بحث وزير السياحة مازن الصالحاني، اليوم، مع معاون وزير الخارجية الباكستاني لشؤون الشرق الأوسط، شهريار أكبر خان، والوفد المرافق له، سبل تعزيز التعاون الثنائي في القطاع السياحي، وإعادة تنشيط السياحة في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
تسهيلات متبادلة واستئناف للرحلات الجوية
تناول اللقاء الذي عقد في مبنى الوزارة، مناقشة تقديم تسهيلات متبادلة تتعلق بالتأشيرات وسمات الدخول، بهدف دعم السياحة الوافدة، والتمهيد لاستئناف الرحلات الجوية بين سوريا وباكستان بعد عيد الأضحى المبارك، في إطار خطة متكاملة لإعادة إنعاش الحركة السياحية.
باكستان تؤكد دعمها للبنية التحتية السياحية في سوريا
من جانبه، عبّر المسؤول الباكستاني عن استعداد بلاده الدائم لتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لتنشيط المحيط السياحي في سوريا، وخاصة في مجالي التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية، مؤكدًا رغبة إسلام آباد في تعزيز الشراكة السياحية بين البلدين.
"باكستان" ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتؤكد دعمها لاستقرار المنطقة
رحبت باكستان بقرار الولايات المتحدة الأمريكية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تحولاً محوريًا نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية في سوريا.
وفي بيان صادر عن السفارة الباكستانية في دمشق، أكدت باكستان أن رفع العقوبات سيعزز النمو الاقتصادي لسوريا ويدعم جهود السلطات السورية في إعادة الإعمار. كما شددت السفارة على أهمية التزام الدول المختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، بمواصلة العمل البنّاء لتحقيق السلام في سوريا.
وأعربت السفارة عن دعم باكستان لأي حل سوري يقوده السوريون بأنفسهم، مؤكدة التزامها الثابت بوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
رئيس الوزراء الباكستاني يهنئ أحمد الشرع بتولي رئاسة سوريا
سبق أن هنأ رئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، السيد أحمد الشرع بتوليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية. وأعرب شهباز شريف في برقية تهنئة عن تمنياته للرئيس الشرع بالتوفيق في مهامه الجديدة، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى تطلع الحكومة الباكستانية للعمل مع القيادة السورية الجديدة لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
موقف باكستان الثابت منذ بداية الأزمة السورية
منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، تبنت باكستان سياسة عدم التدخل، داعية إلى حل سياسي شامل للأزمة. وقد أكدت باكستان مرارًا على احترام سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية، معارضة أي تدخل عسكري خارجي في شؤونها الداخلية.
استقبل وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري، نظيره السعودي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، في مقر البعثة السورية بمكة المكرمة، حيث أعرب عن امتنانه للتسهيلات والخدمات المتميزة التي وفرتها المملكة للحجاج السوريين خلال موسم الحج الحالي.
وخلال اللقاء الذي جرى اليوم، أكد الوزير شكري على أهمية التعاون والتنسيق بين الجانبين لضمان أداء الحجاج السوريين لمناسكهم بكل يُسر وطمأنينة، مشددًا على التزام سوريا الكامل بتعليمات وأنظمة الجهات السعودية المختصة، وتقديرها الكبير للجهود المبذولة في تنظيم الحج بما يضمن سلامة الحجاج وراحتهم.
كما نقل وزير الأوقاف تحيات الرئيس السوري أحمد الشرع إلى خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة العربية السعودية، معربًا عن شكره العميق لما تبذله السعودية من جهود متواصلة في خدمة ضيوف الرحمن، وما تشهده منظومة الحج من تطور ملحوظ عاماً بعد عام.
من جانبه، أكد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة على حرص المملكة على صون حقوق الحجاج السوريين وتقديم أفضل الخدمات لهم، بما يعكس قيم الضيافة والاهتمام التي تميز جهود المملكة، معربًا عن أمله في أن تنعم سوريا بالاستقرار والطمأنينة قريبًا.
واصل حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم الأربعاء، التوافد بكثافة إلى مشعر "منى" الواقع غرب السعودية، لقضاء يوم التروية، إيذاناً ببدء مناسك الحج للعام الهجري 1446، وويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو واد تحيط به جبال، ويبعد حوالي 7 كيلومترات عن المسجد الحرام.
وأفادت قناة "الإخبارية" السعودية بأن "ضيوف الرحمن يواصلون التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية"، موضحة أن الحجاج يصلون إلى المشعر عبر وسيلتين رئيسيتين، الحافلات الترددية وقطار المشاعر، وسط تنظيم محكم وخطط تفويج منظمة.
وأشارت القناة إلى الالتزام الواضح من الحجاج داخل مشعر منى، مؤكدة تواجد رجال الأمن في كافة المواقع دون تسجيل أي مخالفات.
