كشفت تسريبات “وثائق بنما” عن التفاف نظام الأسد على العقوبات الدولية المفروضة عليه، والتستر على ثروة آل الأسد وتزويد طائراته الحربية بالوقود عبر ثلاث شركات وهمية مقر إحداها في الإمارات العربية المتحدة.
وتشتمل “وثائق بنما” على 12 مليون وثيقة تم تسريبها صباح الاثنين، وتتحدث عن إنشاء شركات بأموال شخصيات متهربة من الضرائب في بلدانها، بمن فيهم شخصيات سياسية كبرى حول العالم ورؤساء دول وحكومات ووزراء وملوك وأمراء وأفراد من أسر مالكة، إضافةً لمقربين منهم استغلوا صِلاتهم بهم، ومشاهير عالميين.
وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية: إن “التسريبات أكدت لجوء النظام إلى ثلاث شركات وهمية للالتفاف على العقوبات الدولية التي تستهدفه”، مؤكدةً أن “سياسة تسجيل شركات في ملاذات ضريبية ليست جديدة على النظام السوري، إذ يتبعها الملياردير رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد منذ فترة طويلة”.
ونقلت الصحيفة عن الوثائق أن “ثلاث شركات سورية تصنفها وزارة الخزانة الأمريكية على أنها داعمة لأداة القمع السورية لجأت إلى مكتب المحاماة البنمي (موساك فونسيكا) لإنشاء شركات وهمية في جزر السيشيل، في طريقة يتبعها النظام السوري منذ بداية الثورة ضده وفرض العقوبات الدولية عليه، وللتستر على ثروة عائلة الأسد”.
وبحسب التسريبات فإن “الشركات الثلاثة، بانغاتس إنترناسيونال وماكسيما ميدل إيست ترايدينغ ومورغان إديتيفز، وفرت الوقود للطائرات الحربية للنظام السوري التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين منذ عام 2011”.
وتستهدف العقوبات الأمريكية تلك الشركات الثلاثة منذ تموز/يوليو العام 2014، و”تعود شركة بانغاتس، المتخصصة في المواد النفطية المكررة، إلى مجموعة عبد الكريم، المقربة من النظام ومقرها دمشق”، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتظهر الرسائل المتبادلة بين “بانغاتس” ومقرها الإمارات و”موساك فونسيكا” بأن العلاقة بينهما تعود إلى العام 1999، وتضيف “لوموند” أن “مكتب المحاماة “موساك فونسيكا” استمر في تعامله مع “بانغاتس” تسعة أشهر بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها، ولم يلتفت إلى نشاطات الشركة والعقوبات التي تستهدفها إلا في آب/أغسطس العام 2015″.
أيضاَ كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، الخميس، عن لقاء عقد بين رئيس الأمن القومي للنظام اللواء علي مملوك ونظيره الإيطالي ألبرتو ماننتي في العاصمة الإيطالية، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وصل مملوك إلى روما على متن طائرة خاصة وفرتها السلطات الإيطالية، ما يعد خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وخصوصاً زيارات المسؤولين إلى الدول الأوروبية.
يُذكر أن الوثائق سُربت من مكتب المحاماة “موساك فونسيكا” الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاماً وله مكاتب في 35 بلداً، وقد قامت صحيفة “لوموند” بتحقيق استقصائي ضخم حول تلك التسريبات شاركت فيه إلى جانب “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين”.
اتهم وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل”، الأمس الأربعاء، المجتمع الدولي بالتآمر على بلاده، من خلال عدم حل ملف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم لبنان على أراضيها.
وقال “باسيل” في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي “نيكوس كريستودوليديس”، في العاصمة بيروت، أمس الأربعاء، إن لبنان لا يحتمل أن يساعد المجتمع الدولي ومن ضمنه الاتحاد الأوروبي النازحين السوريين على بقائهم فيه.
وأضاف “باسيل” بحسب مانقل موقع "حرية برس" أن إبقاء النازحين السوريين في لبنان هي مؤامرة، مشيرًا إلى أن 16 محافظة سورية من أصل 18، تتجه فيها الأوضاع إلى الهدوء، وأنه بعد الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية هناك بعض الأماكن يزداد فيها الهدوء والاستقرار وباستطاعة السوريين العودة إليها.
وتابع “جبران” أنه من يود مساعدة النازحين السوريين عليه تأمين تلك المساعدة على الأراضي السورية، معربًا عن أمله بأن تدعم قبرص موقف لبنان هذا في المحافل الدولية.
من جهتها، قالت “د.علا بطرس” منسقة لجنة النازحين السوريين في التيار الوطني الحر، أنه “لا أحد يدافع أو يطالب بالعودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم إلا الرئيس العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، وكأن النّزوح مسألة شخصية”.
ويستضيف لبنان 1.1 مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، وتدفع مليشيات حزب الله المتحالفة مع نظام بشار الأسد باتجاه إخراج اللاجئين السوريين من لبنان وإعادتهم إلى سوريا ترويجا لمزاعم عودة الاستقرار بهدف دعم نظام الأسد.
