صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، من لهجته بشأن الأوضاع في إدلب، بعد يوم من فشل المفاوضات التي أجراها الوفد التركي في موسكو بشأن خفض التصعيد، مهدداً بأن العملية العسكرية في إدلب "مسألة وقت".
وأكد الرئيس التركي، أن أنقرة "لم تحقق النتائج المرجوة في محادثاتها مع موسكو بشأن إدلب، والمباحثات بعيدة جدا عن تلبية مطالب تركيا".
وأضاف في كلمة له أمام البرلمان التركي، أن بلاده عازمة على جعل إدلب السورية منطقة آمنة حتى مع استمرار المحادثات مع روسيا، ولفت إلى أن تركيا أعدت خطة عملياتها في إدلب شمال سوريا.
وأوضح أن "عملية إدلب باتت وشيكة ولن نترك المنطقة للنظام السوري الذي لم يدرك بعد حزم بلادنا"، قمنا بكل اجراءاتنا للقيام بخطتنا في إدلب كما يجب ويمكن أن ننفذها في أي وقت دون أن ينتظرنا أحد".
وفي السياق، قال المتحدث باسم الكرملين، إن موسكو تعتزم مواصلة الاتصالات مع أنقرة لمنع تأزم الوضع في إدلب، معتبراً أن إمكانية تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد النظام في سوريا هو السيناريو الأسوأ.
وأضاف المتحدث: "لسنا راضين على تنفيذ اتفاق سوتشي بسبب الهجمات على النظام ومنشآتنا العسكرية في سوريا"، في وقت زعم وزير الخارجية الروسي لافروف أن بلاده لم تقدم شروطا جديدة في المحادثات الروسية التركية بموسكو وطلبنا فقط تنفيذ اتفاق سوتشي".
وكان قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الثلاثاء، إن المباحثات الروسية التركية في موسكو لم تخرج أي نتائج مرضية، مؤكدا أن أي هجمات ضد الجنود الأتراك ستلقى ردا بالمثل، في وقت لفت إلى أن أساس الموقف التركي في محادثات موسكو، هو العودة إلى حدود اتفاق سوتشي.
وأوضح المتحدث في تصريحات أعقبت انتهاء المباحثات الروسية التركية في موسكو دون التوصل لاتفاق بشأن إدلب، أن المحادثات مع روسيا ستستمر حول إدلب، كما لفت إلى أن "التعزيزات العسكرية ستتواصل إلى إدلب من أجل حماية المدنيين" هناك.
وأكد المتحدث أن تغيير مواقع نقاط المراقبة في إدلب غير وارد، وكشف عن أن المباحثات الروسية التركية في موسكو لم تخرج أي نتائج مرضية، مؤكدا أن المحادثات بين الجانبين التركي والروسي ستتواصل، وقال: "لم تخرج حتى الآن من المحادثات مع روسيا نتائج ترضينا وتقنعنا، ولم نقبل المقترحات الروسية التي قدمت".
انتشرت عناصر من القوات العسكرية التركية اليوم الأربعاء، داخل مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، في وقت وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة لتثبيت نقطة جديدة في منطقة محمبل بريف إدلب الغربي شمال الأوتستراد الدولي "M4" بعد تثبيت نقطة في بلدة معترم شمال غرب مدينة أريحا.
وقال نشطاء من مدينة الأتارب إن رتل عسكري كبير للقوات التركية يضم دبابات وأليات ثقيلة، وصلت لمدينة الأتارب غربي حلب، وبدأت عناصر من القوات التركية تقوم بعمليات استطلاع داخل أحياء المدينة التي تتعرض لقصف جوي وصاروخي عنيف منذ أيام.
وفي السياق، وصل رتل عسكري كبير للقوات التركية إلى منطقة محمبل بريف إدلب الغربي، لمنطقة قريبة من القياسات الواقعة على الطريق الدولي "حلب اللاذقية" في وقت لم تعرف المنطقة التي سيتمركزون بها.
