عائد إلى دياره يزرع شجرة في مكان سقوط صاروخ روسي
عائد إلى دياره يزرع شجرة في مكان سقوط صاروخ روسي
● أخبار سورية ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥

عائد إلى دياره يزرع شجرة في مكان سقوط صاروخ روسي

أثبت السوريون على مدى سنوات  الثورة السورية الأربعة عشرة الماضية، قدرتهم على مواجهة التحديات والصعوبات بروح عالية من الصمود والصبر. لم يسمحوا للظروف القاسية، بما فيها النزوح، القصف، فقدان الأحبة، التشرّد، ندرة الموارد، وغيرها، أن تثنيهم عن الاستمرار في الحياة والتشبث بالأمل.

وخلال الثورة، وحتى بعد التحرير، ومع استمرار مواجهة السوريين لمشاهد الدمار والفقدان، ظلوا يثبتون للعالم مدى صمودهم وصبرهم، من خلال مبادرات تحمل رسائل رمزية متنوعة تعكس معاني الصمود والأمل والحياة رغم كل المصاعب.

زرع الأمل بعد الدمار
مؤخراً، قام نازح عاد حديثاً إلى منزله المهدم في قرية "معرة حرمة" بريف إدلب الجنوبي، بزرع شجرة ليمون في المكان الذي سقط فيه صاروخ روسي خلال الحرب. وفي المقطع الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، صرح الرجل بأنه قام بزراعة الشجرة فور وصوله، مضيفاً أنه ربما لن يحظى بفرصة تذوق ثمارها، إلا أن هدفه كان واضحاً: أن يزرع من أجل الناس، وأن يزرع الأمل والحياة رغم الدمار.

رسالة إيجابية وصمود جماعي
أعرب سوريون عن إعجابهم بهذه المبادرة، مؤكدين أنها تعكس العديد من الرسائل الإيجابية. أبرزها الانتصار على الدمار، خاصة أن الشجرة رمز للحياة، وزرعها في مكان الصاروخ يعكس قدرة الإنسان السوري على إعادة البناء بعد الخراب.

كما يحمل زرع الشجرة معنى الأمل والاستمرار، ويعكس إيمان الإنسان بالمستقبل، حتى لو لم يحظَ بفرصة تذوق ثمارها. فهو يقدم رسالة مفادها أن الحياة تستمر وأن الأمل لا يموت مهما كانت الظروف.

إضافة إلى ذلك، تعكس هذه المبادرة الصمود الفردي والجماعي، فهي تحفز الآخرين على العودة والبناء والزراعة في أماكن دمرتها الحرب، فيظهر الصمود هنا في صورة ملموسة: الأرض لم تعد مجرد مكان خسارة، بل مساحة لاستعادة الحقوق والكرامة.

إعادة الحياة إلى ريف إدلب
ويُشار إلى أن ريف إدلب كان غنياً بالأشجار قبل تعرض المنطقة للاحتلال من قبل قوات الأسد، التي قامت بقطع آلاف الأشجار للاستفادة من حطبها ولطمس مظاهر الحياة فيها. والآن، بعد عودة الأهالي، يسعى السكان بكل طاقتهم لإعادة الوجه الجمالي الذي كان يتمتع به الريف قبل النزوح والحرب، من خلال المبادرات الفردية والجماعية الملهمة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