شنت طائرات حربية ومروحية روسية وأسدية عشرات الغارات الجوية العنيفة والمكثفة على مدن وبلدات ريف درعا، وذلك بعد توقف لبضع ساعات فقط، قيل فيها أن هناك مفاوضات ربما تبدأ بين الأطراف، ولكن سرعان ما عاد الطيران بإجرامه ليبدد هذه الأنباء.
حيث شنت الطائرات الروسية لأول مرة منذ قرابة العام أكثر من 30 غارة جوية على مدينة بصرى الشام التي تعتبر أحد أكثف مناطق درعا سكانا ونازحين، والتي تسببت حسب ناشطين في المدينة بسقوط عدد من الجرحى ودمار كبير في المنازل والممتلكات.
كما وتعرضت أيضا مدينة نوى ذات الكثافة السكانية العالية جدا لغارات جوية قبل قليل لم يرد بعد أي انباء عن سقوط إصابات بين المدنيين، كما وتعرضت مدن وبلدات الحراك والمسيفرة ورخم والمسيفرة والكرك الشرقي وأبطع وداعل لغارات جوية مماثلة وقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا.
وجراء سياسة الإجرام الروسية بإستهداف كل ما هو إنساني فقد تم تدمير 4 مشافي ميدانية لغاية اللحظة من الخدمة، وإخراج 5 مراكز للدفاع المدني من الخدمة أيضا، ما يجعل وضع الجرحى الذين يسقطون جراء إستهداف المنازل بحالة الخطر، حيث أكد ناشطون إستشهاد العديد من المدنيين جراء عدم قدرتهم على نقلهم بالسرعة المطلوبة إلى المشافي وعدم توفر أطباء أو إمكانية تنقلهم بسبب القصف العنيف الذي يستهدف سيارات الإسعاف والإطفاء.
كما أن سياسة إغلاق الحدود التي اتبعتها دول الجوار جعلت الأرض ضيقة في وجه المدنيين الفارين من الموت إلى الموت، مع عدم تدخل أي دولة بشكل فعلي وجدي لوقف المذبحة التي تحصل أمام مرأى ونظر العالم، أحد النازحين يقول لا مكان آمن هنا أينما نذهب نجد الموت والقصف والنزوح.
قال الائتلاف الوطني أن الهجوم الذي حصل في مدينة عفرين بريف حلب ليس له هدف سوى نشر الرعب والذعر والفوضى، مضيفا أن الأيادي الإرهابية ستبقى عاجزة عن تحقيق مآربها، ولن يكتب للمخططات التي تناهض إرادة السوريين وتسعى لكسر إرادتهم في الحرية أي نجاح، ولن يتمكن الإرهاب ولا الاستبداد من تحقيق أهدافه.
وأشار الائتلاف إلى أن "النظر لمثل هذه الجرائم بشكل منفصل وفردي لن يعطي أي صورة صحيحة، هذه الجريمة ومثيلاتها تأتي بالتوازي مع الهجوم المستمر الذي تنفذه قوات النظام وداعميه على مناطق واسعة من جنوب سورية، ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين كل قوى الإرهاب النشطة في سورية، وعلاقتها العضوية بنظام الأسد".
وجدد الائتلاف تأكيده على أن نظام الأسد هو منبع الإرهاب وسببه ومنشؤه، وما لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة لتجفيف هذا المنبع فإن الإرهاب سيستمر في الانتشار.
وكان انفجاران قد حدثا في مدينة عفرين أمس الثلاثاء، حيث هز انفجار منطقة دوار الزراعة تلاه انفجار في شارع الفيلات، ليتبين أنهما ناجمان عن انفجار سيارتين مفخختين، ما أدى لسقوط 11 شهيدا والعديد من الجرحى.
وشهدت منطقة عفرين بعد تحريرها على يد قوات "غصن الزيتون" عمليات تفجير منظمة تقودها الميليشيات الانفصالية التي كانت تسيطر على المنطقة والتي قامت بتبني عدة عمليات اغتيال لشخصيات مدنية وعسكرية.
وتهدف الجهات التي تقف وراء التفجيرات اليوم واستخدام السيارات المفخخة واستهداف المدنيين لخلق حالة من الفوضى في المدينة وريفها، والتي تتجه لتحسن كبير في مجال التنظيم الأمني والمدني خلال المرحلة الأخيرة.
