أقر القضاء الإيطالي، الأربعاء، أول حكم بالسجن بحق مواطنة "قاتلت" ضمن ما يعرف بـ"المقاتلين الأجانب" مع تنظيم "الدولة" في سوريا.
وقال التلفزيون الحكومي إن محكمة الدرجة الثانية الجزائية في ميلانو الإيطالية (شمال) "ثبتت حكم السجن الغيابي الصادر قبل عامين بالسجن 9 سنوات على جوليا ماريا سيرجو، المعروفة باسم فاطمة، لثبوت ضلوعها في أنشطة القتال مع تنظيم الدولة في سوريا.
وفي نفس القضية، أكدت ذات المحكمة حكما غيابيا بالسجن 10 أعوام على زوجها الألباني الجنسية، المدعو ألدو كوبوزي، والمتواجد أيضا على الأراضي السورية.
وهذه هي أول قضية ينظر ويبت فيها القضاء الجزائي الإيطالي، تتعلق بمواطنة شاركت في الأعمال القتالية لتنظيم الدولة.
وأدانت المحكمة كذلك، بشرى هايك، (كندية) بالسجن تسع سنوات، بتهمة تجنيد "فاطمة" وأشخاص آخرين ضمن تنظيم الدولة، وهي في الوقت الراهن خارج إيطاليا ويرجح أنها في سوريا.
وكانت محكمة الدرجة الأولى في ميلانو، أصدرت أحكام الإدانة بحق جوليا ماريا سيرجو (31 عاما) وزوجها الألباني، غيابيا في ديسمبر/ كانون الأول 2016 بتهمة "المشاركة في أنشطة للإرهاب الدولي ضمن تنظيم الدولة في سوريا".
وحسب النيابة العامة، فإن جوليا ماريا سيرجو، التي اعتنقت الإسلام في عام 2008، وكانت تعيش في بلدة إنزاغو قرب ميلانو، قد توجهت إلى سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 بصحبة زوجها الألباني (ألدو كوبوزي)، حيث تلقيا تدريبا قتاليا اعتبارا من فبراير/ شباط 2015 على يد التنظيم.
هز انفجار عنيف بعد ظهر اليوم الأربعاء، الأطراف الغربية لمدينة إدلب، قيل أن سببه سيارة مفخخة استهدفت مقراً لهيئة تحرير الشام، خلفت ستة شهداء وعدد من الجرحى ودمار كبير في المبنى.
ونشرت حسابات مقربة من خلايا "الدولة" في إدلب مقطع فيديو يظهر لحظة انفجار سيارة مفخخة أمام المقر، قالت إنها انتقاماً لقتلاها في عملية تحرير الشام ضد معسكر "الدولة" في كفرهند" بيف سلقين قبل أيام.
ويوم السبت الماضي، نفذ عناصر من الخلايا الأمنية التابعة لتنظيم "الدولة"، حكم الإعدام ذبحاً بالسكين بحق ثلاثة من عناصر هيئة تحرير الشام الذين تم اعتقالهم قبل يومين على طريق "المسطومة – أريحا" بريف إدلب ضمن عملية أمنية.
وجاءت العلمية رداً على العلمية الأمنية التي نفذتها هيئة تحرير الشام قبل أيام في قرية كفرهند غربي مدينة سلقين بريف إدلب الغربي والتي تمكنت فيها الهيئة من كشف معسكر للتنظيم وقتل قرابة 22 عنصراً من منتسبيه واعتقال أخرين.
وتشكل عملية الإعدام اليوم سابقة خطيرة في إدلب إذ تثبت وجود التنظيم بشكل واضح في المحافظة عبر الخلايا التي تغلغلت فيها مؤخراً، كما أنها باتت تشكل خطراً كبيراً على المحافظة والتي تعطي الحجة لروسيا لاستهدافها والتي طالما دفعت التنظيم مراراً للدخول إليها من جهة ريف إدلب الشرقي.