ويقضي الحجاج في منى يوم التروية بالذكر والدعاء والتأمل، مع ترديد تكبيرات وتلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، بالإضافة إلى أداء الصلوات الخمس قصراً دون جمع، ويبيت الحجاج ليلتهم هناك استعداداً للتوجه إلى صعيد عرفة عقب شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
ويُذكر أن مديرية الحج والعمرة السورية أعلنت عن اكتمال وصول كافة الحجاج السوريين إلى مكة المكرمة، في إطار الاستعدادات النهائية لأداء فريضة الحج لهذا العام 1446 هـ - 2025 م. وأكدت المديرية نجاح خطة السفر والتنقل التي ضمنت وصول الحجاج بأمان وتنظيم من مختلف الدول والمناطق التي يتواجدون فيها.
ويبلغ عدد الحجاج هذا العام نحو 22,500 حاج وحاجة، يمثلون الحصة الرسمية للجمهورية العربية السورية. وقد تم تنظيم عمليات التفويج من عدة نقاط انطلاق، منها دمشق، إسطنبول، غازي عنتاب، ودول الخليج العربي، تحت إشراف مباشر من بعثات إدارية ودينية وطبية وإعلامية.
وفي تصريح خاص لوكالة سانا، أوضح محمد نور أعرج، مدير الحج السوري، أن جميع الحجاج وصلوا إلى مكة بسلام، مع تسجيل حالة وفاة واحدة قبل بدء السفر. وأضاف أن لجان البعثة قامت بتوزيع الحجاج على مقار سكن منظمة في مناطق مختلفة بمكة، مع الاستمرار في تقديم الدعم والرعاية على مدار الساعة لضمان راحة ضيوف الرحمن خلال أداء مناسك الحج.
كما أعرب أعرج عن شكره للجهود والتسهيلات التي قدمتها وزارة الحج والعمرة السعودية، معبراً عن أمل البعثة في تعزيز التنسيق مع الجهات السعودية في المواسم المقبلة، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للحجاج.
وشدد على أهمية التزام الحجاج بالسلوك الحسن والنية الصادقة، والالتزام بالتعليمات الشرعية والتنظيمية، مؤكداً رضاه عن نجاح المراحل الأولى من البرنامج والاستعداد الجيد لاستقبال يوم عرفة، وأشار إلى تطوير الإجراءات الإدارية للبعثة، مما ساهم في تسريع وتيرة العمل وتحسين جودة الخدمات وتقليل عدد الشكاوى، مع وجود لجان رقابية مستقلة تتابع التسجيل والتوزيع بدقة، إضافة إلى نظام أرشفة رقمي ونافذة للتواصل مع الحجاج لتلقي الملاحظات.
وأكد أعرج على التزام البعثة بتوزيع حصة الحجاج بطريقة شفافة وعادلة من خلال نظام قرعة علني يبث مباشرة، مع توقع زيادة الحصة في الأعوام القادمة لتلبية الطلب المتزايد.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن وصول الحجاج إلى مكة بأمان يعكس مدى التنظيم والتزام مؤسسات الدولة، مشيداً بجاهزية البعثة لإدارة الملف الإيماني والإنساني بكفاءة عالية، وموجهاً الشكر للسلطات السعودية على التسهيلات المقدمة.
قُتل أربعة مدنيين على الأقل، وجرح آخرون كانوا يستقلون حافلة مدنية، اليوم الأربعاء 4 حزيران/ يونيو، جراء سلسلة انفجارات عنيفة ناتجة عن انفجار مستودع ذخيرة في موقع عسكري سابق، قرب بلدة الربيعة بريف حماة لأسباب لا تزال مجهولة.
ووفق المعلومات الأولية، أدى الانفجار إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، نتيجة تضرر "سرفيس" كان يمرّ قرب موقع الانفجار، فيما لا تزال الأنباء متضاربة بشأن حجم الخسائر البشرية والمادية.
وأفادت مصادر محلية بأن الانفجار وقع في مستودع أسلحة يُعتقد أنه كان مستخدماً سابقاً من قبل قوات عسكرية، دون صدور تعليق رسمي حتى الآن يوضح طبيعة الانفجار أو الجهة التي تتولى السيطرة على الموقع حالياً.
وأكدت وسائل إعلام محلية بوقوع قتلى وإصابات خطيرة في قرية الربيعة، إثر تطاير شظايا ناجمة عن انفجار في كتيبة الدفاع الجوي، أصابت ميكروباص يقل مدنيين.