بدأت غرفة العمليات المركزية بدك معاقل قوات الأسد في مدينة درعا بصواريخ محلية الصنع من العيار الثقيل، حيث أدت هذه الصواريخ اليوم لسقوط العديد من قوات الأسد بين قتيل وجريح.
وأكدت غرفة العمليات اليوم أن وحدة الهندسة والإسناد الناري في غرفة عمليات البنيان المرصوص المنضمة تحت رايتها قامت باستهداف بنايات سجنة التي تتمركز بها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية بصاروخ "أرض – أرض: من طراز "عمر" شديد التدمير.
وأشارت غرفة العمليات إلى أن الاستهداف أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، كما قامت الغرفة باستهداف محيط حي سجنة بدرعا البلد برشقات من راجمات الصواريخ.
وقامت وحدات المدفعية والصواريخ في غرفة عمليات البنيان المرصوص بقصف تجمعات ميليشيات الأسد وإيران في حي سجنة بمدينة درعا بصاروخ أبو بكر محلي الصنع.
وشددت الغرفة على أن الصاروخ حقق هدفه، وأدى لتدمير جزء كبير من تحصينات قوات الأسد.
وعلى صعيد آخر، فقد ارتفع عدد شهداء المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الروسية في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي إلى 13 شهيدا "بينهم عائلة كاملة" نازحة من درعا البلد.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها تواصل هجماتها بهدف السيطرة على المدن والبلدات والقرى المحررة بريف درعا، وذلك بالتزامن مع تغطية وقصف جوي من قبل الطائرات الروسية والأسدية "الحربية والمروحية" على منازل المدنيين، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فيما تتواصل حركة النزوح بشكل كبير، في ظل حالة مأساوية.
ويطالب الناشطون والمدنيون في الجنوب السوري الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية والأطراف الفاعلة بضرورة إيقاف الحملة البربرية التي يشنها نظام الأسد بدعم إيراني وروسي على المدينة، ويحذرون العالم من مجازر فظيعة قد ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق المدنيين أطفالا ونساءً وشيوخا.
زعم ما يعرف باسم "المركز الروسي للمصالحة في سوريا" أن منظمة "الخوذ البيضاء" تحضِّر لعمل استفزازي باستخدام مواد كيميائية في محافظة إدلب السورية، في سياق الحملة الإعلامية الدعائية التي تستهدف المنظمة من قبل روسيا، وفي سياق تبرئة نظام الأسد من الهجمات التي يقوم بتنفيذها ضد المدنيين باستخدام الأسلحة الكيماوية.
ونقلت مواقع إعلام روسية عن رئيس المركز الروسي اللواء ألكسي تسيغانكوف أن المركز "تلقى اتصالا هاتفيا من سكان محليين من محافظة إدلب، ذكروا عن التحضير للاستفزاز من قبل منظمة الخوذ البيضاء"، في محالة هزيلة لإلصاق عمليات استهداف المدنيين بالأسلحة الكيماوية بمؤسسة الدفاع المدني السوري.
ولتمكين تلفيقها على اعتبار أن المصدر الذي استند له المركز وقال سكان محليين أخبروه بأنه وصلت إلى إدلب يوم الأحد قافلة من 6 سيارات عليها شعار "الخوذ البيضاء" وشاحنة محملة بوسائل حماية وحاويات تحتوي على سائل وأجهزة فيديو و7 صواريخ، في محاولة يائسة وهزيلة للتلفيق الإعلامي، وهل يمكن لمصدر المركز كشف مابداخل الحاويات من عدد للصواريخ وأن فيها سائلاً، ثم إن كان ذلك صحيحاً بحسب نشطاء فلماذا ينقل الدفاع المدني هذه المواد علانية وبسيارات تحمل شعاره وعلى مرأى مصادر روسيا المزعومة.
وأضاف رئيس المركز أنه حسب المعلومات المتوفرة لدى العسكريين الروس نقل عناصر "الخوذ البيضاء" الصواريخ باتجاه مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، حيث يكرر الإعلام الروسي هذه الأخبار التي تتحدث عن استفزازات وماشابه محاولة اتهام "لخوذ البيضاء" وإبعاد التهمة عن المجرم الحقيقي ممثلاً بنظام الأسد.
وتسعى روسيا دائما عبر إعلامها وتصريحات مسؤوليها وفي المحافل الدولية لتبرأة نظام الأسد من قصف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المناطق المحررة، استخدمت الفيتو أكثر من عشر مرات في مجلس الأمن لحمايته من العقاب والإدانة.
