بدأت جموع الحجاج منذ فجر الأحد، أول أيام عيد الأضحى المبارك، أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى "جمرة العقبة" بسبع حصيات. وشهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى تناسق ضيوف الرحمن في رميهم للجمرة دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لمنشأة الجمرات، مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدني، إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.
وبذل رجال الأمن وأفراد الكشافة جهوداً في نصح وإرشاد الحجاج باستخدام الأدوار بمنشأة الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسراً في الحركة، وفق "واس".
واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات، وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالاً بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج.
سيطرت قوات الأسد والقوات الخاصة الروسية اليوم الأحد، على بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، بعد حملة عسكرية غير مسبوقة من القصف الجوي والمعارك، أجبرت الفصائل على التراجع لمواقع خلفية بينما تحاول القوات المهاجمة تثبيت نقاطها في البلدة.
وقال نشطاء إن معارك عنيفة تدور على جبهات ريفي حماة وإدلب الجنوبي من عدة محاور أبرزها تل سكيك والهبيط منذ يوم أمس، بعمليات كر وفر، تكبدت فيها القوات المهاجمة العشرات من القتلى والجرحى، في وقت واصلت التقدم مدعومة بغطاء القصف والتمهيد الجوي، الذي يعد الأعنف منذ بدء الحملة.
وواجهت بلدة الهبيط خلال الأشهر الماضية أعنف حملة قصف وتدمير ممنهج من قبل النظام وروسيا، وحاولت لمرات التقدم باتجاه البلدة بعد سيطرة النظام قبل أشهر على كفرنبوذة، إلا أن جميع محاولاتها فشلت وتكبدت فيها خسائر كبيرة، علماً أن منازل البلدة تحولت في غالبيتها لركام بسبب القصف العنيف.
لا حرمة لأيام مباركة عند النظام المحرم وحليفه الروسي الذي يتغذى على دماء الشعب السوري، فمع ساعات الصباح الباكر شنت طائرات حربية ومروحية روسية وأسدية عشرات الغارات الجوية على المدن والبلدات المحررة، تزامناً مع التقدم على عدة محاور في المنطقة تحت نار القصف.
وقال نشطاء إن غارات جوية عنيفة شنتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام على مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب، طالت التمانعة وسكيك والتمانعة والهبيط وترعى وأطراف مدينة خان شيخون، كما تعرضت بلدات ومدن كفرزيتا واللطامنة ومحيطها لقصف جوي وصاروخي عنيف لم يتوقف منذ أيام.
ويدخل يوم عيد الأضحى المبارك لهذا العام كسابقاته من الأعياد، بمزيد من الدماء والقتل اليومية التي يمارسها النظام وحلفائه الروس بدم بارد، في وقت يصم العالم أجمع أذنيه عن سماء الصيحات لوقف القصف والدمار بحق الشعب السوري.
وتعيش مدن وبلدات ريفي إدلب وحماة، حالة حرب حقيقية وهجمة غير مسبوقة هي الأعنف على المنطقة، بعد أن أعطت الدول الضوء الأخضر لروسيا والنظام لمواصلة القتل والتقدم على المنطقة بعد طرد أهلها وسكانها.
تتواصل المعارك بين فصائل الثوار وقوات الأسد على جبهات أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، حيث تمكن الثوار اليوم من تكبيد قوات الأسد خسائر بشرية ومادية كبيرة.
فقد أعلنت الفصائل عن قيامها بشن هجوم مباغت على مواقع قوات الأسد في تل الواسطة بريف حلب الجنوبي، حيث تمكنت من السيطرة على عدد من النقاط، وقتلت عدد من العناصر وجرحت آخرين، ودمرت عدة دشم.
وفي ريف اللاذقية، تمكنت الفصائل من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد على محور الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، وقتلت وجرحت عددا من العناصر.
وشهدت جبهات قرية وتل سكيك بريف إدلب الجنوبي اليوم أشرس المعارك، حيث سيطرت قوات الأسد على تل سكيك بعد القصف العشوائي والعنيف الذي طال المنطقة، لترد فصائل الثوار بشن هجوما معاكس مكنها من استعادة السيطرة على التل، حيث نفذ عنصر تابع لهيئة تحرير الشام عملية استشهادية أدت لمقتل العديد من قوات الأسد.
