قالت قناة "فوكس نيوز"، إن شحنة المخدرات من الأمفيتامين والتي تبلغ 14 طنا على شكل 84 مليون حبة كبتاغون، والتي ضبطتها الشرطة الإيطالية مؤخراً، انتجت في معامل سورية بمباركة من النظام.
وكانت الشرطة الإيطالية أوضحت في بيان أن هذه العملية تمت في مرفأ ساليرنو في جنوب نابولي، وتقدر قيمة المضبوطات في السوق بنحو مليار يورو، ما أهلها لتكون "أكبر عملية مصادرة أمفيتامين على المستوى العالمي"، موزعة على ثلاث حاويات، أثيرت الكثير من الشكوك حول رواية أن يكون مصدرها داعش وخصوصا بشأن قدرة التنظيم على تصنيع هذه الكمية الكبيرة من المخدر.
وأشارت السلطات الى أن المضبوطات كانت موجودة داخل ثلاث حاويات تحتوي على أسطوانات ورقية للاستخدام الصناعي، قادمة من سوريا وموجهة إلى شركة مقرها في مدينة لوغانو السويسرية، وفقا لما نقلت وكالة "آكي" الإيطالية.
خلال فترة سيطرة داعش على مساحات كبيرة من العراق وسوريا بين عامي 2014 و2018، كان من المعروف أن داعش تستورد الكبتاغون، وهو مزيج من الأمفيتامين ومجموعة من المواد الكيميائية الأخرى، يشار إليها أحيانًا باسم "الجندي الفائق"، حيث تجعل المقاتلين يشعرون بالقوة الفائقة، وغالبا، ما تجعلهم يشعرون بأنهم لا يقهرون في ساحة المعركة، ومع ذلك، لم يكن معروفًا أن الجماعة الإرهابية قامت بتصنيع المخدرات، حتى في ذروتها الإقليمية.
وقالت مصادر متعددة لشبكة فوكس نيوز إن كل الأصابع تشير إلى حكومة بشار الأسد في سوريا وحليفه حزب الله اللبناني، الذين عُرفوا منذ فترة طويلة بالتعامل مع دوائر تهريب المخدرات ولهما تاريخ في تجارة الكبتاغون العالمية.
وذكر الصحفي والمحلل السياسي السوري المقيم في تركيا مروان فرزات للقناة: "داعش اليوم مجموعات صغيرة منفصلة جغرافيا في صحاري العراق وسوريا، حيث لم تعد لديها القدرة على إنتاج هذه الكمية الضخمة من المخدرات"، مضيفا "كما أنه ليس لدى داعش القدرة على استيراد المادة الفعالة التي تدخل في صنع الكبتاغون، ولا القدرة على جلب هذا النوع من الورق المستخدم في لف المخدرات ولا على تعبئة الأدوية بداخله لأنها بحاجة إلى آلات ضخمة وتقنية عالية".
وأشارت القناة إلى ان الشحنة التي تم ضبطها في نابولي خرجت من ميناء اللاذقية السوري، الذي يخضع بالكامل لسيطرة الأسد، ووفقًا لصحيفة ذا ناشيونال، استأجرت إيران أيضًا جزءًا من الميناء العام الماضي ويمكن أن تستفيد أيضًا من الاتجار، وأكد فرزات أن "التصدير عبر ميناء اللاذقية شيء لا يستطيع تنظيم داعش القيام به حتى في أوج قوته".
وبحسب بحث لمجلة دير شبيغل، فإن سامر كمال الأسد عم بشار الأسد، يملك أحد مصانع الكبتاغون في قرية البضة جنوبي اللاذقية، متخفيا تحت ستار مصنع لمواد التعبئة والتغليف، مشيرة إلى أن عملية النقل يتولها رجل الأعمال السوري عبد اللطيف حميد، الذي افتتح مصنعا للورق في حلب منذ أسابيع .
بدوره، كشف دريد رفعت الأسد أنه تم إنشاء هذا المصنع ليستخدم في تهريب المخدرات، وكتب على صفحته على فيسبوك: "هلق إذا بدنا نصنّع ورق لنقول " تحيا الصناعات الوطنية " وهي بلشت عجلة الاقتصاد الوطني بالدوران من جديد! و بعدها نقوم ندحش جوّات الرولات تبع هاد الورق حبوب الكبتاغون و المخدرات و بعدين نصدّرها لدول العالم !!! بلاها كل هل صنعه لأنو فعلاً صار راس السوري بالأرض".
ولم ترد وزارة الداخلية الإيطالية على طلب لمزيد من التعليقات لقناة فوكس نيوز، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان أي تحقيق آخر لا يزال جارياً. ومع ذلك، خلص الخبراء إلى أن هناك أسبابًا متعددة لتوجيه أصابع الاتهام بسرعة إلى داعش وليس دمشق.