شكل تغير الخارطة العسكرية بشكل سريع في الشمال والجنوب السوري مع سيطرة القوات التركية والجيش الحر على منطقة عفرين، بالمقابل سيطرت قوات الأسد وحليفها الروسي على أجزاء كبيرة من الغوطة الشرقية التي كانت طوال سبع سنوات هاجساً وكابوساً للنظام شرقي العاصمة دمشق، والبدء بتهجير المزيد من المدنيين والفصائل باتجاه إدلب، تساؤلات كبيرة عن المصير القادم الذي ينتظر المحافظة مع جمع كل هذه القوى في بقعة جغرافية واحدة.
وبحسب محللين يتوقف مصير إدلب على مدى قدرة أنقرة على توسيع سيطرتها في شمال غرب سوريا عبر تقليص نفوذ هيئة تحرير الشام، اللاعب الأقوى ميدانيا في المحافظة والتي تسيطر على القوة الأكبر عسكرياً ومدنياً في إدلب بعد إنهاء عدة فصائل ضمن سلسلة اقتتالات خاضتها ضد فصائل الجيش الحر وأحرار الشام والاقتتال الأخير الحاصل ضد جبهة تحرير سوريا.
نقلت وكالة فرانس برس" عن الباحث في المعهد الأميركي للأمن "نيك هاريس" قوله إن ادلب “موضع سباق بين روسيا وتركيا، وسيعتمد مصير المحافظة على تصميم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على تحدّي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في سوريا”، ويضيف “يتجمع أكثر خصوم الأسد شراسة في إدلب، وقد يغري الأمر روسيا كثيراً لإعطاء النظام الضوء الأخضر لشن هجوم في المحافظة”.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق خفض التصعيد بين الدول الضامنة لاتفاق أستانة منذ أيلول/سبتمبر التي ترعاها روسيا وايران، حيث قامت قوات تركية بالانتشال خلال الأشهر الماضية في عدة نقاط في المحافظة في منطقتي تل الطوكان والصرمان، ومن المفترض أن تنشر نقاط جديدة في باقي مناطق المحافظة.
ويجمع المحللون على أن تركيا التي تشكل إعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين الموجودين لديها إلى سوريا أحد أكبر هواجسها ولطالما أيدت وجود منطقة عازلة قرب أراضيها، غير مستعدة لاستقبال موجات جديدة من النازحين قد يرتبها أي هجوم محتمل لجيش الأسد على إدلب المكتظة سكانياً، ويرى هيلر من جهته “أن إدلب لم تعد بين أهداف دمشق حتى إشعار آخر. (..) ويتوقف مصير المحافظة على ما يدور خلف الكواليس من اتفاقات روسية تركية”.
بالعودة للوكالة يرى محللون أن هذه المحادثات هي التي باتت ترسم الخارطة الجديدة لسوريا بعد نزاع مدمر مستمر منذ سبع سنوات، ويلمح كثيرون إلى أن تدخل تركيا الذي أدى إلى انتزاع عفرين أخيرا من أيدي الأكراد يدخل ضمن إطار هذه التفاهمات، ويندرج في إطار هدف آخر للمنطقة العازلة المطلوبة تركيا، وهو إبعاد الميليشيات الإرهابية عن الحدود التركية.
وتبقي هيئة تحرير الشام، بحسب هيلر، “سيطرتها على مفاصل المنطقة الأكثر حيوية.. وهي تمسك بالشريط الحدودي ومعبر باب الهوى بالإضافة إلى مدينة إدلب، مركز المحافظة”، وتتحكم بالحواجز الحدودية مع تركيا التي تتدفق البضائع والسلع عبرها من والى إدلب، وتؤمن تمويلها من خلالها.
وتحاول حكومة الإنقاذ التي تشكلت قبل أشهر في إدلب، وتعد بمثابة الذراع المدني للهيئة، فرض سيطرتها على المجالس المحلية والمنشآت المدنية، وتتحكم بمصادر الدخل الرئيسية كالمعابر والمحروقات وتفرض الضرائب تباعاً على الأسواق والمحال التجارية، بحسب هيلر.
ويربط تقرير لمجموعة الأزمات الدولية في شباط/فبراير تماسك مكونات الهيئة، باعتبارها “اللاعب الأقوى في إدلب بالإضافة إلى كونها مصدراً مهماً للدخل والتوظيف”، لافتاً إلى أن إلحاق الهزيمة بهيئة تحرير الشام من دون مشاركة تركية مباشرة إلى جانب الفصائل المعارضة في إدلب أمراً صعباً.
ويعرب الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف في لندن حايد حايد عن اعتقاده بأن الهزائم التي منيت بها الهيئة مؤخراً أمام تحالف أحرار الشام والزنكي وصقور الشام “كسرت الهالة العسكرية” التي كانت تحيط نفسها بها على اعتبار أنها “قوة لا يمكن قهرها”.
لكن هاريس يرى أن هيئة تحرير الشام تبقى “القوة العسكرية الأكثر نفوذاً لناحية دهائها، أكثر من قوتها القتالية”، مشيرا إلى أنها “تحتفظ بسلطة منظمة اجتماعياً تجعلها بالفعل الأولى بين قوى متساوية”.
