أعلن المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، الخميس، أن طائرات الأسد وحليفه الروسي نفذت 200 ضربة جوية في منطقة إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال جيفري، في إفادة صحافية الخميس، إن نحو 700 ألف نازح في شمال غرب سوريا "يتحركون باتجاه الحدود التركية وهو ما سيثير أزمة دولية".
وتتعرض منازل المدنيين في المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب لقصف جوي روسي مترافق مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل ميليشيات الأسد وإيران، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمنا.
والجدير بالذكر أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مشفى الشامي بمدينة أريحا، يوم أمس، ارتفع إلى 10 شهداء والعديد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
سيّرت القوات الروسية دورية على خطوط المواجهة قرب مدينة تل تمر شمالي الحسكة، صباح اليوم الخميس، وذلك بعد أن شهدت قرى ريفية عدة استهدافاً بالأسلحة الثقيلة من قبل فصائل الجيش الوطني السوري.
وانطلقت الدورية الروسية المكونة من أربع عربات، ترافقها دورية من الأسايش الكردية من نقطة تمركزها في محطة المباقر، والتي اتخذتها قاعدة لها شمال مدينة تل تمر، باتجاه بلدة أبو رأسين زركان والمناطق الحدودية مع تركيا.
والجدير بالذكر أن الدوريات الأميركية اعترضت مؤخرا، القوات الروسية في ريف الحسكة ومنعتها مرات عدة من السير على الطريق الدولي بين القامشلي وناحية تل تمر.
أعلن تلفزيون أورينت إيقاف بثه لمدة 24 ساعة، احتجاجاً على المجازر المتواصلة بحق الشعب السوري، وعلى الصمت الدولي إزاء جرائم روسيا وإيران وميليشيات أسد الطائفية التي هجّرت خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري ما لا يقل عن أربعمئة ألف من المدنيين في الشمال السوري.
وظهر مذيع تلفزيون أورينت خلال نشرة أخبار الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت دمشق، ليعلن أنه لم يعد هناك كلام يقال في ظل هذه المجازر.. وأن إدارة التلفزيون قررت إيقاف البث لمدة 24 ساعة لتوجيه رسالة احتجاجية للجميع، بما فيهم السوريون الصامتون عن هذه المجازر.
وأظهرت كاميرا الاستوديو مجموعة من إعلاميي ومذيعي ومحرري تلفزيون أورينت وهم يقفون بصمت، رافعين لافتات تقول إحداها: "أعجزتنا اللغة.. لم يعد في جعبتنا كلمات ولا عبارات" فيما نددت لافتات أخرى بالصمت الدولي، وحذرت السوريين من البقاء صامتين إزاء ما يجري لإخوتهم، فكتب على إحدى اللافتات: "أيها السوريون صمتكم اليوم موتكم غدا".. فيما حملت لافتة أخرى تساؤلا يقول: "أيها السوري تخاذلك يقتل أهلك.. أين المظاهرات في بلاد الهجرة واللجوء؟".
ونوهت لافتات الوقفة الاحتجاجية بأن القتل لا يستثني أي مكون من مكونات الشعب السوري... وأن الهدف هو الحفاظ على عائلة تسرق سوريا وتقتل أهلها.. فكتب على إحدى اللافتات: "عربا وأكراداً.. كلنا نقتل من أجل عائلة تسرق سوريا وتقتل أهلها" وأشارت لافتة أخرى: " سنّة ودروز وإسماعيليون وعلويون.. كلنا مستهدفون قتلا أو تهجيرا أو تجويعاً".
وأعقب الوقفة الاحتجاجية الصامتة لإعلاميي أورينت إيقاف بث القناة، وظهور شاشة سوداء كتب عليها: "احتجاجا على جرائم روسيا وإيران وميليشيات أسد الطائفية التي تتواصل في سوريا بتواطؤ المجتمع الدولي وصمت السوريين قبل غيرهم، يحتجب تلفزيون أورينت عن البث لمدة 24 ساعة".
قال "المركز الإعلامي العام" المعني بتغطية أخبار ريف إدلب ومعرة النعمان، إنه حصل على معلومات من مصادر خاصة تفيد بأن عناصر "فوج البواسل" التابع "للفرقة 25 مهام خاصة" بقيادة العميد سهيل الحسن، هي من أعدمت المُسن "أحمد الجفال" صباح يوم أمس الأربعاء عند الساعة العاشرة صباحاً وسط الحي الشمالي في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، والتي سيطرت عليها روسيا وقوات الأسد والميليشيات الموالية لها ليل الثلاثاء بعد معارك عنيفة ضد الفصائل الثورية.
