٢٢ مايو ٢٠١٨
شن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد صباح اليوم الثلاثاء غارات استهدفت مواقع سيطرة تنظيم الدولة بريف السويداء الشرقي، بعد ساعات من وصول مجموعات تنظيم الدولة المنسحبة من جنوب دمشق إلى تلك المناطق.
وبحسب مصادر محلية من تلك المناطق فإن النظام قام ينقل عناصر التنظيم إلى منطقة الصفا والوعر شرقي السويداء، التي يتواجد فيها عدد قليل من عناصر التنظيم، وذلك في خطوة يراها ناشطون تهدف لخلط الأوراق في المنطقة.
وأكد ناشطون قيام الطيران الحربي بتنفيذ غارات بالصواريخ استهدفت مواقع سيطرة تنظيم الدولة في منطقة الوعر الغربي بريف السويداء في البادية السورية، بعد وصول عناصر تنظيم الدولة المنسحبين من جنوب دمشق لتلك المناطق.
وكانت قوات الأسد قد قامت خلال اليومين الماضيين بنقل المئات من عناصر تنظيم الدولة من مناطق سيطرته في الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى مناطق غربي الصفا بريف السويداء، بموجب اتفاق تسوية انسحب من خلاله التنظيم من مناطق جنوب العاصمة.
يذكر أن قوات الأسد والميليشيات المساندة لها وقعت على اتفاق تسوية مع تنظيم الدولة في جنوب العاصمة دمشق بعد فشلهم في القضاء على التنظيم خلال شهر من المعارك تكبدوا خلالها أكثر من ألف قتيل وتدمير عدة أليات، حيث تم نقل مقاتلي التنظيم إلى البادية، فيما تم نقل بعض العوائل الرافضين للبقاء في مناطق الأسد إلى ريف إدلب.
٢٢ مايو ٢٠١٨
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "حزب الله" اللبناني الأرهابي إلى إنهاء فعالياته العسكرية في لبنان وسوريا، وذلك في تقرير قدّمه غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي، حصلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية على نسخة منه.
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة تصرفات "حزب الله" في لبنان كميليشيا مسلحة وحزب سياسي في آن واحد.
وأوضح أنّ حزب الله انتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، مبيناً أنّ تدخله في الحرب السورية بشكل مباشر، ألحق الضرر في حيادية لبنان تجاه المسائل الإقليمية.
ودعا غوتيريش الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون حصول "حزب الله" والميليشيات الأخرى على السلاح.
وكان طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومة اللبنانية بـ«اتخاذ كل التدابير اللازمة» من أجل «منع (حزب الله)» من مواصلة الحصول على الأسلحة. وحذر من «العواقب الوخيمة» لاستمرار تورط الحزب الموالي لإيران في الأزمة السورية، معبراً عن «القلق» حيال ما يفاد عن تورطه في القتال في أماكن أخرى في المنطقة؛ الأمر الذي «يحمل في طياته خطر توريط لبنان في النزاعات الإقليمية».
٢٢ مايو ٢٠١٨
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن السياسة التي تنتهجها واشنطن تجاه إيران "هي الصحيحة"، معتبرا أن طهران "في أوج توسعها وعدوانها في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وكان نتنياهو يعقب على كلمة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بخصوص إيران، والتي أدلى بها في وقت سابق اليوم.
وأضاف نتنياهو حسب بيان صدر عن مكتبه "إن إيران تسعى لامتلاك الأسلحة النووية بطرق مختلفة قد كشفنا عنها النقاب"، في إشارة لوثائق تقول إسرائيل إن الموساد هربها من إيران في يناير/كانون الأول الماضي، حول برنامج الأخيرة النووي.
وتابع "صفر تخصيب (يورانيوم)، وفرض عقوبات قاسية، ومطالبة بخروج إيران من سوريا. نؤمن أن هذه هي السياسة الوحيدة والصحيحة التي يمكنها ضمان السلام بالمنطقة".
ودعا نتنياهو جميع دول العالم "إلى العمل بموجب السياسة الأمريكية، لأن إيران عدوانية".
كما أعلنت دولة البحرين دعمها "الكامل" لاستراتيجية واشنطن تجاه إيران، والتي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يوم الإثنين.
وقالت الخارجية البحرينية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن الاستراتيجية "تعكس الإصرار على التصدي لخطر السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار، وسد النواقص التي حملها الاتفاق النووي ومنع خطر برنامج إيران للأسلحة البالستية".
وشددت المنامة على ضرورة "تجاوب" إيران مع كل المساعي المبذولة لاستتباب السلام وإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، إلى جانب التوقف الفوري عن دعم الميليشيات الإرهابية، وعدم التدخل مطلقا في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
ومن جانبه قال مسؤول إماراتي إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يسلك الطريق الصحيح تجاه إيران.
وأكد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات يوم الاثنين على حسابه الرسمي علي تويتر بعد عدة ساعات من إلقاء بومبيو تصريحات بشأن إيران إن ” توحد الجهود هو الطريق الصحيح لتدرك طهران عبثية تغولها وتمددها“.
وفي وقت سابق أمس أفصح بومبيو عن 12 شرطا لبلاده للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، بشأن برنامجها النووي، أبرزها؛ وضع حد لانتشار الصواريخ البالستية والصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.
كما تضمنت الشروط الأمريكية "إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران"، و"وضع حد لدعم المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط"، و"نزع سلاح المليشيات الشيعية في العراق"، و"الانسحاب من سوريا".
وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق يكون أكثر شمولًا، و"يسمح بفتح جميع المنشآت الإيرانية، وعدم تخصيب اليورانيوم، والنفاذ المطلق لجميع المحطات النووية والعسكرية.
وفي 8 مايو/ أيار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران.
ورفضت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بصفتهم ممثلي أوروبا في الاتفاق الموقّع عام 2015، القرار الأمريكي، وأعلنوا تمسكهم به.
