ارتكبت طائرات حربية مجزرة بحق المدنيين في بلدة الشعفة بريف ديرالزور الشرقي بعد شن غارات جوية على المنطقة، حيث سقط عشرات المدنيين بين شهيد وجريح.
وذكر ناشطون أن طائرات يعتقد إنها تابعة للتحالف الدولي ارتكبت مجزرة بحق المدنيين في بلدة الشعفة فجر اليوم، وراح ضحيتها 17 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال.
وكان الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي ارتكب مجزرة بحق المدنيين بعد شن غارات جوية على بلدة البحرة الواقعة شمال غرب بلدة هجين بريف ديرالزور الشرقي، حيث أشارت وكالة أعماق التابعة للتنظيم أن الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على البلدة تسببت باستشهاد 30 شخصا معظمهم نساء وأطفال.
وكان 14 شهيداً بينهم 7 نساء سقطوا قبل أيام جراء قصف التحالف الدولي أيضا على مستشفى في قرية الشعفة بالريف الشرقي قرب الحدود "السورية - العراقية".
والجدير بالذكر أن جبهات مدينة هجين وبلدات غرانيج والشعفة والبحرة ومحيطها تشهد بشكل يومي اشتباكات "كر وفر" بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة، حيث يتكبد الطرفان خسائر بشرية ومادية كبيرة.
أكدت تقارير سابقة لشبكة "شام" عن حجم التضييق الذي تمارسه المكاتب التابعة لهيئة تحرير الشام أبرزها "مكتب شؤون المنظمات" على المنظمات الإنسانية العاملة في المناطق المحررة، وحجم الأتاوات التي تفرضها على هذه المنظمات سواء كانت مالية أو سلال إغاثية تذهب من حصة الفقراء والمحتاجين لمستودعات ومعسكرات هيئة تحرير الشام.
وكشفت الانسحابات التي قامت بها هيئة تحرير الشام من عدة مواقع ومستودعات لها في منطقة المخيمات وكفرلوسين بريف إدلب الشمالي، عن حجم السلال الإغاثية المخبأة في مستودعات الهيئة، والتي تعود لمنظمات عدة أجبرت على تسلم نسب كبيرة بألاف السلال لهيئة تحرير الشام وحرمان مستحقيها في المخيمات منها.
وبثت مقاطع فيديو عديدة لمستودعات تابعة لهيئة تحرير الشام تظهر اقتحامها من قبل المدنيين قاطني المخيمات بعد انسحاب الهيئة منها، والعثور على كميات كبيرة من المساعدات المخزنة، في وقت كانت تعاني فيه المنظمات الإنسانية طوال الأشهر الماضية من عجز كبير في مواكبة حركة النزوح من ريفي حماة وإدلب الشرقيين وعدم القدرة على تلبية احتياجات هذه العائلات من السلال الإغاثية والأغذية.
وأكدت مصادر ميدانية لـ شام أن ألاف السلال الإغاثية المخزنة ضمن مستودعات تحرير الشام في المنطقة الحدودية نقلت قبل أيام لمناطق أخرى ذات بعد عسكري أكبر للهيئة في الريف الغربي ومحيط مدينة إدلب، فيما بقي عدد من المستودعات التي لم تستطع نقلها بسبب اقتراب الاشتباكات منها.
وكانت شبكة شام أفردت عدد من التقارير المدعومة بأدلة وأسماء شخصيات من هيئة تحرير الشام ومنظمات أجبرت على التعامل مع الهيئة وتسليمها كميات كبيرة من المساعدات والدعم المخصص لها مقابل السماح لها بالعمل، بالإضافة لكشف حجم التضييق الذي مارسته الهيئة ومن ثم مكتب شؤون المهجرين وكذلك مكاتب حكومة الإنقاذ على عمل المنظمات الإنسانية في الشمال السوري.
يواصل نظام الأسد وحليفه الروسي حملة القصف الهمجية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، بالرغم من الهدنة التي أعلن عن بدئها الطرف الروسي، وذلك بالتزامن مع محاولات تقدم القوات على الأرض، وسط محاولات من قبل فصائل الثوار لصد الهجمات.
