يسير الطفل أحمد ذو الأربعةَ عشر ربيعاً مشياً على قدميه الصغيرتين مسافاتٍ طويلةً من مخيمات تجمع الكرامة في ريف إدلب الشمالي إلى أطمة وجنديرس وسرمدا حاملاً بيده أعواد البخور بروائحها المتعددة عَلّه يبيعها ويعود إلى أهله بما يسد رمقهم.
التقى مراسل "شام" الطفل بائع البخور صدفةً في بلدة أطمة أمام أحد المحال التجارية، هذا الطفل الجميل المرتب الذي بدى من مظهره بأنه من عائلة جارت عليها الحرب، ليخبرني بصوت خافت "عمو بدك بخور ؟"، لم يستطع حينها المراسل بالرغم من عدم حاجته لبضاعته إلا أن يشتري منه، كما يقول.
نزحت عائلة الطفل أحمد من دمشق منذ ٥ سنوات، والتي سكنوا فيها أكثر من ٢٠ عاماً، بعد أن غادر والد أحمد قريته في جبل الزاوية، كان والده موظفاً في العلوم الجيولوجية فترك وظيفته وعايش الحصار برفقة عائلته مما اضطره للمشي مسافة طويلة حاملاً أطفاله وأغراضهم فأُصيب بالتهاب حاد في المفاصل وتيبس فيها لا زال يلازمه إلى اليوم فمنعه المرض من العمل، في حين أصيبت والدته بشظية في عينها اليسرى أفقدتها النظر بها.
وصلت العائلة إلى مخيمات الشمال السوري وتنقلوا كثيراً بسبب عدم توفر السكن وضيق حالهم وعجز والدهم عن العمل مما اضطرهم للإعتماد على أحمد (١٤ عاماً) والذي يخرج من الصباح الباكر متنقلاً على قدميه ولا يعود إلا بعد نزول الليل في ظل كافة الظروف الجوية من حر وبرد وثلج علّه يبيع أعواد البخود ويعود إليهم بحوالي ٥٠٠ ل س تساعد العائلة في تأمين قوت يومها.
يقول مراسل "شام" :"عندما زرنا العائلة شعرنا بعجز الوالد هذا الخريج الجامعي الذي أقعده المرض، وعجز والدة أحمد التي دقت أبواب المنظمات أملاً في تأمين سكن للعائلة دون جدوى، لنرى في أعينهم حزناً على أحمد وما يتعرض له من تعب لم يمنعه من اكمال دراسته وطلب العلم أملاً في تأمين حياة أفضل".
ما زالت قصة بائعة الكبريت العالمية تُقرأ إلى اليوم وتُشاهد من خلال الأفلام السينمائية التي جسدت قصتها، إلا أن مئات أو آلاف الأطفال السوريين بائعي البخور والخبز في المخيمات لا أحد يلتفت إلى قصصهم بعد أن شارك الجميع في مأساتهم، فهل يجد بائع البخور من يساعده وعائلته في تأمين حياة كريمة ؟!
تقرير: مهند محمد
حثت الأمم المتحدة الدول الأعضاء في مجلس الأمن على استخدام نفوذها لخفض وتيرة العنف في شمال غرب سوريا، وزيادة دعمها للاحتياجات الإنسانية في البلاد.
وأعربت "نجاة رشدي" المستشارة للشؤون الإنسانية للسيد "غير بيدرسن" المبعوث الخاص لسوريا خلال اجتماع مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية المنبثقة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا يوم أمس الخميس، عن أسفها إزاء انتهاء وقف الأعمال العدائية وتجدد موجة العنف مرة أخرى بما يهدد حياة الملايين من السوريين الذين يعيشون في منطقة إدلب، بمن فيهم أكثر من مليون طفل.
وحذرت السيدة رشدي، في بيان صحفي حول الوضع الإنساني في سوريا، من أن توقف القتال قد سمح للعديد من المدنيين بالعودة إلى منازلهم، غير أنهم أصبحوا الآن معرضين لحظر كبير بسبب الاعتداءات العنيفة التي تشهدها المناطق التي يتواجدون بها حاليا.
وبحسب ما جاء في البيان، "قُتل أكثر من 500 من المدنيين الأبرياء وجُرح المئات منذ تصعيد القتال في نهاية نيسان/أبريل. كما ارتفعت أعداد النازحين بنسبة مقلقة للغاية، حيث أجبر قرابة 400 ألف شخص على الفرار، كان قد سبق للعديد منهم النزوح مرات متعددة من قبل".
وقالت السيدة نجاة رشدي إن الأمم المتحدة قد طالبت مجددا وبشكل رسمي، خلال الاجتماع، الأطراف المشاركة في آلية فض الاشتباك، التي صُممت من أجل تعزيز أمن وحماية عمال الإغاثة والعمليات الإنسانية، بتوفير المزيد من المعلومات حول الحوادث التي وقعت في شمال غرب سوريا خلال العام الجاري. وقد ردت تركيا على بعض الاستفسارات، فيما لا تزال الأمم المتحدة في انتظار رد من روسيا.
اعتبر الخبير في الشأن الكردي، فريد سعدون، أن إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق مع تركيا حول إقامة مركز عمليات مشترك لتنسيق إنشاء وإدارة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، يمهد لتخلي الولايات المتحدة عن حلفائها، وذلك في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقال سعدون لموقع "عربي21": "حتى وقت قريب، كانت الولايات المتحدة تؤكد أنها ستوفر الحماية لـ"قسد"، لكن اتفاقها مع تركيا يعني بالتأكيد تخليها عنها".
وفي السياق ذاته، وضع سعدون حديث البنتاغون عن معاودة ظهور تنظيم الدولة في سوريا والعراق، في إطار البحث عن مبررات من واشنطن لتبرير الاتفاق مع شركاء جدد لمحاربة الإرهاب.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد أكدت في تقرير الثلاثاء الماضي، أن تنظيم الدولة عاود الظهور في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد، وأنه عزز قدراته في العراق، ومشككا بقدرة "قسد" و"الحشد العراقي"، أضاف التقرير أن التنظيم استطاع توحيد ودعم عمليات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلّية "غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها".
وفي هذا السياق، قال سعدون إن "الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى أن تبرر اتفاقاتها، غير أن تشكيكها بقدرة "قسد" هو من قبيل حفظ ماء الوجه"، لافتاً أن "الاتفاق التركي الأمريكي الجديد، يؤكد التوافق بينهما من حيث المبدأ، ما يعني أن التفاهم قائم منذ مدة".
بدوره، قال المسؤول الإعلامي في منصة "INT" الإخبارية، جوان رمّو، إن تلميح الولايات المتحدة إلى الفشل في القضاء التام على تنظيم الدولة في هذا التوقيت يؤشر إلى البدء بتنفيذ "المنطقة الآمنة".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بصدد البحث عن صيغ تبدد المخاوف التركية، وتسهل إدارة المنطقة الآمنة، من خلال إشراك "المجلس الوطني الكردي" في سوريا في إدارة المنطقة.
وفي تعليقه على ذلك، قال عضو الهيئة الرئاسية في "المجلس الوطني الكردي" المعارض، فيصل يوسف، لـ"عربي21"، إن "من المبكر مناقشة مشاركة المجلس من عدمها في المنطقة، والغموض لا زال يلف الاتفاق التركي الأمريكي".
وأضاف أن "رؤية المجلس السابقة تتلخص بضرورة وجود رعاية دولية للمنطقة الآمنة، على أن تقوم مكونات المنطقة بإجراءات الحماية، وتشكيل إدارة من مختلف مكونات المنطقة".
يذكر أن وزارة الدفاع التركي أعلنت عن استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول "المنطقة الآمنة" المخطط إنشاؤها شمال سوريا، والتوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستُتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية في أقرب وقت.
يبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمعة، الموافق الثامن من ذي الحجة أول مناسك الحج لھذا العام، ويقضون يوم التروية بمشعر منى، استعداداً للصعود إلى مشعر عرفات غداً السبت.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي الخميس، أن نحو 80% من الحجاج سيقضون يوم التروية في مشعر منى إلى صباح يوم التاسع من ذي الحجة لاستئناف رحلتهم إلى عرفات.
وأشار التركي إلى أنه يُتوقع أن ينتقل 20% منهم مباشرة من مكة المكرمة إلى مشعر عرفات في صباح التاسع من ذي الحجة.
وكانت شاركت لجنة الحج العليا في الاجتماع التقني السنوي الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة السعودية، بحضور جميع بعثات العالم العربي والإسلامي في مكة المكرمة، وذلك في إطار التحضيرات المشتركة لوقفة "عرفات" وتطبيق كافة المناسك والشعائر الأخرى في منطقة المشاعر المقدسة.
وأكد وكيل الوزارة لشؤون الحج والعمرة السعودي الدكتور حسين بن ناصر الشريف، خلال كلمة ألقاها أمام جميع أعضاء البعثات ومسؤولي الخدمة الميدانية، على أن سلامة حجاج بيت الله الحرام هي الأولوية، وقال: "أجرينا هذا اللقاء لنطلع جميع البعثات العربية والإسلامية على الخطط التنفيذية لتأمين الحجاج، ونبلغكم أن سلامة الحجاج أولوية عليا للملكة العربية السعودية".
ونظمت لجنة الحج العليا السورية اجتماعين في مكة المكرمة، جمعت فيهما جميع رؤساء مجموعات الحج السوري، إضافة إلى كافة أعضاء البعثة الدينية والمرشدين الدينيين.
وأكدت اللجنة خلال الاجتماع على أهمية الالتزام الكامل بالقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية وتطبيق الإجراءات التي أقرتها وزارة الحج والعمرة والمؤسسة الأهلية للطوافة للعام 1440 هجري – 2019 م، وخاصة في أوقات الرمي والتصعيد والنفرة.
وأكد السيد سامر بيرقدار مدير الحج السوري على أن الالتزام بالخطة المرسومة لـ "التصعيد وتفويج الحجاج المقررة من قبل وزارة الحج والعمرة السعودية شرط أساسي لنجاح الحج السوري لهذا العام"، مضيفاً: "نحن نطبق جميع المعايير المقررة من قبل الوزارة والتي نهدف من خلالها أولاً وآخراً لسلامة الحجاج السوريين".
وحثَّ مدير الحج السوري، رؤساء المجموعات وحملات الحج السوري، على التقيد الأمثل بالقوانين والإجراءات المعمول بها من قبل لجنة الحج العليا السورية ووزارة الحج والعمرة السعودية أثناء تفويج الحجاج والنفرة من عرفات وصولاً إلى موقع الحجاج السوريين في مشعر مِنى ورمي الجمرات، وذلك بهدف "الارتقاء لموسم حج ناجح بكافة المعايير"، بحسب تعبيره.
وكانت قوافل الحجاج السوريين قد اكتمل وصولها إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد الماضي، وبلغ عددهم هذا العام 22.500 حاج جاؤوا من جميع المناطق السورية.
هزت انفجارات عدة سمع صداها في الشمال السوري فجر اليوم الجمعة، من جهة مدينة الريحانية التركية، قالت وسائل إعلام هناك إن مصدرها أحد القطع العسكرية التابعة للقوات التركية في منطقة قريبة من الحدود.
وبحسب قناة "إن تي في" التركية، هزت سلسلة من الانفجارات مستودعا للذخيرة في الريحانية التابعة لولاية هطاي جنوبي تركيا بالقرب من الحدود مع سوريا، في وقت مبكر من اليوم الجمعة، وتم إجلاء السكان من المنازل القريبة، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
ولفتت القناة إلى أن سبب الانفجارات لم يتضح بعد، وجرى إغلاق المنطقة المحيطة بمكان الحادث من قبل الشرطة والجيش التركي، فيما لم يصدر أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الانفجارات حتى الساعة.
وعملت تركيا خلال الفترة الماضية على تدعيم قواتها العسكرية بشكل كبير على الحدود السورية التركية، في سياق التعزيزات اليومية تحضيراً لعملية عسكرية واسعة النطاق قد تستهدف الميليشيات الانفصالية شرقي الفرات، إضافة للأرتال التي تدخل يومياً إلى ريف إدلب.
قُتل عدد من عناصر قوات الأسد اليوم الجمعة، بعملية مباغتة للجبهة الوطنية للتحرير على محور تلة رشو بريف اللاذقية، في سياق العمليات العسكرية المستمرة لردع تقدم النظام بريف حماة.
وقالت المعرفات الرسمية للجبهة الوطنية إن عناصرها من قوات المغاوير، شنت غارة على مواقع النظام في تلة رشو بجبل الأكراد، أسفرت عن مقتل عشرة عناصر بينهم ضابط وسقوط عدد من الجرحى.
وتدور على جبهات ريفي حماة واللاذقية وإدلب، معارك عنيفة ومحاولات مستمرة للنظام للتقدم على تلك المحاور، وسط قصف عنيف ومركز يطال المنطقة على مدار الساعة، في نية واضحة للنظام للحسم العسكري خلال مدة محدودة.
وبالتزامن، تشهد منطقة الكبينة بريف اللاذقية محاولات مستمرة للتقدم من قبل النظام وروسيا، وسط قصف جوي وصاروخي لايتوقف على المنطقة، في حين باتت جبهات ريف حماة هي الأشد مع تصاعد القصف والعمليات العسكرية هناك.
أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، عن ترحيبها بالاتفاق مع تركيا حول المنطقة الآمنة في سوريا، وفق ماأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، خلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة بالعاصمة واشنطن.
واعتبرت أورتاغوس اتفاق أنقرة وواشنطن على إنشاء "مركز عمليات مشتركة" في إطار الاتفاق على تأسيس منطقة آمنة شمالي سوريا، بالخطوة الإيجابية، لافتة إلى أن الاتفاق المتعلق بتأسيس منطقة آمنة شمالي سوريا سوف يتم تنفيذه بشكل تدريجي.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن واشنطن ستنشئ آلية أمنية مع تركيا تدخل حيز التنفيذ تدريجيا، تزيل هواجس أنقرة المشروعة، في وقت أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، استكمال المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين (5-7 أغسطس) حول المنطقة الآمنة.
وقالت إنه تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة الهواجس التركية، في أقرب وقت، مؤكدة أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اختتام المباحثات بين مسؤولي وزارة الدفاع التركية ومسؤولين عسكريين أمريكيين حول إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، مؤكدة التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا.
صدت فصائل الثوار صباح اليوم الجمعة، محاولة تقدم لقوات الأسد والميليشيات الروسية المساندة على محور قرية الزرزور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع محاولات تقدم على محاور ريف حماة الشمالي.
وقال نشطاء إن اشتباكات عنيفة اندلعت على جبهة قرية الزرزور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد محاولة قوات الأسد التقدم على هذا المحور، تمكنت خلالها فصائل الثوار من صد الهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر في العتاد والأرواح.
وعلى جبهات ريف حماة الشمالي، تواصل قوات النظام مدعومة بقوات خاصة روسية عمليات التمهيد الجوي والصاروخي بشكل كثيف على مدن كفرزيتا واللطامنة والهبيط، في نية للتقدم باتجاه تلك المناطق، وسط اشتباكات عنيفة.
وتشهد جبهات ريف حماة الشمالي وريف إدلب منذ أيام بعد نقض النظام لإطلاق النار، معارك وقصف عنيف لم يسبق أن شهدته المنطقة، مكنت النظام من إحراز تقدم على حساب الفصائل لعدة قرى بريف حماة.
قال محامون ممثلون لمؤسس حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" اليوم الخميس عبر بيان إن موكلهم مستعد للتوصل إلى حل للمسألة الكردية وإن بإمكانه وقف الصراع بين تركيا والمسلحين الأكراد خلال أسبوع.
ووفقا للبيان، قال أوجلان إن الأكراد لا يحتاجون إلى دولة منفصلة في ظل وجود إطار عمل يجدوا فيه مكانا لهم بما يتسق مع العلاقات التاريخية التركية الكردية، وأنه "يحاول إتاحة مساحة للأكراد... فيها يجد حلا للمسألة الكردية".
وأضاف "أقول إن بإمكاني إنهاء هذا الصراع... خلال أسبوع. أستطيع حله.. لدي ثقة في نفسي.. وأنا مستعد للحل. لكن الدولة... تحتاج لأن تفعل ما هو ضروري".
وأوجلان محتجز في سجن على جزيرة منذ أن اعتقلته قوات تركية خاصة في كينيا في 1999، ورفعت السلطات التركية حظرا فرض على زيارة أوجلان منذ 2011 في مايو أيار الماضي، حيث التقى به محاموه وقتها للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، وقال المحامون في البيان إنهم التقوا به مجددا يوم الأربعاء.
