نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، شارتاً يوثق حصيلة الضحايا المدنيين الذين قُتلوا في سوريا منذ آذار 2011 حتى أيلول 2018، والتي بلغ عددهم "222114" مدنياً، قتل النظام السوري أكثر من 89 % منهم.
وتوضح الحصيلة تفاصيل توزع الضحايا المدنيين على الجهات الرئيسية التي تسببت بقتلهم، ونسب القتل لكل جهة والتي تتصدرها قوات النظام وحلفائها بنسبة تقوم الـ 90%، حيث قتلت قوات النظام السوري "198152" مدنياً، بينهم " 22363" طفلاً، في حين قتلت القوات الروسية " 6239" مدنياً، بينهم "1804" طفل.
وقتلت التنظيمات المتشددة في مقدمتها تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام "5312" مدنياً، بينهم "887" طفلاً، في وقت قتلت فصائل المعارضة المسلحة "4112" مدنياً، بينهم "974" طفلاً.
ووفق الحصيلة فقد قتلت قوات التحالف الدولي "2830" مدنياً، بينهم "859" طفلاً، وقتلت قوات الإدارة الذاتية الكردية "1008" مدني، بينهم "159" طفلاً، في حين قتل "4461" مدنياً على يد جهات أخرى كحوادث الغرق والتفجيرات والقتل على يد جهات مجهولة، بينهم "943" طفلاً.
وتقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإصدار توثيقات دورية لحصائل الضحايا المدنيين وحوادث الاعتداء على المراكز الحيوية والمدنية والمجازر المرتكبة على يد كل القوى الفاعلية في سوريا، والقصف المحرم دولياً وضحايا التعذيب وعمليات الاعتقال القسرية وتوثيقات القصل بالبراميل، وفق تقارير شهرية وسنوية وتقارير خاصة حسب الأحداث الجارية، تستند في توثيقاتها لأرقام وإحصائيات مدققة وفق داتا الشبكة وعمل كبير تقوم به في توثيق جميع الأحداث والانتهاكات في سوريا منذ ثماني سنوات.
نالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، جائزة دولية جديدة مضيفة لقباً دولياً جديداً لسلسلة الجوائز التي أحرزتها المؤسسة الإنسانية خلال الفترة الماضية، حيث كرمت لمرات عدة بجوائز دولية على عملها الإنساني الذي تؤديه في إنقاذ المدنيين في سوريا.
وقالت مصادر من الدفاع المدني إن المؤسسة نالت جائزة "إيلي فيزل 2019" من متحف الهولوكوست الأمريكي، حيث من المقرر أن يتسلم الجائزة في حفل بتاريخ 29 نيسان القادم عام 2019 في المتحف بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وفي تشرين الثاني من العام الماضي، نال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) جائزة آيبر الدولية للسلام مضيفا لقباً جديدا إلى رصيده من الجوائز، تسلم الجائزة وفد من "الدفاع المدني" بعد فوزه بالتصويت بنسبة 53 %من قبل طلاب مدارس المدينة وذلك خلال حفل أقيم في مدينة آيبر البلجيكية.
كانت نالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "القبعات البيضاء" في 17 تشرين الأول من العام الماضي، جائزة “نساء العام- women of the year”، وذلك لقاء ما تقدمه المتطوعات في الدفاع المدني من جهود في خدمة المدنيين، وذلك خلال حفل أقيم في العاصمة البريطانية.
سبق أن نال الدفاع المدني السوري جائزة "تيبراري الإيرلندية الدولية للسلام "Tipperary international peace award"، وذلك تقديراً للجهود التي تبذلها الفرق المتطوعة في إنقاذ المدنيين ومساعدة المجتمعات المحلية في سورية.
وتسلم أعضاء من الدفاع المدني "الأربعاء 6 أيلول 2017" الجائزة خلال حفل أقيم في مدينة تيبراري في إيرلندا، وتعد الجائزة رقم 29 منذ تأسيسها مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي لتكريم الأفراد الذين يقدمون مساهمات خاصة لقضية السلام، وكان قد حصل عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العام الماضي.
كما تكرر اسم مدير الدفاع الوطني السوري “رائد صالح” في حفل تكريم الفائز بمسابقة “صناع الأمل”، عدة مرات احتفاء بفوزه ضمن الأوائل في الجائزة التي تقاسمتها خمسة أشخاص ، حصل كل واحد منهم على جائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي.
