يتواصل الجدل والتجاذب السياسي في لبنان بما يتعلق بملف إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة الأسد، بين الأفرقاء في لبنان بين من يرى أن أفضل حل لعودة النازحين هو التواصل مع النظام السوري وبين من يرى أن أفضل حل هو في الضغط على النظام من قبل الأصدقاء والحلفاء لتأمين عودة النازحين.
وفي محاولة لمقاربة عقلانية وعملانية لعودة النازحين بعيداً عن إستثار الغرائز السياسية والطائفية والمذهبية علمت “القدس العربي” أن الحزب التقدمي الاشتراكي دعا إلى لقاء برعاية رئيس الحزب وليد جنبلاط يوم غد الاثنين تحت عنوان “لبنان والنازحون من سوريا: الحقوق والهواجس وديبلوماسية العودة” سيتكلم في خلاله زعيم المختارة وكل من وزير التربية أكرم شهيب ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيوميجيان اللذين رافقا رئيس الحكومة سعد الحريري إلى مؤتمر بروكسل فيما استبعد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.
وترى أوساط الحزب الاشتراكي أنه لا بدّ من مقاربة متخصصة علمية هادئة في قضية النزوح السوري في موازنة توفّق بين الحفاظ على كرامة النازحين وسيادة لبنان وديبلوماسية العودة. من هنا، ينظّم الحزب التقدمي الاشتراكي هذا المؤتمر في محاولة بلورة سياسة عامة فشل لبنان – الدولة في إنجازها حتى الآن، وبهدف صياغة إعلان مبادئ لسياسة عامة متكاملة تُعرَض على الأحزاب السياسية وعلى الحكومة وعلى الأمم المتحدة والعواصم الدولية المؤثرة”.
وكان الرئيس الحريري في مؤتمر بروكسل 3 الذي أقرّ مساعدات مالية بقيمة 7 مليارات دولار شدّد على “أن الحل الوحيد لأزمة اللاجئين السوريين هو بعودتهم الآمنة إلى بلادهم مع احترام القوانين والمعاهدات الدولية” مؤكداً “التزام الحكومة اللبنانية بالعمل مع هيئات الأمم المتحدة حول أي مبادرة لعودة النازحين من بينها المبادرة الروسية”.
وفيما حذّر من “أن التوترات قد تزداد وتؤدي إلى خطر الأعمال العنفية ما سيؤثر على استقرار لبنان ويحفّز اللاجئين على البحث عن ملجأ آخر” دعا إلى “تأمين تمويل لخطة لبنان للاستجابة للأزمة، وتأمين 2.9 مليار دولار” مشيراً إلى “أن لبنان لا يستطيع أن يستمرّ بتحمّل الآثار الاقتصادية والاجتماعية لاستضافة مليون ونصف مليون نازح”.
ومن المعلوم أن الرئيس الحريري هو من أنصار الضغط على النظام السوري لإعادة النازحين وليس من أنصار التطبيع معه لإعادة هؤلاء النازحين. ويرى الحريري أن من غير الطبيعي وجود 10 ملايين نازح خارج سوريا.
في المقابل، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي وتيار المردة والأمير طلال ارسلان هم من أنصار التواصل مع النظام السوري لتأمين عودة النازحين. ومن المعلوم أن رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل لم يشأ تلبية الدعوة إلى مؤتمر بروكسل 3 لأن مؤتمرات كهذه كما قال “تموّل بقاء النازحين فيما نحن نريد مؤتمرات تعيد النازحين إلى سوريا”.
كشفت مصادر إعلام روسية عن نية جامعة سيفاستوبول الحكومية الروسية في النصف الثاني من العام الحالي، إرسال بعثة استكشافية للتنقيب عن الآثار قبالة الساحل السوري، في سياق المساعي الروسية للاستئثار بكل الاستثمارات في سوريا.
وقال إيفان تشيخاريف مدير معهد العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية في الجامعة المذكورة، إن هذه أول رحلة استكشافية إلى سوريا من هذا النوع في تاريخ روسيا الحديث، وتعتبر قفزة للعلوم الروسية في منطقة المتوسط.
وأشار إلى أن المهمة الرئيسية للبعثة، البحث والعثور على المواد والقطع الأثرية الغارقة في مياه المتوسط، حيث يوجد عدد من المدن والموانئ والقلاع القديمة تعود للعصور الوسطى والفينيقية وبينها جزيرة أرودا التي تبعد 3.5 كم عن ميناء طرطوس.