وأكدت المصادر أن عناصر ميليشيا فوج "البوسل" قاموا بإعدام الحاج "أحمد الجفال" بعد طلقات نارية من بندقية كلاشينكوف، ومن ثم وضعه في دولاب بلاستيك، وحرق جثته مع استهزاء وضحك عند قتله وحرقه وإعلان نصرهم فوق جثة المُسن.
ويشار إلى أن “الفرقة 25 مهام خاصة” بقيادة العميد “سهيل الحسن” المُلقب بالنمر، تتلقى دعمها بشكلً مباشر وتوجيهات قيادية من جنرالات روس في قاعدة حميميم الجوية، ويعتبر النمر الرجل الأول لروسيا في سوريا، حيث زودت روسيا الفرقة بمدافع وراجمات صواريخ وأسلحة فردية متطورة، وتعتمد روسيا عليها في الحملات العسكرية على ريف إدلب وريف حماة وريف حلب.
ويعتبر “أحمد الجفال” البالغ من العمر 69 عاماً واحداً من أبسط المدنيين في معرة النعمان وأفقرهم، وعرض عليه الدفاع المدني أكثر من عدة مرات الخروج من المدنية، إلا أنه أبى أن يبقى داخلها رغم فقره وضيق حاله.
وكانت تداولت مواقع إعلام موالية للنظام صوراً لعناصر يدوسون جثة رجل بعد تصفيته في أحد شوارع مدينة معرة النعمان بريف إدلب، تبين أنها تعود للمسن "أحمد جفال" من أبناء المدينة وهو رجل مريض.
وعلميات التصفية وتدمير المساجد وتخريب قبور الصحابة والخلفاء وحرق المرافق الأثرية والحضارية والتراث القديم ليس بجديد على قوات النظام وحلفائها والتي سبق وأن نفذت عشرات الإعدامات الميدانية بحق المدنيين ممكن وجدتهم في المناطق التي دمرتها ودخلتها محتلة.
قالت مصادر إعلام تركية وأخرى روسية إن رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف، ناقش في اتصال هاتفي، مع نظيره التركي ياشار غولر، الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا.
وجاء الاتصال بعد يوم على اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجانب الروسي بعدم الامتثال لاتفاقيتي سوتشي وأستانا بشأن سوريا.
وكان أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء، وفاة اتفاقيات "سوتشي وأستانا" بشأن منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال غرب سوريا، متحدثا عن أن تركيا أبلغت روسيا أن صبرها ينفذ بخصوص استمرار القصف في إدلب، لافتاً إلى أن روسيا لم تلتزم حتى الآن باتفاقيتي "سوتشي" و"أستانا".
وأضاف أردوغان:" في حال التزمت روسيا باتفاقيتي سوتشي وأستانا فإن تركيا ستواصل الالتزام بهما .. روسيا لم تلتزم حتى الآن بالاتفاقيتين"، مضيفاً بالقول: "لم يتبق شيء اسمه مسار أستانا، علينا نحن تركيا وروسيا وإيران إحياؤه مجددا والنظر فيما يمكن أن نفعله".
وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت الثلاثاء، أنها سترد "بأقوى وسيلة وبلا تردد" على أي هجوم تشنه قوات النظام على نقاط المراقبة التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد الرابعة بإدلب.
وعبرت موسكو أكثر من مرة على دعم النظام في تدمير المدن والبلدات السورية ومشاركته في عمليات القصف والتهحير وارتكاب المجازر والحسم العسكري بإدلب، كان أخرها على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكد لمرة جديدة دعم موسكو لجهود جيش النظام في العمليات العسكرية بإدلب.
ومع إصرار روسيا على الحسم العسكري وعدم التزامها بعدة اتفاقيات موقعة مع الضامن التركي، ومحاصرة عدة نقاط مراقبة تركية في الصرمان ومورك، بات الموقف التركي ضعيف جداً أمام الحاضنة الشعبية في إدلب والتي كانت تنظر للنقاط التركية أنها ستحميها من تقدم النظام، في وقت تشير المعلومات إلى أن هناك اتفاق غير معلن بين الجانبين حول طبيعة إدارة المرحلة القادمة بعد سيطرة النظام وروسيا على الطرق الدولية.