مصادر عسكرية أكدت لـ "شام" في وقت سابق أن هذه الحركة العلنية من عمليات الإعدام بهذه الطرق لجماعة "الدولة" المنتشرة كخلايا أمنية في إدلب مقصودة وتبني التفجيرات، وتقف ورائها أجهزة مخابرات عالمية وجهت لهذه الأفعال بهدف خلخلة الوضع الأمني وخلق حالة جديدة من المسار في إدلب.
وأضاف المصدر أن روسيا والنظام ودول أخرى تسعى دائماً لانتزاع الحجة في استمرار التدخل ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأن وجود تنظيم "الدولة" بالأساس كان ذريعة للغرب وروسيا وإيران للتدخل في سوريا باسم محاربة " الإرهاب" كلاً لتحقيق مصالحه، واستمرار وجود التنظيم يخدمهم كثيراً.
أكدت مصادر ميدانية في ريف حلب الشمالي لشبكة "شام" أن تركيا وروسيا توصلتا لاتفاق مبدئي بشأن مدينة تل رفعت، والذي يقضي بخروج قوات الأسد والميليشيات التابعة لها من المدينة، على أن تدار بإشراف روسي تركي.
وذكرت المصادر أن وفداً من أهالي المدينة اجتمع مع مسؤولين أتراك للتباحث في مستقبل المدينة، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على عودة من يرغب من أهالي المدينة المدنيين فور انسحاب قوات الأسد، على أن تبقى المدينة تحت إشراف روسي تركي دون دخول أي من فصائل الجيش الحر إليها.
وتتم إدارة المدينة بحسب المصدر عبر مجلس محلي متفق عليه وشرطة محلية، على أن يبدأ التسجيل من قبل وجهاء المدينة للأهالي الراغبين بالعودة إليها.
وقبل أيام، قامت قوات سوريا الديمقراطية والميليشيات الموجودة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي بحرق العديد من المنازل السكنية في المدينة.
وكانت تعرضت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي أبرزها "مدينة تل رفعت" لهجمة عسكرية كبيرة من قبل قوات قسد على رأسها جيش الثوار في شهر شباط من عام 2016 إبان تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية لبلدتي نبل والزهراء، حيث قامت قوات قسد بالسيطرة على البلدات المذكورة بعد اشتباكات مع الجيش الحر، قدمت فيها روسيا دعماً جوياٌ كبيراً لقوات قسد، في حين حظيت ذات القوات بتغطية مدفعية كبيرة من قبل قوات الأسد
أوضح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أن انسحاب عناصر "ب ي د" من مدينة منبج لم يبدأ حتى اللحظة.
وشدّد الوزير التركي على ضرورة استعادة الولايات المتحدة الأمريكية كافة الأسلحة التي أرسلتها إلى العناصر الإرهابية في الشمال السوري، كي يعم الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
ومؤخرًا توصلت واشنطن وأنقرة الى "خارطة الطريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي "ب ي د" منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، إن عمليتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" شمالي سوريا، ساهمت في إدخال تركيا إلى طاولة مباحثات، بما في ذلك "منبج"، وذلك خلال رده على أسئلة وجهها إليه مراسل الأناضول، حول أجندة تركيا.
وأضاف: "لو لم تُنفذ عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون شمالي سوريا، لما كان لنا مكان على أي طاولة مباحثات بما فيها منبج"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التركية قادرة على تنفيذ عمليات على غرار "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بكل سهولة.
ولفت أن القفزات التي حققتها تركيا في الصناعات الدفاعية، والعمليات العسكرية الناجحة، من العوامل المساهمة في جلوسها إلى طاولة مباحثات "منبج "(شمالي سوريا) بشكل أسهل.
قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، إن عمليتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" شمالي سوريا، ساهمت في إدخال تركيا إلى طاولة مباحثات، بما في ذلك "منبج"، وذلك خلال رده على أسئلة وجهها إليه مراسل الأناضول، حول أجندة تركيا.
وأضاف: "لو لم تُنفذ عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون شمالي سوريا، لما كان لنا مكان على أي طاولة مباحثات بما فيها منبج"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التركية قادرة على تنفيذ عمليات على غرار "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بكل سهولة.