ويضيف “تركيا وليس أي فصيل معارض آخر، ستشكل القوة الحاسمة ضد هيئة تحرير الشام”.
نفى المجلس العسكري لمدينة تل رفعت، صحة الشائعات التي تروج عن مباحثات بين الجانبين التركي والروسي لتسليم تل رفعت للجيش الحر مقابل الغوطة الشرقية أو جسر الشغور، مؤكداً أنها مجرد تحليلات مبنية على الظنون التي تهدف لخلق الفتنة وإثارة الشكوك بين فصائل الجيش الحر والأهالي و الجانب التركي.
وأكد المجلس في بيان له اليوم، أن لكل منطقة خصوصياتها ومعطياتها والتي تختلف عن بعضها أيضا بمن يمتلك النفوذ فيها من أي شكل كان، لافتاً إلى أن "تركيا هي الأقرب لمعاناتنا والأصدق في تعاملها مع الثورة السورية و ربما الوحيدة التي بقيت حليفة للثورة رغم ما تتعرض له من ضغوط كبيرة على مختلف الأصعدة".
وتابع المجلس: "بالنسبة لمناطقنا فإنه من الحكمة إعطاء الفرصة كاملة لمحاولات الأشقاء الأتراك بالتوصل لحل مع الروس وهم لا يألون جهدا في ذلك وسنعلمكم بالنتائج حال التوصل إليها ونؤكد لكم أن أبناءكم من الجيش الحر ينتظرون هذه النتائج مثلكم تماما ولن يطول انتظارهم في حال تبين أن طريق الحل مسدود ولن يتوانوا عن القيام بواجبهم للتحرير هذه المناطق و إعادة المهجرين إليها".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، إن الرسائل التي وجهها المتظاهرون من أبناء القرى العربية المحتلة بريف حلب الشمالي، بتحقيق الأمن والاستقرار في تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين، لن تبق بدون جواب.
وشاع خلال الأيام القليلة الماضية بين المدنيين أنباء عن مباحثات تركية روسية لتسليم روسيا تل رفعت للجيش السوري الحر والقوات التركية، مع حديث أن روسيا طلبت بالمقابل مدينة جسر الشغور، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً بين المدنيين وحالة تخوف لدى أهالي مدينة جسر الشغور بإدلب.
أوضحت دراسة أعدها مركز سوري مستقل، أن الأمم المتحدة كان لها مساهمة بالمأساة الإنسانية التي حصلت في مختلف المناطق السورية، وأدت إلى استشهاد عشرات المدنيين نتيجة الجوع ونقص المواد الطبية، وكانت السبب الرئيسي في إجبارهم على الخروج من مناطقهم، أو القبول باتفاقات مذلة.
وقالت الدراسة التي نشرتها قناة "الجسر" الفضائية إن عدم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالشؤون الإنسانية جعل نسبة وصول المساعدات الإغاثية إلى المحتاجين في عام 2015 لا تتعدى 3.5 في المائة للمواد الطبية، و0.7 في المائة للمواد الغذائية، حسب ما ورد في القرار 2258.
وأكدت الدراسة أن القرارات الدولية المتعلقة بإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المحتاجين لها في المناطق المحاصرة، لم تكن تتطلب الحصول على إذن النظام أو موافقته، وإنما فقط إخطاره، بل وكانت تنص على وجوب حماية القوافل أثناء مرورها عبر خطوط النزاع أو المعابر الحدودية.
كما قالت الدراسة التي نشرت اليوم الخميس إن المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا "تحوُّل من الإخطار إلى طلب إذن النظام"، مضيفة إن ذلك "يجعلها شريكاً في عمليات تجويع وحصار السوريين وحالات الموت التي حدثت بسبب نقص المواد الغذائية والطبية التي كان النظام إمّا يمنع دخولها بالكلية، أو يقوم بنزعها من الشحنات التي يسمح بمرورها".
وتساءلت الدراسة عن السبب الذي جعل الأمم المتحدة تتراجع عن قراراتها بعد اتهام النظام لها بإدخال الأسلحة عبر شحنات المساعدات الإنسانية.
وشهدت منطقة الغوطة الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية أكبر عمليات للتهجير القسري والتغيير الديمغرافي في سورية، على يد نظام الأسد وروسيا، على الرغم من صدور القرار 2401 من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار على الأراضي السورية وخاصة في الغوطة وإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد شدد على أن العجز الدولي كان بمثابة الضوء الأخضر للنظام للقيام بعمليات إبادة جماعية في الغوطة الشرقية وفي مناطق متفرقة أخرى.
وانتهج نظام الأسد سلوك الحصار والتجويع ضد المناطق الثائرة منذ عدة سنوات، وارتكب ضد المدنيين جرائم حرب واسعة النطاق، طالب على إثرها الائتلاف الوطني بنقل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة كافة مجرمي الحرب.
كشف موقع “Bellingcat” البريطاني، الذي يتناول النتائج التي توصّلت إليها التحقيقات الصحفية والجرائم المخفية، عن الخسائر التي تكبدتها قوات الأسد من المركبات العسكرية بناءً على الكم الهائل من معلومات المصادر المفتوحة والأدلة المرئية “الصور ومقاطع الفيديو” المتعلقة بالحرب التي بدأت منذ نحو 7 أعوام.
واعتبر الموقع أن جيش الأسد في فترة ما قبل الحرب كان لديه مهمتان رئيسيتان، الأولى توفير الأمن الداخلي لحكومة الأسد، والثانية القدرة على القيام بحرب هجومية ودفاعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقد دفعت المهمة الأخيرة جيش الأسد للحصول على أعداد كبيرة من الدبابات وناقلات الجند المدرعة وأسلحة المشاة المضادة للدبابات معظمها من الصواريخ السوفييتية السابقة والقذائف الموجهة ضد الدبابات.
وعرض الموقع بحسب مانقل عنه موقع "حرية برس" أعداداً تقريبية للمركبات المدرعة التي كان يمتلكها جيش الأسد عند بدء الاحتجاجات في عام 2011، من الدبابات: (T55: 2000) ،(T62: 1000) ،(T72: 1500)، وناقلات الجند المدرعة: (BMP-1: 2000) ،(BMP-2: 100)، والعربات المدرعة: (BVP-1)، (AMB-S): 100 ZSU-23-4 “شيلكا” : 400، ومركبات الاسترداد المدرعة: 130، أما المدفعية ذاتية الدفع: 2S1 Gvozdika: 300 2S3 Akatsiya : 100
وأشار الموقع إلى وجوب اعتبار هذا التقدير لأعداد المركبات المدرعة التي كان يمتلكها جيش الأسد تقديراً إيجابياً، حيث فقد جيش الأسد بعض العربات المدرعة على مدى العقود الماضية دون أن يتم حسابها، إضافة إلى وجود العديد من العربات المدرعة التي لم تكن تعمل “أو حتى لا يمكن إصلاحها” بسبب تخزينها على المدى الطويل دون صيانتها بالشكل المطلوب.
وأن هذا التحقيق يقتصر على المركبات التي بدأ جيش الأسد باستخدامها منذ 2011 وحتى اليوم، وقد حصل جيش الأسد لاحقاً على عشرات من الدبابات من طراز T-90، وAP-LB من الاتحاد الروسي، وقد تم استيراد دبابات T-90 للمرة الأولى في عام 2015.
ويملك جيش الأسد على الورق أنواعاً أخرى من العربات المدرعة: مجموعة BTR وAPC، والمدفعية ذاتية الدفع T-34 وD-30 وغيرها من المركبات المدرعة.
ولفت الموقع أن “يوتيوب” كان المصدر الرئيسي للأدلة المرئية التي تم جمعها في هذا التحقيق، وذلك على الرغم من قيام “يوتيوب” وغيره من البرامج التي تعرض صوراً ومقاطع فيديو بحذف الكثير من اللقطات المتعلقة بسوريا كجزء من جهودهم لمحاربة التطرف على منصاتهم.
كما كان موقع “Lost Armor” مصدراً مهماً للمعلومات في هذا التحقيق، حيث سهّل الاستخدام وفرز البيانات، وقد نتج عن كل ذلك بالإضافة إلى المصادر الأخرى أرشيف بحجم 102 غيغابايت و 3853 ملفاً 85% منها مقاطع فيديو تتعدى المئة ساعة من لقطات الحرب.
ونوّه الموقع إلى أن هذا التقرير يتضمن فقط الخسائر التي يوجد بها دليل مرئي، مما يعني أنه قد يكون هناك خسائر لم تُحسب بسبب عدم توافر دليل مرئي عليها.
وتُشير كلمة “خسائر” إلى المركبات التي تم عطبها والتي تم الاستيلاء عليها، ويعرض التقرير فيما يلي خسائر المركبات المدرعة لجيش الأسد مدرجة بحسب العام، خسائر المركبات المدرعة لعام 2011، على الرغم من أن العنف كان أحادي الجانب إلا أن المنشقين عن جيش الأسد قد نظموا مقاومة مسلحة، وبدأوا بتدمير مركبات معظمها من طراز BMP-1S، وفي عام 2011 تم فقدان 20 مركبة مدرعة لجيش الأسد.
خسائر المركبات المدرعة لعام 2012: كان هناك جهد كبير لوقف القتال الدائر الذي أدى في النهاية إلى وقف إطلاق النار في بعض المناطق، إلا أن مجزرتي البيضا وبانياس في أوائل عام 2012 دفعت المعارضة للتخلي عن وقف إطلاق النار وبدأت سلسلة من الهجمات على مواقع قوات الأسد، مما أدى إلى زيادة كبيرة في خسائر المركبات المدرعة حيث وصل متوسط عدد الخسائر إلى 70 عربة مدرعة شهرياً، وتم تسجيل خسارة 393 مركبة مدرعة لجيش الأسد.
خسائر المركبات المدرعة في عام 2013: اكتسبت المعارضة المزيد من الخبرة واستطاعت الاستيلاء على العديد من المدرعات ATGM، مما سمح لهم بالسيطرة على العديد من نقاط قوات الأسد التي لا تحظى بحماية كافية، وقد تم توثيق خسارة 435 عربة مدرعة لجيش الأسد في عام 2013.
خسائر المركبات المدرعة في عام 2014: بدأ هذا العام بقتال واسع النطاق بين المعارضة وتنظيم الدولة ، وبعد أن استقرت خطوط المواجهة بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة تحول اهتمام الأخير لمواجهة قوات الأسد، حيث استولى تنظيم الدولة على عدة نقاط حكومية في الرقة في شهري تموز وآب، بما في ذلك قاعدة اللواء 93 ما سمح بالاستيلاء على أكثر من 12 دبابة من طراز T-55، وتم توثيق خسارة 294 عربة مدرعة في عام 2014.
محمد علوش: المفاوضات مع روسيا مستمرة ولا خيارات مطروحة لخروج جيش الإسلام من الغوطة
خسائر المركبات المدرعة في عام 2015: كافحت قوات الأسد لاسترداد زمام الأمور خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، بعد خسائرها الكبيرة في عام 2014، وقد ضمت قوات المعارضة ابتداء من شهر نيسان تحالفاً يعرف باسم جيش الفتح، الذي شن هجوماً كبيراً ومنظماً على محافظة إدلب، وتم دعم هذا الهجوم بكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الخارجية ولاسيما صواريخ من نوع تاو، وأصبحت هذه نقطة خسارة لقوات الأسد حيث سيطرت المعارضة على أكثر من 20%، وبعد ذلك بوقت قصير، قامت روسيا بنقل العشرات من الطائرات والمروحيات إلى القاعدة الجوية في اللاذقية، ونقلت إيران أعداداً متزايدة من المستشارين العسكريين، بالإضافة إلى المليشيات الطائفية العراقية والأفغانية، فضلاً عن تعزيزات حزب الله اللبناني، إلى سوريا من أجل العمل على ضمان صمود الأسد، وتم توثيق خسارة 291 عربة مدرعة لجيش الأسد، ومن المهم مراعاة أن عدداً غير متناسب من الأدلة البصرية من هذا العام قد ضاع.
خسائر المركبات المدرعة في عام 2016: في عام 2016، وبفضل التعزيزات الخارجية التي قدمتها إيران، والدعم الجوي من روسيا، والشحنات الصغيرة من T-72 المتنوعة الحديثة ودبابات T-90 وفيما بعد شحنات أكبر من T-62M و BMPs، بدأت قوات الأسد في الحصول على اليد العليا في سوريا ومع ذلك، في كثير من الأحيان عندما بدأت قوات الأسد هجوما في مكان واحد، كان هناك خطر في فقدان أرضية في مكان آخر، فعندما بدأت دفاعات الثوار في مدينة حلب بالانهيار في نهاية العام بسبب القوّة الهائلة التي وفرتها المدفعية الروسية مع قوات الأسد وميليشياته، استغل تنظيم الدولة هذه الفرصة وهزم بسرعة قوات الأسد حول تدمر واستولى على المدينة، وعندما هربت قوات الأسد، تركت وراءها أكثر من 24 دبابة تم الاستيلاء عليه من قبل تنظيم الدولة، والتي سرعان ما دمرتها القوات الجوية الأمريكية، وتم توثيق 321 مركبة مدرعة خسرها جيش الأسد في عام 2016.
خسائر المركبات المدرعة في عام 2017: كانت زمام المبادرة في يد قوات الأسد حيث واجه تنظيم الدولة الإسلامية حرباً متعددة الأطراف وتحت تهديد ضربات جوية من أكثر من 12 دولة أجنبية، وقد تمكنت المعارضة وكذلك تنظيم الدولة” من شن هجمات قصيرة فقط، مما أضر قوات الأسد ولكن لم يتمكن من وقف تقدمها، وتم توثيق خسارة 243 مركبة مدرعة لقوات الأسد في عام 2017.
خسائر المركبات المدرعة في عام 2018: في الوقت الذي تقوم فيه قوات الأسد وميليشياته بحملة همجية ضد الغوطة الشرقية غرب دمشق، لا يزال هناك الكثير من الفرص للصراع بين قوات الأسد ومليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في الشرق، حيث لا تزال بقايا تنظيم الدولة تشكل تهديداً في حين أن مصير إدلب ودرعا الذي تسيطر عليها المعارضة لم يقرر بعد، ونظراً لقوة معارضي نظام الأسد، فإن خسائرها المدروسة في الأشهر الماضية لم تكن متوقعة، ويرجع ذلك جزئياً أيضاً إلى حقيقة أن الحصول على لقطات لخسائر المدرعات يصعب الحصول عليها الآن بعد أن استعادت قوات الأسد الأراضي، حيث أن العدد الحالي المؤكد لخسائر جيش الأسد من المدرعات في عام 2018 هو 40.
نفى القيادي البارز بجيش الإسلام، محمد علوش ، جملة الأخبار التي تتردد عن فشل المفاوضات التي يجريها فصيله مع الجانب الروسي برعاية أممية، مشددا على أن المفاوضات لا تزال قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما، ولا تتضمن أيضا تسليم السلاح.
وشدد علوش في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ) أن ” المفاوضات قائمة ، ولا تتضمن بأي حال الخروج من دوما …نحن نفاوض على البقاء أو الخروج بحل وسط ….لا نريد أن نهجر أرضنا، وفي نفس الوقت نحن منفتحون سياسيا… نحن أبناء البلد وأبناء المنطقة …نحن موجودون بها قبل أي تدخل روسي أو إيراني يريد الآن الدخول لمناطقنا وإحداث عمليات تهجير وتغيير ديموجرافي”.
وأضاف ”لا أريد الخوض بتفاصيل الاتفاق أكثر من هذا… الاتفاق لم يبرم بعد مع الجانب الروسي ولا نريد تسريب وكشف كل صغيرة وكبيرة عنه”.
وتابع ” كل ما أوكده أنه لا يوجد اتفاق على تسليمنا بجيش الإسلام للسلاح … سلاحنا هو الضامنة الوحيدة في هذا العالم، لا يمكننا الاعتماد على ضمانة دولة غربية أو حتى ضمانة الأمم المتحدة … الضامن الوحيد مع هذا النظام الغادر هو السلاح الذي بأيدينا وتسليم السلاح يعني تسليمنا لأنفسنا …لقد لاحظنا أنه عندما تصالحت بعض البلدات في القطاع الأوسط بالغوطة كبلدتي سقبا و كفربطنا بالقرب من دمشق، وتم تسليم السلاح بهما دخلت قوات الأمن العام للمدينة في إعقاب خروج جيش النظام منها، وأعملت سلاح القتل والتدمير والاعتقال بالأهالي هناك …لا يمكننا إلا نأخذ حذرنا بعد هذا الدرس الذي شاهدنه بأعيننا”.
كما نفى القيادي البارز ما ورد بتقارير صحفية مؤخرا ” عن استعداد فصيله للبقاء بالغوطة مع السماح بوجود رمزي لمؤسسات الدولة وتحول بعض مقاتليه البالغ عددهم 8000 إلى قوات شرطة ، مع التخلص من السلاح الثقيل وإيجاد صيغة للتعاطي مع الخدمة الإلزامية للشباب بدوما بحماية روسية ،وإصدار عفو عام عن عناصره وفتح حرية الحركة.
وقال ” لا يوجد مصدر أخر لمثل تلك الأخبار أو السيناريوهات غير النظام أو المقربين منه ،… بالأساس أي تصريح عن المفاوضات لا يصدر عن قيادات جيش الإسلام لا يعد صادقا”، وأضاف ”هذه الأحاديث غير صحيحة برمتها …وكذلك الحديث عن وجود عقدة أمام قيادات جيش الإسلام إذا ما قررت الأخيرة الخروج من الغوطة لرفض الفصائل بالشمال السوري وبإدلب استقبالها”.
واستطرد ” أولا وكما قلت نحن لا نفكر بالخروج …وعلاقتنا بفصائل درع الفرات جيدة وعلاقتنا بفصائل الجنوب وبالقلمون ممتازة، وننسق معهم ولدينا غرف مشتركة…علاقتنا بفصائل الشمال في العموم جيدة باستثناء جبهة النصرة ، عندنا مشكلة كبيرة مع هؤلاء كونهم خونة …تلك الجبهة تقاتل لصالح إيران وسبق وحاربتنا وحاربت فصائل الشمال …ولا نعتبر النصرة فصيل ثوري بل فصيل وُجد بالأساس لهدم الثورة وطعنها بالظهر”.
وفي رده على تساؤل حول التخوفات من هجوم عسكري مرتقب على مواقع فصيله بدوما حال فشل المفاوضات ، خاصة مع انفتاح المجال بعد خروج كل مقاتلي القطاع الجنوبي للغوطة أي فيلق الرحمن بصفقة مع الجانب الروسي ومن قبله مقاتلي حركة أحرار الشام، قال علوش ” أولا ،ما تردد عن أن عددنا 8000 مقاتل بجيش الإسلام غير صحيح …ولسنا خائفين لقد قاتلنا منذ بداية الثورة بمفردنا …وقتها كانت دوما بالأساس تحت سيطرة النظام وقمنا بتحريرها، و توسعنا وكانت إمكانياتنا أقل مما هي عليه الآن”.
وسخر علوش بشدة ما ردده البعض عن أن أحد أسباب تعثر التوصل لاتفاق بين الروس وجيش الإسلام وربما فشلها نهاية الأمر هو رغبة قيادات هذا الفصيل في الحصول على 900 مليون دولار قبل مغادرته دوما ، وهى آخر معاقله بالغوطة ، فضلا عن اشتراطه الذهاب إلى القلمون الشرقي وهو ما رفضته دمشق التي تريد تطهير كل جيوب العاصمة وريفها، وقال ” مثل تلك الأحاديث يطلقها مروجو شائعات أدمنوا شرب الحشيش من أنواع سيئة”.
أرسلت الحكومة التركية فريقًا مختصًا لترميم سد 17 نيسان بمدينة عفرين السورية، الذي ألحق به أضرارا كبيرة من قبل الوحدات الشعبية قبل فراراهم من المنطقة.
وبحسب مراسل الأناضول فإن الأعمال الرامية لإعادة الحياة بعفرين إلى طبيعتها ما تزال مستمرة في إطار عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات المسلحة التركية في المنطقة ضد تنظيمي "بي كا كا/ كا جي كا/ب ي د-ي ب ك".