وفي شهر أيار من عام 2018، أنهت الدول الضامنة لاتفاق أستانة "روسيا وإيران وتركيا" تثبيت كامل نقاط المراقبة المتفق عليها في منطقة خفض التصعيد الرابعة في شمال سوريا والتي تشمل محافظة إدلب وماحولها من أرياف اللاذقية وحماة وحلب.
وتتضمن النقاط التي تم تثبيتها 29 نقطة مراقبة تتوزع إلى 12 نقطة تركية ضمن المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة فصائل الثوار، و 10 نقاط روسية و7 نقاط إيرانية ضمن مناطق سيطرة النظام، ستتولى هذه النقاط أو المخافر مهمة مراقبة وقف إطلاق النار على الحد الفاصل بين مناطق سيطرة الثوار والنظام.
وتنتشر النقاط التركية في 12 موقع هي "صلوة، تل الطوكان، الصرمان، جبل اشتبرق" في إدلب، و في "جبل سمعان، جبل عندان، جبل الشيخ بركات، الراشدين، تل العيس" في حلب، و في "تل الصوان شرق مورك، وشير مغار بجبل شحشبو" بريف حماة، ونقطة في جبل التركمان بريف اللاذقية.
وكان من المفترض أن تكون نقاط المراقبة للدول الضامنة هو أخر مرحلة تمهيدية لمرحلة وقف إطلاق النار الشامل في عموم منطقة خفض التصعيد، والتي تتولى تركيا تثبيت الأمن فيها وإعادة الحياة إليها تدريجياً من خلال الخدمات وإعادة أحيائها مدنياً، في وقت لن يكون للقوات الروسية أو الإيرانية أي دور في المناطق المحررة ويقتصر عملها ضمن مناطق سيطرة قوات الأسد، وفق ما أعلن حينها من بنود اتفاق.
ولكن روسيا نقضت جميع الاتفاقيات المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد على غرار مناطق خفض التصعيد الأخرى في حمص والغوطة ودرعا، وعاودت الهجوم وسيطرت على مناطق واسعة من المنطقة المشمولة بالاتفاق وهجرت أهلها كما حاصرت واستهدفت عدة نقاط تركية لم تستطع الأخيرة منع تقدم النظام وباتت بموقف المتفرج حتى اليوم.
وخلال الأسابيع الأخيرة وبعد إتمام روسيا السيطرة على ريف حماة الشمالي وصولاً لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الحملة قبل الأخيرة، عاودت في تشرين الأول من العام الماضي استئناف التصعيد وبدأت حملة عسكرية على ريف إدلب الشرقي والجنوبي بالتزامن مع حملة بدأت مؤخراً بريف حلب الغربي، وتمكنت من الوصول لمدينة معرة النعمان وسط استمرار القصف والتقدم في المنطقة للسيطرة على الطريق الدولي "حلب دمشق".
قالت مديرية صحة إدلب الحرة في بيان لها اليوم، إن قوات النظام والاحتلال الروسي تواصل عدوانها الوحشي على محافظة إدلب للشهر العاشر على التوالي، حيث قامت طائرات العدوان الروسي ليلة الأربعاء 29 كانون الثاني 2020 باستهداف مشفى الشامي في مدينة أريحا والأبنية السكنية القريبة منه.
ولفتت إلى أن الاستهداف سبب مجزرة رهيبة راح ضحيتها 10 شهداء و20 مصاباً من بينهم عدد من أفراد الكادر الطبي، كما تم تدمير المشفى بشكل شبه كامل وخروجه عن الخدمة.
وأكدت المديرية ارتفاع عدد المنشآت الصحية المستهدفة بشكل مباشر من قبل قوات النظام والاحتلال الروسي في منطقة شمال غرب سورية من تاريخ 28 نيسان 2019 ولغاية تاريخه الى 47 منشأة منها حوالي 20 منشأة دُمرت بشكل كامل أو شبه كامل.
وأوضحت أنه بعد إخراج مشفى الشامي عن الخدمة يكون كامل ريف إدلب الجنوبي (منطقة أريحا ومنطقة المعرة) خالي من أي نقطة طبية ومحرومة من الخدمات الصحية، نتيجة الاستهدافات المباشرة من قبل الطيران الحربي.
