اعتبر مسؤول أممي، أن التصعيد العسكري الذي تشهده حاليا محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، "هو الأكبر منذ 2019"، مع تصاعد الحملة العسكرية براً وجوا على المنطقة.
وأبلغ مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مجلس الأمن الدولي خلال جلسة حول الأزمة الإنسانية في سوريا، بالمقر الدائم للمنظمة في نيويورك، أن "ما لا يقل عن 20 ألف شخص فروا من جنوبي إدلب في اليومين الماضيين فقط".
وأضاف لوكوك، أن أكثر من "115 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من المنطقة خلال الأسبوع الماضي، وحوالي 390 ألفا آخرين نزحوا بالفعل في الشهرين الفائتين"، وحذر المسؤول الأممي، من التداعيات الخطيرة على المدنيين إذا استمر الوضع الحالي في إدلب.
ولفت إلى "تصاعدت الأعمال القتالية في الأيام الأخيرة، خاصة حول (بلدات) معرة النعمان وسراقب وغربي حلب. ومن الواضح أن القتال في هذه المناطق كان أشد من أي شيء رأيناه في العام الماضي".
وأضاف "التقارير الأكثر إثارة للقلق، تأتينا من جنوبي إدلب، حيث شنت حكومة النظام وحلفاؤها مئات الغارات الجوية"، وناشد لوكوك، جميع أعضاء مجلس الأمن، العمل من أجل وقف القتال فورا في إدلب، كما حذر من أنه "ما لم تتوقف الأعمال العدائية الحالية، فسنشهد كارثة إنسانية أكبر".
وتشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.
كشفت نائبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، خولة مطر، أن مجموعة العمل المعنية بالإفراج عن المحتجزين والمختطفين في سوريا ستجتمع في فبراير المقبل في جنيف.
وقالت: "يسرني أن أبلغ مجلس الأمن رسميا أن مجموعة عمل تشارك فيها روسيا وإيران وتركيا والأمم المتحدة ستجتمع للمرة الأولى، لمناقشة الإفراج عن الأشخاص المحتجزين والمختطفين في سوريا، وكذلك بشأن نقل الجثث وتحديد هوية الأشخاص المفقودين، في جنيف في وقت لاحق من شهر فبراير".
وأشارت إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، سيعمل على حل التناقضات بين الأطراف السورية، وأعربت عن أملها في أن تتاح له الفرصة لعقد اجتماع للجنة الدستورية في المستقبل القريب.
وسبق أن أكد رئيس هيئة التفاوض السورية "نصر الحريري" أن إجراءات بناء الثقة وملف المعتقلين هو «ملف فوق تفاوضي»، وهو برأيه، يمثل اختباراً حقيقياً لمدى جدية كل الأطراف بموضوع الحل السياسي في سوريا.
وأضاف: «بالتالي، إذا كانت هذه النية موجودة، ينبغي فوراً، البدء بتفعيل هذا الملف والإفراج عن هؤلاء المعتقلين المغيبين في سجون النظام منذ سنوات عدة، وهذا ما نصت عليه كل قرارات مجلس الأمن في إطار معالجة هذا الملف».
وكانت «منظمة العفو الدولية» وثقت في تقرير «المسلخ البشري» المنشور في شباط/فبراير من عام 2017، إعدامات جماعية بطرق مختلفة نفذها النظام السوري بحق 13 ألف معتقل في سجن «صيدنايا»، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.
وأوضحت أن الإعدامات جرت أسبوعياً أو ربما مرتين في الأسبوع، بشكل سري، واقتيدت خلالها مجموعات تضم أحياناً 50 شخصاً، إلى خارج زنزاناتهم، وشنقوا حتى الموت كما أكدت أن الممارسات السابقة التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا زالت «مستمرة على الأرجح في السجون داخل سوريا».
