أعرب وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، "موشيه يعالون"، عن اعتقاده، بأن "بشار الأسد"، "بات أكثر ثقة بالنفس"، مضيفاً "لكن لا أعتقد أنّه سيسيطر على سورية بمساعدة إيران وروسيا. لا يوجد عندي انطباع بأنّ الهدوء سيسود، وعلينا أن نردّ من خلال اعتماد سياسة ذكية".
ودعا الى العودة إلى تنفيذ عمليات في سورية، من دون الإعلان عنها، مضيفاً في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن سياسة عدم التدخل التي كانت اعتمدتها دولة الاحتلال في السنوات السابقة، "قد أثبتت نفسها وينبغي العمل للمحافظة على المصالح الإسرائيلية".
من جهته، حذر الجنرال احتياط عمرام ليفين، القائد السابق للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، من أن حكومة بنيامين نتنياهو، تجر دولة الاحتلال الاسرائيلي إلى حرب في سورية.
فيما اعتبر ضباط رفيعي المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن سقوط القذائف السورية، أمس السبت، في هضبة الجولان، تم بتوجيهات من نظام الأسد، أو ربما من حزب الله اللبناني، عبر استخدام أحد التنظيمات كواجهة للعملية، ردّاً على القصف الإسرائيلي الأخير، لمواقع المدفعية السورية، الأسبوع الماضي.
ولفتت الصحيفة، إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الإيراني، "محمد باقري"، أن "إيران لن تسمح لإسرائيل بأن تقصف في سورية كما تشاء"، مشيرة إلى أنّه من المحتمل أن يكون الشعور بالثقة لدى محور "إيران سورية حزب الله"، وراء تغيير السياسة السورية عند الحدود مع الجولان.
يفتقد الكثير من الأطفال السوريين لأوراق ثبوتية في لبنان، والذي وصل عددهم الى نحو 650 ألفًا، لعدم تسجيلهم في البلاد، تارة لرفض وزارة الداخلية تسجيلهم، وتارة لأن أسرهم دخلوا البلاد بطرق غير شرعية، إلى جانب أسباب أخرى.
ولم تقبل الدولة اللبنانية تسجيل بعض الأطفال في وزارة الداخلية بين 2011 حتى 2017، لعدم شرعية وجود أسره، وشرعت السلطات، منذ 5 أشهر، قبول تسجيلهم في سجل الأجانب بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وفق تصريح الباحث السياسي والمتخصص في شؤون النازحين، "زياد الصايغ"، لوكالة الاناضول.
وبين مليون ونصف نازح سوري في لبنان، يوجد 150 ألف طفل غير مسجلين في الدوائر الرسمية، وبدأ تسجيلهم منذ 5 أشهر، بحسب الصايغ، في وقت تقدرهم دراسة أخرى بـ650 ألفًا.
ويجنب تسجيل الأطفال في الخطوة الأولى الدخول في خانة "مكتومي القيد"، فحين يأتي موعد عودتهم إلى بلادهم سيكون لديهم بطاقات صادرة عن سجل الأجانب في وزارة الداخلية.
في هذا الإطار، لفت الصايغ، إلى خطأ الحكومة اللبنانية حين لم تميّز بين النازح السوري والعامل الموجود أصلًا منذ زمن، ولذا عليها النظر جيدًا بتلك النقطة.
وبالتزامن مع صدور قرار وقف استقبال النازحين السوريين إلى لبنان (2015) تراجعت الدول المانحة في تقديم المساعدات العينية والمالية بنسبة 49%.، ما يدل على بدء قرع ناقوس الخطر في لبنان
اتهمت وزارة الدفاع الروسي، اليوم الأحد، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بقصف الرقة بشكل مشابه للغارات الجوية على مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، ومحاولة إخفاء حجم التدمير بالمسارعة إلى تقديم مساعدات إنسانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن "الرقة ورثت مصير دريسدن في 1945، والتي دمرت تماماً بالقصف الأمريكي البريطاني".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن تبالغ في تقدير الأهمية الاستراتيجية لسقوط الرقة، مشيرة إلى أن الرقة مدينة أصغر حجماً من دير الزور، حيث تقوم قوات نظام الأسد المدعومة روسيا بعملية للسيطرة عليها.
واتهمت موسكو الدول الغربية بضخ المساعدات الإنسانية على الرقة لإخفاء حجم الدمار الذي لحق بالمدينة بفعل قصف قوات التحالف، وذكرت أن الغرب رفض تكراراً مطالبتها بإرسال مساعدات إنسانية دولية إلى سوريا.