وشددت على أن الوضع الطبي في المناطق الشمالية يزداد سوءً، نتيجة الضغط الرهيب للمدنيين الهاربين من جحيم الموت، في الوقت الذي تعاني فيه منشآت تلك المنطقة من إمكانيات ضعيفة جداً، في ظل غياب مخزي للدعم الدولي.
وبلغ عدد النازحين من ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي باتجاه المناطق الحدودية لغاية يوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2020 حوالي 269 ألف نسمة وذلك منذ السادس عشر من الشهر الحالي بحسب منسقو استجابة سوريا.
وتشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.
قررت وزارة الدفاع الروسية نقل مراسلة تلفزيون "روسيا اليوم" في دمشق "وفاء شبروني" إلى قاعدة "حميميم" الروسية بريف اللاذقية الجنوبي بهدف نقلها إلى روسيا لعلاجها هناك، عقب إصابتها يوم أمس في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.
وتنص توجيهات وزارة الدفاع الروسية على نقل المراسلة المصابة إلى موسكو بهدف استكمال العلاج عقب وصولها ليلة أمس إلى قاعدة "حميميم" العسكرية قادمة من مطار حماة العسكري على متن طائرة مروحية روسية خاصة برفقة فريق طبي عسكري.
ويعكس القرار الروسي مدى حالة الاهمال المتعمد في مستشفيات النظام العسكرية التي تفتقر إلى التهجيزات الطبية اللازمة، وذلك بحسب الصفحات الموالية التي هاجمت الواقع الذي يعاني منه عصابات الأسد المصابين خلال العمليات العسكرية مع ذكرها لتفاقم تلك الحالات نتيجة الاهمال الطبي.
ويظهر ذلك جلياً من خلال تسجيل مصور من صفحات النظام يظهر كيفية تكدس جرحى النظام في سيارات مكشوفة غير مجهزة للإسعاف وسط حالة من الهلع والخوف التي ظهرت بين صفوف عصابات الأسد في مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب.
وسبق ذلك تسجيلات مماثلة تظهر تواجد عناصر النظام الجرحى على أرضية مستشفى مع انعدام الأسِرّة الطبية الكافية، وتلحق حالات الاهمال للعناصر حتى القتلى منهم حيث نشرت صفحة موالية مقطع فيديو يظهر الأوساخ في برادات القتلى في مستشفى عسكري.
وتتحدث صفحات موالية عن وجود عشرات الآلاف من العاهات الدائمة بصفوف عصابات الأسد مشيرةً إلى غالبية تلك الحالات تمت بسبب الاهمال الطبي في المستشفيات العسكرية، في وقت تتحرك فيه القوات الروسية لإنقاذ مراسلة وترك العناصر لمواجهة مصيرهم الذي طالما ينتهي بإعاقة دائمة دون تقديم أي نوع من الخدمات من قبل نظام الأسد الذي أُصيبوا دفاعاً عنه.
ونشرت قناة "روسيا اليوم" تسجيلاً مصوراً يظهر لحظة الانفجار الذي أدى لإصابة مراسلتها "وفاء شبروني" وسط تناقض بين الرواية الروسية حيث أرفقت القناة خبراً عاجلاً مفاده إصابة المراسلة بقذيفة مدفعية.
لتعود وتذكر أن سبب الإصابة هو انفجار مخزن ذخيرة وعند الحديث ع نقلها إلى حميميم ذكرت القناة ذاتها أن الإصابة ناجمة عن لغم أرضي انفجر بفريقها في مدينة "معرة النعمان" التي دخلتها عصابات الأسد عقب تهجير سكانها.
بالمقابل رواية صفحات موالية لم تتطابق مع الروايات الثلاثة التي تبناها الإعلام الروسي حيث رجحت بعض الصفحات المقربة من النظام، أن الإصابة جاءت نتيجة انفجار حزام ناسف استهدف تجمع لميليشيات النظام وروسيا.
فيما اقتصرت تغطية وسائل الإعلام الموالية للحدث في مداخلة لمدير مستشفى حماة الذي تحدث بدوره عن حجم الإصابة التي لحقت بـ "شبروني" مشيراً إلى وجود شظايا متفرقة في منطقة الوجه والفكين.