وقبل أيام، زعم قائد قوات الحماية من الإشعاعات والأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي إيغور كيريلوف، يوم الجمعة 22 حزيران/يونيو، أن منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" نظمت، يوم 4 نيسان/أبريل من عام 2017، في خان شيخون استفزازا باستخدام الأسلحة الكيميائية، مستدلاً بأنه استنتج ذلك من الحفرة المتبقية بعد التفجير، التي لا تدل على استخدام أسلحة قوية.
وتواجه مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حملة تشويه ممنهجة من قبل الإعلام التابع لنظام الأسد والإعلام الرديف له، في محاولة لإنهاء أحد أبرز المؤسسات الإنسانية في سوريا والتي تأسست بعد الحراك الثوري، اتخذت من شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
الحملة الإعلامية تواجه المؤسسة الأكثر شعبية في سوريا لاسيما ضمن المناطق المحررة التي تعمل فيها فرقها المنتشرة في تسع محافظات سورية ضمن المناطق المحررة وتقوم بواجبها الإنساني في إنقاذ المدنيين من القصف والقتل اليومي والذي لم تسلم كوادرها منه جراء الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني السوري وكوادرها خلال عملهم الإنساني، تهدف لإضفاء صفة الإرهاب وإلصاقها بها بغية تدميرها وإنهاء كل مايقدم الحياة والخدمات لألاف المدنيين في المناطق المحررة.
أدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، نظام الأسد في القائمة السوداء الخاصة بالدول التي تنتهك حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة، و ذلك في التقرير السنوي الذي يصدره الأمين العام للمنظمة الدولية حول الأطفال والصراعات المسلحة خلال عام 2017.
وتضمنت القائمة أيضا تنظيم الدولة، وقوات حرس الحدود الميانمارية (على خلفية الجرائم ضد مسلمي الروهنغيا)، وجماعة أنصار الله (الحوثيين) والميليشيات المتحالفة مع القوات الحكومية اليمنية (على خلفية الحرب المندلعة منذ 3 سنوات)، وفق التقرير الذي اطلعت عليه "الأناضول".
كما ضمت القائمة حركة الشباب في الصومال (التي تنفذ عمليات ضد القوات الحكومية)، و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بجنوب السودان (حيث تشهد البلاد حربًا داخلية منذ نهاية 2013)، وحركة "العدالة والمساواة" المسلحة بالسودان (تقاتل القوات الحكومية منذ سنوات).
والقائمة السوداء تدرج عليها الجماعات التي "تتورط في تجنيد واستغلال الأطفال والعنف الجنسي ضدهم وقتلهم وتشويههم والهجمات على مدارس أو مستشفيات ومهاجمة أو التهديد بمهاجمة الأفراد ذوي الحماية وخطف الأطفال".
وبخصوص إجمالي الانتهاكات ضد حقوق الأطفال بشكل عام، كشف تقرير الأمين العام أن العام الماضي شهد "زيادة كبيرة في حوادث انتهاك حقوق الأطفال قدرت بنحو 6 آلاف حالة انتهاك من قبل قوات حكومية و15 ألف حالة من قبل قوات غير حكومية، وذلك مقارنة بعام 2016"، دون تفاصيل.
وأوصي أمين عام المنظمة الدولية في تقريره كافة الدول الأعضاء بالعمل من أجل منع الانتهاكات الجسمية لحقوق الأطفال في الصراعات المسلحة واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع مثل هذه الانتهاكات الجسيمة.
طالب أبناء عشائر منبج وريفها في بيان مصور اليوم، بدخول الدولة التركية إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، على غرار ما دخلت إلى إدلب، بهدف نشر الأمن وطرد عصابات الوحدات الشعبية، وتخليص المدينة وأهلها من الممارسات الاستبدادية والتعسفية والعنصرية بحقهم.
وشدد وجهاء العشائر خلال اجتماع لهم اليوم تلاه إصدار بيان حصلت "شام" على نسخة منه" بالإسراع بدخول القوات التركية إلى المدينة، لتخليصهم من كل ما تمارسه الوحدات الشعبية من عمليات ابتزاز وقتل واعتقال.
ووجه المجتمعون نداء إلى أهالي منبج من كل المكونات العربية والكردية والتركمانية والشركسية بأن يكونوا مطمئنين على حياتهم وممتلكاتهم.
