قالت جبهة تحرير سوريا في بيان رسمي، إن مجازر الأسد وحلفائه تتواصل مع سكوت وتواطىء المجتمع الدولي المتغافل عن جرائم التهجير القسري والإبادة الجماعية التي تستهدف السوريين في كل المناطق المحررة.
وأضاف بيان الجبهة أنه وفي مجزرة كيماوية جديدة في "دوما الصمود" قتل على إثرها قرابة 100 شهيد بينهم عائلات بأكملها وغالبيتهم من النساء والأطفال، ارتقوا في الأقبية التي تأويهم من الغارات الجوية المكثفة، جراء القصف بالغازات السامة على الأحياء السكنية في مدينة دوما الصامدة، كما أصيب أكثر من 1000 ضحية من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال.
وقالت جبهة تحرير سوريا في بيانها "إن دماء شهداء ثورتنا لن تذهب هدرا، وأننا ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا في نيل حريته وإسقاط نظام الأسد، كما نعزي أهلنا في دوما وإخواننا في "جيش الإسلام" ، وندعو لهم بمزيد من الثبات والصمود والحفظ أمام آلة القتل الدولية التي تستهدفهم، والتي لم تلجأ لاستخدام هذا السلاح المحرم دوليا لولا عجزها وإفلاسها أمام صمودهم البطل".
ناشدت مديريات الصحة السورية في بيان مشترك، مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل و السريع لإيقاف المجازر البشعة التي يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين و الأطفال في مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية.
وبينت المديريات أن نظام الأسد ارتكبب مساء الأمس السبت الموافق7 نيسان لعام 2018، مجزرة راح ضحيتها أكثر من 180 شهيد من الأطفال و النساء و أكثر من 1000 حالة اختناق في صفوف المدنيين، حيث تجد الفرق الطبية وفرق الدفاع المدني العاملة في مدينة دوما صعوبة شديدة في الوصول إلى
المصابين بسبب كثافة القصف الجوي و المدفعي المركز على المدينة.
وأشارت المديريات إلى أنه على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث بحق السوريين من مجازر بشعة يرتكبها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين السوريين.
الأسلحة الكيماوية سلاح الأسد في قتل المدنيين وورقة رابحة للبقاء في السلطة ...
قبل قرابة عام من الآن وقعت مجزرة "خان شيخون" في إدلب التي ارتكبها نظام بشار الأسد في الرابع من شهر أبريل 2017، وبالتزامن مع ذكراها الأولى كرر إبادة جديدة في دوما بريف دمشق السبت (8 أبريل 2018)، ما أعاد "الأسلحة الكيماوية" في سوريا إلى واجهة الأحداث، خاصة مع تزامن هذه المجزرة بفترة لا مبالاة دولية وإقليمية، واتجاه لإبقاء الأسد بالسلطة.
فعندما ارتكب النظام مجزرة خان شيخون قبل عام كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إنه يجب القبول ببقاء الأسد من باب "الواقعية السياسية"، واليوم مع مجزرة دوما يطالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بضرورة تقوية نظام الأسد حتى "لا يصبح دمية بيد إيران!".
وقبل عام كنا نتساءل عن طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الثورة السورية المندلعة منذ 7 سنوات، وإثارتها للشكوك حول صدق تصريحاتها بأن على الأسد الرحيل، وحول جدية رغبتها بدعم التغيير في سوريا.
فنكثان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بتعهده برد من المجتمع الدولي في حال تخطى بشار الأسد "الخط الأحمر" واستخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وهو ما حدث في أغسطس 2013 عندما ارتكب مجزرة الغوطة بقصفها بغاز السارين، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص، بينهم عائلات بأكملها، شكل علامة فارقة في الصراع السوري، خاصة أن أوباما عفا عن الأسد بعد أن سلم الأخير ترسانة أسلحته الكيماوية ونجا من العقاب المتوعد.
