تتفاقم أوضاع النازحين في مخيمات ريف حلب الغربي، مع موجة الرياح القوية التي تجتاح المنطقة، والتي أدت لاقتلاع عشرات الخيم للنازحين، وتركهم في العراء دون أي مأوى، مع صعوبات كبيرة في تامين ملاذ آمن للمدنيين المهجرين من بلداتهم.
وشهدت بلدات ريف حلب الغربي مؤخراً موجة نزوح كبيرة بسبب القصف الذي تتعرض له من قبل الطيران الحربي الروسي والقصف الصاروخي والمدفعي، إضافة لمحاولات قوات الأسد المستمرة للتقدم باتجاه المنطقة، والمعارك التي تشهدها المنطقة.
وشهدت بلدت ياقد العدس بالأمس حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق المجاورة لها، في استمرار لسلسلة النزوح اليومي الذي يواجه العديد من البلدات والمدن التي تتعرض للقصف العنيف، وسط ضعف الإمكانيات لدى المنظمات العاملة بالمنطقة لاستيعاب الاعداد النازحة من المنطقة.
وزاد في أوضاع النازحين ومعناتهم مع التشرد والبرد والأمطار، ونقصف الموارد التي تحتاجها كل عائلة للحياة من مسكن وملبس ومشرب، ليزيد ذلك الرياح القوية التي اقتلعت خيامهم وتركتهم في العراء.
انضمت قنصليتي الأسد في الكويت و السودان ، إلى نظريتهما في الأردن و تركيا ، في تنفيذ قرار وقف عمليات تمديد جوازات السفر ، الذي يبدو أنه سيطبق في جميع القنصليات التابعة له في عدة دول، في خطوة مفاجئة دون إيضاح الأسباب أو فترة الإيقاف.
وأعلنت كل من قنصليتي الأسد في الكويت ، أنه تم إيقاف لصاقات التمديد على نفس الجواز نهائياً ، مطالبة السوريين بتقديم طلبات جواز سفر جديدة برسوم “١٢٣” دينار كويتي ، و تبعتها قنصلية الأسد في السودان بذات الاعلان.
و كان موقع قنصلية الأسد في كل من الأردن قد قال إنه ، سيتم ايقاف استلام معاملات تمديد جوازات السفر للمواطنين المقيمين في الأردن وخارجها اعتباراً من يوم الإثنين الموافق 24/4/2017 وحتى إشعار آخر.
في حين أوردت قنصلية الأسد في اسطنبول، أنه اعتباراً من 23-04-2017 توقف العمل بتمديد جوازات ووثائق السفر بشكل نهائي.
وأرجع عدد من المتابعين للشأن السوري ، أن غاية الأسد من هذه الخطوة هو حصر عمليات تمديد الوثائق باستبدالها بأخرى جديدة لضمان الحصول على مبالغ إضافية ، والتي تم رفعها مؤخراً لتصل إلى ٤٠٠ دولار أمريكي ضمن الانتظار العادي الذي يمتد لأشهر طويلة ، و ٨٠٠ دولار للحصول الفوري ، في حين أن تكلفة التمديد باللاصقة لا تتجاوز الـ ٢٠٠ دولار.
ارتكب الطيران الحربي لقوات الأسد اليوم، مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ضمن السياسة التي تتبعها قوات الأسد في تفريغ المدينة من سكانها من خلال القصف المتواصل على المدينة وتدمير كل ماهو حيوي فيها تصاعد بعد مجزرة الكيماوي في الرابع من شهر نيسان.
واستهدف طيران الأسد الحربي بعدة صواريخ السوق الشعبي وسط مدينة خان شيخون، حيث لم تلبث ان شهدت المدينة عودة للحياة بعد حركة النزوح التي شهدتها بعد مجزرة الكيماوي، ليعاود طيران الأسد ارتكاب المجازر بحق المدنيين، موقعاً ستة شهداء بينهم طفلين، والعديد من الجرحى.