ولفت أن القفزات التي حققتها تركيا في الصناعات الدفاعية، والعمليات العسكرية الناجحة، من العوامل المساهمة في جلوسها إلى طاولة مباحثات "منبج "(شمالي سوريا) بشكل أسهل.
ومؤخرًا توصلت واشنطن وأنقرة الى "خارطة الطريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي "ب ي د/ بي كا كا" منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية "درع الفرات"، من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي بينها الباب وجرابلس، من تنظيم الدولة في الفترة أغسطس/ آب 2016 - مارس/ آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
وفي 24 مارس/ آذار الماضي، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر تمكنتا، في عملية "غصن الزيتون"، من تحرير منطقة عفرين بالكامل، بعد 64 يومًا من انطلاقها.
كشفت جهات طبية وأهالي مدينة الرقة على مقبرة جماعية جديدة تضم رفات عدد كبير من القتلى المدنيين، في مدينة الرقة شرقي سوريا، المعقل الرئيسي السابق لتنظيم الدولة.
وبين فريق "الرقة تذبح بصمت" أن المقبرة الجديدة عثر عليها في الحديقة البيضاء وسط المدينة، حيث بدأت الجهات المختصة بعملية انتشال جثامين الضحايا المدفونين فيها.
وانتهت قبل أيام عملية انتشال الجثث من ملعب الرشيد وسط مدينة الرقة بعد عمل دام قرابة شهرين, حيث كانت حصيلة الجثث التي تم انتشالها 553 جثة تم التعرف على قسم منها في حين سُجّلت البقية تحت بند "مجهول الهوية".
وحسب نشطاء فإن المقابر الجماعية التي عثر عليها مجلس الرقة المدني التابع لقسد معروفة لأهالي الرقة وليست مجهولة، حيث كان التنظيم والأهالي يقبرون ضحاياهم فيها، حيث كان التنظيم يقتل كل المخالفين له فكريا ودينيا ومن ثم يسلمهم لأهاليهم الذين يقومون بدفنهم في المقابر التي تقول قسد أنها مقابر جماعية.
أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن مسؤولين كبارا من روسيا وإيران وتركيا سيلتقون في جنيف 18 و 19 يونيو الجاري للتشاور حول تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وقال دي ميستورا في بيان إنه سيدعو دولا أخرى لإجراء مناقشات حول الموضوع في الوقت المناسب.
وكان المبعوث الأممي قام خلال الأيام الماضية بجولة دبلوماسية بشأن الملف السوري في روسيا وتركيا وإيران ومصر ودول عدة.
أفرجت هيئة تحرير الشام عن القيادي البارز في لواء شهداء داريا النقيب "سعيد نقرش" بعد أكثر من 40 يوماً على اختطافه في مدينة سرمدا بإدلب، أكدت مصادر لـ "شام" أن الافراج عنه تم مقابل فدية مالية كبيرة.
وذكرت المصادر لـ "شام" أن هناك شخصيات عدة معروفة في الشمال السوري تدخلت لدى هيئة تحرير الشام من خلال علاقاتها منذ اليوم الأول لاختطاف نقرش للتوسط، وأن مفاوضات عسيرة جرت لحين الإفراج عنه، لافتاً إلى أن الهيئة فاوضت بشكل غير مباشر مع تلك الشخصيات لكي تبعد مسؤوليتها عن اختطافه.
ومؤخراً، أظهر مقطع فيديو متداول عبر غرف التواصل الاجتماعي، النقيب "سعيد نقرش" أبو جمال القيادي البارز في لواء شهداء داريا الذي اختطف من مدينة سرمدا بإدلب في 24 نيسان الماضي، تبدو عليه أثار التعذيب في أحد معتقلات هيئة تحرير الشام.
الفيديو المتداول عبر حسابات غير رسمية للهيئة هدفه إظهار النقيب بهذه الحالة من الانكسار والضعف، يدلي باعترافات أن جرمه هو المشاركة في مؤتمر أستانة، وأن الدول الغربية فرضت عليهم قتال الهيئة، لتبرر اعتقال وتغييب أحد كبار القادة العسكريين ممن قاتل النظام وصمد في وجه كل الحملات العسكرية على مدينة داريا، كون اعتقال الثائرين بات سمة بارزة لدى تحرير الشام.
ويعتبر نقرش وهو من مدينة الضمير أحد أبرز الشخصيات القيادية التي عرفت بشجاعتها في قيادة العمليات العسكرية في مدينة داريا بقيادة لواء شهداء الإسلام والذي صمد لسنوات طويلة في وجه الحملات العسكرية التي تعرضت لها المدينة، وانتهت بإجبار الثوار على الخروج إلى الشمال السوري.
ومارست هيئة تحرير الشام منذ لحظة وصول اللواء إلى إدلب إجراءات تعسفية ضدهم ومنعتهم من بناء كيان عسكري قوي في المنطقة، كما أنها حاولت لمرات الضغط عليهم للاستحواذ على السلاح والدعم المقدم لهم، ومنعتهم من شن أي هجمات ضد بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.
وتعقيباً على المقطع المتداول نفى حينها “سعد الدين الصباغ” المسؤول الأمني في الهيئة اعتقال تحرير الشام لقائد لواء شهداء داريا، وذكر أن خطف “أبو جمال” وبث الفيديو قد يكون وراءه أياد تريد إيقاع الخلاف بين الهيئة وأطراف أخرى، بحسب مانقلت "إباء".
وأضاف “الصباغ”: “هناك عدة جهات تعمل على زعزعة استقرار الشمال المحرر عبر عمليات الخطف والاغتيال من بينهم خلايا جماعة البغدادي وخلايا تتبع للنظام المجرم وجهات أخرى، والتي يعمل الجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام على القبض عليها وتفكيكها بأسرع وقت”.
وإبان اختفاء نقرش كانت ذكرت مصادر مقربة من النقيب أن عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام قامت باعتقال نقرش واقتادته إلى أحد المراكز الأمنية التابعة لها في المنطقة، دون معرفة الأسباب وراء عملية الاعتقال، أو الجهة التي تم اقتياده إليها.
وكانت أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً حول اختطاف نقرش، حملت فيه هيئة تحرير الشام المسؤولية مؤكدة أن السيارات العسكرية التي اعتقلت نقرش خردت من مدينة سرمدا ومرت على حواجز التنفتيش التابعة للهيئة التي تسيطر هي على مدينة سرمدا بإدلب.
الكاتب: ولاء أحمد
صدّرت شركة هولندية قبل عامين 38 طناً من مادة تستخدم في صناعة أسلحة كيماوية إلى سوريا، دون الحصول على التراخيص اللازمة في هذا الخصوص، بحسب قناة هولندية رسمية.
وقالت قناة "NOS" الرسمية في خبر حول الموضوع، إن شركة تتخذ من مدينة روتردام مركزاً لها صدّرت 38 طناً من مادة "الأسيتون" المحظورة، التي تستخدم في صناعة أسلحة كيماوية، إلى سوريا، دون أن تحصل على التراخيص اللازمة.
وأضافت القناة أن مادة الأسيتون المذكورة تم تصديرها إلى سوريا، عبر ميناء مدينة "أنتويرب" البلجيكية عام 2016.
وأشارت إلى أن الجمارك الهولندية بدأت تحقيقاً بشأن الشركة قبل شهرين، وأن الشركة ستخضع للمقاضاة بسبب عدم حصولها على التراخيص اللازمة.
ولفتت إلى أن الجمارك البلجيكية أبلغت نظيرتها الهولندية بأن الشركة نفسها صدّرت 200 طن من الأسيتون إلى سوريا عبر روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن الجمارك البلجيكية كانت قد بدأت في أبريل الماضي تحقيقاً بحق 3 شركات لإدانتها بتصدير 24 مرة مواد كيماوية إلى سوريا ما بين 2014-2016، وذلك بحسب خبر أوردته مجلة "كناك" البلجيكية.
كما صدّرت شركة سويسرية، بترخيص من السلطات الرسمية بالبلاد، 5 أطنان من مادة إيزوبوبانول التي تستخدم في صناعة غاز السارين إلى سوريا.
وفي هذا الإطار طلبت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من سوريا، التي هي طرف فيها، تدمير مخزونها من إيزوبوبانول، وأعلنت المنظمة لاحقاً أن النظام السوري دمر 133 طناً من هذه المادة التي كان يملكها.
عاود عناصر تنظيم الدولة لنشاطهم العسكري بشكل أوسع مؤخراً في مناطق عدة بريف دير الزور والبادية السورية، إضافة لتحرك الخلايا الأمنية التابعة له في إدلب، حيث بات خبراء ينظرون للتنظيم على أنه بات يتحول تدريجياً إلى تنظيم أشبه بـ«القاعدة»، وإن كان «نسخة مطورة» عنه.
وتتركز العمليات العسكرية التي يخوضها عناصر التنظيم حالياً في محافظة دير الزور بوجه «قوات سوريا الديمقراطية»، عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، كذلك يواجه التنظيم قوات النظام وحلفائه في بادية دير الزور، وبالتحديد على محاور بالقرب من المحطة الثانية الـ«T2»، عند الحدود الإدارية بين ريف حمص الشرقي وريف دير الزور وصولاً للبوكمال، إضافة لبادية السويداء، على محاور في القطاع الشمالي الشرقي من ريف السويداء، على بعد نحو 50 كلم من منطقة سيطرة التحالف الدولي في التنف.
ويعتقد خبراء أن إجلاء المئات من مقاتلي التنظيم من أحياء في جنوب العاصمة دمشق، كانوا يتحصنون فيها منذ عام 2015، أسهم إلى حد كبير في تفعيل نشاط التنظيم في البادية، وهو ما أشار إليه الخبير في الجماعات المتطرفة عبد الرحمن الحاج، الذي تحدث في الوقت عينه عن «نزيف في المقاتلين» يعاني منه التنظيم، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «شعور الكثيرين بالخسارة وعدم وجود أفق يجعل النزيف مستمراً. لهذا، مقاتلو اليرموك قد يفيدوه بشكل مؤقت، لكن مع الوقت وتسرب المزيد من المقاتلين لن يكون لهم تأثير مهم».
ويعتبر الحاج أن «التحركات الأخيرة للتنظيم متعلقة بأمرين: الأول هو أن التنظيم غيّر استراتيجيته إلى منطق حرب استنزاف، أما الثاني فهو مرتبط بسعي النظام لإتاحة فرصة للتنظيم لاستنزاف المعارضة، وهو ما حصل في الجنوب وفي إدلب خلال الأسبوع الفائت».
ويضيف: «النظام لا يريد إنهاء التنظيم، لأن ذلك يعني الانتقال إلى مرحلة البحث عن حل سياسي للأزمة، والنظام ليس مستعداً لذلك. كما أنه يريد إبقاء التنظيم بهدف استخدامها كممهد لعمليات عسكرية تنهك المعارضة، لهذا السبب حافظ أيضاً على جيوب منتشرة في كل الأماكن القريبة من مناطق وجود الفصائل».
ويؤيد رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (إنيجما)، رياض قهوجي، تماماً مقولة إن استمرار «داعش» هو نتيجة إرادة الكثير من الأطراف، خصوصاً القوى الدولية الموجودة بسوريا بحجة محاربة الإرهاب، باعتبار أن القضاء على التنظيم بالكامل سيسقط حجة وجودها.
ويعتبر قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «داعش انتقل حالياً إلى مرحلة بات فيها أشبه بتنظيم القاعدة، وإن كان أشرس». وهو ما يؤكده أيضاً عبد الرحمن، لافتاً إلى أن «داعش» نسخة «مطورة» عن «القاعدة».
ويرى قهوجي أن «البُعد المذهبي للحرب السوري، الذي يرسخه وجود إيران وميليشياتها، عنصر أساسي لبقاء التنظيم، ولعل ما نخشاه تحوله إلى كيان متطور وأشد خطراً، إذا استمر الوضع في سوريا على ما هو عليه».
انشغلت وسائل إعلام روسية وأوساط الخبراء خلال الأسبوع الأخير بمتابعة اتساع هوة التباينات بين روسيا وإيران في سوريا أخيراً، على خلفية التفاهمات التي توصلت إليها موسكو مع تل أبيب بشأن ضرورة انسحاب إيران والميليشيات الموالية لها من الجنوب السوري، وفي إطار شروع موسكو في محاولة وضع ملامح للتسوية النهائية في سوريا، برزت في بعض جوانبها تناقضات مع الأولويات الإيرانية في هذا البلد.
كان لافتا أن التصريحات الروسية حول هذا الملف اقترنت بتحركات ميدانية؛ بينها تعزيز حضور الشرطة العسكرية الروسية في الغوطة وفي بعض أحياء العاصمة السورية، بالإضافة إلى «المناورة» التي قامت بها موسكو في القصير عبر الدفع بوحدات من الشرطة العسكرية ثم سحبها في وقت لاحق.
وعدّ خبراء روس أن هذه التحركات هدفت إلى توجيه رسائل إلى النظام وإيران بجدية موسكو في طرحها حول ضرورة تقديم تنازلات واضحة من جانب حليفيها النظام وإيران لإطلاق مسار تسوية تكون قابلة للحياة ومرضية للأطراف الإقليمية والدولية كما للمعارضة السورية.
وتعمد دبلوماسيون روس التذكير في هذا الإطار بالعبارة التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين مباشرة بعد قمة سوتشي التي جمعته مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، حول أن «التنازلات لإنجاح التسوية مطلوبة من كل الأطراف بما في ذلك من الحكومة السورية». أهمية العبارة أنها جاءت بعد مرور 24 ساعة فقط على لقاء بوتين برأس النظام بشار الأسد في سوتشي.
لكن الأهم، وفقا لمتابعين روس، أن الضغط الدبلوماسي الروسي على النظام وعلى إيران، اتخذ في الفترة الأخيرة طابعا مفتوحا يتجاوز حال التكتم التي سيطرت على الوضع في أوقات سابقة؛ إذ غدت التحركات والتصريحات الروسية تتخذ مسارات مباشرة وتوجه رسائل مباشرة.
لكن السؤال الذي برز بقوة هو: هل تملك روسيا بالفعل آليات للضغط على إيران من أجل حملها على الانسحاب من سوريا؟ وهل يوحي التباين الحالي بأن علاقات الطرفين تقف على حافة الانفجار كما أشارت تحليلات كثيرة؟
وفي السياق ذاته، نشرت وسائل إعلام تقارير عن وصول العلاقة إلى مستوى واضح من التردي، وذكرت فيها أن «مسؤولين اثنين كبيرين في التحالف الإقليمي الذي يدعم دمشق، أكدا أن انتشار قوات روسية في سوريا قرب الحدود اللبنانية هذا الأسبوع تسبب في احتكاك مع القوات المدعومة من إيران، من بينها قوات (حزب الله) الذي اعترض على التحرك غير المنسق، وأن هذه الخطوة جاءت من أجل طمأنة الإسرائيليين إلى جدية موسكو في مواجهة اتساع الوجود الإيراني في سوريا».
ونقلت الصحافة أيضا أن «محور المقاومة يدرس الوضع بجدية بعد التحرك الروسي غير المنسق»، وأن «أجندة إيران وروسيا المتناقضة أصبحت أكثر وضوحاً اليوم، لا سيما بعد دخول إسرائيل على الخط مع روسيا»، بحسب مانقلت "الشرق الأوسط"
كما أوردت مجلة «بزنس نيو يوروب» البريطانية، مقالة تحت عنوان: «روسيا وإيران: صداقة تقابلها خصومة صامتة»، بقلم أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تبليسي الجورجية، إميل أفالدياني. وقال أفالدياني في مقالته: «كما هو معتاد، تبدأ الخلافات الحقيقية بين الحلفاء وقت الحرب، بعد انتهاء الأعمال القتالية الرئيسية، وهذا ما ينطبق على روسيا وإيران. إيران ترغب بتعزيز وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا، بينما تخشى موسكو من أن تصبح إيران قوية بما يكفي لعدم الخضوع للقيادة الروسية، كما أن أهداف موسكو الإقليمية تستدعي الاستماع جيداً إلى مطالب الحكومة الإسرائيلية».
بعد ذلك جاءت ردود الفعل الإيرانية المباشرة، ثم بشكل غير مباشر من جانب أطراف موالية لإيران، أبرزها «حزب الله»، لتضع موسكو أمام «اختبار جديتها في فرض تسوية في الجنوب مهما كانت طبيعتها فإنها سوف تنسحب على مسار العمل لترسيخ ملامح التسوية الشاملة»، وفقا لخبير روسي مقرب من «الخارجية» تحدثت إليه «الشرق الأوسط».
تبدو العبارة واضحة جدا؛ إذ لن يكون بمقدور موسكو إقناع أطراف إقليمية مؤثرة وأطراف دولية رئيسية، بقدرتها على إدارة الحل وهي تواجه بتصريحات إيرانية ومن جانب «حزب الله»، مفادها أن لا روسيا ولا أي قوة أخرى ستكون قادرة على إخراج إيران وحلفائها من الجنوب السوري أو أي بقعة أخرى، ما دام النظام لم يعلن رغبته في إنهاء الوجود الإيراني.
واعتبرت الصحافة الروسية أن هذه التصريحات حملت رسالة تحد قوية لموسكو سعت إلى إعادة الروس إلى «الحجم الطبيعي» في التعامل ضمن أطر التحالف القائم حتى الآن، وفقا لتعليق صحافي. وكان لافتا بعد هذا التطور أن اللهجة الروسية مالت إلى تخفيف حدتها، وتجاهلت وسائل الإعلام الحكومية الروسية تصريحات قوية لحسن نصر الله انتقد فيها الروس صراحة.
وفي الوقت ذاته دلت التحركات الروسية على مسعى من جانب موسكو إلى احتواء الفتور الذي سيطر على العلاقة مع طهران. وبرز ذلك خلال لقاء بوتين وروحاني على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في بكين؛ إذ تعمد بوتين الإشارة إلى «الإنجازات المشتركة للطرفين في سوريا».
وصحيح أن الجزء الأعظم من المحادثات جرى خلف أبواب مغلقة مما أوحى بتعقد المفاوضات بين الجانبين، لكن ما تسرب منها لاحقا أوحى بأن روسيا لم تتخذ مواقف حازمة بعد حيال إيران ووجودها وتأثيرها في سوريا.
وكان لافتا تأكيد بوتين وروحاني خلال اللقاء على أن العلاقات الروسية - الإيرانية «فريدة وخاصة» لأنها تتعلق بعدد واسع جدا من المستويات والمسارات ولا تقتصر على تعاون في قطاع أو مسار سياسي، بهذا المعنى يوضح الطرفان أن الخلافات في سوريا حول بعض الملفات لن يكون لها تأثير انفجار العلاقة.
ويؤكد الطرفان أن الشراكة في عدد من الملفات الممتدة من جنوب القوقاز وحوض قزوين إلى آسيا الوسطى وصولا إلى الشرق الأوسط، أعمق من أن تكسر بسبب خلاف حول ملف واحد، رغم إقرار خبراء من الجانبين بأن تشابك العلاقة وتعقيداتها يجعل كل طرف شريكا متعبا إلى درجة معينة بالنسبة إلى الطرف الآخر، لكنه «شريك لا بديل عنه حاليا رغم مشكلاته».
بعد القمة الروسية - الإيرانية كان لافتا أيضا أن مركز الأزمات الرباعي الذي يضم روسيا وإيران والعراق والنظام ومركزه بغداد، عقد اجتماعا مفاجئا لرؤساء أجهزة الاستخبارات شكل عمليا محاولة لإعادة إحيائه بعدما غدا منسياً، وتم خلال الاجتماع تداول تطورات الوضع في سوريا.
