حذر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ، من فناء الأحياء المحاصرة في مدينة حلب نتيجة استمرار القصف الذي يستهدفها ، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ليست لديه نية في تدمير كامل» لحلب أو أي مدينة في سورية، مستطرداً أن «هذا لا يعني أن الرئيس (بشار) الأسد لا يريد تصعيد الهجوم على شرق حلب»، موصلاً قناعته بوجود فرق بين موقفي بوتين و الأسد.
وتوقع دي ميستورا، في تصريحات نقلتها صحيفة “الحياة”، أن يواصل الرئيس باراك أوباما مع بوتين المساعي لخفض مستوى العنف وزيادة المساعدات الإنسانية إلى حين تسلم الرئيس المنتحب دونالد ترامب منصبه بداية السنة.
وقال المبعوث الأممي أن الجميع ضحايا لتنظيم الدولة “لكن في الواقع هزيمة داعش تتطلب ليس فقط تحالفاً عسكرياً، بل تتطلب حلاً سياسياً شاملاً وتمثيلياً، لأن داعش تستغل عدم السعادة والخيبة والغضب والتهميش لدى بعض المجموعات، بمن فيهم السنة، الذي يشعرون بأنهم غير منخرطين في العراق، بل أكثر في سورية، حيث هم الغالبية”.
وأضاف أنه “قلق جداً من احتمال استئناف القصف بوتيرة عالية قبل قرار روسيا وقف القصف لـ24 يوماً، ويجب أن نسجل تقديراً لروسيا في هذا المجال. إذا استمر القصف (قوات الأسد القوات ) فإنه لن يبقى شيء شرق حلب في بداية السنة، وسيكون هناك 200 ألف نازح على حدود تركيا ومأساة إنسانية وفزع دولي. خوفي أن هذا ما سيحصل إذا كان القرار هو الهجوم الكامل على شرق حلب. آمل في ألا يحصل ذلك”.
ونفى أن يكون اقترح تشكيل إدارة ذاتية أو حكم ذاتي في حلب كما أعلن مسؤلو الأسد لدى زيارته دمشق، قائلاً: “نحن جميعاً متمسكون بوحدة الأراضي السورية. الاقتراح هو بقاء المجلس المحلي المدني وليس تغييره، وذلك لمصلحة الأهالي بحيث يقوم بدوره عندما يغادر عناصر فتح الشام، هذا إجراء موقت، وليس انفصالاً أو حكماً ذاتياً، بل ترك المجلس المحلي. رفضوا ذلك في دمشق. لكن آمل أن يصلوا إلى فهم: أولا، أنه ليس كما قالوا. ثانياً، يصلون إلى قناعة بأن هناك ضرورة لنوع من الإجراء المحلي الخاص شرق حلب. ثالثاً، آمل أن الروس مدركون أنه مهم جداً عدم دمار شرق حلب وهناك ضرورة لإجراء خاص”.
عن المسار السياسي، قال دي ميستورا إن “الكلمة المفتاح هي الانتقال السياسي وهذا ما جاء في بيان جنيف والتعليمات الارشادية لنا من مجلس الامن في القرار 2254 لإطلاق عملية سياسية للوصول إلى مشاركة سياسية. تسميها منح الصلاحيات لأنه عندما تقوم مشاركة سياسية، فإنك تعطي صلاحيات (من الرئيس) إلى رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان، وهذا أمر عائد إلى العملية السياسية، وإلا تكون الأمور شكلية”، مضيفا: “لم أتناول مسألة (مصير) الأسد أو الرئاسة. هذه جزء من المفاوضات بين السوريين وليس لأجانب مثلي القول إذا كان الأسد يجب أن يبقى أو لا يبقى”.
وأضاف أنه “إذا أطلقنا عملية سياسية ذات صدقية، ستكون هناك عملية إعادة إعمار لسورية كي تعود كما كانت إذا لم يكن أفضل (...) لكن الاستمرار في الحل العسكري، يعني أنه لن تكون هناك إعادة إعمار. وإذا لم يحصل ذلك، سورية لن تموت بل ستعاني والسوريون لا يستأهلون ذلك”.