ومنذ ذلك الحين، بات الصمت الدولي وعدم اكتراث الإدارة الأمريكية سيدا المواقف، أمام تعرض الشعب السوري على مرأى العالم وسمعه لجرائم ومجازر يومية، وهو ما جعل السوريين يشعرون أنهم تركوا وحدهم في مواجهة أعتى نظام ديكتاتوري دموي وحلفائه الروس والإيرانيين.
قصة طويلة ولافتة سجلها صراع المعارضة السورية السياسي مع المجتمع الدولي لسحب شرعية نظام الأسد، كشف النقاب عنها رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق، أحمد طعمة، في حديث مع "الخليج أونلاين" بالتزامن مع مجزرة "خان شيخون".
طعمة روى أنه في أبريل من العام 2013، ذهب وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى لندن، لحضور اجتماع وزراء خارجية أصدقاء الشعب السوري، وفي هذا الاجتماع طلب المندوبان البريطاني والفرنسي، برعاية أمريكية، أن تتعهد المعارضة السورية في حالة الحل النهائي في سوريا بتدمير السلاح الكيماوي.
وأضاف: "أنا اعتبرتُ الأمر جيداً، لكن بعض أعضاء الوفد رفض ذلك، واعتبر أن السلاح الكيماوي هو ملك للشعب السوري الذي دفع ثمنه غالياً من أمواله، ويمكن أن يكون رادعاً لحماية سوريا من الاعتداءات الخارجية"، مبيناً أن "المعارضة لم تكن تتوقع أن يقوم النظام باستخدام الكيماوي ضد السوريين".
وبرر أحمد طعمة موافقته على هذا المطلب بأنه جاء بسبب انتمائه لمنظمات "مضادة للعنف"، مضيفاً: "كان على المعارضة تقديم هذا التعهد، وعدم الاحتفاظ بهذا السلاح حتى لو كنا أحراراً بذلك؛ لأنه من باب أخلاقي لا يمكن الاحتفاظ به ولو للردع، ولا يمكن أن نفكر باستخدامه خصوصاً ضد المدنيين".
ولفت إلى أن "واشنطن كانت حريصة على حصولها على هذا التعهد؛ لأن المجتمع الدولي بحاجة للاطمئنان من المعارضة، وهذا أمر مهم سياسياً".
وعقب مجزرة الغوطة التي ارتكبها النظام في أغسطس من العام 2013، والتي أعقبها إعلان واشنطن عزمها معاقبة النظام، يروي طعمة أن "كاتباً سورياً مطلعاً أخبر المعارضة أن واشنطن لن تعاقب النظام في حال تسليمه السلاح الكيماوي، أو في حال تقديم إيران تنازلاً في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي، التي كانت جارية في حينه حول برنامجها النووي".
وأشار طعمة إلى أن "المعارضة تلقت من واشنطن جملة أسئلة مفادها كيف ستتصرف في حال وجهت ضربة عسكرية أدت لسقوط النظام، وما هو الثمن الذي سوف تدفعه"، معقباً على ذلك بالقول: "في السياسة لا يوجد شيء بالمجان".
وعقب مفاوضات غير مباشرة بين النظام والولايات المتحدة رعتها روسيا، قام النظام في أغسطس من العام 2013 بتسليم جزء كبير من ترسانته الكيماوية للأمم المتحدة، ونجا من العقاب الأمريكي، وهنا يعلق طعمة بأن "عدداً من المسؤولين الدوليين الكبار فسر عفو أوباما عن الأسد، بأنه ضربة قوية للمعارضة السورية".
وحول إصرار أمريكا والمجتمع الدولي على تعهد المعارضة بتسليم السلاح الكيماوي، أوضح أن "هناك رغبة دولية بنزع هذا السلاح الذي يشكل خطراً على إسرائيل"، معبراً عن اعتقاده بأنه "لن يكون هناك حل نهائي في سوريا، إلا بعد الاطمئنان بشكل كامل أنها خالية من الأسلحة الكيماوية".