وتوج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صانع الأمل العربي، خلال حفل ضخم يقام بقاعة ساوند ستيج في مدينة دبي للأستوديوهات، وحضره أكثر من 2000 شخص.
وفاز فاز فيلم الخوذ البيضاء في شباط 2017 بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما "أوسكار" عن أفضل فيلم وثائقي قصير، كما مُنحت جائزة "ديزموند توتو" الخاصة بالسلام مناصفة بين وحَدات الدفاع المدني، وبين النائبة السابقة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال "الراحلة جو كوكس" في تشرين الثاني 2016 وسلسلة جوائز كبيرة نالها الدفاع المدني السوري.
ويعمل الدفاع المدني السوري كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 100 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 260 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
قالت مصادر محلية في ريف دمشق، إن قوات الأمن التابعة للنظام شنت حملة اعتقالات في قدسيا بريف دمشق، استهدفت الشباب لإجبارهم على الالتحاق بقوات الأسد، وخلّفت الحملة اعتقال أكثر من 15 شاباً من بينهم عدداً من أبناء مخيم اليرموك النازحين إلى البلدة.
وقال ناشطون أن قوات الأمن أقامت "حواجز طيّارة" مؤقتة، وداهمت عدداً من المحال التجارية وورشات العمل بحثاً عن مطلوبين لديها للخدمة الإلزامية.
ونقلت مصادر إعلامية عن ناشطين في البلدة، أن الحملة الأمنية تزامنت بتشديد أمني تقوم به الحواجز المُحيطة، يتم من خلالها التحقق من أوراق التأجيل الدراسي للطلاب، حتى أن التدقيق طال كبار السن وفقاً لشهود عيان.
وتواجه مناطق ريف دمشق التي خضعت لاتفاقيات مصالحات مع النظام حملات دهم واعتقالات يومية من قبل قوات الأسد والميليشيات التابعة لها وقوى الأمن، لملاحقة الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، في وقت تعيش جل العائلات ظروف معيشية قاسية بما فيها العائلات الفلسطينية في المنطقة.
قالت مصادر إعلام محلية في دير الزور، إن القوات الروسية استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، وتمركزت في مناطق التماس مع قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، في وقت ذكرت المصادر أن ميليشيات تابعة لإيران انسحب من المنطقة.
ووفق شبكة "فرات بوست" فإن الميليشيات الإيرانية المساندة للنظام قامت بسحب جميع عناصرها من مدينة الميادين و بلدة محكان إلى مدينة البوكمال، لتحل محلها قوات روسية حيث وصلت تعزيزات عسكرية روسية الى مدينة الميادين.
وكانت دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية نحو منطقة "السيال" بريف مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، تضم عناصر من أبناء مدينة دير الزور.
وباتت محافظة دير الزور محط أنظار القوى المتصارعة في سوريا، لما لهذه المحافظة من أهمية اقتصادية واستراتيجية بالغة، تتنافس جميع القوى الكبرى كـ الولايات المتحدة وروسيا وإيران لتمكين نفوذها عبر وكائها في المنطقة وكسب النفوذ والسيطرة على حسب الطرف الآخر.
قالت شبكة "فرات بوست" إن ميليشيات إيرانية تابعة لحركة النجباء العراقية، بدأت بترميم إحدى القباب في قرية السويعية بريف البوكمال، ويطلق عليها اسم "قبة علي"، في سياق تمكين سياسة إيران في نشر التشيع في المنطقة.
وكان قام عناصر تنظيم الدولة بعد سيطرتهم على المنطقة بهدم القبة مع عدد من المواقع والمزارات أسوة بجميع القبور و الأضرحة، و بعد سيطرة قوات نظام الأسد و الميليشيات التابعة له على المنطقة، قام الحشد الشعبي العراقي بإعادة اعماره و اتخاذه مزاراً جديداً لهم في محافظة دير الزور.
وكان وصل يوم أمس عدة باصات على متنها زوار من الجنسية الإيرانية قادمين من العاصمة دمشق الى ريف دير الزور الشرقي بغية زيارة موقع عين علي في مدينة القورية، بالإضافة الى المواقع العسكرية للميليشيات الطائفية.