قتل جندي تركي و أصيبة ثلاثة آخرون، اليوم، خلال الاشتباكات الجارية ، في شمال سوريا، بين تنظيم الدولة و المشاركين في العملية التشاركية بين الجيش الحر و الجيش الحر “درع الفرات” ، بعد ساعات من الاعلان عن جرح أربعة جنود في هجوم مماثل.
وقالت وكالة “الأناضول” أن الهجوم أثناء عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة ، قرب الحدود التركية السورية، دون أن تحدد المكان، و كانت الوكالة قد نقلت قبل ساعات عن مصادرها اصابة أربع جنود أتراك.
في الوقت الذي كان الجيش التركي قد أعلن بالأمس عن مقتل جندي تركي وأصيب خمسة بإصابات طفيفة في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة في شمال سوريا، وإضافة إلى أربعة من فصائل الجيش الحر استشهدوا و جرح 25 في الاشتباكات ذاتها.
و تشهد المنطقة في شمال سوريا و لاسيما بالقرب من مدينة الباب ، بعد غارات نفذها طيران الأسد على مواقع درعا الفرات ، يوم الخميس، و تسببت بمقتل 3 جنود أتراك وجرح 10 آخرون.
وافق الثوار على الخروج من مدينة التل، في ريف دمشق ، بعد ضغوط كبيرة و فعلية من قوات الأسد التي هددت لاقتحام المدنية بالمدينة بالقوة مستغلة وجودة أكثر من مليوم مدني في هذه الرقعة، كوسيلة للضغط على الثوار الذين آثروا الخروج.
وقالت مصادر خاصة لشبكة “شام” الاخبارية، أن تم التوصل إلى اتفاق داخل المدينة باجتماع الثوار مع المدنيين بعد صلاة الجمعة، حيث أبدى الثوار استعدادهم للتصدي لقوات الأسد و حلفاءه، الأمر الذي تم بالفعل منذ اطلاق الحملة باتجاه البلدة يوم الثلاثاء الماضي.
و أشارت المصادر توافق الثوار و المدني ، أتبعه عقد الاتفاق مع نظام الاتفاق ، علمت شبكة “شام” الاخبارية ببنوده ، التي تألفت من عشر نقاط ، و هي خروج الثوار رافضي الاتفاق بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها،و تسليم السلاح الباقي بالكامل ، كما تنص البنود على تسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساءاً، أما فيما يتعلق بالمتخلفين عن الخدمة في قوات الأسد يعطى تسوية لمدة 6 أشهر وبعدها إما يرجع لخدمته أو له أحقية السفر لخارج البلد.
كما و نصت البنود ، التي من الممكن أن يتم تعديل بعض منها وفق ما إشارت مصادر “شام”، على أن يتم فتح طريق التل بالكامل وإلغاء المنفوش (وهي ابتدعها أحد الشبيحة لابتزاز الأهالي حيث يتم ادخال المواد الغذائية مقابل آتوة للشبيحة)و كذلك فتح طريق منين أمام المدنين.
و بالنسبة للبنود التي لازالت غير نهائية و المتمثلة بتعهد بعدم دخول قوات الأسد أو الأمن أوالشبيحة إلى داخل المدينة إلا لو كان هناك بلاغ بوجود سلاح بمكان محدد ولا يدخلوا إلا بمرافقة اللجنة المشكلة من 200 شخص لحماية البلد تحصل على سلاحها من النظام، و امكانية التدعيل في طريقة اختيار اللجنة بين لجنة التواصل أؤ تنتخب ، اضافة إلى قضية المتخلفين و المنشقين اذ بعد ستة أشهر يجب أن يقرروا اما أن يعودوا إلى صفوف قوات الأسد أو يغادروا المدنية.
هذا و حددت مدة التنفيذ للبنود السابقة و التحضير لها، مدة ستة أيام ، بدأت منذ اليوم .