ولفتت الدفاع الروسية إلى أن "هناك سبباً واحداً فقط، الهدف هو طمس أي آثار للقصف الهمجي الذي دفن تحت ركام الرقة آلافاً من المواطنين المسالمين "المحررين" من داعش".
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن على الرقة عاصمة التنظيم في سوريا الأسبوع الماضي، واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "نهاية التنظيم باتت وشيكة".
أصدرت "الإدارة المدنية للخدمات" التابعة لهيئة تحرير الشام اليوم، قراراً داخلياً وجهته إلى القوة التنفيذية في محافظة إدلب، تطالبها بعدم التعرض لأي من مراسلي القنوات والوكالات الإعلامية في محافظة إدلب أو اعتقالهم سواء كان المراسل يحمل تصريحاً بالتصوير للعمل الإعلامي أو لا، بحسب وثيقة حصلت "شام" على نسخة منها.
وكانت أثارت قضية "التصريح الأمني" الذي فرض مؤخراً على النشاط الإعلامي ومنع العديد من مراسلي الوكالات الإعلامية والنشطاء في المحافظة من تغطية المظاهرات الشعبية في مدينة إدلب والتصوير ضمن مخيمات النازحين بدعوى عدم وجود تصريح أمني أو انتهاء مدة التصريح، حفيظة النشطاء في المحافظة، دفعهم للمطالبة بضرورة رفع القيود عن النشطاء الإعلامي.
مطالب النشطاء لاقت صدى في أوساط الجهات المسؤولة في هيئة تحرير الشام، ووعدت بحل القضية خلال وقت قصير، ووقف أي نوع من المضايقات على حرية واستقلالية العمل الإعلامي، حتى جاء القرار اليوم عن الإدارة المدنية للخدمات، حيث سمح بالأمس للنشطاء التصوير في العديد من المناطق دون التعرض لهم.
وسبق أن أصدر عدد من نشطاء محافظة إدلب، بياناً انتقدوا فيه عمليات التضييق على النشطاء الإعلاميين في المحافظة من قبل الفصائل العسكرية، مطالبين باحترام العمل الإعلامي وتقبل الانتقاد، وعدم التعرض للنشطاء بأي عمليات اعتقال أو قتل.
قال الائتلاف الوطني إن معاناة أهالي غوطة دمشق الشرقية بدأت منذ أربع سنوات، جراء الحصار المضروب عليهم من قبل عصابات الأسد والميليشيات الإرهابية الإيرانية، في جريمة ضد الإنسانية تستمر فصولها تحت سمع العالم وبصره، وفي ظل قصف جوي ومدفعي همجي، تؤدي فيه طائرات الاحتلال الروسي دوراً محورياً.
وأضاف الائتلاف في بيان اليوم أن أكثر من 250 ألفاً من المدنيين يعيشون صراعاً مع الجوع والمرض، وغياب الخدمات على مدار الساعة، فيما تعجز جهود الهيئات التابعة للحكومة السورية المؤقتة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الغوطة الشرقية، عن تغطية الاحتياجات وتوفير الخدمات والمستلزمات، وخاصة الأدوية التي يؤدي غيابها إلى تردي الأوضاع الصحية لآلاف المرضى ووفاة بعضهم على خلفية الأوضاع العصيبة التي يعيشونها.
وبين الائتلاف أن المنطقة التي دمر القصف الجوي والمدفعي 40 من المشافي والمستوصفات فيها، والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين، وأكثر من ه آلاف معاق و١٦ ألف يتيم؛ تعاني من انعدام لقاحات السل والحصبة، وعدم توفر أدوية الأطفال وأدوية أمراض القلب والسل وضغط الدم والمستلزمات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، بما فيها عقاقير التخدير، كما تعطلت خدمات غسيل الكلى، إضافة لوجود ٢٥٢ حالة طبية حرجة يجب نقلها بشكل فوري إلى مراكز للعلاج خارج الغوطة.
وذكر البيان أن أهالي الغوطة، التي قدمت أكثر من ١٨ ألف شهيد من بينهم نحو 1 آلاف طفل وامرأة، وتعرض سكانها لمذبحة القرن عندما استخدمت عصابات الأسد بحقهم الأسلحة الكيميائية يوم ٢١ أب ٢٠١٢، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بأي طريقة جادة وحاسمة، يوجهون اليوم نداء استغاثة، لإنقاذهم مما يعانونه، وخوفاً من تحول الكارثة التي يعيشونها هناك إلى أمر طبيعي وقابل للاستمرار بل وحتى للتصعيد.