وفي وقت مضى، نشرت شبكة "فرات بوست" صوراً جوية التقطت حديثاً، تظهر موقع نبع "عين علي" قرب مدينة القورية بريف دير الزور، بعد التعديلات التي قامت ميليشيات إيران بإجرائها على الموقع الذي اتخذته مزارعاً شيعياً.
يتألف المزار من سور ضخم وبناء مشابه للمسجد و أشجار نخيل تم جلبها من البساتين المحيطة، علماً انه لا يوجد روابط تاريخية واضحة بين "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه و نبعة الماء.
و كانت النبع مُهملة على مدى عقود طويلة و استملكتها ايران بعد سيطرة الميليشيات التابعة لها على ريف دير الزور الشرقي لتكون ذريعة لها في حماية المراقد و المزارات في دير الزور.
وكانت أنهت الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور قبل أشهر، بناء قبة فوق أحد الينابيع بريف مدينة الميادين ويسمى "نبع علي" متخذة إياه مزاراً شيعياً للتبرك به، ومدعوماً من قبل مايعرف بمزارات آل البيت الممولة إيرانياً، إضافة لعدة مواقع أخرى في مدينة دير الزور وريفها يتم تجهيزها كمزارات شيعية.
ورصدت حالات تشيع للعشرات من شباب ريف دير الزور، وانتسابهم إلى الميليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية المدعومة من طهران، والتي سيطرت مؤخراً على عدد من مدن وبلدات وقرى دير الزور، خاصة في ريفها الشرقي، وبدرجة أقل في الغربي.
قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، اليوم السبت، أنه تم تفعيل العمل لتشكيل اللجنة الدستورية السورية، وتبقى الاتفاق على قائمة ممثلي المجتمع المدني.
وصرح بوغدانوف لوكالة "سبوتنيك" الروسية على هامش المنتدى الدولي "حوار الحضارات" بالقول: "يجري الآن تكثيف العمل لإنشاء لجنة دستورية في جنيف. لقد أعلنت الحكومة السورية عن مرشحيها، وكذلك المعارضة السورية. والسؤال الآن هو من سيمثل ما يسمى بالطرف الثالث: المجتمع المدني".
وكانت أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخميس، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية يجري بصعوبة، موضحة أنه ليس كل المشاركين بالعمل يفكرون بشكل بناء.
وكان قال دبلوماسيون غربيون في مجلس الأمن إن موسكو تتراجعُ تدريجياً عن تفاهمات توصل إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، وتتعلق بمؤتمر "الحوار الوطني" وطريقة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا.
وأوضح الدبلوماسيون أن التراجع الأول ظهر في الاجتماع الأخير بين دي ميستورا والدول الضامنة الثلاث، حيث طلب ممثل روسيا موافقة النظام السوري على قائمة ممثلي المجتمع المدني.
كما وافقت موسكو على طلب النظام بالحصول على رئاسة اللجنة وأغلبية الثلثين، الأمرُ الذي دفع دي ميستورا إلى التلويح بعدم إعطاء أي شرعية لهذا المسار.
وظهر التراجعُ الروسي الثاني - وفق الدبلوماسيين الغربيين - في إعلان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن هناك اتجاهاً لعقد مؤتمر ثانٍ لسوتشي في المدينة الروسية أو في دمشق، خلافاً لما توصل إليه غوتيريس ولافروف بأن مؤتمر سوتشي سيُعقدُ لمرة واحدة.
قدم نشطاء في السويداء إحصائية تتحدث عن مقتل 115 شخصاً في محافظة السويداء خلال شهر أيلول 2018 الماضي، إثر أحداث عنف منفصلة شهدتها المحافظة تركزت غالبيتها في بادية المحافظة الشرقية، التي تشهد مواجهات بين النظام وحلفائه من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى.
ووفق موقع "السويداء 24" فإن 108 أشخاص قتلوا في بادية السويداء وحدها، كان بينهم 77 عنصر من قوات الأسد وحلفائه، و 31 عنصر من تنظيم الدولة، فيما كان عدد جرحى عناصر الأسد 93 عنصر وصلوا إلى مستشفيات المحافظة.
ومن المدنيين وثقت السويداء 24 مقتل 7 مواطنين داخل محافظة السويداء، قتل ثلاثة منهم في ظروف غامضة على يد مجهولين، وانتحر مواطن، وأخر توفي إثر خطأ في استخدام سلاحه، وجريمة جنائية واحدة، إضافة لمواطن مختطف تم تصفيته على يد أحد الفصائل المحلية.
