تتزايد يوماً بعد يوم أعداد المهجرين من المناطق المحررة في عموم المحافظات السورية، إلى محافظة إدلب، وذلك عبر عملية تهجير قسرية ممنهجة تتبعها قوات الأسد وحلفائها، وفق خطط مرسومة يتم العمل عليها من خلال الحصار والتضييق والقصف والتجويع، تدفع المحاصرين في النهاية للرضوخ لاتفاقيات التسوية وقبول الخروج من جحيم الحصار إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، وغالباً الوجهة إلى محافظة إدلب.
تكرار عمليات التهجير من محافظات الوسط والجنوب إلى إدلب جعلت المنظمات الإنسانية القائمة على إغاثة العائلات المهجرة، وتأمين متطلباتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن تواجه تحديات كبيرة، نظراً لكثرة الأعداد الوافدة للمحافظة، إضافة لعميات النزوح الداخلية، ومن المحافظات المجاورة كريف حلب الجنوبي وريفي حماة واللاذقية.
ومع تزايد التضييق على مدينة حلب، وما آلت إليه الأوضاع الميدانية من تعنت القوات الروسية على الحسم العسكري في مدينة حلب، إذ كان الموت يهدد قرابة 100 ألف مدني محاصرون ضمن عدة أحياء في بقعة جغرافية صغيرة بمدينة حلب، تحاصرهم عشرات القوى والميليشيات، ما أجبر الثوار على قبول الخروج من الأحياء المحاصرة إلى الريف المحرر غربي حلب وإدلب، في أكبر عملية تهجير في سوريا حتى اليوم.
شبكة شام الإخبارية تواصلت مع "فؤاد سيد عيسى" مدينة منظمة بنفسج إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، والتي تشارك في عملية إجلاء المهجرين من مدينة حلب، واطلعت على تفاصيل عملية الإجلاء، والصعوبات التي تواجه عمل المنظمات، والمناطق التي يتم توزيع المهجرين بعد خروجهم من مناطق سيطرة قوات الأسد باتجاه المناطق المحررة.
وقال "فؤاد سيد عيسى" إن عملية الاستجابة لاستقبال المهجرين من مدينة حلب، تختلف بشكل كبير عن عمليات الاستيعاب السابقة من حيث أعداد المهجرين، والمناطق التي يتم إيوائهم فيها، حيث أن القسم الأكبر من المهجرين يملك أقرباء ومعارف وأهالي له في المناطق المحررة في ريف حلب الغربي وريف إدلب، ما سهل بشكل كبير عملية استيعاب هذا الكم الكبير من المهجرين.
وأضاف عيسى أن أكثر من 35 ألفاً من المهجرين من مدينة حلب وصلوا للنقطة صفر في موقع استقبال الخارجين من مناطق سيطرة قوات الأسد، تم استيعابهم جميعاً لدى أقارب لهم، وفي مخيمات إيواء جهزت بشكل عاجل، وعدة مراكز ومدارس ومنازل مستأجرة عملت المنظمة ومنظمات أخرى على تجهيزها.
وتابع " بدأت الاستجابة في نقطة الصفر نقطة الاستقبال بتقديم بعض المواد الجاهزة للأكل ومياه الشرب والبطانيات للتدفئة السريعة، وكذلك قدمت بنفسج عربة متنقلة للشرب تقدم مشروبات ساخنة ودافئة للأهالي بشكل مباشر لدى نقطة وصولهم للمناطق المحررة".
وأكد سيد عيسى أن الاستجابة وتلبية متطلبات المهجرين كانت بسيطة بالنسبة لحاجة الواصلين من حلب، وأن إمكانيات المنظمات لا تكفي لمساعدة الأهالي بشكل كامل وبالسرعة المطلوبة، منوهاً لوجود عدة مشاريع ودعم قد تأخر وصلوها بسبب الإجراءات المتبعة، وعدم وجود وقت كافي لتجهيزها، على أن العمل سيستمر على استقبال المهجرين، وإعداد المشاريع الرامية لتلبية متطلبات جميع العائلات.
ولفت "سيد عيسى" إلى أن منظمة بنفسج تعمل على استقبال المهجرين بمشاركة جميع المنظمات الأخرى من النقطة صفر لحظة وصولهم من خلال فريق الطوارئ الذي يتواجد على مدار الساعة في الموقع، وتقديم الخدمات الضرورية للواصلين، فيما عملت على تجهيز ثلاث مدارس كبيرة لإيواء المهجرين في مدينة أريحا، واستأجرت عشرات المنازل في مدينة إدلب وريفها وتأمين عائلات فيها بأجر مدفوع لمدة عام كامل، مع تلبية متطلبات هذه العائلات من الحاجيات الأساسية، فيما تعمل على مشروع لتقديم منحة مادية " 110 " دولار لأكثر من خمسة آلاف عائلة في مناطق عمل المنظمة.
وأشاد "سيد عيسى" باستجابة الأهالي والمجالس المدنية في ريفي إدلب وحلب، وتعاونهم في استقبال العائلات وتأمين منازل لإيوائها، ونقلهم لهذه المنازل، مع السعي لتأمين العائلات المتوقع وصولها في الساعات القليلة القادمة من حلب، وتقديم المتطلبات الضرورية لهذه العائلات.
وباتت محافظة إدلب ذاب البقعة الجغرافية الأصغر بين المحافظات السورية، من أبر التجمعات التي تغص بآلاف المهجرين من محافظات حمص وحماة واللاذقية وريف دمشق وحلب والرقة ودير الزور، غالبية العائلات تقطن في عشرات المخيمات على الحدود السورية التركية ومخيمات بريف جسر الشغور الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي، فيما تغص المدارس التعليمية والمراكز الخدمية والعامة، ومنازل المدنيين بعشرات الآلاف من المهجرين والمبعدين قسراً عن ديارهم، وسط تحذيرات كبيرة من تفاقم الوضع الإنساني في المحافظة بعد تهجير المحاصرين بمدينة حلب، وسط عزل المنظمات الدولية الكبرى عن تقديم الدعم اللازم لهؤلاء المهجرين.