أفادت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية الإنسانية أن ارتفاع حدّة النزاع المتجدد في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني في المناطق المحاصرة بالقرب من دمشق وحمص تسبب بازدياد هائل في تدفقات الإصابات الجماعية، فاليوم، شن طيران الأسد عدة غارات جوية على الغوطة الشرقية، وقد أبلغ الأطباء الموجودون في المنطقة عن وقوع عدة إصابات من بينها نساء وأطفال، دون معرفة حصيلة جرحى وقتلى الحرب الذين سقطوا اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أنه ومنذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أبلغت المرافق المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود في الغوطة الشرقية (وهي منطقة من بين البلدات المحاصرة الواقعة بالقرب من دمشق) وحي الوعر الحمصي المحاصر عن أعداد كبيرة جداً من الشهداء والجرحى، وفيما أعلنت مستشفيات في الغوطة الشرقية عن سقوط 261 جريحاً و30 شهيدا، أبلغ أحد المستشفيات الواقعة في حي الوعر عن سقوط 100 جريح و13 شهيداً في يوم عنيف جراء القصف الصاروخي والمدفعي، وخلال هذه الفترة، أصيب عامل شبه طبي في الغوطة الشرقية بجروح بليغة إثر غارة جوية، كما أصيب عامل فني في قسم التخدير بنيران قناص في الزبداني، وقُصفت ثلاث سيارات إسعاف مما أدى إلى تدميرها بالكامل، كما تعرض مستشفى مدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود لأضرار في الغوطة الشرقية إثر سقوط قذيفة في المبنى المجاور له، مما عطل عمل وحدة العناية المركزة في وقت تعتبر فيه الحاجة ماسة إلى هذه الخدمة لعلاج الجرحى.
هذا وقُصفت أيضاً مدارس ومناطق السكنية، ما يشير إلى أن بعض هذه الهجمات على الأقل تشكل عمليات قصف صاروخي ومدفعي عشوائية على المناطق المدنية، وفيما لا نملك حتى الآن البيانات الكاملة عن توزيع المصابين والقتلى بحسب العمر والجنس في حي الوعر، تبين لنا أن في الغوطة الشرقية، ما لا يقل عن 43% من الجرحى و60% من القتلى هم من النساء والأطفال ما دون سن الخامسة عشر.
وفي هذا السياق أفادت المديرة الطبية في مشاريع الدعم الطبي في منظمة أطباء بلا حدود في سوريا أنجا ولز: "إننا نستمر في رفع الصوت حول الوضع الكارثي في شرق حلب، وها هي نواقيس الخطر تدق مجدداً في عدة مناطق أخرى احتدم النزاع فيها، فأمس فقط، قصفت مدرستان في الغوطة الشرقية جراء هجمات جوية وقت مغادرة الطلاب في وقت نهاية يومهم الدراسي، وكل الجرحى، ما عدا واحد، هم من النساء والأطفال، و16 منهم يتلقون العلاج في أحد المرافق المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود.
والأشخاص المتبقون تمت إحالتهم إلى مرافق أخرى في المنطقة في سيارات إسعاف. ويوم الأحد الماضي، وجد فريق إنقاذ، كان يحاول انتشال الضحايا من بين الركام في حي الوعر، نفسه تحت وابل من القصف المدفعي الأسدي المميت، مما تسبب بوقوع تسعة جرحى من بينهم، واستدعى معالجتهم.
كما أضافت ولز: "مجدداً، نحن مصدومون من أعداد النساء والأطفال بين الجرحى والقتلى الحاضرين إلى المرافق المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود، وعلينا أن نشعر بالقلق فعلاً حيال مصير المدنيين العالقين في مناطق النزاع الشديد، فإذا لم يتوقف القتال والقصف، يتعين على الأطراف المتنازعة على الأقل اتخاذ أقصى درجات الحذر لتفادي قصف الأطباء وفرق الإسعاف الذين يؤدون عملهم المنقذ للحياة".