ومع رحيل أوباما ومجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتظر المجتمع الدولي، لا سيما المؤيدين لإسقاط الأسد، استراتيجيته الجديدة، إلا أن تصريحات ثلاثة من كبار أركانه هم وزير خارجيته حينها ريكس تيلرسون، وسفيرته في الأمم المتحدة نيكي هالي، وأخيراً الناطق باسمه حينها شون سبايسر، بتأكيدهم أن محاربة تنظيم الدولة مقدم على إسقاط الأسد، وأن القبول ببقائه هو من باب "الواقعية السياسية"، شجع الأسد على ما يبدو على استخدام غاز السارين في خان شيخون لاختبار مدى جدية التصريحات الأمريكية.
وحول هذه النقطة يعلق أحمد طعمة بالقول: "إن الأسد إما فهم الرسالة بشكل خاطئ وأراد اختبار جدية ترامب، أو أنه مطمئن أن الرئيس الأمريكي لن يتحرك ضده لتركيزه على داعش".
ووسط انسداد أفق الحل السياسي وواقع المعارضة السورية العسكري الذي تحول لموقف دفاعي جعلها في مأزق، رأى طعمة أن "الحل الوحيد يكمن في أن تتخذ الولايات المتحدة حصرياً، بالتفاهم مع روسيا، اتفاقاً ينفذ على الفور يشبه اتفاق دايتون للسلام الذي طبق في البوسنة، وأجبر طرفي الصراع على الامتثال له تحت طائلة الضرب المباشر، وإلا فلن يكون هناك حل، خاصة مع تعنت روسيا والنظام، وإصرار الأخير على الحل العسكري لتركيع السوريين"، مشيراً إلى أن "المعارضة السورية مستعدة للقبول بحل سياسي، وفق ثوابت الثورة السورية".
طالب المجلس التركماني السوري في بيان رسمي، دول العالم للوقوف امام مسؤولياتها تجاه ما يحصل من إبادة جماعية للمدنيين في الغوطة الشرقية من خلال استخدام السلاح الكيماوي.
وحمل المجلس من عطلوا المؤسسات الدولية وحالوا دون محاسبة المجرمين الذين استخدموا لمرات ومرات السلاح الكيماوي وكل أنواع جرائم الحرب ضد المدنيين في سورية مسؤولية الاستخدام الأخير من قبل مجرم حرب القرن الحادي والعشرين بشار الأسد وحلفائه للسلاح الكيماوي الذي أدى إلى خنق أطفال دوما وقتلهم.
وقال المجلس إنهم يريدونها الضربة القاضية للثورة السورية بالسلاح الكيماوي كما فعلوها بالسلاح النووي على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية ، مؤكداً أن الجريمة والمجرمون والأدوات واضحة والغائب الوحيد هي العدالة ونذكر بأن العدالة هي أساس الملك .
وبين المجلس أن الثورة السورية هي ثورة حرية وكرامة وقيم وليست حرب يشنها اللامتحضرون على الأطفال في السابع من نيسان 2018 صفحة سوداء جديدة في تاريخ سورية، لافتاً إلى أن المجلس التركماني السوري هو جزء من كل حراك وعمل يبذل لمحاسبة الجناة المجرمين ووضعهم في المكان المناسب وراء قضبان العدالة .
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا وايران والنظام بدفع ثمن غالي جراء الهجوم الكيماوي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، والذي أدى لسقوط أكثر من 55 شهيدا حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقال ترامب في تغريدة له على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة به على تويتر والفيس بوك، أن العديد من القتلى سقطوا بما في ذلك النساء والأطفال، في هجوم كيميائي طائش في سوريا.
وأضاف ترامب أم المنطقة المستهدفة مغلقة ومحاطة من قبل جيش الأسد في إشارة على مدينة دوما، ما يجعل الوصول إليها غير ممكن للعالم الخارجي.
وهدد ترامب أن الرئيس بوتين وروسيا وإيران هي المسؤولة عن دعم الأسد ووصفه بـ"الحيوان الأسد"، وقال ستدفعون ثمن غالي جراء ذلك.
ودعا ترامب لفتح المنطقة لدخول المساعدات الإنسانية والطبية والتحقيق ف يالحادثة، وأضاف أنها كارثة إنسانية أخرى بدون سبب، هذا مرض.
وذكر ترامب بخوص أوباما الحمراء وقال "لو نفذ الرئيس أوباما تهديداته بشأن الخطوط الحمراء لانتهت الكارثة السورية منذ فترة طويلة وأصبح الحيوان الأسد من الماضي".
وأتت ضربة الكيماوي على مدينة دوما بعد مرور عام بالتمام على استهداف مطار الشعيرات العسكري الخاضع لسيطرة نظام الأسد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 7-4-2017، وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد تارمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا ردا على الهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في 4 أبريل/نيسان 2017، والذي تقول واشنطن إن الطائرات التي استخدمت في الهجوم الكيميائي انطلقت من هذا المطار. وأودت مجزرة خان شيخون بحياة 84 وأصيب فيها أكثر من 500 شخص.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم، إن قوات النظام نفذت في 7/ نيسان/ 2018 هجومين جويين كيميائيَين شمال مدينة دوما بينهما 3 ساعات تقريباً، الأول وقع قرابة 16:00 قرب مبنى فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب؛ تسبَّب في إصابة 15 شخصاً، أما الهجوم الثاني فقد وقع قرابة الساعة 19:30 بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان؛ وتسبَّب في مقتل ما لا يقل عن 55 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 860 مدنياً.
وذكرت الشبكة أنها حصلت على إفادات بعض المسعفين وعناصر الدفاع المدني بظهور أعراض شديدة على المصابين فقد عانى جميع المصابين من زلَّة تنفسيَّة شديدة، وعانى بعضهم من احتقان مُلتحمة وحدقات دبوسية، كما حصلت على صور ومقاطع مصوَّرة تُظهر عشرات الجثث لنساء وأطفال مُكدَّسين فوق بعضهم، وجوههم مُزرقَّة وأفواههم مُغطَّاة بالزَّبد، وعيونهم شاخصة، هذه الصور تُشبه إلى حدٍّ بعيد صورَ الضحايا الذين قضوا في هجوم الغوطتين في آب/ 2013، وهجوم خان شيخون نيسان/ 2017.
وأكد تقرير الشبكة أن الحلف السوري الروسي اتبع التَّكتيك الجرمي ذاته الذي وثَّقته الشبكة في الهجمات السابقة فقد سبقَ الهجومين الكيميائيَين بعدة ساعات تدميرٌ لأحد مشافي المدينة في حين لم تتوقف الغارات الجوية بُعيدهما واستهدفت طرق الإسعاف وفِرَق الدفاع المدني؛ ما أعاق إسعاف المصابين بشكل كبير، كما أنَّ معظم سكان مدينة دوما كانوا يقبعون في الأقبية لحظة الهجوم بسبب الغارات الجوية المكثفة؛ وهذا ما جعل تأثير الغاز أكبر لأنَّه يتركَّز بشكل أكبر في الأقبية والطوابق السفليَّة.
وبينت الشبكة أن هجوما دوما يأتيان بعد 72 ساعة فقط من اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لمناقشة وضع الذخائر الكيميائية ومراقبة تنفيذ القرار رقم 2118، الذي يكون النظام قد خرَقه 183 مرة 3 منها في ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة الشرقية، كما أنَّ الهجومَين صادفا الذكرى السَّنوية الأولى للضربة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات بريف حمص وهو القاعدة التي انطلقت منها طائرات النِّظام، التي نفَّذت هجوم خان شيخون الكيميائي العام الماضي.
ولفتت الشبكة إلى أن قوات الحلف السوري الروسي استطاعت بعد قرابة 50 يوم من بدءِ العملية العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية السيطرة على 80 % من مناطقها وتقسيمها إلى ثلاثة قطاعات، وبدأت عقدَ اتفاقيات لكلّ قطاع على حدة يُفضي إلى تهجير آلاف المدنيين، بدأت مفاوضات مدينة دوما في25 / آذار الماضي وجاء في الاتفاق بنود تتعلَّق بوقف العمليات القتالية للبدء باتفاق يقضي بخروج بعض المدنيين وبعض المسلحين بأسلحتهم الخفيفة وبقاء من يرغب وتسوية وضعه، كما نصَّ الاتفاق على بقاء بعض مسلحي فصيل جيش الإسلام بسلاحهم والعمل على تحويل عناصره إلى شرطة مدنيَّة وإثرَ هذا الاتفاق خرج ما لا يقل عن 4500 شخص على 4 دفعات.
وتابعت انه في 6/ نيسان/ 2018 عاودت قوات الحلف السوري الروسي قصف مدينة دوما بعد تعرقل المفاوضات، ونفَّذ سلاح الجو الروسي السوري في غضون يومين قرابة 350 غارة، واستخدمت المروحيات التابعة للنظام ما لا يقل عن 120 برميلاً متفجراً، وظلَّ قرابة 180 ألف مدني يقطنون في مدينة دوما محاصرون ضمن الأقبية والملاجئ في ظلِّ وضع طبي وصحي وغذائي مُزرٍ وقصف جوي وأرضي لا يتوقف.
وأكدت الشبكة أنه على المجتمع الدولي إيجاد تحالف إنساني يهدف إلى حماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، لأنَّ روسيا ستستمرُّ في عرقلة مجلس الأمن واستخدام الفيتو آلاف المرات.
وعلى بعثة تقصي الحقائق التَّابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي يوجد فريق منها في دمشق التَّوجه فوراً إلى مدينة دوما ومعاينة الإصابات، والتَّحقيق المباشر في الهجومين، وعلى الحكومة الروسية التَّوقف عن استخدام الفيتو بهدف حماية النظام المتورِّط في ارتكاب جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، واستخدام أسلحة كيميائية.
حملت هيئة التفاوض السورية، نظام الأسد ودولة روسيا الاتحادية الداعم الأساسي للنظام مسؤولية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق المدنيين في مدينة دوما، داعية المجتمع الدولي لوقف مسلسل الإجرام بحق المدنيين السوريين عبر استهدافهم بالأسلحة المحرمة دولية.
وطالبت هيئة التفاوض السورية من الجمعية العامة للأمم المتحدة القيام بواجبها بحماية الأمن والسلم الدوليين، ووقف استخدام الأسلحة المحرمة دولية من قبل نظام الأسد وروسيا التي لاتزال مستمرة في تعطيل مجلس الأمن عن القيام بواجبه تجاه مايقوم به نظام الأسد من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما دعت الهيئة دول العالم إلى إيجاد السبل المناسبة لحماية المدنيين وردع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر طرح القضية السورية خارج مجلس الأمن المخطوف روسية.
وطالبت الهيئة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والدول المعنية بأمن وسلامة المدنيين إحالة جرائم نظام الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ما تبقى من المدنيين السوريين في الغوطة الشرقية.
وتوجهت هيئة التفاوض السورية إلى هيئة الأمم المتحدة مطالبة إياها بإرسال لجنة دولية بشكل عاجل وفوري للتأكد من نوعية الغازات المستخدمة وتحديد الجهة التي تستخدمها تسهيلا لاتخاذ القرارات اللازمة، كما دعت المواطنين السوريين في مختلف دول العالم إلى القيام بالمسيرات والاعتصامات السلمية أمام سفارات روسيا، وإسماع أصواتهم للعالم ليخرج عن صمته تجاه جرائم النظام وروسيا بحق الشعب السوري.
وأشارت الهيئة إلى أنها تتابع اتصالاتها مع الأمم المتحدة وأمينها العام ومختلف دول العالم لوقف الجرائم وملاحقة مرتكبيها وحماية المدنيين السوريين.
وقالت الهيئة إن طائرات الأسد بدعم روسي شنت ليل أمس السبت 7/ 4 / 2018 غارات بالسلاح الكيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وأكد شهود العيان وخبراء حالات الاختناق أن حالات الموت التي حصلت لا يسببها إلا غاز السارين من خلال رؤية الزبد في الفم وحدقات العيون، وقد أدت الغازات السامة وفق المعطيات الأولية إلى استشهاد ما يزيد عن مائة مدني من الأطفال والنساء، وإصابة المئات بحالات اختناق، ولا يزال مصير مئات العائلات في أقبية الأبنية مجهولا بسبب صعوبة الوصول إليهم.
قالت هيئة تحرير الشام في بيان رسمي اليوم، إن نظام الأسد وحليفيه الإيراني والروسي باتوا آمنين من أي محاسبة أو لوم على ما يرتكبونه من جرائم ومجازر بحق الأهالي العزل، فبعد مجزرة الغوطة الأولى ألقوا القبض على بعض أدوات الجريمة وبقي المجرم حرا طليقا ليعاود ارتكاب جرائمه الفينة بعد الأخرى، ولا شك أن كل من تحالف أو ضمن أو صمت عن جرائم النظام فهو شريك فيها.
وأكد البيان أن النظام لم يتوقف في أي مرحلة من مراحل الثورة عن استخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة؛ فمنذ مجزرة الغوطة الأولى في 2013، وصولا لمجزرة خان شيخون في 2017، واليوم في دوما 2018، أما صواريخ النابالم والفوسفور الحارق وغاز الكلور فقد تساهل طيران النظام في استخدامها لتصبح كالصواريخ والبراميل المتفجرة التي باتت جميعا أسلحة عادية مشروعة في الواقع السوري.
وقال "في مشهد متكرر ومسلسل مستمر من الجبروت والإجرام يعاود طيران النظام ارتكابه لمجزرة جديدة بحق المستضعفين في دوما بالغوطة الشرقية، تحت سمع وبصر العالم أجمع وفي تحد واضح ينه عن تنسيق كامل وأمن للعقوبة، مجزرة راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد - حتى الآن - قضوا جميعهم خنقا وبلا قطرة دم واحدة، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين صاروا يعيشون في الأقبية والأنفاق هربا من القصف الجنوني بسائر أنواع الأسلحة المتفجرة، ليرسل لهم المجرم الموت حتى في الهواء الذي يتنفسون"
وختمت الجبهة بيانها بدعوة لجميع الفصائل قائلة "يا مجاهدي الشام وأبطال المعارك والنزال؛ إن النظام وحلفاءه قد جاءوكم يرمونكم عن قوس واحدة، ولن يفرقوا بين مجاهد من هذا الفصيل أو ذاك، ولا بين رجل أو امرأة أو شيخ أو طفل، فكل من ليس معه في صفه فهو هدف مشروع له ومصيره القتل والدمار، فلنكن صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد، فلا تفوتوا هذه الجريمة النكراء دون عقاب ورد مناسب يليق بما جنته يد الإجرام، ودعونا نثأر لأهلنا ونثبت للجميع أن ما زال لأهل السنة من يحميهم ويدافع عنهم".
نظمت الفعاليات المدنية والإنسانية والإعلامية في الشمال السوري، وقفات احتجاجية تعبيراً عن استنكارها للصمت الدولي على جرائم النظام بحق المدنيين في الغوطة الشرقية واستخدام السلاح الكيماوي ضد أهالي مدينة دوما المحاصرين.
وعبر عناصر الدفاع المدني والمجالس المحلية وفعاليات مدنية وإعلامية في أرياف إدلب وحلب وحماة عن استنكارهم للصمت الدولي المطبق حيال جرائم بشار الأسد بحق المدنيين، بعد ارتكاب النظام مجزرة مروعة بحق المدنيين باستخدام الغازات السامة التي طالت الأقبية التي يلتجأ إليها المدنيون هرباً من قصف الصواريخ والمدافع.