وتواصل المؤسسات الإغاثية والجمعيات التركية في توزيع المساعدات والأطعمة الطازجة لأهالي المنطقة، فضلا عن ترميم البنى التحتية فيها.
وفي ضوء أعمال المساعدات والترميم، أرسلت تركيا فريقا من مؤسسة شؤون المياه إلى المنطقة بهدف ترميم سد "17 نيسان" الذي يزود عفرين ومدينة أعزاز بالمياه، بعد أن ألحق به الإرهابيون أضرارًا كبيرة.
ومن المتوقع أن ينهي الفريق التركي أعمال ترميم السد خلال فترة قصيرة، ليتم بذلك ترميم ضرر آخر تسبب به الإرهابيون قبيل فرارهم من المنطقة.
وفي 24 مارس/ آذار الجاري، أعلن الجيش التركي تحرير كامل قرى وبلدات منطقة عفرين من تنظيمي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين بفضل عملية "غصن الزيتون".
وأطلقت القوات المسلحة عملية "غصن الزيتون"، في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، لتحرير المنطقة من إرهابيي منظمة "ي ب ك/ بي كا كا".
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، عن استئناف عمل فرقها في منطقة عفرين بعد عامين من توقفها بسبب منع الوحدات الشعبية ذلك، وقيامها بإغلاق مراكزها في كامل المنطقة، لتعاود تقديم الخدمات الإنسانية للمدنيين هناك.
وبث الدفاع المدني صوراً وفيديوهات لقيام فرقه التي عاودت الانتشار في مدينة عفرين وريفها تقوم بأعمال خدمية من خلال تنظيف الشوارع وإجلاء الأنقاض وإزالة السواتر وتقديم الخدمات للمدنيين.
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 219 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
رأى الأكاديمي بجامعة "إسطنبول بيلغه" التركية، البروفيسور إلتر توران، أن عملية "غصن الزيتون" في "عفرين" شمالي سوريا، ليست إلا خطوة أولى لعملية شاملة تهدف الى تطهير الحدود الجنوبية التركية من العناصر الإرهابية.
وأضاف خلال حديثه للأناضول، أن عفرين تقع في آخر الحزام الإرهابي الذي يسعى تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي تشكيله بشمال سوريا، مؤكدا أن الهدف التالي لتركيا سيكون تطهير "منبج" من الإرهابيين بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
ولفت إلى أن تركيا والولايات المتحدة يمكن أن تتحركا مجددا بشكل مشترك في المنطقة مع إنهاء التوتر في علاقتهما، وأن اتفاق البلدين حول "منبج" سيكون مماثلا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن "عفرين".
وأعرب عن اعتقاده بأن مسألة منبج ستحل بين تركيا والولايات المتحدة لوجود علاقات تحالف بين البلدين، وقد تمتد لإقامة شراكة بينهما حول منبج، بعد انسحاب عناصر "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي إلى شرق نهر الفرات.
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق نتائج عسكرية في المنطقة دون الزج بجنودها، عبر تسليح مجموعات محلية في المنطقة، إلا أن هذه المجموعات تفتقر للتنظيم ولا ترقى لمستوى الجيوش النظامية.
وأضاف أن عملية عفرين أظهرت أن تسليح وتدريب تلك المجموعات غير كافٍ لخوض معركة كبيرة.
وحول مستقبل سوريا، أوضح الأكاديمي التركي أن لكل الدول الفاعلة (تركيا وروسيا والولايات المتحدة) رؤية حول مستقبل سوريا، ورؤية تركيا تتمثل بنظام يوفر إمكانية العيش بسلام لجميع أفراد شعبها.
وشدد أن تركيا شرعت بالعمل على تأسيس البنى التحتية والخدمية في عفرين عقب تحريرها من الإرهابيين، لتلبية الاحتياجات الأساسية لأهلها، وتشجيع مهجريها على العودة إلى ديارهم.
ولفت إلى أن عملا مماثلا ستبدأ به تركيا في إدلب عقب إتمام نقاط المراقبة فيها، وفق اتفاق "مناطق خفض التصعيد" الذي تم التوصل إليه بين الدول الضامنة لمسار أستانة.
وشدد أن الولايات المتحدة تبادر لإنشاء نظام مماثل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما أن روسيا تعمل على إستتباب الأمن في المناطق التي تهيمن عليها قوات الأسد.
وأكد أن كل دولة تعمل في سوريا وفقا لرؤيتها، فروسيا تريد إعادة تأهيل نظام بشار الأسد، وتركيا ترى أن عودة بشار الأسد "أمر لا يمكن قبوله".
وأضاف: "أما الولايات المتحدة فتفضل التعاون مع الأكراد لذا تطالب بنظام فيدرالي، كما أن لها هدف يتمثل بتقليص نفوذ إيران في المنطقة".
واستبعد الأكاديمي التركي التقسيم في سوريا على أساس عرقي أو مذهبي، مرجحا أن يكون الحل مستقبلا في سوريا قائما على منح الإدارات المحلية مزيدا من الصلاحيات.
يشار إلى أن تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي يسيطر على منبج، منذ أغسطس/ آب 2016، وتطالب أنقرة واشنطن، سحب عناصر التنظيم الإرهابي الذي تدعمه، وتلوّح تركيا بين الحين والآخر بشن عملية عسكرية على منبج لإخراج إرهابيي التنظيم منها.
وكان الجيش التركي أعلن السبت الماضي، السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، بعد أسبوع من تحرير مركزها.
وأطلقت القوات المسلحة التركية والجيش الحر عملية "غصن الزيتون"، في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، لتحرير المنطقة من إرهابيي منظمة "ي ب ك/ بي كا كا".
كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، الخميس، عن لقاء عقد بين رئيس الأمن القومي للنظام اللواء علي مملوك ونظيره الإيطالي ألبرتو ماننتي في العاصمة الإيطالية، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وصل مملوك إلى روما على متن طائرة خاصة وفرتها السلطات الإيطالية، ما يعد خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وخصوصاً زيارات المسؤولين إلى الدول الأوروبية.
واللواء مملوك ثالث أكبر مسؤول سوري فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، بعد بشار الأسد، وشقيقه ماهر. والأسماء الخاضعة للعقوبات ممنوعة من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيان صدر عن الاتحاد آنذاك.
وأشارت “لوموند” بحسب مانقل موقع" SY24" إلى أن مملوك زار خلال السنوات الأخيرة، بشكل سري، الأردن ومصر وروسيا والعراق والسعودية، واعتبرت أن لتلك الزيارات جانبين؛ واحد أمني، وآخر يتعلق بتطبيع العلاقات مع تلك الدول لترجمة انتصارات الأسد العسكرية سياسياً.
ونقلت “لوموند” عن عميل مخابرات في دولة مجاورة لسوريا، أن مملوك ناقش في روما ملفات حول الهجرة والأمن، بالإضافة إلى طرق تطوير العلاقات بين دمشق وروما وتوسيع نطاقها داخل دول الاتحاد.
وقالت “لوموند”، واصفة الزيارة بأنها “صفعة للضحايا”، إن الحكومة الإيطالية لم تتجاوب مع محاولاتها للحصول على تعليق حول زيارة مملوك، في حين عبّرت منظمات حقوقية عن “اشمئزازها” من دعوة روما للواء مملوك.
وكشفت الصحيفة أن رد الفعل الوحيد حول هذه الزيارة جاء من فرنسا، التي رفعت دعوى حول ذلك، في حين اكتفت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني بالقول، إنها “ليست على علم بالاتصالات” السرية بين أجهزة الاستخبارات السورية والإيطالية.
أظهر صور تناقلها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي شاحنة ضخمة "لودر"، محمّلة بالمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية تجوب شوارع عفرين، بغرض توزيعها على الأهالي بعد تمكنها من تحريرِ المدينة وطردِ الإرهابيين منها، في مشهد مُشابه ومغاير بالوقت ذاته لمسار تلك الشاحنة التي استخدمها الإرهابيّون لحمل جثث عناصر الجيش السوري الحرّ التي مثّلوا بها عقب معركة بلدة "عين دقنة" في نيسان/أبريل 2016.
ويأتي استخدام "شاحنة التمثيل بالجثث" في توزيع المساعدات على المدنيين، كردّ إنساني وبعد 5 أيام من العثور على مقبرة جماعية تضمّ جثامين عناصر الجيش السوري الحرّ الذين وقعوا شهداء في معارك بلدة "عين دقنة"، حيث قامت عناصر ي ب ك/ بي كا كا الإرهابيّة بالتمثيل بتلك الجثث، مستعرضة إياها في شوارع مدينة عفرين على شاحنة مكشوفة.
فقد قام الجيش الحر الذي نجح في تحرير مدينة عفرين بالمشاركة مع الجيش التركي، بتوزيع مساعدات إنسانية على المدنيين بالمدينة، مستخدمين ذات "شاحنة التمثيل بالجثث"، والتي قام بها إرهابيو ي ب ك/ بي كا كا الإرهابية قبل عامين في نيسان 2016 فيما عرف بكرنفال الموت، إثر الكمين الذي نصبته لهم على مشارف قرية عين دقنة في ريف حلب الشمالي.
وأراد الجيش السوري الحرّ بموقفه ذلك إيصال رسالة للرأي العام، يوضح من خلالها موقفه الإنسانيّ، كاشفًا الفرق بينهم وبين التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
ففي الوقت الذي قام فيه تنظيم ي ب ك /بي كا كا الإرهابية التمثيل بجثث شهداء الجيش السوري الحرّ، والتجوال بها في شوارع عفرين مقيمة ما سمّته بـ"بكرنفال الموت"، رافضة وقتها تسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم.
كما ألقت بهم عقب ذلك التصرّف الشنيع في مقبرة جماعية بمنطقة "كمروك"، بالقرب من سد ميدانكي بمدينة عفرين. إلا أنّ الجيش السوريّ الحرّ؛ بعد أن عثر على المقبرة الجماعية الخميس الماضي، قرّر نقل رفات الشهداء إلى مدينة إعزاز وإعادة دفنهم في مقبرة الشهداء هناك.