وواجهت السويداء خلال الأشهر الماضية موجة عنيف كبيرة بهجوم لتنظيم الدولة على ريف المحافظة والمدينة، بدفع من النظام وحلفائه لإخضاع المدينة، والتي لاتزال تواجه تهديدات تنظيم الدولة، ولايزال ملف المختطفين لدى التنظيم عالقاً دون حل كضغط مقصود على المحافظة.
قال قيادي كردي سوري، يوم السبت، أنه لا توجد مؤشرات أو معطيات بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستمر مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى أجل غير مسمى أو إلى النهاية، معتبراً أن المساعي الدولية من أجل التوسط بين الأطراف الكردية شرقي سوريا هي جهود «غير حقيقية».
وقال شلال كدو، ممثل المجلس الوطني الكردي السوري في الائتلاف الوطني المعارض إن «الأنباء التي تتحدث عن وجود مساعي دولية وعلى رأسها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مبالغ فيها ولا توجد إلى الآن في هذه المرحلة جهود حقيقية من أجل إيجاد نوع من المصالحة أو التقارب بين المجلس الوطني و PYD».
وأضاف كدو لموقع "باسنيوز": «لا توجد لهذه اللحظة أية إشارات إيجابية من قبل PYD لتوحيد الكلمة الكردية، بل يرفض أي تعاون أو تنسيق مع الآخرين ولا سيما مع المجلس الوطني الكردي، ومنذ أيام قليلة رأينا تصريحات لأبرز قيادات هذا الحزب أعلنوا فيه استعدادهم للتعامل مع الجميع سوى معنا».
وأشار إلى أن «هذا الأمر وغيره من ممارسات هذا الحزب يدل على أنه غير جاهز ومستعد للتعامل مع المجلس في هذه المرحلة بأي شكل من الأشكال».
وقال كدو: «لا توجد أية مؤشرات أو معطيات بأن الولايات المتحدة الأمريكية أو إدارة الرئيس ترامب سوف تستمر مع PYD إلى أجل غير مسمى أو إلى النهاية»، مشيراً إلى أن «إدارة ترامب متقلبة أو مزاجية إلى حد كبير ولا سيما في تعاطيها في الشأن السوري ومع شأن الشرق الأوسط بشكل عام».
وأوضح كدو «إذا تخلت هذه الإدارة عن PYD ومسلحيه سوف يكون مصيرهم صعباً للغاية».
وختم شلال كدو حديثه قائلاً: «المجلس كان يرغب منذ البداية أن تكون الرؤية السياسية في شرقي سوريا موحدة إذ بذلنا جهوداً حثيثة في هذا المجال لكن دون جدوى كما وقعنا اتفاقيات عديدة بإشراف الرئيس بارزاني مع PYD لكنه نقضها قبل أن يجف حبر التوقيع».
شن مقاتلو تنظيم الدولة مساء أمس السبت، هجوماً معاكساً على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور الشرقي، موقعاً خسائر كبيرة في صفوف الأخيرة.
ووفق مصادر محلية في دير الزور فإن الاشتباكات تركزت على محاور بلدة السوسة شرقي دير الزور، حيث باغت عناصر التنظيم قوات "قسد" بهجوم معاكس، خلف قتلى وجرحى في صفوفها.
وبالتزامن مع الهجوم، سارعت طائرات التحالف الدولي لاستهداف عناصر التنظيم المهاجمين ومساندة قوات سوريا الديمقراطية، لوقف الهجوم المعاكس، حيث تعرضت المنطقة للعديد من الغارات الجوية.
تتواصل المعارك بشكل عنيف جدا بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة هجين بريف ديرالزور الشرقي، إلا أن قوات قسد تحرز تقدماً طفيفاً على الأرض بسبب مقاومة عناصر التنظيم وعمليات الالتفاف التي ينفذها والألغام والخنادق التي جهزها في المنطقة والتي تعيق التقدم.
قال دبلوماسيون غربيون في مجلس الأمن إن موسكو تتراجعُ تدريجياً عن تفاهمات توصل إليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، وتتعلق بمؤتمر "الحوار الوطني" وطريقة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا.
وأوضح الدبلوماسيون أن التراجع الأول ظهر في الاجتماع الأخير بين دي ميستورا والدول الضامنة الثلاث، حيث طلب ممثل روسيا موافقة النظام السوري على قائمة ممثلي المجتمع المدني.
كما وافقت موسكو على طلب النظام بالحصول على رئاسة اللجنة وأغلبية الثلثين، الأمرُ الذي دفع دي ميستورا إلى التلويح بعدم إعطاء أي شرعية لهذا المسار.
وظهر التراجعُ الروسي الثاني - وفق الدبلوماسيين الغربيين - في إعلان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن هناك اتجاهاً لعقد مؤتمر ثانٍ لسوتشي في المدينة الروسية أو في دمشق، خلافاً لما توصل إليه غوتيريس ولافروف بأن مؤتمر سوتشي سيُعقدُ لمرة واحدة.
أفادت مصادر ميدانية في درعا بأن وجهاء وممثلين عن «فصائل التسويات» في ريف درعا الغربي عقدوا قبل أيام اجتماعاً مع جنرال روسي يعمل بوصفه «ضابط ارتباط المنطقة الجنوبية» في قاعدة حميميم الروسية.
وأشارت المصادر إلى أن المشاركين في الاجتماع ناقشوا شكاوى من تجاوزات تقوم بها قوات النظام في الجنوب، وبعض المسائل المدنية والخدمية في المنطقة. كما أوضحت المصادر أن «فصائل التسويات» بريف درعا الغربي عرضت على ضابط الارتباط الروسي تشكيل قوات جديدة تابعة لحميميم مباشرة جنوب سوريا.
وأكد مصدر ميداني أن أبو مرشد البردان، القيادي السابق في «جيش الثورة» والمسؤول السابق أيضاً عن «الفيلق الخامس» بريف درعا الغربي، طرح خلال الاجتماع مطلباً للجانب الروسي يقضي بتشكيل قوات من «فصائل التسويات» في ريف درعا الغربي بإدارة مباشرة من قاعدة حميميم ومستقلة عن «الفيلق الخامس - اقتحام» الذي تشرف عليه روسيا في سوريا، والسماح للمدنيين بالانتساب إلى هذا الفصيل الجديد، سواء من المتطوعين أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في جيش النظام السوري، وأن يتلقى التشكيل الجديد أوامره مباشرة من قاعدة حميميم الروسية.
وأشار المصدر إلى موافقة الجانب الروسي على مطالب «فصائل التسويات» التي نقلها القيادي البردان، مضيفاً أن من المتوقع أن يكون الأخير مسؤولاً عن هذا التشكيل في ريف درعا.
وتابع أن الجانب الروسي طالب الفصائل بالمشاركة في قتال تنظيم الدولة في كافة الأراضي السورية، وأوكل إليهم مهمة الالتحاق بالمعارك الدائرة في تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية، جنوب سوريا، ومحاسبة عناصر المعارضة الذين يرفضون المشاركة في قتال التنظيم.
وقال المصدر إن الروس يريدون أن يلعب التشكيل الجديد دوراً في حماية أمن المنطقة الغربية في درعا - التي تشرف عليها «فصائل التسويات» - من المخربين أو بقايا تنظيم الدولة، وهي مهمة مماثلة لما يقوم به فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري في المنطقة.
وقالت مصادر أخرى إن وجهاء المنطقة الغربية وقادة «فصائل التسويات» تطرقوا خلال الاجتماع إلى حملة الترويج الكبيرة للانضمام إلى «الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد.
وكانت روسيا رفضت انضمام فصائل بريف درعا الغربي إلى «الفيلق الخامس» على خلفية رفض كثيرين من عناصر «فصائل التسويات» أن يتم نقلهم للقتال في شمال سوريا (خلال التحضيرات لـ«معركة إدلب»)، ما دفع عشرات منهم إلى الانضمام إلى «الفرقة الرابعة»، أو جعلهم عرضة لمن يروّج للانضمام إلى ميليشيات «حزب الله» أو ميليشيات أخرى مرتبطة بإيران.
وكان لافتاً أن عناصر من «فصائل التسويات» طلبوا أخيراً قوافل تتولى تهجيرهم إلى شمال سوريا، بعد أن شعروا بتغير الموقف الروسي تجاههم ولحظوا إصراراً على زجهم في المعركة التي كان يروّج إعلام النظام السوري لها في محافظة إدلب، قبل إعلان تشكيل المنطقة العازلة فيها بين تركيا وروسيا.
وأكد مصدر أن التشكيل الجديد سيكون مستقلاً تماماً عن التشكيلات العسكرية التابعة للنظام السوري و«الفيلق الخامس - اقتحام» الذي تشرف عليه روسيا أيضاً، وأنه سيتلقى أوامره من الروس مباشرة.
وأوضح أن النظام السوري لن يملك أي سلطة عسكرية على التشكيل، إلا أن عناصره سيقاتلون إلى جانب قوات النظام ضد تنظيم الدولة على كامل الأراضي السورية. ولاقى التشكيل الجديد قبولاً بين عناصر «فصائل التسويات» والشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية، إذ وصل عدد الراغبين في الانتساب إليه في ريف درعا الغربي، في أول يوم من إعلان قبول قاعدة حميميم عرض الفصائل، إلى 600 عنصر من عناصر «الفيلق الخامس» المفصولين سابقاً.
ولفت مصدر إلى أن عدد عناصر التشكيل الجديد لا يتجاوز 1500 من «فصائل التسويات»، لكن لم يتحدد رقم نهائي لعدد الراغبين بالتعاقد مع التشكيل.
وقال الناشط السياسي مهند العبد الله لـ«الشرق الأوسط» إن روسيا تسعى إلى كسب «فصائل التسويات» في جنوب سوريا نظراً إلى الأعداد الكبيرة لعناصرها التي بقيت في المنطقة ورفضت التهجير إلى الشمال السوري، وكذلك لإبعاد خطر كسب ميليشيات «حزب الله» والميليشيات الإيرانية شباب المنطقة إلى صفها وبينهم عناصر «فصائل التسويات».
وتابع أن روسيا كانت قد تعهدت لدول إقليمية، قبيل اتفاق تسليم الجنوب للحكومة السورية، بضمان إبعاد ميليشيات إيران و«حزب الله» عن المنطقة، مشيراً إلى أن الروس سعوا إلى الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع «فصائل التسويات» لأهداف تخدم مصالحهم في سوريا.
وزاد أن الخطوة الروسية الأخيرة بإعادة هذه الفصائل في درعا إلى إدارتها يمكن فهمها بوصفها محاولة لاستعادة التوازن وعدم ترك الساحة في الجنوب لأطراف أخرى، مشيراً إلى أن موسكو تسعى في مناطق الجنوب السوري حالياً إلى امتصاص الغضب الشعبي تجاه تجاوزات تقوم بها قوات النظام.
وأضاف العبد الله أن روسيا تسابق الإيرانيين و«حزب الله» وحتى النظام السوري من أجل كسب مزيد من الحلفاء في المناطق التي سُيطر عليها مؤخراً، سواء في درعا أو حمص، حيث بدأت قوات روسية نشر حواجز في «مناطق المصالحات» وغيرها من مناطق النظام من أجل الحد من حركة الميليشيات التابعة لإيران و«حزب الله» التي تحاول بدورها تطويع الشبان في صفوفها.
رغم إعلان وزارة النقل السورية إنهاء الاستعدادات اللوجيستية لإعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي والبدء باستقبال حركة عبور الشاحنات والترانزيت، فلا تزال تعقيدات كثيرة تحيط بموضوع استفادة لبنان من إعادة افتتاح المعبر في ظل استخدامه من قبل دمشق ورقة ضغط على المسؤولين اللبنانيين لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ووصف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مؤخرا ما يحصل في هذا الملف بـ«الابتزاز»، لافتا إلى أن لبنان أبقى حدوده مفتوحة كما مطاره أمام كل السوريين بغض النظر إذا كانوا مؤيدين أو معارضين للنظام، كما لم يمنع دخول البضائع السورية إليه.
ويتولى مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم المشاورات في هذا الملف، وقد زار الأردن مؤخرا لتحريك الأمور كما ينسق مع السلطات السورية، بتكليف من رئيس الجمهورية. وهو أشار في تصريح له أمس إلى أن «الموضوع لا يزال يحتاج لبعض الوقت باعتبار أن الاتصالات الدولية والإقليمية لا تزال ناشطة، على أمل أن نتوصل إلى نهايات سعيدة».