كما أدت العملية الاستشهادية لتدمير 5 آليات و3 رشاشات "23مم" بالإضافة لسيارة ذخيرة، لتعود سيطرة التل لقبضة فصائل الثوار.
وترافقت المعارك مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي على المناطق المحررة ونقاط الاشتباكات، ما خلف شهيدين وجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن حدوث أضرار مادية كبيرة.
أكد التقرير الإحصائي الـ 17 الصادر عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن 250 طفلاً قضوا بسبب الحرب في سورية منذ اندلاع الثورة السورية وحتى ولغاية حزيران – يونيو الماضي.
ويشير فرق الرصد والتوثيق في المجموعة إلى أنّ من بين الضحايا (128) طفلاً قضوا جراء القصف، و (15) برصاص قناص، و(11) بطلق ناري، وطفلان تحت التعذيب، و (22) طفلاً غرقاً، بينما قضى طفل لأسباب مجهولة، و22 طفلاً نتيجة تفجير سيارات مفخخة، و(35) طفلاً نتيجة الحصار وانعكاسه عليهم ونقص الرعاية الطبية، و(14) طفل لأسباب مختلفة كالحرق، والاختناق، والدهس، والخطف ثم القتل وانفجار بلغم.
وقال التقرير إن حصيلة ضحايا الأطفال تشكل 6,27 % من الحصيلة الإجمالية للضحايا الفلسطينيين في سورية والتي تبلغ (3737) بالغاً.
ونوهت مجموعة العمل إلى أن هذا التقرير واحد ضمن سلسلة من التقارير الإحصائية والتوثيقية والحقوقية التي تصدرها المجموعة، في محاولة منها لتسليط الضوء على جانب مهم من جوانب معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهو يعتمد الحيادية والموضوعية في عرض المعلومات للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني السوري، من خلال إدراج جداول ومخططات بيانية تشير إلى الأعداد العامة للضحايا والمعتقلين من حيث التوزع الزماني والمكاني، والجنس، والشريحة العمرية، والصفة التي تمتعت بها الضحية "مدني – عسكري".
استشهد طفل وسقط جرحى إثر قيام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بإطلاق النار على المدنيين في بلدة الشعفة بريف ديرالزور الشرقي بشكل عشوائي.
وقال ناشطون في شبكة "فرات بوست" إن الطفل "عبد الرزاق عبد الله النواف" قُتل، وأصب آخرين بجروح جراء قيام عناصر حاجز 24 التابع لـ "قسد" بإطلاق النار عليهم في بلدة الشعفة.
وأشار المصدر إلى أن عناصر "قسد" أطلقوا النار بسبب رفض أحد الأشخاص تسليم دراجته النارية للحاجز.
وتشهد البلدة توترا بعد انسحاب عناصر الحاجز إلى إحدى المدارس ووصول تعزيزات عسكرية إليها.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تواجه حالة رفض شعبية واسعة، حيث خرجت قبل أسابيع عشرات التظاهرات في ديرالزور والحسكة احتجاجا على سياسيات "قسد" وسوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة والانفلات الأمني، كما يحتج المدنيون على سياسة التجنيد الإجباري، والاعتقالات التعسفية المتواصلة.
وصل نحو 70 شاحنة تقل مساعدات عسكرية ولوجستية أمريكية، في وقت متأخر مساء الجمعة، إلى مناطق سيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية "ي ب ك" شرقي سوريا.
ورصدت عدسة الأناضول، دخول قافلة المساعدات من معبر "سيمالكا" الحدودي مع العراق، مروراً بمدينة القامشلي بريف الحسكة، وتوجهت نحو الغرب باتجاه المناطق الداخلية شرق الفرات، وضمت القافلة عربات عسكرية مصفحة، وبيوت جاهزة، وآليات حفر، وشاحنات مغلقة، إلى جانب عدد كبير من خزانات الوقود.
وتواصل الولايات المتحدة منذ أكثر من 3 سنوات إرسال المساعدات عسكرية ولوجستية كبير إلى مناطق سيطرة قوات الحماية الشعبية "ي ب ك" الإرهابية شرقي سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة قبل أيام، إن تركيا مصممة على تدمير الممر الإرهابي شرق الفرات في سوريا، مهما كانت نتيجة المحادثات مع الولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة، موضحا أنه "لا يمكن للحظر الأوروبي والأمريكي الذي لم يعد مخفيا ضد تركيا وتزويد الارهابيين بالأسلحة والمعدات ضمن عشرات آلاف الشاحنات أن تثنينا عن إيجاد حل لمشكلة الإرهاب".