حملت فعاليات مدنية ونشطاء وقيادات عسكرية شمال غرب سوريا، "أبو محمد الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام أحد أكبر الفصائل بالشمال المحرر، المسؤولة الكاملة عما يجري من تراجع للفصائل أمام تقدم النظام وروسيا بريف إدلب.
وأوضحت الفعاليات أن قيادة الهيئة التي أنهت جل فصائل الجيش السوري الحر في ريف إدلب ولاحقت عناصرها وصادرت سلاحها، مسؤولة عن الدفاع عن تلك المنطقة وهذا ماتفرض عليه مسؤولياتها، إلا أن الأمر بات عكسياً مع تسليم شرقي سكة الحديد وخان شيخون وريف حماة وصولاً لمدينة معرة النعمان وسط تقدم النظام باتجاه سراقب.
وأكدت المصادر التي تواصلت معها شبكة "شام" للوقوف على مستجدات الوضع الميداني، أن "الجولاني" يكرر ذات السيناريو الذي اتبعه إبان معارك شرقي سكة الحديد وريف حماة الشمالي، بسحب السلاح الثقيل من جبهات القتال وترك عناصره والمجموعات المنتمية للهيئة بأسلحة فردية ومتوسطة لمواجهة النظام إلى جانب باقي الفصائل على جبهات الأوتوستراد الدولي ومعرة النعمان.
واتهمت الفعاليات بشكل مباشر "أبو محمد الجولاني" والدائرة الضيقة حوله بتسليم إدلب للنظام وروسيا بعد إتمام مخططهم في إضاف الثورة وتجريدها من فصائلها ورموزها بالقتل والاعتقال والملاحقة، وإنهاك الحاضنة الشعبية بالأتاوات والاعتقالات وتسليط قواهم الأمنية التي اقتحمت عشرات المناطق بالدبابات، ثم تركت تلك المناطق لقمة سائغة للنظام.
ولفتت إلى أن هناك قيادات ومجموعات من هيئة تحرير الشام من أبناء الشمال السوري ومناطق عديدة من سوريا، يقاتلون على جبهات القتال إلا أن قيادة الهيئة ترفض إمدادهم بالسلاح الثقيل والنوعي وبالتالي استنزافهم على الجبهات في مواجهة النظام وروسيا.
ورغم كل مايجري بريف إدلب وحلب من معارك وتقدم للنظام، تواصل قيادة الهيئة فرض شروطها على فصائل الجيش الوطني مقابل الدخول لإدلب وحلب للقتال في المناطق التي أخرجت منها ببغي الهيئة سابقاً، إلا أن هذه الفصائل لاتملك أسلحة ثقيلة وجميع تلك الأسلحة صادرتها الهيئة ونقلتها لمعسكراتها.
ووفق مصادر خاصة لشبكة "شام" فإن قيادة الهيئة تخشى من دخول فصائل الجيش الوطني إلى إدلب على مستقبل وجودها مع تصاعد المطالب بحل الهيئة وإنهائها دولياً ومحلياً، وتمنع دخول الفصائل التي قامت بإنهائها بحملات البغي المتلاحقة وصولاً لتجريد المنطقة من أبنائها وثوارها وإجبارهم على الخروج باتجاه مناطق شمال سوريا أو خارج البلاد.
وتقوم بالتفاوض مع فصائل الجيش الوطني وتنتقي مجموعات محددة وحتى تفرض نوعية سلاح معين لإدخاله لريف إدلب، في وقت تترنح جبهات القتال وتشهد تقدم سريع للنظام وخسارة مناطق استراتيجية كمعرة النعمان كانت حشود الهيئة ودباباتها بالأمس تطوقها لاقتحامها، في حين غابت تلك الحشود عن الدفاع عنها إبان تقدم النظام إلا من مجموعات قليلة.
ناشط نشطاء وفعاليات مدنية من مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي اليوم الخميس، المنظمات والفعاليات الأهلية للمساعدة في عملية إخلاء المدينة من قاطنيها ونقلهم لمناطق آمنة نسبياً باتجاه مناطق الحدود شمالي إدلب.