وستركز البعثة على دراسة طريق الملاحة القديم الممتد من تاوريس خيرسون الأثرية في شبه جزيرة القرم الروسية، إلى المراكز الرئيسية للحضارة القديمة على الساحل السوري.
وستعمل البعثة بدعم من وزارة الدفاع الروسية ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية وسيتم تنسيق نشاطها في إطار رحلة لسفينة الدراسات المائية الروسية "دونوزلاف" إلى شرقي المتوسط، حيث سيستخدم فريق البعثة معدات وأجهزة الغوص العميق التي تحملها السفينة.
وفي يناير الماضي، وقع حاكم مدينة سيفاستوبول الروسية دميتري أوفسينيكوف على اتفاقية للتعاون مع محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى تؤسس للعلاقات بين المدينتين في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية والإنسانية والاجتماعية، في سياق مساعي روسيا للسيطرة على جميع الموراد الرئيسية في سوريا وإبرام اتفاقيات مع نظام الأسد الذي بات مجرد واجهة سياسية لتمكن روسيا في مفاصل الدولة.
أعلنت السلطات الأمنية في جمهورية قرغيزيا، الواقعة في آسيا الوسطى، عن إلقاء القبض على مواطنٍ قالت إنه شارك في القتال مع "الإرهابيين" في سوريا.
وقالت هيئة الأمن القومي القرغيزية، في بيان رسمي، أمس، إن عناصرها، بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية، وفي إطار العمليات الخاصة في مجال التصدي لتسلل مقاتلي ومرتزقة التنظيمات الإرهابية إلى قرغيزيا، تمكنوا من «إلقاء القبض على مواطن مدرج اسمه على قوائم المطلوبين»، ولم تكشف الهيئة عن اسم المواطن كي لا يؤثر ذلك على التحقيقيات المستمرة في القضية.
ووفق المعلومات الرسمية، كان المشتبه به يعمل عام 2015 في واحدة من الجمهوريات السوفياتية السابقة، ووقع هناك تحت تأثير واحد من ممثلي منظمات الإرهاب الدولي، ومن ثم سافر إلى تركيا، ومن هناك انتقل إلى سوريا، «حيث تلقى تدريبات قتالية، وشارك في القتال ضد القوات الحكومية هناك».
وبناءً على تلك المعطيات، فتحت النيابة العامة القرغيزية ضده ملف قضية جنائية بتهمة «مرتزقة»، وأصدرت بحقه بطاقة بحث دولية. وحسب بيانات أجهزة الأمن في قرغيزيا، غادر البلاد خلال السنوات الماضية نحو 500 مواطن قرغيزي باتجاه العراق وسوريا، للمشاركة في القتال هناك.
أطلقت بلدية باريس الكبرى على أحد شوارعها اسم الفنانة السورية المعارضة "فدوى سليمان" في منطقة الدائرة الثالثة العريقة في قلب العاصمة الفرنسية، وذلك تكريماً لمواقفها ومسيرتها النضالية المطالبة بالحرية في سوريا.
وتخرجت سليمان، والتي من مواليد عام 1970، من المعهد العالي للفنون المسرحية، وظهرت في أعمال درامية كثيرة، منها مسلسل "أمل" و"الشقيقات" و"هوى بحري" و"نساء صغيرات" و"الطويبي" و"طيبون جداً". كما كان لها ظهور في فيلم "نسيم الروح" وشاركت في مسرحيات كثيرة وأعمال إذاعية، وانتقلت الفنانة الراحلة إلى فرنسا، عام 2012، بعد ملاحقتها من أجهزة النظام الأمنية، قبل أن توافيها المنطقة في شهر آب لعام 2017، بمرض السرطان.
الفنانة الراحلة التي شاركت منشد الثورة، "عبدالباسط الساروت"، في مظاهراته بحمص، متحدية وحشية النظام السوري وتهديداته المتكررة بـ "سحقها"، كما ذكرت في وثائقي "دولة الرعب، سورية السجن الكبير" الذي بثته قناة فرنسية
ورثى الساروت، فدوى سليمان في حديثه لإذاعة وطن إف، واعتبرها بطلة من أبطال الثورة، فقد أقدمت على أمور يصعب على رجال عملها، بحسب رأيه، واعتبر ان قدوم سليمان الى حمص في بداية الثورة كان في الوقت المناسب، حتى تغير نظرة العالم الى السنة الذين اتهمهم نظام الأسد ب"الإرهابيين".
