حصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تفويض يحق لها بموجبه تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، بعد أن وافقت 82 دولة مقابل معارضة 24 على مشروع قرار مشترك بين 22 دولة وبمبادرة بريطانية يوّسع صلاحيات المنظمة.
وفي المؤتمر الطارئ الرابع للدول الأعضاء بالمنظمة المنعقد بمدينة لاهاي الهولندية، وبموجب مشروع القرار الموافق عليه، تم تفويض المنظمة بتحديد المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية فضلًا عن صلاحية تحديد استخدام هذه الأسلحة.
ومن بين الدول التي عارضت مشروع القرار، روسيا وإيران وسوريا، مقابل موافقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمس الثلاثاء، دعا وفد الحكومة البريطانية خلال مؤتمر للدول الأعضاء بالمنظمة في لاهاي، إلى التصويت على مقترح يمنح المنظمة الصلاحيات التي تم المصادقة عليه اليوم، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، يوم الثلاثاء، تأييد باريس لمشروع قرار يشدد أساليب منظمة حظر الكيميائي وإدراج آلية تحقيق لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وجاء في بيان للحكومة أن "المملكة المتحدة تدعو المجتمع الدولي لمطالبة المنظمة بالمساعدة في تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا وتطوير أفكار لدعم المنظمة وحظر استخدام الأسلحة الكيماوية ومساعدة الدول في تنفيذ معاهدة حظر الانتشار النووي".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قُتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب المئات، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما خلص تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن النظام مسؤول عن إطلاق غاز "السارين" في بلدة "خان شيخون" بريف محافظة إدلب السورية في الرابع من أبريل/ نيسان 2017.
وتوصلت اللجنة المشتركة إلى أن قوات النظام مسؤولة أيضا عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015.
وتعتبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منظمة دولية تعمل على تنفيذ وتطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تطبق من قبل الأعضاء الموقعين والمصادقين عليها. وتبذل جهودا حثيثة لمنع استخدام المواد الكيميائية لأغراض عسكرية وتدمير جميع الأسلحة الكيميائية.
ارتكب الطيران الحربي الروسي مجزرة جديدة في ريف درعا الشرقي، حيث أغارت الطائرات على منازل المدنيين والأحياء السكنية في بلدة الطيبة.
وأشار ناشطون إلى أن الطائرات الروسية استهدفت البلدة بعدة غارات، ما أدى لارتقاء 7 شهداء من النازحين بلدة الغارية الغربية، وجلهم من الأطفال.
ونشر ناشطون صورا مرعبة تظهر أشلاء الأطفال وهي متناثرة على الأرض، فيما تقف فرق الدفاع المدني عاجزة عن القيام بأي شدة بسبب ضراوة القصف واستمراريته على مدار الساعة.
وكان ناشطون قد أكدوا أن القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على ريف درعا أدى اليوم لسقوط 5 شهداء في مدينة داعل بينهم 3 أطفال وسيدة، وسقوط 3 شهداء في بلدة الجيزة، وشهيدين في الحراك وشهيد في كلا من المسيفرة وصيدا والغارية الغربية.
كما تسببت الغارات بسقوط عدد من الجرحى في درعا البلد والغارية الشرقية والحراك وصيدا وناحتة وكحيل ونوى وتسيل والصورة وابطع والشيخ سعد وطفس والطيبة، فيما سقط شهداء وجرحى جراء استهداف حافلة مدنية على الطريق الواصل بين مدينتي داعل ونوى.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها تواصل هجماتها بهدف السيطرة على المدن والبلدات والقرى المحررة بريف درعا، وذلك بالتزامن مع تغطية وقصف جوي من قبل الطائرات الروسية والأسدية "الحربية والمروحية" على منازل المدنيين، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فيما تتواصل حركة النزوح بشكل كبير، في ظل حالة مأساوية.
ويطالب الناشطون والمدنيون في الجنوب السوري الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية والأطراف الفاعلة بضرورة إيقاف الحملة البربرية التي يشنها نظام الأسد بدعم إيراني وروسي على المدينة، ويحذرون العالم من مجازر فظيعة قد ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق المدنيين أطفالا ونساءً وشيوخا.