وتتعرض مدينة أريحا الواقعة على سفح جبل الأربعين، بشكل يومي لقصف جوي من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، تستهدف الأحياء السكنية في المدينة وريفها والطرق المؤدية إليها، تسبب ذلك بارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين ليس آخرها مجزرة مشفى الشامي مساء أمس.
وشهدت المدينة خلال الأشهر الماضية حركة نزوح وافدة بشكل كبير من بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية التي تتعرض للقصف، إلا أن توسع دائرة القصف أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على تكرار النزوح.
ويركز الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد في قصفه على التجمعات السكانية الكبيرة مستهدفا المدن الرئيسية والأسواق والمشافي ومراكز الدفاع المدني لإجبار السكان على النزوح، على غرار خان شيخون وكفرنبل ومعرة النعمان وسراقب والدور اليوم على مدينة أريحا.
وارتكب طيران النظام الحربي العديد من المجازر بحق المدنين في مدينة أريحا خلال الأسابيع الماضية، واستهدف عدة مرافق مدنية وأسواق ضمن المدينة، كما قام باستهداف قرى جبل الأربعين التي تربط المدينة بمنطقة جبل الزاوية، متسبباً بعدة مجازر أخرها في قرية كفرلاتة.
وكان ناشد منسقو استجابة سوريا من جميع الفعاليات المدنية والمنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب التوجه بشكل عاجل إلى منطقة سراقب بريف إدلب لإخلاء المدنيين العالقين في المنطقة بسبب تقدم قوات النظام السوري وروسيا باتجاه المنطقة، وخاصة مع عدم قدرة المدنيين على النزوح من المنطقة بسبب الحالة المادية السيئة لهم، كما حذر منسقو استجابة سوريا من استهداف الطرقات التي يخرج منها النازحين بإتجاه المناطق الآمنة بعيدا عن العمليات العسكرية.
تنشط المعرفات الرسمية والرديفة لـ "هيئة تحرير الشام" بنشر عدة بيانات مفصلة وأخرى مقتضبة حول حوادث متباينة خلال الأيام القليلة الماضية، فيما أثار محتوى تلك البيانات الكثير من الجدل حيث جائت تزامناً مع الحملة العسكرية المستمرة ضدَّ المنطقة.
وأحدث تلك البيانات ما نشرته حكومة الإنقاذ حول تحديد سعر فواتير الهاتف ورسوم خدمة الانترنت المقدمة من قبل المؤسسة العامة للاتصالات التابعة للإنقاذ في مدينة إدلب، وجاء في البيان أن القرار الوزاري يأتي حفاظاً على المصلحة العامة.
وينتقد ناشطون عدم اكتراث حكومة الإنقاذ لموجة النزوح الأخيرة التي ضربت المنطقة وسط عدم استجابة للخدمات التي يحتاجها النازحين، وسبق أن تناقلت صفحات محلية معلومات تفيد بمطالبة حكومة الإنقاذ لعدد من النازحين لإخلاء مسجد وحادثة مماثلة لمخيم قرب جرف صخري.
كما نشرت مجموعات محلية تسجيلاً لنازح من مدينة معرة النعمان وهو يقول أن موظفي حكومة الإنقاذ اعطوه وصلاً ليتم من خلاله دفع مبلغ مالي لقاء نشاط عمال النظافة في مكان إقامته الجديد، مشيراً إلى ظنه ساخراً أن الوصل المقدم هو للحصول على سلة إغاثية عقب رحلة النزوح المريرة.