هذا وتحتفي قناة "روسيا اليوم" إعلامياً بالقرار الروسي الأخير حيث تقدمت بالشكر لوزير الدفاع "سيرغي شويغو" وللقوات الروسية عقب مساعدة الإعلامية المصابة ضمن كادر القناة، واصفةً عملية الإنقاذ بالـ "معجزة".
ويعرف عن "شبروني" مواقفها الموالية للنظام حيث رافقت ميليشيات الأسد في العديد من العمليات العسكرية ضد مناطق المدنيين في عدة محافظات، للتغطية الإعلامية لصالح وسائل إعلام النظام فيما انتقلت لاحقاً للعمل في قناة روسيا اليوم.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كشفت عن مقتل 211 عنصراً لميليشيات النظام على يد الثوار وذلك خلال المعارك الدائرة في أرياف إدلب وحلب منذ التاسع من يناير كانون الثاني، دون التطرق إلى خسائر الروس البشرية إلى جانب عدم الكشف عن عدد قتلى النظام إذ ترجح مصادر متطابقة أن حصيلة القتلى تصل إلى أضعاف العدد المعلن عنه مؤخراً.
وقع إنفجار في صوامع الحبوب بمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي أدى لسقوط شهداء وجرحى بين سائقي الشاحنات الذين كانوا متواجدين في الموقع.
وقال ناشطون أن سبب الإنفجار يعود لعبوة ناسفة زرعها خلايا تابعة لقسد، وأخرون قالوا إنها من المخلفات المتفجرة التي زرعتها قسد في المنطقة قبل تحرير المدينة.
واشار الناشطون أن التفجير وقع في صوامع الحبوب ما أدى لإستشهاد 3 من سائقي الشاحنات بينهم شخصان يحملان الجنسية التركية، وإصابة 7 أخرين بجروح مختلفة.
وأكد الناشطون توجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة ونقلت المصابين والشهداء إلى مشافي المدينة، بينما فرض الجيش الوطني طوقًا أمنيا في الموقع وبدأ البحث عن متفجرات أخرى.
وتتجه أصابع الاتهام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي تواصل إرسال الموت عبر المفخخات والعبوات الناسفة التي تستهدف بغالبيتها المدنيين العزل، في محاولة لخلق حالة من الفوضى وفقدان الأمن في المناطق المحررة، وخاصة تلك الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.
والجدير ذكره أن قسد كانت قد زرعت عشرات العبوات والألغام في المدن والبلدات والقرى التي خسرتها خلال عملية نبع السلام قبل انسحابها، حيث تسببت هذه الألغام بسقوط العديد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.
انتقد نشطاء وفعاليات مدينة بريف إدلب، حكومة الإنقاذ (الذراع المدني لهيئة تحرير الشام" وقطاع الحدود في الهيئة، لرفضهم فتح المدارس بمناطق شمال وغرب إدلب أمام تدفع عشرات آلاف النازحين من ريفها الجنوبي والشرقي.
ووفق النشطاء تمنع مؤسسات حكومة الإنقاذ المنتشرة بمناطق شمال وغرب إدلب، إضافة لقطاع الحدود التابع لهيئة تحرير الشام، فتح المدارس لإيواء آلاف العائلات الهاربة من الموت والتي وصلت للمنطقة وتبحث عن مأوى لها ولأطفالها في ظل أزمة إنسانية كبيرة.
وطالب النشطاء عبر مواقع التواصل حكومة الإنقاذ وقيادة الهيئة بقطاع الحدود بوقف تسلطها على المدنيين الهاربين من الموت، والسماح بفتح المدارس لإيوائهم، منتقدين ادعاءاتهم بالحرص على العملية التعليمية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حرب إبادة شاملة.
يأتي ذلك في وقت تواجه بلدات ومدن ريف إدلب الجنوبي حرب إبادة شاملة من النظام وروسيا أجبرت أكثر من نصف مليون إنسان على النزوح والهرب من الموت والمجازر اليومية، وباتت المخيمات تغص بعشرات الألاف من المدنيين ولم يعد هناك مكان لإيواء المزيد من الهاربين من الموت.
وينتقد ناشطون عدم اكتراث حكومة الإنقاذ لموجة النزوح الأخيرة التي ضربت المنطقة وسط عدم استجابة للخدمات التي يحتاجها النازحين، وسبق أن تناقلت صفحات محلية معلومات تفيد بمطالبة حكومة الإنقاذ لعدد من النازحين لإخلاء مسجد وحادثة مماثلة لمخيم قرب جرف صخري.