وذكرت أن الانفجار وقع بين قريتي مطنين والربيعة بالقرب من مطار حماة العسكري، وتداول ناشطون مشاهد المصورة تُظهر انفجارات ضخمة متتالية وقذائف ذخيرة تتطاير في المناطق المجاورة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
هذا ولا تزال أصوات الانفجارات المتتالية تسمع في محيط البلدة، وسط حالة من الذعر بين السكان المحليين، في ظل غياب معلومات دقيقة حول أسباب الانفجار وما إذا كانت هناك ذخائر أخرى مهددة بالانفجار.
أعلنت المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات بدء صرف المنحة المالية التي أقرها الرئيس السوري أحمد الشرع بموجب المرسوم رقم 68 الصادر بتاريخ 31 أيار 2025، للمستفيدين من المتقاعدين المدنيين والعسكريين ممن تقاعدوا قبل نيسان عام 2011، وكذلك المستحقين عنهم.
وفي تصريح لوكالة سانا، أوضح مدير عام المؤسسة، مشهور الزعبي، أن عدد المتقاعدين المدنيين والمستحقين المشمولين بالمنحة بلغ 257,691 مستفيداً، بقيمة إجمالية تصل إلى 57 ملياراً و530 مليون ليرة سورية.
وبيّن الزعبي أن من بين المستفيدين، هناك 179,531 متقاعداً ومستحقاً عنهم تقاعدوا قبل نيسان 2011، وتبلغ الكتلة المالية المخصصة لهم نحو 33 ملياراً و746 مليون ليرة.
وأشار إلى أن صرف المنحة سيتم بالآلية المعتادة المعتمدة لصرف الرواتب، سواء عبر فروع المؤسسة السورية للبريد أو من خلال المصارف العامة المنتشرة في المحافظات.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أصدر مرسوماً في 31 أيار الماضي، يقضي بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، شملت المنحة مبلغاً مقطوعاً قدره 500,000 ليرة سورية للعاملين المدنيين والعسكريين في الدولة، و300,000 ليرة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين، بمن فيهم العاملون الدائمون والمؤقتون والعاملون بالأجر اليومي، مع إعفاء كامل من أي ضرائب أو اقتطاعات مالية.
أعرب الحاج السوري "حكمت الخالد"، وهو من ذوي الهمم وفاقد للبصر نتيجة إصابة خلال المعارك، عن بالغ سعادته لاختياره ضمن المستفيدين من منحة الحج المقدمة من الدولة السورية لهذا العام.
وقال في تصريح تلفزيون سوريا: "مع اقتراب موسم الحج، كنت أدعو الله أن يرزقني زيارة بيته الحرام والطواف حول الكعبة. وفي أحد الأيام، أبلغنا الإخوة الإداريون المشرفون علينا، نحن الجرحى، أن هناك قرعة ستُجرى لاختيار الحجاج، وقاموا بنقلها مباشرة".
وأوضح أنه شعر حينها بأن اسمه سيُدرج ضمن المقبولين، وظل يدعو ألا يُخيّب الله ظنه. وأضاف:"في البداية، ورد اسمي ضمن قائمة الاحتياط، ما يعني أن احتمالية الذهاب كانت غير مؤكدة. لكن بعد فترة قصيرة، أبلغوني بأنه تم اعتمادي ضمن القائمة الأساسية، وأني سألتحق بالمجموعة لأداء الحج".
وتابع قائلاً: "شعرت بفرحة لا توصف، يعلمها الله وحده. وعندما وصلنا إلى مكة، أدّينا العمرة أولاً، وتلقى الجميع توجيهات من الشرعيين والإداريين بشأن أداء المناسك. وما إن دخلت الحرم، حتى شعرت بسكينة وطمأنينة، وغرغرت عيناي بالدموع".
واختتم الخالد حديثه بالإشادة برفاقه في الغرفة، قائلاً: "الإخوة الذين أشاركوني السكن لا يتوانون عن مساعدتي، جزاهم الله خيراً، وهم أيضاً من المصابين".
منحة الحج
ويُشار إلى أن حكمت الخالد كان واحداً من بين أكثر من 500 حاج من مصابي المعارك وذوي الشهداء والأسرى في سجون النظام البائد، ممن شملتهم منحة الحج التي قدّمتها الدولة السورية لعام 1446 هـ – 2025 م. وقد جاءت هذه المبادرة تقديراً لتضحياتهم وتكريماً لأسرهم، وفاءً لمن بذلوا أرواحهم وأعمارهم في سبيل الوطن. وتشمل المنحة جميع نفقات الرحلة، من تأشيرات ونقل وإقامة، إلى جانب خدمات لوجستية وطبية متكاملة، إضافة إلى برامج إرشاد ديني ترافق الحجاج خلال أداء المناسك، لضمان راحتهم وتيسير رحلتهم الإيمانية.