وتواجه مدينة خان شيخون وبلدات الريف الجنوبي عامة، ضعفاً كبيراً في المجال الطبي بعد استهداف جميع المشافي الطبية التي تعالج المدنيين من قبل الطيران الحربي الروسي مؤخراً وتدميرها، بينها مشفى الرحمة في خان شيخون ومشفى المركزي في عابدين والمشفى الوطني في معرة النعمان، وعدة نقاط طبية تعرضت للقصف، ما يلقي بثقله على الأهالي وطواقم الدفاع المدني والإسعاف لنقل المصابين لمسافات بعيدة لتلقي العلاج وبالتالي تعريض حياتهم لمخاطر الموت.
كما أغارت أيضا الطائرات الحربية الروسية المجرمة على بلدات ركايا سجنة والنقير وكفرسجنة ومعربليت والطريق الواصل بين (النيرب-اريحا) خلفت مزيدا من الجرحى بين المدنيين ودمارا كبيرا في المناطق المستهدفة.
دخلت المفاوضات التي بين فصائل ثورية في الشمال السوريا و قوات سوريا الديمقراطية ، والهادفة لتنظيم عملية انسحاب الأخير من عشرة قرى ، مرحلة الموت السريري بعد أن وصلت إلى طريق مسدود نتيجة تعنت “قسد” و اتباعها اسلوب التهرب.
و قالت مصادر خاصة لشبكة “شام” الاخبارية أن المفاوضات (المباشرة) التي جرت بين الطرفين خلال الأيام الماضية ، لم تصل إلى أي نتيجة و لا حتى لاتفاق مبدأي على بنود يمكن أن تكون منطلق لمزيد من المباحثات ، وصولاً إلى عمليات الانسحاب التي ستنفذها قسد من المناطق التي سيطرت عليها في شباط العام الماضي بدعم روسي كبير.
و اعتبرت المصادر أن سبب ركود المفاوضات يعود لغياب الضغط العسكري على قسد في المناطق التي احتلتها و على رأسها تل رفعت ، اذ تجد “قسد” نفسها بوضع مرتاح و غير مضطرة للتنازل على شبر واحد .
في حين أشارت مصادر أخرى أن الفصائل الثورية التي تجري عملية التفاوض ، قد أخذت ضوءً أخضراً من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، و الداعم الأساسي لقسد ، لاجراء المفاوضات و استلام عشرة قرى بما فيها تل رفعت و منغ و المالكية ، دون الدخول الجانبين في القتال المباشر ، و لكن هذا الدعم لم يقابله ضغط على “قسد” ، اضافة لامتلاك الأخير ورقة ضغط أخرى تتمثل بالعدو الروسي .
و قال مصدر “شام” أن امكانية التوصل إلى اتفاق بشأن القرى المشار إليها ، صعب للغاية في ظل غياب الضغط العسكري و كذلك الارادة الأمريكية الحقيقة و الجادة .
و عبرت الغارة الجوية التي نفذها الطيران الحربي التركي على جبل برصايا غرب مدينة إعزاز والمطل عليها بريف حلب الشمالي، هي بمثابة رسالة تركية التي تدل على فشل المفاوضات و ايجاد الضغط العسكري الذي يجعل الطريق أكثر يسراً أمام تسليم تلك القرى دون الدخول بماواجهات عسكرية.
في الوقت عينه أشارت مصادر أخرى متابعة للملف أن عملية المماطلة التي تقوم بها “قسد” ، تهدف من خلالها اتاحة المجال أمام قوات الأسد و المليشيات الايرانية ، لتوسيع عملياتهم في حيان و حريتان ، اذ بالسيطرة عليهما يكون خط الوصل بين حلب و نبل و الزهراء ، و بالتالي عفرين ، واسع ومؤمن ، و البقاء في تل رفعت و منغ و محيطهما لاقيمة له ، بعد تأمين الطريق المشار إليه.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" استغلت انشغال الثوار بمواجهة تمدد قوات الأسد والميلشيات الشيعية شمالي حلب، وعملت على احتلال العديد من القرى والبلدات بريف حلب الشمالي، تحت غطاء جوي روسي في شباط من العام الماضي، ساهمت بذلك في فصل مناطق سيطرة الثوار على المناطق التي تقدمت إليها قوات الأسد بريف حلب الشمالي وصولاً لبلدتي نبل والزهراء، كما ساهمت بتهجير آلاف المدنيين من تلك البلدات باتجاه منطقة إعزاز.