كما نشرت مجموعات محلية تسجيلاً لنازح من مدينة معرة النعمان وهو يقول أن موظفي حكومة الإنقاذ اعطوه وصلاً ليتم من خلاله دفع مبلغ مالي لقاء نشاط عمال النظافة في مكان إقامته الجديد، مشيراً إلى ظنه ساخراً أن الوصل المقدم هو للحصول على سلة إغاثية عقب رحلة النزوح المريرة.
ويظهر تسجيل مصور بثه ناشط ميداني أمس أجرى عبر عدة لقاءات مباشرة مع عدد من النازحين استذكر أحدهم قتال تحرير الشام لعدد من فصائل الثورة ومصادرة اسلحتها متسائلاً عن مصير تلك الاسلحة وعن عدم ظهورها بشكل بارز في مواجهة تقدم عصابات الأسد نحو مناطق المدنيين في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
وسبق أن رفضت جامعة إدلب مراراً مناشدات الطلاب لتأجيل الامتحانات التي تتزامن مع موجات النزوح والعمليات العسكرية الوحشية ضدَّ مناطق المدنيين في الشمال السوري الذي يعاني من تبعات تلك الهجمات الأسدية بغطاء جوي روسي.
في حين تمت عملية تعليق الامتحانات رسمياً استجابة للطلاب الذين نظموا حملات إعلامية وسط دعوات للاضراب بسبب رفض إدارة الجامعة تأجيل الامتحانات بوقت سابق ما دفع بعض النشطاء للتعليق أن هذه الحوادث تؤكد أن الإنقاذ تعيش في كوكب آخر بعيداً عن الواقع.
هذا وتعيش محافظة إدلب موجة نزوح جماعي طالت عدد من قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، إلى جانب مدينة أريحا كما الحال في مدينة سراقب شرقي المحافظة ما يفاقم المعاناة الإنسانية للنازحين في ظروف معيشية صعبة تتمثل في انعدام المأوى تزامناً مع استكمال عصابات الأسد وروسيا للمجازر بحق المدنيين شمال غرب البلاد.
وعملت "هيئة تحرير الشام" منذ سيطرتها على المناطق المحررة عام 2017 بعد سلسلة حروب داخلية أشعلتها ضد الفصائل الأخرى، على تأسيس كيان مدني خاص بها، مهد لتشكيل حكومة في مناطق ريف إدلب وماحولها من مناطق محررة، ليعلن عن أول تشكيل لحكومة أطلق عليها اسم "الإنقاذ" في تشرين الثاني من عام 2017.
واتبعت مؤسسات "حكومة الإنقاذ" على إصدار القرارات المدعومة من العسكر، بما يتعلق بالإسكان فضيقت على النازحين وتاجرت بنزوحهم من خلال بيع الأراضي لبناء الخيم، علاوة عن التحكم في المساعدات والتضييق على المنظمات واقتطاع حصص كبيرة لها تذهب للعسكر وأخرى لمؤسسات الإنقاذ، وجزء يسير تقوم الإنقاذ بتبني توزيعه على النازحين تنتقيهم هي.
كما قامت الإنقاذ بالتحكم في الأفران وأصدرت عشرات القرارات التي ترفع أسعاره وتخفض وزنه، علاوة عن مصادرتها الطحين الذي تقدمه المساعدات، وفرض قراراتها على الأفران وتعيين موظفين من قبلها، كذلك التحكم بتوريد الوقود للمحرر عبر مؤسسات للهيئة وتشارك فيها الإنقاذ، وإيضاَ توريد البضائع المستوردة التي يحتكرها تجار معروفين بولائهم للهيئة.
كذلك تعمل "الإنقاذ" على التحكم بالمجالس المحلية بتعييناتها وعملها، وبالتعليم في المدارس والجامعات، والمعابر مع النظام، وكذلك المولدات والكهرباء، والنقل، ومحاصيل الفلاحين في أراضيهم وتقوم بمحاصصتهم عليها باسم "الزكاة" لاسيما محاصيل الفستق الحلبي والزيتون، في وقت تغيب خدمات تلك الحكومة عن المدنيين بعد عامين من التأسيس، في ظل غلاء فاحش وتحكم في الأسعار وتملك التجارة وحتى الصرافة التي تديرها الهيئة وحكومتها.