وقالت إدارة مشفى ريف دمشق التخصصي في مدينة دوما في وقت سابق، إنه وفي تمام الساعة ٧ و ٤٥ دقيقة من مساء يوم السبت ٧/٤/٢٠١٨ ومع القصف المستمر على الاحياء السكنية في مدينة دوما توارد العديد من الحالات يفوق العدد ٥٠٠ حالة الى النقاط الطبية أغلبهم من النساء والأطفال بأعراض زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور لوحظ لديهم حروق قرنية بالفحص السريري خراخر قصبية خشنة ووزيز.
وبين المشفى في بيان رسمي أن أحد المصابين وصل متوفيا، حيث عولج المصابون بالأكسجين الرطب والموسعات القصبية وتحسن معظمهم، في وقت ترقت الإصابة لدى عدة حالات ليتم وضعها على جهاز التهوية الآلية أربعة منها لأطفال، كما تطور الحالة لدى ٦ حالات الى الوفاة أحدهم سيدة يلاحظ لديها اختلاج وحدقات دبوسية.
وأفاد عناصر الدفاع المدني إلى وجود الكثير من الوفيات يتجاوز عددها ال 70 حالة بنفس الأعراض في منازلهم لم يتمكن عناصر الدفاع من سحب الجثث بسبب شدة الرائحة و عدم توفر البذات الواقية للوصول إلى المكان، و تتوقع فرق الدفاع المدني وجود المزيد من الضحايا في مكان الحادث.
وأشار بيان المشفى إلى أن المشترك بالحالات هو الزرقة وخروج زبد من الفم وحروق القرنية والرائحة الواخزة المشابهة لرائحة الكلور من المكان المعطيات السابقة تشير إلى حالات اختناق بغاز سام.
وجه المجلس المحلي لقرية الدمينة و ما حولها التابعة لها بريف حماة الجنوبي، نداء استغاثة إلى جميع الهيئات و المؤسسات و المنظمات العاملة في المجال الإنساني لوقوف بجانبهم في ظل عملية التهجير التي طالتهم وأوضاعهم الإنسانية المأساوية.
ويشمل النداء للعائلات في قرى "الدمينة - الشنكية - القنطرة الجنوبية القنطرة الشمالية - الزور الكبير - تل الدمينة" في ريف حماة الجنوبي التابعة لريف حمص الشمالي في مذكرة تفاهم والذي يبلغ عدد سكانه اكثر من ۸۰۰ عائلة.
وذكر البيان أن هذه القرى تم تهجيرها نتيجة القصف المستمر على المنطقة وترك جميع ممتلكاتهم مما أدى الى حاجتهم الماسة لمادة الخبز و المواد الغذائية حيث أن المجلس المحلي عاجز تماما عن أي تقديم مساعدة إنسانية للأهالي علما انه لا يوجد أي جهة او منظمة داعمة لهذا الموضوع.
وتواجه بلدات ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي تهديدات مستمرة من النظام وحلفائها بهدف تهجيرهم على غرار اتفاقيات التهجير التي قامت بتنفيذها في الغوطة الشرقية والغربية وجنوب دمشق وحمص.
قال المجلس الإسلامي السوري، إن النظام المجرم وحلفاءه الروس والإيرانيين ما زالوا يمارسون حرب الإبادة على الغوطة الشرقية وأهلها، وأن النظام بقتل لم يكتف بقتل الناس جوعاً بحصاره الطويل للغوطة ولا بقتلهم بالبراميل المتفجرة ولا بتدمير بيوتهم بالصواريخ والقنابل الارتجاجية؛ بل عمد إلى الغازات السامة يلقي بها على المدنيين المحاصرين في الأقبية والملاجئ.
وأضاف المجلس أن العالم يرى على شاشات البث المباشر المئات من الأطفال والنساء يلفظون أنفاسهم الأخيرة متأثرين بالغازات السامة، في مشهد يعبر عن الإجرام الذي بلغه النظام في التعامل مع بني البشر وفي تحد سافر للعالم بدوله ومنظماته ولما يسمونه المجتمع الدولي.
وأكد المجلس أن النظام لم يكن ليتجرأ على تكرار استخدامه للسلاح الكيميائي ضد المدنيين المحاصرين لولا التواطؤ الدولي المتمثل بالتراخي مع المجرم الذي ثبت بالأدلة القطعية التي وثقتها المنظمات الدولية استخدامه لها مراراً وتكراراً، ومن أشهرها في خان شيخون في العام المنصرم وفي الغوطة الشرقية منذ سنوات في بداية استخدامه لها.
ولفت المجلس إلى أن النظام، قد أمن من العقاب والمحاسبة متمترساً بالفيتو الروسي في مجلس الأمن، ولقد أدرك النظام المجرم أن التصريحات الهزيلة التي تصدر عن قادة العالم من شعورهم بالقلق وكذلك تهديداتهم الجوفاء ما هي إلا صيحة في واد ونفخة في رماد ولا تعدو ذر الرماد في العيون، ولا رصيد لها في أرض الواقع، مما شجعه على المضي في إجرامه باستخدام هذه الأسلحة الفتاكة دون تحفظ أو خوف من محاسبة أو عقاب.
وأوضح أن ما يقوم به النظام في كل سوريا ومنذ اندلاع الثورة كلها جرائم حرب، ويندرج تحت ما تسميه المنظمات الدولية “حرب إبادة ضد البشرية” فإلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية، واستخدام السارين والكلور والنابالم، والحصار والتجويع حتى الموت، كلها جرام إبادة للبشرية، ولقد رأى العالم التهجير القسري الذي مارسه النظام على أهالي وقرى الغوطة الشرقية، وغيرها من الأماكن كما فعل في حلب وداريا وغيرهما.
وطالب المجلس كل السوريين بالوقوف ضد هذه الجريمة النكراء التي تجاوزت في بشاعتها كل الحدود، وأن يعبروا عن غضبتهم ضد هذا المجرم ومن وراءه من الداعمين كروسيا وإيران، وكذلك ناشد الأمة حكاماً وشعوباً أن يتحركوا لوقف هذه المجازر المروعة التي يندى لها جبين البشرية، وكذلك المنظمات الدولية عليها أن تتحرك لوقف هذه المجازر ومحاسبة مرتكبيها من المجرمين، وعلى الجميع مد يد العون لمساعدة هؤلاء الأبرياء المحاصرين الذين يأتيهم الموت من كل مكان ويتجرعونه صنوفاً وألوانا.
عبر الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريس"، اليوم الأحد، عن قلقه العميق إزاء العنف المتجدد والمكثف في دوما في الغوطة الشرقية خلال الساعات 36 الماضية .
وشدد الأمين العام على قلقه بوجه خاص من الأنباء حول استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في دوما، وتابع أن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية، إذا ثبتت صحته، أمر بغيض ، ويتطلب إجراء تحقيق شامل".
ودعا الأمين العام، جميع الأطراف إلى وقف القتال واستعادة الهدوء القائم ، والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2401 (2018)، مؤكداً أنه لا حل عسكري للحرب السورية.
وطالب غوتيريس، جميع الأطراف إلى ضمان احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية عبر سوريا إلى جميع المحتاجين، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقصف نظام الأسد، مساء أمس مدينة دوما بغاز الكلور ما أدى إلى لإستشهاد أكثر من 150 شخص جلهم من الأطفال، ورجح الدفاع المدني على "تويتر" ارتفاع عدد الشهداء بسبب تزايد حالات الاختناق، مؤكداً أن طواقمها تواجه صعوبة كبيرة في إجلاء الضحايا؛ بسبب القصف.
وطالبت بريطانيا، اليوم الأحد، بتحقيق عاجل ورد دولي على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في سوريا.
من جهتها، أدانت الولايات المتحدة الهجوم بالأسلحة الكيميائية في دوما، ليلة السبت، معتبرة أن روسيا تتحمل المسؤولية إذا تأكدت هذه المعلومات، بسبب دعمها للنظام