أوقف نظام الأسد عمليات تمديد جوازات السفر في القنصليات التابعة له في عدة دول، و الذي تم التأكد منها في الأردن و تركيا، في خطوة مفاجئة دون إيضاح الأسباب أو فترة الإيقاف.
وقال موقع سفارة الأسد في كل من الأردن وتركيا ، إنه سيتم ايقاف استلام معاملات تمديد جوازات السفر للمواطنين المقيمين في الأردن وخارجها اعتباراً من يوم الإثنين الموافق 24/4/2017 وحتى إشعار آخر.
في حين أوردت قنصلية الأسد في اسطنبول، أنه اعتباراً من 23-04-2017 توقف العمل بتمديد جوازات ووثائق السفر بشكل نهائي.
وأرجع عدد من المتابعين للشأن السوري ، أن غاية الأسد من هذه الخطوة هو حصر عمليات تمديد الوثائق باستبدالها بأخرى جديدة لضمان الحصول على مبالغ إضافية ، والتي تم رفعها مؤخراً لتصل إلى ٤٠٠ دولار أمريكي ضمن الانتظار العادي الذي يمتد لأشهر طويلة ، و ٨٠٠ دولار للحصول الفوري ، في حين أن تكلفة التمديد باللاصقة لا تتجاوز الـ ٢٠٠ دولار.
كما أن العلاقات السورية الأردنية قد تأثرت بشكل كبير بعد تصريحات للأسد أغضبت الاردن وردت عليها بشكل قوي، حيث اتهم الأسد في تصريحات لوسائل الإعلام أن الأردن دولة لا سيادة لها.
انطلقت صباح اليوم ، الباصات التي تقل سادس دفعة من مهجري حي الوعر ، آخر أحياء مدينة حمص المحررة ، والتي ستكون وجهتها الريف الشمالي لحلب ، في اطار عملية تهجير حي الوعر الذي بدأ قبل قرابة الشهرين بدفعات اسبوعية بمعدل ٢٠٠٠ مواطن بشكل اسبوعي.
و يبلغ عدد مهجري الدفعة الجديدة ١٦٥٠ شخص بينهم ٣٦٠ عائلة ، و سيتم نقلهم عبر خمسين باصاً و سبع شاحنات ، باتجاه مدينة جرابلس .
وتتضمن الدفعة العديد من الحالات الخاصة منهم ٢٥ عائلة من الأيتام و المعتقلين و ثمان حالات من الاعاقة و ٤٠ حالة من الأمراض المزمنة آضافة لـ ١٠٠ رضيع .
شن الثوار ليلاً هجوما قويا ومفاجئ على معاقل الأسد وشبيحته على حاجز (القناقية) العوصية في منطقة الحولة بالريف الشمالي وتمكنوا من قتل وجرح العديد من العناصر.
حيث قالت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي أن عناصر النخبة التابعين لهيئة تحرير الشام شنوا هجوما على حاجز (القناقية) العوصية وتمكنوا من السيطرة عليه وقتلوا جميع من كان في الحاجز من عناصر وشبيحة الأسد، كما اغتنموا دبابة "تي 55" ومدفع "37" وعدد من الأسلحة والذخائر، ومن ثم انحازوا عن الحاجز وعادوا سالمين.