وقد عبّر عدد من الحجاج المستفيدين من المنحة في مقابلات مصوّرة عن امتنانهم العميق للحكومة التي أتاحت لهم هذه الفرصة المباركة، موجّهين شكرهم على ما وصفوه بـ"رحلة العمر". وأكد أحدهم أنّ مشاعر الفرح التي غمرتهم لا يمكن وصفها، لما تمثله هذه الرحلة من قيمة روحية وإنسانية كبيرة في حياتهم.
مكالمة الشرع مع الحجاج
ويُذكر أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" أجرى مكالمة هاتفية التي مع مجموعة من الحجاج السوريين المتواجدين في المملكة العربية السعودية، ليطمئن شخصياً على أوضاع الحجاج والتأكد من أن جميع الترتيبات تسير على خير ما يرام.
وقد ضمت المجموعة عدداً من الحجاج الذين توجهوا إلى الديار المقدسة ضمن المنحة التي قدمها الشرع لذوي الهمم وأهالي الشهداء، تقديراً لتضحياتهم وتكريماً لصبرهم، الأمر الذي لاقى صدى واسعاً في الشارع السوري، وأعاد التأكيد على الروح الإنسانية التي تسعى القيادة السورية إلى تعزيزها.
خلال المكالمة، أعرب الرئيس الشرع عن فخره بالحجاج السوريين، ودعاهم إلى اغتنام فرصة وجودهم في هذه البقاع الطاهرة للإكثار من العبادة والدعاء، مؤكداً أنهم يمثلون سوريا أمام إخوتهم في المملكة العربية السعودية. وقد رد الحجاج بأنهم يفعلون ذلك بكل صدق، وأن دعواتهم لا تنقطع لسوريا وشعبها وقائدها.
كما أشار الشرع إلى العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين الشعبين السوري والسعودي، داعياً الحجاج إلى أن يعكسوا أفضل صورة عن الأخلاق والسلوك السوري الأصيل، وقد أكد أحد الحجاج أن استقبالهم كان في غاية الكرم، حتى أن أحد السعوديين قبّل جواز سفره فقط لأنه يحمل الجنسية السورية، في لفتة مؤثرة تعكس عمق المحبة بين الشعبين.
وخلال الاتصال، وجّه أحد الحجاج من ذوي الهمم شكره العميق للرئيس الشرع قائلاً: "سيدي الرئيس، سعادتنا بهذه المنحة أنستنا آلام السنين وجراحها، ونسأل الله أن يمدّكم بالقوة والعافية"، ليجيبه الرئيس: "أنتم تستحقون عيوننا، وسنردّ الجميل ليس بالحج فقط، بل بإعادة الإعمار، وتحقيق الأمن، وتوفير الرزق بإذن الله".
كشف وزير الدفاع التركي يشار غولر، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، عن بدء بلاده بتقديم خدمات التدريب والاستشارات العسكرية للقوات المسلحة السورية، في خطوة تعكس تحولًا لافتًا في طبيعة العلاقة بين أنقرة ودمشق.
وأكد غولر أن تركيا تتخذ خطوات عملية لزيادة القدرات الدفاعية لسوريا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الحديث عن انسحاب أو إعادة انتشار القوات التركية في الأراضي السورية لا يزال سابقًا لأوانه.
وأوضح أن إعادة تقييم الوجود العسكري التركي في سوريا لن تكون مطروحة إلا بعد تحقق مجموعة من الشروط، أبرزها: تحقيق الاستقرار والسلام، إزالة الخطر الإرهابي بشكل كامل، تأمين الحدود التركية، وضمان عودة كريمة للاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار.
وأشار وزير الدفاع التركي إلى أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع الجانب الإسرائيلي لتشكيل آلية "منع تصادم"، بهدف تجنب أي اشتباك مباشر أو أحداث غير مرغوبة في المنطقة.
وأضاف أن الجهود مستمرة لتفعيل هذه الآلية وإنشاء هيكل اتصال وتنسيق دائم، مع التأكيد أن هذه الإجراءات لا تعني بأي شكل من الأشكال تطبيعًا في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وختم غولر تصريحه بالتأكيد على أن أولويات تركيا في سوريا تتمثل في الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والتخلص من الإرهاب، مشددًا على دعم بلاده لدمشق في هذه المساعي.
وسبق أن أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولير، أن بلاده تتابع "بعناية ودقة" التطورات المتعلقة بالاتفاق الجاري بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مشدداً على أهمية ترسيخ الاستقرار في سوريا كعنصر حاسم لمستقبل المنطقة بأكملها.
وقال غولير: "ترسيخ الاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها لهما أهمية حاسمة لمستقبل منطقتنا. نحن في تركيا نواصل دعم بناء القدرات الأمنية والدفاعية لسوريا الجديدة، ونؤكد استمرار حربنا ضد جميع المنظمات الإرهابية".