وقد أبلغت الكوادر الطبية العاملة في المرافق المدعومة من قبل منظمة أطباء بلا حدود أن عدداً كبيراً من سكان هذه المناطق تجمعوا سوية في الطوابق السفلية من المباني خوفاً من القصف الصاروخي والمدفعي الدوري الذي يستمر بضرب المناطق السكنية، وتم نشر سيارات الإسعاف في المنطقة بدل تمركزها في المناطق المخصصة لها للاستجابة لحالات الطوارئ، وذلك خوفاً من تدميرها جميعها في غارة واحدة، كما اضطرت بعض المستشفيات إلى إيقاف أنشطتها الطبية العادية بسبب استدعاء جميع الكوادر بشكل دائم إلى غرف الطوارئ والأقسام الجراحية.
وتجدر الإشارة إلى وجود تناقص كبير في الإمدادات الطبية في بعض من هذه المستشفيات، وقد استقبلت منظمة أطباء بلا حدود واستجابت إلى ثلاث طلبيات طارئة لسوائل الحقن الوريدي والمضادات الحيوية والمسكنات. إضافة إلى ذلك، تحضر فريقا حالياً لـ19 طلبية لإعادة إمداد المرافق في الغوطة الشرقية.
أعلن الثوار عن تمكنهم اليوم من إلقاء القبض على سيارة محملة بالذخيرة كانت متجهة لمناطق سيطرة عناصر تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي، علما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف عمليات تهريب من هذا النوع وتكون وجهتها مناطق التنظيم شمال حلب.
ونشر فيلق الشام صورا تظهر كمية الذخائر التي تمكن عناصره من مصادرتها بعد كشف أمر السيارة التي كانت محملة بها، ولكن دون تحديد المكان بشكل دقيق.
وكان الثوار في الثامن من نوفمبر من العام الماضي تمكنوا من اكتشاف وإلقاء القبض على 5 سيارات محملة بمواد غذائية وتحت هذه المواد ذخيرة متجهة من مدينة مارع إلى خارجها قاصدة مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
والجدير بالذكر أن ريف حلب الشمالي الشرقي يشهد معارك عنيفة بين الثوار وعناصر تنظيم الدولة ضمن إطار معركة درع الفرات، وتمك خلالها الأول من السيطرة قريتي العجمي ودويرى ليقطعوا بذلك الطريق الواصل بين مدينتي منبج والباب.
استشهد عدد من المدنيين اليوم في قرية حطلة بريف ديرالزور الشرقي جراء قصف الطائرات الحربية على منازل المدنيين فيها، علما أن الطائرات قصفت بلدة مراط المجاورة لها خلال اليومين الماضيين وتسببت بسقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
وأكد ناشطون على أن عدد الشهداء الذين ارتقوا اليوم جراء القصف المباشر على منازل المدنيين في قرية حطلة ارتفع إلى خمسة شهداء بينهم اثنين مجهولي الهوية، كما وأدى القصف لسقوط جرحى بإصابات متفاوتة الخطورة.
وكانت طائرات الأسد شنت يوم أمس غارة جوية على منازل المدنيين في بلدة مراط الواقعة بريف ديرالزور الشرقي، ما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين، فيما قال ناشطون أن عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من ذلك ولكن دون ورود معلومات مؤكدة بسبب غياب الإعلام الثوري عن المنطقة نظرا لسيطرة تنظيم الدولة عليها.
وأغار الطيران الحربي أمس الأول على قرية مراط أيضا ما أدى لسقوط شهداء وجرحى من المدنيين، إذ أشار ناشطون إلى أن عدد الشهداء وصل إلى خمسة "3 أطفال وامرأتين".
والجدير بالذكر أن المدنيين في ديرالزور وريفها يعانون من إرهاب نظام الأسد وإجرام تنظيم الدولة، حيث يقوم نظام الأسد بقصف منازل المدنيين في الأحياء والمدن والقرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بشتى أنواع الأسلحة ولا سيما بصواريخ الطائرات.
فيما يقوم تنظيم الدولة بحصار الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد ويقصفها بين الفينة والأخرى بقذائف المدفعية والهاون.