أعلنت هيئة تحرير الشام في بيان سابق حمل عنوان "الجنوب يستنصرنا.. دعوة للعمل"، مد يدها لكافة الفصائل والجماعات، لتشكيل غرفة عمليات تتحد فيها الصفوف لمساندة الجنوب السوري في مواجهة الحملة العسكرية التي يتعرض لها.
وذكرت الهيئة أن في الشمال المحرر أبطال أشداء وعزائم قوية ومعنويات عالية وهي قادرة على تغيير المعادلة وقلب الطاولة إن وحدت صفها وقاتلت عدوها، مطالبة أبناء الجنوب السوري للثبات والصمود.
الدعوة لاقت استجابة سريعة من "جبهة أنصار الدين" التي أصدرت بيان حمل عنوان "وجوب النصرة وحتمية تصحيح المسار"، أعربت فيه عن استعدادها الكامل لتجاوز الخلافات والمشاركة في نصرة الجنوب السوري.
واليوم، أعلن "الحزب الإسلامي التركستاني" في بيان رسمي أيضاَ عن جاهزيته للمشاركة في أي عمل من شانه التخفيف عن أهالي الجنوب ونصرة أهل الشام.
ورغم تسارع وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب السوري، ورغم إبداء ثلاث فصائل كبرى في الشمال السوري جاهزيتها للعمل على تخفيف الضغط على الجنوب السوري إلا أن أحداً لم يبادر للتحرك بشكل جاد وحقيقي، ولم يتعدى حراكها حتى الأن البيان الذي أصدرته، في وقت يزداد وضع الجنوب السوري تعقيداً وتشتد حدة الضغط العسكري عليه مع تخلي الحلفاء وتقدم النظام في مناطق عدة.
وقبل اتخاذ أي خطوة من قبل تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري، علل الشرعي في الهيئة " أبو الفتح الفرغلي" ذلك بأن العمل لنصرة درعا لا يمكن أن يقوم به فصيل واحد الآن.
ومع إعلان الفصائل الثلاث جاهزيتها يغيب أي رد فعل لباقي الفصائل ممثلة بالجبهة الوطنية للتحرير وجبهة تحرير سوريا وفصائل أخرى من الجيش السوري الحر لاسيما فصائل الغوطة وحمص ومنطقة "درع الفرات" وكأن المعركة لاتعينها.
دعا تجمع القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء، دول العالم جميعاً لوقف الكارثة المحدقة بالجنوب السوري جراء هجمات النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا، مؤكدا أنه من العار على من يدعي الحضارة وحقوق الإنسان أن يقف متفرجاً والجرائم ترتكب، بدافع البقاء للبعض وصراع المصالح على حساب أرواح ودماء السوريين.
وقال التجمع في بيان صادر عنه إن المنطقة الجنوبية تعود مرة جديدة للاشتعال، وتتساقط الحمم على أهل الجنوب في السهل دون توقف وتمييز, والهدف تدمير البشر والحجر وتهجير الناس الهائمين على وجوههم هرباً من القتل, ويتباها أنصار السلطة بما يحققوه من بشاعة في هذه الحرب الشعواء, ولا تَسلم أرض الجبل من محاولاتهم المكشوفة, لكسبه وزرع الفتن, إذ تتساقط القذائف (قصيرة المدى) في المناطق المأهولة ومن كل الاتجاهات.
وأوضح التجمع أن القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء رحبت باتفاق خفض التوتر التي شملت المنطقة الجنوبية، وكان ترحيبها مشروطاً بأن يكون ذلك مقدمة للحل السياسي على أسس عادلة وقرارات الأسرة الدولية.
وأضافت أنه ومن خلال التجربة المريرة يرى أن فعل السلطة والدول الضامنة نفسها تُواصل القتل على مرءً من العالم المهزوم أمام رغبة المصالح, وتكتفي المنظمات الحقوقية بالشجب والإدانة.
وأشارت إلى أنه منذ أن أفرزت اجتماعات الأستانا اتفاق خفض التوتر, وواقع الحال لم يتغير, ليتبين أنها بِدَع, فَالنُزُوع للحل الأمني والعسكري ازدادت وتائرهُ لدى السلطة وأعداء الشعب السوري وميليشياتهم المتنوعة, والدلائل تؤكد ذلك من خلال ما جرى في مناطق المرتفعات الغربية وغوطة دمشق الشرقية, والرستن وأرياف حمص وحماه, وصولاً إلى الجبهة الجنوبية التي تسوى منازلها بالأرض اليوم.
ولفت البيان إلى أن تجمع القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء وكل الرافضين للحل الأمني, يدركون بشكل جلي: لمصلحة من استمرار هذا القتل والتدمير؟ والالتفاف على الحلول السياسية كلما بانت في الأفق ؟؟ ويطالبون العالم الحر بالعمل على وقف الكارثة التي تتسع دائرتها ضد الشعب وممتلكاته.
وبين أن تجمع القوى الوطنية في السويداء يقف بدافع رؤاه السياسية, وبوعي الظروف المتغيرة ضد الحرب المدمرة التي تفتك بالشعب السوري, وبخاصة التي تُرتكب اليوم بالسلاح الروسي ضد أبناء السهل, كما وقف دائماً ضد مسلسل حروب النظام وحلفائه المحتلين, وضد عمليات الاتجار بأرواح البشر وسرقة ممتلكاتهم أمام أعين وبمعرفة أجهزة السلطة, وتديرها مراكز تحركها على طرفي خطوط التماس قلةٌ من المستفيدين وعصابات القتل المتعمد.
أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف هنريتا فور، في بيان صحفي أن الاقتتال الدائر في منطقة جنوب غرب سوريا تسبب بمقتل 4 أطفال ونزوح 20000 طفل مع عائلاتهم.
وقالت فور في البيان: "لا يعرف الرعب أحدا في سوريا، حيث علق الأطفال مرة أخرى في تبادل لإطلاق النار خلال موجة من العنف مؤخرا يشهدها جنوب غرب البلاد، وأدى الاقتتال إلى نزوح ما يقدر بنحو 20 ألف طفل مع عائلاتهم في غضون 3 أيام فقط، وتم الإبلاغ عن مقتل 4 أطفال وإصابة كثيرين آخرين".
وأكدت فور: "يحتاج الأطفال والعائلات إلى الغذاء والنظافة والعلاج والحماية. وينبغي السماح لأولئك الذين يرغبون بالفرار بالوصول إلى الملاذ الآمن، بعيداً عن مشاهد الحرب وأصدائها".
وأشارت اليونيسيف في بيانها إلى أن "الهجمات الأخيرة ألحقت أضرار بالغة بالبنية التحتية المدنية، ويمثل ذلك انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، شمل ذلك مستشفى ميدانيا حيث خرج الآن عن العمل".
وكان دعا المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى العمل لمنع حدوث مأساة إنسانية أخرى في درعا بجنوب غرب سوريا، وذلك بعد أيام من بدء الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الجنوب السوري، مشيرا إلى أن نشوب حرب شاملة في الجنوب السوري قد يزيد التوتر مع إسرائيل.
دعا المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى العمل لمنع حدوث مأساة إنسانية أخرى في درعا بجنوب غرب سوريا، وذلك بعد أيام من بدء الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الجنوب السوري، مشيرا إلى أن نشوب حرب شاملة في الجنوب السوري قد يزيد التوتر مع إسرائيل.
وقال دي ميستورا في جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، "أشعر بالقلق البالغ إزاء الأحداث وبشكل خاص في الجنوب الغربي، ونرى عمليات واسعة وتبادل إطلاق نار من الطرفين".
وتابع "فلنعمل على وضع ترتيبات يمكنها أن تمنع مأساة إنسانية أخرى وحماية المدنيين، ولا يجب أن نسمح في مجلس الأمن أن تتحول إلى غوطة أخرى أو دوما أخرى".
أكثر من أسبوع والجنوب السوري يشهد تصعيداً غير مسبوق من القصف والعمليات العسكرية بعد تحشدات كبيرة وصلت للمنطقة من الميليشيات الإيرانية والعراقية وقوات الأسد، في وقت شاركت روسيا بشكل فاعل في العمليات العسكرية والقصف الذي يطال المناطق المدنية والمشافي ومراكز الدفاع المدني.
وتعمل روسيا بشكل دائم على المراوغة في تنفيذ مخططاتها التي مهدت لها عبر ما أسمته اتفاقيات "خفض التصعيد" التي رعتها الدول الضامنة، ماهي إلا فرصة لكسب الوقت سياسياً وعسكرياً وإعطاء النظام أريحية في تقويض وإنهاء قوة كل منطقة على حدة.
نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر عربية، أن الولايات المتحدة عرضت على الجانب الروسي توسيع «التفاهم السوري» إقليمياً، على أن تتخذ الخارجية الروسية والكرملين مبادرة لتسهيل لقاءات تفاوضية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويصادف هذا العرض ضغوطاً وجهوداً أميركية لإعادة «الاتصال» بالقيادة الفلسطينية التي ترفض لقاء المسؤولين الأميركيين، منذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت إليها سفارتها.
مصادر عربية مطلعة قالت في حديث إلى «الأخبار» إن الأميركيين عرضوا على الروس تطوير التفاهم في سوريا، والبناء عليه وعقد صفقة إقليمية أوسع، تقايض نفوذاً روسياً خالصاً في سوريا، مقابل إطلاق يد المحور "الأميركي ــ الخليجي ــ الإسرائيلي" في فلسطين.
ووصفت المصادر العربية العرض الأميركي بـ«السخي» لأنه يتضمن الاعتراف الأميركي بالمصالح الروسية الخاصة في سوريا، واعتبارها منطقة نفوذ روسية خالصة، مقابل تحجيم الروس لإيران هناك، أولاً، ومن ثم تسهيلهم «صفقة القرن».
ومن المنتظر أن تتبلور أكثر صورة العرض الأميركي مع زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى موسكو، وتطوير التفاهمات التي بدأ العمل بها على الجبهة السورية على حساب إيران، إلى ملف «صفقة القرن».
وقد تتضح صورة التفاهمات بين الرئيسين بوتين ودونالد ترامب، واحتمالات تحوّلها إلى صفقة على حساب الأولوية الإيرانية لواشنطن، من خلال اللقاءات التي سيجريها بولتون في موسكو لتحديد موعد للقاء بين الرئيسين في فيينا، قد ينعقد منتصف الشهر المقبل.
قُتل وجرح العشرات من قوات الأسد أثناء تقدمهم إلى بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، حيث قام أحد أبناء البلدة بتفجير نفسه في تجمع لهم، ما أدى لإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وأكدت غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري أن أحد المقاتلين من بلدة ناحتة أقدم على تفجير نفسه في تجمع لعناصر النظام والميليشيات الأجنبية على أطراف البلدة، رافضاً الاستسلام، ليوقع بينهم عشرات القتلى والجرحى.
وأشارت غرفة العمليات إلى أن العديد من قوات الأسد قتلوا خلال الاشتباكات على الجبهات اليوم الأربعاء بينهم ضابطين برتبة عميد وعقيد.
وكانت غرفة العمليات المركزية في الجنوب قد تمكنت خلال الساعات الماضية من التصدي لمحاولة تقدم قوات الأسد وميليشيات حزب الله الإرهابي غربي مدينة درعا، في محاولة من تلك الميليشيات الوصول إلى قاعدة الدفاع الجوي وقطع ريف درعا الشرقي عن الغربي.
وأكدت غرفة العمليات أن ما يزيد عن 12 عنصر من قوات الأسد والميليشيات الشيعية قتلوا، حيث تمكنت من حصار عدة مجموعات لعدة ساعات قبل أن تتمكن من الانسحاب تحت غطاء ناري كثيف.
وتمكنت الغرفة خلال الاشتباكات من تدمير دبابة وقتل من فيها، كما وقصفت غرفة العمليات المركزية مواقع قوات الأسد في حي سجنة ومناطق سيطرته في غرب مدينة درعا والمربع الأمني في درعا المحطة بقذائف الهاون وصواريخ الراجمات، مما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف قوات الأسد وميليشياته.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها تواصل هجماتها بهدف السيطرة على المدن والبلدات والقرى المحررة بريف درعا، وذلك بالتزامن مع تغطية وقصف جوي من قبل الطائرات الروسية والأسدية "الحربية والمروحية" على منازل المدنيين، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فيما تتواصل حركة النزوح بشكل كبير، في ظل حالة مأساوية.
ويطالب الناشطون والمدنيون في الجنوب السوري الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية والأطراف الفاعلة بضرورة إيقاف الحملة البربرية التي يشنها نظام الأسد بدعم إيراني وروسي على المدينة، ويحذرون العالم من مجازر فظيعة قد ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق المدنيين أطفالا ونساءً وشيوخا.
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أنباء انسحاب روسيا من الاتفاق حول منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا منفية.
وجاء في بيان الوزارة: "أنباء وكالة أنباء الأناضول التركية المنقولة عن صفحة مزورة لقاعدة حميميم في شبكات التواصل الاجتماعي حول مزاعم عن "انسحاب روسيا من الاتفاقية حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية لا تطابق الواقع".
المزاعم الروسية بأنها لاتزال تلتزم باتفاق خفض التصعيد تنفيه أصوات الانفجارات وأسراب الطائرات الروسية التي تحلق وتقصف بشكل عنيف بلدات ومدن ريف درعا، وترتكب المجزرة تلو الأخرى بحق المدنيين، تزامناً مع الدعم والتغطية الجوية لقوات الأسد وميليشيات إيران على الأرض.
أكثر من أسبوع والجنوب السوري يشهد تصعيداً غير مسبوق من القصف والعمليات العسكرية بعد تحشدات كبيرة وصلت للمنطقة من الميليشيات الإيرانية والعراقية وقوات الأسد، في وقت شاركت روسيا بشكل فاعل في العمليات العسكرية والقصف الذي يطال المناطق المدنية والمشافي ومراكز الدفاع المدني.
وتعمل روسيا بشكل دائم على المراوغة في تنفيذ مخططاتها التي مهدت لها عبر ماأسمته اتفاقيات "خفض التصعيد" التي رعتها الدول الضامنة، ماهي إلا فرصة لكسب الوقت سياسياً وعسكرياً وإعطاء النظام أريحية في تقويض وإنهاء قوة كل منطقة على حدة.
قال "بريت ماكغورك" المبعوث الدولي الخاص للتحالف الدولي، إن التحالف الدولي تمكن من إلحاق هزائم كبيرة بتنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وأوضح "ماكغورك" في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الاجتماع الإقليمي للمديرين السياسيين للتحالف العالمي ضد "تنظيم الدولة" في المغرب إن عمليات التحالف أسهمت في تراجع مساحات سيطرة التنظيم إلى 2% من مساحة سوريا.
وأكد "ماكغورك" أن "دول التحالف عازمة ليس فقط على تحقيق نصر سريع على هذا التنظيم، بل وأيضا على إلحاق هزيمة ساحقة به"، وفق مانقلت "رويترز".
وأوضح أن "هذا الأمر يعني هزيمة شاملة في الحقل الأيديولوجي والإعلامي ومواجهة المقاتلين الأجانب حيثما كانوا في العالم، وتفكيك شبكات التمويل ودعم القوات العسكرية والأمن المحليين في الدفاع عن بلدانها".
وأضاف "ماكغورك": أن "هذه المنظمات هي امتداد لمجموعات سابقة منتمية للقاعدة، وأنها حاولت تحت (تنظيم الدولة) الحصول على أكبر قدر من الموارد عبر ارتباطاتهما بسوريا".