وأضاف: "كل كيان أو مؤسسة لا تلقي السلاح ستبقى هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة. نتابع عن كثب التحول الجاري من الطموحات العقيمة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، إلى مبادرة تنفتح على مقاربة أكثر واقعية وحكيمة".
وأكد غولير أن أمن بلاده لا يقتصر على حدودها الجغرافية فقط، بل يشمل منظومة شاملة من الدفاعات القوية، قائلاً: "وجود قوات مسلحة تركية فعالة، ورادعة، وجاهزة، سواء في البر أو البحر أو الجو، أو في الفضاء السيبراني، هو أحد أعمدة السلام والاستقرار في المنطقة".
وأشار في ختام كلمته إلى أن تركيا ستواصل مراقبة كافة التطورات المرتبطة بسوريا الجديدة، مشدداً على أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب سيبقيان على رأس أولويات المؤسسة العسكرية التركية.
أعلنت الحكومة السورية عن إنشاء المؤسسة العامة لنقل الركاب، لتكون جهة مركزية تتولى الإشراف والتطوير لهذا القطاع الخدمي الحيوي، تحت مظلة وزارة النقل في خطوة تهدف إلى تنظيم قطاع النقل الداخلي في سوريا.
ووفق ما أفاد به مدير عام المؤسسة، "عمر قطّان"، فإن المؤسسة ستتولى إدارة وتشغيل خدمات النقل الجماعي داخل المدن، بما يشمل تشغيل الحافلات العامة، تنظيم تعرفة الركوب.
ومراقبة مختلف وسائل النقل المأجور، بما فيها الباصات، والميكروباصات، والسرافيس، وسيارات الأجرة، والمكاتب والشركات العاملة في هذا المجال، وصولاً إلى شركات النقل بين المحافظات ومراكز الانطلاق.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن إستراتيجية وطنية شاملة لإعادة بناء قطاع النقل، باعتباره من الخدمات الأساسية التي تمسّ الحياة اليومية للمواطنين.
وذكر أن المؤسسة بدأت منذ تأسيسها بجرد شامل لأسطول النقل الداخلي، حيث تبين أن عدد الحافلات في دمشق بلغ 1304 باصات، إلا أن 75 منها فقط قيد التشغيل، بينما تم إدخال 35 باصاً جديداً إلى الخدمة بعد عام 2020، فيما تتجاوز نسبة الباصات المتوقفة 80 بالمئة، بسبب الأعطال ونقص قطع التبديل.
وأضاف أن هذا الواقع يضع المؤسسة أمام تحديات تشغيلية كبيرة، دفعتها إلى إطلاق خطة لإعادة تأهيل الحافلات المتوقفة بالإمكانات المحلية، وتشغيل 200 باص على خمسة خطوط رئيسية في دمشق، مع خطة توسع مستقبلية لتغطية كافة الخطوط داخل العاصمة.
في سياق متصل، تعمل المؤسسة على دراسة شاملة لشبكة خطوط النقل في دمشق، بهدف تحديد الخطوط ذات الأولوية وفق الكثافة السكانية، وضمان عدالة التوزيع وفعالية التشغيل، بما يخفف من الضغط الخدمي في بعض المناطق.
وضمن جهود دعم الأسطول، تسلمت سوريا 50 حافلة حديثة كهبة من جمهورية بيلاروسيا خلال شهر أيار الماضي، تم توزيعها على أربع محافظات رئيسية: دمشق (22 حافلة)، حلب (10)، حمص (10)، واللاذقية (8).
وأوضح أن بعض هذه الحافلات مزوّدة بتجهيزات خاصة لذوي الإعاقة، وتصل سعتها إلى 30 راكباً، وتم تشغيلها على خطوط مركزية في دمشق، منها: مساكن برزة – شارع الثورة، مخيم اليرموك – الحميدية، والمزة – مساكن برزة مروراً بالبرامكة.
وختم بالإشارة إلى أن هذه المساهمة تعزز جهود الحكومة في النهوض بمنظومة النقل، مقدماً شكره لجمهورية بيلاروسيا على دعمها للقطاع الخدمي في سوريا.
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة مفاجئة أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا إلى منطقة الجولان السوري المحتل، برفقة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف كاتس، والوزير رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وعدد من القادة العسكريين.
وأشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أن المسؤول الأميركي اطلع خلال الجولة على الأوضاع الأمنية في الجولان، وزار مواقع استراتيجية، في إطار تنسيق أمني متزايد بين واشنطن وتل أبيب، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتغيرات في المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد البائد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن الزيارة تأتي في سياق تقييم ما تصفه إسرائيل بـ"التهديدات المتزايدة" من سوريا الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وفي سياق متصل، توقعت مصادر إعلامية عبرية مرافقة نائب مبعوث ترامب السابق للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، للمبعوث الأميركي خلال زيارته للمنطقة الحدودية.