واجهت الصين انتقادات حادة، أمس الأربعاء، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، بشأن استخدامها المستمر لحق الفيتو، لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية الموجهة للسورييين، جراء الحرب المستعرة منذ تسع سنوات.
وقبل لقاء الأربعاء، انتقدت واشنطن ولندن، مستهل يناير الجاري، موسكو وبكين واتهمتهما بأنهما ساهمتا بشكل كبير في خفض المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وذلك خلال تجديد التفويض الذي يسمح بنقل تلك المساعدات دون موافقة مسبقة من دمشق.
ورفض السفير الصيني في مجلس الأمن، جانغ جون، الانتقادات الأميركية والبريطانية، واعتبرها "باطلة وغير صحيحة"، وقال إن "التهم ضد الصين ودول أخرى لا أساس لها، نرفضها تماماً"، مشيراً إلى "دور الوساطة" الذي لعبته الصين مطلع يناير لتقريب وجهات النظر.
وبتنسيق مع روسيا، دأبت الصين على استخدام "حق الفيتو" ضد المساعي الأميركية والبريطانية ودول أوروبية أخرى، لإرسال مساعدات إنسانية إلى السوريين، وذلك بحجج مختلفة.
وتسعى الصين من خلال قربها من نظام الأسد وحليفه الروسي، إلى الظفر بصفقات إعادة الإعمار على الأراضي السورية، وهو ما أقر به سفير بكين، علانية، في مجلس الأمن، بالقول: "سنشارك بشكل نشط في عملية إعادة الإعمار في سوريا في إطار مشروع طرق الحرير الجديدة".
ويعد مشروع "طرق الحرير الجديدة"، مخططا اقتصاديا صينيا كبيرا، تريد من خلاله بكين، تسويق المبادرة التي ستجعلها محوراً للعلاقات الاقتصادية العالمية.
وتقول الصين إن مشروع "طرق الحرير الجديدة" يهدف إلى ربط الصين بالعالم أجمع عبر برنامج استثماري ضخم بمئات مليارات الدولارات لبناء شبكة عملاقة للبنى التحتية، من مرافئ وسكك حديد وموانئ صناعية ومطارات.
وتعتبر بكين، سوريا محورا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط، سيمكنها من احتكار أسواق عربية كبيرة، وهو ما يفسر دعم الصين الدبلوماسي الحثيث والملفت لنظام بشار الأسد في مجلس الأمن الدولي.
تعاظم حجم المأساة التي يواجهها مئات آلاف المدنيين الهاربين من الموت بريفي إدلب وحلب، مع استمرار الحملة العسكري الروسية على المنطقة، حيث بات أكثر من 300 ألف مدني في المنطقة تحت رحمة القصف، يواجهون حملة إبادة جماعية وسط صمت مطبق للمجتمع الدولي، عدا عن التصريحات المسكنة.
وفي سياق استمرار المعاناة، تواصل طائرات النظام المروحية والحربية والطائرات الحربية الروسية، عمليات تفريغ منطقة جبل الزاوية وبلدات ريف إدلب الجنوبي وأريحا وسراقب من سكانها بشكل ممنهج من خلال تركيز القصف وتكثيفه على المناطق المأهولة بالسكان.
ولفت نشطاء من المنطقة إلى أن الطيران الروسي وطيران الأسد، يستهدفان بشكل ممنهج القرى والبلدات في جبل الزاوية بشكل متتابع وأريحا والنيرب وسراقب، لتهجيرها وإرغام سكانها على الخروج من المنطقة الواقعة جنوب الأوتوستراد الدولي، بشكل لافت.
وارتكب الطيران الحربي للنظام وروسيا عشرات المجازر بحق المدنيين في أريحا وكفرلاتة وسراقب وسرجة مؤخراً والتي تكتظ بألاف المدنيين، ضمن سياسية واضحة لتفريغها من سكانها كما فعلت في مناطق معرة النعمان وكفرنبل وريف إدلب الجنوبي والشرقي.
واللافت في القصف وتركيزه على تلك المناطق، أن جميع هذه المناطق تقع جنوب خط الأوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية، المعروف باسم "M4"، حيث بات واضحاً أن روسيا تسعى لتفريغ كامل المنطقة من السكان، بعد تفريغ منطقة شرقي الأوتوستراد الدولي "حلب دمشق" المعروف باسم "M5".