فعلى جبهة المشافي بالقرب من طريق "دمشق – حمص" الدولي على أطراف الغوطة الشرقية، تمكنت عناصر غرفة عمليات "بأنهم ظلموا" من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد، وقتلوا وجرحوا إحباط محاولات تقدم مليشيات الأسد، في ظل اشتباكات عنيفة جدا تجري في المنطقة.
وعلى محور بلدة حوش الضواهرة يخوض جيش الإسلام اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد التي تحاول التقدم، بهدف السيطرة على البلدة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي وبالصواريخ المحملة بالمواد الحارقة المحرمة دولياً والغازات السامة.
وتسبب القصف الذي طال جبهات بلدة الشيفونية بدمار كامل في معمل "سيفكو" للأدوية، والذي يعتبر نقطة متقدمة لجيش الإسلام في المنطقة، وهو ما أجبر عناصر الجيش على الانسحاب منه للخطوط الخلفية والتثبت فيها.
وأكد جيش الإسلام أن المعارك تتواصل وسط خسائر كبيرة لميليشيات الأسد خصوصا خلال ساعات الليل وحتى صباح اليوم.
وعلى صعيد آخر تعرضت اليوم مدن وبلدات دوما وحرستا والشيفونية وكفربطنا وأوتايا ومسرابا وحوش الضواهرة وحوض الصالحية لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف، ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين.
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ عدة أيام لحملة قصف روسية أسدية همجية خلفت مئات الشهداء والجرحى والمشردين، ويناشد ناشطون الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية العالمية للتدخل وإنقاذ مئات الآلاف من مصير الموت الأكيد.
تعرض مبنى المجلس المحلي في بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لقصف نفذته طائرات النظام والاحتلال الروسي الأحد (٢٥ شباط)، ما أسفر عن وقوع مجزرة واستشهاد رئيس المجلس المحلي "محمد جاموس" واثنين من الأعضاء وعدد من المدنيين والنازحين، ما زالت تتم عمليات استخراج جثامينهم من تحت الأنقاض.
وقال الائتلاف الوطني في بيان له إن القصف يشكل جريمة حرب موصوفة وخرقاً لقرار وقف إطلاق النار ٢٤٠١ بعد أقل من ٢٤ ساعة من إقراره، وانتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، حيث تم استخدام ذخائر عنقودية وحارقة ضد أحياء سكنية ومبان مدنية وطبية.
وأدان الائتلاف الجرائم المتلاحقة بحق السوريين، وحذر من أن العدوان الجاري على الغوطة الشرقية، بكل مدنها وبلداتها، ليس سوى مشروع إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، تقع أمام أعين المجتمع الدولي، الذي يتحمل مسؤولية تقاعسه عن معاقبة مرتكبي جرائم الحرب طوال سنوات، الأمر الذي أدى إلى تصاعد مستويات إجرام النظام وروسيا وإيران.
ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين، ويطالب الأمم المتحدة بتجاوز التعطيل الروسي المستمر لمجلس الأمن، واتخاذ الإجراءات وممارسة الضغوط اللازمة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة الآن.
قال الائتلاف الوطني إنه وبالرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٠١، فقد استمر القصف الجوي الذي تنفذه طائرات النظام والاحتلال الروسي على الغوطة الشرقية ليستهدف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين، وليسفر عن استشهاد العشرات من بينهم عائلة كاملة في دوما.
ولفت الائتلاف إلى أن استهتار النظام وروسيا بالقرار واعتباره مجرد حبر على ورق، يحوله إلى فرصة للمضي قدماً في تنفيذ مشروع إبادة جماعية في الغوطة الشرقية، وأن هذا الاستهتار ليس موقفاً مفاجئاً بالنظر إلى طبيعة هذه الأطراف، وتاريخها في التعامل مع القرارات الدولية، وبالنظر إلى العجز الدولي المستمر.