حتى اللحظة، لم تُصدر واشنطن أي توضيح رسمي بشأن تفاصيل الزيارة أو مخرجاتها، فيما امتنعت السلطات الإسرائيلية عن تقديم معلومات إضافية، ما يترك مساحة واسعة للتكهنات حول توقيت هذه الجولة ودلالاتها السياسية والأمنية.
وكان باراك قد أجرى في وقت سابق زيارة إلى دمشق وُصفت بـ"التاريخية"، كونها الأولى لمسؤول أميركي رفيع منذ أكثر من عقد، حيث عبّر خلالها عن رغبة بلاده في دعم الحوار لتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل ضمن استراتيجية إقليمية جديدة تتبناها واشنطن.
وجاءت الزيارة عقب تصعيد إسرائيلي ليلاً إذ شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الرابع من حزيران 2025، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في ريف محافظة درعا، وطال القصف مناطق عدة، من بينها الفوج 175 قرب مدينة إزرع، ومحيط تل المال شمالي درعا، إضافة إلى ضربات جوية بين سعسع وكناكر، وغارات على تل المحص قرب بلدة نمر ومدينة جاسم شمالي المحافظة.
وكانت أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا عبر مكتبها الإعلامي، أكدت فيه أنها لم تتحقق من صحة الأنباء المتداولة عن إطلاق نيران من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، مشيرة إلى احتمال استغلال بعض الأطراف للموقف بهدف زعزعة الاستقرار في الجنوب.
وأكدت الخارجية أن سوريا لا تشكل تهديدًا لأي دولة في المنطقة، وأن أولويات الدولة السورية في الجنوب تتركز على بسط سيادة القانون وإنهاء انتشار السلاح خارج المؤسسات الرسمية، بما يعزز الأمن والاستقرار.
كما أدانت دمشق بشدة القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق مدنية في محافظة درعا، معتبرة أن الهجوم يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، ويزيد من منسوب التوتر في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التهدئة والحلول السياسية.
تشير التطورات الأخيرة إلى مرحلة جديدة من التصعيد المحتمل، خاصة بعد فترة من الهدوء النسبي على الحدود السورية مع الأراضي المحتلة، رغم استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع في ريفي اللاذقية وطرطوس.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة الأميركية للجولان، المتزامنة مع تصعيد ميداني، تحمل رسائل سياسية واضحة، وقد تمهّد لإعادة رسم التوازنات الأمنية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
سجّل الميزان التجاري بين الأردن وسوريا ارتفاعاً ملموساً لصالح الأردن خلال الفترة من بداية العام الحالي وحتى منتصف أيار، بعد عودة النشاط إلى معبر جابر الحدودي عقب سقوط نظام الأسد البائد في الثامن من كانون الأول.
ووفق بيانات دائرة الجمارك العامة، ارتفع حجم الصادرات الوطنية الأردنية إلى سوريا إلى 88.654 مليون دينار، في حين بلغت المستوردات من سوريا 28.288 مليون دينار، ليحقق الميزان التجاري فائضاً بقيمة 60.366 مليون دينار لصالح الأردن.
وبحسب غرفة تجارة عمّان، بلغ حجم صادرات الأردن إلى سوريا في أول شهرين من 2025 نحو 35.4 مليون دينار، مقابل مستوردات بلغت 8.3 ملايين دينار، بفائض تجاري بلغ 27.1 مليون دينار.
وفي المقابل، بلغ حجم صادرات الأردن إلى سوريا خلال عام 2024 – في عهد النظام السابق – 55.1 مليون دينار، بينما بلغت المستوردات 60.8 مليون دينار، ليسجل الميزان التجاري حينها عجزًا قدره 5.7 ملايين دينار لصالح سوريا.
وقفز عدد الشاحنات الأردنية المتجهة إلى سوريا يوم الإثنين 3 حزيران إلى 1700 شاحنة، بحسب رئيس غرفتي تجارة عمّان والأردن، خليل الحاج توفيق، ووفق الإحصاءات، بلغ إجمالي عدد الشاحنات المغادرة من الأردن إلى سوريا منذ منتصف كانون الأول 2024 حتى نهاية أيار 2025 نحو **59,788 شاحنة، بينها: 21,574 شاحنة تحمل صادرات وطنية، و36,805 شاحنة ترانزيت من مراكز أخرى، و1409 شاحنات فارغة.
تصدرت المواد الإنشائية (الإسمنت، الخشب، البلاط، الدهانات، الخزانات) قائمة الصادرات، حيث بلغ عدد الشاحنات المحملة بها أكثر من 11,155 شاحنة، كما صدّر الأردن أكثر من 1784 شاحنة مواد صناعية (أقمشة، منظفات، لواصق، زجاجيات، ألواح طاقة شمسية).