تقوم ميليشيا فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة التابعين لنظام الأسد بعمليات دهم واعتقال في منطقة القلمون الغربي وخاصة في مدينة التل ومدينة يبرود وما حولها من قرى مجاورة منذ عدة أيام.
وأكد أحد النشطاء من داخل مدينة يبرود المحتلة لشبكة شام الإخبارية على أن عناصر من الأمن السياسي والعسكري نفذوا عدة عمليات تفتيش للمنازل وطلب الهويات الشخصية من الرجال، وتم توثيق اعتقال ما يزيد عن الـ 23 شخص بين أعمار الـ 18 - 50 سنة في مدينة يبرود، وأكثر من 15 شخص في قرية رأس العين التابعة لمدينة يبرود".
وأضاف الناشط: "تم إبلاغ 60 شخص بتسليم هوياتهم وضرورة الالتحاق بقوات الأسد خلال 10 أيام، حيث وصل إلى مخفر يبرود أكثر من 300 اسم للاحتياط".
وفي بلدات جيرود والناصرية والعطنة وصل أكثر من 700 اسم شاب ورجل بهدف سحبهم لأداء الخدمة العسكرية في جيش الأسد كاحتياط، وتم تعليق قائمة كبيرة من الأسماء في بلدية جيرود وهناك حملة اعتقال كبيرة أيضا على حواجز هي البلدات.
وصل 148 مدنيًا مصابًا بجروح بليغة، ولاية هطاي التركية بعد إجلائهم من الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرة على خلفية اتفاق بين الفصائل من طرف وروسيا ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية من طرف آخر، وجاء ذلك في بيان صدر، اليوم الثلاثاء، عن المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية.
وأوضح البيان أن 148 مدينًا بينهم 58 طفلاً، حالتهم حرجة في مدينة إدلب تم نقلهم إلى تركيا، بعد أن أجلوا من حلب، وأكد أن المصابين نقلوا بسيارات إسعاف عبر معبر "جيلفا غوزو" التركي، المقابل لمعبر باب الهوى من الجانب السوري.
ولفت إلى إنهاء علاج 13 أشخاص وخروجهم من المستشفى، ونقل 64 آخرين لمستشفيات مختلفة خارج هطاي، واستدرك البيان أن 8 أشخاص استشهدوا رغم جميع المحاولات الطبية لانقاذهم بسبب إصاباتهم البليغة.
كما أشار البيان إلى انتظار 10 سيارات إسعاف في الحدود التركية - السورية، وجاهزية 48 شخصًا من الطاقم الطبي، بهدف استقبال المصابين ونقلهم إلى تركيا.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأت عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة، إلا أنها واجهت عراقيل من قبل نظام الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية.
والجدير بالذكر أن خروج أهالي وثوار الأحياء المحاصرة في مدينة حلب ما يزال مستمرا ومن المتوقع أن تخرج أخر دفعة مساء اليوم، وبهذا تكون مدينة حلب بأحيائها الشرقية تحت سيطرة قوات الأسد والمليشيات الشيعية.
منعت اليوم ميليشيات حزب الله الإرهابي لجنة المفاوضات الممثلة عن نظام الأسد والمشكّلة من أبناء بلدة مضايا من الدخول إلى البلدة، للقاء مدنييها و عسكرييها لدراسة ما ستؤول أليه الأوضاع بعد خروج أكثر من 1500 شخص من أبنائها باتجاه إدلب شمالاً.
وآثار تصرف عناصر الحزب الإرهابي هذا مخاوف كبيرة لدى الناشطين داخل البلدة والذين حذروا بدورهم من بقاء البلدة ضمن اتفاق المدن الأربعة بعد خروج أغلب كوادرها منها بموجب الاتفاق المبرم أخيراً والقاضي بخروج 1500 شخص من مضايا و مقابلهم من بلدة الفوعة في ريف إدلب.
حسام محمود ناشط إعلامي تحدث في سياق الموضوع قائلاً: "عدد كبير من الشبان الذين من المفترض أن يخرجوا خلال اليومين القادمين باتجاه الشمال سيرفضون الخروج ما لم يتم تقديم ضمانات جدية تضمن بقاء عوائلهم و أقاربهم داخل البلدة بمأمن من اعتداءات و بطش ميليشيات حزب الله الإرهابي".
ويرى محمود أن تلك الضمانات تتجسد في عدة نقاط أبرزها: "إصدار وثيقة رسمية من كافة المسؤولين عن ملف المدن الأربعة يعلن فيها إنهاء الاتفاق لترفع بذلك يد ميليشيات حزب الله عن المنطقة ولتتمكن لجنة المفاوضات من مزاولة عملها للوصول إلى حل جذري لكل الذين سيبقون داخل البلدة".
أمجد المالح ناشط مدني مستقل من الشبان الذين قرروا الخروج باتجاه الشمال يرى أن ما حدث اليوم من قبل حزب الله يدل على أنه متمسك بحصار بلدة مضايا لتهجير كافة سكانها لتصبح منطقة نفوذ خاصة به كالقصير وغيرها من المناطق التي استباحها بحجة اتفاق المدن الأربعة الأمر المفروض جملةً و تفصيلاً لدى غالبية المدنيين و العسكريين في البلدة.
يقول المالح أيضاً: "ما من عملية إخلاء ستكتمل ما لم يتم تقديم ضمانات دولية بفك الحصار عن البلدة وإبعاد حزب الله عنها والسماح لأهاليها النازحين والمهجرين عنها بشكل قسري من العودة إلى منازلهم".
والجدير بالذكر أن بلدة مضايا تخضع لحصار خانق من ميليشيات حزب الله منذ أكثر من سنة و نصف هجر عدد كبير من أبنائها بشكل قسري من منازلهم تحت قوة السلاح من قبل عناصر ميليشيات حزب الله، علما أن ناشطون تمكنوا من توثيق سقوط أكثر من 212 شهيد قضوا إما بسبب الجوع أو القنص.