٢٢ مايو ٢٠١٨
«سوريا خضراء» تقول أفين إسماعيل. «لكن هنا كان المكان صحراء، قبل أن نبدأ في زرع النباتات والأشجار». هربت أفين، البالغة من العمر 35 سنة، وعائلتها من دمشق عام 2012، وتعيش اليوم في مخيم دوميز شمالي العراق، حيث نمت الأزهار وأشجار الليمون وسط الخرسانة والتراب.
وتقول أفين، «إنشاء حديقة كان بالنسبة لنا وسيلة للتداوي، وتذكيرنا بمنازلنا». وجلس ألفونسو مونتيل، من مؤسسة شجرة الليمون الخيرية (ليمون تري تراست)، في الكثير من المساحات الخضراء الضيقة في المخيم. ويقول: «سترى في بعض الحالات أن تلك الأماكن مليئة بالأزهار(...) والسؤال الأول الذي سيتبادر إلى ذهنك هو: ولماذا لا تمتلئ بالطعام؟».
وتعمل مؤسسة «ليمون تري تراست» في مخيمات اللاجئين شمالي العراق، على مدار السنوات الثلاث الماضية، وتدير منافسات للتشجير، لتشجيع المقيمين على إنشاء الحدائق، وتوفر لهم البذور والنباتات.
ودوميز واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في إقليم كردستان العراق، ويؤوي نحو 30 ألف شخص، غالبيتهم من سورية. ويقول مونتيل: «أحد الأشياء التي يصطحبها السوريون، حينما يغادرن وطنهم، هي البذور، إنهم يفضلون البذور التي تأتي من نباتاتهم وأماكنهم وعائلاتهم».
وساعد المقيمون في المخيم في اختيار نباتات وأزهار، لتصميم أول حديقة من وحي اللاجئين، تعرضها مؤسسة ليمون تري تراست في معرض تشيلسي للزهور، الذي تنظمه الجمعية الملكية البريطانية للبستنة.
ولعب سامي، وهو لاجئ سوري يحمل شهادة الدكتوراه في علم النباتات، دورا كبيرا في هذا الشأن. ويقول مونتيل: «لقد مشى سامي من سوريا، سيراً على الأقدام طيلة عشرة أيام، ممسكا بولديه في كلتا يديه حتى وصل إلى المخيم». وأضاف: «لقد كان مساهماً رئيسياً في اختيار النباتات، مع المصمم توم ماسي، وشارك في التفكير والتصميم»، مشيراً إلى أن» فكرة هذه الحديقة وتطويرها حدث بمساعدة اللاجئين أنفسهم». وأرسلت الجميعة الملكية البريطانية للبستنة 2000 عبوة من البذور، إلى مخيم دوميز الشهر الماضي، بما فيها خضروات مثل الفلفل والخيار، وزهور مثل زهرة القطيفة وعباد الشمس.
٢٢ مايو ٢٠١٨
في توقيت مفاجئ، أعلن الإعلام الروسي لقاء جرى بين الرئيس فلاديمير بوتين ورأس النظام بشار الأسد بمنتجع "سوتشي"، على ضفاف البحر الأسود جنوب غربي روسيا، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، المحادثات بين بوتين والأسد بـ "المعمقة"، مضيفا أن الأخير أبلغ نظيره الروسي بأن الوضع في سوريا يتجه بشكل أكبر نحو الاستقرار، وأنهما ناقشا الخطوات الثنائية القادمة.
وخلال اللقاء نفسه قال بوتين: "اتفقنا على خطوات مشتركة في مكافحة الإرهاب"، مضيفا أن قوات الأسد تمكنت من "تحقيق انتصارات هامة، ما وفر ظروفا جيدة لإطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية"، كما لفت الرئيس الروسي إلى أنه سينقل رسالة الأسد بشأن استعداده لتسوية سياسية سلمية في سوريا، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشدد بوتين على أن الوضع في سوريا "ملائم لتفعيل العملية السياسية"، معتبرا أن هذه العملية ستساعد في انسحاب "القوات المسلحة الأجنبية" من سوريا، كما نقل بيان أصدره الكرملين عن بوتين قول الأخير: "مع بداية العملية السياسية في أكثر مراحلها نشاطا، ستنسحب القوات المسلحة الأجنبية من سوريا".
وربط بوتين العملية السياسية بخروج القوات الأجنبية من سوريا أمر لافت للغاية، ما يجعل من المفيد الوقوف عنده من أكثر من ناحية: من المقصود بـ "القوات الأجنبية"؟ وكيف ستخرج هذه القوات؟ وما هي الآلية لإخراجها في حال رفضها المغادرة؟
المسؤولون الروس يرون أن جميع القوات الموجودة في سوريا ـ باستثناء قوات بلادهم ـ غير شرعية، لأنها لم تأت بدعوة من نظام الأسد، لكن المعلوم هو أن الروس لا يملكون لا الآلية ولا القدرة التي تمكنهم من إخراج القوات الأمريكية وحلفائها من سوريا، بحسب تقرير لوكالة "الأناضول"
في المقابل، يدرك الروس جيدا أن واشنطن وحلفاءها الغربيين، فرنسا وبريطانيا، لن يطيلوا المكوث في سوريا لأسباب عديدة، منها الضغوط الاقتصادية والعسكرية والسياسية، يضاف إلى ذلك التعاون التركي الروسي النشط في الأيام الأخيرة، وخصوصا في إدلب وبقية مناطق الشمال الغربي السوري.
كما أن تركيا هي الطرف الضامن للمعارضة السورية في مسار "أستانا"، ولذلك فإنه سيكون من غير المنطقي وغير المعقول أن يطلب بوتين من أنقرة سحب قواتها التي دخلت سوريا بتنسيق سياسي وعسكري تام مع روسيا.
