انطلقت أمس الخميس في جنيف اجتماعات مجموعة الدول المصغرة حول سوريا (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، ومصر)، على مستوى الخبراء والمبعوثين الدوليين.
ويأتي الاجتماع تحضيراً للاجتماع الوزاري المقرر في 26 من الشهر الجاري في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ونشر وكالة آكي الإيطالية، أمس، نقلا عن مصادر حكومية في سوريا، أن المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن ينوي زيارة دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة قبيل القمة الثلاثية لضامني اتفاق سوتشي (الروسية – التركية – الإيرانية) التي ستستضيفها تركيا في 16 الجاري، لبحث بعض التفاصيل التي تُعيق تشكيل اللجنة الدستورية السورية، لكنه لم يحصل على موافقة من دمشق حتى الآن.
وأضافت المصادر للوكالة أن دمشق لم ترد حتى اللحظة على طلب بيدرسن زيارتها، بعد أن طلب لقاء مسؤولين سوريين لبحث بعض النقاط التي قال إنها تُعرقل بشكل جدي تشكيل اللجنة الدستورية.
في السياق، التقى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، «هيئة التفاوض السورية»، في إطار جولته التي يجريها قبيل إطلاق اللجنة الدستورية.
وذكرت «هيئة التفاوض» عبر حسابها الرسمي على «تويتر»، أمس، أن بيدرسن التقى رئيس «هيئة التفاوض»، نصر الحريري، في جنيف، وناقشا الوضع الميداني والإنساني في محافظة إدلب.
وأشارت بيان «الهيئة» إلى أن اللقاء تضمن نقاشاً لآخر التطورات المتعلقة بالعملية السياسية، بما فيها اللجنة الدستورية وتشكيلها، وضرورة إيجاد آلية واضحة لعملها ومهامها. كما تم «تسليط الضوء على ملف المعتقلين والوضع في شمال شرقي سوريا».
انفجرت سيارة مفخخة صباح اليوم على طريق راجو في مدينة عفرين شمال حلب أدت لسقوط العديد من الجرحى بينهم حالات خطيرة جدا.
وقال مراسل شبكة شام أن الدفاع المدني السوري توجه إلى موقع التفجير وعمل على نقل الجرحى إلى مشافي المدينة وعلى إخماد النيران المشتعلة.
وأكد مراسلنا أن عدد الجرحى تجاوز الـ25 جريحا بينهم حالات خطيرة جدا استدعى نقلها إلى مشافي تركيا لتلقي العلاج المناسب والسريع.
وبالتزامن قال مراسلنا أن قذيفتي هاون من مصدر مجهول سقطتا بالقرب من مدرسة العروبة بمدينة عفرين دون تسجيل أي اصابات بين المدنيين واقتصرت على الأضرار المادية فقط.
والجدير بالذكر أن مدينة عفرين شهدت خلال الفترة الأخيرة عمليات تفجير بسيارات ودراجات نارية مفخخة، أوقعت عددا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
وتجدر الإشارة إلى أن "قسد" تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق سيطرة الجيش الوطني في شمال وشرقي حلب من خلال إحداث عمليات تفجير مستمرة، مستهدفة الأسواق الشعبية والتجمعات السكنية، وقياديي الجيش الوطني.
أعلنت "هيئة تحرير الشام" أمس الخميس، اعتقال القيادي البارز في صفوفها "أبو العبد أشداء"، على خلفية الانتقاد والفضائح التي كشفها في تسجيله المصور الأخير "كي لاتغرق السفينة"، بعد عزله من مهامه الموكلة إليه ضمن الهيئة.
وجاء في بيان خاص للهيئة نشر على غرف خاصة: "صدرت منذ أيام كلمة مرئية للأخ "أبو العبد أشداء" التي امتلأت بالأكاذيب والافتراء ودعت للفتنة وشق صف الجماعة، وكشفت معلومات قد تفيد العدو في حربه القائمة على الشمال المحرر".
وأضاف: "قد أحيل الأخ على إثرها للقضاء العسكري للنظر في أمره، لكنه وبعد يومين لم يرض تسليم نفسه للقضاء رغم محاولات عدة لإقناعه بذلك من أميره المباشر، فأُلقي القبض عليه ليأخذ القضاء مجراه".