من جانبه طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين بتأسيس منطقة آمنة شرق الفرات بأسرع وقت وإخراج عناصر "ي ب ك" الإرهابية منها، إلى جانب تدمير التحصينات العسكرية للمنظمة وسحب الأسلحة الثقيلة منها.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، عن مباحثات مع مسؤولين عسكريين أمريكيين في أنقرة بين 5 - 7 أغسطس الجاري، حول المنطقة الآمنة، وقالت إنه تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة المخاوف التركية، في أقرب وقت.
وأكّدت الدفاع التركية أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
بدأت فصائل الثوار هجوما معاكسا مباغتا لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها اليوم بريف إدلب الجنوبي.
وقالت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" إنها بدأت هجومًا معاكسا على مواقع قوات الأسد في "تل سكيك"، والذي انسحبت منه اليوم بسبب القصف المكثف والعشوائي.
ونفذ عنصر تابع لهيئة تحرير الشام عملية استشهادية استهدفت وسط تجمعات قوات الأسد في التل، وأوقعت قتلى وجرحى.
والجدير بالذكر أن الاشتباكات ترافقت اليوم مع شن الطيران الحربي والمروحي الروسي والأسدي عشرات الغارات الجوية ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدفت مدن وبلدات خان شيخون والهبيط وكفرسجنة وترملا ومدايا والتمانعة حيش وعابدين ومعرة حرمة وكفرنبل وسكيك وتلة سكيك.
قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة جينادي جاتيلوف يوم الجمعة إن بلاده تأمل في التوصل قريبا لاتفاق برعاية الأمم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية السورية الجديدة وفي أن تجتمع هذه اللجنة في جنيف في سبتمبر أيلول.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسون الشهر الماضي في دمشق بعد إجراء محادثات إن الأمم المتحدة تقترب من إبرام اتفاق مع نظام الأسد بشأن تشكيل اللجنة الدستورية.
وقال جاتيلوف خلال إفادة صحفية في جنيف إنه يتوقع من بيدرسون إعلان الاتفاق على تشكيل اللجنة قريبا بعد إتمام المفاوضات بين نظام الأسد وقوى المعارضة، بحسب وكالة رويترز.
وعندما سئل إن كانت اللجنة ستنعقد بحلول نهاية العام، أجاب "ربما في وقت مبكر عن هذا، نأمل في سبتمبر"، مضيفا "إنه تقدم مهم ويفسح المجال قبل كل شيء لبدء عمل اللجنة الدستورية وبشكل عام لسبيل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية".
وقالت جنيفر فنتون المتحدثة باسم بيدرسون "يتطلع المبعوث الخاص لاستكمال تشكيل وقواعد إجراءات اللجنة الدستورية، نقدر دعم روسيا الفعال لجهود الأمم المتحدة نحو تحقيق حل سياسي شامل يملكه ويقوده السوريون ويتفق مع قرار رقم 2254 لمجلس الأمن".
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن عملية تأسيس اللجنة الدستورية بلغت مرحلتها الأخيرة، مؤكدا أن أنقرة "نعترض على اسم واحد في الوقت الراهن. على روسيا أن تفعل ما يلزم لتغيير هذا الشخص".
أصبح على اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى فرنسا أن يخضعوا لبرنامج لمدة 4 أيام للاندماج في المجتمع، يحددها المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج، وذلك بعد قانون اللجوء الجديد، الذي أقرته الحكومة الفرنسية.
وقالت السيدة نيكول التي تعمل مع المكتب، مؤسسة «أوفي» في مدينة بواتييه لصحيفة "الشرق الأوسط" إن «اليومين الأوليين في أيام الاندماج لم يتغيرا، وهما عبارة عن معلومات قانونية عن القوانين في فرنسا، بالإضافة إلى معلومات تاريخية وجغرافية عن البلد الجديد، ومراحل تأسيس الاتحاد الأوروبي. أما اليومان الآخران فهما عبارة عن أسئلة وإجابات تتناول أموراً حياتية متعلقة بالعائلات السورية، كطريقة تسجيل الأطفال في المدارس، وأساليب التصريح الضريبي، وغيرها من الأوراق والإجراءات الإدارية الضرورية للعائلات».