أعلنت إدارة مشفى السيدة الزهراء للجراحة النسائية والتوليد ظهر اليوم عن خروج المشفى عن الخدمة بعد استهدافه من قبل قوات الأسد براجمات الصواريخ ضمن الحملة الهمجية التي يشنها الأسد وحلفاءه على مدينة حلب المحاصرة.
وأشارت إدارة المشفى الواقع في حي الشعار بمدينة حلب إلى أن القصف الصاروخي ألحق بمبنى المشفى ضررا كبيرا تسبب بخروجه عن الخدمة، لينضم إلى عشرات المشافي والنقاط الطبية التي خرجت عن الخدمة جراء قصف نظام الأسد وحلفاءه.
ولفتت إدارة المشفى إلى أن الكادر الطبي الموجود في المشفى لم يصب بأذى، فيما تم إخلاء المرضى الذين كانوا بداخله.
وتوعدت إدارة المشفى بإعادة العمل وإعادة تفعيل المشفى في أقرب وقت إن مكنتها الأوضاع من ذلك.
وكان الطيران الروسي قد استهدف مشفى السيدة الزهراء في أواخر شهر سبتمبر/أيلول بصواريخ الفوسفور الحارق المحرم دوليا، ما أدى لاندلاع الحرائق، ولكن دون أن تؤدي حينها لتوقفه عن العمل.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب وريفها تتعرض منذ أيام عديدة لحملة قصف جوية "روسية أسدية" همجية خلفت حوالي 350 شهيد وجرح أكثر من 1000 وفقدان آخرين، كما وأدت الغارات الروسية التي تضرب المدينة منذ أكثر من عام إلى خروج العشرات من النقاط الخدمية والطبية والمدارس عن الخدمة.
تواصل الطائرات الأسدية والروسية بنوعيها "المروحي والحربي" شن غاراتها الجوية على أحياء مدينة حلب ومدن وبلدات الريف باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، مخلفة العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح.
فقد وثق ناشطون اليوم قيام الطائرات الروسية بارتكاب مجزرة جديدة في مدينة حلب المحاصرة، وتحديدا في حي الصاخور، وراح ضحيتها خمسة شهداء والعديد من الجرحى، إذ تم استهداف منازل المدنيين في الحي بصاروخ مظلي شديد الانفجار.
وأكد ناشطون على أن فرق الدفاع المدني تمكنت من انتشال ثلاثة أشخاص على قيد الحياة بينهم طفلة.
وتأتي المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في الحي بعد سلسة من المجازر التي اُرتكبت اليوم، حيث سجل ناشطون استشهاد 9 أشخاص في بلدة المنصورة وحوالي عشرة أشخاص في بلدة تقاد، علما أن حصيلة الشهداء في بلدة تقاد تبقى حصيلة أولية نظرا لخطورة إصابات الجرحى الذين معظمهم من الأطفال والنساء.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب وريفها تتعرض منذ أيام عديدة لحملة قصف جوية "روسية أسدية" همجية خلفت حوالي 350 شهيد وجرح أكثر من 1000 وفقدان آخرين.
تمكن الثوار من مختلف الفصائل وضمن عملية " درع الفرات" اليوم، من تحرير قريتين جديدتين على مشارف مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة.
وقال ناشطون إن اشتباكات اندلعت بين الثوار وعناصر تنظيم الدولة في قرى العجمي ودوبري القريبة من مدينة الباب، انتهت بسيطرة الثوار على القرتين وقطع الطريق الواصل بين مدينتي منبج والباب.
كما تمكن الثوار من قتل عدد من عناصر التنظيم، وأسر خمسة آخرين، إضافة للسيطرة على سيارة محملة بالذخيرة.
وكان الثوار تمكنوا قبل أيام من تحرير قرى "جب البرازي، دويرة، برات" بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة، وحرروا أيضاَ قرى "برشايا، جب الدم " بعد اشتباكات مع قوات "قسد" في المنطقة.