وأكد أن المجرمون يشعرون بالاطمئنان إلى أنهم لن يتحملوا نتائج المجازر التي يرتكبونها، وأنهم قادرون على استكمال مشروع الإبادة الجماعية والتطهير الكامل بالرغم من جميع القرارات التي تصدر، باعتبار أنها قرارات مدجنة لا يمكن أن توضع موضع التنفيذ، بعد أن كانوا يتطلعون إلى أي أمل يمكنهم من التنفس لبعض الوقت، فإن ما يعانيه المدنيون على الأرض في الغوطة الشرقية الآن لا يمكن لأحد أن يتخيله.
وتابع الائتلاف أنه مع كل تواصل مع المدنيين المحاصرين، تُسمع أصوات الغارات والانفجارات والقصف الذي يكاد لا ينقطع، فيما يؤكد الدفاع المدني أن الهجمات تصاعدت أكثر بعد القرار الأخير، وأن عدد الطائرات المشاركة في الغارات ارتفع، وأن القصف مستمر بالطائرات والمدافع وراجمات الصواريخ ليستهدف جميع المناطق، باستخدام ذخائر وصواريخ حديثة.
وأوضح إلى أنه لا يمكن تصنيف العدوان الجاري على الغوطة الشرقية إلا كمشروع إبادة جماعية وكجريمة مستمرة ضد الإنسانية، تقع أمام أعين المجتمع الدولي، الذي يتحمل مسؤولية تقاعسه عن معاقبة مرتكبي جرائم الحرب طوال سنوات، الأمر الذي أدى إلى تصاعد مستويات إجرام النظام وروسيا وإيران.
وأكد الائتلاف أن روسيا، التي باتت طرفاً أساسياً في النزاع، تتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب المرتكبة في سورية، وأنها تقدم خدمة مجانية للإرهاب العابر للحدود ومنظماته.
ودعا الائتلاف المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين، ويطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتجاوز التعطيل الروسي المستمر، واتخاذ الإجراءات العاجلة وممارسة الضغوط اللازمة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة الآن.
أكد وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف "، اليوم الأربعاء، أن موسكو ستواصل دعمها لنظام الأسد حتى اقتلاع بقايا الإرهاب نهائيا من سوريا.
وقال لافروف في كلمة أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إنه من غير المقبول تقسيم الإرهابيين إلى جيد "أخيار" و"أشرار"، وخصوصا عندما يتم ذلك وفق أهداف متطرفة أو مصادر التمويل، مشددا على مواصلة روسيا مكافحة الإرهاب بقوة خالية من المعايير المزدوجة، بما في ذلك مساعدة نظام الأسد للقضاء نهائيا على التهديد الإرهابي، علما أن الطائرات الروسية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين بشكل رئيسي في الغوطة الشرقية.
وأضاف لافروف أن فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية يعيقون إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين ويقصفون دمشق، مشيرا إلى أن القرار 2401 الصادر عن مجلس الأمن حول الهدنة الإنسانية وضع إطارا للتوافق بين جميع الأطراف لتسهيل حياة المدنيين في جميع أنحاء البلاد، إلى أن نفى الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، نفى الادعاءات الروسية عن استهداف المعابر الإنسانية في الغوطة الشرقية، كما روجت روسيا بالأمس.
واعتمد مجلس الأمن القرار 2401 بالإجماع المقترح من الكويت و السويد، يوم السبت، والذي أجل عدة مرات، والذي يطالب بوقف أعمال القتال في سوريا لمدة 30 يوم بهدف تمكين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، والذي لم يلتزم به نظام الأسد واستمر في قصف الغوطة الشرقية في حملة عسكرية تعتبر الأكبر من نوعها.
ودعا لافروف إلى إرسال بعثة من الأمم المتحدة والصليب الأحمر في أسرع وقت لتقييم الأوضاع في الرقة السورية، "التي قصفها التحالف وتركها للقدر، بأراض ملغمة وبنية تحتية مدمرة بالكامل".