وأشار بيان الائتلاف إلى أن المجتمع الدولي، وفي المقدمة منه مجلس الأمن، مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه المعاناة المستمرة هناك بما يضمن رفع الحصار بشكل فوري عن الغوطة وعن جميع المناطق المحاصرة في سورية.
خرج المئات من أبناء محافظة دير الزور من قاطني مخيم السد بريف الحسكة الجنوبي، بمظاهرة ضد الميليشيات الانفصالية، رداً على الأوضاع المتردية في المخيم والحصار المفروض عليهم من قبل الميليشيات، بعد أن تحول المخيم لسجن كبير يمنع عنهم الطعام والماء وسط انتشار الأمراض وعدم وجود أي رعاية لهم.
ونقلت شبكة "فرات بوست" أن المتظاهرين طالبوا بالسماح لهم بالخروج من المخيم بسبب المعاملة اللإنسانية من قبل الميليشيات، و قلة الطعام و انعدام المياه و الخيم و النظافة، وأن الميليشيات ردت بالرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.
ونشرت "فرات بوست" بالأمس صوراً مروعة لأطفال و نساء من أبناء دير الزور مصابين بأمراض "السحايا، الجرب و أمراض لم يتم تشخيصها بعد" من النازحين وصلتها من مخيم السد بريف الحسكة الجنوبي، بحاجة ماسة لتلقي العلاج خارج المخيم لغياب الرعاية الصحية و الطبية بشكل كامل، على أن تقوم بنشرها تباعاً.
وناشدت الشبكة الأمم المتحدة و جميع المنظمات الدولية بالسماح للنازحين المعتقلين من قبل ميليشيات الإدارة الذاتية الكردية بالخروج من المخيم لتلقي العلاج فوراً، ووضع حد لتلك المأساة.
وحملت الشبكة المجتمع الدولي ممثل بالأمم المتحدة المسؤولية عن حياة هؤلاء الأطفال و النساء في حال استمرار احتجاز النازحين الذين عددهم بالآلاف.
أكد "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، وجود مباحثات بين الجانبين الروسي والتركي في قضية القرى المحتلة من قبل ميليشيات قسد بريف حلب الشمالي وعملية عفرين العسكرية، تزامناً مع التحركات العسكرية لكلا الجانبين شمالي حلب مؤخراً.
وقال "سيجري" في حديث لشبكة "شام" الإخبارية إن هناك محاولات دائمة لاستعادة المناطق المحتلة من قبل قوات قسد بالطرق السلمية، غير مستبعداً العمل العسكري في حال فشلت الحلول السلمية، لافتاً إلى وجود محاولات واجتماعات تركية مع الجانب الروسي لإنهاء ملف هذه القرى وإعادتها لسكانها الأصليين.
وأوضح سيجري أن لا نتائج مضمونة حتى اليوم، وماتزال عبارة عن محاولات، منوهاً إلى أن الجانبين الروسي والتركي يدركون أن هناك خياراً عسكرياً لامحال في حال فشلت المفاوضات السلمية لحل قضية هذه القرى، وأن فضائل الجيش الحر لن يطول سكوتها عن احتلال قراها من قبل الميليشيات الانفصالية.
وأضاف سيجري لـ "شام" أن التحركات العسكرية الروسية في مناطق سيطرة الميليشيات الانفصالية ورفع العلم الروسي في بعض مواقع الميليشيات تقرأ على أنها رسالة طمئأنة للجانب التركي أنها جادة في التوصل لأي حل سلمي في المنطقة، وعدم الوصول للحسم العسكري، في الوقت الذي لفت فيه سيجري إلى أن الجانب الروسي غير صادق يناور بشكل دائم وينقض العهود ولايوجد لديه أي التزام حتى مع الجهات الدولية.
وعن العملية العسكرية في عفرين بين "سيجري" أن منطقة عفرين باتت شبه محاصرة عسكرياً بعد تمركز القوات التركية من الأطراف الغربية لمنطقة عفرين في ريفي إدلب وحلب، وبالتالي فإن الاجتماعات الروسية التركية هي من تحدد طبيعة العملية العسكرية في المنطقة، مع وجود رغبة للجانب التركي لحسم المعركة بدون قتال.
وكانت شهدت مناطق ريف حلب الشمالي يوم الجمعة، تحركات عسكرية روسية تركية مكثفة، وسط تحليق لطيران مروحي في أجواء مدينة الباب ومنطقة منغ، مع وصول رتل عسكري للقوات الروسية إلى مطار منغ العسكري.
قال ناشطون بريفي إدلب وحماة، إن بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي وحماة الشرقي والشمالي تواجه منذ أكثر من أسبوع حملة جوية من طيران الأسد والطيران الحربي الروسي بشكل يومي، في الوقت الذي يتطلع فيه الأهالي لوقف القصف مستبشرين بدخول القوات التركية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد والذي يشمل هذه المناطق.
وبين المصدر أن أكثر من 300 غارة جوية من الطيران الحربي للنظام وروسيا طال القصف بلدات " خان شيخون، التمانعة، التح، سكيك، الخوين الكبير، تل خنزير، أم الخلاخيل، الدجاح، حيش، الفرجة، الزرزور|، أبو دالي، تل مرق، صهيان، المشرف، سنجار، الرويضة،الحزم، عرفة، قصر علي، الظافرية، ربدة، قصر شاوي، عب الخزنة، الخالدية، قلعة الحوايس، المويلح الشمالي، جناة الصوارنة، جب السكر، الثروث، الجنينة الشرقي، الملولح، اللطامنة، وكفرزيتا، مورك، لطمين، الزارة، حربنسفه" علماً أن جميع القرى المذكورة خاليا من المقرات ولم يصلها عناصر تنظيم الدولة.
خلفت الغارات المتواصلة شهداء وجرحى بين المدنيين، ودمار في البنية التحتية والمرافق العامة، إضافة لإجبار الألاف من المدنيين على النزوح من المنطقة هرباً من القصف المستمر والذي لاحقهم للمخيمات التي لجأوا إليها.
وطالب النشطاء الأطراف الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد على رأسها "تركيا" بتبيان موقفها من استمرار القصف على هذه المناطق، وضرورة تطبيق بنود اتفاقيات خفض التصعيد في جميع المناطق التي تشملها، وعدم اقتصار انتشار القوات التركية على المناطق المحاذية لمنطقة عفرين.
تتوالي الانسحابات لعناصر تنظيم الدولة من بلدات ريف دير الزور تباعاً، أمام تقدم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها والميليشيات الانفصالية الكردية، دون أي قتال وسط تساؤلات كبيرة عن سبب هذا الانهيار المفاجئ للتنظيم وهل بات انهياراً بالفعل أم أنه تسليم للمنطقة.
ونقلت مؤسسة "فرات بوست" خبراً عن وصول قوات الأسد والميليشيات الشيعية إلى مشارف مدينة القورية من الجهة الجنوبية الغربية، مع وصول طلائع قواتها المتقدمة من جهة البادية السورية، وأن أجزاء من مدينة القورية باتت خالية من وجود عناصر تنظيم الدولة دون أي قتال.
سبق أن انسحب مقاتلو التنظيم بشكل مفاجئ من أحياء المطار القديم و خسارات و كنامات بمدينة دير الزور دون أي مقاومة أو اشتباكات تذكر، في الوقت الذي لم تقم قوات الأسد باستهداف المنسحبين باتجاه منطقة حويجة كاطع وقرية الجنينة.
مكن انسحاب التنظيم قوات الأسد من دخول أحياء من المدينة لم تدخلها منذ بداية الثورة السورية، تلك الأحياء التي حررها الجيش السوري الحر و قدم عشرات الشهداء فيها، من جانب أخر لم يتبقى إلا أحياء معدودة في المدينة و تلتقي قوات الأسد مع بعضها البعض، وبذلك تتمكن قوات الأسد من السيطرة على كامل المدينة.
وسيطرت قوات الأسد على بلدة الصالحية بمدخل مدينة دير الزور الشمالي بالكامل، بعد انسحاب عناصر التنظيم منها، كما سيطرت على بلدات بقرص وخشام تحتاني، وقامت بتنفيذ حملات اعتقال كبيرة بحق المدنيين في المنطقة والقيام بعمليات تصفية ميدانية بحق العديد منهم في بلدة خشام تحتاني.