وذكرت غرفة العمليات أن الخسائر في الأرواح والعتاد زادت عندما أتت المؤازرات التابعة لقوات الأسد للحاجز، حيث كانت سرية الهندسة التابعة للثوار قد رصدت طرق الإمداد وزرعت العبوات الناسفة على الطرق، وعند مرور قوات الأسد منها تم تفجيرها ما أوقع العشرات من القتلى والجرحى وخسائر كبيرة في العتاد.
وبعد هذه الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات الأسد وكعادة الجبناء شنت الطائرات الحربية غارات جوية تترافق مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا على بلدات منطقة الحولة في كلا من تلدو وكفرلاها وتل ذهب وبرج قاعي وعقرب ما أدى لسقوط شهيدين وعدد من الجرحى لغاية اللحظة مع استمرار القصف العنيف على المدنيين، حيث تحاول فرق الدفاع المدني انتشال الجرحى من تحت الأنقاض وصعوبة في التحرك جراء القصف المتواصل.
وكانت هيئة تحرير الشام قبل أسبوع بالتحديد تمكنت من السيطرة على 6 حواجز عسكرية في منطقتي "المزيرعة والدلاك" غرب مدينة السلمية بريف حماة الشرقي حيث قتلت وجرحت العشرات من قوات الأسد وميليشيات الدفاع الوطني المساندة له في هذا الهجوم المباغت، وتمكنوا وقتها من إغتنام عدد من الآليات بالإضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة قبل أن تقوم بتفجير الحواجز وتنسحب منها دون خسائر تذكر.
تستمر الاشتباكات المترافقة مع القصف الجوي والصاروخي اليومي على المناطق الشرقية والشمالية لمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، حيث تتركز الاشتباكات في محيط منطقة صوامع الحبوب شرقي المدينة.
وقال ناشطون في تنسيقية مدينة تدمر أن قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بعد أن توجهت باتجاه المواقع والنقاط الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في المحيط الجنوبي لمدينة تدمر، لاسيما مناطق مضمار الهجن، سبخة، الموح، جبل الأبتر، وسيطرت على مضمار الهجن وعدة نقاط في محيطه، عادت المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لتدمر للتصدر الاشتباكات والمعارك بين الطرفين، وبالأخص محيط منطقة صوامع الحبوب شرقي المدينة.
وذكر ناشطون أن التلال والمواقع المحيطة بصوامع الحبوب شرقي تدمر تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر تنظيم الدولة وقوات الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي من جهة، وعناصر تنظيم الدولة من جهة أخرى، حيث تحاول قوات الأخيرة وبشكل يومي، السيطرة على مواقع جديدة في محيط الصوامع، ويدافع عناصر التنظيم عن تلك المواقع بشدة، كونها ذات مواقع استراتيجية من ناحية جغرافيتها الجبلية وإطلالها على مناطق عدة شمال وشرقي تدمر.
وفي ذات السياق أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم اليوم، عن مقتل وأسر عدة عناصر من قوات الأسد خلال اشتباكات في محيط صوامع الحبوب شرقي تدمر.
وتشهد منطقة الصوامع والتلال والمرتفعات المحيطة بها، اشتباكات وقصف جوي بشكل شبه يومي، الأمر الذي كلّف النظام والميليشيات المساندة له، خسائر واستنزاف كبير للعناصر، كون تلك المنطقة هي الوحيدة التي تشهد اشتباكات فعلية في المنطقة.
أعلنت كتائب الثوار عن قيامها بشن هجوما مباغتا على مواقع تنظيم الدولة في جبل المحسا التابع إداريا لمحافظة حمص، وذلك ضمن معركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد".
وقال الثوار أنهم هاجموا مواقع عناصر تنظيم الدولة في منطقة المحسا من محورين رئيسيين، الأول كان من جهة القلمون الشرقي، والمحور الثاني كان من جهة منطقة العليانية في البادية الشامية.
ويهدف الثوار للسيطرة على منطقة المحسا لفك الحصار عن القلمون الشرقي، إذ لم يتبق الكثير ليتمكنوا من إعلان فك الحصار.