ومؤخرا، توصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج عناصر تنظيم "ي ب ك " منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة، في وقت أعلنت رئاسة الأركان التركية أنها سيرت خمس دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة "عملية درع الفرات"، ومدينة منبج شمالي سوريا، وسيرت الدورية الأولى في ذلك التاريخ، ومن المنتظر أن يتواصل تسيير الدوريات في الفترة المقبلة.
حصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تفويض يحق لها بموجبه تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، بعد أن وافقت 82 دولة مقابل معارضة 24 على مشروع قرار مشترك بين 22 دولة وبمبادرة بريطانية يوّسع صلاحيات المنظمة.
وفي المؤتمر الطارئ الرابع للدول الأعضاء بالمنظمة المنعقد بمدينة لاهاي الهولندية، وبموجب مشروع القرار الموافق عليه، تم تفويض المنظمة بتحديد المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية فضلًا عن صلاحية تحديد استخدام هذه الأسلحة.
ومن بين الدول التي عارضت مشروع القرار، روسيا وإيران وسوريا، مقابل موافقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمس الثلاثاء، دعا وفد الحكومة البريطانية خلال مؤتمر للدول الأعضاء بالمنظمة في لاهاي، إلى التصويت على مقترح يمنح المنظمة الصلاحيات التي تم المصادقة عليه اليوم، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، يوم الثلاثاء، تأييد باريس لمشروع قرار يشدد أساليب منظمة حظر الكيميائي وإدراج آلية تحقيق لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وجاء في بيان للحكومة أن "المملكة المتحدة تدعو المجتمع الدولي لمطالبة المنظمة بالمساعدة في تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا وتطوير أفكار لدعم المنظمة وحظر استخدام الأسلحة الكيماوية ومساعدة الدول في تنفيذ معاهدة حظر الانتشار النووي".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قُتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب المئات، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما خلص تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن النظام مسؤول عن إطلاق غاز "السارين" في بلدة "خان شيخون" بريف محافظة إدلب السورية في الرابع من أبريل/ نيسان 2017.
وتوصلت اللجنة المشتركة إلى أن قوات النظام مسؤولة أيضا عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015.
وتعتبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منظمة دولية تعمل على تنفيذ وتطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تطبق من قبل الأعضاء الموقعين والمصادقين عليها. وتبذل جهودا حثيثة لمنع استخدام المواد الكيميائية لأغراض عسكرية وتدمير جميع الأسلحة الكيميائية.
ارتكب الطيران الحربي الروسي مجزرة جديدة في ريف درعا الشرقي، حيث أغارت الطائرات على منازل المدنيين والأحياء السكنية في بلدة الطيبة.
وأشار ناشطون إلى أن الطائرات الروسية استهدفت البلدة بعدة غارات، ما أدى لارتقاء 7 شهداء من النازحين بلدة الغارية الغربية، وجلهم من الأطفال.
ونشر ناشطون صورا مرعبة تظهر أشلاء الأطفال وهي متناثرة على الأرض، فيما تقف فرق الدفاع المدني عاجزة عن القيام بأي شدة بسبب ضراوة القصف واستمراريته على مدار الساعة.
وكان ناشطون قد أكدوا أن القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على ريف درعا أدى اليوم لسقوط 5 شهداء في مدينة داعل بينهم 3 أطفال وسيدة، وسقوط 3 شهداء في بلدة الجيزة، وشهيدين في الحراك وشهيد في كلا من المسيفرة وصيدا والغارية الغربية.
كما تسببت الغارات بسقوط عدد من الجرحى في درعا البلد والغارية الشرقية والحراك وصيدا وناحتة وكحيل ونوى وتسيل والصورة وابطع والشيخ سعد وطفس والطيبة، فيما سقط شهداء وجرحى جراء استهداف حافلة مدنية على الطريق الواصل بين مدينتي داعل ونوى.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها تواصل هجماتها بهدف السيطرة على المدن والبلدات والقرى المحررة بريف درعا، وذلك بالتزامن مع تغطية وقصف جوي من قبل الطائرات الروسية والأسدية "الحربية والمروحية" على منازل المدنيين، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فيما تتواصل حركة النزوح بشكل كبير، في ظل حالة مأساوية.
ويطالب الناشطون والمدنيون في الجنوب السوري الدول الكبرى والمنظمات الإنسانية والأطراف الفاعلة بضرورة إيقاف الحملة البربرية التي يشنها نظام الأسد بدعم إيراني وروسي على المدينة، ويحذرون العالم من مجازر فظيعة قد ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق المدنيين أطفالا ونساءً وشيوخا.
