الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١٩ يوليو ٢٠٢٥
رويترز: سوء تقدير سوري للرسائل الأميركية وراء تصعيد أحداث السويداء

كشفت وكالة "رويترز"، نقلاً عن ثمانية مصادر سياسية وعسكرية ودبلوماسية مطّلعة، أن الحكومة السورية أساءت تفسير الرسائل الأميركية المتعلقة بمبدأ مركزية الدولة، واعتقدت أن نشر قواتها في محافظة السويداء لن يواجَه بردٍ من إسرائيل، ما أدى إلى تصعيد مفاجئ في الموقف.

ووفقاً للمصادر، فإن دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر ضمني من واشنطن وتل أبيب لنشر قواتها في جنوبي البلاد، مستندةً إلى محادثات أمنية أولية مع إسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو، وتصريحات للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الرافضة لأي فيدرالية أو حكم ذاتي داخل سوريا.

مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية نفى هذا التفسير، مؤكداً أن القرار "اتُّخذ بناء على اعتبارات وطنية بحتة لحماية المدنيين ومنع النزاع الأهلي". لكن باحثين غربيين، بينهم جوشوا لانديس، اعتبروا أن الرئيس السوري أحمد الشرع "بالغ في قراءة الدعم الأميركي"، وربما فسر تصريحات واشنطن على أنها تفويض باستخدام القوة لفرض السيطرة المركزية على السويداء.

كما أشارت الوكالة إلى أن سوء تقدير دمشق شجعها على نشر قواتها دون توقع رد إسرائيلي، في حين اعتبر مسؤول خليجي أن "الانتهاكات التي ارتكبتها القوات السورية ضد أبناء الطائفة الدرزية وفرت ذريعة لتدخل إسرائيلي واسع".

مصادر استخباراتية إقليمية أشارت بدورها إلى "غياب الانضباط داخل الجيش السوري واعتماد القيادة على مجموعات مسلحة متعددة الخلفيات"، بينما شددت دمشق على أن عمليتها "لم تكن تهدف إلى الانتقام أو التصعيد، بل إلى حفظ السلم الأهلي ووحدة البلاد".

وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة أدلى بها اليوم، أن الأحداث الأخيرة في السويداء شكلت منعطفاً خطيراً، مشيراً إلى أن انسحاب قوات الجيش والأمن الداخلي جاء استجابةً لوساطات أميركية وعربية، بهدف التهدئة ومنع التصعيد. وأوضح أن بعض المجموعات المسلحة في السويداء استغلت الانسحاب وارتكبت هجمات انتقامية وانتهاكات بحق عشائر البدو، ما استدعى تدخلاً سريعاً لمنع تفاقم الأزمة.

وشدد الرئيس الشرع على أن الدولة السورية هي الجهة الوحيدة المخوّلة بحماية أمن البلاد وبسط سيادة القانون، مؤكداً أن الاستقواء بالخارج أو استغلال بعض الأطراف الداخلية لصراعات دولية لا يخدم السوريين بل يفاقم الأزمة.

كما أكد الرئيس السوري رفض معاقبة الطائفة الدرزية بشكل جماعي بسبب تصرفات فئة قليلة، مبرزاً أن أبناء السويداء وقفوا إلى جانب الدولة ورفضوا مشاريع التقسيم، وأن الدروز يشكّلون ركناً أساسياً من النسيج الوطني السوري.

وحذّر الشرع من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، واصفاً إياها بأنها تهديد مباشر لاستقرار البلاد والمنطقة، مثمّناً في المقابل مواقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين الرافضة لهذه الاعتداءات، وكذلك دعم الولايات المتحدة المعلن لوحدة الأراضي السورية.

واختتم الرئيس تصريحاته بالتأكيد على أن هذه المرحلة تتطلب وحدة الصف، وتغليب صوت العقل والحكمة، وفسح المجال أمام مؤسسات الدولة لمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات، وحماية جميع المواطنين دون استثناء.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
تصعيد إسرائيلي في قلب العاصمة: تقرير يوثق مقتل 3 مدنيين وإصابة 34 في قصف مبنى الأركان بدمشق

وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 34 آخرين في غارات جوية نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 16 تموز/يوليو 2025، استهدفت مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، في واحد من أعنف الهجمات التي تطال منطقة مدنية مأهولة.

قالت الشبكة إن الغارة الأولى وقعت عند الساعة 12:30 ظهرًا بطائرة يُعتقد أنها مسيرة، دون تسجيل إصابات، قبل أن تُنفذ ثلاث غارات متتالية عند الساعة 15:15 باستخدام الطيران الحربي، وأدت الغارة الثالثة منها إلى مقتل السيدة أريج أيمن الراعي، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، ودمار واسع لحق بمبنى قيادة الأركان. كما استُهدف محيط قصر الشعب بغارة رابعة، دون تأكيد معلومات عن إصابات بشرية.

أوضحت الشبكة أن هذا الهجوم يأتي في سياق متصاعد من الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي شهدت أيضًا غارات جوية استهدفت مناطق في السويداء ودرعا وريف دمشق، خلال أيام 15 و16 و17 تموز/يوليو، تركزت على مواقع لقوى الأمن الداخلي وعناصر وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية الانتقالية، وأسفرت عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى.