وتستهدف عمليات الثوار ضمن المرحلة الراهنة من معركة درع الفرات الوصول لمدينة الباب المعتقل الرئيسي لتنظيم الدولة في الريف الشرقي لحلب، حيث يعترض تقدم الثوار بأطماع قوات قسد وقوات الأسد في الوصول لمدينة الباب، وسط ضغط دولي كبير لوقف التقدم باتجاه الباب من قبل الثوار.
يواصل طيران العدوان الروسي وطيران الأسد حملته الجوية على مدينة حلب وريفها، موقعاً المزيد من الضحايا المدنيين، وسط استمرار عمليات التضييق على المدنيين المحاصرين في مدينة حلب بشتى الوسائل المتاحة أمام نظام الأسد وحلفائه.
واستهدف الطيران الحربي اليوم بلدة تقاد بريف حلب الغربي، خلف مجزرة مروعة بحق المدنيين راح ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، كما تعرضت بلدة المنصورة لقصف جوي مماثل، أوقعت أربعة شهداء والعديد من الجرحى إضافة لدمار كبير في المباني السكنية.
وفي المدينة التي لم تغب عن مناظر الدمار وشلالات الدماء، كان نصيب حي المشهد اليوم بمجزرة مروعة راح ضحيتها خمسة شهداء بعد عدة غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية، وذلك بعد مجزرة كبيرة شهدها الحي ليلاً بعد سقوط صاروخ ارض أرض بعيد المدى وسط المباني السكنية راح ضحيتها 14 شهيداً وعشرات الجرحى.
كما تعرضت أحياء باب النيرب، والمرجة، وكرم حومد، والمواصلات، والشعار، والقاطرجي، لقصف جوي ومدفعي عنيف، خلفت العديد من الإصابات بين المدنيين ودمار كبير في المباني السكنية.
وفي الغضون، إندلعت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على عدة محاور بمدينة حلب، مكنت الثوار من استعادة السيطرة على جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات الأسد في مبنى دار العجزة في حي مساكن هنانو بحلب المحاصرة، قتل خلالها العديد من عناصر قوات الأسد.
استهدف طيران العدوان الروسي بعد ظهر اليوم، مشفى الأطفال والنسائية في بلدة ترمانين بريف محافظة إدلب الشمالي بعدة صواريخ، خلفت شهداء وجرحى بين المدنيين، ودمار كبير في المشفى والأبنية السكنية القريبة منه.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف بالصواريخ مشفى الأطفال والنسائية في بلدة ترمانين ومنازل المدنيين القريبة منه بأربع غارات من الطيران الحربي الروسي، خلفت ثلاثة شهداء كحصيلة أولية، والعديد من الجرحى، إضافة لدمار كبير في بناء المشفى الذي خرج عن الخدمة و عدة أبنية سكنية استهدفها القصف.
وكانت تعرضت بلدة الركايا بريف المحافظة الجنوبي لقصف جوي من الطيران الحربي في ساعة متأخرة من ليل الأمس، استهدفت منازل المدنيين مخلفة مجزرة مروعة راح ضحيتها خمسة شهداء بينهم أطفال ونساء نازحين من ريف حماة.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الموسع الخاص بانتهاكات حقوق المرأة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويحمل تقرير هذا العام عنوان "طوق الحرمان"، يوثق مختلف أنواع الانتهاكات من قبل أطراف النزاع الست في سوريا، اعتمدت منهجية التقرير على أرشيف الشبكة السورية لحقوق الإنسان في توثيق الضحايا والمعتقلين والمختفين قسرياً، عبر عمليات التوثيق والرصد اليومية المستمرة منذ عام 2011، كما استعرض 8 روايات لناجيات من بينهن ناجيات من عمليات خطف واعتقال وعنف جنسي.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "تُعتبر عمليات توثيق الانتهاكات في سوريا الأعقد والأكثر صعوبة في العالم، لكنَّ صعوبتها تتضاعف مرات عديدة في حال كانت الضحية امرأة، ليس من السّهولة بمكان أن تُصرِّح امرأة بشكل علني، أو حتى باسم مستعار عمَّا تعرَّضت له من انتهاكات في بيئة قد تُحوِّلها من ضحية إلى مُتَّهم، وتنظر إليها نظرة غير طبيعية، إنّها تُفضِّل أن تبقى صامتة، علينا تجاوز ذلك، ومن جانب آخر، ما الذي سوف يدفعها للحديث، ولم يُتخذ أي إجراء بحقِّ أيِّ مُرتكب انتهاك في سوريا، ومازال الإفلات من العقاب سيِّدَ الموقف".