كذلك الإيرانيون و"حزب الله" اللبناني من جهتهم، حاولوا نفي التهمة بأن يكونوا هم المقصودين بكلام بوتين حول القوات الأجنبية، لكن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية في سوريا ألكسندر لافرينتيف، أوضح أن تصريح بوتين يشمل جميع القوات الموجودة في سوريا، بما فيها "حزب الله" والقوات الإيرانية.
وعموما، فإن قراءة ما بين سطور تصريحات القادة الروس، توضح جليا أن القوات الإيرانية وتوابعها، هي القوات الأجنبية الوحيدة المشار إليها في تصريحات الرئيس الروسي بوتين.
تأكيد يستند إلى أن توجهات الإدارة الأمريكية الحالية، والتي يقودها أشخاص معروفون بمواقفهم المتشددة تجاه إيران، حيث يأتي الرئيس ترامب ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي في طليعة المناوئين لطهران.
كما أن توقيت الاستدعاء الروسي لبشار الأسد عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، وتركيز بوتين على ضرورة مغادرة القوات الأجنبية للأراضي السورية لبدء العملية السياسية، لا يمكن تفسيره سوى بـ "صفقة مقايضة إيران" من طرف الروس للأمريكيين.
وكما هو معلوم، فإن ترامب رجل الأعمال، تروق له مثل هذه الصفقات الكبيرة، خصوصا وأن العرض ينسجم مع رغبة دول الخليج العربي بتقليص النفوذ الإيراني، وبما يتم الحديث عنه من صفقة خليجية مع ترامب لتحجيم إيران، وإضعاف نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عموما، وفي سوريا واليمن على وجه الخصوص.
إرهاصات المقايضة أو الصفقة الكبرى تجلت في امتناع موسكو عن تزويد نظام دمشق بمنظومة صواريخ "إس 300" والتي كانت قد تعهدت بمنحها له، خشية أن يستخدمها الإيرانيون، إضافة إلى عدم تحريك أي ساكن تجاه الضربات الإسرائيلية المتكررة للمواقع والأهداف الإيرانية في سوريا، بحسب "الأناضول"
ورغم تعرض القوات الإيرانية المنتشرة على مساحات واسعة في سوريا لضربات إسرائيلية صاعقة ومدمرة، فإن بقاء القوات الروسية على الحياد رغم علمها المسبق بالضربات، أمر مثير للانتباه، إذ أن سكوت حليف عن استهداف حليفه أمر غير معهود.
وبالتأكيد، لا يمكن نسيان المصالح الاقتصادية والعسكرية، والتعاون الاستراتيجي عالي المستوى الذي يربط روسيا بإيران. فما هي الصفقة التي يطلبها بوتين ثمنا لتخلي موسكو عن طهران في هذا الظرف العصيب ؟!
وسبق لـ "بوتين" أن عرض رأس بشار الأسد للبيع، لكن الطرف الأمريكي لم يبد اهتماما بالعرض الروسي في ذلك الحين.
اللقاءات بين بوتين والأسد تتم عادة على شكل استدعاء للأسد من طرف الروس، والاستدعاء ـ كما هو معروف ـ يكون من المقام الأعلى للمقام الأدنى، ومن الرئيس لمرؤوسه، بل كثيرا ما يبالغ الروس في الحط من قيمة بشار الأسد، إذ يتعمدون إظهاره وحيدا دون وفد ولا مرافقين، سوى المترجم الذي يكتب محضر اللقاء!
اللقاء الأخير حضره إلى جانب بوتين، وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو.
كما أن حديث بوتين خلال لقائه الأسد عن النصر العسكري، وضرورة تحويله (تجييره) إلى ثمن سياسي، وتأكيده ضرورة مغادرة القوات الأجنبية للأراضي السورية بحجة انتفاء الحاجة إلى وجودها، ما هو إلا صفقة يعرضها بوتين على الأمريكيين والأوروبيين.
بوتين يقول إن النصر في سوريا قد تحقق، ولم تعد هناك حاجة إلى الوجود الإيراني، وذلك من منطلق علمه بأن الطرف الوحيد الذي سيعارض الحل السياسي في سوريا هو إيران.
وصفقة المقايضة التي يعرضها بوتين على إدارة ترامب تشمل نظاما جديدا في سوريا، ينتهي من خلاله حكم عائلة الأسد، ويتم ترحيل مليشيا نصر الله وقاسم سليماني. صفقة يتخلى من خلالها الروس عن حليفهم الاستراتيجي الإيراني، مقابل ضمان مصالح روسيا الحيوية في سوريا، وربما في أماكن أخرى أيضا.
العرض الروسي لافت من حيث التوقيت أيضا، فقد جاء بينما يستعد بوتين لاستقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع المقبل.
نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي يورى شفيتكين، قال إن لقاء بوتين والأسد له أهمية رئيسية لجميع دول الشرق الأوسط، ولمن لهم مصالح في هذه المنطقة.
رسالة المسؤولين الروس وفي مقدمتهم بوتين، واضحة في عرض صفقة للحل في سوريا، تبدأ بإخراج الإيرانيين الذين يشكلون العقبة الرئيسية أمام الحل، ثم التفاهم على صيغة تضمن مصالح جميع الأطراف.
٢٢ مايو ٢٠١٨
على وقع أنباء عن استهدافٍ إسرائيلي جديد لمواقع إيرانية في سورية، برز إلى العلن خلاف بين موسكو وطهران حول مستقبل الوجود العسكري الإيراني في سورية، في وقت شددت طهران على أن أحداً لا يستطيع إجبارها على مغادرة سورية.
بموازاة ذلك، أتم النظام سيطرته على العاصمة دمشق ومحيطها، بعد «صفقة ليلية» انسحب بمقتضاها مسلحو تنظيم الدولة من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، إلى البادية غرب نهر الفرات. في المقابل، ساد الهدوء مدينة إدلب وتوقف القصف منذ محادثات «آستانة9»، عاكساً التناغم والتنسيق العالي بين موسكو وأنقرة، التي يُرجح تفاقم خلافها مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فيما يعزز وجوده في مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية.