ولا تقتصر الاتصالات مع الجانب السوري في هذا الملف على الأمن العام، إذ يتابع وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري عن كثب المستجدات وبشكل مباشر مع المسؤولين السوريين، لافتا إلى أن التواصل دائم لكن حسم الموضوع يستلزم أسابيع قليلة. وقال خوري لـ«الشرق الأوسط»: «المعبر حيوي ومهم للبنان باعتبار أنه يؤمّن عمليات تصدير بمئات ملايين الدولارات»، وفق "الشرق الأوسط".
وأشار خوري إلى أنه يتفهم موقف الرئيس الحريري من الموضوع، لكن هذا لا يعني أننا نوافق على عدم التواصل مع الدولة السورية لتأمين مصلحة لبنان الاقتصادية، خاصة أنها مصلحة كل اللبنانيين وليس فئة منهم.
وأضاف: «الملف وطني بامتياز ويجب تحييده عن السياسة، فحتى في خضم الحروب كانت بعض دول أوروبا تفتح قنوات اتصال بخصوص الموضوع التجاري باعتبار أنه يشكل مصلحة لهذه البلاد، فكيف إذا كنا نتحدث عن بلد لنا علاقات دبلوماسية معه».
ونفى خوري أن يكون النظام السوري يبتز لبنان في هذا الملف، إلا أنه شدد على أن طلب التنسيق أمر طبيعي، فعلى أي أساس سيسمحون إذن بمرور شاحناتنا عبر الأراضي السورية كي تصل إلى المعبر؟
ولا تخفي مصادر في قوى 8 آذار مقربة من «حزب الله» أن النظام في سوريا يطلب التنسيق الرسمي بين الحكومتين لإعادة فتح المعبر أمام الصادرات اللبنانية، لافتة إلى أن «دمشق وافقت على بحث ملف النازحين وإعادتهم عبر الأمن العام، من منطلق أن الملف بشكل أساسي ملف أمني، لكننا هنا بصدد ملف اقتصادي يتطلب قراراً واضحاً من الحكومتين، على أن يتم التنسيق بشكل علاقة ثنائية مباشرة أو من خلال الانتظام بعلاقة ثلاثية مع الأردن».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «قد يشهد الملف حلحلة محدودة بانتظار تشكيل الحكومة اللبنانية لتبت في الموضوع رسميا، لكن إعادة النظر بالرسوم المفروضة من قبل سوريا على البضائع اللبنانية أمر مطروح، ولا شك سيشكل إشكالية كبيرة».
وقد بدأت ملامح أزمة في هذا الملف تلوح في الأفق، وإن كان كل المعنيين حريصين تماما على التأكيد أن الموضوع لا يزال قيد البحث والنقاشات. وأشار نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس إلى أن رفع الدولة السورية رسوم عبور الترانزيت البري على الشاحنات اللبنانية سيؤدي تلقائيا لطلب اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل، خاصة أن هناك اتفاقيات واضحة بين البلدين في هذا الخصوص، لافتا إلى أن «نحو نصف الشاحنات التي تنطلق من لبنان هي شاحنات سورية وبالتالي الضرر لن يلحق فقط بأصحاب الشاحنات اللبنانية إنما أيضا بالسوريين، إلا إذا كان هناك قرار بالتمييز بيننا وبينهم».
وقال القسيس لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس عون يشرف شخصيا على الملف وقد كلف اللواء عباس إبراهيم بالمهمة، والرئيس الحريري كان واضحا تماما أنه لا يعارض استفادة لبنان من إعادة فتح المعبر، وموقفه هذا وطني بامتياز، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يفرض عليه التنسيق مع النظام». وأضاف: «صحيح أن من شأن إعادة فتح المعبر تحقيق نوع من الانفراج الاقتصادي، لكننا في النهاية لن نموت من الجوع إذا أصر الطرف السوري على إقفاله بوجهنا».
وأعلنت وزارة النقل السورية الشهر الماضي رفع رسوم عبور الترانزيت البري لشاحنات النقل السورية والعربية والأجنبية المحملة والفارغة عند عبور الأراضي السورية، مع الحفاظ على قيمة رسوم المنافذ البحرية.
وأوضحت الوزارة أن قرار رفع الرسوم يعتبر «استراتيجيا ونوعيا»، ويحافظ على التنافس مع المرافئ البحرية المجاورة ويهدف لتحقيق الربحية وإيرادات مناسبة للعبور البري للترانزيت العابر للأراضي السورية.