ولاحظ جيم فيليبس، الباحث البارز في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيريتيغ، أنه "من الواضح أن جماعات المافيا الإيطالية كانت متورطة في نقل مثل هذه الشحنة الضخمة من المخدرات، ربما اعتقدت الحكومة الإيطالية إلى أن نسب التهريب إلى داعش سيؤدي إلى تشويه سمعة هذه المافيا الإجرامية المشاركة في التهريب أكثر من إلقاء اللوم على حزب الله أو سوريا"، وأكد أنه من الأسهل توريط جماعة إرهابية بدلاً من حكومة رسمية.
وتابع: "أشك في أن الشحنة الأخيرة تابعة لداعش لأسباب عديدة وأعتقد من وجهة نظر لوجستية أن الأسد وحزب الله لديهما قدرات أكبر على نقل المواد المهربة مثل المخدرات"، وهذه ليست الشحنة الأولى التي تم إحباطها قادمة من هذا الموقع نفسه، وليست المرة الأولى التي ترتبط فيها عائلة الأسد بالصناعة غير المشروعة.
في أبريل الماضي، اكتشفت السلطات في مصر كميات من مخدر الحشيش مخبأة في علب الحليب التي صنعها رجل الأعمال السوري البارز رامي مخلوف، قريب الأسد، وكان وقتها من أبرز المدافعين عن نظامه، كما ضبطت دبي 5.6 مليون طن من كبتاغون ، وكلا الشحنتين خرجتا من ميناء اللاذقية.
وأشار رويس دي ميلو مستشار الأمن والدفاع في الشرق الأوسط إلى أن "الملياردير رامي مخلوف وشقيق الأسد ماهر وعائلات أخرى شاركوا منذ فترة طويلة في تجارة المخدرات. ماهر يعمل على نطاق واسع مع حزب الله وله تاريخ طويل في تجارة المخدرات".
وفي يوليو الماضي، عقب نصيحة من إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA)، اكتشفت السلطات اليونانية 5.25 طن من حبوب كبتاغون في بيرايوس، وأظهرت وثائق مصاحبة أن المخدرات خرجت من ميناء اللاذقية، كما أعلن حرس الحدود السعوديون أنهم أحبطوا محاولة تهريب حبوب كبتاغون إلى المملكة الأحد الماضي قادمة من سوريا.
ووافقت ليلى كيكي، المديرة التنفيذية لحملة سوريا ومقرها واشنطن، على أن الشحنة أتت من ميناء رسمي، بعيد عن المكان الذي يقال إن مقاتلي داعش مشتتون فيه عبر الصحراء القاحلة، كما شددت على أنه على الرغم من أن المنشط يرتبط عادة بالمتطرفين، فمن المعروف أن جنود النظام يستهلكونه أيضًا بكثرة.
قتل وجرح عدد من ميليشيات "لواء القدس" الفلسطيني جرّاء انفجارات متفرقة ضربت سيارات عسكرية تقلهم بواسطة ألغام أرضية، حيث نعت صفحات محلية خلال الساعات الماضية ما لا يقل عن 3 قتلى وعدد من الجرحى بينهم المسؤول الإعلام الحربي والمقرب والمرافق لـ "محمد السعيد"، متزعم الميليشيات الموالية للنظام.
وأكدّ مكتب حماة الإعلامي مصرع عنصرين من ميليشيات لواء القدس بانفجار لغم أرضي في منطقة "عقيربات" بريف حماة الشرقي، أمس الأربعاء، تبعه إعلان صفحات داعمة لـ "لواء القدس"، عن إصابة المسؤول الإعلامي التابع للميليشيات إثر انفجار لغم أرضي بالقرب من قرية "أثريا" شرقي حماة، إلى جانب إصابة عدد من العناصر.
وفي السابع من الشهر يوليو/ تمّوز الجاري كشف مكتب حماة الإعلامي عن سقوط جرحى من الميليشيات الموالية للنظام بانفجار لغم أرضي في سيارة تقلهم بالقرب من قرية أثريا بريف حماة الشرقي.
وقالت صفحات موالية للواء إنّ "محمد أبو الليل" هو مسؤول الإعلام الحربي في الميليشيا والمشرف على ما وصفته بأنه "المنتدى الثقافي"، وذلك عقب الكشف عن إصابته أثناء مرافقته للميليشيات في المنطقة الشرقية من محافظة حماة التي تكررت فيها مثل هذه الحوادث.
بالمقابل كشفت الصور المتداولة عن تعرض المراسل للإصابة في حين يخضع للعلاج في مشفى مارتيني في مدينة حلب، ما يرجح خطورة الإصابة حيث يتخصص المشفى في العمليات الداخلية والعظمية، ضمن المشافي الخاصة.
وظهر "أبو الليل"، في تسجيل مصور إلى جانب قائد ميليشيات لواء القدس وذلك في ظهوره الأول بعد تعرضه لمحاولة اغتيال غامضة في عمق مناطق سيطرة النظام شمال حماة، كما ظهر في التسجيل "عبد الغني جاروخ"، مراسل قناة سما الفضائية بتاريخ السادس والعشرين من الشهر الماضي، إلى جانب مجموعة من قادة وعناصر الميليشا.