شدّدت الشبكة على أن هذه الغارات تمثل انتهاكًا صارخًا للمادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة ضد سيادة الدول، وأشارت إلى غياب أي إعلان رسمي إسرائيلي أمام مجلس الأمن بشأن تهديد مسلح وشيك يبرر هذا الهجوم، ما ينفي تطبيق المادة (51) المتعلقة بالدفاع عن النفس. كما نبهت إلى خطورة استهداف موقع عسكري ضمن منطقة مدنية مكتظة، ما يُعد خرقًا لمبدأ التمييز المنصوص عليه في البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، بالإضافة إلى انتهاك مبدأ التناسب بسبب الخسائر البشرية الكبيرة الناجمة عن الغارة الثالثة.

وأضافت أن غياب أدلة على اتخاذ تدابير احترازية لحماية المدنيين قبل تنفيذ الضربة يضع إسرائيل في موضع المساءلة القانونية، مؤكدة أن تكرار هذه العمليات دون محاسبة يقوض مبادئ القانون الدولي، ويهدد مبدأ حظر استخدام القوة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.

قدمت الشبكة مجموعة من التوصيات، أبرزها مطالبة مجلس الأمن بتطبيق ميثاق الأمم المتحدة ومساءلة إسرائيل على انتهاك سيادة سوريا، كما دعت الحكومة السورية الانتقالية إلى توثيق شامل للغارات والانتهاكات وتقديم مذكرات تفصيلية إلى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، ومطالبة إسرائيل بالتعويض عن الضحايا والخسائر المادية.

كما حثت لجنة التحقيق الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمقررين الأمميين الخاصين على إدراج هذه الانتهاكات في تقاريرهم، ومطالبة إسرائيل بالتعاون مع الآليات الدولية. ودعت في الوقت نفسه المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية إلى مواصلة توثيق الاعتداءات الإسرائيلية، وتنسيق الجهود مع المنظمات السورية لإعداد ملفات قانونية قابلة للتقديم ضمن مسارات العدالة الانتقالية في سوريا.

واعتبرت الشبكة أن ما جرى في ساحة الأمويين لا يمثل فقط تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، بل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام المجتمع الدولي بحماية المدنيين، ورفض ازدواجية المعايير في إنفاذ القانون الدولي الإنساني.

 

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
الرئاسة الروحية تؤكد التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في محافظة السويداء وتوضح بنوده

أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، اليوم السبت 19 تموز/يوليو 2025، التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد في محافظة السويداء، جاء ثمرة مفاوضات جرت برعاية الدول الضامنة، ويتضمن حزمة إجراءات تهدف إلى خفض التصعيد وضبط الأمن في المناطق الحدودية للمحافظة، وفق نص البيان، لم يصدر تأكيد الاتفاق على هذه البنود من أي جهة رسمية.

انتشار قوى الأمن العام خارج حدود المحافظة
أوضح البيان أن الاتفاق يقضي بانتشار حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، بهدف الحد من الاشتباكات ومنع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخل المحافظة، في إطار تدابير تهدف إلى ضمان الاستقرار في محيطها.

منع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة
وأكدت الرئاسة الروحية أنه لن يُسمح بدخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة اعتبارًا من توقيت إعلان الاتفاق، وذلك لإتاحة المجال أمام القوى الأمنية من الطرف الآخر للتمركز والانتشار، بما يضمن تفادي أي هجمات مباغتة أو احتكاكات محتملة.

خروج آمن لأبناء العشائر في المحافظة
نص الاتفاق أيضًا على السماح لمن تبقى من أبناء العشائر البدوية داخل مناطق محافظة السويداء بالخروج الآمن، مع توفير مرافقة أمنية من قبل الفصائل المحلية العاملة على الأرض، وضمان عدم التعرض لهم أو اعتراض طريقهم من أي جهة.

فتح معابر إنسانية للحالات الطارئة
تم تحديد معابر إنسانية لخروج الحالات الطارئة، وهي معابر بصرى الحرير وبصرى الشام، على أن تستخدم فقط للأغراض الإنسانية وتحت إشراف مباشر من الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق.

دعوة لضبط تحركات المجموعات المحلية
دعت الرئاسة الروحية كافة المجموعات الأهلية إلى ضبط تحركاتها والامتناع عن الخروج خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مؤكدة ضرورة تجنب أي تحركات قتالية أو استفزازات من شأنها تهديد الاستقرار الهش في المنطقة.

تحميل المسؤولية عن أي خرق للاتفاق
شدّد الاتفاق على تحميل أي طرف ينتهك بنوده المسؤولية الكاملة عن انهيار التفاهمات، داعيًا إلى الالتزام الصارم بكل ما ورد فيه من إجراءات وضوابط، وعدم اتخاذ أي خطوات فردية قد تفضي إلى تجدد المواجهات أو تعريض المدنيين للخطر.

نداء موجه إلى شباب المحافظة
وختامًا، وجّهت الرئاسة الروحية نداءً إلى شباب محافظة السويداء، ووصفتهم بحماة الأرض والعرض، داعية إياهم إلى العمل بتنسيق عالٍ ومسؤولية قصوى من أجل تجاوز هذه المحنة التي أثقلت كاهل الأهالي، مؤكدة أن اللحظة الراهنة تستدعي التضامن وضبط النفس بما يخدم مصلحة أبناء السويداء وكرامتهم.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
الرئيس الشرع: أحداث في السويداء تمثل منعطفًا خطيرًا والدولة ترفض مشاريع التقسيم وتتمسك بوحدة سوريا

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء شكّلت انعطافًا خطيرًا في المشهد السوري، محذرًا من أن الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات محلية كادت تخرج عن السيطرة لولا التدخل السريع للدولة لضبط الوضع ومنع تفاقمه.

تدخل الدولة وتهديدات خارجية
أوضح الرئيس الشرع أن الدولة السورية تمكنت من تهدئة الأوضاع في المحافظة رغم صعوبتها وتعقيدها، مشيرًا إلى أن التدخل الإسرائيلي عبر القصف المباشر على الجنوب واستهداف مؤسسات حكومية في دمشق دفع البلاد إلى مرحلة شديدة الخطورة، ما استدعى تدخل وساطات أمريكية وعربية لاحتواء التصعيد.

انتهاكات بحق المدنيين ودور العشائر
وأشار الرئيس إلى أن انسحاب الدولة من بعض المناطق في السويداء تسبب في فراغ أمني استغلته مجموعات محلية شنت هجمات انتقامية ضد أبناء العشائر وعائلاتهم، ترافق ذلك مع انتهاكات لحقوق الإنسان، الأمر الذي دفع باقي عشائر البدو إلى التحرك لفك الحصار عن أبناءهم داخل المحافظة.

موقف الدولة من السويداء ودورها الوطني
أكد الرئيس الشرع أن الدولة السورية وقفت دائمًا إلى جانب محافظة السويداء بعد تحرير سوريا، وحرصت على دعمها سياسيًا وإنسانيًا، إلا أن بعض الأطراف أساءت لهذا الدور، مضيفًا أن استقواء فئات محلية بالخارج وتحويل المحافظة إلى أداة في صراعات إقليمية لا يخدم مصلحة السوريين بل يزيد الأزمة تعقيدًا.

التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها
شدد الرئيس السوري على أن الدولة وحدها تملك القدرة على الحفاظ على سيادة سوريا وهيبتها في كل بقعة من أراضيها، داعيًا جميع الأطراف إلى توحيد الصفوف والعمل سويًا لتجاوز هذه المرحلة الحرجة والحفاظ على وحدة البلاد وشعبها.

إشادة بالدعم الدولي ورفض الانتهاكات الإسرائيلية
ثمّن الرئيس الشرع الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية في دعم سوريا خلال هذه الأزمة، كما أشاد بمواقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين الرافضة للعدوان الإسرائيلي المتكرر والانتهاكات المستمرة للسيادة السورية.

الطائفة الدرزية جزء أصيل من النسيج السوري
وأكد الرئيس السوري أن الطائفة الدرزية تُعد ركنًا أساسيًا في النسيج الوطني السوري، محذرًا من تعميم الأحكام بحق الطائفة بسبب تصرفات فئة محدودة لا تمثل تاريخ الدروز العريق، مضيفًا أن محافظة السويداء ستبقى جزءًا أصيلًا من الدولة السورية.

رفض مشاريع التقسيم والتزام بحماية الأقليات
أشار الرئيس إلى أن أبناء السويداء، بمختلف انتماءاتهم، أثبتوا خلال الأشهر الماضية وقوفهم إلى جانب الدولة ورفضهم لمحاولات التقسيم والانفصال، مؤكدًا التزام الدولة الكامل بحماية جميع الأقليات والطوائف ومحاسبة منتهكي القانون، سواء من داخل السويداء أو خارجها.

دعوة للحكمة والعقل وضمان العدالة
قال الرئيس الشرع إن الدولة تتبرأ من كافة الجرائم والتجاوزات، مجددًا التأكيد على ضرورة تحقيق العدالة وفرض سيادة القانون، ووجّه دعوة لجميع السوريين لتغليب صوت العقل وإفساح المجال أمام العقلاء والحكماء للعب دورهم في إنهاء الأزمة الراهنة.

سوريا ليست ميدانًا للتقسيم وقوة الدولة في وحدة شعبها
وختم الرئيس السوري بتأكيده على أن سوريا لن تكون حقلًا لتجارب مشاريع التقسيم أو التحريض الطائفي، لافتًا إلى أن قوة الدولة السورية تنبع من تماسك شعبها وترابط مصالحها الوطنية ومتانة علاقاتها الإقليمية والدولية.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
الاعتداء على زينة شهلا يثير موجة غضب: انتهاك صارخ لحرية التعبير في سوريا ما بعد الأسد

أثار الاعتداء اللفظي والجسدي الذي تعرضت له الصحفية السورية زينة شهلا أثناء مشاركتها في وقفة سلمية بالعاصمة دمشق، موجة واسعة من التنديد على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة المعتدين وضمان احترام حرية التعبير في سوريا الجديدة.

قالت الصحفية زينة شهلا في منشور على حسابها الشخصي إنها شاركت في وقفة أمام مجلس الشعب، إلى جانب مجموعة من الناشطين، بهدف المطالبة بوقف العنف وفتح مسارات للحوار، مؤكدة أن اليوم الأول من الوقفة مرّ بسلام، بينما تعرّض المشاركون في اليوم التالي لهجوم عنيف من قبل مجموعة يحملون العصي، حيث تم الاعتداء عليها بالضرب والشتائم المهينة.

أكدت شهلا في تصريحاتها أن ما جرى لا يجب أن يمر مرور الكرام، داعية إلى وضع قوانين واضحة ورادعة لمواجهة مثل هذا الخطاب العنيف، ومشددة على أن العدالة لجميع السوريين هي السبيل الوحيد نحو السلام الحقيقي والمستدام، محذّرة من التهاون مع الاعتداءات التي تطال الناشطين السلميين.

أثار الفيديو الذي وثّق لحظة الاعتداء انتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل، ودفع عشرات النشطاء والحقوقيين إلى التعبير عن تضامنهم مع شهلا، معتبرين أن ما حدث يمثل تعديًا خطيرًا على حرية التعبير، ويطرح تساؤلات حول جدية الدولة الجديدة في حماية الحقوق الأساسية التي نادى بها السوريون منذ انطلاق الحراك الشعبي.

أشار ناشطون إلى أن زينة شهلا كانت قد تعرّضت للاعتقال مرتين خلال حكم نظام الأسد البائد بسبب نشاطها الصحفي، وتشغل حاليًا منصب مستشارة في لجنة المفقودين التابعة لرئاسة الجمهورية، مؤكدين أن التعامل معها بتلك الطريقة العنيفة يشكل سابقة خطيرة يجب ألا تتكرر، خصوصًا في ظل وجود وسائل قانونية متاحة لفض الاعتصامات دون عنف أو ترهيب.

قال حقوقيون إن التزام الدولة الصمت تجاه هذا الاعتداء من شأنه أن يبعث برسائل سلبية حول واقع الحريات في سوريا الجديدة، محذّرين من إعادة إنتاج أنماط القمع التي مارسها نظام الأسد البائد، مما قد ينسف آمال السوريين ببناء دولة تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامة مواطنيها.

وطالب الحقوقيون السلطات الانتقالية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن الاعتداء، إلى جانب الإسراع في إصدار تشريعات تحمي حرية التعبير والتظاهر السلمي، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لبناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وترسيخ قيم الديمقراطية في مرحلة التحول السياسي.

في حين اعتبر ناشطون أن الاعتداء على زينة شهلا لا يمسّ شخصها فحسب، بل يشكّل انتهاكًا جماعيًا لقيم الثورة السورية التي رفعت شعار الكرامة والحرية، مؤكدين أن العدالة في هذه القضية ستكون بمثابة اختبار حقيقي للسلطات الجديدة في سعيها نحو بناء دولة قانون تحترم مواطنيها ولا تسمح بعودة أدوات الترهيب القديمة.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
رئاسة الجمهورية تعلن وقفًا شاملًا لإطلاق النار في السويداء وتدعو الجميع للالتزام الفوري

أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، يوم 19 تموز 2025، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، في خطوة قالت إنها تأتي استجابة للظروف الدقيقة التي تمر بها سوريا، وحرصًا على وقف نزيف الدم السوري، وصونًا لوحدة أراضي الدولة وسلامة شعبها.

وأكدت الرئاسة السورية أن هذا القرار نابع من حسّ وطني وإنساني، داعية جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الفوري والكامل به، ووقف كافة الأعمال القتالية في كل المناطق، بما يضمن حماية المدنيين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية من دون أية عوائق.

وأهابت رئاسة الجمهورية بجميع الجهات المعنية إفساح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، من أجل تنفيذ هذا القرار بمسؤولية عالية، وضمان تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء في مختلف أنحاء البلاد.

وفي إطار تنفيذ هذا القرار، بدأت قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق بهدف ضمان تطبيق وقف إطلاق النار، والحفاظ على النظام العام، وتأمين أمن المواطنين وممتلكاتهم، في سياق يسعى إلى تعزيز التهدئة وترسيخ الاستقرار.

وحذّرت الرئاسة السورية من أن أي خرق لهذا القرار سيُعدّ انتهاكًا مباشرًا للسيادة الوطنية، وسيتعامل معه بما يقتضيه القانون والدستور من إجراءات رادعة، مؤكدة أن الحفاظ على السلم الأهلي مسؤولية وطنية جامعة.

وختمت رئاسة الجمهورية بيانها بالتأكيد على أن وحدة سوريا وأمن شعبها تبقى أولوية عليا لا تقبل المساومة، متوجهة بالدعاء أن يحفظ الله سوريا وأهلها من كل سوء.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
السورية للمخابز تكشف خطتها لتأمين الرغيف رغم التحديات

كشفت "المؤسسة السورية للمخابز"، عن تنفيذ سلسلة مشاريع تطوير وتحديث لعدد من المخابز في مختلف المحافظات خلال النصف الأول من العام الجاري، شملت تركيب وتجهيز 10 خطوط إنتاج جديدة ومرافق تشغيلية في 7 محافظات، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة الرغيف وتعزيز استقرار التوريد.

وأوضح المدير العام للمؤسسة، المهندس "محمد الصيادي"، في تصريح رسمي أن المشاريع شملت تحديث خط الإنتاج في مخبز داعل بدرعا، وتركيب خطوط جديدة في الكرامة 2 باللاذقية، القصير بحمص، القدموس بطرطوس، جرمانا، ويلدا، ودوما بريف دمشق.

في حين جرى تجهيز مخبز البوكمال بدير الزور بخط إنتاج متكامل ومجموعة توليد، وتعزيز مخبز الراموسة بحلب بخط إضافي، إلى جانب تزويد مخبز التل بخزانات مياه لتحسين استقرار التشغيل.

وأكد المسؤول ذاته تنفيذ المشاريع بالتعاون مع منظمات دولية وجهات حكومية، في إطار دعم البنية التحتية للمخابز، وتحسين القدرة الإنتاجية في المناطق ذات الكثافة السكانية أو التي تعاني ضعفاً خدمياً.

وأشار إلى أن الاستهلاك اليومي من الدقيق في سوريا يصل إلى نحو 2400 طن، تتم مراقبته وضبط استخدامه بدقة، موضحًا أن الدولة مستمرة في دعم الخبز رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف التشغيل، لاسيما الوقود والصيانة والمواد الأولية.

وبين أن القيمة الحقيقية لربطة الخبز تبلغ 7835 ليرة سورية، فيما تباع للمواطنين بسعر مدعوم، في حين تصل تكلفة إنتاج طن الخبز إلى 6 ملايين ليرة لدى المؤسسة السورية للحبوب.

وأرجع "الصيادي"، تفاوت جودة الخبز بين المخابز، إلى تفاوت كفاءة الكوادر الفنية واختلاف جهوزية الآلات، مؤكداً وجود خطة شاملة لاستبدال المعدات القديمة بأخرى حديثة عالية الكفاءة.

وأضاف أن المؤسسة تنسق مع مديريات التجارة الداخلية لسحب عينات دورية من الدقيق وفحصها في المخابر الفنية، كما تُتابع الشكاوى على مستوى المحافظات وفق معايير موحدة لضمان الجودة.

وأوضح "الصيادي"، فيما يتعلق بالمخالفات، أن المؤسسة تتخذ إجراءات مشددة ضد أي تجاوزات مثل التلاعب بمخصصات الدقيق أو تسريب الخبز للسوق السوداء، وتشمل العقوبات الإحالة للجهات المختصة، وتنظيم الضبوط التموينية، بالإضافة إلى تفتيشات مفاجئة تنفذها لجان رقابية داخلية تابعة للمؤسسة.

وكشف عن خطة مستقبلية لإحداث مخابز جديدة في المناطق المحتاجة، وإعادة تأهيل المخابز القائمة، إلى جانب إدخال تقنيات إنتاج حديثة بالتعاون مع منظمات دولية وشركات متخصصة. كما تعمل المؤسسة على تأهيل الكوادر البشرية فنياً وإدارياً عبر دورات تدريبية وشراكات فنية من شأنها رفع كفاءة الأداء.

هذا وأكد المدير العام للمؤسسة، على أن "رغيف الخبز سيبقى في صلب أولويات الدولة"، رغم ما تواجهه المؤسسة من تحديات في التمويل والبنية التحتية والموارد البشرية، مشددًا على أن الجهود مستمرة لتأمين الخبز للمواطنين بأفضل جودة ممكنة واستمرارية إنتاجية لا تتأثر بالضغوط.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
تقديرات خاطئة تسببت بتصعيد مفاجئ في السويداء وسط التباس سوري بالموقف الأميركي والإسرائيلي

كشفت وكالة "رويترز"، استنادًا إلى شهادات ثمانية مصادر مطلعة من أوساط سياسية وعسكرية سورية ودبلوماسية إقليمية، أن القيادة السورية أساءت تفسير الرسائل الأميركية المتعلقة بمبدأ مركزية الدولة، واعتقدت أن إعادة نشر قواتها في محافظة السويداء لن يواجه أي رد فعل من جانب إسرائيل، ما تسبب بتصعيد مفاجئ في القرار السوري خلال الأسبوع الماضي.

قالت المصادر، ومن بينها مسؤولون سوريون رفيعو المستوى ومصادر أمنية ودبلوماسيان اثنان، إن النظام السوري ظنّ أنه حصل على ضوء أخضر غير مباشر من كل من واشنطن وتل أبيب لإرسال وحدات عسكرية إلى جنوب سوريا، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتكررة التي كانت قد صدرت طيلة الأشهر الماضية ضد أي تحرك عسكري حكومي باتجاه المناطق الجنوبية.

وأوضحت المصادر أن هذا التصور السوري المغلوط جاء نتيجة لتصريحات علنية وخاصة أدلى بها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إضافة إلى محادثات أمنية أولية جرت مع مسؤولين إسرائيليين.


 وقد ساهمت هذه الرسائل في تعزيز قناعة دمشق بأن التحرك العسكري لن يثير اعتراضًا دوليًا، لا سيما مع تصريحات سابقة لباراك أكد فيها ضرورة إدارة سوريا كدولة موحدة من دون أي شكل من أشكال الحكم الذاتي للمكونات، سواء للدروز أو الأكراد أو العلويين.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في معرض رده على أسئلة "رويترز"، التعليق على فحوى المحادثات الدبلوماسية الخاصة، لكنه جدّد موقف واشنطن الداعم لوحدة الأراضي السورية، مشددًا على أن الدولة السورية تتحمل مسؤولية حماية جميع المواطنين، بمن فيهم الأقليات.

من جهته، نفى مسؤول بارز في وزارة الخارجية السورية أن تكون المواقف الأميركية قد أثّرت في القرار السيادي لنشر القوات في السويداء، مؤكدًا أن هذا القرار أتى بدافع وطني خالص هدفه الأساسي وقف إراقة الدماء، وتأمين المدنيين، والحؤول دون تفاقم النزاع الأهلي في الجنوب.

وفي السياق نفسه، أفاد مصدر سياسي سوري وآخر دبلوماسي غربي بأن السلطات السورية فسّرت نتائج محادثات غير معلنة جرت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو مع ممثلين عن إسرائيل، على أنها بمثابة تفاهم غير مباشر يتيح إرسال القوات إلى الجنوب السوري في إطار فرض سيطرة الدولة على محافظة السويداء.

وفي تعليق على المشهد، قال الباحث الأميركي جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، إن الرئيس السوري أحمد الشرع قد يكون بالغ في استثمار المواقف الدولية لصالحه، مشيرًا إلى أن الفريق المحيط به أخطأ في فهم الدعم الأميركي، كما أخطأ في تقدير موقف إسرائيل من تحركات الدولة السورية في جبل الدروز، وفسر تصريحات باراك المناهضة للفيدرالية على أنها تفويض للحكومة المركزية باستخدام القوة لفرض سيطرتها.

وأضاف مسؤول عسكري سوري أن المراسلات التي جرت مع واشنطن قبل التحرك عززت هذا الانطباع، موضحًا أن عدم تلقي رد أميركي حازم عندما أُبلغت الجهات الأميركية بخطط نشر الصواريخ في الجنوب اعتُبر بمثابة موافقة ضمنية، الأمر الذي دفع دمشق للاعتقاد بأن إسرائيل لن تتدخل عسكريًا.

وبحسب دبلوماسي أجنبي مقيم في دمشق، فإن التقديرات السورية كانت مفرطة في الثقة، وبُنيت على إشارات أميركية غير واضحة، تبيّن لاحقًا أنها لا تعكس الواقع الفعلي للموقف الدولي تجاه هذا التحرك.

في المقابل، أفاد مسؤول خليجي رفيع المستوى بأن دمشق ارتكبت خطأ جسيمًا في إدارة ملف السويداء، متهمًا القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق أبناء الطائفة الدرزية، بما في ذلك عمليات قتل وتعذيب وإهانات، وهو ما أعطى إسرائيل، بحسب رأيه، مبررًا قويًا للتدخل العسكري في الجنوب.

وأشار مصدر استخباري في المنطقة إلى أن الرئيس الشرع لم يكن يسيطر على تفاصيل العمليات الميدانية، بسبب تراجع الانضباط في صفوف القوات النظامية، واعتماده على مجموعات مسلحة متعددة الخلفيات، العديد منها يحمل توجهات إسلامية متشددة.

وفي ختام التصريحات، أكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية السورية أن العملية العسكرية لم تكن تستهدف التصعيد أو الانتقام، بل جاءت بدافع حماية وحدة البلاد، مشددًا على أن القوات السورية مستعدة لإعادة الانتشار فور توفُّر ظروف ملائمة، تشمل ضمانات أميركية صريحة بعدم تدخل إسرائيل مستقبلًا في مسار استعادة السيطرة على الجنوب السوري.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
أردوغان يؤكد لبوتين رفض انتهاك إسرائيل لسيادة سوريا ويشدد على خطر الاشتباكات في السويداء

أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقش خلاله آخر المستجدات في الملف السوري، بالإضافة إلى تطورات الحرب في أوكرانيا، مع التأكيد على استمرار دور تركيا في تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية.

وأوضحت الرئاسة التركية أن أردوغان شدد خلال الاتصال على ضرورة عدم السماح لإسرائيل بانتهاك سيادة سوريا، معتبرًا أن هذه الخروقات تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة، كما عبّر عن قلقه إزاء الاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء بعد انسحاب القوات السورية منها، محذرًا من أن استمرار هذه المواجهات يشكل خطرًا على استقرار الجنوب السوري والمنطقة برمتها.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده تواصل السعي من أجل تحقيق التنمية في سوريا، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار فيها، بما يضمن وحدة البلاد وسلامة شعبها، مجددًا تمسك أنقرة بالحلول السياسية كخيار أساس لإنهاء الأزمات التي تعصف بالمنطقة.

وفي سياق منفصل، تطرق الاتصال إلى تطورات الحرب في أوكرانيا، حيث أكد أردوغان أهمية عقد الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى استعداد تركيا لاستضافة هذه الجولة في إسطنبول، بالتوقيت الذي يتم الاتفاق عليه من قبل الطرفين، في إطار مساعي أنقرة لتهيئة بيئة ملائمة للحوار المباشر بين موسكو وكييف.

من جهته، أعلن المكتب الإعلامي للكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين تبادل وجهات النظر مع الرئيس التركي حول الأوضاع في سوريا وأوكرانيا، مؤكدًا اتفاق الطرفين على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا من خلال دعم الحوار وتعزيز التوافق الوطني بين مختلف القوى السورية.

وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي جدد التزام بلاده بالحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية الصراع في أوكرانيا، وعبّر عن امتنانه لتركيا على دورها في تسهيل المفاوضات الثنائية، ودعمها المستمر لإيجاد مخرج سلمي من الحرب القائمة.


وشهدت محافظة السويداء تصاعد خطير خلال الأيام الماضية، عقب انسحاب القوات العسكرية والأمنية من بعض المناطق، استجابةً إلى نزع فتيل التوتر بعد اشتباكات دامية مع مليشيا الهجري، غير أن هذا الانسحاب أفسح المجال أمام الميليشيا لتنفيذ هجمات انتقامية طالت مدنيين من عشائر البدو، شملت حرق منازل وتهجيرًا قسريًا لعائلات.