والجدير بالذكر أن الثوار تمكنوا ضمن معركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد" من السيطرة على مساحات واسعة من البادية الشامية، إذ تمكنوا من السيطرة على كافة النقاط التابعة إداريا لمحافظة ريف دمشق في البادية.
وشهدت النقاط المحررة حديثا من قبضة تنظيم الدولة قصفا جويا من طائرات الأسد عدة مرات، وذلك في دعم واضح من قبل نظام الأسد للتنظيم.
وكان الثوار قد تمكنوا في العشرين من الشهر الجاري من السيطرة على منطقة العليانية التي تتمتع بموقع استراتيجي وهام، ويعود ذلك لكونها تربط بين ريف حمص وبادية حماة وبادية دير الزور وريف دمشق ومعبر التنف.
بدأت المساعدات الطبية والغذائية بالدخول إلى مخيم اليرموك المحاصر جنوب العاصمة دمشق، حسبما أكدت هيئة تحرير الشام قبل قليل.
وقالت الهيئة أن دخول المساعدات الطبية والغذائية إلى المخيم المحاصر يأتي في إطار تنفيذ اتفاق البلدات الخمس بين جيش الفتح في الشمال وإيران، علما أن الهيئة تسيطر على جزء من المخيم فقط، بينما يسيطر تنظيم الدولة على الجزء الأكبر منه.
والجدير بالذكر أن اتفاق البلدات الخمس أدى لحدوث حالة غضب واستياء شعبية في الشمال السوري، وذلك على وجود بند في الاتفاق يتضمن الإفراج عن مئات المعتقلين، وقام نظام الأسد بالإفراج فعلا عن المئات إلا أن جميعهم كانوا ممن اعتقلوا حديثا، إذ لم يمض على تاريخ اعتقالهم بضعة أشهر، وهو ما وصفه الناشطون والأهالي بـ "المهزلة".
تشهد جبهات ريف الرقة الغربي والشرقي والشمالي اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر تنظيم الدولة، حيث شن عناصر التنظيم هجوما في الريف الشرقي ويحاولون التقدم بالريف الغربي.
ففي الريف الشرقي قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن عناصر التنظيم هاجموا مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في منطقة الجديدات، وذكرت أنهم تمكنوا من قتل 12 عنصر وتدمير آليتين وإعطاب مدرعتين.
وفي الريف الغربي شن عناصر تنظيم الدولة هجوما معاكسا على نقاط سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الطبقة في محاولة منهم لفك الحصار عن المدينة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين وسط قصف جوي من طائرات التحالف الدولي على الأطراف الجنوبية للمدينة في ظل قصف مدفعي وصاروخي.
وفي الريف الشمالي أفاد ناشطون أن محاور عدة جنوب وشرقي بلدة حزيمة تشهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
والجدير بالذكر أن الاشتباكات في مدينة الطبقة بين تنظيم الدولة و "قسد" على أشدها، حيث لا تزال الأخيرة تحاول السيطرة على مدينة الطبقة بعد أن تمكنت من فرض حصار كامل على المدينة، وتهدف "قسد" منذ عدة أسابيع للسيطرة على المدينة وسدها الاستراتيجي في إطار معركة "غضب الفرات".
تسعى بعض الأطراف للهيمنة على القطاع الصحي في محافظة إدلب، وإنهاء الإدارة الحالية التي نظمت وحققت نجاح كبير في بناء "مديرية الصحة" في المناطق المحررة بإدلب رغم كل الصعوبات التي اعترضتها، والتي حافظت على وحدة القطاع الصحي بشكل منظم و دقيق، تُجدد السعي لذلك مع عقد المديرية مؤتمرها العام الثاني لاختيار مجلس أمناء وآليات انتخاب جديدة في المحافظة، تفضي لمواصلة عمل المديرية وتقديم الخدمات الطبية للمدنيين في كامل المناطق ضمن المحافظة.