وتراجعت مساحة سيطرة تنظيم الدولة مؤخراً في سوريا بعد أعوام من المعارك التي خاضتها فصائل الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي والشرقي، وكذلك المعارك التي تخوضها قوات "قسد" بدعم من التحالف الدولي في الرقة ودير الزور والحسكة والتي لاتزال مستمرة حول آخر معاقل التنظيم بدير الزور الشرقي.
قال الدكتور "برهان غليون" إنه ليس هناك مفاوضات سورية جدية بشأن الدستور، كما لم تكن هناك مفاوضات جدية، لا في جنيف ولا في أستانة، ولا في سوتشي، حول الانتقال السياسي.
واعتبر "غليون" في تعليق له علة صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن هناك مسرحية هزلية، يحاول فيها المصادرون حرية السوريين ودولتهم أن يتوصلوا، عبر السوريين، ومن خلال لي ذراعهم، وكسر إرادتهم، وتنصيب من لا يمثلونهم سادة عليهم، إلى تسويةٍ دوليةٍ، تحقق مصالحهم المتناقضة او المتباينة على حساب السوريين وحقوقهم.
وأشار "غليون" إلى أن مكافأة القتلة لا تمهد لأي سلام، ولن يقبل الروس الدخول في مفاوضات بدل فرضهم الأمر الواقع كما تعودوا إلا عندما يجبروا عليه، معتبراً أن هذا هو دور فصائل الجنوب التي سيكون لبطولاتها في هذه المعركة الحاسمة وربما الأخيرة الأصداء البعيدة والمحررة ذاتها التي كانت لبطولاتها في بداية الثورة.
وكان قال "غليون" في مقال له نشره موقع "العربي الجديد" إن أطراف المعارضة السورية تتنازع على جيفةٍ، اسمها الانتقال السياسي، بعضنا مستعجلٌ على التفاوض بأي ثمن، إفراطا بالتفاؤل، وبعضنا الآخر يسير كما لو كان على جمر، خائفا من التفريط في الحقوق التي أنيط به الدفاع عنها.
وأضاف في مقاله "الواقع أن المعركة الجارية الآن ليست سورية، أو بين السوريين، وإنما هي معركة التسوية الدولية التي تدور، من وراء تحديد مناطق النفوذ ومواقعه، حول تقرير مصير سورية ومستقبلها ودورها في المنطقة والمنظومة الدولية".
وأوضح "غليون" أن التسوية السورية لن تكون، وبالتالي النظام الذي سيولد بموازاتها، سوى ثمرة لها وجزء مكمل لها. وجوهر التحدي الذي يواجهه المتنازعون على اقتسام إرث دولة الأسد البائدة هو العثور على نظام جديد، يضمن المصالح الإسرائيلية والأميركية الأمنية، والتطلعات الروسية التي تستخدم سورية منصةً لإعادة موضعة نفسها في المنظومة العالمية، والتي لا يمكن تحقيقها ضد واشنطن، وإنما بالتفاهم معها من جهة أخرى.
هزت انفجارات عدة مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، خلفت شهداء وجرحى بين المدنيين، فيما لم يتوضح بعد سبب الانفجارات والتي تشير لسيارة مفخخة حسب التوقعات الأولية، نظراً لشدتها.
وقال نشطاء من المنطقة إن انفجارات هزا منطقة دوار الزراعة تلاه انفجار شارع الفيلات في مدينة عفرين التي تكتظ بألاف المدنيين، خلفت كحصيلة أولية 6 شهداء والعشرات من الجرحى بينهم مشوهين جراء احتراقهم.
وشهدت منطقة عفرين بعد تحريرها على يد قوات "غصن الزيتون" عمليات تفجير منظمة تقودها الميليشيات الانفصالية التي كانت تسيطر على المنطقة والتي قامت بتبني عدة عمليات اغتيال لشخصيات مدنية وعسكرية.
وتهدف الجهات التي تقف وراء التفجيرات اليوم واستخدام السيارات المفخخة واستهداف المدنيين لخلق حالة من الفوضى في المدينة وريفها، والتي تتجه لتحسن كبير في مجال التنظيم الأمني والمدني خلال المرحلة الأخيرة.