وفي مؤشر جديد إلى رفع الغطاء الروسي عن الوجود الإيراني في سورية، هزّت انفجارات مجهولة منطقة نجها (جنوب دمشق)، عزاها ناشطون إلى «قصف إسرائيلي استهدف مواقع إيرانية».
وأوضحوا أن انفجارات ضربت مقر إدارة الحرب الإلكترونية، ومدرسة أمن الدولة، التي تتخذها قوات إيرانية مقراً لها قرب العاصمة. وأكدوا أنّ «انفجارات متتالية ضربت ثكنات الحرب الإلكترونية، ما أدى إلى مقتل جميع العناصر فيها».
لكن وسائل إعلامية موالية للنظام عزت أصوات الانفجارات إلى «انفجار محولات كهربائية بسبب الحرارة المرتفعة»، في حين تجاهلها الإعلام الرسمي، حيث وتتخذ الميليشيات الإيرانية من منطقة نجها مركزاً رئيساً لتجمعها، لقربها من المزارات الشيعية في منطقة السيدة زينب والعاصمة.
وتأتي الانفجارات بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين حول ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سورية، وما تلاها من توضيح المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتيف بأن «هذا التصريح يخص المجموعات العسكرية الأجنبية الموجودة على أراضي سورية، بمن فيها الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون».
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أمس: «وجودنا في سورية هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب». وفي لهجة تحد قال رداً على سؤال خلال لقائه الصحافي الأسبوعي أمس، حول ما نُقل عن مسؤولين روس في شأن انسحاب القوات الإيرانية من سورية: «ليس بإمكان أحد أن يرغم إیران على القیام بعمل ما لأن لدینا سیاسات مستقلة خاصة بنا. ووجودنا في سورية يأتي بناء على طلب من حكومتها، وما دامت تطلب منا ذلك، سنواصل تقديم مساعدتنا لها».
واستبعدت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الروسية أن «تتصدى الدفاعات الجوية الروسية لأي استهداف إسرائيلي على المواقع الإيرانية في سورية». وأكدت لـ «الحياة» أن «الأنظمة الروسية رصدت الغارات السابقة على مواقع وسط سورية، لكنها لم ترد».
وأوضحت أن «هدف روسيا منع انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة بين إيران وإسرائيل، يمكن أن تعطل جهود الحل الذي تسعى إليه منذ بداية تدخلها العسكري». وأضافت أن «موسكو تسعى إلى الحفاظ على التوازنات الدقيقة الصعبة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام ومرض لجميع الأطراف».
وكشفت أن موسكو «مستاءة من عدم قناعة الإيرانيين بالحل السياسي ورغبتهم في مواصلة الحل العسكري وتشجيع النظام على ذلك، على عكس الجانب التركي الذي ضغط في السنة الأخيرة على المجموعات الحليفة له للقبول بالتفاوض وتقديم التنازلات».
وبرزت إلى العلن في السابق خلافات في مواقف روسيا وإيران حول سورية، وأكدت لـ «الحياة» مصادر في وفد المعارضة شاركت في جولات آستانة أن «الإيرانيين عطلوا طويلاً إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب بإلحاحهم على أن يشاركوا في نقاط المراقبة».
وأوضح خبير روسي في الشأن الإيراني مقرب من دوائر صنع القرار لـ «الحياة»، أن «التغير في لهجة روسيا والمطالبة بانسحاب حزب الله والميليشيات الإيرانية، يُعد سابقة»، لافتاً إلى أن «الخلافات كانت موجودة دائماً، لكنها كانت تتناول مواضيع الاستثمار في مجالات الطاقة والفوسفات ورغبة كل طرف في زيادة حصته».
وزاد: «رفضت روسيا بشدة رغبة إيران في إنشاء قاعدة بحرية على الساحل السوري حتى لا تدخل في مشكلات مع إسرائيل، ولعدم رغبتها في تقاسم الساحل السوري مع أي قوة أخرى». ورأى أن رسالة بوتين «واضحة وهي أن الحل السياسي يجب أن يمضي، مع ضمان عدم تحوّل سورية إلى قاعدة للإيرانيين وحزب الله».
٢٢ مايو ٢٠١٨
زارت الطاهية الأردنية المعروفة "منال العالم" أسرة من أُسر اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن، وشاركت ربة المنزل في تحضير وجبة الإفطار لأسرتها. وقالت منال، التي لها كتب طهي وتظهر في برامج طهي شهيرة بالفضائيات، إنها سعيدة برؤية أُسر سورية تعيد بناء جوهر مجتمعها من خلال الطهي.
وأضافت لـ«رويترز»: «عايشين حياتهم، لكن فقط ينقصهم الكماليات أكثر. الرفاهيات أكثر. وهذا يعود لمهارة المرأة السورية أو اللاجئة السورية أنها قدرت تنجح وأن تُكون أسرة، وتُكون مجتمعا، وتُكون بيتا، وتُكون مطبخا يُنشئ جيلا متعلما صحيا ليس مجرد أنها تشبع الأطفال، لأ، نحن بنقوم بأكلهم أكل صحي».
وتقوم منال العالم، وهي واحدة من شركاء برنامج الأغذية العالمي في حملة «صحي وليس جائعا»، بزيارات مماثلة لأُسر من اللاجئين السوريين. وأمضت منال اليوم تُحّضر وجبة مقلوبة تقليدية مع السورية أُم إبراهيم لأسرة الأخيرة التي فرت من درعا في بداية الصراع في سوريا.