وأوضحت: «أصبح من الممكن الآن أن يدرس اللاجئ 400 أو 600 ساعة من حصص اللغة الفرنسية التي تعطى في مكاتب (الأوفي) بكل مدينة، وبذلك يستطيع اللاجئ أن يتعلم اللغة بشكل أفضل، سواء شفهياً أم كتابياً، الأمر الذي يتيح له أن يندمج في سوق العمل مباشرة، أو أن يستطيع أن يملأ أوراقه وطلباته المختلفة لوحده دون الاعتماد على المساعدين الاجتماعيين، خصوصاً بعد حصوله على إقامته وأوراق عائلته المختلفة».
وأوضحت المساعدة الاجتماعية دومينيك أن «بعض اللاجئين السوريين ليس لديهم حافز لتعلم اللغة، خصوصاً وأنهم مروا بمراحل صعبة قبل وصولهم إلى فرنسا، أو أن بعضهم لم يحصلوا تحصيلاً علمياً مناسباً، لكن إلزامهم بساعات دراسية إضافية، حسب ما تحدده نتائج امتحان (أوفي)، يلزم اللاجئ بالدراسة والتحصيل، كما أن يومي الاندماج الإضافيين قد يضغطان على مكاتب (الأوفي)، لكنهما يفيدان اللاجئ الذي أصبحت لديه الكثير من الأسئلة في الأشهر الماضية، بأن يتلقى إجابات شافية ومفيدة لمستقبله ومستقبل أطفاله».
تيم الذي قدم مؤخراً هو وزوجته وطفلته الصغيرة إلى مدينة بواتييه الفرنسية، ملتحقاً بأبيه وأمه، يقول إن «لديه فكرة أن يؤسس مطعماً صغيراً، وموضوع زيادة الساعات الدراسية الفرنسية قد يساعده، لكن المشكلة أن لديه طفلة عمرها عامان، ما يضع العصا بالدواليب، ويرهق العائلة الصغيرة التي لم تحصل بعد على قرار لجوئها وعلى إقامة، وطبعاً فإن وضع الطفلة في حضانة بشكل يومي مكلف للعائلة، خصوصاً أن الحضانات هنا مرتفعة الثمن، ومن يقبل وجود الطفلة في أي حضانة عليه أن يكون على علم بذلك منذ أشهر».
أروى رحبت بالقرارات الفرنسية الجديدة، وقالت إنها تجد «إشغال اللاجئ وعائلته بعدد من الأمور يعطي طعماً أفضل لحالة اللجوء والغربة التي يحس بها السوري لدى وصوله إلى أي مدينة في فرنسا، والتي قد تجعله منغلقاً على نفسه، في انتظار أوراق قد لا تسمن ولا تغني عن جوع... علماً بأن حصول اللاجئ على إقامة لا يعني أنه أنهى كل مراحل وجوده ومستقبله ومستقبل عائلته في فرنسا... فمن الضروري تعلم اللغة بشكل أفضل، والبحث عن عمل يعطي اللاجئ قيمة إنسانية، مهما كان هذا العمل».
من جهتها، أفادت مصادر في مكتب «أوفي» أن هذه القرارات ضغطت على العاملين في المكاتب من محاضرين ومنسقين، وحتى مترجمين، «ما جعل البعض يلغي أو يؤجل عطلته الصيفية، التي تعتبر أمراً مقدساً بالنسبة للعامل الفرنسي، وفرضت على المكتب أن يستعين بأصدقاء لجلب مترجمين ومحاضرين من مدن أخرى، ودفع تكاليف تنقلهم من أماكن سكنهم، بالإضافة إلى زيادة تكاليف الحكومة؛ الأمر الذي يخفى على اللاجئين، خصوصاً من السوريين، الذين تعاطوا مع القرارات وكأنها ضدهم، بينما هي لمصلحتهم قولاً واحداً».
أكد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبيرت فورد، أنه لم يتم التوصل لأي اتفاق نهائي حول "المنطقة الآمنة" المزمع إقامتها في شمال وشرق سوريا حتى الآن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تُعطِ الضوء الأخضر لتركيا للسيطرة على الأراضي السورية الحدودية.