وطفت على السطح بالأمس اعتراضات لبعض الأطباء المحسوبين على جهات معينة من مدينة إدلب، حضرت اجتماع المديرية الأول واعترضت على آلية انتخاب مجلس الأمناء بعد تصويت في غرفة خاصة بالمديرية لمدراء المشافي، ساهم في إلغائه، ومن ثم عقد مؤتمر بالأمس للمديرية في باب الهوى، بحث فيه الأطباء "وعددهم أكثر من 50 طبيباً يمثلون المؤسسات الطبية في المحافظة" آلية اختيار مجلس الأمناء أفضت لاقتراح 10 آليات للانتخاب، صوت ما نسبته 42 من أصل 52 على أحد الاقتراحات، إلا أنه عاد وقوبل المؤتمر بالرفض من ذات الجهات، والتي أصدرت بالأمس بياناً رفضت فيه الانتخابات، واتهمت الإدارة الحالية بالعمل على أساس "التثقيل" أولا وحضور أشخاص غير معنيين بالموضوع ودون توصيف تمثيلي لتكون النتائج في أي تصويت وفق منحى معين مسبقاًُ معبرين عن توقفهم في الاستمرارية بالاجتماعات، حيث غادروا قاعة المؤتمر.
شبكة "شام" الإخبارية استطلعت القضية وتواصلت مع عدة مصادر طبية في المحافظة وأشخاص معنيين بالملف الذي وصف بـ "الشائك" وأنه لا يرتبط بأي شكل بقضية انتخابات أو اعتراضات، بل له أبعاد أكبر من ذلك يرمي لإنهاء "مديرية الصحة" في المحافظة وتدميرها، وإعطاء المجال لإعادة تفعيل وإنتاج مؤسسات نظام الأسد في المحافظة، بعد أن نجحت المديرية في إقصاء الهلال الأحمر السوري المعروف بتبعيته لنظام الأسد، وحققت تطور كبير في القطاع الصحي، وأنهت ارتباط نظام الأسد بأي شيء يتعلق بالقطاع، أبرزها ملف اللقاحات.
وتتشعب القضايا الخلافية في القطاع الصحي والتي تبدأ بقضية "الشهادات المزورة" لبعض الشخصيات الطبية المحسوبة على أطراف عسكرية ، تسعى للهيمنة على القطاع، باسم مدينة إدلب، بدافع مناطقي بحت، جعلهم في مواجهة مع المديرية بعد عملها على انهاء هذا الملف ووضع حد للتزوير والتوظيف على أساس شهادات مزورة "نتحفظ على ذكر الأسماء الواردة إلينا" مما دفع هذه الشخصيات المدعومة عسكرياً من فصيل بارز في الشمال السوري، علما ان قيادة هذا الفصيل لا تتدخل في الموضوع وهو خاص بفصيل تابع لها" يعملون على محاولة إنهاء المديرية ومنعها من مواصلة العمل في المدينة، تزامنت مع عمليات وصفت بـ "التشبيح" لبعض الجهات المجهولة من خلال محاولة تفجير سيارة مدير الصحة الحالي، والاعتداء على مقر مديرية الصحة بقنابل متفجرة، والاعتداء على الحرس للمديرية وأطباء وممرضين من خارج مدينة إدلب، وصل الأمر صباح اليوم لإرسال عناصر مسلحة لمقر المديرية، ورفع لافتات ضد شخص مدير الصحة الحالي في مظاهرة شعبية خرجت لأجل المعتقلين في المدينة.