أعلنت القيادة العامة لقوات "قسد" في 10 كانون الأول الجاري، عن انطلاق المرحلة الثانية لمعركة "غضب الفرات" التي تقودها "قسد" بدعم جوي من التحالف الغربي بريف محافظة الرقة، تهدف لتضييق الخناق على مدينة الرقة المعقل الرئيس لتنظيم الدولة في سوريا وعزلها عن الريف الغربي، بعد معارك عديدة شهدتها بلدات الريف الشمالي ضمن المرحلة الأولى من المعركة.
وشهدت جبهات ريف الرقة الغربي قصف جوي عنيف من طيران التحالف الغربي، استهدف مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وقام بقصف جميع الجسور والممرات الرئيسية لإضعاف حركة مقاتلي التنظيم في المنطقة، حيث تمكنت قوات "قسد" في اليوم الأول من المعركة بتاريخ الثاني عشر من كانون الأول من السيطرة على قرى "طرة على قرى صايكول والحصان وسيف أغا والمزارع المحيطة بها "شمال غرب المدينة"، تلاها السيطرة في اليوم التالي على قرى " الأحمدية ومجبني وشلالا شمال الرقة"، تعرضت تلك المناطق لقصف جوي من طيران التحالف الدولي خلفت شهداء وجرحى مدنيين في قرية الكور شمال غربي مدينة الرقة.
كما تمكنت قوات "قسد" من السيطرة على قرى "خربة الجحشة والكلي والحرية والمزيونة بالقرب من بلدة الجرنية" في حين شهدت مدينة عين عيسى اشتباكات عنيفة مع عناصر لتنظيم الدولة تسللوا للمدينة.
وتابعة قوات "قسد" وتحت غطاء جوي كثيف من طيران التحالف الدولي التقدم على حساب تنظيم الدولة حيث سيطرت على قرى "خربة الجحشة وكركافي وأم ردانة بريف الرقة الشمالي والشمالي الغربي، وقرى " قرى دوخان و "أم حناوي" و"ملا بوحميد، التياسة، بور سنجار شمالي، بور سنجار جنوبي، سهبا، أبو جلات، حاجي سليمان، خزوم ، بير خزوم، حسان حجي" بريف الرقة الغربي، بينما تدور معارك عنيفة جدا داخل بلدة الجرنية.
وبالأمس شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم الدولة قوات "قسد" سيطر الأخير على قرى " الطويحينة والمويلح وأبو صخرة ودور صايل وفروان وحنية وبير زاهر وكروان وبير زايد" غربي مدينة الرقة، قتل خلالها العشرات من العناصر من الطرفين، وسط غارات جوية عنيفة لطيران التحالف الدولي على المنطقة، وأصبحت "قسد" بهذا قريبة جدا من مدينة الطبقة على الضفة الأخرى من نهر الفرات.
وحسب البيان الصادر عن "قسد" فإن المعركة تستهدف بلدات الريف الغربي لمدينة الرقة، وتهدف للسيطرة على المنطقة، وعزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً لمرحلة قادمة تستهدف السيطرة على المدينة، حيث ان مدينة الرقة لن تكون ضمن الأهداف المرسومة لهذه المرحلة من المعركة.
وذكر البيان الصحفي أن معركة " غضب الفرات" تتوسع بانضمام مكونات جديدة للمعركة بينها كما ذكرت المجلس العسكري لمدينة دير الزور، وقوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري، ولواء ثوار الرقة، وأكثر من 1500 مقاتل من المكون العربي تم تدريبهم وتجهيزهم لخوض المعركة.
وأكد البيان أن عملية التنسيق بين قوات "قسد" والتحالف الغربي توسعت وهي مستمرة، وأن التنسيق سيكون أقوى من قبل على عدة أصعدة، وأن معركة السيطرة على الرقة ستكون ضمن مرحلة قادمة تلي المرحلة الحالية.
وكانت قوات "قسد" بدأت في تشرين الثاني معركة للسيطرة على الريف الشمالي لمدينة الرقة، تمكنت خلالها من تحقيق تقدك ضئيل على حساب تنظيم الدولة، تكبدت خلالها خسائر كبيرة، فيما شهدت مناطق المعارك حركة نزوح كبيرة للمدنيين تعرضوا لعمليات اعتقال وتضييق كبي من قوات قسد التي رفضت دخولهم لمناطق سيطرتها إلا بوجود كفيل، فيما قضى العشرات من المدنيين بقصف جوي لطيران التحالف الدولي في المنطقة كان آخرها بالأمس في مجزرة معيرزيلة، والتي راح ضحيتها أكثر من 20 مدنياً.
طالب مدير الصحة في نظام الأسد بمحافظة اللاذقية، بتوجيه جميع العاملين في المشافي والهيئات والمراكز والأقسام من أبناء المحافظات الأخرى بالالتحاق بمعسكر للفيلق الخامس خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
وفي كتاب حصلت شبكة شام على نسخة منه وجهه " عمار غنام" مدير الصحة في اللاذقية في نظام الأسد، لجميع المديريات والمراكز والشعب، لفرز العاملين فيها من المحافظات الأخرى للتوجه إلى معسكر طلائع البعث في الرمل الجنوبي، المخصص للفيلق الخامس، يشمل جميع العاملين بين سن" 18 - 50 "، مع عقوبات تصل لفصل مع كل من يخاف تنفيذ القرار.
وكانت أعلنت ما يسمى بالقيادة العامة لقوات الأسد في 22 تشرين الثاني الفائت، عن تشكيل كيان عسكري جديد لدعم ما تبقى من قوات التي تحولت لميليشيات، تمتهن في قتل المدنيين العزل، إضافة لعشرات الميليشيات السابقة والتي تشكلت في الداخل او استقدمها نظام الأسد من لبنان وإيران ودول عدة لقتل الشعب السوري .
وبحسب القيادة فإن التشكيل والذي اعلن عنه باسم " الفيلق الخامس اقتحام" والمشكل من الطوعيين جاء استجابة للتطورات والأحداث المتسارعة، وتلبية لرغبات الجماهير في وضع حد نهائي لما أسماه الإرهاب، على أن يتولى هذا التشكيل مع باقي التشكيلات السابقة مهمة دعم قوات الأسد في القضاء على "الإرهاب"، مع باقي التشكيلات الرديفة والحليفة.
