شنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هجوما عنيفا على عدة محاور شمال حلب منذ منتصف الليل وحتى مطلع الفجر على مناطق سيطرة الثوار، تمكنت فيها من السيطرة على عدة نقاط لفترة وجيزة جراء الهجوم المفاجئ.
وقال ناشطون أن قسد هاجم مناطق سيطرة الثوار بالريف الشمالي لحلب وجرت على إثرها معارك عنيف جدا تمكنت فيها في بادئ الأمر من السيطرة قرية الجديدة شمال غرب مدينة إعزاز لفترة قصيرة، شن على إثرها الثوار هجوما معاكسا تمكنوا فيه من استعادة السيطرة عليها مرة أخرى.
كما شنت قسد بشكل متزامن ربما لتشتيت الثوار هجوما على مدينة مارع وقرى تل مالد والسيد علي وكفرخاشر وكفركلبين والكريدي وعين دقنة وأيضا في محيط قرية قسطل جندو تمكن فيها الثوار من صد الهجوم وتدمير آليتين وقتل وجرح عدد من العناصر.
وكان لواء المعتصم في شهر أيار الشهر الماضي قال أن تسلم كتاب صادر عن التحالف الدولي يفوضه فيه بإدارة المدن والبلدات الواقعة شمال حلب والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن هناك مفاوضات تجري لتسليم المناطق ( المالكية وشواغرة ومرعناز ومنغ وعين دقنة وتل رفعت والشيخ عيسى وحربل وكفرناصح ومريمين وديرجمال) إلى لواء المعتصم، وعلى ما يبدو أن المفاوضات قد فشلت نظرا لتجدد المعارك بشكل شبه يومي تترافق مع قصف مدفعي تركي.
قالت وزارة الخارجية الكازاخستانية ، أن الجلسة الخامسة من مفاوضات الأستانة قدتم تأجيلها إلى موعد غير محدد ، قد يمتد لأسابيع ، مؤكدة استمرار مشاورات الدول الضامنة (تركيا - روسيا - ايران) بشأن تطبيق اتفاقات الجولة السابقة.
و بين المتحدث باسم الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف أن روسيا وتركيا وإيران أبلغت أستانا أن خبراء هذه الدول سيستمرون في عقد لقاءات عمل في عواصمهم في الأيام والأسابيع المقبلة، للتنسيق في المسائل المتعلقة بتطبيق الاتفاقات الخاصة بإنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، إضافة إلى مسائل أخرى لتعزيز نظام وقف إطلاق النار.
وكان من المنتظر أن تجري الجولة الجديدة لمباحثات أستانا في الـ12 والـ13 من الشهر الحالي، بعد أن توصل المتشاورون في الجولة السابقة مطلع الشهر الماضي إلى اتفاق حول إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا.
وفشلت اجتماعات الأستانة بنسخها الأربع الماضية بالتوصل إلى اتفاق يؤدي لحلحلة للأمور الميدانية ، فيما كان توقيت آخر الجولات يتزامن مع حملة غير مسبوقة على درعا ، الأمر الذي يجعل معها الاجتماع غير مجدي.
تتنوع معاناة المواطنين السوريين الذين فضلوا البقاء في بيوتهم و قراهم ، بعد سلسلة عمليات التهجير التي قام بها نظام الأسد و حلفاءه في عدة مناطق سورية و لاسيما في محيط العاصمة دمشق ، من شتى صنوف الضغط و الترهيب ، التي تشهد تصاعداً متوتراً مع تضيّق المساحة التي بات محررة.
لم تعد سوريا كما كانت عليه قبل آذار 2011، منذ انطلاق الثورة السورية ، بل إن تغييراً في نسيجها الاجتماعي جعل من أكثر نصف سكانها بين مهحرين إلى دول الجوار و نازحين في المناطق التي تعيش أكثراً أمناً أو بعيدة عن يد سلطات النظام و قبضته الأمنية ، وهو واقع فرضته الحرب التي يخوضها الأسد و حلفاءه ، والتي أتت على غالبية المناطق منذ ست سنوات خلت.
اتخذ تغيير البنية المجتمعية و السكانية في سوريا عدة أشكالات أبرزها الانتقال من منطقة إلى أخرى هرباً من المعارك و القصف ، ومن خلال “التهجير” عبر اتفاقات يبرمها النظام مع المناطق المحررة ، بعد انتهاج سياسة باتت منهجاً بالحصار و القصف لاجبار السكان على مغادرة مناطقتهم إلى أخرى ، والتي كان أول ظهور لها في أيار / مايو عام 2014 مع تهجير سكان حمص القديمة ، إلى ريف حمص الشمالي.
و كانت العاصمة السورية دمشق و ريفها ، المكان الأبرز لسلسلة طويلة من الاتفاقات ، التي يسميها النظام بـ”المصالحات” فيما تعرفمصطلحاً دوليا و قانونياً واحداً وهو “تهجير” ، حيث شهدت دمشق حتى أيار/ مايو الحالي ثمان عمليات تهجير بدأت بمدينة داريا في آب / أغسطس 2016 ، مع افراغ المدينة كاملة من الثوار و السكان الذين تجاوز عددهم الـ 8000 نسمة باتجاه الشمال السوري ، لتكون المدينة الأولى التي تم اخلائها بشكل تام من سكانها ، وتفتح الطريق أمام سلسلة أتت على غالبية المناطق المحررة في العاصمة دمشق ، التي لم يبق لها سوى مركزين اثنين في دمشق و محيطها يتمثلان بأحياء دمشق الجنوبية و الغوطة الشرقية .
و يكاد الشكل الذي يتعامل به النظام مع المناطق المحررة يكون واحداً ، حيث تبدأ الاستراتيجية بحصار خانق يمنع من خلاله كافة مقومات الحياة و أبسطها ، عن جميع من يقطنون في المنطقة المستهدفة ، مما يتسبب بحالات من المجاعة مثل ما حدث في بلدة “مضايا” بريف دمشق الشرقي ، والتي فقد على إثرها أكثر 60 مدنياً حياتهم نتيجة الجوع ، ويتلو عملية الحصار الغذائي و الدوائي بحملات عسكرية تستهدف أسس الحياة من مشافي و مراكز الدفاع المدني و كذلك البنى التحتية مما يحول الحياة في تلك المناطق إلى مستحيل ، ويجبر الثوار على الرضوخ للشروط المفروضة عليهم و ترك المنطقة و تسليمها للنظام.
وعمليات التهجير تتم بدرجتين ، إما إخلاء كلي كما حدث في داريا و الزبداني ، اذ رفض النظام ابقاء أياً من المعارضين في هاتين المنطقتين وتم اخلائهما كلياً ، و قد يكون الاخلاء جزئي ، و ذلك باخراج كل من يرفض “المصالحة” مع النظام و العودة للخضوع لسلطاته.
وتتخذ الاتفاقات التي يبرها النظام مع المناطق المحررة ، شكلاً موحداً تقريباً ، حيث يتم من خلالها اخراج من لايرغب بـ”المصالحة” خارج المنطقة المستهدفة باتجاه ادلب ، فيما يبقى الموافقين في بيوتهم مقابل “تسوية أوضاعهم” مع السلطات الأمنية ، مع اعطاء مهلة ستة أشهر للمطلبين للخدمة العسكرية في قوات النظام أو الفارين منها لترتيب أمورهم ، على أن يتم بعدها الزج به في أتون الحرب في مواجهة زملاء سابقين له في الثورة .
و أكثر ما يقض مضجع المتبقين في المناطق التي “المصالحة” بها هو هاجس الخدمة الالزامية في قوات الأسد ، و يقول “رائد صالحاني” رئيس تحرير موقع “صوت العاصمة” ، أن مؤخراً بدأت شعبة التجنيد في مدينة “معضمية الشام” ، التي تم اخلائها في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 ، بابلاغ المتخلفين عن الخدمة الالزامية و مع وصول قوائم تتضمن 2000 اسم ، بعد انتهاء الشهر الست التي منحوا اياها لتسوية أوضاعهم ، و ذات الأمر تكرر في مدينة الهامة التي وصلتها قوائم لـ 2400 مطلوب اضافة لالتحاق أكثر من 4000 آلاف آخرين بما يعرف بـ”الدفاع الوطني”.
و بيّن “الصالحاني” ، في حديث للأناضول ، أن غالبية الشبان الذين يسلمون أنفسهم للنظام ، يتم تحوليهم لمراكز تدريب مؤقتة و من ثم يتم الحاقهم بمليشيات عديدة أهمها ما يطلق عليها “درع العاصمة” و “درع القلمون” ، التي تقوم بمهام مراقبة المناطق التي خضعت مؤخراً لسيطرة النظام ، مع استخدامهم في المعارك مخط هجوم أول في عدة مناطق ، و أهمها المناطق القريبة من دمشق التي يعمل النظام على فرض “المصالحة” عليها كما حدث في أحياء دمشق الشرقية (القابون - تشرين) ، حيث تم الزج بمئات المقاتلين الجدد مما سوو أوضاعهم في مواجهة رفقاهم السابقين ، وفق ما قاله “الصالحاني” .
و أكد رئيس تحرير موقع “صوت العاصمة” ، وهو موقع مختص بتوثيق ما يحدث من تجاوزات في دمشق و ريفها ، أن ليست وحدها قضية “الخدمة الالزامية” ما تواجهه المناطق التي خضعت بطريقة “المصالحة” و إنما يعد غياب الأمن هاجس أشد وطئة على النساء و الأطفال ، و يؤكد “الصالحاني” أن المناطق التي خضعت للنظام حديثاً تحولت إلى مرتعاً لعناصر الميليشيات الموالية للنظام السوري والفرقة الرابعة الخاضعة لشقيق رئيس النظام ماهر الأسد ، و أردف “الصالحاني” بالقول : “ شهدت مدينة التل (شمال شرق العاصمة) على سبيل المثال عمليات واسعة من السرقة و التشبيح واعتداء بالضرب، وعمليات طعن بالسلاح الأبيض بحق أهالي المدينة نفذها عناصر الميليشيات الموالية في الأسابيع الماضية، جرت حميعها على مسمع ومرأى النظام السوري”.
و اعتبر “الصالحاني “ ، أن تلك المناطق “ لا قانون فيها ولا سلطة” ، اذ غالبية المدن و القرى “ تحكمها مافيات مسلحة مجهولة التمويل، غير مرتبطة بنظام أو سلطة، تعتقل وتعذب وتهين وتقتل وتسرق وتنهب كما يحلو لها”.
أما فيما يتعلق بالشق الانساني و الاغاثي ، فلازالت عدة مناطق تخضع لحصار من قبل النظام السوري رغم اخلائها من معارضيه ، و ضرب “الصالحاني” مثلاً على مدينة التل (شمال شرق دمشق) ، التي يقطنها وفق احصائيات الهلال الأحمر الدولي أكثر من نصف مليون مدني ، وتعاني المدينة من منع لدخول المواد الاغاثية و الأغذية اذ لابد أن تخضع هذه المواد لسلطة الحواجز التابعة للنظام و المليشيات الموالية التي تفرض عليها “أتوات” (رسوم مرور) ، مما يضاعف أسعار المواد على سكان المدينة الذي يقطنها غالبية عظمى من النازحين من بقية المناطق السورية و ريف دمشق .
و ما إن يتم تهجير المعارضين من تلك المناطق ، يتم التعامل مع المنطقة بعدة سيناريوهات ، منها ادخال النظام لمؤسساته داخل المناطق (المصالحة) ، فيما كان مصير بعضها انحداراً أمنياً كبيراً كما حدث في مدينة حلب ، حيث تسلمت المهام الشرطة العسكرية الروسية ، التي فشلت في ضبط الأمن مما أدى لانتشار العصابات و المافيات ( و التي يطلق عليها عرفاً بـ”الشبيحة”) ، مما حول حياة المتبقين في الأحياء التي كانت خاضعة للمعارضة السورية جحيماً ، و يخشى معارضون تكرار سيناريو حلب ، في حي “الوعر “ في حمص ، و الذي دخلته الشرطة العسكرية الروسيةبعد تهجير ما يزيد عن ٢٠ ألفاً من سكانه .
أبرز عمليات التهجير التي شهدتها سوريا :
اتفاق تهجير حمص القديمة
في آيار عام 2014، أبرمت أول اتفاقية عرفت بـ "هدنة حمص"، بإشراف إيران والأمم المتحدة لخروج الثوار وأهاليهم من مدينة حمص القديمة، التي تسكنها اغلبية سنية، إلى ريف حمص الشمالي.
كما نص الاتفاق على انسحاب الثوار مع أسلحتهم الفردية، مقابل إفراج الثوار عن 70 أسيراً بينهم إيرانيون، والسماح بإدخال الإمدادات الغذائية إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب (شمال سوريا).
وغادر المدينة وفق الاتفاق، نحو 3000 شخص أغلبهم من المدنيين، تم نقلهم عبر حافلات إلى الريف الشمالي، كما شملت الإتفاقية إخراج الجرحى في سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري.
تسويات ريف دمشق أواخر 2016
داريا
في 27 آب/ أغسطس 2016، بدأ التهجيرالقسري في مدينة داريا بعد توصل ممثلي المدينة إلى اتفاق مع النظام، إلى إفراغ المدينة كلياً من عسكريين ومدنيين .
تم خروج نحو 8000 شخصاً بينهم 700 مقاتل، حيث سمح النظام بإجلاء مقاتلي داريا وعائلاتهم إلى محافظة إدلب في الشمال، فيما نُقل المدنيون إلى مراكز إيواء في ريف دمشق لتسوية أوضاعهم.
قدسيا والهامة
في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 انضمت بلدتي قدسيا والهامة إلى قائمة المناطق المهجرة ، جاء ذلك بعد تصعيد عسكري عنيف من قبل قوات النظام وحلفاءه، مع محاصرة البلدتين وقطع الخدمات عنهما، ما دفع الأهالي بالخروج إلى الشوارع ومطالبة الثوار بإنجاز اتفاق التسوية ، حيث تم إجلاء أكثر من 2000 شخص، في 22 حافلة إلى إدلب، من بينهم أكثر من 300 مقاتل.
معضمية الشام
وفي 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، كانت عملية التهجير من معضمية الشام وثوارها، حيث م تضمن الاتفاق عودة "مؤسسات الدولة" إلى المدينة، عدا فروع الأجهزة الأمنية، وتأسيس مخفر مشترك بين النظام وأهالي المعضمية ، أخلي آنذاك ما يقدر بـ3000 شخص مابين مدنيين ومقاتلين.
خان الشيح
و في ٢٩ تشرين الأول / أكتوبر كانت خان الشيح (غرب دمشق ) مع التهجير حيث تم تهجير 5500 شخصاً على دفعتين باتجاه ادلب .
التل
في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2016، كان موعد تهجير مدينة التل ، حيث تم تهجير 2000 شخص بينهم 500 مقاتل.
وادي بردى
في 29 كانون الثاني/ يناير 2017، بدأت عملية تهجير وادي بردى، جاء ذلك بعد حصار طويل وقصف عنيف دام 40 يوماً، حيث تم تهجير 2100 شخص من مقاتلي ومدنيي بردى إلى إدلب بينهم 700 مقاتل.
أحياء دمشق الشرقية
بدأت عملية التهجير في 8 أيار / مايو ، في حي برزة بعد اتفاق النظام و ممثلين عن الحي لخروج المعارضين للنظام السوري باتجاه ادلب عبر دفعات متتالية ، و تلاها اتفاق مماثل في القابون و حي تشرين .
اتفاق تهجير الوعر
13آذار/ مارس 2017، برعاية روسية وقع الثوار ونظام الأسد اتفاقاً حول حي الوعر بمدينة حمص، يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين منه، لتصبح حمص المدينة خالية تماماً من الثوار ، و تم يوم ٢١ أيار / مايو الجاري ، الانتهاء من عملية تهجير الحي مع خروج آخر الدفعات الاسبوعية ، حيث بلغ عدد المهجرين ما يناهز 25 أبفاً من أصل 50 ألفاً كان يقطنون الحي .
الاتفاق تضمن 5 بنود أساسية هي:
*خروج الدفعة الأولى من المقاتلين خلال (سبعة أيام) من تاريخ توقيع الاتفاق وبعدد (1500) شخص على أن يكون بينهم من (400-500) مقاتل.
* تستمر عمليات خروج الدفعات بشكل أسبوعي وبنفس العدد حتى انتهاء الاتفاق.
* تتحمل قوات الأسد والقوات الروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي.
* تنظيم عملية الخروج إلى إحدى المناطق التالية: (جرابلس – ادلب – ريف حمص الشمالي).
*يتم تشكيل لجنة عامة مؤلفة من ممثلي (لجنة حي الوعر – اللجنة الأمنية بحمص – الجانب الروسي) تتولى الإشراف على تطبيق الاتفاق ومعالجة الخروقات.
و تم خروج أكثر من ٢٠ ألفاً باتجاه إلى مناطق درع الفرات و ادلب و ريف حمص الشمالي .
اتفاق تهجير المدن الخمسة نيسان 2017
في 11 نيسان/ أبريل 2017، توصل مندوبون عن "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" من جهة، وممثلون عن إيران من جهة أخرة، لاتفاق يقضي بتفريغ بلدة مضايا ومدينة الزبداني في ريف دمشق، من مقاتليها ومن يود الخروج من سكانها، مقابل تفريغ بلدتي كفريا والفوعة المواليتين بريف إدلب الشمالي، فيما عرف بـ "اتفاق الخمسة الأربع" ، بعد انضمام مخيم اليرموك في جنوب دمشق إلى الاتفاق.
وخرج في 15 نيسان، 2300 شخص من مضايا باتجاه إدلب، و5200 شخص من كفريا والفوعة باتجاه حلب، على أن تستكمل العملية في الأيام المقبلة.
وتنص الاتفاقية أيضًا على إخلاء سبيل 1500 معتقلة لدى نظام الأسد، وخروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك جنوب دمشق.
اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية ، بتسببها بمقتل العشرات من المدنيين السوريين نتيجة استهدافها لأحد المساجد في ريف حلب الغربي ، في آذار الفائت ، وذلك بعد عدة تقارير أكدت ذلك فيما كانت تصر الولايات المتحدة على نفيها سقوط مدنيين و إنما ما تم استهدافه هو تجمع لـ”ارهابيين”.
قال مسؤول عسكري إن تحقيقا للجيش الأمريكي خلص إلى أن غارة جوية في الجينة ، في ريف حلب الغربي في ١٦ آذار الفائت، كانت هجوما مشروعا وصائبا ضد اجتماع لـ”تنظيم القاعدة” ، لكنه أردف بـ” ربما أسفر عن مقتل مدني”.
و استشهد أكثر من ٦٠ شخصاً على الأقل وجرح عشرات آخرين، مساء يوم الخميس في ١٦ آذار الفائت، في قصف جوي استهدف مسجداً في قرية الجينة التابعة لمدينة الأتارب بريف حلب الغربي.
وتم القصف تم بصواريخ فراغية نفذته طائرة تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت المسجد عقب صلاة العشاء، حيث كان المصلون يستمعون لدرس ديني.
تبنّت القيادة المركزية الأمريكية غارة جوية قرب "الجينة"، ولم تنف احتمالية أن تكون الغارة قد استهدفت المسجد.
وأقرّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، جيف ديفيس، مساء اليوم التالي، أن قوات التحالف الدولي نفذت غارة في المنطقة المذكورة.
إلاّ أنه أوضح أن "الهدف (من الغارة) كان مبنىً مجاورًا للمسجد كان يجتمع فيه عدد من عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
ولفت إلى أن "قصف المبنى تم باستخدام طائرتين أحدهما مسيرة والأخرى بطيار، وأنهما حققتا هدفهما دون إلحاق الضرر بالمسجد".
وأشار إلى أن الغارة "قتلت عددًا من الإرهابيين، الذين لازلنا نحاول معرفة عددهم".
أكد الائتلاف الوطني أن إيران تسعى لتغيير شكل ميليشياتها الطائفية وجعلها قوات شرعية لها في سورية، وذلك على غرار الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا قبل عام تقريباً.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ياسر الفرحان ، وفق ما نقلت عنه الدائرة الاعلامية في الائتلاف ، إن إيران تريد ضمان بقاء نفوذها في سورية، وأضاف أن الأنباء الواردة عن تشكيل "حشد شعبي سوري" هو للتغطية على عناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المنتشرين في سورية.
وأكد الفرحان أن هدف إيران ما يزال ربط طهران بدمشق عبر بغداد، والوصول إلى المتوسط، لافتاً إلى أن حالة الرفض العام لدى أهالي المنطقة لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، تدفع البعض للجنوح إلى تشكيلات أخرى، مشدداً على ضرورة البقاء في رفض جميع التشكيلات البعيدة عن المشروع الوطني الجامع.
وأوضحت الدائرة أن عناصر الدفاع الوطني في مدينة القامشلي باتوا يحملون شعارات تحت مسمى جديد وهو "الحشد الشعبي السوري".
وبحسب الدائرة الاعلامية في الائتلاف فإن الحشد تأسس من مجموعة موالية للنظام، على غرار "الحشد الشعبي الشيعي العراقي"، الذي تم تأسيسه بقرارٍ ودعمٍ إيراني، لافتة إلى أنه تم تعيين "علي حواس الخليف" قائداً عاماً للحشد، وهو معروف لدى أبناء المنطقة بميوله إلى إيران.
وأسست الميليشيات الطائفية الجديدة مراكز لتدريب المقاتلين على استخدام الأسلحة، وخوض المعارك، وأصدر قائدها العام "الخليف" عفواً عن العناصر الذين انشقوا عن صفوف قوات النظام، بشرط أن ينظموا إلى الدورات العسكرية التي سيجريها الحشد، والقتال إلى جانب مقاتليه. المصدر
تمكن الجيش الحر من تدمير طائرة حربية تابعة لنظام الأسد داخل مطار ضمير العسكري بالقلمون الشرقي بعد استهدافها بصاروخ موجه.
وتبنى جيش أسود الشرقية عملية التدمير، حيث قال إنه استهدف الطائرة أثناء محاولة إقلاعها من المطار بصاروخ كونكورس.
ويأتي ذلك بعد يومين من تمكنه من إسقاط طائرة حربية للأسد من طراز "ميغ 21" وتحمل الرقم 2797 في منطقة تل دكوة في البادية السورية شرق العاصمة دمشق.
ونشر جيش "أسود الشرقية" أول أمس صورا تظهر جثة الطيار، ونشر صورا تظهر حطام الطائرة التي تمكن من إسقاطها.
وكان عناصر فصيلي جيش أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو قد شنوا اليوم هجمات على معاقل قوات الأسد في البادية السورية ضمن المعركة التي أطلقوا عليها اسم" الأرض لنا"، حيث لا زالوا يحاولون استرجاع المواقع التي احتلتها ميلشيات الأسد الشيعية مؤخرا.
فقد هاجموا ميليشيات الأسد في محور سد الزلف ومخفر الزلف في ريف السويداء الشرقي، وتمكنوا من إحراز تقدم في المنطقة، وقتلوا وجرحوا عدد من العناصر ودمروا دبابة ومجنزرة.
علقت الجزائر مؤقتا قرارها المتعلق باستقبال اللاجئين السوريين العالقين على الجانب الآخر من حدودها مع المغرب، بعد فشل جهود مفوضية اللاجئين في ترحيلهم.
وقال بن علي الشريف، الناطق باسم الخارجية الجزائرية في تصريح إعلامي وزع على الصحافة، إنه "تطبيقا لقرار السلطات العليا باستقبال اللاجئين السوريين العالقين بمنطقة فكيك بالمغرب، منذ 17 أبريل/ نيسان الماضي، لأسباب إنسانية واستثنائية تم إيفاد بعثة رسمية إلى منطقة بني ونيف (حدودية مع المغرب) لهذا الغرض، ورافقها ممثل المفوضية العليا الأممية لشؤون اللاجئين حمدي بوخاري".
وأضاف "وتم وضع مخطط خاص، وتجنيد وسائل إنسانية وبشرية من أجل إيواء اللاجئين السوريين في ظروف جيدة".
ووفق وزارة الخارجية "رغم هذه الإجراءات المتخذة، فإن مفوضية الأمم المتحدة فشلت في التوصل إلى حل"، دون الكشف عن سبب الخلاف مع الطرف المغربي، الذي قالت وسائل إعلام جزائرية أنه رفض تسليم اللاجئين السوريين للجانب الجزائري.
وأضاف "أمام هذا الوضع المؤسف، فإن الجزائر تجد نفسها مجبرة على تعليق مخطط الاستقبال مؤقتا، وذلك في إطار احترام المعايير الدولية في هذا المجال".
وسبق وأن أعلنت السلطات الجزائرية، يوم الخميس الفائت ، أنها قررت استقبال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود مع المملكة المغربية، منذ أبريل/ نيسان الماضي لـ"دواع إنسانية".
وتوجد مجموعتان من اللاجئين السوريين (بينهم نساء وأطفال)، عالقتان على الحدود الجزائرية المغربية، في منطقة صحراوية، بين مدينتي "بني ونيف" الجزائرية و"فكيك" المغربية، وهي منطقة حدودية تشبه المناطق العازلة، إذ لا يدخل إليها عادة أي طرف، منذ 18 أبريل الماضي، بحسب "مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين" لدى المغرب.
بدأت الميليشيات الشيعية المحاصرة في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، بحرق المحاصيل الزراعية وأراضي الزيتون المحيطة بالبلدتين، وذلك قبيل خروج كامل أهالي البلدتين والميليشيات الموجودة فيها، ضمن اتفاق "المدن الخمسة" الموقع مؤخراً بين الفصائل "أحرار وتحرير الشام" وإيران.
وقال ناشطون في إدلب إن الميليشيات الشيعية قامت بإضرام النار في الأراضي الزراعية والمحاصيل وأشجار الزيتون المحيطة ببلدتي كفريا والفوعة، حيث وصلت النيران لمشارف مدينة معرة مصرين ومنطقة بروما شمالي مدينة إدلب، وقامت فرق الدفاع المدني بإخماد الحرائق التي وصلت للمنطقة، فيما لاتزال النيران تأكل الأخضر واليابس في محيط البلدتين.
وكان من المفترض أن يتم إخراج الدفعة الأخيرة من بلدتي كفريا والفوعة والتي يقارب عددها 8 آلاف في الرابع من شهر حزيران الحالي، إلا أن تأخيراً حصل بدون معرفة التفاصيل وراء ذلك، فيما تتحدث مصادر عدة أن السبب يعود لتأخر قوات الأسد بالإفراج عن الدفعة الثانية من المعتقلين وعددهم 750 ومسألة إخراج مقاتلي هيئة تحرير الشام من مخيم اليرموك، ما عطل خروج أهالي كفريا والفوعة والميليشيات الشيعية لوقت آخر.
ولعل الغموض الذي يكتنف تفاصيل الاتفاق حتى اليوم، على الرغم من بعض التوضيحات لبعض بنوده، جعل مسألة تقرير مصير هاتين البلدتين موضع تساؤل كبير، دون وجود أي توضيحات رسمية صادرة عن الفصائل، أو الجهات الراعية للاتفاق، أو حتى الخارجين من البلدتين، الذين لم يتناولون أي معلومات عن مصير أرزاقهم وأملاكهم داخل هذه البلدات.
يواصل الجيش الحر شن هجمات على معاقل قوات الأسد في البادية السورية ضمن المعركة التي أطلقوا عليها اسم" الأرض لنا"، حيث لا زالوا يحاولون استرجاع المواقع التي احتلتها ميلشيات الأسد الشيعية مؤخرا.
فقد شن عناصر فصيلي جيش أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو اليوم هجوماً على ميليشيات الأسد في محور سد الزلف ومخفر الزلف في ريف السويداء الشرقي.
وشدد الفصيلان على أن عناصرهما تمكنوا من إحراز تقدم في المنطقة، وقتلوا وجرحوا عدد من العناصر ودمروا دبابة ومجنزرة.
وكانت معارك عنيفة دارت منذ صباح أمس بين الثوار وقوات الأسد على عدة محاور ممتدة في بادية السويداء والبادية الشامية مرورا بطريق "دمشق-بغداد" الدولي في ريفي دمشق والسويداء الشرقي.
وقال الجيش الحر يوم أمس أنه استأنف معركة "الأرض لنا"، وقاموا باستهداف معاقل قوات الأسد في حاجزي ظاظا والسبع بيار ومحاور الشحمة ومفرق جليغم الواقعات على أوتوستراد "دمشق-بغداد" وأيضا محطة سانا الحرارية بقذائف مدفعية وصاروخية، حيث كسروا خطوط الدفاع الأولى وأحرزوا تقدما كبيرا في محاور الشحمة وجليغم وسيطروا عليها نارياً.
وكان ثوار جيش أسود الشرقية قد أعلنوا أول أمس عن تمكنهم من إسقاط طائرة حربية طراز "ميغ 21" تابعة لقوات الأسد ومقتل طيارها، حيث نشروا صورا تظهر جثة الطيار، وصورا تظهر حطام الطائرة.
تتكرر عمليات استهداف طيران التحالف الدولي، للمدنيين العزل في محافظتي دير الزور والرقة، مع تصاعد في حدة الضربات الجوية للتحالف على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في المحافظتين.
وقال ناشطون إن طائرات التحالف الدولي ارتكبت مجزرة في ريف ديرالزور الشرقي، حيث استهدفت سيارة مدنية تقل عدد من المدنيين، بالقرب من السدة في منقطة القورية، ما أدى لارتقاء تسعة شهداء وسقوط عدد من الجرحى، في تكرار لمسلسل الاستهداف الصاروخي للمدنيين في تنقلهم وفي مناطق إقامتهم ونزوحهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ق سجلت 14 مجزرة على يد قوات التحالف الدولي خلال شهر أيار المنصرم، 12 مجزرة في الرقة، و2 في دير الزور، وراح ضحيتها 146 شهيداً مدنياً، بينهم 52 طفلاً، و36 سيدة.
باتت بلدة حوش الضواهرة بالغوطة الشرقية بريف دمشق مسرحا يوميا للمعارك بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات المساندة لها، حيث لا يزال الأخير يحاول التوغل في عمق المناطق المحررة في الغوطة.
فقد شنت قوات الأسد اليوم هجوما جديدا على جبهة البلدة، في محاولة منها للسيطرة عيها ومواصلة التقدم باتجاه عمق الغوطة، ولكن الثوار تمكنوا من صد الهجمات وعطبوا دبابتين وقتلوا وجرحوا عدد من عناصر الأسد.
وجرت المعارك وسط قصف مدفعي على نقاط الاشتباكات وعلى بلدة مديرا.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد يسعى لمواصلة التقدم في الغوطة الشرقية المحاصرة بغية إجبار أهلها على القبول بالاستسلام والتهجير كما فعل في العديد من المدن والبلدات في ريف دمشق، علما أن قواته تكبدت خلال الأيام الأخيرة خسائر بشرية ومادية كبيرة.
التقت إدارة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" اليوم الأربعاء، مع السيدة فاطمة شاهين رئيسة بلدية ولاية غازي عينتاب جنوب تركيا، وذلك في مقر البلدية في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا.
وتناول اللقاء أبرز التطورات الحاصلة في سورية، إضافة إلى تعزيز سبل التعاون المشترك بين منظمة الخوذ البيضاء وبلدية غازي عينتاب في إجراء أنشطة توعوية مجتمعية للاجئين السوريين المقيمين في ولاية غازي عينتاب.
"الدفاع المدني السوري" الذي حظي بثقة الجماهير الشعبية كاملة في المناطق المحررة، والتي تنتشر مراكزه في ثمانية محافظات سورية يضم اكثر من ٣٣٠٠ متطوع.، كان أحد أبرز المؤسسات الإنسانية التي مثلت ونقلت معاناة الشعب السوري في المحافل والمؤتمرات والمهرجانات الدولية، حيث بات الدفاع المدني "القبعات البيضاء" من أهم المؤسسات التي أنتجتها الثورة والتي تحظى بقبول عالمي في كثير من المواقع.
ولرسالتها الإنسانية التي تقدمها بشكل دائم في إنقاذ الروح البشرية حظيت مؤسسة الدفاع المدني السوري" بعدة جوائز في مهرجانات عدة على عملها الإنساني ورسالتها الإنسانية التي تحملها، منها جوائز الأوسكار وأخرها جائزة صناع الأمل في دبي، كما حظي مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح بان وضع اسمه ضمن قائمة مجلة التايم الأمريكية لأكثر "100 شخصية" تأثيراً في العالم لعام 2017، وجائزة "ديزموند توتو" الخاصة بالسلام.