وقال فورد، لشبكة "رووداو" الإعلامية، اليوم الجمعة إن التفاصيل المتعلقة بإنشاء "منطقة آمنة" في سوريا، لم تتضح بعد، ولكن نتمنى أن تُفضي المباحثات الأمريكية التركية إلى إيجاد حلٍّ بخصوص المخاوف المتعلقة بشمال وشرق سوريا، وعليه يجب الانتظار إلى أن تُطبق المبادئ الأساسية لهذا الاتفاق على أرض الواقع".
وأضاف فورد: "أعتقد أنه لم يتم التوصل لأي اتفاق حول عمق (المنطقة الآمنة) المفترضة، لا سيما وأن العديد من المدن والبلدات ستقع ضمن نطاقها، وبالتالي ستدخل إليها القوات التركية، وهو ما قد يؤدي إلى خلق حساسية، وأعتقد أن الطرفان يعملان على حلِّ هذه المسألة".
وتابع فورد: الولايات المتحدة لم تُعطِ الضوء الأخضر لتركيا من أجل السيطرة على الأراضي السورية الحدودية، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية تسعى لنشر القوات الأمريكية على طول الشريط الحدودي بين تركيا وشمال شرق سوريا، وربما يكون هناك تنسيق بين هذه القوات من جهة، وبين حرس الحدود التركي من جهة أخرى، مشيراً إلى أنه "ليس باستطاعة تركيا دخول مناطق شمال شرق سوريا بمفردها، فهناك جنود أمريكيون على الأرض، كما أن الطائرات الأمريكية تحوم في سماء المنطقة، وفي حال دخول القوات التركية إلى تلك المنطقة، فستواجه مخاطر قصف الطائرات الحربية الأمريكية لها، وهذا ما لا تريده واشنطن ولا أنقرة، بأن تصطدما ببعضهما البعض على الأراضي السورية، وعليه أعتقد أن على تركيا أن تتوخى الحذر".
وقال "فورد": "لا شك في أن تركيا لا تثق بالولايات المتحدة فيما يتعلق بشمال وشرق سوريا، وهذا يتضح من خطابات الحكومة التركية طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، كما سبق لأنقرة أن انتقدت الاتفاق المتعلق بمنطقة منبج، ولا أظن أن الولايات المتحدة وافقت على نقل عدد كبير من (اللاجئين السوريين) إلى مناطق شمال سوريا، وأنا أتفهم مخاوف الكرد في سوريا حيال الخطوات التركية، حيث سبق للدولة العثمانية أن نقلت أعداداً كبيرة من المواطنين في كلٍّ من سوريا، العراق ولبنان، كما أعتقد أن هذه مسألةٌ حساسةٌ أخرى، فهناك ضغوط كبيرة في الداخل التركي بخصوص اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، وبرأيي فإن حلَّ هذا الموضوع معقد، سواء بالنسبة لأردوغان، أو بالنسبة لشمال شرق سوريا.
وأوضح فورد: "أعتقد أن مسألة تحديد القوة التي ستدير المنطقة الآمنة، لم يتم الاتفاق عليها بعد، ومن المحتمل أن تطلب الولايات المتحدة من قوات سوريا الديمقراطية أن تنسحب من المناطق الحدودية لمسافة بسيطة، ولكن لا يزال السؤال مطروحاً حول القوة التي ستتولى مهمة حماية المدن والبلدات".
ولفت فورد إلى أنه "ليس معلوماً حجم المسافة التي ستنسحب منها قوات سوريا الديمقراطية، ولكن ما أعلمه هو أن الولايات المتحدة تخطط للاستمرار في تقديم الدعم لهذه القوات، كما تسعى لتأسيس قوات أمن محلية في شمال وشرق سوريا، في محافظتي الحسكة وديرالزور، بحيث يكون عديدها 100 ألف مقاتل، وهذا رقمٌ كبير، كما تريد أن تكون هذه القوة مستقلة وغير تابعة لأي جهة، وهذا ما ترفضه تركيا، لذلك لا يزال هناك الكثير من المواضيع العالقة بين واشنطن وأنقرة".