ونعى وفاة الفنانة، عدد من الفنانين والناشطين السوريون، على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، معبّرين عن حزنهم الشديد لرحيلها، كما نعت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الفرنسية، الممثلة السورية المعارضة، "فدوى سليمان"، عقب الاعلان عن وفاتها، بعد معاناتها مع مرض السرطان.
ووصفت الصحيفة سليمان بـ "أيقونة الثورة السورية"، وركزت على مشاركتها في الانتفاضة الشعبية منذ يومها الأول "متحدية رجال وأسلحة طاغية دمشق" و"مجاهدة في سبيل تجنب التعبئة الطائفية في مظاهرات حمص التي حاول البعض صبغها بلون سنّي معادٍ لنظام علوي".
ونشرت "ليبراسيون" مقطعاً للممثلة السورية الراحلة خاطبت فيه المتظاهرين قائلة إنها "ليست علوية، بل سنية مثلهم، لأنها سورية بالدرجة الأولى، شأنها شأن الملايين الذين يعانون من بطش النظام".
واستعادت الصحيفة الفرنسية، مقاله لصحيفة "لوموند" نشرها الصحافي كريستوف عياد في ربيع عام 2012، رفضت فيها فدوى وصفها بـ"الناشطة العلوية"، معتبرة أن "الطائفية كانت لعبة النظام الأساسية في حمص لسحق الانتفاضة".
قالت مصادر محلية في ريف إدلب اليوم، إن هيئة تحرير الشام أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب من جهة أريحا، ومدينة سرمين، تمهيداً لشن عملية أمنية كبيرة في المنطقة، بدعوى ملاحقة خلايا هاربة من سجن إدلب المركزي.
ووفق المصادر فإن الطريق العام الواصل بين مدينتي أريحا وإدلب يشهد استنفار كبير لعناصر الهيئة، وقطع للطرقات في المسطومة وعلى أطراف مدينة سرمين، حيث تواصل الهيئة عمليات البحث عن الفارين من سجن إدلب المركزي بعد الضربات الروسية التي طالته.
وكان أعلن الجهاز عن تمكنه من إلقاء القبض على عدد كبير من الفارين، في وقت أصدر تعميماً يتضمن حزمة من المغريات للهاربين لتسليم أنفسهم تتضمن تخفف الأحكام التعزيرية بالسجن إلى ثلث المدة المحكوم فيها، وتخفف الأحكام التعزيرية بالمال إلى ربع المبلغ المحكوم فيه، و يعطى المطلوب الفار الأمان على دمه، أما السجناء الذين كانوا قيد التحقيق، سيشملهم الظرف المخفف للحكم حين الصدور، معتبرة النقاط الأربعة السابقة نافذة لمن يسلم نفسه في مدة أقصاها 4 أيام من تاريخ هذا الإعلان.
وبين مساعي تحرير الشام لاحتواء الموقف وإعادة الفارين من السجون، تعيش مئات العائلات في المحرر ممن لديها أبناء محتجزين في سجون الهيئة، حالة من التخبط والخوف الكبير لمعركة مصير أبنائهم المحتجزين لدى الهيئة، وهم باتوا في عداد الضحايا أما الفارين، في الوقت الذي ترفض فيه الهيئة الكشف عن أسماء الضحايا حتى اليوم.
وكشفت الغارات الروسية التي استهدفت السجن المركزي عن وجود المئات من المحتجزين من الأطفال والنساء، كانوا ضمن تلك السجون، لاتعرف هوياتهم ولا المناطق التي ينتمون إليها أو التهم التي سجنوا فيها، حيث كان جل تركيز الهيئة على هروب عناصر من داعش وخلايا النظام الأمنية المحتجزين في السجن.
كشفت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن اجتماعي عسكري مرتقب يجمع كل من رئيسي الأركان العراقي والإيراني مع رئيس أركان جيش الأسد في دمشق، لافتة إلى ان الاجتماع سيكون في دمشق.
ووفق الوكالة فإن "رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري توجه على رأس وفد عسكري إلى دمشق، بهدف المشاركة بالاجتماع الثلاثي لمكافحة الإرهاب".
وأشارت إلى أن "زيارة اللواء باقري تستهدف تطوير التعاون الدفاعي العسكري وإجراء مشاورات تتعلق بمكافحة الإرهاب والتنسيق بين إيران والعراق وسوريا، إلى جانب متابعة آليات إيجاد الاستقرار والأمن بالمنطقة"، منوهة إلى أن الزيارة تشمل أيضا إجراء جولة تفقدية على المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وفق تعبيرها.
وتستعجل إيران حراكها العسكري في سوريا لتمكين قبضتها في مجالات شتى والحصول على اتفاقيات طويلة الأمد مع نظام الأسد تضمن تحقيق مصالحها، ويأتي هذا الحراك العسكري بعد معلومات وردت عن استياء روسي كبير من الأسد لمنحه إيران امتيازات كبيرة في مرفأ اللاذقية.
اعتبر وزير الخارجية التونسي السابق أحمد ونيس"، أن هناك 4 أولويات تكرس ثوابت العمل العربي المشترك، قد تسهم في انجاح القمة العربية المنعقدة في تونس في حال تم التوصل إلى ايجاد حلول لها.
وقال "أحمد ونيس"، في حديث مع موقع "عربي21"، إن "القمة الـ30 لرؤساء الدول العربية يمكن أن تكون ناجحة وهي قادرة على أن توجه رسائل إيجابية إلى العالم وإلى الرأي العام العربي في صورة اتخاذ خطوات عملية
وحدد تلك الأولويات في "استعادة الأولوية لأمهات القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتجاوز الخلافات العربية ـ العربية في منطقتي الخليج والبلدان المغاربية، واستئناف الحوار بين العرب وإيران وعودة سوريا إلى الصف العربي ضمن مسار التسوية للملفات السياسية والإنسانية والحقوقية ولأزمات تعاني منها كثير من الدول العربية بينها ليبيا واليمن وسوريا".
وأضاف: "يمكن اعتبار ملف أكثر من 10 ملايين لاجئ سوري على رأس هذه الملفات المستعجلة، وهو ملف سياسي إنساني لا يمكن تسويته دون مسار سياسي، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى طي صفحة الماضي والقبول بكون قاعدة المصير المشترك تعني كذلك فتح الباب لعودة سوريا إلى الصف العربي والحوار حول مرحلة إعادة بناء ما هدمته الحرب طوال الاعوام الثمانية الماضية".
واعتبر السفير أحمد ونيس، أن "كل هذه الملفات مقدور عليها وتحت السيطرة إذا نجح وزراء الخارجية العرب ثم مجلس الرؤساء والملوك والأمراء في عقد مشاورات تمهيدية وحوارات معمقة تحركها مصالح الأمن القومي العربي وثوابت العمل العربي المشترك منذ القمة العربية الأولى وعلى رأسها الإيمان باستقلالية القرار الوطني عن الأجندات الاستعمارية القديمة والجديدة وعن استراتيجيات سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتدخلات الأجنبية".
وتستضيف تونس نهاية الشهر الجاري الدورة العادية الثلاثين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة بعد اعتذار مملكة البحرين.
سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في ريف ديرالزور الغربي إثر انفجار لغم بسيارة كانوا يستقلونها.
وقال ناشطون في شبكة "فرات بوست" أن الانفجار وقع في محيط منطقة الشولا، وخلف 13 قتيلا وأكثر من 50 جريحا، بينهم أطفال ونساء.
وأكد ذات المصدر أن الضحايا كانوا يعملون في جني "الكمأة"، حيث انفجر اللغم بهم أثناء عودتهم من عملهم.
ويذكر أن جثث القتلى تم انتشالها، فيما تم إسعاف الجرحى لمشفى مدينة ديرالزور.
وتجدر الإشارة إلى أن عشرات المدنيين قتلوا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب انفجار ألغام من مخلفات تنظيم الدولة وقوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية في البادية السورية، حيث نشطت عملية البحث عن الكمأة في البادية لكونه ينمو بعد هطول الأمطار.
وللعلم فإن "الكمأة" هو "فطر بري" موسمي ينمو في الصحراء ويستخدم كطعام، ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وتعمل مئات العائلات في جني هذا الفطر كمصدر للزرق، حيث تقوم بيعه بعد جنيه من الصحراء.
أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، في اتصال مع الصحافيين، أنه يجب النظر إلى زيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى إسرائيل ولبنان والكويت على أن الهدف منها هو مواجهة تدخلات إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط وتمدّد هذا الوجود من خلال الميليشيات التابعة لها من العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن.
وكشفت وزارة الخارجية أن بومبيو سيزور أماكن عدة خلال زيارته لإسرائيل، في إشارة غير مباشرة إلى أنه سيذهب إلى الجولان، وربما إلى الحدود مع لبنان، حيث يتعمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرافقة زواره للتأكيد على أن الخطر الإيراني موجود على حدود إسرائيل فعلاً، ويجب منع إيران من "التموضع" في سوريا كما يجب مواجهة ما يفعله حزب الله في لبنان.
كذلك ستكون زيارة بومبيو إلى لبنان مثيرة للاهتمام، فهو سيكون في عاصمة يملك حزب الله ميليشيا على أطرافها ويملك مقاعد في حكومتها ومجلسها النيابي.
وسيكون بومبيو أفضل حامل للرسالة الأميركية، وقد اشتهر عنه القول في خطاب بالقاهرة "إن اعتقدت إيران أنها تملك لبنان، فهي مخطئة".
أكد الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بترايوس أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، هو من يقود سياسة إيران الخارجية وليس وزير الخارجية جواد ظريف.
وكان "بترايوس" قائد القوات الأميركية السابق في الشرق الأوسط والرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية "سي آي إي" يتحدث خلال وثائقي لقناة "بي بي سي" البريطانية حول قاسم سليماني، عُرض مساء الخميس، حيث ذكر أن قائد فيلق القدس كان قد أرسل له رسالة سرية عبر الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، يطلب فيها مفاوضته خلال معارك البصرة عام 2007 بين الميليشيات الموالية لإيران من جهة والقوات العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى.
ووفقا لشبكة "صوت أميركا" VOA، فقد قال سليماني لبترايوس في الرسالة إنه الشخص الأول الذي يتحكم بالسياسات الإقليمية للنظام الإيراني، مضيفاً: "عليك أن تتفق معي.. انسَ أمر الآخرين".
ورفض بترايوس طلب سليماني وأبلغه من خلال الوسيط بأنه "لا يمكن أن يجلس ويتفاوض مع شخص يقود المجاميع التي تقتل الجنود الأميركيين".
وبرز دور قاسم سليماني في قيادة دفة سياسة إيران الخارجية وتدخلاتها في دول المنطقة من جديد، عندما قدم وزير الخارجية الإيراني ظريف استقالته في 25 فبراير/شباط الماضي، بسبب تغييبه عن اجتماعات مع المجرم بشار الأسد في طهران مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بينما حضرها سليماني.
وقال ظريف الذي تراجع عن استقالته بعد يومين، إنه بعد انتشار صور تلك اللقاءات "لم يعد له مكانة في العالم كوزير خارجية لإيران".
وبات من المعروف لدى المراقبين للشأن الايراني أن المؤسسات الموازية المدعومة من قبل المرشد خامنئي خاصة فيلق القدس، هي من تدير دفة السياسة الخارجية، وذلك لعدم ثقة المرشد بحكومة روحاني وحلفائه الإصلاحيين.
ويدير فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري بشكل أساسي ملف التدخلات العسكرية والأمنية والسياسية في دول المنطقة والعالم، حيث أصبح قائده قاسم سليماني مطلق الصلاحيات باتخاذ القرارات في هذه القضايا بمباركة المرشد الإيراني علي خامنئي.
كما أن "مجلس العلاقات الخارجية" الذي يترأسه كمال خرازي (وزير خارجية إيران السابق) والذي أسسه المرشد الإيراني عام 2006 يقود حملة علاقات خارجية لإيجاد بدائل للاتفاق النووي.
أما "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني" فهو الآخر يلعب دورا كبيرا في تنفيذ السياسة الخارجية التي يعتمدها المرشد الإيراني خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا وشراء الأسلحة منها وتنظيم العلاقة معها في سوريا.
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية، السبت، تقريرا تحدثت فيه عن القضايا التي لا تزال معلقة بعد مرور ثماني سنوات على اندلاع الثورة السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إن آلاف السوريين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والمساواة في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، لكن في ظل القمع الحكومي، سرعان ما تحولت المظاهرات السلمية إلى نزاع دموي خلف آلاف القتلى وملايين المشردين، لتصبح الحرب السورية واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
بدخول الحرب عامها التاسع، وبعد هزيمة تنظيم الدولة عمليا والانتصار الفعلي لبشار الأسد، بدأ سيناريو ما بعد الحرب يتبلور شيئا فشيئا؛ حيث لا يزال هناك العديد من القضايا الشائكة تنتظر البت فيها.
الطرف الفائز
وذكرت الصحيفة، أولا، أن العديد يتساءلون عن الطرف الفائز فعلا في الحرب. فقد حولت الحرب سوريا إلى ساحة تجتمع فيها العديد من المصالح الجيوسياسية، حيث تكافح إيران وروسيا، الداعمان الرئيسيان لنظام الأسد، من أجل الحفاظ على النفوذ والقوة المكتسبة خلال الحرب.
في المقابل، تسعى قوى مثل السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل إلى الحد من تدخل إيران على الأراضي السورية.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، هلال خشان، أن "هناك ضغوطا دولية لإخراج إيران من سوريا، ونظام الأسد ليس لديه الكثير ليقوله بخصوص هذه المسألة، ولا يمكنه سوى أن يتابع ما يحدث ويستفيد منه. وإذا تراجعت إيران، فسوف تتلقى دمشق دعما لإعادة إعمار البلاد".
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن بشار الأسد تمكن من البقاء في السلطة، إلا أن ثلث البلاد تحتلها قوى أجنبية؛ إذ تتمركز تركيا شمالا في حين تنشط روسيا وإيران في المناطق التي يسيطر عليها الأسد، ولا يبدو أنها تنوي مغادرة البلاد قريبا. أما بالنسبة لأولئك الذين قدموا المساعدة خلال الحرب والذين يقدمون دعمهم في فترة ما بعد الحرب فهم يأملون في الحصول على مقابل.
إعمار سوريا
وأوردت الصحيفة، ثانيا، أن الأطراف التي ستستفيد من عملية إعادة إعمار سوريا تعد من بين القضايا المطروحة. فحسب البنك الدولي، تعرضت حوالي ثلث البنية التحتية لأضرار جسيمة أو دمرت بالكامل. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة أو الحكومة نفسها ستحتاج إعادة الإعمار إلى ما بين 250 و400 مليار دولار.
وفي انتظار التمويل الذي يصل "قطرة قطرة"، أمام رفض المجتمع الدولي تقديم الأموال دون حل سياسي، بدأت الحكومة في تطبيق نموذجها الحضري. وتخطط الشركات العقارية التي تسيطر عليها الأقطاب المقربة من النظام لبناء مجمعات سكنية فاخرة حيث لن يكون هناك مجال للسكان السابقين.
ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء يعتقدون أن الصراع قد ساعد في إطلاق العنان للرأسمالية المقربة: وهي النخبة الاقتصادية التي تشكلت في خضم الحرب والمرتبطة جيدا بالحكومة والتي تأمل في تحقيق المكاسب في أرض تشهد أشد المضاربات العقارية.
مستقبل اللاجئين
وأشارت الصحيفة، ثالثا، إلى أن مستقبل اللاجئين لا يزال قضية عالقة تنتظر النظر فيها. فقد أدى العنف إلى نزوح أكثر من نصف السكان في سوريا. ويقول نظام الأسد إنه مستعدة للترحيب باللاجئين، لكن الواقع يوحي بعكس ذلك. ففي ظل عدم وجود أي مساعدة رسمية لإعادة بناء منازلهم، يواجه العديد من العائدين صعوبات خطيرة للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وعلى الرغم من وقف الأعمال القتالية على نطاق واسع، مازال الكثير من السوريين عاجزين عن العودة إلى وطنهم. ووفقا لجماعات حقوق الإنسان، إن قوانين العفو التي أصدرها الأسد لم تمنع الاعتقالات والاختفاء أو التجنيد القسري للمعارضين الذين عادوا إلى البلاد. وأعلنت الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 250 ألف لاجئ سيعودون إلى سوريا هذه السنة، ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى أن الدول المضيفة تمارس ضغوطا قوية لطردهم، بحسب الصحيفة.
أكراد سوريا
ونوهت الصحيفة، رابعا، إلى أن وضعية الأكراد لا تزال موضع تساؤل. فطوال الصراع، كان الأكراد مفتاحا في الحرب ضد تنظيم الدولة. وفي البداية كانوا موجودين في ثلاث كانتونات في شمال سوريا، وبينما كانوا يقاتلون التنظيم امتد وجودهم إلى ثلث الأراضي، ليصبح لديهم منطقة تتمتع بحكم ذاتي حقيقي وهي روجافا أي منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا، حيث أنشأوا حكومتهم وهياكلهم السياسية والاجتماعية الخاصة.
وبدعم من واشنطن، تمكنت مليشيات وحدات حماية الشعب، وقوات سوريا الديمقراطية من دحر تنظيم الدولة. لكن بعد الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية من الشمال الشرقي السوري، والهزيمة الوشيكة للمتطرفين في بلدة الباغوز، يرى الأكراد مرة أخرى أن بقاءهم أصبح في خطر.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن النظام طبق قبل سنة 2011 سياسة القمع، إلا أن الجانبين حافظا خلال الحرب على استراتيجية متبادلة تتمثل في عدم الاعتداء، وعندما تقترب نهاية النزاع، يتصرف الأكراد ببراغماتية ويتصورون أن عودة السلطة المركزية ليست سوى مشكلة بسيطة، طالما يتم احترام الحقوق الاجتماعية واللغوية، وإلى حد ما، الحقوق السياسية التي اضطهدت في هذه السنوات الثماني.
تنظيم الدولة
وأفادت الصحيفة، خامسا، بأنه بعد مرور خمس سنوات على "إعلان تنظيم الدولة ما أسماها الخلافة"، سيؤكد طرد آخر عناصره من الباغوز الهزيمة السياسية والعسكرية لتنظيم الدولة في سوريا.
لكن التنظيم لم ينته في أي حال من الأحوال، فقد رفضت الدول الغربية إعادة الآلاف من مواطنيها (المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة)، ولكن هذه ليست المشكلة الوحيدة التي تواجهها سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يبقى العديد من المقاتلين المحليين الآخرين في سوريا، وستظل كيفية محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها قضية حيوية لمستقبل البلاد.
وتقول الباحثة إليزابيث دنت من معهد الشرق الأوسط إن "قوات سوريا الديمقراطية لا تملك موارد كافية لإبقاء جميع هؤلاء المقاتلين في مراكز الاحتجاز، كما جعلت مغادرة القوات الأمريكية هذه المهمة أكثر صعوبة".
اعتبر الكاتب والمعارض السوري "برهان غليون"، اليوم السبت، أن المعارضة السورية "تُوفيت سياسياً"، لافتاً إلى أن التجربة السياسية التي مرّت بها "فشلت"، خلال كلمة له حول كتابه "عطب الذات.. وقائع ثورة لم تكتمل، سوريا 2011-2012"، بندوة في مدينة إسطنبول التركية.
وقال غليون إن: "الكتاب ليس تأريخاً للثورة السورية، بل تاريخها موجود على لسان أبنائها الذين قادوا معاركها في كل مجالاتها الثورية، هذا ليس عرضاً نهائياً وكلياً وشاملاً للتجربة السياسية في الثورة السورية؛ بل يعكس وجهة نظري بما حصل، قراءة ذاتية وليست موضوعية".
واعترف غليون بأن المعارضة افتقرت للعمل السياسي الحقيقي، ولم تكن لديها تجربة سياسية، حتى إنه لم تكن لديها تجربة مدنية، وأنها عاشت في أجواء إرهاب كاملة، كان من الممنوع مناقشة أوضاعنا السياسية، مشيراً إلى أن "أهمية الكتاب لا تكمن في أسماء الأشخاص الواردة فيه، بل في العجز الكبير الذي مررنا به".
وأضاف غليون: "نحن نعيش أيديولوجية إسلامية منذ 30 إلى 40 عاماً، بسبب سقوط النظريات القومية واليسارية والشيوعية، وهذا مرتبط بأسلمة الثورة السورية، بالإضافة إلى أن الحرب كانت تحتاج الإسلام من أجل التضحية والفداء وهذا إيجابي، ليس سلبياً عسكرة الثورة، وتحوُّلها من السلمية كان بسبب عنف النظام".
ولفت إلى أن "الأحزاب السياسية فشلت في تحقيق إطار سياسي، لم تكن هناك أي أحزاب سياسية حقيقية في سوريا.. (إنما) تجمعات شخصية، وضحالة نخبوية سياسية"، معتبراً أن هذه الأحزاب أصبحت من الماضي وانتهت، وإنما كُتب للجيل القادم، حتى لا يقع في أخطاء السياسيين السابقين الذين سقطوا في الثورة السورية.