وكانت ثبتت القوات التركية قبل يومين نقطة جديدة لقواتها في منطقة معترم شمال غرب مدينة أريحا بمنطقة قريبة من الطريق الدولي ذاته، لتوضح نية القوات التركية التمركز على طول الطريق المذكور، إلا أن هناك مناطق كجبل الزاوية الواقع جنوب الطريق الدولي لم تتمركز فقه أي قوات تركية حتى اليوم.
وثبتت القوات العسكرية التركية يوم الاثنين 17 شباط، نقطة عسكرية جديدة لقواتها في قرية البردقلي الواقعة بين مدينتي سرمدا و الدانا بريف إدلب الشمالي، ويوم السبت 15 شباط، ثبتت القوات التركية نقطتين عسكريتين لقواتها على أطراف مدينة دارة عزة الشرقية، في حين ثبتت نقطة أخرى على أطراف بلدة ترمانيين بريف إدلب الشمالي.
وسبق أن ثبتت القوات التركية يوم الجمعة، نقطة تمركز جديدة لقواتها بالقرب من بلدة كفركرمين بريف حلب الغربي، بعد يومين من تثبيت نقطة على الطريق الواصل بين بلدة الجينة ومدينة الأتارب غربي حلب، في وقت وصلت قوات النظام وروسيا لمشارف الأتارب من الجهة الشرقية.
وقال مراسل شبكة "شام" إن قوات عسكرية تركية مدعومة بالدبابات وصلت لريف حلب الغربي، وثبتت نقطة تمركز لها في منطقة كفركرمين، القريبة من مدينة الأتارب، سبقها تثبيت نقطة على الطريق المؤدي إلى بلدة الجينة، في وقت قامت قبل يومين بتثبيت نقطة شرقي مدينة بنش بريف إدلب.
وكانت ثبتت في 8 شباط الجاري، نقطة لها في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، بعد يوم من تثبيت نقطة في منطقة الإسكان العسكري شرقي مدينة إدلب مركز المحافظة، سبقها تثبيت عدة نقاط في مطار تفتناز وحول مدينة سراقب.
وأيضا ثبتت القوات العسكرية التركية، أربع نقاط عسكرية لقواتها حول مدينة سراقب بريف إدلب الشمالي الشرقي لتطوق المدينة من محاورها الأربعة هي :نقطة معمل السيرومات شمال جسر سراقب، ونقطة كازية الكناص شرق مدينة سراقب، ونقطة الصوامع مرديخ جنوب مدينة سراقب، ونقطة معمل حميشو غرب مدينة سراقب.
ويأتي التصعيد المتواصل بعد إمهال الرئيس التركي، النظام السوري حتى نهاية فبراير للانسحاب من كل المناطق المحيطة بنقاط المراقبة التركية، لافتاً إلى أنه أبلغ بوتين بأن تركيا ستقوم بما يلزم إذا لم تنسحب قوات النظام إلى المناطق التي حددها اتفاق سوتشي، في وقت فشلت المفاوضات الجارية بين الطرفين الروسي والتركي في موسكو دون التوصل لأي اتفاق، مايفتح كل الاحتمالات أمام مواجهة قريبة.
حملت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، النظام وداعميه مسؤولية نزوح نحو 900 ألف شخص، بينهم 500 ألف طفل مهددين بالموت، من إدلب وريفها، وأرياف تابعة لحلب، في غضون الشهرين الماضيين، بعد بدء النظام حملة عسكرية مسنودة بغارات جوية لا تتوقف بشكل يومي.
وقالت باشيليت في بيان صادر عنها، إن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا "يدعو للدهشة"، وتطرقت إلى تصعيد النظام السوري والأطراف الداعمة له هجماته في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي البلاد، لافتة إلى أن الهجمات البرية والجوية للنظام في الفترة بين 1 – 16 شباط/ فبراير الحالي، أودت بحياة 100 مدنيا على الأقل، 18 منهم من النساء، و35 من الأطفال.
ووصفت "باشيليت" استهداف النساء والأطفال "ممن يكافحون في أجواء البرد والصقيع "بالخطوة الظالمة"، مبينة أن الوضع الإنساني في المنطقة "يدعو للدهشة"، وأعربت عن خشيتها من مقتل المزيد من المدنيين السوريين في حال واصل النظام هجماته.