ومن الطبيعي أن البحث تركز على الوجود الإيراني ومتطلبات إطلاق التسوية السياسية في المرحلة المقبلة. كانت هذه، وفقا لتصريحات روسية، محاولة أخرى لإعادة ضبط الساعات والسياسات على ضوء المتغيرات ومحاولة لاحتواء تعقيدات الموقف مع إيران.
في إطار هذه التحركات، يرى خبراء روس أن موسكو ما زالت لم تتخذ قرارا نهائيا بمواجهة تعزيز الوجود الإيراني في سوريا، وأن الحديث عن الجنوب والتفاهمات مع تل أبيب، عكسا فقط رغبة روسية في إطلاق حوار شامل حول هذا الموضوع لا يصل في حالته الراهنة إلى مرحلة صدام مباشر أو غير مباشر.
وقال المصدر الروسي لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو تشعر بأن إيران ستكون أكثر مرونة للحديث عن تقليص وليس إنهاء الوجود في سوريا، لكن الثمن المطلوب في مقابل ذلك لم يوضع بعد على طاولة البحث.
هذا يعني أن موسكو ما زالت تخوض مرحلة إطلاق «بالونات اختبار» لتحديد ملامح أولية للتسوية المحتملة في سوريا على ضوء اتصالاتها المكثفة حاليا مع إسرائيل ومع فرنسا التي نشطت سياساتها في سوريا، أخيراً، وعلى خلفية اقتراحات أوروبية بتشكيل آلية مشتركة للحل تجمع بين مسار آستانة ومجموعة إقليمية دولية واسعة تضم بلدانا عربية مؤثرة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبعض بلدان الاتحاد الأوروبي. وربما الصين واليابان.
أهمية هذا المدخل أنه سيكون قادراً على وضع أي اتفاقات نهائية موضع التنفيذ، خصوصا في إطار مسائل التسوية السياسية النهائية، وملف إعادة الإعمار.
لكن المشكلة الرئيسية التي تعترض هذا المسار غياب الحوار الروسي - الأميركي الذي لن تكون العلاقة بين موسكو وباريس قادرة على تعويضه حاليا. وحتى يتم إطلاق حوار مباشر بين موسكو وواشنطن تدخل فيه أوروبا ويأخذ في الاعتبار مصالح الأطراف العربية والإقليمية المؤثرة، ستظل الأحاديث الروسية عن خروج كل القوات الأجنبية من سوريا، بما فيها الإيرانية، جزءا من بالونات الاختبار ومساعي التحضير لنقاش مستقبلي شامل في هذه المسألة.
قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، أن 2.1 مليون طفل سوري يعيشون خارج مقاعد الدراسة في سوريا، لافتة إلى أن "الحرب" الدائرة في سوريا منذ 2011، تسببت بانقطاع هذا العدد من الأطفال السوريين عن الدراسة.
وأكدت التحقق من 347 هجوما على المدارس والعاملين في سلك التعليم منذ بدء النزاع هناك، مشيرة إلى إن أكثر من نصف الأطفال السوريين اللاجئين، موجودون خارج المدرسة لاضطرارهم للعمل لسدّ لقمة العيش، أو بسبب تنقل العائلة المستمر، أو لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المواصلات إلى المدرسة.
واعتبر التقرير أن النزاعات والفقر والبعد عن المدرسة والاكتظاظ والنقص في عدد المعلمين، ضمن التحديات العديدة التي يواجهها الأطفال لإكمال تعليمهم.
وكانت أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الاثنين، مقتل 13 طفلًا على الأقل منذ الخميس الماضي، جراء الهجمات التي استهدفت أحياء مدنية ضمن حدود مناطق خفض التوتر في محافظة إدلب.
ومنذ بدء النظام وحلفائه باستخدام القوة ضد المدنيين في سوريا والبدء بقصف المناطق المحررة كانت المدارس التعليمية هدفاً دائماً لهذه القوات سواء كانت التابعة للنظام أو الروسية، ساهمت في تدمير المئات من المدارس سنوياً وحرمان الأطفال السوريين من حقهم في التعلم، كما ارتكبت بحقهم العشرات من المجازر.