وحث لافروف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على فسح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرته بما في ذلك مخيم الركبان وكامل المنطقة المحيطة بالتنف.
نفى الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، الادعاءات الروسية عن استهداف المعابر الإنسانية في الغوطة الشرقية، كما روجت روسيا بالأمس متهمة فصائل المعارضة في الغوطة بذلك.
وقال "حمزة بيرقدار" لـ شام "نحن لم نستهدف معبر الوافدين وهذا افتراء من نظام الأسد والروس، ننفي نفياً قاطعاً هذه الادعاءات والأكاذيب من قبل الروس والنظام".
وأضاف أن أحداً من المدنيين لم يخرج من المعبر، ولم يشهد أي حركة لهم، لافتاً إلى أن أهالي الغوطة الشرقية يرفضون هذه المسألة جملة وتفصيلا.
وكان أكد " وائل علوان" الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن في حديث سابق لـ شام أن أي من المساعدات لم تدخل للغوطة الشرقية، في وقت اشتد فيه القصف بشكل عنيف مع محاولات اقتحام متكررة براً، لافتاً إلى أن فيلق الرحمن عبر عن استنكاره للمراوغة الروسية لهدنة لمدة خمس ساعات يومياً، وأن قرار مجلس الأمن كان واضحاَ في اتفاق الهدنة.
واعتبر علوان أن الهدنة الروسية هي محاولة التفاف على القرار الأممي، وأنها ترتكب جريحة واضحة بحق أهالي الغوطة الشرقية حيث تخير المدنيين بين التهجير القسري وبين الموت بالقصف والحصار، وهذا أمر لايمكن القبول فيه، لأن التهجير القسري للمدنيين هو مخالف للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
ولفت علوان لـ شام أن الفعاليات المدنية والعسكرية في الغوطة الشرقية أرسلت رسالة للأمم المتحدة لإلزام روسيا في تنفيذ الاتفاق الأممي في الهدنة وإدخال المساعدات للمدنيين، والتدخل لإخراج عناصر جهة النصرة والتي عملت الفصائل مراراً على إخراجهم وروسيا من عرقلت ذلك بحسب علوان.
أوضح علوان أن كل ما تدعيه روسيا من قصف الفصائل لأي من المدنيين هو عار عن الصحة تماماً، وأن الفصائل لا تجبر المدنيين على أي شيئ وحرية تنقلهم ودخولهم وخروجهم تلتزم به فصائل الثورة، لافتاً إلى أن المدنيين في الغوطة لا يأمنون الخروج مع استمرار القصف العنيف حتى ضمن الساعات الخمس التي حددتها، إضافة إلى أنه لا توجد أي تطمينات للمدنيين أو أي ثقة من النظام والقيام باعتقالهم، فضلاً عن تمسكهم بمنازلهم وبلداتهم.
أكدت مصادر ميدانية خاصة لـ شام، أن هيئة تحرير الشام باتت تسحب قواتها بشكل ملحوظ باتجاه منطقة الحدود بريف إدلب الغربي وريف اللاذقية، بعد تقدم جبهة تحرير سوريا في مناطق عدة في ريف حلب وإدلب الشمالي والجنوبي، في سياق الصراع الدائر بين الطرفين.
وذكرت المصادر أن العديد من الأرتال العسكرية والتعزيزات وصلت إلى قطاع الحدود في مناطق سلقين وحارم خلال اليومين الماضين، مع قبول الهيئة تحييد المدن الرئيسية في سراقب وخان شيخون، مع تحركات سريعة في مدينة إدلب وإفراغ كامل مقراتها وألياتها العسكرية ونقلها باتجاه الريف الغربي للمدينة وعلى أطرافها، لافتاً إلى أنه حتى القوة الأمنية التابعة للهيئة في مدينة إدلب تقوم بنقل معداتها وإخلاء مقراتها.