وسبق أنّ قائد لواء القدس "محمد السعيد" تعرض لمحاولة اغتيال مباشرة حيث انفجر لغم أرضي برتل عسكري أسفر عن مصرع عنصر من الميليشيات وتضرر لحق بسيارة عسكرية تابعة اللواء وذلك على طريق "كفر نبودة - المغيّر" بريف حماة الشمالي، بحسب مصادر موالية.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام تعيش حالة من التوتر الأمني في الآونة الأخيرة، نتيجة ازدياد الاغتيالات وعمليات التصفية للقياديين في جيش النظام، ضمن جولة جديدة من التصفيات التي تزايدت في خلال الأيام القليلة الماضية وتمثلت بمصرع عدد من الضباط ووجوده الإجرام في نظام الأسد
قالت مجلة "فورين بوليسي"، إن أزمة تفشي وباء كورونا، ساهمت في تفاقم نقص المواد الغذائية، ما قد يغرق البلاد بأزمة إنسانية أعمق، لافتة إلى أن سوريا تواجه سلسلة من الأزمات مجتمعة، ويصنف أكثر من 17 مليون نسمة على أنهم فاقدون للأمن الغذائي، وزاد هذا العدد بمقدار 1.4 مليون نسمة مع بداية العام بحسب برنامج الغذاء العالمي.
وأوضحت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الأزمة المركبة تمنح نموذجا بائسا يعكس كيف يمكن لآثار الجائحة على المدى البعيد أن تجعل الوضع الإنساني أسوأ في المناطق التي تمزقها النزاعات مثل جنوب السودان واليمن.
وأضافت أن ما يجعل الأمور أكثر سوءا هو التراجع الاقتصادي بسبب كورونا، ما فاقم من نقص المواد الغذائية على مستوى العالم، وتوقع برنامج الغذاء العالمي، أن يتضاعف عدد الناس الذين سيواجهون الجوع الحاد على مستوى العالم من 135 مليونا إلى 265 مليونا.
ونقلت المجلة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أنه من المحتمل أن يواجه 2.2 مليون نسمة آخرين نقصا في المواد الغذائية، مشيرا إلى أن عدد المحتاجين في ازدياد.
وأوضحت أن المشاكل في سوريا متعددة، فهناك صعوبات في إنتاج وتوزيع المواد الغذائية، حيث تسبب الصراع بعرقلة تدفق الإمدادات من المنتجات الزراعية، والتي تعتبر عماد الاقتصاد السوري قبل الحرب، وكذلك المواد المستوردة، وحتى حينما تصل المواد الغذائية إلى الأسواق فإن ما بيد السوريين من مال لشراء تلك البضائع يتناقص يوما بعد آخر.
وتابعت أن الزراعة في سوريا، تأثرت بسنوات من الجفاف سببه التغيرات المناخية، بما في ذلك جفاف كبير قد يكون هو سبب الانتفاضة أصلا قبل عقد، ناهيك عن الكارثة الاقتصادية في لبنان، حيث كانت لبنان تشكل القناة الرئيسية للعمليات المصرفية والدولارات للاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب.
ونقلت المجلة عن سيتلين ويلش، مديرة برنامج الأمن الغذائي العالمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قولها، إنه "كان هناك فعلا عاصفة متكاملة من التغيرات المناخية، والصراع يجعل سوريا أحد أكثر البلدان فقدانا للأمن الغذائي في العالم، وجاء كوفيد-19 ليجعل الوضع أكثر سوءا".
وأشارت المجلة، إلى أن المناطق الأكثر حاجة للمساعدات الإنسانية هي تلك التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا حيث تسببت الهجمات من النظام السوري بدعم روسي في نزوح أكثر من نصف مليون نسمة هذا العام.
وتابعت، أن الوضع يزداد سوءا أيضا في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وبات الناس يتحدثون بشكل متزايد بشأن مخاطر الجوع الذي يواجهونه، ووفقا لمستشار السياسات والاتصالات لدى أوكسفام، مات هيمسلي، فإن نقص الوظائف والأموال يدفع بالناس إلى شفير الهاوية.
وقال لوكوك: "لدينا قصص بأن الناس يقومون بتدابير يائسة جدا، ويتحدث معنا البعض ويقولون إنهم يقومون بجمع الأعشاب وغليها وأكلها.. وهذا لا يفعله الناس إلا إذا وصلوا إلى مرحلة اليأس".
وأضافت المجلة، أن المسألة الأساسية، تكمن بأن الحلول على المدى القصير والتي يمكن أن تساعد الأكثر ضعفا في سوريا، من شحن للمواد الغذائية وزيارات لمراكز توزيع المساعدات أو الأسواق والمزيد من التعامل مع عمال الإغاثة، كلها تتطلب أشكالا من السفر والتفاعل الشخصي والتي يحذر خبراء الصحة منها لمنع تفشي كورونا، ما يجعل عمال الإغاثة في حيرة بين خيارين أحلاهما مر، مكافحة الجوع أم مكافحة كوفيد-19.