وقد تسببت هذه الأحداث بصدور موجة من ردود الفعل العربية والدولية، حيث شدد الرئيس الشرع في بيان سابق على التزام الحكومة بمحاسبة جميع المتورطين في الاعتداءات، وضمان فرض سيادة القانون في كامل أنحاء البلاد، بينما عبّرت عدة دول عربية، إلى جانب تركيا، عن إدانتها الصريحة لما جرى، مؤكدة دعمها لوحدة الأراضي السورية واستقرارها، ومحذّرة من تبعات استمرار حالة الانفلات الأمني في الجنوب.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
صعوبات الزواج أمام شباب سوريا بعد الحرب: السكن والعمل وتقاليد المجتمع عقبات مركبة

تُشكل مسألة الزواج في سوريا واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في ظل ما خلّفته الحرب في سوريا من أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة. وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد البائد، ما تزال آثار الحرب تقيّد أحلام آلاف الشباب، وتُحيل طموحاتهم إلى رهائن للواقع المتأزم في مختلف المجالات، من العمل والسكن إلى التكاليف المرتفعة والتقاليد الاجتماعية الصارمة.

كشف عدد من الشبان الذين قابلهم فريقنا الميداني خلال إعداد هذا التقرير، أن تأمين المسكن بات العقبة الأشد وطأة أمام فكرة الزواج، إذ ترفض معظم الفتيات الإقامة في بيت عائلة الزوج، ويفضلن بدء حياة جديدة في منزل مستقل، ما يضع الشاب أمام تحدٍ كبير لتوفير منزل سواء عن طريق الشراء أو البناء، وهو ما يبدو مستحيلاً في ظل انهيار القدرة الشرائية وارتفاع أسعار العقارات.

وأشار آخرون إلى أن ارتفاع الإيجارات بعد عودة أعداد كبيرة من المهجرين إلى مناطقهم في أعقاب تحرير سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2024، فاقم أزمة السكن، خاصة مع الشروط المجحفة التي يفرضها بعض المؤجرين، كطلب سداد الإيجار لأشهر متعددة مقدمًا، وهو ما يعرقل أي محاولة لتأمين استقرار مؤقت.

وبيّن عدد من الشبان أن ارتفاع أسعار الذهب يُعد من أكبر المعوقات المادية التي تعترض طريق المقبلين على الزواج، إذ تجاوز سعر غرام الذهب من عيار 21 حاجز التسعين دولارًا، فيما لا تزال التقاليد تُلزم العريس بشراء كمية من المجوهرات للعروس، ما يضيف عبئًا ماليًا لا يمكن تحمله في معظم الحالات.

وأوضح بعض الشباب أن تكلفة الزواج لا تقتصر على السكن والمهر فقط، بل تمتد إلى تجهيز المنزل وشراء المستلزمات الأساسية والملابس والهدايا، في وقت تندر فيه فرص العمل وتغيب فيه الضمانات الوظيفية، مما يُبقي الشباب في حلقة من العجز والانتظار المفتوح.

وشدد من التقتهم فرقنا على أن الصعوبات الاقتصادية تُضاف إليها العقبات الاجتماعية، حيث يصر الكثير من الأهالي على شروط مادية صارمة تتجاوز قدرة الشاب، ما يجعل مسألة الزواج مرتبطة بصورة العائلة ومكانتها الاجتماعية أكثر من ارتباطها برغبة الشريكين في الاستقرار وتكوين أسرة.

ودعا مراقبون إلى ضرورة تخفيف الأعباء المفروضة على الشباب، من خلال حملات توعية مجتمعية تدعو إلى تيسير متطلبات الزواج، ووقف التقاليد التي تُثقل كاهل العائلات، إلى جانب أهمية إطلاق برامج حكومية فعالة توفر فرص العمل والدخل المستقر.

كما طالبوا بوضع تشريعات واضحة تنظم سوق الإيجارات وتحد من الاستغلال، بما يضمن توفير بيئة سكنية مستقرة تدعم حق الشباب في تأسيس حياة كريمة ومستقلة.

وبين وطأة الواقع الاقتصادي والتقاليد المجتمعية القاسية، يقف شباب سوريا عاجزين أمام حلم الزواج، بانتظار حلول تُعيد لهم الأمل في بناء أسر مستقرة بعد سنوات الحرب.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
أبي المنى وجنبلاط يرفضان الحماية الإسرائيلية ومجلس الإفتاء يحذر من الفتنة في السويداء

عبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، عن رفضه المطلق لأي دعوات انفصالية أو تقسيمية في سوريا ولبنان، مؤكدًا أن وحدة الأرض والشعب خط أحمر لا يجوز تجاوزه، ومستنكرًا في الوقت ذاته أي شكل من أشكال الاستعانة بالعدو الإسرائيلي.

قال أبي المنى إن طلب الحماية من العدو الإسرائيلي مرفوض جملة وتفصيلًا، لما يشكله من خيانة وطنية وشرعية، محملًا الحكومة السورية مسؤولية تدهور الأوضاع في الجنوب، وداعيًا إلى معالجة المشكلات بحكمة ومسؤولية وطنية.

من جانبه، دعا الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى تغليب صوت العقل في مقاربة التطورات المتسارعة في محافظة السويداء، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتجنيب المدنيين مزيدًا من المآسي في ظل اشتداد موجات العنف المرتبط بالحرب في سوريا.