وحملت 1037 شاحنة مواد غذائية (لحوم، أسماك، طحين)، و2226 شاحنة منتجات زراعية (خضار، أسمدة، بذور)، إلى جانب 5372 شاحنة تضم أدوات منزلية وأثاثًا ضمن حمولات اللاجئين العائدين.
وبلغ عدد الشاحنات القادمة إلى الأردن خلال الفترة نفسها 55,566 شاحنة، منها: 30,154 شاحنة أردنية، و5,768 شاحنة سورية، و19,644 شاحنة أجنبية، وفي خطوة لدعم النمو التجاري، قررت وزارة الداخلية الأردنية في 23 آذار، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، إدامة العمل في مركز حدود جابر مع سوريا على مدار 24 ساعة يوميًا.
وتشهد العلاقات الأردنية السورية تطورًا ملحوظًا على المستويات كافة، حيث توالت زيارات الوفود التجارية والصناعية إلى دمشق، وأسفرت عن فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي، وأكد الحاج توفيق استعداد الغرف التجارية الأردنية للمساهمة بخبراتها في إعادة إعمار سوريا، خصوصًا في قطاعات البناء وتكنولوجيا المعلومات والتعليم.
ويدرس الجانب السوري حاليًا اتفاقية التجارة المشتركة مع الأردن، تمهيدًا لانعقاد اجتماع اللجان الأردنية السورية المشتركة في تموز المقبل.
أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة شتوتغارت الألمانية، يوم الثلاثاء، حكمًا بالسجن المؤبد بحق قيادي سوري بارز، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال النزاع في سوريا، وذلك في خطوة تؤكد التزام ألمانيا بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
المتهم، المعروف في الأوساط الحقوقية باسم "عمار المزرعاني"، ويبلغ من العمر 33 عامًا، أدين بقيادة فصيل مسلح ارتكب انتهاكات خطيرة ضد مدنيين في مدينة "بصرى الشام" جنوبي سوريا.
وبحسب ما ورد في حيثيات الحكم، فإن المزرعاني شارك في حادثة تم فيها ضرب ثلاثة مدنيين بوحشية باستخدام بنادق كلاشينكوف، قبل أن يُسلَّموا إلى المخابرات العسكرية التابعة لنظام الإرهابي الفار "بشار الأسد"، حيث تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة داخل مراكز الاحتجاز.
تضمنت لائحة الاتهام أيضًا حادثة وقعت عام 2014، قام خلالها المزرعاني بإجبار أحد المدنيين على مغادرة منزله، ثم تعرّض للتعذيب على أيدي عناصر الفصيل الذي يقوده.
ما يميز هذه القضية هو تأكيد المحكمة على تلقي الفصيل المسلح الذي يقوده المتهم دعمًا مباشراً من جماعة "حزب الله" اللبنانية، وهو ما أضاف بُعدًا دوليًا للقضية وأظهر الترابط بين بعض الفصائل السورية المدعومة من الخارج والشبكات المتورطة في جرائم ممنهجة ضد المدنيين.
وقّعت الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال تدريب الكوادر الدبلوماسية وموظفي مؤسسات القطاع العام، وذلك في سياق دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطوير أطر التعاون المشترك.
جاء التوقيع خلال زيارة وفد من وزارة الخارجية والمغتربين السورية إلى العاصمة الأردنية عمّان، حيث استُقبل الوفد من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي.
وأشاد الصفدي، خلال اللقاء، بمتانة العلاقات السورية الأردنية، مشددًا على أهمية مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، استنادًا إلى توجيهات الرئيس السوري أحمد الشرع، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم السفير ماجد الظاهر ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية الدكتورة نانسي نمورة، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي السوري ونظيره الأردني، لتعزيز التعاون في مجال التدريب والتطوير المهني للكوادر الدبلوماسية والإدارية في كلا البلدين.
ووقّع المذكرة عن الجانب السوري السيد ياسر الجندي، مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين، وعن الجانب الأردني السفيرة هيفاء الحريشا، مديرة المعهد الدبلوماسي الأردني.
وتتضمن المذكرة تبادل الأساليب التدريبية الحديثة، وتطويرها بما ينسجم مع متطلبات العمل الدبلوماسي والإداري، إضافة إلى التعاون في مجالات العلاقات الدولية، القانون الدولي، العلوم السياسية، والإدارة الحكومية، إلى جانب تبادل المؤلفات والمطبوعات والمواد التدريبية ذات الصلة.
وكان مجلس الوزراء الأردني قد صادق في جلسته الأخيرة على مذكرة التفاهم، مشيدًا بأهميتها في تطوير أداء مؤسسات القطاع العام، وتوسيع أفق التعاون مع الجمهورية العربية السورية في المجالات المهنية والأكاديمية ذات الاهتمام المشترك.