وعن إحساسها بهذا اليوم قالت منال العالم: «شعوري وأنا بأطبخ إني أنا مبسوطة إني أكون في مكان مثل هذا وبأحمل رسالة لكل العالم إنه بطلب منكم أن تشعروا في داخل ليس فقط مخيم الزعتري، في داخل كل بيت لكل أسرة وفي داخل مطبخهم، وهذه مرحلة مؤقتة. نحن الآن بنشعر بأن الأكل الذي بنتطبخه الأم وتقدمه لأطفالها، من هنا تكتمل الفرحة والسعادة، والله يديم هذا الخير».
وأوضحت أُم إبراهيم سر حُبها لوجبة المقلوبة، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر هو من يحب هذه الوجبة، وأنه سافر إلى ألمانيا ولم تره منذ خمس سنوات. وكان الابن يأمل في أن تتمكن أُسرته من اللحاق به قريبا، لكن الأمر لم يكن سهلا ولا تزال الأسرة مُشتتة.
وقالت أُم إبراهيم: «الحمد لله رمضان السنة هذه بيكون خير للجميع. طبعاً غير رمضان، والآن أنا بأعمل لهم (مقلوبة) لأن ابني الكبير، ليس موجودا معي طبعاً، بيحب المقلوبة من أجل ذلك بأحب أني أعملها لأنه دائماً هو ببالي. هو بألمانيا صار لي خمس سنين ما شفته». ويؤوي مخيم الزعتري زهاء 80 ألف لاجئ فروا من الصراع المستعر في سوريا.
لكن الأوضاع المعيشية للاجئين صعبة. فقد قالت إحصاءات لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عام 2016 إن 93 في المائة من السوريين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر في المملكة والذي يقدر بنحو 88 دولارا للفرد شهريا.
ويقول الموقع الإلكتروني لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج يقدم المتطلبات الغذائية الأساسية لعدد 500 ألف لاجئ ضعيف من خلال إمدادهم بقسائم طعام ومساعدات نقدية.
ويستضيف الأردن حاليا ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ، معظمهم يعيش في مناطق حضرية، ونحو 100 ألف لاجئ سوري فقط في المخيمات.
٢٢ مايو ٢٠١٨
قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن على زعماء العالم الامتناع عن حضور حفل افتتاح كأس العالم بموسكو في 14 يونيو/حزيران، ما لم يتخذ "الكرملين" خطوات حقيقية لحماية حياة أكثر من مليوني شخص في محافظتي إدلب ودرعا في سوريا من الهجمات الكيميائية والتقليدية.
وبينت أن روسيا التي تستضيف كأس العالم 2018، تقدم الأسلحة والدعم العسكري والغطاء الدبلوماسي لحكومة الأسد، رغم الأدلة على استهداف قوات الأسد للمدنيين بهجمات متعمدة وعشوائية منذ عام 2013.
وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش: "باستضافتها أحد أكثر الأحداث متابعة في العالم، تغازل روسيا الرأي العام العالمي وتبحث عن الاحترام. على زعماء العالم أن يظهروا للرئيس بوتين أنه ما لم يغيّر سياساته ويضع حدّا للفظاعات التي ترتكبها القوات السورية والروسية، فلن يكونوا إلى جانبه في المنصة الرسمية ليلة الافتتاح".
وأوضح أن الحكومة الروسية هي الداعم العسكري الرئيسي لحكومة الأسد منذ سبتمبر/أيلول 2015، شاركت روسيا عسكريا في الصراع السوري إلى جانب القوات الحكومية السورية. روسيا هي مزوّد السلاح الرئيسي لسوريا، وتشارك في شن غارات جوية مع القوات الجوية السورية على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المناهضة للحكومة، بما فيه من قاعدة حميميم الجوية شمال غرب اللاذقية.
وتتحمل روسيا كجزء من التحالف العسكري المشترك المسؤولية ليس فقط عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتها مباشرة، بل عن تلك التي يرتكبها حليفها. تسببت العمليات الروسية-السورية المشتركة بسقوط آلاف الضحايا المدنيين، بما فيه في الغوطة الشرقية بريف دمشق ومدينة حلب.
وثّقت هيومن رايتس ووتش غارات جوية روسية-سورية لم تميّز بين مقاتلين ومدنيين، وضربت أهدافا مدنية، منها مدارس ومستشفيات ومناطق سكنية. في معركة استعادة حلب أواخر عام 2016، شنّت القوات العسكرية الروسية-السورية حملة قصف جوي عشوائية ورعناء لمدة شهر، وشملت هجمات شكّلت جرائم حرب. استخدمت العمليات العسكرية المشتركة بين سوريا وروسيا على نطاق واسع ذخائر عنقودية محظورة دوليا، وفي معظم الحالات أسلحة سوفييتية الصنع، وأسلحة حارقة أسقطت جوا، وهي محظورة عند استخدامها في المناطق المدنية لأنها تسبب حروقا مؤلمة للغاية يصعب معالجتها، وتشعل حرائق تدمر الأعيان المدنية والبنية التحتية.
كما تواصل روسيا تزويد حكومة الأسد بالأسلحة رغم الأدلة القوية على ارتكاب القوات الحكومية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. بين عامي 2015 و2017، استأثرت روسيا بـ 79 بالمئة من صادرات الأسلحة إلى سوريا، وفقا لـ "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام".
يشمل ذلك تسليم 40 دبابة من طراز "تي 90 إيه"(T 90A) إلى سوريا أواخر عام 2017. قالت هيومن رايتس ووتش إن على روسيا وقف دعم حكومة الأسد بالأسلحة مع استمرارها في المسؤولية عن جرائم حرب.
وسيقام حفل افتتاح كأس العالم في موسكو، والذي يفترض أن يحتفل بالقوة الموحدة للرياضة والقيم العالمية للعدالة، في وقت يشهد انتهاكات جسيمة ومستمرة لحقوق الإنسان في سوريا، حيث لا يزال المدنيون يواجهون مخاطر تهدد حياتهم، تحت الغارات الجوية العشوائية، واستخدام الأسلحة المحظورة، والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية ووصولها.