ويظهر تسجيل مصور بثه ناشط ميداني أمس أجرى عبر عدة لقاءات مباشرة مع عدد من النازحين استذكر أحدهم قتال تحرير الشام لعدد من فصائل الثورة ومصادرة اسلحتها متسائلاً عن مصير تلك الاسلحة وعن عدم ظهورها بشكل بارز في مواجهة تقدم عصابات الأسد نحو مناطق المدنيين في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
وسبق أن رفضت جامعة إدلب مراراً مناشدات الطلاب لتأجيل الامتحانات التي تتزامن مع موجات النزوح والعمليات العسكرية الوحشية ضدَّ مناطق المدنيين في الشمال السوري الذي يعاني من تبعات تلك الهجمات الأسدية بغطاء جوي روسي.
في حين تمت عملية تعليق الامتحانات رسمياً استجابة للطلاب الذين نظموا حملات إعلامية وسط دعوات للاضراب بسبب رفض إدارة الجامعة تأجيل الامتحانات بوقت سابق ما دفع بعض النشطاء للتعليق أن هذه الحوادث تؤكد أن الإنقاذ تعيش في كوكب آخر بعيداً عن الواقع.
هذا وتعيش محافظة إدلب موجة نزوح جماعي طالت عدد من قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، إلى جانب مدينة أريحا كما الحال في مدينة سراقب شرقي المحافظة ما يفاقم المعاناة الإنسانية للنازحين في ظروف معيشية صعبة تتمثل في انعدام المأوى تزامناً مع استكمال عصابات الأسد وروسيا للمجازر بحق المدنيين شمال غرب البلاد.
تمكنت فرق الدفاع المدني بعد عمل لساعات عديدة، من انتشال عشرة شهداء جلهم أطفال ونساء من تحت أنقاض المباني المدمرة حول مشفى الشامي بمدينة أريحا، بعد غارات جوية روسية طالت المشفى في وقت متأخر ليلاً.
وقال مراسل شبكة "شام" إن فرق الدفاع المدني انتشلت عشرة شهداء مدنيين، بينهم عائلة نازحة من جبل الزاوية، لافتاً إلى أن حجم الدمار كبير في المشفى والأبنية السكنية المحيطة به، في وقت لايزال هناك العديد من الجرحى بينهم من كادر المشفى الطبي بوضع حرج.
وكان استهدف الطيران الحربي الروسي في وقت متأخر من يوم الأربعاء، مشفى الشامي بمدينة أريحا بعدة غارات، متسبباً بإصابات في الكادر الطبي وتدمير المشفى بشكل كامل، في استمرار لسياسة استهداف المشافي الطبية في ريفي إدلب وحلب.
وقال نشطاء من مدينة أريحا إن الطيران الحربي الروسي استهدف بثلاث غارات متتالية بناء المشفى بشكل مباشر، ادى ذلك لإصابات بين الكادر الطبي بينهم أطباء، كما تسبب القصف بدمار كبير في بنية المشفى ومرافقه الطبية.
ويقدم مشفى الشامي الخدمات الطبية لعشرات الألاف من أهالي مدينة أريحا وقاطنيها وريف إدلب الجنوبي، بات المشفى الوحيد في منطقة أريحا وريف إدلب الجنوبي بعد تدمير جميع المشافي في جبل الزاوية وكفرنبل ومعرة النعمان.
وقبل أيام قليلة، استهدف الطيران الحربي الروسي، مشفى طبي في قرية سرجة بجبل الزاوية، متسبباً بدمار كبير في المشفى وخروجه عن الخدمة، ضمن سياسة التدمير الكلي لكل حياة في المناطق التي تستهدفها روسيا بحملاتها العسكرية.
وعمدت قوات الأسد وروسيا خلال الحملات المتلاحقة خلال العام الماضية وهذا الشهر من العام الجاري، على استهداف المشافي والمرافق الطبية في ريف إدلب الجنوبي وكفرنبل وجبل الزاوية ومعرة النعمان وريفها، تسببت في خروج جميع هذه المرافق عن الخدمة وتوقفها عن العمل.