وتشكل الميليشيات المتنوعة من الدفاع الوطني لصقور الصحراء وعدة ميليشيات أخرى، إضافة للميليشيات الشيعية والمرتزقة الأجانب العمود الرئيسي لقوات الأسد في قتل الشعب السوري، والتي ساهمت إلى حد كبير بإطالة عمر نظام الأسد بعد ان وصل لمرحلة انهيار شبه كامل لجيشه بعد الانشقاقات وتزايد اعداد القتلى في صفوفه، لتأتي هذه الميليشيات وتساهم في إعادة التوازن العسكري وحماية نظام الأسد من الانهيار وبدعم دولي كبير.
ومن أبرز أعمال الميليشيات والتي تديرها زعامات أمنية أو شخصيات قيادية في نظام الأسد، هي القيام بعمليات التعفيش والسرقة للمناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد وحلفائها، حيث تقوم بسرقة منازل المدنيين وكل ما يمكن حمله، لتباع في الأسواق السوداء التي ازدهرت في مناطق سيطرة قوات الأسد.
كما يسند لهذه الميليشيات عمليات حماية الأحياء الشعبية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، والانتشار على الحواجز لاعتقال المدنيين، إضافة لزجها على جبهات القتال مع الثوار، حيث ان غالبية القتلى تكون في صفوف هؤلاء المرتزقة ممن لايأبه نظام الأسد لمقتلهم، ويقوم بحملات الاعتقال المستمرة في مناطق سيطرته لرفد هذه المكونات بالشباب تحت إغراءات المال والسرقة.
ونتيجة ازدياد عدد القتلى في صفوف عناصر قوات الأسد والميليشيات المختلفة لاسيما في معارك حلب، كان لابد لنظام الأسد من إظهار تشكيل جديد لإغراء الشباب وإجبارهم على الانضمام له، ليزج بهم من جديد على جبهات القتال المتنوعة بعد تهالك الميليشيات الأخرى ومقتل المئات من كوادرها، وبذلك يحافظ نظام الأسد على التوازن العسكري، ويساهم في الحفاظ على ماتبقى من هيبة في جيشه المنهار بهذه التشكيلات وبحجة محاربة الإرهاب وحماية الشعب الذي لم يسلم من تسلط هذه الميليشيات حتى في مناطق سيطرة قوات الأسد.
“ خلي باصاتاك بالكراج من الغوطة ماراح نطلع “ … هي انشودة سمعناها يوم الجمعة الفائت في سقبا احدى أبرز مدن الغوطة الشرقية، حمل في طياته شعور بأن هذه المنطقة هي الهدف التالي للأسد و حلفاءه، فالمعطيات قد اكتملت مع اتمام الطوق المؤمن حول دمشق عبر المصالحة، و انهاء حلب عبر كسر العظم، لتضييق الخيارات و تختزل قائمة الأهداف على هدفين الغوطة الشرقية احداهما.
المظاهرات التي شهدتها مدن و بلدات الغوطة على مدى الاسبوعين الفائتين، بزخم أكبر من المعتاد، نصرة لـ”حلب”، كان واضحاً حجم الوعي الشعبي من القادم، واليقين أن المواجهة النهائية قد اقتربت، مواجهة لا تحمل أي تكافؤ بالفرص أو القوة و حتى الحنكة، و لكنها ترجح الكفة لمن يعرف كيف يدير التطورات الجارية حاليا ، و يخوض المعركة بسلاح لا يكون مادي بقدر ماهو معنوي.
ليست كـ”غيرها”
يكاد يجمع عشرة ناشطون اعلاميون، في حديثهم لشبكة “شام” الاخبارية، في مختلف أرجاء الغوطة ، على مقولة واحدة ألا وهي “الغوطة الشرقية ليست كغيرها” ، و أنها ستقدم نموذج خارج عن القاعدة التي عمت سوريا في الآونة الأخيرة التي تعود لعام و بضع شهور، والتي بدأت منذ بدء العدوان الروسي على سوريا في أيلول ٢٠١٥.
الدفاع حتى الرمق الأخير
يستند الناشط “عبد الرحمن بشير”، على ثبات و بقاء الغوطة محررة حتى الآن رغم كل ما تعرضت له ابتداء من القصف و حتى الكيماوي، الذي لم يضعفها لأنها “ أخذت على عاتقها الدفاع عن نفسها حتى الرمق الأخير”، وفق قوله.
رفض “البشير” استباق الأمور عندما سألناه عن الأوضاع اذا ما دخل هدف “الغوطة الشرقية” حيز التنفيذ من قبل الأسد و حلفاءه، و لكنه قال “ سنري الأسد والروس والإيرانيين ما سيأسوؤهم والأيام ستثبت ذلك بإذن الله”، متوعداً بوجود آلاف المقاتلين حاليًا وسيكون هناك آلاف أخرى في حال أقدم الأسد على “حماقة” كما حصل في حلب أو غيرها، حسب كلامه.
بين الماضي و الحضار
استعراض تاريخ الغوطة الشرقية الثوري ، يحتاج لمساحات قد تطول كثيرا و لن تفي كل الحوادث البارزة فيها ، و لكن منذ عام ٢٠١٢ بدأت بلدات ومكدن والغوطة الشرقية تدخل تباعاً الحرية و طرد قوات الأسد من ثرها، بشكل متتابع و متسارع و أخذت شكلها الأكبر في شباط ٢٠١٣، حيث بسطت النفوذ على مئات الكليومترات الغنية بكل شيء بما يشبه الاكتفاء الذاتي.
