رد العدوان، مشاهد تظهر استهدف حشودات لنظام الأسد على طريق حمص- حماة، بواسطة طائرات مسيّرة وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية "حسن عبدالغني" ترقبوا مفاجئات ومحاور جديدة في ميدان المعركة تردع عدوان النظام المجرم وتؤمن حياة كريمة لأهلنا.
وتمكنت كتائب "شاهين" خلال الليلة الماضية من استهداف مواقع لنظام الأسد منها مقر الفرقة 27 قرب قرية تير معلة بريف حمص الشمالي.
وهاجم الثوار حاجز الغربال في مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "دمشق حلب"، وتم السيطرة الكاملة عليه وأكد الثوار أن كافة الحواجز والنقاط العسكرية ضمن الرستن وتلبسية تم السيطرة عليها بانتظار التقاء ثوار شمال حمص مع قوات ردع العدوان.
وأكد ناشطون في مدينة حمص، بأن أحرار ريف حمص الشمالي، نفذوا هجمات جديدة ظهر الأمس من خلال استهداف أحد الأرتال العسكرية التابعة لنظام الأسد في المنطقة خلال فرارها من مدينة حماة المحررة.
وجرى نسف رتل لنظام الأسد خلال انسحابه من حماة هرباً من قوات عملية ردع العدوان، ووقع الهجوم على اتوستراد حمص - حماة، باستخدام العبوات الناسفة والرشاشات.
ووفق مصادر حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومع طول أمد المعركة التي كانت الأعنف والأشد على مشارف مدينة حماة، بسبب القلاع الحصينة التي بناها النظام طيلة سنوات مضت في “مدرسة المجنزرات وجبل زين العابدين وقمحانة”، بات السؤال عن طبيعة القوات والنقاط العسكرية التي تنتظر الفصائل في طريقهم إلى ريف حمص الشمالي، ومن ثم إلى مركز محافظة حمص، والتي ستكون هدف العملية القادم.
وللوصول إلى محافظة حمص التي يبعد مركزها عن قوات “ردع العدوان” حالياً حوالي 35 كيلومتراً، يتوجب على الفصائل السيطرة على اللواء 47 جنوبي مدينة حماة، مع معلومات تشير إلى أن الفصائل وصلت للمنطقة وبدأت العمل فعلياً للسيطرة عليه، يلي ذلك منطقة “معامل البحوث العلمية” على جبل تقسيس وجبل أبو وردة بريف حماة الجنوبي.
بمجرد السيطرة على النقطتين واللتين لا تعدان ذات قوة وفاعلية عالية، يمكن أن تصل طلائع الفصائل إلى حدود محافظة حمص، والبدء بالدخول إلى مدينة الرستن الخالية أساساً من جيش النظام، ويبقى السيطرة على “كلية الهندسة” شمال مدينة الرستن بريف محافظة حمص، ومواصلة الزحف على طريق “حمص - حماة” وصولاً إلى مدينة تلبيسة شمال المحافظة.
وتعد مدن الرستن وتلبيسة من كبرى المدن في شمال حمص، وتم طرد ميليشيات الأسد منها خلال الساعات الماضية جراء استهداف أرتال عسكرية تابعة لنظام الأسد خلال انسحابها من حماة باتجاه حمص والساحل السوري، وذلك بعد تشكيل مجموعات من أهالي المنطقة تحت مسمى أحرار ريف حمص الشمالي.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
وكانت “إدارة العمليات العسكرية” قد دخلت إلى مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، عقب الانتهاء من تحرير مدينة حماة والريف المحيط بمدينة السلمية، والتي تعتبر موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، حيث تشكل 65% من سكان المدينة، بشكل سلمي ودون أي اشتباكات، وسط استقبال كبير من أهالي المدينة ووجهائها.
وجاء دخول “إدارة العمليات العسكرية” لمدينة السلمية، في سياق تحييد المدينة إضافة لتحييد مدينة محردة بريف حماة الغربي، وذلك لاعتبارات تتعلق بطبيعة التركيبة السكانية للمدينتين المسيحيتين في ريف حماة، منعاً لإثارة النعرات الدينية واستثمار ذلك من قبل النظام في استغلال ورقة الأقليات، وتم ذلك بالاتفاق والتفاهم مع وجهاء المدينتين منذ بدء العمليات العسكرية، مقابل إخلائها من أي وجود للنظام أو شبيحته من قادة الميليشيات وعناصرها.
ويُشكل دخول الفصائل مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.