ولفتت إلى أن البنية التحتية الصحية المدمرة، والظروف المعيشية، التي تجعل التباعد الاجتماعي صعبا ومعدلات الفحص المتدنية، تؤكد أن الأرقام الحقيقية لحالات كورونا في سوريا أكثر بكثير مما يعلن عنه.
وأوضحت، أنه لا يتوقع أن تستطيع البنية التحتية للنظام الصحي والذي أصيب بدمار كبير، التعامل مع الوباء على نطاق أوسع.
وأشارت إلى أن مؤتمرا للمانحين الدوليين، جمع الشهر الماضي، مبلغ 5.5 مليارات دولار من أمريكا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وغيرها من الدول كمساعدات إنسانية لسوريا خلال العام الجاري، و 2.2 مليار دولار للأزمة في 2021، فيما وعدت الولايات المتحدة بمبلغ 696 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة، وستقدم أكثر من 31 مليون دولار للسوريين وخاصة لمكافحة الفيروس، بحسب بوجا جنجنوالا، المتحدثة بالنيابة عن وكالة التنمية الدولية الأمريكية.
وأكدت المجلة، أن هذه المساعدات تشكل شريان حياة للسوريين الذين يعانون من الحرب والجائحة ونقص المواد الغذائية، وعلى الرغم من ذلك يقول لوكوك إنه حتى مع ازدياد التبرعات لسوريا، فربما لن يكون ذلك كافيا.
ولفتت إلى أن البلدان التي تفشى بها الوباء، أنفقت مئات مليارات الدولارات لدعم قطاع الصحة وتنشيط الاقتصاد، ولكن سوريا، كغيرها من الدول الفقيرة والتي تمزقها الصراعات، لا تستطيع أن توفر مثل هذه الحقن الاقتصادية، وهذا يعني أنها لا تزال تنتظر الأسوأ.
كشفت مصادر محلية مطلعة لشبكة "شام" الإخبارية، عن الخطوات المتبعة من قبل النظام وشبيحته لنهب وسرقة محصول "الفستق الحلبي" في ريفي إدلب وحماة حيث يأتي ذلك بغطاء "الاستثمار"، فيما أفضت النزاعات بين الميليشيات على مصادرة الأراضي الزراعية إلى حدوث حرائق للمحاصيل كانت غامضة قبل توضيح أسبابها، وفقاً للمصادر الخاصة ذاتها.
وتحدثت المصادر أنه وبعد إنتهاء عمليات القصف والتهجير في بعض مناطق ريف إدلب الجنوبي وسيطرة النظام على مناطق زراعية واسعة فيها، تحولت أولويات المزارعين إلى حراثة الأرض التي تحوي حقل "الفستق الحلبي"، وذلك بهدف إنهاء تهديد وجود الأعشاب الجافة التي تنقل إليها النيران تفادياً لحرقها كما حصل في عدة حقول خلال الأيام الماضية.
ولفتت إلى أنّ "الفستق الحلبي" من المحاصيل الزراعية التي تحتاج زمن طويل من العناية والرعاية وحتى تعطي محصولها الأول بشكل جيد قد تصل إلى 13 عام، وبعد هذه السنوات الطويلة بات مصدر المحصول الزراعي عرضة للزوال نتيجة الحرائق وفي حال سلمت الأشجار من النيران فإنّ شبيحة النظام تنتظر ريع الأرض ومحصولها ضمن ما يُسمّى بالتعفيش الذي يطال كل ماله قيمة مالية من قبل ميليشيات النظام.
ومع عجز الفلاحين المهجرين من مناطقهم إلى مخيمات النروح عن حراثة الأرض وجني محصولهم الزراعي، أجبر بعض الفلاحين الموجودين في تلك المناطق على قلتهم بإجراء معاملات إثبات ملكية الأرض وهذا لا يعني أنهم نجوا من تضييق وتسلط الشبيحة حيث تطالهم ضرائب وأتاوات مالية كبيرة وكل ذلك لا يضمن عدم تعفيش المحصول الزراعي الذي يُعد مصدر رزق لعدد كبير من السكان المزارعين ممن باتوا يكابدون معاناة معيشية صعبة في مخيمات النزوح.
ويفرض النظام على الفلاحين رسوم مالية كبيرة لقاء حراثة أيّ قطعة أرض وذلك بعد أن أثبّت المزارع ملكيتها، وفصلت المصادر هذه الجزئية بالقول إن 40 ألف ليرة سورية كانت ضريبة مالية على حراثة الدونم الواحد من حقول "الفستق الحلبي"، ليصار إلى تعديلها وصولاً إلى 200 ألف ليرة فيما بات مؤخراً يقارب الـ 100 ألف كضريبة تثقل كاهل المزارعين وتجعلهم بين خيارات معقدة تحوم حول مصدر رزقهم الوحيد وجنى عمرهم الذي أضناه التعب في تلك الأراضي لسنوات طويلة.