وأكد قيادي منشق عن هيئة تحرير الشام لشبكة "شام" أن هيئة تحرير الشام خسرت العديد من المواقع الاستراتيجية خلال الأسبوع الأول من الاقتتال مع جبهة تحرير سوريا، ساهم ذلك في إضعاف وتشتيت قوتها، فقررت تجميعها في منطقة واحدة لتستطيع امتصاص الهجوم في الدرجة الأولى وإعادة تنظيم صفوفها، إضافة لأنها خسرت قطاعات كاملة كقطاع ريف حلب الشمالي الذي أعلن انشقاقه كذلك سلسلة الانشقاقات في ريف إدلب والتزام الكثير من عناصرها الحياد.
وأضاف المصدر القيادي أن القوة المركزية لهيئة تحرير الشام باتت تنتشر من قطاع حماة الممتد إلى القسم الغربي من جبل الزاوية وصولاً لمدينة جسر الشغور وريفها، حتى سلقين وحارم الواقعة على الحدود السورية التركية، وجل هذه المناطق وعرة وتضاريسها تساعد هيئة تحرير الشام على الصمود فيها لفترات طويلة.
ولفت المصدر القيادي لـ شام إلى أن انسحابات هيئة تحرير الشام وتخليها عن المعابر التي تسيطر علبيها كمعبر مورك ولاحقاً باب الهوى لا يجعلها في موقع ضعف بل على العكس تماماً ربما يساعدها تجميع قواتها وتنظيم عناصرها وكتائبها التي ستواصل القتال على إطالة أمد المعركة ولربما جر تنظيمات جديدة كالمهاجرين لمشاركتها القتال، مؤكداً على ضرورة عدم الاستهانة بالقوة والعتاد العسكري الذي تملكه قيادة الهيئة في معركتها.
ولفت المصدر إلى أن النهضة الشعبية في المدن الرئيسية والبلدات التي ثارت في وجه هيئة تحرير الشام لم يكن في حسابها، إذ أن هذه النهضة ساهمت في تراجع موقفها عسكرياً بشكل كبير، وخشيت من تنامي فورة الشعب ضدها وبالتالي شل حركتها بين المناطق الأمر الذي يساعد على انهيارها بشكل أكبر وأسرع ولذلك بدأت بمرحلة إعادة التموضع والتمركز في القطاع الغربي "قطاع الحدود".
يواجه فصيل "فيلق الشام" أحد كبرى فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري، حملة إعلامية مضادة لدفعه للانخراط في الاقتتال الحاصل بين "هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا"، وإبعاده عن موقف الحياد الذي أعلن التزامه فيه طيلة الفترة الماضية وما مر على المنطقة من صراعات بين الفصائل.
"سيف أبو عمر" مدير المكتب الإعلامي لفيلق الشام أكد في حديث لشبكة "شام" أن فيلق الشام أعلن صراحة منذ بدء الاقتتال الأخير بين تحرير الشام وتحرير سوريا موقفه ضد الظلم والبغي والاعتداء، وحدد موقفه في الحياد عن الصراع ترجيحاً للمصلحة العامة التي يرتئيها الواقع الذي تعيشه الثورة السورية بشكل عام.
وأوضح "سيف" أن رؤية فيلق الشام جاءت بناءً على دراسة لعدة أمور تخص الساحة وهي أن الثورة السورية باتت تقتصر على عدد قليل من الفصائل الكبيرة التي تسد مواقع الرباط وتحميها من تقدم أعداء الثورة ممثلين بالنظام وتنظيم الدولة و pyd، وفي حال زجت جميع الفصائل إلى ساحة الاقتتال سيؤدي لإفراغ مواقع الرباط وبالتالي إعطاء النظام وحلفائه مجالاً للتقدم.
ولفت "سيف" في حديثه لـ "شام" أن الفصائل المتقاتلة ومنذ اليوم الأول للاقتتال بينها قامت بإخلاء نقاط عدة من مواقع رباطها الممتدة من ريف حماة حتى ريف حلب والساحل، وأنه كان لزاماً على فيلق الشأن أن يتخذ موقفاً حازماً حيال الأمر منعاً لتساقط النقاط ويقوم بسد هذه الجبهات من عناصره، مشيراً إلى أن الفيلق تسلم أكثر من 65 نقطة رباط من الفصائل المتقاتلة، ماشكل عبء كبير عليه كون نقاط رباطه بلغت أكثر من 220 نقطة.