وكان قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، إن الأزمة وصلت في شمال غرب سوريا إلى مستوى جديد مروع، مضيفا أن "900 ألف شخص نزحوا منذ الأول من ديسمبر، معظمهم من النساء والأطفال".
وأوضح لوكوك أن النازحين "يعانون من صدمة، ويضطرون إلى النوم في الخارج في درجات حرارة متجمدة؛ لأن المخيمات ممتلئة. الأمهات يحرقن البلاستيك لإبقاء الأطفال دافئين. الأطفال الصغار يموتون بسبب البرد".
وتضررت المرافق الصحية والمدارس والمناطق السكنية والمساجد والأسواق؛ بسبب العنف العشوائي في شمال غرب سوريا، فيما تم تعليق المدارس، وأغلقت العديد من المرافق الصحية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من خطر تفشي الأمراض، وفقا للأمم المتحدة.
ووصفت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة يونيسيف، في بيان منفصل، الثلاثاء، الوضع في شمال غرب سوريا بأنه "لا يمكن الدفاع عنه حتى بالمعايير القاتمة في سوريا".
وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف في البيان: "لا تزال المذبحة في شمال غرب سوريا تلحق خسائر فادحة بالأطفال"، "الأطفال والعائلات محاصرون بين العنف والبرد القارس ونقص الغذاء والظروف المعيشية البائسة"، لافتة إلى أن "مثل هذا التجاهل الشديد لسلامة ورفاهية الأطفال والأسر هو أمر يجب ألّا يستمر".
أعلنت الأمم المتحدة أمس أن ضربات جوية تنفذها قوات النظام وروسيا تصيب مستشفيات ومخيمات للنازحين في شمال غربي سوريا، وأن 300 مدني قتلوا مع تقدم القوات في الهجوم على آخر معقل للمعارضة.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن حجم الأزمة الإنسانية أصبح يفوق طاقة وكالات الإغاثة مع فرار ما يقرب من مليون مدني، أغلبهم نساء وأطفال، هربا من الهجوم صوب الحدود التركية في ظل أحوال جوية شتوية بالغة القسوة.
وذكر روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "هذا الكم الهائل من الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس يشير إلى أنه لا يمكن أن تكون كلها غير مقصودة"، معتبراً أن الهجمات يمكن أن تمثل "جرائم حرب".
وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن قوات الحلف السوري الروسي استهدفت 67 منشأة طبية في شمال غرب سوريا منذ 26/ نيسان/ 2019، مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية التدخل لوقف جرائم الحرب الروسية وقصف المراكز الطبية.
طبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 67 منشأة طبية قد تعرضت لقرابة 88 حادثة اعتداء على يد قوات الحلف السوري الروسي منذ 26/ نيسان/ 2019 حتى 18/ شباط/ 2020، كانت 52 منها على يد قوات النظام السوري، و36 على يد القوات الروسية.
ووفقاً للتقرير فإنه من بين المراكز الطبية الـ 67 هناك 7 مراكز طبية قد قصفت 12 مرة، وهذه المراكز مسجلة ضمن الآلية الإنسانية لتجنب النزاع، وقد رصد التقرير في المدة التي يغطيها تنفيذ قوات النظام السوري والقوات الروسية هجمات جوية متتالية بفوارق زمنية قصيرة قد تكون دقائق (هجوم مزدوج)، أو بفوارق أيام قليلة، كما أظهرت بعض الحوادث تعاقب هجمات لكلا الطرفين على المنشأة الطبية ذاتها إما بفارق دقائق معدودة أو أيام قليلة.
وقد تسبَّب التصعيد العسكري لقوات الحلف السوري الروسي على شمال غرب سوريا بحسب التقرير في مقتل ما لا يقل عن 19 من الكوادر الطبية 9 منهم على يد قوت النظام السوري و10 على يد القوات الروسية.
أوصى التقرير مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرارين رقم 2139 و2254 حيث لا يوجد التزامات بوقف عمليات القصف العشوائي، ويجب أن يلتزم بها جميع أطراف النزاع، إلى جانب الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، إن رئيس لبنان "ميشال عون"، يعول على الحكومة الجديدة في تحريك ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد تعذر التوافق على خطة للتعامل مع أزمة النزوح في الحكومة السابقة، نتيجة الخلاف بين فرقائها حول كيفية مقاربة الحل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر نيابي في "التيار الوطني الحر، قوله: إن "التوصيف الذي يعطيه بعضهم للتشكيلة الحكومية، لجهة أنها من لون سياسي واحد، قد يكون مفيداً لها لحسم هذا الملف الذي شكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد اللبناني"، معتبراً أن حكومة دياب قد تكون قادرة على تحقيق "إنجاز العودة".
ورغم قرار التخلي عن وزارة الدولة لشؤون النازحين التي كان يتولاها الوزير السابق صالح الغريب، المحسوب على رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، فإن مهامها أنيطت بوزارة الشؤون الاجتماعية التي يتولاها الوزير رمزي مشرفية، القريب من أرسلان، الذي تم تعيينه أيضاً على رأس وزارة السياحة، مما يجعله عملياً يتولى 3 وزارات.
وتشير المعلومات إلى أن فريق العمل الذي كان يساعد الوزير الغريب على إعداد خطة إعادة النازحين، التي كان يفترض بالحكومة السابقة إقرارها، لا يزال يستكمل مهامه، كما الوزير السابق الغريب، ولكن في كنف وزارة الشؤون الاجتماعية والوزير مشرفية، حتى أنه تم الإبقاء على المكاتب التي كان يشغلها هذا الفريق في وسط بيروت.
وتعد مصادر وزارية أنه قد يتم العمل على تحديث خطة الوزير الغريب، إذا تبين أنها بحاجة لتحديث أو اعتمادها كما هي، لافتة إلى أن الشروع بتطبيق الخطة بات أسهل في كنف الحكومة الجديدة نظراً لتركيبتها التي تعطيها مجالاً أكبر للعمل بعيداً عن التجاذبات السياسية.
وأصر رئيس الجمهورية في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء لإقرار البيان الوزاري، وإحالته إلى مجلس النواب لإعطاء الحكومة الثقة على أساسه، على إضافة فقرة مرتبطة بإعادة النازحين السوريين تم اعتمادها، ونصت على أن الحل الوحيد لأزمة النزوح هو بالعودة الآمنة للنازحين إلى بلادهم، ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو توطينهم في المجتمعات المضيفة.
كذلك التزمت الحكومة، في بيانها الوزاري، بتطبيق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذته حكومة الرئيس سعد الحريري المستقيلة في آخر جلسة، والذي نص على مطالبة وزير الدولة لشؤون النازحين برفع ورقة سياسة ملف عودة النازحين إلى مجلس الوزراء لإقرارها خلال مهلة شهر من تاريخ رفعها.
ويربط الرئيس عون بين الأزمتين الاقتصادية والمالية اللتين تعصفان بالبلاد وبين أزمة النزوح. وقد أعلن الأسبوع الماضي أن كلفة أزمة النزوح السوري على لبنان بلغت 25 مليار دولار، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، معتبراً أن للبنان الحق باستعادة جزء من هذا المبلغ من الدول التي قال إنها أشعلت الحرب في سوريا.
أعرب أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، عن "القلق البالغ ازاء التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في إدلب شمال غربي سوريا، وإزاء المعاناة المأساوية للمدنيين هناك"، دون أي حراك أممي لوقف الكارثة.
وقال غوتيريش في بيان أصدره ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن "الهجوم المستمر أدى لنزوح ما يقرب من 900 الف من المدنيين منذ مطلع ديسمبر/كانون ثان الماضي".
وأضاف: "قتل المئات خلال نفس الفترة الزمنية في حين يموت الأطفال الصغار من البرد، وتقترب الأعمال العدائية الآن من المناطق المكتظة بالسكان"، داعياً إلى "وقف فوري لإطلاق النار" مشددا على ضرورة " احترام القانون الدولي الإنساني وعدم اعتماد أي حل عسكري للازمة".
وأكد أن "السبيل الوحيد للاستقرار هو حل سياسي شامل ذو مصداقية والذي تيسره الأمم المتحدة عملاً بقرار مجلس الأمن 2254 (2015)".
وفي وقت سابق، قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إن الأزمة المتواصلة في إدلب بلغت "مستوى مرعبا"، مجدداً دعوة الأمم المتحدة، لوقف لإطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، التي تشهد أكبر كارثة إنسانية في القرن 21.
وأوضح لوكوك أنه "لا يمكن الحيلولة دون أكبر كارثة إنسانية في القرن 21 إلا بترك أعضاء مجلس الأمن والدول ذات النفوذ لمصالحها الفردية جانبا، واتخاذ خطوة إنسانية مشتركة، والخيار الوحيد هو وقف إطلاق النار".
ولفت إلى أنه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى اليوم، بلغ عدد النازحين السوريين جراء الاشتباكات والهجمات 900 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وأشار إلى معاناة النازحين في ظل البرد القارس؛ نتيجة لعدم قدرة المخيمات على استيعاب أعداد إضافية من النازحين، ولفت إلى أن الهجمات العشوائية تستهدف المستشفيات والمدارس ودور العبادة والأسواق.
يأتي ذلك في وقت تشهد محافظتي إدلب وحلب حملة عسكرية هي الأكبر من النظام وروسيا وإيران، منذ أشهر عدة تسببت بعشرات المجازر بحق المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون إنسان وسط تقدم النظام لمناطق عديدة في المنطقة وسيطرته على مدن وبلدات استراتيجية وحرمان أهلها من العودة إليها، في ظل صمت دولي واضح عما ترتكبه روسيا من جرائم
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعمل مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان سوية، بخصوص المشاكل المتعلقة بإدلب.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحفيين، الثلاثاء، في العاصمة واشنطن.
وأضاف: "إننا نعمل سوية مع أردوغان بخصوص إدلب".
وأكد على أن أنقرة وواشنطن تعملان معا بخصوص حل المشاكل في إدلب، وأنه تباحث مع أردوغان حول ما يمكن فعله حول إدلب.
وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، السبت، بخصوص الاتصال الهاتفي بين زعيمي البلدين، أن ترامب أعرب لأردوغان عن بالغ شكره جراء مساعيه للحد من كارثة إنسانية جديدة في إدلب.
ودعا ترامب روسيا إلى إنهاء دعمها "للفظائع" التي يرتكبها النظام السوري في شمال البلاد، معربا عن قلق الولايات المتحدة من العنف في منطقة إدلب التي تشهد تقدما لقوات النظام.
وأعرب ترامب عن رغبة واشنطن في أن تشهد نهاية الدعم الروسي لما وصفها بفظائع نظام بشار الأسد، وفي إيجاد حل سياسي للصراع السوري.
منعت حواجز قوات الأسد المتواجدة في بلدتي الصالحية وحطلة، عبور جثثاً لعناصرها وأخرى لعناصر من المليشيات الشيعية، من الوصول إلى ذوي القتلى في ريف ديرالزور الشرقي الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقالت مصادر خاصة لشبكة "ديرالزور24" إلى أنّ عشرات الجثث من عناصر قوات الأسد والميليشيات الشيعية، من أبناء ديرالزور، وصلت إلى المحافظة في الأيام الثلاثة الأخيرة، كانوا قد قتلوا في المعارك الجارية في شمال سوريا ضد فصائل الجيش السوري الحر.
وأضافت ذات المصادر، منعت حواجز قوات الأسد مساء أمس، وصول جثة قتيل لعائلته في أبناء بلدة الحصان بريف ديرالزور الغربي، مما أجبر من كان مع الجثة على تهريبها باتجاه مناطق "قسد"، وقد وصلت صباح اليوم جثتين إلى حطلة، ومنعوا أيضاً من العبور إلى مناطق "قسد".
ويشار إلى أن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في ديرالزور، أرسلت خلال الأسبوعين الماضيين، دفعات من المقاتلين إلى الجبهات الساخنة في حلب وإدلب.
انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، نوربرت روتغن، تغافل الغرب عن الغارات الروسية في شمال سوريا، ولوح بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال نوربيرت روتغن، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء إن هذا الإحجام مخزي "وضد مصالحنا الأمنية"، وأضاف: "إذا استمرت الجرائم، يتعين أن يكون هناك عقوبات ضد روسيا".
وقال روتغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، "القصف المستهدف للمدنيين عبر سلاح الجو الروسي جريمة حرب مخزية... من الضروري الآن ممارسة أقصى الضغوط السياسية والاقتصادية على روسيا لوقف قصف المدنيين".
وتتعرض منازل المدنيين في المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب لقصف جوي روسي مترافق مع هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل ميليشيات الأسد وإيران، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمنا، فيما يواصل نظام الأسد تقدمه متبعا سياسة "الأرض المحروقة".
قالت مسؤولة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، إن سوريا تشهد حاليا أكبر حركة نزوح منذ بداية الحرب، محمّلة النظام والأطراف الداعمة له، مسؤولية ذلك.
وأضافت في بيان صادر عنها، أن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا، "يدعو للدهشة".
وأوضحت أنه وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فقد نزح 900 ألف مدني سوري منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019 وحتى الآن، 80 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، مبينة أنها أكبر حركة نزوح منذ عام 2011.
وتطرقت باشيليت إلى تصعيد نظام الأسد والأطراف الداعمة له، هجماته في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي البلاد، لافتة إلى أن الهجمات البرية والجوية للنظام في الفترة بين 1 – 16 فبراير/شباط الحالي، أودى بحياة 100 مدنيا على الأقل، 18 منهم من النساء، و35 من الأطفال.
ووصفت " باشيليت" استهداف النساء والأطفال "ممن يكافحون في أجواء البرد والصقيع، "بالخطوة الظالمة"، مبينة أن الوضع الإنساني في المنطقة "يدعوا للدهشة."
وأعربت عن خشيتها من مقتل المزيد من المدنيين السوريين في حال واصل النظام هجماته.
وتتعرض منازل المدنيين في المناطق المحررة بريفي حلب وإدلب لقصف جوي روسي مترافق مع هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل ميليشيات الأسد وإيران، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، فضلا عن نزوح مئات الآلاف باتجاه مناطق أكثر أمنا، فيما يواصل نظام الأسد تقدمه متبعا سياسة "الأرض المحروقة".
في مشهد بات متكرراً لانتهاكات عصابات الأسد، أقدمت مجموعة من قطعان الشبيحة على نبش وتخريب المقابر العائدة لشهداء الثورية السورية، إلا أنّ شبيحة النظام لم يكتفوا هذه المرة بتخريب القبور فحسب، بل عمدوا إلى احراقها إمعاناً منهم في الإجرام الذي تخطى حدود الوصف.
الصورة والفيديوهات القادمة صدمت السوريين على الرغم من تكرارها مع استباحة المزيد من البلدات التي دخلتها عصابات الأسد مؤخراً بغطاء جوي روسي، وهذه المرة مسرح الجريمة مقبرة الشهداء في بلدة "حيان" بريف حلب الشمالي.
وأفاد مصدر إعلامي في البلدة لـ "شام" بأنّ الشبيح الذي التقط صورة سيلفي لقبر شهيد عقب احراقه هو "مصطفى يوسف كسحو" مشيراً إلى أن القبر يعود لأحد شهداء البلدة بعد أن دخلتها قوات الأسد بساعات قليلة.
فيما ذكر المصدر أن المجرم "كسحو" هاجمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تعليقات تحمل عبارات استفزازية مرفقة بالصور التي تناقلها ناشطون وتظهر حجم إجرام عصابات الأسد دون النظر إلى حرمة المقابر والمقدسات التي عملوا على تدنيسها في جميع المناطق التي احتلتها تلك الميليشيات.
وكشفت المصدر ذاته أن "كسحو" من أبرز شبيحة الأسد ويعرف بولائه له إذ انضم لما يسمى بـ "لواء القدس" التابع لعصابات الأسد ضمن ميليشيات متعددة الجنسيات كما ظهر في التسجيل شبيحة معروفين بقربهم من نظام الأسد والتشبيح له والمشاركة في معاركه ضد الشعب السوري.
وفي سياق كشف المصدر عن هويتهم أفاد بأن بعضهم يربطه صلة قرابة مع "كسحو" إلى جانب عدد من الشبيحة من آل البنج وهم أبناء عمر دياب البج، مشيراً إلى أنّ بقية العناصر ليسوا من البلدة التي استباحتها ميليشيات النظام مؤخراً.
وفي سياق متصل تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر مجموعة من ميليشيات الأسد وهم يقومون بنبش وتخريب قبور الشهداء في بلدة "حيان" بريف حلب الشمالي، عقب ساعات من دخول ميليشيات النظام للبلدة.
وظهر بالفيديو مجموعة من ميليشيات النظام وهم يعتلون القبور ويحملون أدوات لتحطيمها وعلى الرغم من مدة التسجيل القصيرة إلا أنها تلخص مشاهد الإجرام في أقسى صوره منتهكاً حرمة القبور كما جرت العادة في ممارسات عصابات الأسد تجاه المحرمات ومقدسات الشعب السوري التي عاثت فيها فساداً وتخريباً.
ويأتي ذلك ضمن مئات التسجيلات المصورة التي ظهرت مؤخراً تدين ممارسات عصابات الأسد خلال اجتياحها لمدن وبلدات ريفي إدلب وحلب وسط احتدام المواجهات و العمليات العسكرية المستمرة ضد مناطق المدنيين، بغطاء جوي مكثف.
ومن أبرز تلك التسجيلات تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر شبيح يدعي أنه من قرية "آفس" قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، متوعداً بالقتل والحرق لأشقائه، كما ظهر مجموعة من ميليشيات الأسد وهم يقومون بنبش وتخريب قبور الشهداء في بلدة "خان السبل" بريف إدلب الجنوبي.
ميدانياً تمكنت قوات الأسد من السيطرة مدن وبلدات غرب حلب وأبرزها خان العسل وكفرناها، كما الحال بريف حلب الشمالي حيث فرضت سيطرتها على مناطق حريتان وعندان وحيان ومعارة الأرتيق، بغطاء جوي روسي.
هذا ويعرف عن عصابات الأسد قيامها بجملة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ظل دخولها إلى المناطق التي سيطرت عليها حديثاً، وسط حملة قصف وحشية طالت تلك المناطق قبيل اجتياحها، فيما تمكنت مؤخراً من سيطرتها على عدة بلدات قرب حلب، مما يزيد الرقعة الجغرافية التي تشهد انتهاكات متواصلة لعناصر جيش الأسد الذي لم يسلمه من إجرامه حتى الأموات جرّاء حربه الشاملة ضد الشعب السوري.
قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي "عمر جليك" إنهم أبلغوا الجانب الروسي بشكل واضح أن أنقرة أجرت التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة نظام الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي في حال لم ينسحب بنفسه، وجاء ذلك في تصريحات صحفية، الثلاثاء، تعليقًا على المباحثات التي جرت بين الوفدين التركي والروسي، أمس واليوم في العاصمة موسكو.
وأكد جليك أن الوفد طرح بشكل واضح وجلي أطروحات تركيا بخصوص التطورات في محافظة إدلب السورية.
وأضاف:" في مواجهة هذا العدوان للنظام بإدلب، أبلغنا الجانب الأخر (روسيا) بشكل واضح وصريح أنه في حال عدم انسحاب النظام إلى الحدود السابقة، فإننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة لإرغامه على ذلك".
وأردف: "نهجنا هذا ضروري من أجل مكافحة الإرهاب، وأمننا القومي، ومنع وقوع كارثة إنسانية، وسيقدم الوفد تقريرًا شاملًا لدى عودته (من موسكو)".
وفيما يخص أتراك الأويغور في الصين، أعرب جليك عن قلق بلاده وأسفها الكبير إزاء الأنباء السلبية القادمة من الصين عن أتراك الأويغور.