قد يكون من العبثية بمكان الاكتفاء بسرد التاريخ الايجابي، دون الدخول بما آلت إليه الأمور حالياً، فمنذ نهاية نيسان الفائت ، لم تعد الغوطة تلك الغوط التي نعرف، و بتنا نستذكر معارك المليحة وعدرا وادارة المركبات واخيرا “الله غالب”، و بتنا نحصي عدد المناطق التي خسرنها منذ ذلك التاريخ الشؤم، والذي بدأت فيه الخلافات المتراكمة أكبر من تطاق لتنفجر و تتحول لاشتباك أخذ من الوقت ما يكفي لمقتل و جرح المئات، و اختفاء عشرات النقاط و البلدات من خريطة الغوطة .
خلاصين أحدهما الموت
“هيثم بكار” ،صحفي مدينة دوما، وصل لقناعة شخصية تتمثل بعدم الاهتمام بالتوقعات و التحليلات عن السيناريوهات التي تنتظر الغوطة الشرقية،” فعلى مدى 6 سنوات كنا نتوقع شيء ويحدث عكسه”، كما يقول ، لكنه عبر عن يقين أن هذا “الكابوس سيزول قريبا بأحد الخلاصين الموت أحدهما”.
لم يخفي “بكار “ حالة الـ”تفاؤل”، رغم أن رأيه يقوم على ان الغوطة هي نسخة مكررة مثل باقي المناطق المحررة بكل سلبياتها ولا يوجد فيها ما يميزها سوى احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خصها بها، متمنياً أن تتعظ فصائلها مما جرى في حلب وتكون لهم عبرة، خاتماً بالقول “ فهل من معتبر؟”.
لن يكون هناك تهجير
لخّض “أنس الخولي” ، وهو صحفي أيضاً في الغوطة الشرقية ، معادلة الغوطة بشطرين وبضع كلمات وهي “لا لن يكون هناك تهجير ... لأن المدنين و العسكرين متماسكة معا”، منوهاً إلى أن فصائل الثوار في الغوطة الشرقية،يملكون خطط عسكرية قوية و ستستخدم في الوقت المناسب، وفق قوله.
نطاق القيادات ضيّق
يسيطر على الغوطة الشرقية ثلاثة تشكيلات كبرى، تملك مفاتيح الأمور، أي أن العدد فيما يتعلق بالقيادات الحاكمة ضيّق، فلدينا في الغوطة جيش الاسلام و هو الفصيل الأكبر و الأقدم ، وفيلق الرحمن يأتي في المرتبة الثانية، فيما يحل تحالف “الفسطاط” في المرتبة الثالثة و يتألف من جبهة فتح الشام و حركة أحرار الشام و لواء فجر الأمة.
اقتتال “ضروس”
اختلفت هذه التشكيلات في الاقتتتال الشهير في نيسان الفائت ، فانقسمت لطرفين و دارت اشتباكات يمكن وصفها بـ”الضروس”، و احتجات لوساطات دولية عديدة و أطراف و مشايخ و فتواي تكاد يخطأها الحصر ، بعد شهرين تقريباً أسدل الستار بالعلن على الاقتتال و لكنه ظلّ ساري المفعول في الخفاء ، و ظلت معه آلة الأسد في التقدم و أخذ المزيد من النقاط و البلدات، حتى ضاق الأفق بـ”٤٠٠ ألف مدني داخل كانتون مصغر عن غوطة ٢٠١٣.
“معركة نكون او لا نكون”
“معركة نكون او لا نكون” هو العنوان الذي حدده الناشط “علاء الأحمد”، للسيناريو الأسوء للغوطة الشرقية في ظل غياب الحل السياسي عن المنطقة ،شارحاً الطريقة التي ستواجه بها الغوطة سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الأسد في كل معاركه، حيث يستهدف بشكل خاص المدنيين وذلك من أجل الضغط على الثوار للانسحاب، وقال “وما يميز الغوطة عن غيرها هو قربها من دمشق والذي يعتبر الكرت الأخضر في يد الثوار في الغوطة”.
مفاجئة
في حين توقع “عامر الريف الشامي”، وهو ناشط القطاع الاوسط بالغوطة الشرقية، أن هناك مفاجئة ستحصل بالغوطة، لم يحددها ، لكنه أشار إلى أن الفصائل ستكون “جسد واحد” بعد أن تصافت قلوبهم.
نقطة ضعف “الأسد”
ميّز “ابو وسام الغوطاني”، ناشط في القطاع الاوسط للغوطة الشرقية، الغوطة عن غيرها من المناطق التي شهدت تهجير أهلها، فالغوطة الشرقية ، وفق “الغوطاني”، تشهد محاولات اقتحام منذ أربع سنوات ، و بالرغم من سيطرة الأسد و داعميه على مناطق مهمة واهمها القطاع الجنوبي ، لكنها لم تكن ناتجة عن قوته و إنما لاستغلاله الاقتتال الذي حصل بين الفصائل .
متوقعاً ان يكون هناك مساعي جدية لتحقيق المطالب، التي نادت بها الحاضنة الشعبية و أهمها التوحد خلال أسرع وقت ممكن و بمدة لاتتجاوز الاسبوع، و استطرد “الغوطاني” بالقول بالنسبة لموقع الغوطة كغيره من المدن والبلدات تختلف كثيرآ لانها لاتبعد سوى بعض الامتار في بعض جبهاتها (مثل جوبر والمتحلق الجنوبي وعين ترما ومخيم الوافدين)، عن دمشق هي نقطة ضعف لنظام الاسد وورقة رابحة بيد الثوار في الغوطة اذا أحسنوا استعمالها ، وفق رأيه، وذات الأمر ينطبق على برزة والقابون المرتبطتين بالغوطة الشرقية ولاتبعدان سوى امتار قليلة عن ابواب العاصمة دمشق.
ووفقاً لما ذكره آنفاً يرى “أبو وسام الغوطاني” أن نظام يؤجل او يبقي موضوع الغوطة الى النهاية، ربما يكون حل سياسي لجميع المدن والبلدات السورية ويشمل هذا المشروع غوطة دمشق او الحرب ودخول دمشق الورقة الاخيرة لثوار الغوطة ولثوار جميع سوريا وانهاء وانتصار الثورة السورية ، حسب قوله.
ورقة الغوطة “الرابحة”
يضع الناشط “احمد عبد الرحيم” ، في جعبة ثوار الغوطة، ورقة رابحة في حال عجز الفصائل عن توجيه ضربة عسكرية للأسد في دمشق، وذلك بقصف المواقع العسكرية في دمشق (المربع الامني - فرع الامن الجنائي .....الخ) مما يسبب ارتباك في العاصمة و هذه اقوى ورقة ضغط ، وفق رأيه
وهذا ما ذهب إليه “فراس العبدالله”، ناشط و مصور فوتوغرافي من دوما ، الذي اعتبر أن أهمية موقع الغوطة الشرقية اليوم و قربها من العاصمة دمشق يشكل تهديدا للنظام ، مشيراً إلى أن قوة الفصائل التي صمدت بوجه العديد من الحملات العسكرية الماضية تبطل من مفاعيل أي تهديد للغوطة ، اذ سيقابله تهديد للعاصمة وهذا ما يخشاه النظام بحسب رؤية “العبدالله”.
ولا خروج منها إلا باتجاه دمشق
و ربط الناشط “اسامة المصري” بين ما ينتظر الغوطة الشرقية بمشروع “سوريا المفيدة” التي يبدأ من أقصى الساحل السوري إلى دمشق مروراً بحمص بطبيعة الحال الغوطة الشرقية، و نجح الأسد في ادخال أجزاء من محيط العاصمة مثل التل وداريا وقدسيا والهامة ضمن اطار المصالحة، وهي لا تتجاوز جميعها أقل من ربع الغوطة الشرقية، روج النظام لمؤيديه وحاضنته الشعبية، و الكلام لـ “المصري”، عن انتصار كبير وعظيم حققه في محيط دمشق وحلب، إلا أنه في الحقيقة لم يحقق النظام شيء إطلاقاً، وهو يعتمد على الزخم الإعلامي والحرب النفسية أكثر من اعتماده على الحرب النارية أو المواجهة المباشرة، رأى أن مقارنة الغوطة الشرقية مع غيرها من مناطق الريف الدمشقي أمر مرفوض، لأن الغوطة الشرقية أكثر عدداً وأقوى على الأرض من داريا وحتى التل والهامة وقدسيا، وأكبر مساحةً.
معبراً عن اعتقاده أنه أن لا تهجير للغوطة ولا خروج منها إلا باتجاه دمشق، لأن الغوطة تمتاز بقوة دفاعية هائلة، وقوة هجومية .
ترحيل عناصر “فتح الشام”
مدير تنسيقية عربين “زكوان كحالة” ، رأى أن جميع القوى الاقليمية في المنطقة و الدول الكبرى لها اطماع بالغوطة ، مشدداً على أن الغوطة لن تشهد تهجير ، و قد يطلب ترحيل عناصر جبهة فتح الشام ، وفقاً لماقال .
و برر “كحالة” رأيه بأن منطقة الغوطة المتاخمة للعاصمة تستطيع خلط الاوراق والضغط ليس على النظام فحسب، بل على حلفائه ايضا، واقل عمل ممكن هو استهداف دمشق يوميا بالهاون بشكل مكثف وهذا عمل سهل بالنسبة للثوار ويشكل ضغطا على النظام فما بالك بعمل عسكري .
يبدو أن لامناص من الجلوس في مفاوضات يرعاها ، العدو و يشرف على بنودها بشكل أو بآخر، و بالطبع في ظل ذلك لن يكون هناك نتائج كاملة أو حتى قريبة من الحد الأدنى مما يطمح إليه أصغر الثائرين سناً و حداثةً في الثورة، و لكنها كما قال أحد المفاوضين في ملف حلب “الجولة للأقوى هذا هو الواقع”.
المحرم بات حلالاً
و يبدو أن السؤال الذي كان محرماً فيما سبق، و لاسيما منذ ٣٠ أيلول ٢٠١٥، تاريخ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري، بات اليوم متداولاً و أكثر فرضاً لنفسه، و بات السؤال ليس هل من الممكن أن تجلس المعارضة في مفاوضات تحت مظلة الروس ؟ ، و إنما كيف من الممكن إدارة هذه الجلسات للحصول على أكبر قدر من المكاسب، و التي مهما ارتقت ستكون دون مستوى الطموح.
لابد من خطوات جريئة
تسائل الصحفي “عبادة كوجان” ، من جريدة عنب بلدي ، عن كيفية محاورة روسيا بمعارضة سياسية مترهلة وائتلاف ضعيف البنية، مستطرداً بالقول “ لابد من خطوات جريئة للمعارضة السورية للانفتاح على التيارات المعارضة المختلفة في دمشق والقاهرة وأكراد الإدارة الذاتية، بالتوازي مع حفاظها على الداعم التركي والخليجي”، في توليفة وجد فيها الطريق المفروض انتهاجه.
و اعتبر “كوجان” ، في حديثه لشبكة “شام” الاخبارية ، أن الخطاب الخشبي الحالي للمعارضة السورية لن يفلح في الانفتاح على الروس أو غيرهم من الدول اللاعبة، طالما الائتلاف لا يزال يتعامل بمنطق "التنسيقية"، حسب وصفه.
الانكفاء الدولي و التوسع الروسي
في هذه الأثناء بدأت في روسيا فعاليات الاجتماعات (السياسية - العسكرية) بين ثلاث دول باتت هي المحور في الملف السوري، بعد الانعزال الأمريكي منذ أشهر تبعاً لمفاعيل الانتخابات الأمريكية ، التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسط بروباغندا مزدوجة ، تميل لصالح الطرفين و تعاديهما بذات الوقت، إضافة لغياب أوروبي نتيجة انشغالات داخلية ، واختفاء مريب للعرب و الخليجين من الساحة ، و الاكتفاء بجلسات البيانات الفضفاضة و حملات التبرع، للثم الجروح لا لعلاجها و لا لإيقاف المتسبب بها.
لن تكون هناك عدالة
في ظل هذه الظروف ، يذهب الصحفي “علي سفر” ، إلى طرح إشكالية مهمة حول صفات الشريك في المفاوضات ، إذ برأيه كان من الممكن أن تكون روسيا شريكاً ، لكنه استطرد بالقول أن الظروف الحالية و الأمور التي نتجت عن تدخلها العسكري في سوريا ، يعدم إمكانية أن تكون شريك محايد، ووصل سفر ، في حديثه لـ “شام” إلى أن تبعاً لما سبق فإن أي شيء ينتج عن مفاوضات يوجد فيها شريك منحاز لطرف من الأطراف ، لن تكون هناك عدالة للطرف الآخر، و أكد على أن الطرف هنا هو الشعب السوري.
وركَّز “سفر”، على موضوع صفات الشراكة العامة والتي تعتبر أساساً فيما نحن فيه ، وتساءل : كيف يكون الشريك شريكاً في المفاوضات وهو الذي ساعد أحد الأطراف على كسب نقاطٍ في الصراع ؟، معتبراً أن هذه إحدى الأشياء التي تعطل الشراكة النزيهة لروسيا ، مضيفاً نقطة أخرى أن الشريك يغار على مصالح شريكه مما يدفع لطرح تأكيد أن روسيا ستطمح لتحقيق مصلحة أحد الشركاء، في إشارة إلى النظام.
حلب ليس كما قبلها
مابعد حلب، يختلف عما قبلها، واليوم ينتظر من اجتماع وزراء خارجية و دفاع روسيا و تركيا وإيران، أن يخرج بورقة عمل تُرضي الأطراف الثلاث ، كونهم الفاعلون الوحيدون بالملف بعد انكفاء المجتمع الدولي على ذاته، كما أسلفنا سابقاً، و لكن هذا الاجتماع الذي يتم في أجواء غير مريحة بعد ظهور الخلافات الكبيرة على المحاصصة في سوريا، وصلت حد التمهيد لاشتباك قد يحدث في قادمات الأيام مالم يتم تلافيه، اليوم في هذا الاجتماع بالتحديد.
“فخ” الأستانة
قبل الاجتماع المشار إليه حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولويات التحرك الروسي في «مرحلة ما بعد حلب» وأعلن رغبة موسكو في الانتقال إلى وقف شامل لإطلاق النار في سورية، وإطلاق عملية مفاوضات (سورية – سورية) في كازاخستان تهدف الى بلورة موقف موحد حيال التسوية السياسية، الاجتماع الذي يخشى أن يكون “فخاً” للمعارضة السورية، وفق ماقاله رئيس تحرير شبكة بلدي نيوز، “أيمن محمد” ، معبراً عن اعتقاده أن هذا الاجتماع لن يقدم شيئا جديدا للمعارضة على عكس النظام الذي سيقدم له الكثير.
و مضى “محمد”، في تصريحه لـ”شام”، بالقول أن عدم التطرق لأهداف الثورة التي خرج لأجلها الشعب السوري ومصير رأس النظام وأركانه وشكل الحل السياسي المطروح هو بمثابة تقديم صك استسلام للنظام وايران وروسيا، و الكلام لـ”محمد”، من قبل بعض المعارضات التي تصر موسكو على مشاركتها في الاجتماع الأمر الذي سيمنح موسكو ضوء أخضر لإبادة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة المعارضة.
و أكد “محمد” أن الروس لا يطلبون من المعارضة سوى تقديم التنازلات، و”واضحون بطرحهم فيما يخص النظام ومصير رأسه وأركانه”، ويتابع :” فهم يعتبرون بشار الأسد رئيسا شرعيا لسورية ويعتبرون جيشه وميليشياته مؤسسة عسكرية تقوم بمحاربة الإرهاب الذي يصرون على تعميمه تجاه كل من حمل السلاح للدفاع عن الشعب السوري”.
يجب انتظار ترامب
في حين نصح الصحفي “محمد مستو” ، وهو صحفي سوري يعمل في الإعلام التركي، المعارضة بالانتظار حتى تنتهي مراسم استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ، موضحاً أنه و بعدها و
إذا ما أصر ترامب على الانعزال بالملف السوري ، فهنا لا مجال أمام المعارضة إلا التعاون مع روسيا للحصول على شيء ما.
و أشار “مستو” ، في حديثه مع “شام”، إلى وجود نقطة مهمة و هي الخلاف الروسي - الايراني ، الذي من الممكن للمعارضة السورية الاستفادة منه ، تفعيل دور الوساطة التركية، التي ليس لديها رضا على الوجود الايراني في حلب ، وفق قوله.
و يبقى الأهم، وفق “مستو”، أن يكون هناك معارضة موحدة (سياسية و عسكرية) ليتم مخاطبتها من قبل الدول ، وللذهاب إلى المفاوضات مع الروس، إذا ما تقرر ذلك.
وصف المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات ، الأخبار التي تتحدث عن وجود اندماجات بين الفصائل و التشكيلات في سوريا، أن ذلك لن يؤدي إلى انتصار الثورة في ظل فوضى البيانات المتناقضة والتصريحات الانفعالية وعمليات الاندماج والانشقاق التي سئم منها السوريون، وفق قوله.
وقال حجاب في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “توتير” و كذلك على “الفيس بوك”، أن “قبل أي مشروع اندماج لا بد من أسئلة مشروعة، ووقفة محاسبة لمن ارتكبوا انتهاكات جسيمة باسم المعارضة”.
ولأول مرة وجه حجاب انتقادات شديدة للفصائل بالقول أن “آن الأوان للانتقال من الفصائلية إلى الاحترافية”، و أن “ ولا مكان لفكر التطرف وللأجندات الأجنبية في صفوفنا”، وأتبعها :”الذين طعنوا إخوانهم من الخلف أو انسحبوا دون مقاومة يجب أن لا يكون لهم دور في أي كيان جديد”.
و أشار المنسق العام للهئة العليا للمفاوضات إلى أن “لم تعد ظاهرة الاقتتال بين الفصائل مقبولة، والمسؤولون عن الاعتداء على الفصائل يجب أن يحاسبوا”، في اشارة فيما يبدو لجبهة فتح الشام التي تعد هي التشكيل الوحيد الذي أقدم على الاعتداء على فصائل الجيش الحر.