وذكر سيف أن فيلق الشام ومنذ إعلانه بيان الحياد واجه حملة إعلامية كبيرة تقودها شخصيات ممن تصدر الثورة حسب قوله، قامت بكيل الاتهامات والتخوين بالعمالة والمزاودة الرخيصة على فيلق الشام، متناسين دوره في حفظ بوصلة الثورة منذ تأسيسه، وتضحياته التي قدمها ومعاركه وشهدائه ووقوفه مع الحق والعدل والثورة حين كان الكثير ينحاز لمصالحه الشخصية الضيقة.
وألمح "سيف" إلى تورط شخصيات عديدة من المحسوبة على الحراك الثوري وجبهة تحرير سوريا في التجييش ضد فيلق الشام، بهدف زجه في الاقتتال وتغيير موقفه المحايد وكيل الاتهامات جزافاً.
وأكد سيف لـ شام أن مقرات ومستودعات ومواقع سيطرة فيلق الشام وعناصره هي خط أحمر يمنع المساس بها أو التعدي عليها، منوهاً لبعض المضايقات التي طالت عناصر الفيلق والتي وصفها بـ "اللامسؤولة" من قبل أفراد لاتعي حجم الثورة وتمثيلها، وأن جميع هذه الإشكالات تم حلها.
ونفى سيف تسلم فيلق الشام لأي من مواقع أو حواجز هيئة تحرير الشام، لافتاً إلى أن هناك ثورة شعبية من أهالي البلدات والقرى التي يطالها الاقتتال، وأن مقاتلي الفيلق هم من أهل وشباب تلك البلدات، يتم دعوتهم من الفعاليات في تلك المناطق لاستلام المواقع التي يمنعون تمركز أي من طرفي الاقتتال فيها.
وأشار "سيف" إلى أن فيلق الشام لم يكن طرفاً في أي من النزاعات الداخلية السابقة بين الفصائل، ولم يؤيد أي طرف على حساب الأخر، وكان جل موقفه الحياد والسعي للصلح والفصل بين المتخاصمين، وتغليب مصلحة الثورة وعدم توجيه السلاح إلا لأعدائها.
قال وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، إن بلاده ستلاحق الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والزعيم السابق لتنظيم"PYD" "صالح مسلم"، وإن ذهب إلى بلد أخر.
وأشار في تصريح صحفي، خلال زيارته إلى الجزائر، أمس الثلاثاء، إلى أن الإفراج عن صالح مسلم من قبل المحاكم التشيكية هو "مؤشر على عدم مصداقية الدول الأوروبية في مسألة مكافحة الإرهاب".
وفي وقت سابق، أخلت محكمة تشيكية في العاصمة براغ، سبيل صالح مسلم، بعد ثلاثة أيام من توقيفه بموجب نشرة حمراء دولية.
وأضاف جاويش أوغلو، "سنلاحقه وإن ذهب إلى بلد أخر، هناك قرارات قضائية بحقه ومدرج على لائحة النشرة الحمراء".
وقال مسلم، الذي تعهد للمحكمة بالبقاء في الاتحاد الأوروبي حتى تتخذ الإجراءات اللازمة، للصحفيين إنه لم يقرر أين سيذهب لاحقا. وأضاف أن لديه تصريح بالإقامة في فنلندا عضو الاتحاد الأوروبي.
وقال ميروسلاف كورتينا محامي مسلم للصحفيين إن موكله تعهد بالتعاون مع كل الإجراءات التي طلبتها تركيا لإتمام الترحيل.
وفي وقت سابق، قال نائب الرئيس التركي، "بكر بوزداغ قرة"، إن قرار المحكمة التشيكية سيكون لها "تأثير سلبي" على العلاقات بين براغ وأنقرة.