ووفق نشطاء، بات واضحاً أن النظام وحلفائه يعملون على تفريغ كامل المنطقة الممتدة جنوب خط الأوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية المعروف باسم "M4"، والذي يمر عبر سراقب ثم أريحا ومحمبل وصولاً لجسر الشغور، أي مناطق ريف سراقب الشرقي ومعرة النعمان وريفها وجبل الزاوية وريف كفرنبل جنوباً.
وبات المدنيون في حالة تخوف كبيرة من السيناريوهات الغير معروفة، ومن مغبة سقوط المنطقة المذكورة بيد النظام على غرار ريف حماة الشمالي وخان شيخون والتمانعة والهبيط، ومعرة النعمان أي حرمان مئات الآلاف من المدنيين من مناطقهم وبالتالي حصرهم في بقعة جغرافية ضيقة شمالي إدلب، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة على مختلف المستويات المعيشية.
ويعتبر ملف الطرق الدولية المعروفة باسم "M5" بين حلب ودرعا وطريق "M4"، بين الحسكة واللاذقية، أحد أبرز الملفات التفاوضية في مباحثات أستانا بين الدول الضامنة، حيث تطلب روسيا سيطرة النظام على تلك الطرق الدولية لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، في وقت يتردد حديث عن إمكانية تسيير دوريات روسية تركية في المنطقة تجنباً لأي حملة عسكرية.
كشف منسقو استجابة سوريا عن توثيق نزوح أكثر من 47,070 عائلة (268,298 نسمة) من المنطقة المنزوعة السلاح في ريفي إدلب وحلب موزعين على أكثر من 134 قرية وبلدة ومخيم, حيث يتابع إحصاء أعداد النازحين الوافدين إلى مختلف المناطق منذ 16 يناير والوقوف على أبرز الاحتياجات الانسانية والعاجلة لهم.
ولفت المنسقون في بيان اليوم إلى أن حركات النزوح من مختلف قرى وبلدات المنطقة المنزوعة السلاح، تزامنت مع سقوط العديد من الضحايا والاصابات في صفوف السكان المدنيين حيث وثق الفريق منذ بداية الحملة العسكرية لقوات النظام على المنطقة وفاة أكثر من 130 مدنياً بينهم 40 طفلة وطفل أي ما يعادل 30.76 % من مجموع الضحايا المدنيين.
وأكد أن عمليات الاستجابة الانسانية من قبل المنظمات والهيئات الإنسانية كانت تشهد ضعفاً واضحاُ، مما سبب في زيادة معاناة المدنيين النازحين من العمليات العسكرية المفروضة من قبل قوات النظام على المنطقة.
وطالب منسقو استجابة سوريا، الجهات الدولية والمجتمع الدولي الضغط بشكل مباشر على النظام وحلفاؤه لإيقاف الحملة العسكرية على المنطقة المنزوعة السلاح، كما طلب من كافة الجهات المحلية العمل على مساعدة النازحين الوافدين حديثا إلى القرى والبلدات الآمنة نسبيا.
وطلب من كافة المنظمات والهيئات الانسانية العمل بشكل فوري وعاجل للاستجابة للنازحين الجدد والمساهمة في تخفيف معاناة النازحين التي تزداد بشكل كبير وخاصة خلال الأيام الماضية.
وكان اعتبر مسؤول أممي، أن التصعيد العسكري الذي تشهده حاليا محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، "هو الأكبر منذ 2019"، مع تصاعد الحملة العسكرية براً وجوا على المنطقة.
وأبلغ مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مجلس الأمن الدولي خلال جلسة حول الأزمة الإنسانية في سوريا، بالمقر الدائم للمنظمة في نيويورك، أن "ما لا يقل عن 20 ألف شخص فروا من جنوبي إدلب في اليومين الماضيين فقط".
وأضاف لوكوك، أن أكثر من "115 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من المنطقة خلال الأسبوع الماضي، وحوالي 390 ألفا آخرين نزحوا بالفعل في الشهرين الفائتين"، وحذر المسؤول الأممي، من التداعيات الخطيرة على المدنيين إذا استمر الوضع الحالي في إدلب.
وتشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم.