
الماكينة الإعلامية الروسية والأسدية خلال معارك درعا.. الحرب النفسية تعادل أضعاف الحرب العسكرية
خلال معارك درعا منذ ال19 من هذا الشهر ولغاية اللحظة، عملت الماكينة الإعلامية الروسية والأسدية من خلال عملائها في المحافظة ووسائل الإعلام، على بث روح الهزيمة والتخذيل والتراجع والتدمير النفسية للحاضنة الشعبية بشكل رئيسي.
خسر الثوار ما نسبته 5% فقط من مساحة المناطق المحررة في المحافظة، وهو أمر طبيعي جدا مع حجم القصف والتدمير الذي انتهجه الروس في المعارك الدائرة هناك، وذلك حفاظا على أرواح المقاتلين، والإنسحاب من جبهات لتعزيز أخرى أمر منطقي للغاية ولا شيء فيه يدعو للتسليم او التخاذل، ولكن الماكينة الإعلامية للروس والأسد بثت في الحاضنة الشعبية الأخبار عن تخاذل الثوار وتسليمهم وخيانتهم، ما أدى لانهيارها بشكل شبه كامل ومطالبتهم البدء في التفاوض.
الغارات الروسية أيضا عملت على تثبيت رواية التخاذل والإنسحاب في الجبهات، حيث كانت الغارات تستهدف بشكل رئيسي الحاضنة الشعبية للثوار في المحافظة والعمل على تهجيرهم، حتى يكون المقاتل والثائر في خوف دائم على أفراد أسرته، ويضطر بعضهم لترك الجبهات والعودة إلى أسرته لحمايتهم ومرافقتهم في رحلة النزوح.
ليس هذا فقط، الماكينة الإعلامية للثوار أيضا عملت على فقدان الحاضنة الشعبية الثقة بهم، ولم تكن صريحة معهم بشكل كامل حيث أظهرت تخبطا واضحا في نقل الصورة الكاملة عن المعارك الحقيقية، ومحاولتها التقليل من الأمر الجلل بخسارة بعض المناطق، كما أنه عند سقوط أي منطقة تعمل الماكينة الإعلامية الأسدية فورا على التقليل من قوة الثوار وانهيارهم، ما أجبر الحاضنة في غالب الأحيان على تصديق رواية العدو.
خسارة أي منطقة لا يعادل بأي شكل خسارة الحاضنة الشعبية فهي رأس المال وعماد الثبات، ولا بد من الفوز بثقتهم مرة أخرى، والعمل بشكل أفضل لترميم العلاقة التي تزعزعت بينهم وبين الثائر، ولا بد من العمل فورا على عزل المدنيين عن مناطق القصف وحمايتهم بكل السبل الممكنة ونقلهم إلى الأماكن المفترض أن تكون آمنة كالحدود السورية الأردنية والإسرائيلية، وبهذه الطريقة من الممكن استعادة الثقة.
ثوار درعا قادرون على قلب الطاولة من جديد وتبديد أحلام الأسد وروسيا بالسيطرة على المحافظة، ويستطيعون نقل المعركة إلى مناطق الأسد وإشغالهم على أكثر من جهة وتشتيت صفوفهم، حتى يعلنوا هزيمتهم، هناك خط جبهة طويل في المحافظة فإذا تم إشعاله في وقت واحد فلن يستطيع الأسد ولا الروس ولا إيران ولا حزب الله من توفير أي دعم لكل هذه الجبهات، فلدى درعا الكثير من القوة لتقدمه والكثير من الموت للأسد ومليشيات إيران لتعطيه لهم..