وذكرت أنه مع استعادة قوات الأسد لمناطق في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق ومحافظة حمص مؤخرا، وتصاعد الهجوم من أجل استعادة محافظة درعا، قد يتحوّل اهتمام القوات وحلفاؤها إلى محافظة إدلب في المرحلة القادمة.
إدلب هي أوسع منطقة لازالت تحت سيطرة القوات المناوئة للنظام يُقدّر عدد المدنيين فيها بمليوني شخص، نصفهم نازحون من مناطق أخرى من سوريا. هؤلاء المدنيون عالقون لأن تركيا أغلقت حدودها فعليا أمام أي لاجئين جدد.
ولفتت إلى أن كأس العالم الذي ينظمه "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا) هو البطولة العالمية الأكبر لكرة القدم. من المتوقع أن يشاهد مليارات الناس 32 منتخبا يلعبون في 11 مدينة روسية.
قال روث: "في كثير من الأحيان، يسعى القادة المستبدون إلى استضافة الأحداث الرياضية الشعبية بغاية تقديم صورة إيجابية عنهم لبقية العالم. على قادة العالم عدم السماح باستخدام حدث رياضي للتغطية على نمط من الفظاعات المُرتكبة في سوريا، والذي بات يهدد مليوني مدني. الوقت غير مناسب لحضور احتفالات تُستخدم في معظمها لتلميع صورة مضيفيها، بينما تساعد روسيا على مهاجمة المدنيين حمايتهم".
بالإضافة إلى الدعم على الأرض، تواصل روسيا توفير غطاء سياسي ودبلوماسي لحكومة الأسد منذ أبريل/نيسان 2018، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في "مجلس الأمن" 12 مرة لحماية حكومة الأسد، آخرها لعرقلة إدانة هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة دوما في ضواحي دمشق، واجراء تحقيقات لتحديد المسؤولين.
قال روث: "بدا في الماضي أن حكومة بوتين مستعدة لكبح جماح بعض أسوأ انتهاكات حليفها السوري، مثل استخدام الأسلحة الكيميائية التي قتلت المدنيين أثناء نومهم. لكن للأسف، أصبح الكرملين مدافعا عن انتهاكات الحكومة السورية ومشاركا فيها، ولم يدخر جهدا لمنع المساءلة عن جرائم الحرب هذه".
٢٢ مايو ٢٠١٨
أطلقت مؤسسة "التعليم فوق الجميع" في قطر، يوم الإثنين، حملة تبرعات وطنية رمضانية، بهدف توفير الأموال لتعليم الأطفال الأكثر تهميشاً وفقراً حول العالم، وخصوصاً في سورية وقطاع غزة وأطفال أقلية الروهينغا المسلمة.
وقال المسؤول في "التعليم فوق الجميع"، محمد جاسم النعمة، خلال مؤتمر صحافي، إن "ريع الحملة الرمضانية هو لمصلحة المشاريع التعليمية لكل من أطفال سورية اللاجئين في تركيا ولبنان، وأطفال غزة المحاصرين، وأطفال الروهينغا اللاجئين في بنغلاديش".
وردا على سؤال "العربي الجديد"، حول النطاق الجغرافي للحملة، وهل ستتوقف بعد انقضاء شهر رمضان؟ أوضح النعمة، أن "الحملة محلية، وتستهدف المواطنين القطريين والمقيمين، وكذلك الشركات والمؤسسات العاملة في قطر، وستتواصل إلى ما بعد رمضان".
وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، علي محيي الدين القره داغي، أنه سيتم "فتح حسابين مصرفيين، الأول عام لأموال الصدقات والتبرعات والأوقاف، ويتم الصرف من هذا الحساب لجميع الطلبة دون النظر إلى دينهم، وحساب خاص بأموال الزكاة، يتم الصرف منه فقط لمصلحة الطلبة الفقراء المسلمين، وسيكون هذا الحساب تحت إشراف الاتحاد".
وقالت المؤسسة القطرية في بيان، إن "إطلاق الحملة يأتي في سياق جهود تشكيل حركة عالمية تساهم في تحقيق التنمية البشرية من خلال توفير التعليم النوعي، فالمؤسسة تؤمن بأن التعليم هو الطريقة الأكثر فعالية لخفض معدلات الفقر، وتحقيق النمو الاقتصادي، وخلق مجتمعات آمنة وعادلة، ولتحقيق ذلك، تقوم بتهيئة الظروف اللازمة لترجمة أهداف التنمية المستدامة، من خلال التركيز على المتضررين من الفقر، والنزاعات والكوارث، والعمل على تقليص عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس حول العالم، وتلبية احتياجات الشباب والنساء، وتمكينهم من أن يصبحوا أفراداً فاعلين في مجتمعاتهم".
وتعتبر مؤسسة" التعليم فوق الجميع" مظلة ينبثق عنها عدد من المبادرات والبرامج، مثل برنامج "علّم طفلاً"، وبرنامج حماية الحقّ في التعليم في ظروف النزاعات المسلحة وانعدام الأمن، ومؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وتعمل المؤسسة مع الحكومات من خلال برامج المساعدات والتمويل الخاصة بالتعليم والتنمية، فضلاً عن بنوك التنمية ومنظمات الأمم المتحدة، وغيرها من الشركاء العالميين والإقليميين.
وتمكن برنامج علّم طفلاً منذ تأسيسه عام 2012، من دعم 71 مشروعاً في 50 دولة، وتوفير برامج تعليم أساسي، في خطوة تجاوزت الهدف المبدئي المتمثل في إطلاق برامج في 35 دولة.
٢٢ مايو ٢٠١٨
بدأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بداية شهر أيار- مايو الحالي، بهجوم بري مدعوم بغطاء جوي مكثف للتحالف، ضد المساحات والمواقع الاستراتيجية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة على الحدود السورية- العراقية، تحت اسم معركة «عاصفة الجزيرة».