ووثّق التقرير استشهاد 20287 أنثى على يد قوات الأسد، يتوزعون إلى 10862 أنثى بالغة، و9425 أنثى طفلة، في حين قتلت القوات الروسية 668 أنثى يتوزعون إلى 340 أنثى بالغة و328 أنثى طفلة، كما سجل التقرير قتلَ قوات الإدارة الذاتية الكردية 59 أنثى يتوزعون إلى 22 أنثى بالغة، و37 أنثى طفلة.
فيما قتلَ تنظيم الدولة 358 أنثى توزعوا إلى 217 أنثى بالغة، و141 أنثى طفلة، وقتلت جبهة فتح الشام 74 أنثى يتوزعون إلى 53 أنثى بالغة و21 أنثى طفلة، كما قُتلت 798 أنثى على يد فصائل المعارضة المسلحة يتوزعون إلى 407 أنثى بالغة و391 أنثى طفلة، بينما قتلت قوات التحالف الدولي 144 أنثى يتوزعون إلى 56 أنثى بالغة، و88 أُنثى طفلة. فيما وثق القرير مقتل 435 أنثى بينهم 204 أنثى بالغة و231 أنثى طفلة على يد جهات لم يتمكن من تحديدها.
وقد رصد التقرير تعرُّض ما لا يقل عن8413 أنثى للاعتقال من قبل قوات الأسد ومازلنَ قيد الاحتجاز حتى الآن، بينهنَّ 8111 أنثى بالغة، و302 أنثى طفلة، كما أن من بين المعتقلات ما لا يقل عن2418 في عداد المختفيات قسريا،ً وسجل التقرير استشهاد ما لايقل عن 39 أنثى بسبب التعذيب على يد قوات الأسد.
ويشير التقرير إلى أن قوات الإدارة الذاتية الكردية احتجزت 1819 سيدة بينهن 208 طفلات دون سن 18 عاماً، من بين المعتقلات ما لايقل عن 49 في عداد المختفين قسرياً، وسجل التقرير استشهاد سيدة واحدة بسبب إهمال الرعاية الصحية في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للإدارة الذاتية. فيما اعتقل تنظيم الدولة 714 أنثى يتوزعون إلى 693 أنثى بالغة و21 أنثى طفلة، وأصبح 205 منهن في عداد المختفيات قسرياً، بينما استشهدت 13 أنثى بسبب التعذيب.
أما فصائل المعارضة المسلحة فقد اعتقلت 798 أنثى يتوزعون إلى 407 أنثى بالغة و391 أنثى طفلة. فيما سجل التقرير تعرُّض ما لايقل عن 2143 أنثى للاختطاف والاختفاء القسري على يد جهات لم يتمكن من تحديدها، توزعوا إلى 1724 أنثى بالغة، و419 أنثى طفلة.
وقد وثق التقرير تعرض النساء في سوريا للاعتقال، والتعذيب، والعنف الجنسي، كما عانت النساء من التضييق في الحركة خوفاً من الاعتداء، والالتزام بلباس معين في مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
أوصى التقرير الدول الأوربية برفع وتيرة العقوبات الاقتصادية على داعمي نظام الأسد الرئيسين، إيران وروسيا، وتقديم كل مساعدة ممكنة لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في إعادة تأهيل الضحايا، ودمجهن في المجتمع مرة أخرى.
كما طالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ أية خطوات مهما تكن لحماية المرأة والمجتمع السوري والضغط على النظام السوري لزيارة مراقبين دوليين بمن فيهم لجنة التحقيق الدولية المستقلة لمراكز احتجاز النساء، دون قيد أو شرط.