ومع استطاعة نسبة قليلة جداً من المزارعين حراثة أراضيهم بقي الجزء الأكبر منها دون رعاية ما دفع نظام الأسد لإصدار قرار تحت مسمّى "الاستثمار"، يتيح المجال أمامه لاستحواذ الشبيحة وقادة الميليشيات على تلك الأراضي الزراعية التي تحوي على "الفستق الحلبي" بمقابل مادي يدفع للنظام، وعقب تنفيذ هذه الطريقة رّوج إعلام النظام إلى أن ريع الأراضي الزراعية سيعود هذا الموسم إلى قتلى ميليشياته.
وفي التفاصيل كشفت المصادر أن غطاء الاستثمار أتاح للنظام وضع يده على الأراضي الزراعية العائدة للمزارعين المهجرين بشكل كامل حيث أكدّت أن معظم "المستثمرين" هم من الشخصيات الموالية للنظام، وقاموا بالاستحواذ وفق القرار على مئات الهكتارات الزراعية من محصول "الفستق الحلبي"، على أن يتم دفع ضريبة حراثة الأرض المفروضة على أصحاب الأراضي للسماح لهم بجني ثمار محصولهم.
وتتوارد الأنباء عن نية النظام على فرض قرار جديد على أصحاب الأراضي الزراعية إلى جانب "المستثمرين"، يقضي بتسليمه نصف موسم "الفستق الحلبي" لهذا العام الأمر الذي يزيد من تخوف أصحاب الأراضي من استكمال عمليات نهب وسلب ممتلكاتهم والمحاصيل التي كانوا ينتظرون قطافها بفارغ الصبر.
وعن آلية الاستثمار تحدث المصدر لشبكة "شام" أن العدد الأقصى المتاح لكل مستثمر 550 دونم قد تصل قيمة استثمارها إلى نحو 50 مليون ليرة سورية، وبالرغم من السماح لأبناء المنطقة المتواجدين في المنطقة الاستثمار إلى أنّ تلك العملية باتت مقتصرة على قادة الشبيحة والشخصيات الموالية المنحدرة من قرى وبلدات بعيدة جغرافياً عن المنطقة، ويعزو استحواذ الموالين للنظام على هذا القطاع بشكل كامل إلى ارتفاع أسعار الاستثمار للدنم الواحد.
إلى جانب تكاليف حراثتها وقطافها الأمر الذي يعجز عن تغطية نفقاته السكان المحليين على قلتهم، بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة ومرورهم بمراحل عديدة منها القصف والتهجير، فيما أفضى إلى سيطرة شبيحة النظام على هذه المحاصيل الزراعية بشكل كامل.
وأوضحت المصادر لـ "شام" أن عملية استثمار الموالين للنظام جرت دون إخطار المزارعين الأصليين وأصحاب الملكية، وفي سياق تفصيل آلية الاستثمار زوّد المصدر شبكة "شام" الإخبارية بصورة توضيحية تظهر استحواذ شخصين يدعى أحدهما "ظ، ب" والآخر "أ، ن"، حيث استحوذ الأول على 500 دونم زراعي فيما بلغت حصة الأخير 410 دونمات، في حين يبلغ عدد المزارعين المتضررين منهما نحو 16 مزارع حيث وردت أسمائهم في الوثيقة ذاتها دون علمهم في بلدتهم بريف إدلب.
وبيّنت المصادر أسباب الحرائق الغامضة التي انتشرت قبل فترة في تلك المناطق على الرغم من سيطرة نظام الأسد عليها وحاجته إلى نهبها وتحويلها إلى مصدر جديد لتمويل وإسكات الشبيحة، التي تمثلت بما قالت إنها عمليات انتقام عقب خلافات ما بين عناصر يتبعون لـ "فرع المخابرات الجوية" وبين آخرين ينتمون إلى "حزب الله الإرهابي".
وأوضحت بأن أثناء اقتراب موعد قطاف الموسم ازدادت حواجز النظام بشكل ملحوظ فضلاً عن إحداث نقاط عسكرية تابعة لميليشيات "حزب الله اللبناني" بعد وصوله إلى المنطقة وتمركزها في ريف إدلب الجنوبي، والبدء في مصادرة الأراضي الزراعية التي لا يوجد فيها أصحابها، بهدف الحصول على محصولها لهذا العام.
وجاء ذلك تزامناً مع قيام ميليشيات النظام بالإجراء ذاته لا سيّما المخابرات الجوية التي صادرت بعض الأراضي الزراعية وكثفت انتشارها بمحيطها كما أحدثت نقاط عسكرية قربها الأمر الذي خلق أجواء من المنافسة بين صفوف الميليشيات تحولت إلى مواجهات مباشرة مع قيام كلا الطرفين بمصادرة أراضي سبق أن وضع يده الطرف الآخر عليها.
ليصار إلى حرق بعض الأراضي للحيلولة من استفادة الطرف الثاني منها بعد انتزاعها منه، حيث جرى إحراق مساحات واسعة من الحقول الغير التي لم تتم حراثتها نتيجة النزاعات بين الميلشيات وإقدام كل طرف على إحراق أجزاء من الأراضي ضمن مناطق نفوذ الآخر، الأمر الذي خلف أضرار مادية كبيرة وإتلاف حقول زراعية تعد مخزون و مورد مالي هام للمنطقة وسكانها.
وسبق أن قالت إحدى الصفحات الرسمية التابعة لـ "حزب البعث"، إن ناتج الموسم الزراعي لمحصول "الفستق الحلبي"، هذا العام سيعود لصالح ما يُسمى صندوق هيئة دعم أسر قتلى النظام، وذلك خلال حديثها عن جولة مسؤولين في الحزب على الأراضي الزراعية التابعة لبلدة "كفرزيتا" ريف حماة الشمالي.
وكشف نشطاء محليين عن مصادرة نظام الأسد للأراضي الزراعية التي تضم حقول الفستق في المناطق التي سيطرت عليها بموجب العمليات العسكرية سابقاً، وأبرز تلك المناطق "كفرزيتا والتمانعة وسكيك وخان شيخون ومورك"، التي تشتهر بزراعة الفستق الحلبي.
في حين تواصل ميليشيات النظام ما بدأته قبل سنوات في حربها ضدَّ الشعب السوري ولقمة عيشه التي طالما كانت هدفاً لتلك الميليشيات التي سرقت وأحرقت المحاصيل الزراعية التي تعد المصدر الأساسي لمعيشة السكان تزامناً مع موسم الحصاد، فضلاً عن الحصار العسكري الذي فرضته على المدن والبلدات الثائرة، ضمن سياسة التجويع الممنهجة الرامية إلى كسر إرادة الشعب المطالب بحقوقه المشروعة.
وألقت الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها ميليشيات النظام متعددة الجنسيات بظلالها على السكان ممن هجروا من مدنهم وقراهم ومهدت الطريق لشبيحة النظام التي بدأت بحصاد المحاصيل الزراعية في قرى وبلدات حماة وإدلب وحلب التي احتلتها خلال الفترات السابقة.
هذا وتكرر شبيحة النظام سرقة محصول الفستق الحلبي الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية في الشمال السوري، لا سيّما في مناطق مورك وخان شيخون والتمانعة، تمهيداً لبيعه في القرى والبلدات الموالية للنظام في مناطق سهل الغاب واللاذقية وحمص، ضمن سياسة نظام الأسد الهادفة إلى الانتقام من المناطق الثائرة كلما سنحت الفرصة.
كشف مدير الدراسات الفنية في محافظة دمشق "معمر دكاك" "، عن أن سكان مخيم اليرموك لن يحصلوا على سكن بديل نتيجة التنظيم الجديد التي أعلنت عنه المحافظة، بل أسهم تنظيمية وفق المرسوم التشريعي رقم 2 لعام 1982.
ونقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، عن مصادر إعلام سورية قول دكاك خلال جلسة لمجلس محافظة دمشق: "إن اللجوء للمرسوم 5 جاء نتيجة العبء المالي الكبير الذي وقع على المحافظة من دفع بدلات الإيجار للسكان الذين تم إخلاهم، وعدم تمكنها من تأمين التمويل اللازم لتشييد السكن البديل"
ولطالما طالب أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، محافظة دمشق بتسهيل عودتهم إلى المخيم في أسرع وقت ممكن مستغربين المماطلة الذي تمارسه المحافظة، في الوقت الذي تعيش فيه المئات من العائلات في تشرد بمنازل مستأجرة لم يعودوا قادرين على دفع تكاليف أيجارها.
وسبق أن قالت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، إن الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، شكلت لجنة فنية وقانونية مؤلفة من خمسة أعضاء، لدراسة المخطط التنظيمي الجديد الذي أصدرته محافظة دمشق المتعلق بمخيم اليرموك، بشكل مفصل ومعمق.
وأوضحت المجموعة أن اللجنة ستعمل على وضع الاعتراضات القانونية عليه بما يضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في المخيم المصانة بالقوانين والمراسيم والقرارات الصادرة عن حكومة النظام.
ولفتت إلى على اللجنة أن ترفع تقريرها لمدير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب خلال عسرة أيام، كما يحق لأعضاء اللجنة الاستعانة بمن تراه مناسباً لتحقيق هدف الدراسة والوصول إلى نتائج تصب في مصلحة أهالي مخيم اليرموك وتصون عودتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم.
وكانت دعت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بيان لها، حكومة النظام ممثلة بمحافظة دمشق إلى إعادة النظر في هذا المخطط والحفاظ على المخطط التنظيمي المصادق عليه في عام 2004 الذي يحافظ على بيوت وأملاك اللاجئين الفلسطينيين.
واعتبرت أن أي خطوات تهدف إلى حرمان اللاجئين الفلسطينيين في سورية من حقوقهم خطوات مشبوهة، لما في تشريد الفلسطينيين وتدمير بنيتهم المجتمعية وإعادتهم لمربع اللجوء الأول من انعكاسات خطيرة، ستؤدي إلى تراجع كبير في الأوضاع العامة للاجئين من صحة وتعليم في ظل التدهور الاقتصادي وتكاليف الحياة المرتفعة والبطالة المتفشية وانعدام الموارد المالية.
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الأربعاء، أن شركة أمازون وافقت على دفع غرامة قدرها 134.5 ألف دولار، وذلك للتعويض عن مسؤوليتها المدنية المحتملة عن انتهاك العديد من العقوبات المفروضة على كل من "سوريا وإيران والقرم"
ووفقا لما ذكرته الخزانة الأمريكية وافقت "الشركة على دفع مبلغ 523 134 دولارا، وتقول الوزارة إنه نتيجة لأوجه القصور في إنفاذ العقوبات، قدمت أمازون السلع والخدمات للأشخاص الخاضعين للعقوبات في المناطق أو البلدان الخاضعة للعقوبات مثل شبه جزيرة القرم وإيران وسوريا.
ويذكر أن صفقة أمازون مع شركة صينية كان قد عرضها لعقاب من قبل السلطات الأمريكية، حيث أبرمت صفقة لشراء كاميرات تعمل على قياس حرارة الموظفين في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، مع شركة صينية تضعها الولايات المتحدة على القائمة السوداء.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي، أن واشنطن أصدرت جولة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران، واستهدفت العقوبات الأمريكية الأخيرة شركات الصلب والمعادن الأخرى، بحسب إشعار نشر على موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحبت الأخيرة في 2018 من الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 بين إيران ومجموعة الدول كبرى (5 +1) وإعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران بما عرقل صادراتها الحيوية للنفط.
عادت الماكينة الإعلامية الروسية للتسويق لموضوع "الاستفزاز الكيماوي" في إدلب لمرة جديدة، زاعمة على لسان مايعرف باسم رئيس مركز المصالحة الروسي الأميرال ألكسندر شيربتسكي، عن امتلاكه معلومات تفيد بنية "هيئة تحرير الشام"، للتحضير لاستفزاز بإدلب باستخدام مواد كيميائية سامة، واتهام دمشق.
وزعم رئيس المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، الأميرال ألكسندر شيربتسكي في إفادة صحفية: "وفقا لمعلومات مركز المصالحة من محليين، فإن مسلحين من هيئة تحرير الشام يخططون لصناعة استفزازات"، وذلك في مدينة إدلب "واتهام القوات الحكومية باستخدام أسلحة كيميائية".
الرواية الروسية المستمرة من تلفيق الكذب باتت "مطروقة" لمرات عديدة وبذات الأسلوب من التسويق الإعلامي، فسبق أن حدد جنسية الخبراء المزعومين ومكان اللقاء ومادار في الاجتماع وكل التفاصيل، ليضفي شيئاً من المصداقية على مزاعمه، واليوم يتحدث عن تصنيع 15 عبوة بالعدد.
ودائماً ماكانت تخرج التصريحات الدولية المؤكدة لعدم صحة الادعاءات الروسية، كما أثبتت المنظمات الدولية مراراً أن الأسد هو من يستخدم هذه الأسلحة وهو من يملكها، وأثبتت بالأدلة المنظمات الحقوقية مراراً تورط روسيا في التغطية على جرائمه تلك وكذلك الدفاع عنه أمام المحافل الدولية.
تعهد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بمنع بلاده تدفق نفط إيران إلى حليفها "حزب الله" اللبناني، وحض مجلس الأمن الدولي على تمديد قرار حظر الأسلحة المفروض على طهران، مشيراً إلى ضبط سفينة تحمل أسلحة إيرانية إلى المتمردين الحوثيين في اليمن الشهر الماضي.
وعلق بومبيو، خلال مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية أمس، على إمكانية إرسال شحنات نفط إيرانية إلى لبنان، قائلاً إن واشنطن "لن تسمح بتدفق الأموال إلى أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، محذراً من فرض عقوبات إذا وقّعت بيروت اتفاقاً مع طهران لشراء النفط.
وصرح بومبيو بأن "هذا لن يكون مقبولاً، هذا منتج خاضع للعقوبات بالتأكيد"، مضيفاً: "سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إيران لا يمكنها الاستمرار في بيع النفط الخام في أي مكان، بما في ذلك (حزب الله)".
وجاء تحذير بومبيو بعدما حثّ الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله الحكومة اللبنانية على شراء النفط من إيران ومحاكاة نموذجها الاقتصادي للاكتفاء الذاتي.
ونوه بومبيو بأن الولايات المتحدة "ستبقى تتعامل مع (حزب الله) اللبناني على أنه منظمة إرهابية"، مؤكداً في الوقت نفسه مواصلة دعم الولايات المتحدة للبنان ومساعدة الشعب اللبناني على تشكيل حكومة مستقلة، "ما دامت الإصلاحات تنجح وتتراجع سيطرة (حزب الله)".