ولفت حجاب إلى أن الثورة لا تزال في “قمة عنفوانها.. لديها الكثير لتقدمه”، وموكداً عدم التراجع حتى “ نحقق مطالب الشعب السوري”، مطالباً بالتحلي بروح المسؤولية والانضباط أهم معالم المرحلة المقبلة، “ولنا كرة أخرى قريبة بإذن الله”، وفق ماختم به.
أعلن تنظيم الدولة عن إسقاط مروحية هجومية روسية فوق مطار التيفور بريف حمص الشرقي دون تحديد كيفية إسقاطها، علما أن محيط المطار يشهد اشتباكات بين قوات الأسد وعناصر التنظيم على إثر محاولات سيطرة الأخير على المطار.
وكان التنظيم قد تمكن من إسقاط عدة طائرات في ريف حمص الشرقي، حيث أعلن عن تمكن عناصره في الثامن من تموز/يوليو من إسقاط طائرة مروحية روسية في منطقة الصوامع بريف مدينة تدمر.
وفي العاشر من الشهر الجاري سقطت طائرة حربية من طراز "ميغ 23" عقب إقلاعها من مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، وسقطت بالقرب من مطار الشعيرات، وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة حينها أن التنظيم تمكن من إسقاط الطائرة في منطقة جزل شمال غرب تدمر.
وفي الثالث من الشهر المنصرم أعلن تنظيم الدولة عبر وكالة أعماق عن تمكن عناصره من تدمير مروحية هجومية روسية بالقرب من منطقة حويسيس بريف حمص الشرقي، وذلك بعد استهدافها بصاروخ موجه.
والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة تمكن من استعادة مدينة تدمر بعد خسارتها قبل أكثر من تسعة أشهر، كما وحقق التنظيم تقدما غرب وجنوب غرب المدينة، وقتل وجرح العشرات من عناصر الأسد والميليشيات الشيعية، وفي المقابل تسببت المعارك بمقتل العديد من عناصر التنظيم.
وصلت اليوم الطفلة "بانا العابد" التي باتت تعرف باسم "الأيقونة الحلبية" إلى المناطق المحررة في ريف حلب الغربي المعارضة شمالي سوريا، بعد خروجها على متن حافلات أجلت، اليوم الإثنين، مدنيين من أحياء حلب المحاصرة، بموجب اتفاق بين المعارضة السورية والنظام مدعوما بمجموعات إرهابية أجنبية موالية له، برعاية روسية تركية.
ونالت "الأيقونة الحلبية" شهرة طيلة حصار مدينة حلب، بما كانت تنشره على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، من رسائل تطالب فيها بنصرة المحاصرين ومد يد العون لهم، ووقف المجازر بحقهم.
ويتابع الحساب الذي أنشئته الطفلة بمساعدة والدتها فاطمة، 320 ألف شخص، تمكنوا من خلال ما ينشر فيه من متابعة كل ما يجري بحلب من عمليات قصف وقتل للمدنيين.
ووصلت “بانا” إلى ريف حلب الغربي ضمن القوافل التي وصلت اليوم، وانتقلت بعدها إلى ريف إدلب بالقرب من الحدود التركية برفقة والديها.
وكانت والدة بانا ناشدت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عبر رسالة على "تويتر" إخراجهم من حلب المحاصرة، فجاء رد الوزير متعهداً بإخراجهم و جميع المحاصرين إلى مناطق آمنة.
وبدأت مجدداً في وقت متأخر من ليلة أمس عملية إجلاء أحياء حلب المحاصرة بعد توقفها لأكثر من يوم جراء عرقلتها من قبل الميليشيات الارهابية التابعة لايران.
وتم التوصل أمس إلى اتفاق جديد ينص على خروج المحاصرين من حلب و مرضى وجرحى من مدينة الزبداني وبلدة مضايا ، مقابل خروج نحو 4000 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا .
تصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر خطورة على حياة الصحفين، بعد أن قتل ١٩ صحفي فيها خلال عام ٢٠١٦، من أصل ٥٧ صحافيا في العالم، بحسب الحصيلة السنوية التي اصدرتها منظمة مراسلون بلا حدود.
وقالت المنظمة في تقريرها إن سوريا تحولت إلى “جحيم” عام 2016 مع مقتل 19 صحافيا فيها، تليها أفغانستان (10 قتلى) والمكسيك (9) والعراق (7) واليمن (5).
كذلك قتل هذه السنة تسعة “مواطنين مراسلين” (مدونون) وثمانية متعاونين مع وسائل اعلام، ما يرفع الحصيلة الاجمالية الى 74 قتيلا سقطوا “بسبب ممارستهم مهمتهم الاخبارية”، وفق ما جاء في الحصيلة السنوية للمنظمة.
وأوضحت “مراسلون بلا حدود” أنه وبالمقارنة مع العام الماضي و الذي قتل فيه 67 صحافيا عام 2015، مبينة أن “هذا التراجع الملحوظ مرده ان عددا متزايدا من الصحافيين يهربون من الدول التي أصبحت بالغة الخطورة: سوريا والعراق وليبيا، إنما كذلك اليمن وأفغانستان وبنغلادش وبوروندي تحولت جزئيا الى ثقوب سوداء للاعلام يسودها انعدام العقاب”.
وتبقى سوريا الدولة الأكثر دموية في العالم للصحافيين مع مقتل 19 صحافيا فيها عام 2016 مقابل 9 عام 2015. وبين هؤلاء الضحايا أسامة جمعة الصحافي المصور البالغ من العمر 19 عاما والذي كان يعمل لوكالة “ايماجز لايف” البريطانية، وقتل في 5 حزيران/ يونيو فيما كان يغطي عمليات اغاثة اثر قصف استهدف حيا سكنيا في مدينة حلب.
وقتل ما لا يقل عن 780 صحافيا في السنوات العشر الاخيرة بسبب مهنتهم، وفق حصيلة “مراسلون بلا حدود”.