بيان شرعي من مجلس الإفتاء الأعلى
وفي وقت سابق، أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا بيانًا شرعيًا تناول فيه تطورات الأوضاع في السويداء، محذرًا من تصاعد وتيرة العنف وسفك الدماء، ومشددًا على مجموعة من الأحكام الشرعية التي تضبط الموقف من الناحية الدينية.

شدد المجلس على أن اللجوء إلى العدو الإسرائيلي المحتل يُعد خيانة محرّمة بإجماع العلماء، مؤكدًا أن هذا الكيان لطالما أثبت غدره ونقضه للمواثيق، ولا يجوز التعامل معه أو الاعتماد عليه في أي ظرف أو سياق.

أشار البيان إلى أن الاعتداء على المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والضعفاء، أو تهجيرهم من منازلهم، يُعد جريمة مضاعفة، لا سيما في الشهر الحرام، مستندًا إلى قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا﴾، في دعوة واضحة لالتزام المبادئ الأخلاقية والشرعية.

لفت المجلس إلى ضرورة التمييز بين المعتدين ومن يستقوي بالعدو من جهة، وبين أبناء المجتمع المحلي من جهة أخرى، محذرًا من الاعتداء على أي سوري بناءً على خلفيته الطائفية أو المناطقية، ومذكّرًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.

أكد المجلس أن من واجب الدولة السورية شرعًا أن تؤمّن الحماية لجميع المواطنين دون استثناء، وتمنع الفتنة، وتتصدى لكل مظاهر الاعتداء والانفلات، وتغيث المتضررين والمهجرين أينما وجدوا، بغض النظر عن انتماءاتهم.
حذر البيان من خطر الخطابات الطائفية، مشيرًا إلى أن التحريض المذهبي هو من الأسباب الرئيسية لتفجير الأوضاع، داعيًا إلى التحقق من المعلومات وعدم التفاعل مع الأخبار إلا بعد التأكد من مآلاتها وعدم تسببها في إشعال الفتنة.

أقر المجلس بشرعية الدفاع عن النفس والمال والعرض، والدعوة إلى نجدة المظلوم والمختطف ضمن الإمكانات المتاحة، لكنه شدد على أن القيام بذلك لا يُبرر منازعة الدولة في مهامها السيادية، وأن المرجعية في الأمن يجب أن تبقى بيد السلطة الشرعية وحدها.

اختتم مجلس الإفتاء بيانه بتجديد التأكيد على ضرورة حماية وحدة البلاد وسلامة سكانها، ورفض الانجرار إلى الفتنة أو الاقتتال الداخلي، في ظل تفاقم التصعيد في الجنوب السوري ضمن سياق الحرب في سوريا، داعيًا إلى وعي وطني جماعي يوقف الانهيار ويعيد الأمن.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠٢٥
بعد دخول الآلاف من مقاتلي العشائر.. الهجري يدعو لوقف إطلاق النار : “لا للسلاح”

دعا حكمت الهجري، أحد المرجعية الروحية لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، إلى وقف فوري لإطلاق النار في المحافظة ، مؤكداً ضرورة “الاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح والفوضى”، في ما اعتبره مراقبون بيان تراجع واضح بعد أيام من المواجهات الدامية.

البيان الذي صدر مساء الثلاثاء، جاء بعد ساعات من دخول آلاف المقاتلين من العشائر السورية إلى المحافظة، استجابةً لنداءات النفير التي أُطلقت إثر تقارير عن انتهاكات طالت مدنيين بدو، بينهم نساء وأطفال، على يد مجموعات محلية موالية للهجري.

وأكد الهجري في بيانه أن الطائفة المعروفية “لم تكن يومًا دعاة فتنة أو تفرقة”، مشددًا على أن “الجبل كان ملاذًا للمظلومين”، ومترحمًا على من وصفهم بـ”الشهداء الذين قضوا دفاعًا عن كرامتهم وهويتهم”.

وكان السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص لسوريا، توم باراك، قد أعلن مساء الثلاثاء عن “اتفاق لوقف إطلاق النار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، بدعم من الولايات المتحدة وبتأييد تركيا والأردن”، داعيًا “الدروز والبدو والسنّة وجميع المكونات السورية إلى وضع السلاح وبناء هوية سورية موحدة في ظل السلام والازدهار”.

وتأتي هذه الدعوة بعد خسائر ميدانية تكبدتها الجماعات المسلحة التابعة للهجري، وانهيار عدد من مواقعها داخل المدينة وفي ريفها، ما دفع مراقبين إلى وصف البيان بـ”رسالة استسلام ناعمة”، تهدف إلى تجنيب السويداء المزيد من التصعيد في ظل اختلال واضح في موازين القوى.

وتبقى الأوضاع في المحافظة مرشحة لمزيد من التوتر، في ظل غياب أي اتفاق سياسي شامل أو تدخل حاسم من الحكومة السورية، وسط استمرار المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى فوضى شاملة.

 

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
المفاوضات السورية – الإسرائيلية: أداة لاحتواء التصعيد لا بوابة للتطبيع
فريق العمل
● مقالات رأي
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
ازدواجية الصراخ والصمت: استهداف مسجد السويداء لم يُغضب منتقدي مشهد الإعدام في المستشفى
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى