داهمت عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام، مقر "هيئة العمل الإنساني HRC" أحد أكبر المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري المحرر، وقامت بالاعتداء على موظفيها بالضرب والإهانة.
ونقلت مصادر ميدانية لـ شام أن عناصر تحرير الشام هاجمت مقر المنظمة في ساحة باب الهوى القديم في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، وقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي، قبل اقتحام المبنى والسيطرة عليه، والتعرض بالسب والشتم والإهانة والضرب للعمال والموظفين الموجودين في المقر، خلفت جرحى ثلاث من العمال واعتقال عدد منهم.
وتعتبر "هيئة العمل الإنساني HRC" من أكبر المنظمات العاملة في المحرر، ساهمت بعشرات المشاريع التنموية والإنسانية على مختلف الأصعدة التعليمية والزراعية والإنسانية وتلبية الاستجابات لإغاثة المهجرين، والأيتام وغيرها من الأعمال التي قدمتها.
خلفت المعارك التي شهدتها منطقتي جرود عرسال والقلمون بالأمس، مصرع أكثر من 15 عنصراً لميليشيات حزب الله اللبناني، والعشرات من الجرحى، فيما تتكتم قيادة الحزب عن حجم الخسائر الكبيرة التي أمنيت بها خلال المعركة التي لاتزال مستمرة.
ونعت مواقع إعلامية لبنانية مقربة من حزب الله، خمسة عشر قتيلاً من عناصر وقيادات الحزب، خلال معارك الأمس هم " ياسر ايمن شمص / بعلبك، محمد طالب شعيب / الشرقية، حسين زهير سليم / الغبيري، حسين علي حمود / بيت ليف، حسن علي حمد / الطيبة، عباس علي البرجي / بعلبك، مهدي محسن رعد / بعلبك، محمد علي عسيلي / رشاف، خضر عباس بزي / بنت جبيل، حسين علي اسماعيل / الغبيري، علي محمد المقداد / مقنة، حسين زهير عساف / بوداي، محمد عصام سلامة / الأوزاعي، حسن سمير سيف الدين / لاسا،محمد مهدي عساف / الهرمل"
وتشير التطورات الميدانية التي شهدتها منطقتي جرود عرسال وجرود القلمون، لخسائر كبيرة أمني بها الحزب، بعد حملة عسكرية كبيرة بدأ بها بالأمس استهدفت المنطقة، سبق ذلك تمهيد مدفعي كثيف من نقاط ميليشيا حزب الله الإرهابي في منطقة الرهوة، مدعومة بغطاء حربي من طائرات الأسد، وقصف مدفعي من الجيش اللبناني.
ويحاول حزب الله اللبناني التكتم على حجم الخسائر التي يمنى بها على يد الثوار في سوريا، لاسيما معارك الأمس والتي شكلت ضربة عسكرية كبيرة له في المنطقة التي تشكل بعداً استراتيجياً لمواقعه، ويهدف للسيطرة عليها.
أكدت مصادر خاصة لشبكة شام أن إتفاق تم بينهم وبين الدول الضامنة على ضم الغوطة الشرقية لإتفاق الهدنة والذي يعرف إعلاميا بإسم "هدنة الجنوب"، ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذا القرار يوم غدا وفي أسوء الأحوال سيتم تنفيذه خلال هذا الأسبوع.
المصادر أكدت أن فصائل الجبهة الجنوبية أصرت على ضم الغوطة الشرقية ضمن الهدنة بالاضافة لضم شرق دمشق، وكانت المفاوضات مع الدول الضامنة صعب للغاية حسب ما قال المصدر، إلا أن إصرار الفصائل واجتماعهم على هذا الأمر مقابل موافقتهم على الهدنة بشكل كامل، اجبر الدول على الموافقة على ضم الغوطة الشرقية، وسيتم التنفيذ يوم غدا حسب ما أكد المصدر.
من جانبه قال وائل علوان الناطق الرسمي بإسم فيلق الرحمن العامل في الغوطة الشرقية أن موقف فصائل درعا مشرف لإصرارهم على ضم الغوطة الشرقية لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار، وأضاف علوان أن الجهات الراعية لهذا الاتفاق قد رضخت لذلك، ونتوقع ان النظام لن يلتزم بهذا الاتفاق، وانما سيكون الاعلان عن ذلك لإرضاء فصائل الجنوب لكي يلتزموا بإتفاق التهدئة، ولن يخرج عن الإطار الإعلامي لأن النظام سابقا لم يلتزم بأي اتفاق في محيط دمشق والغوطة الشرقية حصرا.