المعارك الأخيرة، والتي وصفت بـ «العنيفة والمصيرية»، شهدت تطوراً استراتيجياً هاماً في المنطقة، وهو بروز التحالف الكردي السوري والشيعي العراقي، ولعل الحدث الأكثر أهمية، وفق ما يراه المحلل السياسي والعسكري السوري محمد العطار، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية، دعمت الحشد الشيعي في العراق، ودعمت القوات الكردية في سوريا، وعندما باتت عملية اتصال ذراعي واشنطن ممكناً، سمح التحالف الدولي للحشد الشعبي بالتوغل داخل الأراضي السورية، بهدف مساندة الأمريكان في سوريا ضد تنظيم الدولة.
القوات البرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، نجحت في انتزاع بلدة «الباغوز» الاستراتيجية من تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي، بعد إطباقهم الحصار الكامل عليها لأيام، تزامناً مع غارات جوية مكثفة للتحالف الدولي، فيما أشارت مصادر معارضة إلى أن المدفعية الفرنسية وسلاح الجو العراقي مع مقاتلات التحالف جميعهم شاركوا في عملية السيطرة على «الباغوز».
مركز «جسور» للدراسات، تحدث عن أربع نقاط حيوية وأهداف، تحملها المعركة الأخيرة والمستمرة للتحالف الدولي والقوى المؤتمرة له، ضد تنظيم الدولة، انطلاقاً من البادية السورية، وصولاً إلى شرق البلاد، والنقاط هي: «هجوم وقائي يهدف إلى ضرب مساعي التنظيم بإعادة ترتيب صفوفه العسكرية وهيكلة نفسه، في الوقت الذي تشهد فيه البادية السورية تحركات متزايدة ونشاطاً ملحوظاً لعمليات التنظيم».
والنقطة الثانية، تتمحور حول «تأمين مناطق نفوذ التحالف الدولي من أي هجمات محتملة قد تقوم بها فلول التنظيم، انطلاقاً من آخر معاقله على ضفة الفرات اليسرى». أما ثالث الأهداف فهي، «تأمين الحدود السورية العراقية من أي جيب لتنظيم الدولة، وهذا ما يفسر مشاركة القوات العراقية بالهجوم إلى جانب قسد».
والهدف الأخير، والذي يعكس الانتشار العسكري الفرنسي المتصاعد في سوريا، يشير إلى «محاولة الفرنسيين تأمين إنجازهم الخاص في المعركة على تنظيم الدولة، بما يوفر للحكومة الفرنسية إنجازات على الساحة الداخلية الفرنسية، ويعزز تواجدها الجديد نسبياً في سوريا».
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية للأناضول، أن جنوداً فرنسيين نشروا بطاريات 6 مدافع قرب قرية باغوز الخاضعة لسيطرة منظمة «ي ب ك / بي كا كا» بمحافظة دير الزور السورية. كما نشرت القوات الفرنسية مزيداً من تعزيزاتها العسكرية في مناطق منبج والحسكة وعين عيسى والرقة، حسب المصادر ذاتها.
وكان قد أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا ليكوانتر، مطلع الشهر الحالي، أن قوات بلاده ستبقى في سوريا، جنباً إلى جنب مع الجنود الأمريكان، من أجل إكمال مهمة مكافحة الإرهاب.
أما المحلل السياسي والعسكري محمد العطار، فقال لـ «القدس العربي»: تنظيم الدولة، دخل مراحله الأخيرة من الناحية التأثيرية على المنطقة، والتحالف الدولي وأذرعه الميليشياوية في العراق وسوريا، ستكون هي البديل الذي يتم تحضيره لخلافة التنظيم، وهنا في الواقع تكون شعوب المنطقة أمام إرهاب أبيض وآخر أسود.
وهو يرى أن شعوب المنطقة لن يتغير على واقعها المرير شيء، فتنظيم الدولة، قوبل بحالة رفض شعبي كبيرة في شرق سوريا ووسطها، وكذلك سيكون مصير التنظيمات الجديدة المدعومة من قبل واشنطن ودول المنطقة، وأن قضاء التحالف الدولي على تنظيم الدولة لا يعني البديل هو السلام، بل قد يكون البديل أشد سواداً.
وحول التمدد الفرنسي في سوريا، قال المصدر: سوريا دخلت حقبة جديدة من الحرب، واستغلال الحالة الفوضى، والفرنسيون يسابقون الزمن لتثبيت قواعدهم، وتوسع انتشارهم في الجغرافية السورية الغنية بالنفط الخام والغاز، في معادلة تبدو فيها رغبة هذه الأطراف بقضم أكبر قدر ممكن من الثروات الباطنية السورية، وتحجيم الآمال الروسية بالسيطرة على المزيد من ثروات سوريا، وكذلك التوسع الإيراني، في حين لم يحصد السوريون من كل هذا سوى الموت واجتماع ذئاب العالم عليهم.
٢٢ مايو ٢٠١٨
قال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى جولة استانة 9 "أيمن العاسمي"، إن السبب في توتر علاقات الغرب مع ايران، إلى إلغاء الاتفاق النووي وهو ما يشكل بدوره ضغطاً على روسيا، التي تكثف مساعيها من أجل ترسيخ التهدئة في المنطقة، والابتعاد عن فتح أبواب العداء مع الغرب وواشنطن، مضيفًا «لذلك اعتقد ان حرب الجنوب سيشكل عداء وضغطاً أكبر على روسيا وهي التي تسعى جاهدةً وراء التهدئة».
وأوضح "العاسمي" تصريحات لـ "القدس العربي" أن روسيا أشارت مراراً إلى خروج جميع الدول من سوريا، فكان اول رد دولي على هذه التصريحات من الجانب الإيراني، وهذا دليل ان هناك توافقاً روسياً – أمريكياً وعموم الدول ضد الوجود الإيراني والاتجاه نحو تحجيم نفوذ طهران في سوريا، والمنطقة الجنوبية في «درعا والقنيطرة» التي هي جزء هام من المناطق المتوترة والتي تزيد الضغط على روسيا بسبب وجود إسرائيل والأردن.
من مصلحة الروس برأي المتحدث المحافظة على أمن وهدوء المنطقة الجنوبية من سوريا وابعادها عن المعارك وبالتالي تصريحات إيران مرتبطة بشعورها بأنها بقيت لوحدها، فأهداف الروس بعيدة عن الاجندة الإيرانية صاحبة المشروع الطائفي التوسعي في المنطقة.
ونقل العاسمي عن ألكسندر لافرنتيف رئيس الوفد الروسي المشارك فى الجولة التاسعة للمفاوضات حول سوريا «أستانة – 9»، قوله «نحن الان متجهون إلى تهدئة في الشمال والجنوب وتحتاج العملية إلى نحو 4 أشهر لانجازها، وحتى يتم إقرارها بشكل كامل» مشيرًا إلى مخططات موسكو التي تضع حسبانها السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن قائلاً «إذا حلت موسكو مشكلة المعبر مع فصائل المعارضة التي لا ترغب بفتحه أمام النظام وإيران، فلن تكون هناك معارك في الجنوب».
مشيراً إلى ان فتح معبر نصيب هو بناء على توافق اردني – روسي، «فالطرفان لهما الرغبة في فتحه، ولكن الفصائل غير راغبة لان ذلك يعني وصول النظام ومن خلفه إيران إلى هذا المعبر، وخاصة ان الاستقرار الإيراني يبدو واضحاً جداً في الجنوب وهذا ما يبرر ضربات إسرائيل المتكررة».
وأشار العاسمي إلى وجود تناحر ايراني – روسي خفي في سوريا، «فالروس يحاولون ترسيخ نفوذهم من أجل جني فوائد اقتصادية من خلال سيطرة الأخيرة على ميناء طرطوس وميناء اللاذقية، إضافة إلى مناجم الفوسفات في تدمر، والكثير من الموارد الطبيعية كالغاز والنفط، مع عدم وجود منافذ، فهي مضطرة إلى وجود معابر في الشمال والجنوب»، وقال ان «الروس اشاروا خلال جولة المفاوضات إلى وجود خسائر كبيرة بسبب توقف ميناء طرطوس واللاذقية فهم يعتبرون انهم امنوا جزءاً كبيراً من سوريا وحان الآن وقت الاستثمار والجني الاقتصادي، اما الحل السـياسي فسـوف يأتي بشـكل بطيء وعلى مراحـل».
وكانت موسكو قد باشرت في تثبيت وجودها العسكري على الحدود السورية – الأردنية جنوبي سوريا، منذ آب/أغسطس من العام الفائت حيث نشرت نحو 1000 جندي روسي، ومراكز الشرطة العسكرية الروسية في مدن وبلدات محافظة درعا، واقامت قاعدتين عسكريتين في كل من الصنمين وموثبين شمال درعا، إضافة إلى رفع علمها على مطار الثعلة الواقع شرقي المدينة، والمتاخم لمحافظة السويداء، والذي يبعد حوالي 55 كيلومترًا عن الحدود السورية مع الجولان المحتل.
٢٢ مايو ٢٠١٨
قالت منظمة الأمم المتحدة، يوم الإثنين، إن مخيم اليرموك، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، يعاني "حالة دمار كامل"، في إشارة إلى قصف النظام المتواصل على المخيم منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، بهدف إخلائه من عناصر تنظيم الدولة.
وخلال مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة الدائم في نيويورك، قال استيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام، إن "مخيم اليرموك "في حالة دمار كامل، حيث لا يكاد يوجد مبنى واحد لم يتم تدميره أو إتلافه".
وتابع دوغاريك: "كان القتال ضاريا، بخاصة في الشهر الماضي. لقد فر تقريبا كل اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا في المخيم، وهذا يشير إلى الحاجة الملحة إلى تمويل النداء الطارئ لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا".
وحذر المتحدث الأممي من أن "الوضع الإنساني في (منطقة) الغوطة الشرقية (بريف دمشق) ما زال مزريا، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة الإنسانية فورا، بمجرد حصولنا على تصريح من السلطات السورية بالوصول إلى هناك".
وأضاف: "يبقى الوضع الإنساني داخل الغوطة الشرقية رهيبا للغاية، ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن 4400 نازح عادوا إلى الغوطة الشرقية بين 15 و19 مايو/ أيار الجاري". هؤلاء النازحون كانوا جزءا من 44 ألف شخص اضطروا إلى النزوح؛ بسبب العملية العسكرية التي شنها النظام، في مارس/ آذار الماضي.
وفي 22 مارس/ آذار الماضي، بدأت أعمال تهجير واسعة من الغوطة الشرقية، بموجب اتفاقات بين النظام والمعارضة فرض بشكل قسري، إثر حملة برية وجوية لقوات النظام، بدعم روسي.
وأوضح المتحدث الأممي أن "المناطق التي زارتها الأمم المتحدة (في الغوطة الشرقية)، في 14 مايو/أيار الجاري، رأت فيها تدميرا واسع النطاق للبنى التحتية المدنية، وتوجد حاجة ماسة إلى تقديم المأوى والمساعدات الإنسانية غير الغذائية لدعم العائدين، ومن لم يغادروا الغوطة الشرقية".
وبسيطرة النظام على مخيم اليرموك بعد اتفاق مع تنظيم الدولة وإجلائه من المنطقة، باتت جميع المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق تحت سيطرة النظام وحلفائه، بعد تدميرها بشكل شبه كامل ومن ثم تهجير سكانها إلى الشمال السوري.