وأكد البيان :"نؤكد أننا لن نسمح بإذن الله بأي محاولة لشق الصف أو إثارة الفتن خاصةً أن العدو يحاول اختراق صفوف المجاهدين، ويسعى للتفريق بينهم وبين أهلهم، ويشن حربا نفسية من التحريض والإرجاف وبث الشائعات والأباطيل".
وكانت عزلت هيئة تحرير الشام القائد العام لكتلة حلب المدينة والإداري العام لجيش عمر بن الخطاب التابع لها المعروف باسم "أبو العبد أشداء" بسبب الانتقاد الذي وجهه لقادتها وسياساتها، كما قررت الهيئة إحالة "أبو العبد أشداء" إلى القضاء العسكري.
وقالت الهيئة إن ذلك جاء "نظرا لما تضمنته مرئية الأخ "أبي العبد أشداء" من تدليس وافتراء وكلام لا يخدم إلا أعداء الأمة ودعوة إلى شق صف المجاهدين".
وكان "أبو العبد أشداء" أصدر الاثنين، تسجيلاً مصوراً تحت عنوان "كي لا تغرق السفينة"، وفضح خلاله ممارسات قيادة الهيئة وتسلطها الإداري والمالي والإنساني وإهمالها لعناصرها على حساب كنز الأموال وجمعها على حساب المدنيين، متحدثاً عن ملفات فساد عديدة، مطالباً بحملة إصلاح كبيرة داخل الهيئة لتقويمها.
رفض مسؤول في البنتاغون التعليق على إمكانية إرسال 150 عسكريا أمريكيا إضافيا إلى سوريا، مشيرا إلى أن الوزارة تتبع بشكل عام استراتيجية تقليص عدد القوات الأمريكية هناك.
وطلبت وكالة "نوفوستي" الروسية التعقيب على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وتحدث عن استعدادات البنتاغون لإرسال 150 عسكريا إلى شمال شرق سوريا للمشاركة في تسيير دوريات مشتركة مع تركيا هناك.
ورد المسؤول للوكالة: "استراتيجية قواتنا في سوريا لم تتغير. ومع أننا نعمل على تطبيق مرسوم الرئيس بشأن انسحاب قواتنا من سوريا بشكل مستهدف ومنسق، فإن عديد القوات ستحدده الظروف على الأرض. وللدواعي الأمنية، لن نناقش الأعداد الدقيقة للقوات أو المواعيد (الخاصة بتغييرها)".
وكانت قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن قرابة 1000 عسكري أمريكي موجودون في سوريا حاليا، في إطار دعم جهود القضاء على فلول "داعش" في المنطقة.
وسبق أن اتفقت الولايات المتحدة وتركيا على إقامة "منطقة آمنة" شرق الفرات تهدف من خلالها أنقرة إلى إبعاد الوحدات الكردية عن حدودها الجنوبية، لكن السلطات التركية تتهم الأمريكيين بـ"المماطلة" ومحاولة تعطيل تنفيذ الاتفاق، محذرة من أنها قد تقدم على إنشاء مثل هذه المنطقة من جانب واحد.د
استشهد مدنيان وجرح آخرون اليوم الجمعة، بقصف صاروخي استهدف مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، في ظل استمرار خروقات النظام وروسيا لوقف إطلاق النار، ومواصلة عمليات القصف والتدمير في المنطقة.
وقال نشطاء إن قوات الأسد استهدفت الأطراف الغربية لمدينة كفرنبل بعدة صواريخ عنقودية محرمة دولياً، طالت منازل المدنيين، ما أدى لاستشهاد شاب وامرأة، وجرح آخرين، عملت فرق الدفاع المدني على نقلهم للمشافي الطبية.
وفي السياق، تعرضت عدة بلدات وقرى منذ يوم الأمس بريف إدلب الجنوبي لقصف صاروخي ومدفعي عنيف، كما شارك الطيران الحربي التابع للنظام بقصف قرى بجبل الزاوية مسجلاً أضرار كبيرة في الممتلكات.
وكان شن الطيران الحربي التابع للنظام يوم الخميس، غارات جوية عدة على عدة مناطق وبلدات بريف إدلب، مسجلاً خرقه الجوي الأول لوقف إطلاق النار، بعد عشرات الخروقات المدفعية والصاروخية، وتسجيل الطيران الروسي الحليف عدة خروقات جوية في وقت سابق.
كشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أن طائرات روسية اعترضت الاثنين الماضي طائرات إسرائيلية كانت على وشك مهاجمة ضواحي في دمشق أُطلقت منها صواريخ على إسرائيل.
وقال، نقلا عن مصادر روسية وإسرائيلية، إن الطائرات الإسرائيلية كانت قد انطلقت من قاعدتها وربما اخترقت الأجواء السورية، فانطلقت باتجاهها طائرات سوخوي 35 الروسية من مطار حميميم. ولم يعرف كيف تصرفت الطائرات الإسرائيلية ردا على ذلك، ولكن المؤكد أنها لم تنفذ مهمتها ولم تقصف في سوريا.
وكان الناطق بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال يوم الاثنين الماضي أن عدة صواريخ أطلقت بإتجاه الأراضي الإسرائيلية من محيط دمشق، ولكن هذه الصواريخ لم سقطت داخل الأراضي السورية.
وحذر أدرعي نظام الأسد بأنه سيدفع الثمن باهظًا على سماحه للإيرانيين وللميليشيات الشيعية العمل في سوريا، وغض الطرف وتعاونه معهم، مؤكد أن هذا التعاون لا يخفى على أحد، وأنهى أدرعي كلامه "وقد أعذر من أنذر".
رفضت الولايات المتحدة، أمس الخميس، التقرير الصادر عن لجنة التحقيق الأممية في سوريا، الذي أظهر ارتكاب واشنطن "ما يمكن اعتباره جرائم حرب" في سوريا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، للأناضول من مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وقال جيفري "نقوم بأقصى درجات الاهتمام والحرص في كل عمل عسكري، لذلك نرفض النتائج التي توصلت إليها اللجنة الأممية".
وأضاف أن "الجميع يشعرون بالرعب من استمرار الهجمات العنيفة ضد المدنيين في إدلب"، مؤكدا ضرورة إيقاف تلك الهجمات.
وأشار جيفري أنه ليس هناك حل عسكري في سوريا، وأن بلاده تعمل على تجنب ذلك الحل.
والأربعاء، أعلنت لجنة التحقيق الأممية في سوريا، أن ما قام به كل من التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، وروسيا والنظام السوري والمنظمات الإرهابية "بي كا كا/ي ب ك" يمكن اعتباره "جرائم حرب".
وأوضح التقرير أن التحالف الدولي نفذ ضربات جوية في سوريا تسببت في سقوط خسائر بشرية كبيرة من المدنيين، مشيرًا أن هذه الأعمال من المحتمل إدراجها ضمن "جرائم الحرب".
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، أن لجنة التحقيق التي شكلها الشهر الماضي، بشأن استهداف المنشآت الطبية في إدلب السورية ستصدر نتائج التحقيقات قريبا.
وكشف غوتيريش أنه سيتم "في القريب العاجل" الإعلان عن نتائج تلك التحقيقات، معربا عن أمله أن يتم ذلك خلال هذا الأسبوع.
وأنشأ الأمين العام في أغسطس/ آب الماضي لجنة تحقيق داخلية في الهجمات التي استهدفت منشآت تدعمها المنظمة الدولية في شمال غربي سوريا.
وكان الناطق باسم الأمم المتحدة أفاد في بيان بأنه «بموجب السلطات المخولة له وفقاً للمادة 97 من ميثاق الأمم المتحدة»، قرر الأمين العام إنشاء لجنة تحقيق داخلية بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة» من أجل التحقيق في «سلسلة حوادث وقعت في شمال غربي سوريا»، بما في ذلك تدمير أو تضرر المرافق المسجلة على قائمة فك الارتباط، وتلك المرافق التي تدعمها الأمم المتحدة في المنطقة. وإذ أشار إلى مذكرة خفض التصعيد في منطقة إدلب بين كل من روسيا وتركيا في منتصف سبتمبر (أيلول) 2018، أوضح أن لجنة التحقيق ستقوم بالتثبت من الحقائق في سلسة الحوادث المشار إليها، على أن تبلغ الأمين العام بما تتوصل إليه فور الانتهاء من عملها.
ودافع غوتيريش عن قراره إنشاء لجنة التحقيق، على رغم الانتقادات التي تعرض له من روسيا التي اعتبرته «مخطئاً» في استجابته لضغوط تعرض لها قبل أيام من عشر دول في مجلس الأمن؛ هي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا والبيرو وبولونيا والكويت وجمهورية الدومنيكان وإندونيسيا.
وقال غوتيريش: «أحترم تماماً حق روسيا في عدم التوافق معي، وأحترم أيضاً مواقف عشر دول في مجلس الأمن لها رأي مختلف عن الموقف الروسي». وقال إن اللجنة «يمكنها أن تصدر نتائج مهمة، وأنا أضمن أن يجري التحقيق بموضوعية تامة، ليس لإثبات أي شيء بل لإظهار الحقيقة».
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن ناقلة النفط الإيرانية (أدريان داريا 1) نقلت حمولتها من النفط الخام للحكومة السورية وخالفت التعهدات بألا تبيع نفطها لسوريا.
ولدى سؤال مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية عما إذا كان لدى الولايات المتحدة أدلة على أن الناقلة وجهت حمولتها من النفط الخام لسوريا قالت ”أجل... النظام الإيراني سلم النفط إلى سوريا، وذلك الوقود يتجه مباشرة إلى صهاريج القوات التي تذبح سوريين أبرياء“.
وحين سئلت مرة أخرى عما إن كانت لديها أدلة قالت ”لم نكن لنقول لو لم يكن هذا هو الحال“.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "إن إيران باعت شحنة النفط التي كانت على متن "أدريان داريا-1" إلى سوريا في تجاهل التأكيدات التي قدمتها بشأن الناقلة التي سبق احتجازها في جبل طارق.
وأضاف راب "بيع النفط هذا إلى النظام السوري إنما هو جزء من النمط السلوكي لحكومة إيران الذي يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي".
وقالت بريطانيا إنها استدعت السفير الإيراني للتنديد بما فعلت بلاده، وإنها ستثير المسألة في الأمم المتحدة هذا الشهر.
في اليوم التالي قال السفير الإيراني في لندن إن شحنة (أدريان داريا 1) بيعت في البحر لشركة خاصة نافيا أن تكون طهران قد خالفت ما قدمته من تأكيدات. لكنه قال أيضا إن المشتري الخاص ”يحدد جهة البيع“.
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الوضع في سوريا أخذ يعود إلى المسار السلمي، وبقيت هناك فقط بؤر توتر معينة.
وأضاف لافروف في مقابلة مع صحيفة "ترود" الروسية: "لقد انتهت فعلا الحرب في سوريا. وأخذت هذه الدولة تعود بشكل تدريجي إلى الحياة الطبيعية السلمية. لقد بقيت هناك بؤر توتر في الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية، على سبيل المثال في إدلب وشرق الفرات".
وفي هذه الظروف، وفقا للوزير الروسي، تبرز في المقام الأول، مهام "تقديم مساعدات إنسانية شاملة لسوريا ودفع العملية السياسية لحل الأزمة لتحقيق استقرار موثوق وطويل الأجل في هذا البلد، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط ككل".
وقال لافروف: "نعتقد أن تشكيل وإطلاق لجنة تهدف إلى تطوير الإصلاح الدستوري سيكون خطوة مهمة في دفع العملية السياسية التي يقودها السوريون أنفسهم وتنفذ بمساعدة الأمم المتحدة. في الأساس، سيعطي عقد هذه الجلسة للأطراف السورية (الحكومة والمعارضة) للمرة الأولى فرصة البدء في حوار مباشر حول مستقبل البلاد".
ولفت إلى أن موسكو "تولي أهمية كبيرة للحفاظ على الاتصالات المنتظمة مع كل الأطراف السورية، بما في ذلك المعارضة"، وتدعو أيضا إلى أوسع تمثيل ممكن لجميع فئات المجتمع السوري في العملية السياسية.
وقال لافروف: "ننطلق من أن المعارضة تلعب دورا هاما، فهي تشارك في الاتصالات السورية المشتركة في جنيف وفي اللقاءات ضمن مباحثات أستانا. ويجب أن يدخل ممثلو المعارضة كذلك في قوام اللجنة الدستورية. لذلك، نعتقد أن المعارضين يمكنهم، ويجب عليهم، تقديم مساهمة بناءة في عملية تسوية سياسية شاملة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأضاف لافروف: "بشكل عام، تؤيد روسيا عودة سوريا كدولة ذات سيادة إقليمية كاملة، والتغلب بسرعة على عواقب الإرهاب المتفشي، وعودة جميع السوريين إلى وطنهم، والدولة نفسها إلى الأسرة العربية، وهو ما سيضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
وبالعودة إلى ما قاله لافروف بخصوص بعض بؤر التوتر مثل ادلب وشرق الفرات، فيبدو أنه قد تجاهل أن هذه البؤر هي قرابة نصف مساحة سوريا ما تزال خارجة عن سيطرة النظام الأسدي المجرم الذي يدعمه.
في كتابها الجديد "مذكرات.. تعليم شخص مؤمن بالمثالية" فضحت ممثلة أمريكا السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقالت أنه تساهل مع المجازر التي حدثت في سوريا.
وقالت سمانثا أنها وخلال جلسةٍ في (غرفة العمليات) بشأن سوريا، بينما كانت سامانثا تطالب باتخاذ إجراء أقوى ضد النظام السوري، قال أوباما لها بضجر: "لقد قرأنا جميعًا كتابك، يا سامانثا".
خلال هذه السجالات المختلفة حول ليبيا وسوريا، تذكر سامانثا الكلمات التي وصمها أوباما حينما استشاط غضبًا بدعوى أن تعليقاتها "عقائدية أو تدعي المثالية".
وتتذكر أن أوباما قال لها مرارًا وتكرارًا، "إنك تُثيرين غضبي". ولكن في الوقت نفسه، وخلال الفترات التي لم تكن سامانثا تمارس فيها الدفاع عن المثالية، كان أوباما يسألها قائلًا: "هل أنتِ مريضة يا سامانثا؟" (مستغرباً صمتها) أراد أن يسمع ذلك. إنه لأمر معقد.
وكانت سامانثا تجادل نفسها عادة حول تقديم استقالتها احتجاجًا على رفض أوباما التدخل بشكل حاسم في سوريا. حيث بدأت تتساءل عما إذا كانت ستصبح مجرد "شخص واقعي" آخر حالها كحال أوباما حينما أطلق عليه نشطاء حقوق الإنسان ذات اللقب، لكن الفرق هو "أنها تشعر بالسوء حيال ما وصلت إليه".
وفي النهاية لم تقدم استقالتها، وأخذت تقتبس من أحد الأصدقاء الذي أخبرها أن "العالم مليء بالأماكن المحطمة، اختاري معاركك وامضي للفوز ببعضها"، واقتبست من أوباما "الكمال غاية لا تدرك"، فالكمال نادرًا ما يكون خيارًا متاحًا.
كما قامت سمانثا بمخالفة تعليمات واشنطن وقامت عام 2016 بالتصويت ضد انتخاب روسيا في مجلس حقوق الإنسان بسبب خلافها الشخصي مع سياسات موسكو.
وقال بارو في كتابها "لقد تلقيت باشمئزاز التعليمات من واشنطن حول كيفية التصويت". وأضافت كانت هذه حالة نادرة عندما لا تتوافق تعليمات السلطات مع قناعاتها الشخصية.
وتوضح باور أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي لديهم اتفاق ضمني طويل الأمد لدعم بعضهم البعض في انتخابات عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. لذلك طلبت وزارة الخارجية، بأن تصوت باور لصالح روسيا على الرغم من الخلافات العديدة مع موسكو.
وكتبت في مذكراتها: "لقد فهمت منطق الاتفاق طويل الأمد الذي توصلت إليه السلطات الأمريكية. لكن في هذا اليوم كان مزاجي مختلفا. فمنذ اللحظة التي وصلت فيها إلى الأمم المتحدة، حدثت أمور كثيرة جدا حتى أتمكن من عدم التصويت وفقا لضميري".
وكانت باور ممثلة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة برتبة وزير منذ العام 2013 وحتى العام 2017.
قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية تقريرها إلى الدورة الثانية و الأربعون لمجلس حقوق الإنسان، استعرضت فيه حالة حقوق الإنسان التي تتطلب اهتمام المجلس بها، و من ضمنها عدة فقرات عن حالة حقوق الإنسان في محافظة درعا.
وقال مكتب توثيق الشهداء في درعا إن التقرير احتوى على عدة فقرات تتعلق بمحافظة درعا، وهي:
الفقرة 68 – لدى سيطرة القوات الحكومية على محافظة درعا من الجماعات المسلحة في أواخر تموز/يوليه 2018، فرضت هذه القوات عملية “مصالحة” على المدنيين الذين قرروا البقاء في المنطقة( ). وعلى وجه التحديد، كان مطلوباً من المدنيين التوقيع على قسم بالولاء حصلت اللجنة مؤخراً على نسخة منه. وتتضمن شروط القسم خروقاً عديدة لحقوق إنسان رئيسية، بما في ذلك الحق في التجمّع السلمي. وفضلاً عن ذلك، أُجبر المدنيون عن الكشف عن اسم أي شخص اختار الإجلاء من المنطقة، فضلاً عن معلومات الاتصال المفصَّلة لنشطاء حقوق الإنسان. وطوال النصف الثاني من عام 2018، توجهت إحدى اللجان إلى القرى في جميع أنحاء درعا من أجل حمل المدنيين على التوقيع على هذه الوثيقة، ولم يُتح للمدنيين سوى دقائق لقراءتها والتوقيع عليها.
الفقرة 69 – وفيما يتعلق ب “القوائم المطلوبة” التي جُمّعت إلى حد كبير على أساس المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها القوات الحكومية بالطريقة المشروحة أعلاه، تلقّت اللجنة روايات عن حالات اختفاء قسري في جميع أنحاء محافظة درعا، كانت أغلبية ضحاياها من العاملين الإنسانيين الذين يُنظَر إليهم على أنهم “خانوا البلد” لتوثيقهم الهجمات التي شنتها الحكومة. وأشار العديد من الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إلى أن الفرقة المدرعة الرابعة للجيش السوري تسيطر على درعا. وقال هؤلاء، وهم يصفون الوضع الأمني العام في درعا، إن الفرقة المدرعة الرابعة تقوم باستهداف الأفراد المرتبطين بانتفاضة عام 2011.
الفقرة 70 – وابتداء من أواسط آذار/مارس، اعترى الغضب على نحو متزايد المدنيين في مدينتي درعا وطفس إزاء عمليات الاعتقال التعسفي الجماعي المذكورة أعلاه وقاموا بالاحتجاج، مطالبين بإطلاق سراحهم. ورداً على ذلك، أطلقت القوات الحكومية، في 23 و30 أيار/مايو وكذلك في 12 حزيران/يونيه، سراح نحو 61 فرداً من السجن. وتجرى تحقيقات في هذا الصدد.
الفقرة 71 – وبالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية وحالات الاختفاء القسري، لا يزال الوضع الإنساني العام في درعا يبعث على الكآبة. فالخدمات والمرافق، بما في ذلك الكهرباء والمياه والغاز، غير متاحة للأغلبية الكاسحة من السكان. وفي معظم القرى، فإن اسطوانات الغاز إما أنها غير متاحة أو تباع بأسعار فاحشة. وأفاد أحد الرجال أن الكهرباء لا تُقدَّم من الدولة إلا لفترة ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، في حين أن المياه لا تُضخ إلا كل ثلاثة أيام وعندئذٍ لمدة بضع ساعات فقط وهو ما لا يكفي لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية.
الفقرة 72 – ولا يزال الأطفال في درعا يعيشون حالة ضعف حاد، وخاصة أطفال المدارس الابتدائية والثانوية، نظراً إلى تدفق التلاميذ العائدين إلى المحافظة. وقبل هذا التدفق، كانت المدارس في جميع أنحاء درعا تستوعب في المتوسط من 25 إلى 30 تلميذاً في الفصل الواحد. بيد أن هذه الأرقام قد تضاعفت في الآونة الأخيرة. وتأثّر كثير من المدارس بذلك. وبالإضافة إلى ذلك، فر العديد من المدرسين عندما سيطرت القوات الحكومية على المنطقة في تموز/يوليه 2018، تاركين خلفهم أفراداً غير مؤهلين للتدريس للتلاميذ. ورغم أنه من الجدير بالثناء أن الحكومة قبلت الشهادات التعليمية الصادرة عن الجماعات المسلحة للأطفال الصغار، فمن الواضح أنها ترفض الاعتراف بالشهادات الصادرة للطلاب في الصفوف التاسع فما أعلى. وهذا يُجبر الآلاف من الطلاب على إعادة السنة وأخذ الامتحانات.