ومع توالي الانسحابات دخلت قوات الأسد أيضاَ مدينة موحسن و بلدات البوعمرو و البوليل و الطوب بشكل كامل، وسط أنباء عن هروب أمراء من التنظيم باتجاه المناطق التي تسيطر عليها "قسد".
مراقبون للتطورات الأخيرة في الرقة ودير الزور يتوقعون أن تنظيم الدولة بات يلجأ لتجميع قواته في مناطق معينة ولذلك يرجعون الانسحابات المتتالية من دير الزور والرقة، لاسيما أن التنظيم واجه خسائر كبيرة في المرحلة الأخيرة في العراق والرقة ودير الزور وبات عاجزاً عن الانتشار في غالبية المناطق التي يسيطر عليها بسبب تضاؤل امكانياته البشرية.
بالمقابل لا يخفي آخرون أن انسحابات التنظيم من هذه المناطق هي تسليم لها لقوات الأسد وقسد، وفق تفاهمات دولية لتقاسم السيطرة على المحافظة الأكثر غنى بالثروات الباطنية وذات الموقع الاستراتيجي بعد أن باتت هدف الجميع لتقاسم نفوذه فيها من قبل الدول الكبرى عبر وكلائها، لاسيما أن خسارة التنظيم لهذه المناطق الاستراتيجية من شأنها أن تضعف قوته وإمكانياته المادية وبالتالي سيستمر عجزه عن الصمود وستكون نهاية وجوده في سوريا مسألة وقت لا أكثر.
وبين تحليل الوقائع عن الانسحاب عجزاً أو تسليم للمناطق يعيش الآلاف من المدنيين في قرى وبلدات دير الزور التي تتقدم إليها تباعاً قوات الأسد وميليشياتها وميليشيات قسد، أوضاعاً إنسانية مأساوية وسط حركة نزوح ماتزال مستمرة من غالبية المناطق بحثاً عن مكان آمن يبعدها عن القصف والموت الذي يلاحقهم من كل اتجاه، تسببت الحرب المستعرة بتشريد عشرات الآلاف من المدنيين في محافظات دير الزور والرقة وصولاً لريفي إدلب وحلب.
خصصت بريطانيا أكثر من 13 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في مدينة الرقة المحررة من مقاتلي تنظيم الدولة، بحسب وكالة "اسوشيتد برس".
وأكدت الوكالة، اليوم الأحد، عن وزيرة التنمية الدولية البريطانية، "بريتي باتل"، أن من المهم جدا أن يساعد المجتمع الدولي بشكل حيوي في استعادة الحياة السلمية، مضيفاً أن "بريطانيا تقدم مساعدة للكثير من السوريين الذي فقدوا كل ما كان لديهم، بما في ذلك المساعدات الطبية والمياه والبطانيات".
ومن المتوقع أن ترسل بريطانيا إلى الرقة وسائل لرفع الألغام وأدوات ومعدات طبية. وسيشارك الخبراء البريطانيون في إجراء 145 ألف استشارة طبية وتقديم المساعدات النفسية لـ 1.6 ألف شخص، كما سيحصل سكان المدينة على 31 ألف سلة من المساعدات.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، "جان إيف لودريان"، قد أكد يوم الجمعة، أن باريس ستخصص 15 مليون يورو للرقة، موضحا أن هذه المساعدات ستتمثل بتقديم المواد الغذائية ومياه الشرب والرعاية الصحية وإيواء المدنيين المشردين وتمشيط المناطق المحررة لتخليصها من الألغام.
من جهته، أفاد وزير الخارجية الألماني، "زيغمار غابرييل" بأن حكومة برلين خصصت عشرة ملايين يورو لإزالة الألغام في مدينة الرقة التي أعلن التحالف الدولي اليوم رسميا عن تحريرها.
يذكر أن التحالف الدولي أعلن يوم الجمعة الماضي، أن إدارة الرقة ستسلم إلى مؤسسات الحكم المحلية، وذلك بعد الإعلان رسميا عن تحرير المدينة وانسحاب تنظيم الدولة منها.
يتزايد السباق العسكري بين قوات الأسد وميليشيات قسد الانفصالية لسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بريف محافظة دير الزور، بعد أن غدا التنظيم عاجزاً عن المواجهة وبات يتبع تكتيك الانسحاب والتجمع في مناطق أخرى، وصل مؤخراً للانسحاب من حقل العمر النفي شرقي دير الزور.