وحول احتمال انسحاب كافة القوات الأمريكية من سوريا، أفاد السفير الأمريكي السابق بأن "من الصعب أن نعرف ما يريده ترمب، أو أن نتوقع ما يخطط له مستقبلاً، ولكن يمكنني الإشارة إلى جزئيتين، الأولى هي أن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين تدعمان بقوة بقاء القوات السورية في مناطق شمال وشرق سوريا لمدة طويلة، وترفضان وضع جدول زمني بخصوص مدة بقاء القوات الأمريكية هناك، أما الجزئية الثانية فهي أنه سبق للرئيس ترمب أن قال خلال حملته الانتخابية إنه يريد إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بعد القضاء على تنظيم داعش، ولكن حتى الآن لا يوجد أي تنسيق بخصوص البيانات الصادرة عن وزارتي الخارجية والدفاع من جهة، وتلك الصادرة عن البيت الأبيض من جهة أخرى، كما أن هناك ضغوطاً من داخل الكونغرس تطالب ببقاء جزء من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا".
واستطرد قائلاً: "أذكر أن الولايات المتحدة اتخذت قرار الانسحاب الفوري من سوريا العام الماضي، أما اليوم، فلا أعتقد أن ترمب يسعى للخروج من سوريا، كما أن هناك مجموعات ضغط في واشنطن تقترح على ترمب بقاء القوات الأمريكية في سوريا".
أما عن مستقبل الكرد، وكيفية ضمان حقوقهم في سوريا المستقبل، فقال فورد إن "جميع مكونات المجتمع السوري، سوريون، سواء الكرد والعرب، أو الآشوريون والكلدان، فلا فرق بينهم ويجب أن تكون حقوقهم متساوية في عموم البلاد، ولا أعلم كيف يمكن إعلان حكم ذاتي في شمال شرق سوريا دون وجود اتفاق مع دمشق، ومن خلال تجربتي مع حكومة بشار الأسد، فإن دمشق ستقف ضد فرض حكمٍ ذاتيٍ كأمر واقع، لذا يجب حل هذه المسألة من خلال المباحثات، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها، ويجب على القادة الكرد في سوريا عقد اتفاق مع دمشق، لأنه بخلاف ذلك لا يمكن ضبط الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا، مع باقي مناطق البلاد، فحكومة دمشق في هذه الحالة ستصبح أكثر عنفاً ووحشيةً بحسب خبرتي معها، وعليه أكرر وأقول إن الاتفاق بين جميع السوريين وحده الكفيل ببسط الأمن والاستقرار في عموم سوريا".
أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الجمعة، انتهاء المرحلة الثالثة من عمليات "إرادة النصر" العسكرية التي انطلقت الإثنين في محافظتي ديالى (شرق) ونينوى (شمال)؛ بتطهير 1712 كم مربع من تواجد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وجاء ذلك في بيان صادر عن الفريق الركن عبد الأمير يار الله، نائب قائد العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، حول إحصائية لنتائج المرحلة الثالثة.
وأوضح "يار الله" أن "المرحلة تضمنت تدمير 12 نفقا، و24 وكراً وعثرت على 42 عبوة ناسفة، و3 قنابر هاون 82 ملم، وقذيفة 155 ملم (..)"، مضيفا أنه "تم العثور على 3 قنابل هاون 82 ملم، فضلا عن إلقاء القبض على 18 مطلوبا وقتل 4 إرهابيين، وتفتيش 25 قرية، وقد بلغت المساحة التي تم تفتيشها 1712 كم مربع".
وفي 7 يوليو/تموز الماضي، انطلقت المرحلة الأولى من عملية إرادة النصر العسكرية، وشملت السيطرة وتمشيط مناطق في محافظات صلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب) ونينوى، وصولا إلى الحدود السورية، وانطلقت المرحلة الثانية من العملية، في 20 من الشهر نفسه، لتعزيز الأمن في مناطق المشاهدة والطارمية شمالي بغداد، والمناطق المحيطة بها في ثلاث محافظات.
ومؤخرا، زاد نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي بالمناطق الحدودية مع سوريا في محافظتي نينوى والأنبار، وديالى (شرق)، وكركوك وصلاح الدين، حيث نفذ سلسلة عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين، ولا يزال "داعش" يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجاء البلاد، وعاد تدريجياً لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل 2014.