أعلنت هيئة تحرير الشام في بيان سابق حمل عنوان "الجنوب يستنصرنا.. دعوة للعمل"، مد يدها لكافة الفصائل والجماعات، لتشكيل غرفة عمليات تتحد فيها الصفوف لمساندة الجنوب السوري في مواجهة الحملة العسكرية التي يتعرض لها.
وذكرت الهيئة أن في الشمال المحرر أبطال أشداء وعزائم قوية ومعنويات عالية وهي قادرة على تغيير المعادلة وقلب الطاولة إن وحدت صفها وقاتلت عدوها، مطالبة أبناء الجنوب السوري للثبات والصمود.
الدعوة لاقت استجابة سريعة من "جبهة أنصار الدين" التي أصدرت بيان حمل عنوان "وجوب النصرة وحتمية تصحيح المسار"، أعربت فيه عن استعدادها الكامل لتجاوز الخلافات والمشاركة في نصرة الجنوب السوري.
واليوم، أعلن "الحزب الإسلامي التركستاني" في بيان رسمي أيضاَ عن جاهزيته للمشاركة في أي عمل من شانه التخفيف عن أهالي الجنوب ونصرة أهل الشام.
ورغم تسارع وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب السوري، ورغم إبداء ثلاث فصائل كبرى في الشمال السوري جاهزيتها للعمل على تخفيف الضغط على الجنوب السوري إلا أن أحداً لم يبادر للتحرك بشكل جاد وحقيقي، ولم يتعدى حراكها حتى الأن البيان الذي أصدرته، في وقت يزداد وضع الجنوب السوري تعقيداً وتشتد حدة الضغط العسكري عليه مع تخلي الحلفاء وتقدم النظام في مناطق عدة.
وقبل اتخاذ أي خطوة من قبل تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري، علل الشرعي في الهيئة " أبو الفتح الفرغلي" ذلك بأن العمل لنصرة درعا لا يمكن أن يقوم به فصيل واحد الآن.
ومع إعلان الفصائل الثلاث جاهزيتها يغيب أي رد فعل لباقي الفصائل ممثلة بالجبهة الوطنية للتحرير وجبهة تحرير سوريا وفصائل أخرى من الجيش السوري الحر لاسيما فصائل الغوطة وحمص ومنطقة "درع الفرات" وكأن المعركة لاتعينها.
دعا تجمع القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء، دول العالم جميعاً لوقف الكارثة المحدقة بالجنوب السوري جراء هجمات النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا، مؤكدا أنه من العار على من يدعي الحضارة وحقوق الإنسان أن يقف متفرجاً والجرائم ترتكب، بدافع البقاء للبعض وصراع المصالح على حساب أرواح ودماء السوريين.
وقال التجمع في بيان صادر عنه إن المنطقة الجنوبية تعود مرة جديدة للاشتعال، وتتساقط الحمم على أهل الجنوب في السهل دون توقف وتمييز, والهدف تدمير البشر والحجر وتهجير الناس الهائمين على وجوههم هرباً من القتل, ويتباها أنصار السلطة بما يحققوه من بشاعة في هذه الحرب الشعواء, ولا تَسلم أرض الجبل من محاولاتهم المكشوفة, لكسبه وزرع الفتن, إذ تتساقط القذائف (قصيرة المدى) في المناطق المأهولة ومن كل الاتجاهات.
وأوضح التجمع أن القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء رحبت باتفاق خفض التوتر التي شملت المنطقة الجنوبية، وكان ترحيبها مشروطاً بأن يكون ذلك مقدمة للحل السياسي على أسس عادلة وقرارات الأسرة الدولية.
وأضافت أنه ومن خلال التجربة المريرة يرى أن فعل السلطة والدول الضامنة نفسها تُواصل القتل على مرءً من العالم المهزوم أمام رغبة المصالح, وتكتفي المنظمات الحقوقية بالشجب والإدانة.
وأشارت إلى أنه منذ أن أفرزت اجتماعات الأستانا اتفاق خفض التوتر, وواقع الحال لم يتغير, ليتبين أنها بِدَع, فَالنُزُوع للحل الأمني والعسكري ازدادت وتائرهُ لدى السلطة وأعداء الشعب السوري وميليشياتهم المتنوعة, والدلائل تؤكد ذلك من خلال ما جرى في مناطق المرتفعات الغربية وغوطة دمشق الشرقية, والرستن وأرياف حمص وحماه, وصولاً إلى الجبهة الجنوبية التي تسوى منازلها بالأرض اليوم.
ولفت البيان إلى أن تجمع القوى الوطنية والاجتماعية في السويداء وكل الرافضين للحل الأمني, يدركون بشكل جلي: لمصلحة من استمرار هذا القتل والتدمير؟ والالتفاف على الحلول السياسية كلما بانت في الأفق ؟؟ ويطالبون العالم الحر بالعمل على وقف الكارثة التي تتسع دائرتها ضد الشعب وممتلكاته.
وبين أن تجمع القوى الوطنية في السويداء يقف بدافع رؤاه السياسية, وبوعي الظروف المتغيرة ضد الحرب المدمرة التي تفتك بالشعب السوري, وبخاصة التي تُرتكب اليوم بالسلاح الروسي ضد أبناء السهل, كما وقف دائماً ضد مسلسل حروب النظام وحلفائه المحتلين, وضد عمليات الاتجار بأرواح البشر وسرقة ممتلكاتهم أمام أعين وبمعرفة أجهزة السلطة, وتديرها مراكز تحركها على طرفي خطوط التماس قلةٌ من المستفيدين وعصابات القتل المتعمد.
أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف هنريتا فور، في بيان صحفي أن الاقتتال الدائر في منطقة جنوب غرب سوريا تسبب بمقتل 4 أطفال ونزوح 20000 طفل مع عائلاتهم.
وقالت فور في البيان: "لا يعرف الرعب أحدا في سوريا، حيث علق الأطفال مرة أخرى في تبادل لإطلاق النار خلال موجة من العنف مؤخرا يشهدها جنوب غرب البلاد، وأدى الاقتتال إلى نزوح ما يقدر بنحو 20 ألف طفل مع عائلاتهم في غضون 3 أيام فقط، وتم الإبلاغ عن مقتل 4 أطفال وإصابة كثيرين آخرين".
وأكدت فور: "يحتاج الأطفال والعائلات إلى الغذاء والنظافة والعلاج والحماية. وينبغي السماح لأولئك الذين يرغبون بالفرار بالوصول إلى الملاذ الآمن، بعيداً عن مشاهد الحرب وأصدائها".
وأشارت اليونيسيف في بيانها إلى أن "الهجمات الأخيرة ألحقت أضرار بالغة بالبنية التحتية المدنية، ويمثل ذلك انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، شمل ذلك مستشفى ميدانيا حيث خرج الآن عن العمل".
وكان دعا المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى العمل لمنع حدوث مأساة إنسانية أخرى في درعا بجنوب غرب سوريا، وذلك بعد أيام من بدء الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الجنوب السوري، مشيرا إلى أن نشوب حرب شاملة في الجنوب السوري قد يزيد التوتر مع إسرائيل.
دعا المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى العمل لمنع حدوث مأساة إنسانية أخرى في درعا بجنوب غرب سوريا، وذلك بعد أيام من بدء الحملة العسكرية للنظام وروسيا على الجنوب السوري، مشيرا إلى أن نشوب حرب شاملة في الجنوب السوري قد يزيد التوتر مع إسرائيل.
وقال دي ميستورا في جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، "أشعر بالقلق البالغ إزاء الأحداث وبشكل خاص في الجنوب الغربي، ونرى عمليات واسعة وتبادل إطلاق نار من الطرفين".
وتابع "فلنعمل على وضع ترتيبات يمكنها أن تمنع مأساة إنسانية أخرى وحماية المدنيين، ولا يجب أن نسمح في مجلس الأمن أن تتحول إلى غوطة أخرى أو دوما أخرى".
أكثر من أسبوع والجنوب السوري يشهد تصعيداً غير مسبوق من القصف والعمليات العسكرية بعد تحشدات كبيرة وصلت للمنطقة من الميليشيات الإيرانية والعراقية وقوات الأسد، في وقت شاركت روسيا بشكل فاعل في العمليات العسكرية والقصف الذي يطال المناطق المدنية والمشافي ومراكز الدفاع المدني.
وتعمل روسيا بشكل دائم على المراوغة في تنفيذ مخططاتها التي مهدت لها عبر ما أسمته اتفاقيات "خفض التصعيد" التي رعتها الدول الضامنة، ماهي إلا فرصة لكسب الوقت سياسياً وعسكرياً وإعطاء النظام أريحية في تقويض وإنهاء قوة كل منطقة على حدة.