شهد حقل العمر سباق عسكري بين قوات الأسد وميليشيات قسد للوصول للحقل وفرض السيطرة عليه، حيث أعلن الطرفان سيطرتهما على منطقة الحقل وقالت قوات قسد إنها استطاعت التقدم والسيطرة قبل وصول قوات الأسد والميليشيات التي باتت على بعد كيلو مترات قليلة من الحقل.
في الوقت ذاته قالت مواقع إعلامية موالية للأسد ومواقع أخبار روسية نشرت قبل 24 ساعة إن قوات الأسد وصلت لحقل العمر وسيطرت عليه، إلا أن قوات قسد سرعان ما أعلنت سيطرتها على منطقة الحقل وأن قوات الأسد ماتزال على بعد ثلاث كيلوا مترات من الموقع.
ويعد حقل العمر النفطي من أكبر حقوق النفق على الضفة الشرقية لنهر الفرات شرقي مدينة الميادين بـ 10 كيلوا مترات، باتت المنطقة موضع سباق لأطراف الصراع بالتزامن مع انسحابات تنظيم الدولة.
وتسعى كلاً من قوات قسد والأسد على حد سواء لبلوغ مناطق الطاقة الاستراتيجية شرقي دير الزور والسيطرة على حقول النقط مدعومة من الدول الكبرى ممثلة بالتحالف الدولي الداعم لقوات قسد وروسيا وإيران الداعمة لقوات قسد الانفصالية، لتوسيع كلاً منهم سيطرته على مواضع الثروات الاستراتيجية من النقط السوري في الجزيرة.
كشفت منظمة أطباء بلا حدود، أن معظم الإصابات التي يعاني منها المدنيين الفارين من الرقة، في مستشفى تل أبيض، هي إصابات جراء الأسلحة، مشيرة إلى أنه وصل عدد الحالات في بعض الأيام إلى 20 إصابة، معظمهم أصيبوا بجروح نتيجة انفجار قنابل أو ألغام أرضية، وأصيبوا بجروح ناجمة عن الصدمات المرتبطة مباشرة ببناء الانهيارات من الغارات الجوية، بحسب بيان المنظمة.
وأكدت المنظمة أن عدد المصابين بالأسلحة في الأيام الأخيرة من المعركة، التي انتهت في 17 تشرين الأول / أكتوبر، قد "انخفض".
وقال بيان المنظمة أن عدد المصابين في القتال، في مشفى كومباني، كان قليل في الأيام الأخيرة، بينما وصل في تموز / يوليو، عدد الاصابات الى 63 إصابة في الغالب بسبب الطلقات النارية والألغام وتفجيرات القنابل، بينما كان عدد المصابين في آب / أغسطس، ثلاثة فقط.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود ، أنها تعمل في مشفى تل أبيض وتدعم رعاية الصدمات النفسية والخدمات الجراحية والتشغيل العام للمشفى بالاشتراك مع السلطات الصحية المحلية، وتملك 8 سيارات إسعاف تقدم خدمات إحالة حول مدينة الرقة لأي شخص مصاب أو يحتاج إلى رعاية طبية طارئة.
وتعمل المنظمة في نقاط طبية متقدمة في حزيمة والطبقة شمال مدينة الرقة، لأشخاص يحتاجون إلى رعاية طبية طارئة. كما تعمل خمسة فرق للتطعيم في محافظة الرقة، بما في ذلك مخيم عين عيسى.
وغادر المدنيون مدينة الرقة في ظل ظروف مخيفة، وتم إنقاذ حوالي 3 آلاف مدني خلال الأسبوع الأخير من القتال، بعد الاتفاق على خروج عناصر تنظيم الدولة، واتجهوا إلى مخيم عين عيسى، الذي يستضيف ما يقارب 12 ألف نازح داخليا من الرقة ودير الزور.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود، المدنيين الذين نزحوا من مدينة الرقة الى مخيم عين عيسى، بعد وصولهم من المدينة المكلومة في قسم العيادات الخارجية ويتم عرضهم على استشارية طبية في المنطقة الأمنية الخاصة، اذ قدمت المنظمة 77 استشارة طبية، خاصة للنساء والأطفال، وأحالت 13 مريضا إلى مستشفى كوباني لعلاج الجروح القديمة.
وأكدت المنظمة، أن فريق آخر من المنظمة قام بحملة تطعيم بين الوافدين الجدد، لتلقيح الأطفال الذين فاتهم التلقيح لفترة طويلة، وللتخفيف من تفشي أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال بين النازحين.