وحكم على أوجلان في 29 حزيران/يونيو 1999 بالإعدام بتهم الخيانة والسعي لتقسيم تركيا، غير أن الحكم خفف عام 2002 إلى السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد.
عقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة خاصة، ظهر أمس الأربعاء، بدعوة من تسع دول أعضاء في المجلس للحديث حول قضية المعتقلين والمخطوفين من قبل النظام السوري وبقية الجماعات، وللاستماع إلى شهادتي ناشطتين سوريتين خاضتا تجربة الاعتقال.
وبدأت الجلسة بمداخلة من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، ثم استمع المجلس إلى شهادات مباشرة من المدعوتين السوريتين اللتين تحدثتا باسم أسر المفقودين والمختفين قسرا.
وتحدثت أمينة خولاني مشيرة إلى أن قوات النظام السوري اختطفت إخوانها الثلاثة في الاحتجاجات السلمية قبل ثماني سنوات، متهمة مجلس الأمن الدولي بخذلان المحتجزين السوريين وعائلاتهم بشكل كامل، حسب تعبيرها.
وقالت إن أول من قتل في المعتقلات أخوها محمد وبعد أربع سنوات أخبرت العائلة بأن أخويها مجد وعبد الستار قد قتلا في المعتقل أيضا. وأضافت “ليس لدي من الكلمات ما يمكن أن يصف ما شعرت به من ألم”. وقالت إنها اعتقلت لستة أشهر كما اعتقل زوجها لمدة سنتين ونصف، وقامت بتأسيس جمعية “أسر من أجل الحرية” عام 2017 لمساعدة آلاف العائلات التي فقدت فلذات أكبادها.
ولففت أمينة خولاني، موجهة حديثها للدول الأعضاء في المجلس، إلى أن “مسؤولية حماية السوريين من نظام يقتل ويعذب ويعتقل مواطنيه بشكل تعسفي تقع على عاتقكم”. وقالت “لقد سمح أعضاء هذا المجلس لحق النقض (الفيتو) والأعذار بالوقوف في وجه الحق والعدالة، ولكن مسؤولية إيجاد طريقة لوقف الإفلات من العقاب ووضع حد لهذا الوضع المرعب تقع على عاتقكم”. وطالبت أمينة المجلس باعتماد قرار جديد يتعلق بالمعتقلين والمخطوفين والمختفين قسرا لدى كافة الأطراف.
كما تحدثت الطبيبة هالة الغاوي، رئيسة مؤسسة مستقبل سوريا المشرق، مؤكدة على ضرورة أن يصدر المجلس قرارا للضغط على النظام السوري وجميع الأطراف المتحاربة للإفراج على الفور عن جميع المعتقلين، إلى جانب تحديد مواقعهم وأوضاعهم الحالية، ووقف التعذيب وسوء المعاملة.
وواصلت الطبيبة السورية بالقول “في حالة المحتجز، فإن شهادة الوفاة ليست كافية. بل يجب تقديم تقرير للعائلات عن الأسباب الحقيقية للوفاة وعن موقع الدفن”. وقالت إنها خاضت تجربة الاعتقال وخرجت من السجن عام 2011 ثم اعتقل زوجها وأطلق سراحه بينما لم يطلق سراح أخيها أو حميها أو سبعة من أولاد عمومتها ولا تعرف عنهم شيئا.
وأضافت: “العديد من زملائي الأطباء والعاملين في الميدان الصحي اعتقلوا وبعضهم فقد حياته تحت التعذيب أثناء فترة الاعتقال، وباسمهم جميعا جئت لألتمس مساعدتكم لإنهاء معاناة آلاف العائلات السورية التي لا تعرف ماذا حدث لأحبتها المختفين”. وتحدثت عن تجربة زوجها الذي كان في المعتقل لوقت طويل وعن أنواع التعذيب والمعاملة التي يعيشها المعتقلون في سجون الأسد.
من جهتها، دعت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري دي كارلو، كافة أطراف النزاع في سوريا، ولا سيما النظام، إلى الإفراج عن جميع المحتجزين أو المختطفين تعسفا، والتعاون بشكل كامل مع فريق الآلية الدولية المحايدة والمستقلة ومع لجنة التحقيق. كما كررت المسؤولة الأممية نداء الأمين العام بضرورة إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وخاطبت دي كارلو جلسة مجلس الأمن الدولي، حول ملف المعتقلين والمختطفين والمفقودين في سوريا، إذ أحاطت أعضاء المجلس حول الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها هؤلاء، وتداعيات أوضاعهم الموثقة وغير الموثقة على عائلاتهم.
وكان المجلس قد اتخذ بالإجماع قرارا خاصا بشأن المفقودين نتيجة الصراعات المسلحة برعاية كويتية أثناء رئاسة الكويت لمجلس الأمن في يونيو/ حزيران الماضي وهو القرار 2474 (2019) الذي يربط بين قضايا المفقودين والمعتقلين وبين حل النزاعات، مما اعتبره الكثير من السوريين، حسب تعليق المسؤولة الأممية، “بصيص أمل” للوصول إلى المفقودين.
وقالت روزماري دي كارلو، أمام المجلس، “إن العديد من العائلات ليس لديها معلومات عن مصير أحبائها. والمعتقلون يتم احتجازهم، بمن فيهم نساء وأطفال، دون حق الحصول على التمثيل القانوني لهم أو لأسرهم. ولا تتاح للأمم المتحدة أو للمراقبين الدوليين سبل الوصول إلى أماكن الاحتجاز، ولا تتاح سجلات المستشفيات أو مواقع الدفن لعامة الجمهور، وقد أُجبرت بعض العائلات على دفع مبالغ هائلة من المال على أمل الحصول على معلومات، غالبا دون فائدة”.
وقالت وكيلة الأمين العام إنه ورغم أن الأمم المتحدة ليس لديها إحصاءات رسمية عن أعداد المعتقلين أو المختطفين أو المفقودين في سوريا، إلا أن الأرقام المسجلة تدعمها تحريات لجنة التحقيق المعنية بسوريا التي فوضها مجلس حقوق الإنسان منذ بداية الصراع في عام 2011. وأوردت دي كارلو أن أكثر من 100 ألف شخص يعتبرون الآن في عداد المختطفين أو المفقودين في سوريا.
وأكدت المسؤولة الأممية أن هذه الانتهاكات لا تقتصر على قوات النظام السوري وحدها، فوفقا للجنة التحقيق، ارتكب كل من تنظيم “الدولة” و "هيئة تحرير الشام” الإرهابيتين “انتهاكات شنيعة” في هذا الخصوص، حسب وصفها. وأوردت دي كارلو أن عدد المحتجزين من قبل الجماعات المسلحة يقدر بنحو 16 ألف شخص، حسب إفادات النظام السوري.
وأضافت ممثلة الأمين العام أن “النساء السوريات، إلى جانب كونهن يقعن ضحايا بشكل مباشر، يتأثرن أيضا عندما يختفي أزواجهن أو أقاربهن الذكور”، كما يفقدن حقوقهن القانونية في السكن والأراضي والممتلكات إذا لم يتمكّن من تحديد مكان وجود الزوج أو القريب المختفي قسرا، مع غياب الوثائق القانونية أو شهادات الوفاة.
وقالت دي كارلو إن “الكثيرات من النساء يتحملن في ظل هذه الظروف عبئا ثقيلا بما في ذلك إعالة أسرهن بأكملها، وتتضاعف هذه التحديات بالنسبة للاجئات أو النازحات داخليا”.
بدوره، قال لؤي فلوح، القائم بأعمال وفد النظام السوري في الأمم المتحدة، “هذه الحكومات لا تملك أصلا الأهلية القانونية ولا الأخلاقية للدعوة إلى عقد أي جلسة لتناول الشأن الإنساني في بلادي سوريا”، معربا عن رفض واستهجان نظامه لما وصفه “بالسلوك الممنهج الذي تتبناه الوفود الدائمة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، من خلال استغلال منبر مجلس الأمن، سعيا منها لتشويه صورة الحكومة السورية”.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير نشر الخميس، بأن هناك 15 مليون طفل حاليا خارج المدرسة في منطقة الشرق الأوسط بينها سوريا، وشمال إفريقيا، لأسباب من أهمها النزاعات، وأن هذا العدد سيزداد بنحو 5 ملايين في 2030.
وقالت المنظمة في تقريرها إن “هناك 15 مليون طفل وطفلة خارج المدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كثير منهم بسبب النزاعات”، محذرة من أنه “دون تنفيذ استثمارات عاجلة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والمشاركة”، فإنه بحلول عام 2030 “سيكون لدينا 5 ملايين طفل وطفلة إضافيين خارج المدرسة”.
وأضافت “سيرتفع معدل البطالة بنسبة 11% بين الشباب، وستزداد خيبة الأمل بين الشباب”، في وقت يشير التقرير إلى أنه “من المتوقع أن يزيد عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكثر من الضعف خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين. وستنتقل نسبة كبيرة وغير مسبوقة من سكان المنطقة إلى المرحلة الأكثر انتاجية في حياتهم”.
وأوضح أن “ذلك يهيئ فرصة لتحقيق عائد ديموغرافي -نمو اقتصادي ناتج عن التغيرات الديموغرافية”، مؤكداً أن “هذه التركيبة العمرية المتغيرة تمثل فرصة تاريخية للاستثمار في رأس المال البشري ودفع عجلة النمو الاقتصادي لكن هذا مرهون بوضع الموازنات الملائمة للسياسات وتطبيقها كما ينبغي ضمن بيئة مستقرة سياسيا واجتماعيا”.
وأشار إلى أن تلك السياسات الملائمة مثل “تحسين مستوى الوصول إلى فرص الرعاية الصحية والحماية والتعليم وفرص المشاركة المجدية، ستؤدي إلى تحسين فرص التوظيف المنتج، وزيادة متوسط دخل الفرد مما يفضي إلى تحفيز النمو وزيادة الثروة”.
وبحسب التقرير يوجد حاليا 124 مليون “يافع ويافعة وشاب وشابة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” حيث يشكل الأطفال والشباب دون الـ 24 عاما حوالي نصف عدد سكان المنطقة”.
ويعيش أكثر من ثلث الشباب في منطقة الشرق الأوسط أي نحو 37% “في دول هشة ومتأثرة بالنزاع”، كما تضم المنطقة “58% من اللاجئين وحوالي نصف النازحين داخليا على مستوى العالم”.
ويشير التقرير إلى أنه “من بين الـ 23,5 مليون طفل في سنة المرحلة الإعدادية في المنطقة هناك نحو 3,5 مليون طفل على الأقل خارج المدرسة و2,9 مليون طفل آخرون معرضون لخطر التسرب من المدرسة”.
وتشهد المنطقة بحسب التقرير “أعلى معدلات بطالة بين الشباب في العالم:29% في شمال إفريقيا و25% في باقي دول المنطقة”، حيث دعت المنظمة إلى “استثمار متزايد في تنمية الطفولة المبكرة والاستثمار في التعليم المناسب والنوعي وإشراك فاعل لليافعين والشباب”، كما دعت إلى استثمار متزايد في مرحلة التعليم الإعدادي وتنمية المهارات.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاليا نزاعات مستمرة منذ سنوات طويلة أبرزها الحرب في سوريا والنزاع في ليبيا واليمن والعراق، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إن انهيار وقف إطلاق النار شمال سوريا وتجدد أعمال العنف يهدد حياة ملايين الأشخاص.
وأشار بيدرسن في بيان، اليوم الخميس، إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا الذي تم الإعلان عنه، يوم الأربعاء، لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، قائلاً: إن الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني تشعر بقلق متزايد بشأن التصريحات حول تدخل عسكري محتمل، الأمر الذي ستكون له عواقب إنسانية وخيمة في المنطقة التي شهدت سنوات طويلة من العمليات العسكرية والنزوح.
وكانت أعربت نجاة رشدي مستشارة المبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن اليوم الخميس، عن أسفها لـ"انهيار" وقف إطلاق النار في إدلب، معتبرة أن هذا الانهيار يهدد حياة ملايين المدنيين، وذلك بعد مقتل أكثر من 500 شخص منذ أواخر إبريل/نيسان الماضي.
وتتعرض مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي لاسيما لطمين وكفرزيتا واللطامنة والهبيط وكفرسجنة وترملا لقصف جوي عنيف ومركز، تزامناً مع استمرار المعارك على جبهات ريف حماة الشمالي.