استهدف الطيران الحربي الروسي في وقت متأخر من اليوم الأربعاء، مشفى الشامي بمدينة أريحا بعدة غارات، متسبباً بإصابات في الكادر الطبي وتدمير المشفى بشكل كامل، في استمرار لسياسة استهداف المشافي الطبية في ريفي إدلب وحلب.
وقال نشطاء من مدينة أريحا إن الطيران الحربي الروسي استهدف بثلاث غارات متتالية بناء المشفى بشكل مباشر، ادى ذلك لإصابات بين الكادر الطبي بينهم أطباء، كما تسبب القصف بدمار كبير في بنية المشفى ومرافقه الطبية.
ويقدم مشفى الشامي الخدمات الطبية لعشرات الألاف من أهالي مدينة أريحا وقاطنيها وريف إدلب الجنوبي، بات المشفى الوحيد في منطقة أريحا وريف إدلب الجنوبي بعد تدمير جميع المشافي في جبل الزاوية وكفرنبل ومعرة النعمان.
وقبل أيام قليلة، استهدف الطيران الحربي الروسي، مشفى طبي في قرية سرجة بجبل الزاوية، متسبباً بدمار كبير في المشفى وخروجه عن الخدمة، ضمن سياسة التدمير الكلي لكل حياة في المناطق التي تستهدفها روسيا بحملاتها العسكرية.
وقالت مديرية صحة إدلب الحرة، إن طيران الاحتلال الروسي استهدف فجر اليوم الأحد ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٠، مشفى الإيمان في قرية سرجة بجبل الزاوية، ما تسبب بدمار كبير في أقسام المشفى وتجهيزاته وخروجه عن الخدمة، وتسبب الاستهداف بإصابة عدد من المرضى من مراجعي المشفى، ولم تُسجل أية إصابات بين أفراد الكادر الطبي.
وكانت استهدفت راجمات الصواريخ والمدفعية التابعة للنظام في وقت سابق، المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان، آخر نقطة طبية إسعافية في المدينة، التي تتعرض يومياً لقصف جوي وصاروخي مركز، كآخر نقطة إسعافية في المنطقة، لتقديم العلاج للمدنيين ممن يتعرضون للقصف في المنطقة خلال قيامهم بنقل متاعهم.
وعمدت قوات الأسد وروسيا خلال الحملات المتلاحقة خلال العام الماضية وهذا الشهر من العام الجاري، على استهداف المشافي والمرافق الطبية في ريف إدلب الجنوبي وكفرنبل وجبل الزاوية ومعرة النعمان وريفها، تسببت في خروج جميع هذه المرافق عن الخدمة وتوقفها عن العمل.
وكانت أعلنت "الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز"، اضطرارها تعليق العمل في مشفى معرة النعمان الوطني، جراء التصعيد الخطير على مناطق ريف إدلب الجنوبي، واستهدافها بشكل مكثف منذ نحو أسبوع، من قبل قوات النظام السوري وحلفائها.
وكان سجَّل تقرير لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في عام 2019 ما لا يقل عن 871 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، 725 منها كانت على يد قوات الحلف السوري الروسي في شمال غرب سوريا. وكان من بين هذه الاعتداءات 215 حادثة اعتداء على مدارس، و98 على منشآت طبية، و197 على أماكن عبادة.
أعدمت عناصر قوات الأسد والميليشيات الروسية والإيرانية، رجلاً مسناً في مدينة معرة النعمان بعد اقتحامها اليوم والسيطرة عليها، كان رفض الخروج من المدينة وفضل البقاء فيها.
وتداولت مواقع إعلام موالية للنظام صوراً لعناصر يدوسون جثة رجل بعد تصفيته في أحد شوارع مدينة معرة النعمان بريف إدلب، تبين أنها تعود للمسن "أحمد جفال" من أبناء المدينة وهو رجل مريض.
وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري التي أخلت المدينة خلال الفترة الأخيرة، إنها حاولت إخراج الرجل مرات عدة من المدينة إلا أنه رفض الخروج، كونه لا يملك مكان ينزح إليه وفضل البقاء وحيداً رغم خروج جميع سكانها، ليلقى حتفه على يد ميليشيات النظام بطريقة بشعة.
وبالأمس، تداولت وكالة "سانا" التابعة للنظام، صوراً لعدد من القرى والبلدات التي احتلتها قوات الأسد وميليشيات إيران وروسيا بريف إدلب الشرقي، ظهر بين الصور ضريح الخليفة العادل "عمر بن عبد العزيز" وقد تعرض لحرق بمشهد طائفي بحت.
وتظهر الصور التي تعرف عليها نشطاء قرية الدير الشرقي حيث قبر ثامن خلفاء بني أُمية، المُلقب بخامس الخلفاء الراشدين، "عمر بن عبد العزيز"، كما تظهر حرق قبر زوجته "فاطمة بنت عبد الملك"، وقبر خادم الضريح الشيخ "أبو زكريا بن يحيى المنصور"، وتخريب المكان بالكامل.
وعلميات التصفية وتدمير المساجد وتخريب قبور الصحابة والخلفاء وحرق المرافق الأثرية والحضارية والتراث القديم ليس بجديد على قوات النظام وحلفائها والتي سبق وأن نفذت عشرات الإعدامات الميدانية بحق المدنيين ممكن وجدتهم في المناطق التي دمرتها ودخلتها محتلة.
قالت مصادر إعلامية، إن مجلس الأمن الدولي، شهد اليوم الأربعاء، تلاسنا حادا بين مندوبي الصين والولايات المتحدة، بشأن المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية شمال غربي سوريا، وكافة أرجاء البلاد.
ولفتت المصادر إلى أن السفيرة شيري نورمان شاليه، نائبة المندوب الأمريكي، اتهمن خلال جلسة منعقدة حاليا حول الأزمة الإنسانية في سوريا، بالمقر الدائم للمنظمة في نيويورك، الصين وروسيا بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وقالت "شاليه" في إفادتها أمام أعضاء المجلس: "تقوم روسيا والصين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، لأكثر من 8 سنوات".
وأضافت: "وبعد أن تبعتها الصين بشكل أعمى، صعدت روسيا حملتها لتقييد وصول المساعدات الإنسانية في سوريا، من خلال جهد مسيّس لتقويض القرار الخاص بإيصال المساعدات العابرة للحدود، في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري".
وكان اعتمد مجلس الأمن في 10 يناير الجاري، قرارا يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، عبر معبرين فقط من تركيا، وإغلاق معبري اليعربية (في العراق) والرمثا (في الأردن) لمدة 6 أشهر، نزولا عند رغبة روسيا والصين.
ولفتت "شاليه" إلى أن "إغلاق معبر اليعربية أدى إلى منع وصول بين 40 ـ 50 بالمئة من المعدات والإمدادات الطبية التي تقدمها الأمم المتحدة للمدنيين في سوريا"، مؤكدة أنه "تم قطع الإمدادات الطبية الحيوية بين ليلة وضحاها لمخيم الهول بنسبة تراوح بين 60 ـ 70 بالمئة".
من جهته، رفض بشدة المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تشانغ جيون، اتهامات "شاليه" بأن بكين "تتبع روسيا بشكل أعمى"، وخاطب نائبة السفير الأمريكي قائلا: "لا يمكن للولايات المتحدة كيل الاتهامات لنا، فنحن ليس لدينا جندي واحد في سوريا، ولم نحتل آبار النفط، ولم نضرب ذلك البلد".
واعتبر أن "توجيه الاتهامات من قبلكم هو ضرب من النفاق، وإذا كنتم تتوقعون منا التصديق على سياساتكم فقط، فنقول لكم إن زمن الاستعمار قد ولى وانتهى".
اتفقت حركة نور الدين زنكي التابعة للجيش الوطني السوري حالياً، مع هيئة تحرير الشام على العودة لمناطق سيطرتها سابقاً بريف حلب الغربي للدفاع عن المنطقة في وجه تمدد قوات النظام وروسيا هناك، بعد مفاوضات عسيرة بين الطرفين، إذ تحظر قيادة الهيئة دخول فصائل أنهتها سابقاً لمناطق ريفي إدلب وحلب.
وقالت مصادر لشبكة "شام" إن قيادة الحركة المنضوية حاليا ضمن مكونات الجيش الوطني، فاوضت هيئة تحرير الشام للدخول والدفاع عن ريف حلب الغربي الذي يعتبر مناطق نفوذ الحركة قبل البغي عليها من قبل الهيئة وطردها من المنطقة والسيطرة على سلاحها.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة الهيئة حددت شروط عديدة على القوات التي ستدخل للدفاع عن مناطقها، إذ ان جل عناصر الحركة من أبناء ريف حلب الغربي، من ضمنها عدم عودة بعض القيادات بينها القائد العام السابق للحركة "توفيق شهاب الدين" وشروط أخرى، دون أن تعيد أي من السلاح الذي صادرته من الحركة.
وكانت علمت شبكة "شام" من مصادر عسكرية في "الجيش الوطني"، أن قيادة هيئة تحرير الشام تواصل عرقة وصول فصائل الجيش لريف إدلب، لاسيما أبناء الريف من الفصائل المنضوية ضمن مكونات الجيش الوطني.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة الهيئة ممثلة بالجولاني ولدائرة الضيقة حوله، تقوم بالتفاوض مع فصائل الجيش الوطني الراغبة بالدخول لريف إدلب، وتقوم بانتقاء مجموعات محددة، دون السماح للكثير من أبناء ريف إدلب الدخول للدفاع عن مناطقهم.
وكانت تحدثت مصادر عدة في وقت سابق عن منع "هيئة تحرير الشام" قوات الجيش الوطني السوري، من دخول مناطق ريف إدلب، ووضعها شروطاً تتعلق بطبيعة العتاد والقوات التي ستدخل، حيث تمنع الهيئة عناصر وفصائل الجيش من أبناء ريف إدلب من الدخول كما فعلت إبان الهجمة الأخيرة على ريف حماة الشمالي وخان شيخون خوفاً من الانقلاب عليها، كونها هي من حاربتهم ودفعتهم للخروج باتجاه مناطق درع الفرات.
وسبق أن أعلنت "حركة نور الدين زنكي" في بيان رسمي في شهر أذار من عام 2019، حل نفسها والانضواء في صفوف الجيش الوطني الحر، على أن تقوم بتشكيل "اللواء الثالث" وتتبع لمرتبات فيلق المجد ضمن مكونات الجيش.
وكانت خسرت حركة نور الدين زنكي مناطق سيطرتها غربي حلب بعد معارك عنيفة مع هيئة تحرير الشام التي بادرت بالهجوم على مناطق الزنكي للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة لم يستطع مقاتلي الزنكي الصمود وفضلوا الخروج باتجاه منطقة عفرين، لتسيطر الهيئة على كامل ريف حلب الغربي.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 211 عنصراً لقوات النظام في سوريا جراء الاشتباكات مع فصائل الثوار في سوريا منذ 9 يناير، مقرة بضراوة المعارك بريفي إدلب وحلب، إلا أنها لم تكشف عن حصيلة القتلى الحقيقية.
وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، في بيان أصدره اليوم الأربعاء: "قتل في سوريا منذ 9 يناير 211 عسكريا سوريا فيما أصيب أكثر من 300 بجروح، جراء الاشتباكات مع التشكيلات المسلحة، وعمليات القصف من جانبها".
وتداولت صفحات إعلامية موالية للنظام ضمن الإعلام الرديف، خلال الأيام الماضية، عشرات الصور والأسماء لضباط وعناصر من قوات الأسد، قتلت خلال المعارك الجارية مع فصائل الثوار بريف إدلب وحلب.
وتتبعت شبكة "شام" العديد من تلك المواقع والحسابات، ورصدت أسماء أكثر من مئتي قتيل للنظام بينهم ضباط وصف ضباط وعناصر من ميليشيات الدفاع الوطني والفرقة الرابعة والقوات الأخرى، جلهن من ريف حماة والغوطة والساحل السوري.
ووفق مصادر عسكرية من فصائل الثوار، أكدت للشبكة أنه رغم التقدم الذي يحرزه النظام على الأرض في معرة النعمان وبعض مناطق ريف حلب التي تشهد معارك كر وفر، إلا أن الخسائر في صفوف النظام كبيرة، وتقدمه سببه القصف وعدم توازن القوة بين الطرفين.
ولفتت المصادر إلى أن المئات من عناصر النظام والميليشيات الروسية والإيرانية قتلت خلال معارك ريف إدلب الشرقي ومشارف معرة النعمان وخسرت تلك القوات أليات بينها دبابات وعربات مصفحة ومدافع، وسط استمرار المعارك على عدة جبهات بشكل عنيف.
وتمكنت قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية خلال الأيام الماضية من التوسع بريف معرة النعمان الشرقي ووصول المدينة التي طوقتها من عدة محاور ولاتزال الاشتباكات ضمن أحيائها، بالتزامن مع معارك عنيفة على جبهات ريف حلب الغربي.
تمكنت قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية اليوم الأربعاء، من إحكام الطوق على مدينة معرة النعمان الواقعة على الأوتستراد الدولي "حلب - دمشق"، وسيطرت على عدة أحياء ضمن المدينة بعد اشتباكات مع مجموعات من فصائل الثوار، في وقت تبدو وجهتها شمالاً عبر الطريق الدولي باتجاه سراقب.
وقالت مصادر عسكرية لشبكة "شام" إن اشتباكات عنيفة اندلعت منذ ساعات الصباح اليوم على جبهات بلدة خان السبل شمالي معرة النعمان والتي تتوسط الطريق الدولي بين مدينتي سراقب ومعرة النعمان.
ولفتت المصادر إلى أن القوات المهاجمة تمكنت من دخول البلدة والوصول لأطرافها الشمالية، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت هناك، في وقت تقوم الطائرات والمدافع بالتمهيد على بلدات جوباس والطريق الدولي جنوب مدينة سراقب وريفها الشرقي.
وأوضحت المصادر لـ "شام" إلى أن المخطط الروسي بات واضحاً في السيطرة على الطريق الدولي، مؤكداً أن مدينة سراقب هي الوجهة القادمة للنظام بعد خان السبل ومعرة النعمان، تفصله عنها عدة كيلوا مترات.
وذكرت المصادر أن القصف الجوي لم يتوقف على المدينة وريفها الشرقي والجنوبي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على جبهات ريف حلب الغربي والجنوبي، حيث تحاول قوات النظام التقدم من محورين الشمال والجنوب لتطويق ريف سراقب الشرقي وريف حلب الجنوبي.
وتمكنت فصائل الثوار اليوم الأربعاء، من استعادة السيطرة على عدة نقاط على محور بيوت الصحفيين غرب حلب, بعد اشتباكات استمرت لساعات بعد تقدم قوات النظام إليها وسيطرتها على المنطقة تحت نيران القصف والتمهيد الناري المكثف.
وكان قتل العشرات من عناصر النظام والميليشيات الروسية والإيرانية مساء اليوم الأربعاء، بعملية استشهادية استهدفت تجمع لهم على أطراف بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي، في حين قتل العشرات وأصيب مراسل تلفزيوني روسي باشتباكات ضمن أحياء مدينة معرة النعمان.