ولعل سعي هذه الأطراف حسب المصادر التي تواصلت معها "شام" له أبعاد أكبر من ذلك تتعلق بنجاح المديرية التي أسست منذ عدة أعوام وبنت قواعد صلبة لها في المحافظة بعد تحريرها، حيث أنها تمكنت من انهاء ملفين معقدين أوجعا نظام الأسد بشكل كبير، الأول هو "ملف الهلال الأحمر السوري" الذي ما زال قائماً في المحافظة رغم تحريرها وهو المعروف بأنه أحد أفرع نظام الأسد في المناطق المحررة، بعد أن تمكنت المديرية من اثبات نفسها بشكل فاعل، وعدم السماح بإعادة إنتاج مؤسسات نظام الأسد في المحرر، ممثلاً بالهلال الأحمر الذي حظي فرعه في إدلب بحماية من بعض الأطراف ومحاولة تثبيت وجوده على حساب مديرية الصحة في المدينة، عبر بعض الشخصيات الطبية والعسكرية، رغم كل الإيضاحات التي قدمتها المديرية عن معنى وجود مؤسسة طبية لنظام الأسد في منطقة محررة وما ستقدمه من خدمات لنظام الأسد أمام الأمم المتحدة ودولياً.
أما الملف الثاني فهو "ملف اللقاحات" التي استطاعت المديرية ولأول مرة من انتزاعه من يد نظام الأسد، الذي كان يتلقى اللقاحات من برنامج الصحة العالمي على اعتبار القوائم التي كان يقدمها للأمم المتحدة أنه يقوم بتغطية 90 بالمئة من المناطق حتى المحررة، في حين كانت تغطيته لا تتجاوز الـ 7 بالمئة، فقامت المديرية بمنع دخول اللقاحات للمحرر من طرف نظام الأسد، والتواصل مع الأمم المتحدة والضغط عبر مؤسسات عدة أفضت لتسليم المديرية اللقاحات عبر تركيا، وبالتالي خروج الملف بشكل كامل من يد نظام الأسد، واعتماد مديرية الصحة كمؤسسة رسمية تتلقى اللقاحات من الأمم المتحدة مباشرة دون المرور على نظام الأسد، تمكنت خلالها المديرية من تلقيح أكثر من 350 ألف طفل، وهذا ما أوجع نظام الأسد بشكل كبير.
وأكد المصدر أن نظام الأسد سعى عبر بعض الشخصيات الدولية منها "مايكل وورد" للضغط على مديرية الصحة في إدلب بعد نجاحها في ملفي اللقاحات وتقويض عمل الهلال الأحمر في المحافظة، الذي تواصل مع مدير الصحة وطلب منه بالتوقف عن التعرض للهلال الأحمر والتحريض ضد وجوده في المحرر، وعمل على وقف دعم مديرية الصحة من عدة منظمات ألمانية لمدة ثلاثة أشهر، ووقف العديد من المشاريع الطبية التي كانت قد قدمت وحصلت على موافقة للدعم من بعض المنظمات الدولية، قبل أن يتم التفاهم مع المديرية على صيغة تفاهم تقضي بوقف التحريض ضد الهلال الأحمر السوري مقابل إعادة تفعيل الدعم وهذا ماحصل.
وأشار المصدر إلى أن نظام الأسد ومن خلفه روسيا يعملان ليل نهار على تدمير القطاع الصحي في محافظة إدلب، من خلال استهداف المشافي والنقاط الطبية في جميع مناطق المحافظة وتدمير المشافي منها المشفى الوطني في معرة النعمان ومشفى الأطفال والنسائية ومشفى المركزي في عابدين ومشفى الرحمة في خان شيخون والجراحي التخصصي في إدلب والإخلاص في شنان والأمل في ملس والعشرات من المشافي الطبية التي تعرض للقصف المباشر، لإنهاء كل مؤسسة تنجح في المناطق المحررة في التخفيف عن المدنيين حالها كحال مراكز الدفاع المدني، وغيرها من المؤسسات الفاعلة بشكل كبير في خدمة المدنيين، في حين تعمل عن طريق جهات تابعة لها في المحرر منها الهلال الأحمر على تقويض عمل هذه المؤسسات، والعمل على انهائها وتدميرها وإعادة المحافظة لأشواط كبيرة للخلف تنهي حالة النجاح التي تحققت في عدة مؤسسات منها القطاع الطبي.