ورفض رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس التعليق على القضية، مؤكدا أن "القضاء التشيكي صاحب القرار".
ويعتبر مسلم قائداً سابقاً بالحزب الكردي السياسي في سوريا والذي يطلق عليه اسم " حزب الاتحاد الديمقراطي" أو "PYD" اختصاراً، والذي تراه أنقرة جزءاً من حزب العمال الكردستاني" أو "PKK"، وهي مجموعة وصفتها كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بـ "الإرهابية".
وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية ما يجري في سوريا بأنه "هزيمة أخلاقية للأوروبيين"، معتبرة أنها أزمة لأوروبا لا للشرق الأوسط فحسب.
ونشرت الغارديان مقالاً للكاتبة البريطانية، "ناتالي نوجايريد"، ذكرت فيه أن التاريخ سيقول إن الغرب فشل في إجبار بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة "كان بإمكان الغرب أن يفعل هذا، من خلال توجيه ضربات موجهة، تماماً كما فعل مع سلوبودان ميلوسيفيتش في البوسنة، عندما أجبره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاقية دايتون عام 1995، التي نجحت في وضع حد للفظائع التي ارتكبت في البوسنة".
وتشير الكاتبة إلى صيف 2013، حينما كان من الممكن توجيه ضربة لبشار الأسد ونظامه في أعقاب استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه.
وتقول الغارديان "يومها كانت أمريكا قد اعتبرت أن لجوء الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه خط أحمر، ولكن الفرصة ضاعت، مما شجع الأسد على التمادي، وأيضاً شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل العسكري في سوريا لدعم ديكتاتور يقتل المدنيين منذ عام 2011".
الكاتبة البريطانية ترى أن ما يجري في المنطقة تؤثر بشكل كامل على أوروبا، وأثر الفوضى في الشرق الأوسط يؤثر علينا بشكل كامل.
"سوريا سوف تطاردنا طويلاً"، تقول الكاتبة البريطانية، مبينة أنه "منذ سقوط الرقة في العام الماضي، تحولت الأزمة في سوريا تدريجياً إلى ما يشبه الحرب العالمية، فعلى الرغم من أن بعض القوى العظمى التي تشارك بها، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة، لا تخوض حرباً صريحة ومفتوحة بعضها مع بعض، إلا أنهم يتنافسون من أجل السيطرة على الأراضي".
وختمت الكاتبة البريطانية بالقول: إن "سوريا اليوم مأساة لأوروبا التي باتت تتأثر بموجات اللاجئين، ونحن اليوم مسؤولون عما جرى فيها بسبب سياستنا العدمية تجاه ما جرى فيها، فسوريا اليوم هي عار أوروبا وهزيمة أخلاقية لها".
أعرب الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، "مارتن تشونغونغ"، عن استعداده للمساعدة في وضع دستور جديد لسوريا، وإرسال وفد إلى هناك لهذه المهمة.
وقال تشونغونغ خلال الدورة الـ 37 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، "إذا كان الاتحاد البرلماني الدولي مدعوا للمساعدة في عملية وضع الدستور، فإننا على استعداد لتقديم خبرتنا، لأنه من المهم جدا أن تكون أي عملية دستورية شرعية، شاملة (لكل الأطراف) قدر الإمكان".
وأكد أنه سافر شخصيا إلى سوريا والتقى ببرلمانيين لنظام الأسد، مشيرا إلى خطط لإرسال فريق عمل إلى سوريا، حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك، للاجتماع مع جميع الأطراف المعنية بمسألة التسوية، التي يمكنها المساهمة في حل القضية السورية.
وأضاف تشونغونغ، "نحن كمنظمة عالمية للبرلمانات، لدينا دور مهم جدا للقيام بذلك حتى تكون أي مؤسسة برلمانية تعمل أو ستعمل في سوريا، مؤسسة قوية تمثل إرادة الشعب وتعمل لصالح المجتمع بأسره".