كشفت كل من دمشق وأنقرة عن تعاون تقني مشترك لإعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية السورية، وإحياء الخط الحديدي الحجازي، في إطار توجه لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال تطوير النقل السككي.
وأكد وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو أن ربط شبكة السكك الحديدية السورية مع تركيا سيشكل ممراً استراتيجياً لنقل الركاب والبضائع، ويسهم بشكل مباشر في جهود إعادة إعمار سوريا بعد سنوات من الحرب.
تفاصيل المشروع والمرحلة الأولى
وأوضحت مصادر تركية أن المرحلة الأولى من المشروع، التي تتراوح تكلفتها بين 50 و60 مليون يورو، ستشمل إعادة تأهيل خط ميدان أكبس الحدودي وصولاً إلى حلب جنوباً، والذي دمرت الحرب حوالي 50 كيلومتراً منه، في حين بقيت بقية أجزاء الخط قائمة وصولاً إلى دمشق.
آمال بربط إقليمي جديد
ويرى خبراء في النقل أن هذه الخطوة من شأنها إعادة دمج سوريا في المنظومة الإقليمية، كما ستشكل نواة لربط سككي إقليمي أوسع، يمكن أن تنضم إليه دول عربية مجاورة بعد تحديث الشبكات القديمة.
وتعرضت الشبكة السورية، الممتدة على مسافة حوالي 2552 كيلومتراً، لأضرار تجاوزت 60% نتيجة الحرب الممتدة لـ14 عاماً، وفقاً لمدير عام الخطوط الحديدية السورية أسامة حداد.
وأكد حداد وجود خطط للربط السككي مع تركيا على مرحلتين، الأولى عبر محور (حلب – المسلمية – الراعي)، والثانية (المسلمية – ميدان أكبس الحدودي)، مضيفًا أن ما تبقى من الشبكة لا يتجاوز 1050 كيلومتراً صالحاً للتشغيل الجزئي.
تاريخ عريق للسكك الحديدية في سوريا
بدأ إنشاء الخطوط الحديدية السورية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث شهدت سوريا افتتاح خطوط مبكرة، من أبرزها الخط الحديدي الحجازي عام 1908 الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة، لكن الخط تعرض لأضرار واسعة نهاية الحرب العالمية الأولى ولم يُعاد تشغيله حتى اليوم.
محاولات سابقة ومتكررة لإحياء الخط الحجازي
أوضح الخبير الاقتصادي أحمد سلامة أن محاولات عديدة جرت لإحياء هذا الخط، من بينها مؤتمر الرياض عام 1955، وكذلك الجهود المشتركة بين سوريا والأردن والسعودية عام 1978، لكن دون نتائج ملموسة، كما أجرت تركيا عام 2011 دراسة لإحياء المشروع تعطلت بسبب اندلاع الحرب في سوريا.
خطوات عملية لإعادة التأهيل مع تركيا والأردن
بدأت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي في سوريا جهودًا جديدة لإعادة تأهيل الخط، حيث أعلنت عمان مؤخراً إتمام كشف فني لجزء الخط داخل الأراضي الأردنية، استعدادًا لتسيير رحلات سياحية بين الأردن وسوريا.
وأكد مدير مؤسسة الخط الحديدي الأردني زاهي خليل أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز السياحة والروابط الثقافية والاقتصادية بين البلدين.
تفاعل تركي واسع مع المشروع
وبيّن مدير عام مؤسسة الخطوط الحديدية السورية أسامة حداد أن الجانب التركي أظهر حماساً كبيراً في تقديم الدعم الفني واللوجستي والخبرات التقنية للمساعدة في تسريع إعادة تأهيل الشبكة.
تأثير اقتصادي كبير متوقع للربط السككي
وشدد الباحث في الهندسة المدنية بجامعة دمشق محمد الوادي على ضرورة تحديث الشبكات بما يتوافق مع المعايير الدولية، ما يفتح آفاقاً اقتصادية واسعة عبر تسهيل حركة النقل من أوروبا إلى الموانئ السورية ومنها إلى الخليج، أو عبر تركيا باتجاه الأردن والدول العربية الأخرى.
مشاريع مستقبلية لربط دول الخليج وسوريا
ورأى الخبير في النقل حسام الخجا أن المشروع يشكل فرصة مهمة للربط السككي بين دول الخليج وسوريا والأردن وتركيا، لما يوفره النقل بالقطار من تخفيض في التكلفة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بوسائل النقل الأخرى، وبنسبة 60% في استهلاك الطاقة، مما يحقق فوائد اقتصادية كبيرة لدول المنطقة.