وكانت شبكة شام قد أشارت في تقرير سابق لها عن أن مفاوضات صعبة تجري في العاصمة الاردنية عمان بين فصائل الجبهة الجنوبية وبين الدولة الضامنة لاتفاق الهدنة (روسيا وأمريكا بالإضافة للأردن) حيث أشارت المصادر أن عددا من قادة الفصائل الجنوبية "لم يتم تحديد عددهم" قد توجهوا إلى العاصمة الأردنية عمان لحضور المفاوضات والاجتماعات المقررة لتوقيع اتفاقية الهدنة.
وأكد مصدر "شام" أن الدول و المفاوضين عن النظام والمتمثلة بروسيا، اضافة لأمريكا و الاردن، مانعوا ضم الغوطة الشرقية للاتفاق نظرا للخلافات الكبيرة التي تمزق الغوطة في إشارة إلى الاقتتال الدائر بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، بالاضافة الى ملف هيئة تحرير الشام الذي لم يطو بعد.
وقال المصدر أما بما يخص معبر نصيب الحدودي فالحديث يجري عن وجود مؤسسة لها شكل انتماء مع الدولة السورية، أي مدنية مع وجود حماية للمعبر و طريق القوافل التجارية من قبل تشكيل عسكري قادر على تأمين الحماية، دون حاجة لأن يكون النظام هو ذلك الراعي، حيث من المتوقع أن يتم فتح معبر نصيب ويكون تحت سلطة النظام بشكل مدني فقط وتحت حماية الجيش الحر، والنقطة التي يوجد عليها خلاف لغاية الان هو العلم الذي سيرفع على المعبر هل هو علم النظام أم علم الثورة أم لا علم سيرفع.
وشدد المصدر أن الهدنة الغير مرتبطة بفتح معبر نصيب سيكون مصيرها مثل الهدن السابقة "الفشل"، حيث سيتم خرقها بشكل مستمر حتى تنهار كليا و تعود الحالة إلى ماكانت عليه، و لخص المصدر الوضع بالقول :" معبر نصيب هو المؤشر الرئيسي لنجاح أو فشل الهدنة مستقبلا".
في الوقت الذي أكد فيه مصدر آخر لـ"شام" أن من بين الامور التي ستتم في حالة تمت الهدنة، هو تشجيع عودة اللاجئين المتواجدين في الأردن إلى مدنهم وقراهم مع تعويضات بسيطة عما لحق بهم من خسائر سواء المتعلقة بالمباني أم بمستلزمات الحياة، وبالأصل هناك عدد كبير يرغب بالعودة في حال تم تثبيت الهدنة وأصبح الوضع أكثر أماناً.
شكل الانهيار المفاجئ لأحد أكبر المكونات العسكرية في الشمال السوري، تساؤلات كثيرة عن أسباب تفكك الفصيل وانهيار ركائزه خلال يومين، على الرغم من امتلاك "أحرار الشام" لمصادر قوة وطاقات بشرية كبيرة، وعلم مسبق بالعملية التي ستنفذها الهيئة ضدها والتي حذرت منها وتوعدت بالرد عليها بشكل علني.
التحليلات الواردة كثيرة جداً، ومستقبل الحركة بات مرهوناً بالمفاوضات التي تتم بين الفصيل المتحكم اليوم وهو "تحرير الشام" وقيادات الحركة في معبر باب الهوى الذي يعتبر القاعدة الأساسية للحركة، في الوقت الذي كثرت فيه البيانات التي تعلن الانشقاق عن الحركة وتقديم البيعة للهيئة، أو التزام الحياد.
مصادر عسكرية خاصة لشبكة "شام" الإخبارية أكدت أن ما جرى خلال اليومين الماضيين كان مدبراً ومخططاً له لأشهر عدة، وأن الحركة كانت تتخوف من الهجوم، مشيراً لرضى إقليمي "لم يحدده بشكل دقيق" عما جرى وتعاونه في تقديم التسهيلات والمعلومات لإنهاء الحركة والذي لم يكن قراراً من الهيئة بقدر ما كان قراراً إقليمياً بحتاً.
وذكر المصدر أن أهم الأسباب التي ساعدت على تفكك الحركة كان الاختراق الكبير الذي عانته منذ ستة أشهر حتى اليوم، بعد انشقاق غالبية قيادات الحركة الرئيسيين أبرزهم "الطحان والمهاجر" وعدد من الشرعيين والمجموعات والعناصر، والتي سعت طيلة الفترة الماضية لاستمالة كتائب الحركة، وتهيئتها للانشقاق عنها في حال بدأت العملية.
الأمر الثاني من الناحية العسكرية وهو تجهيز الهيئة لمعسكرات خاصة لعدة أشهر دربت فيها قوات "جيش النصرة" بشكل دقيق على العملية، بالتوازي مع إقناع العناصر بضرورة تملك الساحة، والخطر الذي تشكله الأحرار على مشروعهم، وأن الأحرار ستقوم بعمل ضد الهيئة فوجب استباق الأمر بعمل مباغت.
تلا عمليات التجهيز الذي توجست منها الحركة بحسب المصدر عملية أمنية كبيرة قامت بها تحرير الشام، لم تكن لمداهمة خلايا تفجيرات واغتيالات بقدر ما كانت لتثبيت قواعد ارتكاز أساسية لعناصر الهيئة في المنطقة الممتدة من سراقب شرقاً حتى ريف إدلب الغربي، بالتوازي مع تحييد جسر الشغور وضمان المنطقة الممتدة من جسر الشغور حتى بسنقول لصالح الهيئة بالتعاون مع فصيل "التركستان" وهذا ما أشارت له "شام" في تقارير سابقة.
وأكد المصدر أن العملية الأمنية التي نفذتها تحرير الشام كان نتائجها كبيرة لصالح الهيئة في عمليتها ضد الأحرار حيث انها تمكنت من عزل شمال إدلب من خط سراقب حتى جسر الشغور عن جنوبها، وبذلك ركزت ثقلها العسكري شمالاً وغرباً على المنطقة الحدودية، في الوقت الذي لم تستطع فيه أحرار الشام تسيير أرتالها من الغاب والريف الجنوبي والشرقي لمساندة الشمال الذي كان له الدور الأكبر في انهيار الحركة.
وأضاف المصدر أن الحجج التي سيقت للتحرش في الأحرار والتحشيد الإعلامي كان مدبراً ومدروساً، عملت عليه معرفات رسمية للهيئة ومناصريها، سبق العملية، تزامناً مع التوتر الحاصل على الأرض بين الطرفين، حتى وصلت لمرحلة الشرارة الأخيرة.
وذكر المصدر أن الحركة انتهت فعلياً في إدلب، مع بقاء العديد من المناطق تحت سيطرتها منها القسم الشرقي من جبل الزاوية الذي تتمركز فيه "صقور الشام" ومنطقة سهل الغاب الذي يتمركز فيه قطاع حماة، وحتى اللحظة لم يتم البت في مصير هذه المناطق، حيث توقع البعض أن تشهد مواجهة مع الهيئة، نظراً لتحامل الهيئة على هذين الفصيلين بشكل كبير لخلافات واشتباكات سابقة، في الوقت الذي يتم الحديث عنه عن خيارات مطروحة لتسليم سلاحهم أو تقديم البيعة للهيئة.
ونوه المصدر إلى أن فصيل الزنكي لعب دوراً في الصراع الأخير بالتظاهر بالانشقاق عن الهيئة، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة سيكون للزنكي دور أساسي ومحوري فيها، وأن لا صدام بين الهيئة والزنكي في القريب المنظور، والذي سيكون الواجهة الشرعية للهيئة دولياً في المرحلة القادمة.
وتوقع المصدر أن تعمل الهيئة خلال الأسابيع القادمة على البدء بعمل عسكري كبير ضد قوات الأسد في منطقة لم تحدد بعد، تساعدها في إعادة ما خسرته من حاضنة شعبية رفضت تصرفاتها التي تعاظمت في الآونة الأخيرة، وتساهم في تهدئة الشارع الغاضب.
وعن مصير الحركة مستقبلاً أشار المصدر إلى أن أحرار الشام كمشروع انتهى داخلياً وخارجياً بشكل لا يقبل الشك، فيما من الممكن أن تتابع الحركة وجودها كفصيل عسكري كغيرها من الفصائل مجرد من القوة التي كانت تتمتع بها سابقاً، وغالباً ما سيكون مركز قيادتها في ريف حلب الشمالي، أو أن الحركة ستحل نفسها بشكل كامل وهذا ما ستوضحه الأيام القادمة بحسب المصدر.
كشف مسؤول أمريكي كبير في مجال مكافحة الإرهاب، إن تقديرات أجهزة المخابرات الأمريكية رجحت بقاء عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون مع تنظيم الدولة في سوريا والعراق، للدفاع عما تبقى من دولة الخلافة التي أعلنوها ولن يعودوا لبلادهم.
وقال مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، "نيكولاس راسموسن"، اليوم الجمعة، في منتدى أسبن الأمني الذي يقام سنوياً "كثيرون إن لم يكن معظم المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى منطقة الصراع سينتهي بهم المطاف بأن يبقوا ويقاتلوا وربما يموتون للحفاظ على دولة الخلافة".
وأضاف راسموسن أيضاً إنه لم يطلع على أي معلومات تؤكد تقارير ظهرت في الآونة الأخيرة وأفادت بمقتل زعيم تنظيم الدولة "أبو بكر البغدادي".
وكان وزير الدفاع الأمريكي، "جيم ماتيس"، قد أكد يوم الجمعة، أنه يعتقد أن البغدادي لا يزال حياً.
ولفت راسموسن إلى أن أجهزة المخابرات الأمريكية التي قدرت أن نحو 40 ألف أجنبي انضموا لتنظيم الدولة في سوريا والعراق بعد بدء الصراع كانت تعتقد حتى وقت قريب أن كثيرين سيعودون لبلادهم.
وقال مسؤول بالمخابرات الأمريكية، الذي طلب عدم نشر اسمه، بحسب رويترز، إن أقل من 15 ألفاً من عناصر تنظيم الدولة ما زالوا يقاتلون في سوريا والعراق، مشيراً إلى أن عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم أصبحت أصعب بسبب العمليات القتالية المستمرة ونتيجة تشديد تركيا ودول أخرى الرقابة على حدودها.
وأعلن تنظيم الدولة تواجده في سوريا، عام 2014 بعد أن انطلق من سوريا ليستولي على مدينة الموصل بشمال العراق واقترب من مشارف بغداد.
أكد قائد عسكري أمريكي، إن قرار الولايات المتحدة بإنهاء برنامج المخابرات المركزية الأمريكية الخاص بتدريب فصائل المعارضة التي تحارب "بشار الأسد" وإمدادها بالسلاح "لم يكن تنازلا لروسيا حليف الأسد".
ولفت الجنرال بالجيش الأمريكي، "ريموند توماس"، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، وهو قائد قيادة العمليات الخاصة، أمام المنتدى الأمني السنوي في آسبن بولاية كولورادو، إلى أنه "على الأقل فيما أعلم عن هذا البرنامج وقرار إنهائه لم يكن أبدا استرضاء للروس".
وأعلن مسؤول روسي اليوم الجمعة، أن موسكو لم تستلم حتى الآن عبر القنوات الرسمية أي معلومات عن إلغاء البرنامج السري لوكالة المخابرات المركزية بتسليح المعارضة السورية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشفت يوم الأربعاء، بحسب مسؤول أمريكي أن الرئيس دونالد ترامب قرر إلغاء برنامج تسليح المعارضة السورية الذي ترعاه وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، في إطار مسعى إدارة ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا.
هدأت الاشتباكات بين "أحرار وتحرير الشام" في معظم مناطق ريف إدلب، بعد تمكن عناصر تحرير الشام من السيطرة على غالبية المناطق التي كانت تتمركز فيها الأحرار، ووصولها حتى المقر الرئيسي في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي يخضع لسيطرة أحرار الشام بشكل كامل.
وتمكن عناصر الهيئة من إحكام الطوق بشكل كامل على المعبر الحدودي، مع بقاء مجموعات عديدة للحركة وعدد من قادتها من بينهم الأمير العام "أبو عمار العمر" داخل المعبر، دارت بينهما مفاوضات لساعات طويلة وصلت لمرحلة الاتفاق على وقف إطلاق النار من الجانبين، فيما يتم الاتفاق على كيفية تسليم المعبر، والجهة التي ستتولى إدارته.
وترفض أحرار الشام التي لاتزال تملك قوات في جبل شحشبوا والقسم الشرقي من جبل الزاوية وريف معرة النعمان الشرقي، تسلم المعبر لهيئة تحرير الشام، لاعتبارات تركية ودولية، ترفض التعامل معها بشكل قطعي، وتتطلب تسليمه لجهة محايدة أو مدنية، في الوقت الذي تدرك فيه تحرير الشام أهمية السيطرة على المعبر ولو بشكل غير مباشر وهذا ما تسعى له.
وحاولت قوات كبيرة من حركة نور الدين الزنكي المنشفة مؤخراً عن تحرير الشام، والتي نظر البعض لانشقاقها أنه تم باتفاق مع الهيئة، حاولت التدخل مع فيلق الشام كقوات فصل بين الطرفين والتقدم بأرتال عديدة من ريف حلب الغربي باتجاه منطقة باب الهوى للفصل بين الطرفين وتسلم معبر باب الهوى، قوبل برفض من الهيئة التي تسعى لتحقيق اكبر مايمكن من المكاسب بعد تمكنها من إنهاك الحركة وتفكيكها بشكل شبه كامل.
ومع توقف اطلاق النار بين الطرفين، لاتزال بعض المناطق التي تتواجد فيها قوات تابعة لأحرار الشام تتخوف من أي هجوم مباغت للهيئة على موقعها، فيما لايزال مصير الحركة حتى اليوم مجهولاً، فيما أنها ستحل نفسها بشكل كامل لو ستحافظ على قواتها المتبقية، أو الدخول في كيان جديد مع الهيئة بحسب تسريبات لم يتم التأكد من مدى صدقها.
أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة، أن موسكو لم تستلم حتى الآن عبر القنوات الرسمية أي معلومات عن إلغاء البرنامج السري لوكالة المخابرات المركزية بتسليح المعارضة السورية.
وقال نائب مدير إدارة الإعلام والمطبوعات في الخارجية الروسية، "ارتيوم كوجين"، بحسب موقع الوزارة، "نحن لم نسمع من المصادر الرسمية شيئاً من هذا القبيل، وعن صدور مثل هذا القرار عن الإدارة في واشنطن".
وأضاف كوجين، بحسب روسيا اليوم،"نحن كذلك لا نعلم ولا نعرف شيئا عن حالة البرامج المماثلة التي يمكن أن تنفذ عبر المؤسسات الأمريكية المختصة الأخرى. الاستخبارات الأمريكية لا تقدم لنا أية تقارير".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشفت يوم الأربعاء، أن الرئيس دونالد ترامب قرر إلغاء برنامج تسليح المعارضة السورية الذي ترعاه وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه).
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمريكية مسؤولة لم تسمها، أن قرار الرئيس الأمريكي جاء خلال لقاء الشهر الماضي جمعه مع مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.
ووصفت الصحيفة سحب الرئيس الأمريكي دعم بلاده للمعارضة السورية على أنه "اعتراف بنفوذ واشنطن المحدود وعدم رغبتها بإخراج الأسد من السلطة".
أكد رئيس الائتلاف الوطني "رياض سيف" أن الحكومة السورية المؤقتة تحقق إنجازات كبيرة داخل المناطق المحررة، رغم الإمكانيات المتواضعة، داعياً الدول المانحة إلى دعمها للحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها وضمان استمرار عملها.
وجاء ذلك أثناء اجتماع رئيس الائتلاف الوطني مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب وعدد من الوزراء، إضافة إلى ممثلين عن الدول المانحة، ومجالس المحافظات والمديريات، ووحدة تنسيق الدعم، ومنظمات المجتمع المدني، في ممثلية الحكومة السورية المؤقتة في مدينة غازي عنتاب الخميس.
وقال سيف إن "ما حققته حكومة الدكتور جواد أبو حطب يشكل إنجازاً كبيراً، رغم قلة الإمكانيات المتاحة، وستقدم الأفضل إذا تحقق الدعم المادي والفني بفضل جهود العاملين فيها".
ولفت سيف إلى أن أولوية الائتلاف الوطني هي دعم الحكومة السورية المؤقتة، معتبراً أن ذلك يحافظ على مقدرات الدولة ومؤسساتها في المناطق المحررة، كما تضمن عدم وجود اختلاف بالأنظمة الإدارية وأساليب الحياة.
فيما أشار أبو حطب إلى أن الحكومة المؤقتة تمثل كل أطياف الشعب السوري، وأضاف إن "وزراء الحكومة يعملون على الأراضي السورية إلى جانب الكوادر، وتمتلك الوزارات هيكلية إدارية قائمة بذاتها مدعومة من قبل كل أطياف الشعب السوري بالمناطق المحررة".
وتابع رئيس الحكومة أثناء الاجتماع قوله: "لقد قبلت الحكومة هذه المهمة بكل خطورتها من أجل إيجاد نظام حكم ديمقراطي مبني على الشفافية ضد المشاريع المتطرفة أو الانفصالية، ومشاريع الاستبداد والعمل على تكافئ الفرص بين المرأة والرجل وبين جميع الطوائف في سورية والتوجه إلى تعزيز التكامل في مؤسسات المعارضة".
وفي ختام الاجتماع أثنى ممثلو الاتحاد الأوروبي على الأعمال التي تقوم بها الحكومة السورية المؤقتة في المناطق المحررة على الرغم من قلة الإمكانيات المتاحة، معتبرين أن كافة هذه الجهود تصب في خدمة المدنيين بالدرجة الأولى. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري
خرجت مظاهرات اليوم في عدة محافظات سورية استنكارا لحالة الاقتتال الحاصلة في الشمال السوري ورفضا لسعي هيئة تحرير الشام طرد حركة أحرار الشام من مدن وبلدات ريف إدلب، وتأكيدا على استمرار الثورة السورية.
ففي ريف إدلب خرج المدنيون لا سيما في مدينتي معرة النعمان وأريحا بمظاهرات في جمعة "أين كان سلاحكم"، دعت إلى وقف الاقتتال الحاصل ووحدة الصف، حيث يشهد ريف إدلب اشتباكات عنيفة، إذ تمكنت تحرير الشام من السيطرة على ببلدة باسقا، ومع بزوغ الشمس واصلت الهيئة تقدمها لتصل إلى معبر باب الهوى وتسيطر على منطقة الـ "106" المطلة على المعبر، وبعدها تقدمت مرة أخرى لتتمكن من السيطرة على كامل المعبر ما عدا مبنى واحد يتحصن بداخله عناصر الأحرار، حيث دارت مفاوضات لتسليم المعبر لجهة مدنية أو عسكرية محايدة، على أن تلتزم تحرير الشام بعدة الدخول للمعبر وفرض سيطرتها عليه.
وفي ريف حلب انطلقت مظاهرات حاشدة ضد هيئة تحرير الشام في كل من مدن جرابلس واعزاز والباب وقرية الراعي، حيث رفع المتظاهرون لافتات عبرت عن استنكارهم لممارسات عناصر تحرير الشام و "استحلالهم دماء المسلمين و المقاتلين".
وفي الغوطة الشرقية خرج أهالي مدينة دوما اليوم في تظاهرة شعبية، رفعوا خلالها علم الثورة السورية، وأكدوا أن هذا العلم هو خط أحمر، من تعدى عليه فقد تعدى على الثورة، وطالبوا الفصائل الثورية بتنفيذ بيان المجلس الإسلامي السوري فيما يخص هيئة تحرير الشام، مؤكدين أن قتال الأسد وإخراج الفكر الدخيل على الثورة هو واجب ثوري.
أما في ريف درعا خروج أهالي مدينة نوى بمظاهرة رفعوا فيها اللافتات وأعلام الثورة السورية ونددوا بالتدخل الأجنبي مؤكدين رفضهم للتقسيم.
والجدير بالذكر أن هيئة تحرير الشام تواصل شن الهجمات على مواقع حركة أحرار الشام في ريف إدلب، حيث سيطرت على العديد من المدن والقرى والبلدات، وسيطرت اليوم على معبر باب الهوى، وقامت أول أمس بإطلاق النار على المتظاهرين الذي خرجوا مطالبين بتحييد مدينة سراقب عن الاقتتال وإيقافه، ما أدى لاستشهاد الناشط الإعلامي "مصعب العزو".
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً بعنوان "الاعتداء الأصفر" تحدَّثت فيه عن أبرز الانتهاكات التي شهدتها محافظة الرقة بين 6/ تشرين الثاني/ 2016 و30/ حزيران/ 2017.
استعرض التقرير السِّياق التاريخي الذي مرَّت به محافظة الرقة منذ سيطرة تنظيم الدولة عليها في 12/ كانون الثاني/ 2014، ومن ثم إعلان قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية عن معركة غضب الفرات في 6/ تشرين الثاني/ 2016 حتى تطويق مدينة الرقة نهاية حزيران/ 2017.
وثَّق التقرير استشهاد ما لا يقل عن 1400 مدنياً، بينهم 308 طفلاً، و203 سيدة (أنثى بالغة) في محافظة الرقة يتوزعون إلى 731 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم210 طفلاً، و139 سيدة، و164 مدنياً على يد قوات سوريا الديمقراطية بينهم 31 طفلاً، و31 سيدة، و505 على يد تنظيم الدولة بينهم 67 طفلاً و33 سيدة. كما سجل التقرير ارتكاب قوات التحالف الدولي 53 مجزرة في حين ارتكبت قوات سوريا الديمقراطية 4 مجازر، أما تنظيم الدولة فقد سجل التقرير ارتكابه ما لا يقل عن 6 مجازر.
وأوردَ التقرير إحصائية عن استهداف المراكز الحيوية المدنية حيث وثق ما لا يقل عن 90 حادثة اعتداء، 73 منها على يد قوات التحالف الدولي، و6 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و11 على يد تنظيم الدولة.
ووفق التقرير فقد تمَّ اعتقال ما لا يقل 504 شخصاً بينهم 5 أطفال، و5 سيدات في المدة التي يُغطيها، منهم 117 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و387 على يد تنظيم الدولة.
وجاء في التقرير أنَّه على الرغم من سطوة ووحشية تنظيم الدولة التي عانى منها المجتمع السوري عموماً وأهالي محافظتي الرقة ودير الزور خاصة إلا أنه لم يحدث يوماً أن رحَّب أحد من شهود العيان أو الأهالي الذين تتواصل معهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بقوات سوريا الديمقراطية، ذلك لأنها مُشكَّلة من جزء وحيد في المجتمع السوري، عبر حزب هيمن على الوجود الكردي داخل المجتمع السوري وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فرع حزب العمال الكردستاني المصنف أمريكياً على قائمة الإرهاب.
وأضاف فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "إنَّ ما تولَّد من انتهاكات من عمليات قتل ودمار، وعدم اكتراث أو اعتذار القوات المرتكبة لها، وأيضاً عدم تشكيل فصيل مجتمعي محلي، سوف تكون من أهم أسباب إعادة تشكيل تنظيم داعش، وإن تمّ النَّصرُ عسكرياً على التنظيم فإن عناصر وديناميات إعادة توليده مازالت متوفرة، ولابدَّ من معالجتها بالتوازي مع الحرب العسكرية".
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الواردة فيه والناتجة عن سلاح الطيران، صادرة عن قوات التحالف الدولي أما هجمات المدفعية، فالمسؤولية عنها مشتركة لأنَّ قوات التحالف الدولي كانت قد زودت قوات سوريا الديمقراطية بهذه الأسلحة، وفي بعض الهجمات هناك وجود مشترك للقوات أثناء القصف المدفعي، لذلك فقد تم إسناد مسؤولية هذه الهجمات إلى قوات سوريا الديمقراطية، دون إعفاء قوات التحالف الدولي من المسؤولية، كونها الجهة المزودة بالسلاح أولاً، وكون قوات سوريا الديمقراطية مدعومة وموجهة من قبلها ثانياً.
وأوضح التقرير أن قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية لم تميِّز في كثير من الهجمات بين المدنيين والمقاتلين، ولم تراعِ مبدأ التَّناسب في استخدام القوة، وشكَّلت بالتالي كثير من الهجمات جرائم حرب، كما أنه لم يتم رصد توجيه القوات المهاجمة أي تحذير للمدنيين قُبيل الهجوم كما يشترط القانون الدولي الإنساني.
استعرض التقرير أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتنازعة خلال معركة الرقة من أعمال القتل والاعتقال واستهداف المراكز الحيوية المدنية.
وأكَّد التقرير أن عمليات القصف الواردة فيه كانت عبارة عن قصف عشوائي غير متناسب وتعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب، كما أشار إلى أن الحوادث التي وردت فيها عمليات القصف من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، قد تسبَّبت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.
وبحسب التقرير فقد ارتكب تنظيم الدولة انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته عبر عمليات القتل والاعتقال والتَّعذيب، كما سجلنا قيام التنظيم بمنع الأهالي من النزوح من المناطق التي يسيطر عليها، وذلك بغرض الاحتماء بهم واستخدامهم دروعاً بشرية.
رسمت التطورات الميدانية التي خلفت بشكل أو بآخر سقوط حركة أحرار الشام، خلال أقل من يومين، تساؤلات كبيرة عن سبب هذا التفكك ضمن مؤسسة الحركة، وعزف الكثير من مجموعاتها وعناصرها على الحياد، في حين فضل الكثير منهم إعلان البيعة لتحرير الشام برضا أو تحت ضغط .
لا إجابات حالية عن هذه التساؤلات، الأمر متروك لجلاء دخان المعارك الذي غطى المشهدين السياسي و العسكري، و انعكس على الواقع الحالي و المستقبل، ولكن المؤكد أن مشروع الحركة قد انتهى وأصبح شيئ من الماضي حتى لو استمرت الحركة في وجودها كفصيل صغير، فإنها لم تعد قادرة على الاستمرار في المشروع الأخير الذي بدأت فيه بعد فشلها واعترافها بفشلها في المشاريع السابقة التي طرحتها كمشروع أمة والجبهة الإسلامية ومشروع شعب..
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها الحركة مراراً عن توجسها بهجوم قريب لتحرير الشام ضدها في إدلب، والتي من المفترض أعدت العدة للتصدي والمواجهة، إلا أن التطورات الميدانية تشير لسقوط مدوي للحركة في معظم مناطق إدلب، وفرض الهيئة سيطرتها على كامل المنطقة الحدودية مع تركيا حتى جسر الشغور، مع وصولها لآخر معقل للأحرار في الشمال وهو معبر باب الهوى، وبقاء تشكيلات متفرقة للحركة في جبل شحشبوا وجبل الزاوية وريف حلب الغربي والشمالي، قد تكون على موعد مع المواجهة في القريب العاجل في حال لم يوجد حل يوقف الصراع.
لعل بعض التطورات الموازية التي رافقت عملية الانهيارات المتتالية، تشكل نوعاً من الخطوط التي من الممكن أن ترسم مستقبل أكبر و أهم المناطق المحررة، فالتزام فيلق الشام الحياد، وانشقاق الزنكي عن تحرير الشام في هذا التوقيت، علماً أن الكثير من المصادر تحدثت عن نية الزنكي الانشقاق قبل قرابة شهر، فيما يبدوا كان تحضيراً لهذه المرحلة، ثم جاء اليوم البيان المشترك بين فيلق الشام والزنكي على الرغم من خلوه من أي توضيحات إلا أنه يرسم في طياته مرحلة جديدة "مرحلة ما بعد أحرار الشام" يمكن أن يقودها الطرفان ربما في كيان جديد كفصائل معتدلة تحظى بقبول دولي، وباتفاق ما مع تحرير الشام، أو أن الهيئة سترفض دخول أي طرف ولو كقوات فصل باعتبارها باتت القوة المتحكمة بشكل كامل، وربما تحافظ على استمرار هذه التشكيلات "فيلق الشام، الزنكي، جيش إدلب الحر" للمحافظة على التنوع في إدلب دون أن يكون لهم أي قرار في الداخل لفترة قد لا تطول.
يضاف لذلك حسب البعض فشل الحركة في إدارة الملف المدني داخلياً، وتكريس المؤسسات المدنية لصالحها الخاص، أبرزها معبر باب الهوى الذي يدر آلاف الدولارات شهريا لم تكرسها الحركة في بناء أي مؤسسات جدية تساهم في تطوير المناطق المحررة، أيضا الفشل العسكري للحركة بعد سقوط حلب والتي لم تستطع الدخول في أي معركة منها حماة وريف اللاذقية، والتي ظهرت فيها الحركة بموقف ضعيف، ظهر ذلك جلياً في الاقتتال الحاصل مؤخراً.
وتتعدد التحليلات والرؤا قبل أن يعلن عن انتهاء فصيل الأحرار بشكل رسمي والتي مازالت تتمتع ببعض مصادر القوة في سهل الغاب وجبل شحشبو وجبل الزاوية، إلا أن وصول تحرير الشام لباب الهوى، وتأخر دخول القوات المحتشدة في الجانب التركي لمساندتها يعطي مؤشرات كبيرة عن نهاية الحركة دولياً لو صح التعبير، قبل انتهائها عسكرياً.
ولعل رغبة تركيا في الحفاظ على إدلب كمنطقة آمنة وبعيدة عن تحويلها لدائرة صراع بين قوى مختلفة قد تصل لتتحول لموصل أو رقة أخرى، مع الحديث عن لقاءات مع قادة الهيئة سابقاً، ورغبة الهيئة في الحصول على القبول الدولي والشروط المطروحة لذلك ربما تكون هي بداية المرحلة الجديدة فعلياً على الأرض، والتي لايمكن أن تؤكدها إلا التطورات التي تحملها الأيام القادمة في إدلب.