رفض أعضاء مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، مشروع قرار روسي خاص بالمساعدات العابرة للحدود الي سوريا، والذي صوت عليه المجلس في الحصول علي النصاب اللازم (9 أصوات) لاعتماده من قبل ممثلي الدول الاعضاء بالمجلس البالغ عددهم 15 دولة.
ونص مشروع القرار الروسي الذي اطلعت عليها الاناضول على "إعادة ترخيص معبر حدودي واحد فقط ، باب الهوى، لمرور المساعدات الإنسانية لمدة ستة أشهر "، وعقب طرحه للتصويت بالمجلس حصل مشروع القرار الروسي علي موافقة 4 دول فقط مقابل رفض 7 دول وامتناع 4 أخري عن التصويت.
وطالب مشروع القرار من أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش تقديم تقرير بحلول نهاية أغسطس/آب عن "الأثر المباشر وغير المباشر للتدابير القسرية الانفرادية على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية علي سوريا" ، وهذه إشارة إلى العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال رئيس مجلس الامن السفير الألماني، كريستوف هويسجن، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس، إن بلاده وبلجيكا صوتتا ضد مشروع القرار لأنه "لم يستوف المتطلبات الأساسية التي طلبتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الأرض في سوريا".
ويحتاج صدور أي قرار من المجلس موافقة 9 أعضاء علي الأقل من إجمالي أعضاء المجلس؛ شريطة الا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين.
وكانت دعت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت أعضاء مجلس الأمن الدولي للتصويت ضد مشروع القرار الروسي حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، بعد إعلان روسيا أنها ستقدم لمجلس الأمن الدولي مشروع قرار بهذا الشأن.
وأعلنت روسيا على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن روسيا: "سنقدم مشروعنا للقرار، الذي يقضي بتمديد آلية نقل المساعدات الراهنة لمدة نصف عام، مع الحد من عدد المعابر ليكون هناك معبر واحد عامل، وهو باب الهوى".
ودعا نيبينزيا جميع الأطراف المعنية إلى المساهمة في نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، كما دعا الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن "لعدم تسييس ملف المساعدات الإنسانية، ودعم مشروع روسيا الذي سيضمن استمرار تقديم المساعدات لسكان إدلب"، وفق زعمه.
وقالت كرافت في حديث لوكالة "رويترز" الأربعاء، إنه "الخير ضد الشر والصحيح ضد الخاطئ، ومن الصحيح التصويت ضد النص الروسي".
وكانت استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته بلجيكا وألمانيا، والذي كان يقضي بتمديد الموافقة على نقل المساعدات عبر معبري باب الهوى وباب السلام على الحدود السورية التركية.
يذكر أن الآلية الأممية لنقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود بدأت بالعمل منذ عام 2014، وكانت هناك في البداية 4 معابر لنقل المساعدات، وكانت كرافت قد اتهمت روسيا والصين بأنهما تسعيان لإنهاء نقل المساعدات عبر الحدود السورية وبذل كل جهد من أجل دعم بشار الأسد.
وكان قال الائتلاف الوطني، إن استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن أمس، ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي مشترك، بشأن تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية إلى سورية، عبر منافذ خارجة عن سيطرة النظام هو جريمة كبرى بحق ملايين السوريين.
وأدان فريق "منسقو استجابة سوريا"، بشدة استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل روسيا الصين، ضد مشروع قرار تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا عبر الحدود في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن ذلك مقدمة لمجاعة كاملة وتهديد مباشر للأمن الغذائي، وتطبيق حرفي لسياسة الحصار والتجويع لأكثر من أربع ملايين مدني موجودين في المنطقة.
وسبق أن أعربت ألمانيا وبلجيكا، مساء الثلاثاء، عن أسفهما لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة صدور قرار خاص بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الملفات المتعلقة بالأزمة السورية يجب حلها على أساس وحقائق ملموسة، مهاجماً تقرير اللجنة المستقلة المعنية بسوريا في الأمم المتحدة، وزاعماً أنها لا تستجيب لهذا المعيار.
وجاء كلام لافروف خلال مؤتمر صحفي افتراضي الأربعاء في معرض تعليقه على تقرير لجنة الأمم المتحدة للتحقيق المعنية بسوريا والذي اتهمت فيه قوات الأسد والقوات الروسية بارتكاب جرائم قد ترقى إلى جرائم حرب في شمال سوريا.
وفي معرض هجومه، اعتبر لافروف أن اللجنة "التي تطلق على نفسها لجنة التحقيق المستقلة"، لم يتم إنشاؤها بقرار إجماعي، وأن تفويضها فضلا عن أساليب عملها، يثير العديد من الأسئلة.
وأضاف: "قرار إنشاء هذه اللجنة تم تمريره من قبل الدول الغربية بالدرجة الأولى، وهي لا تخفي ذلك، حيث جرى من خلال التصويت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على تشكيل آلية لها هدف محدد مسبقا وهو البحث عن مستمسكات ضد دمشق ومن يصفونهم بحلفاء دمشق".
ولفت لافروف إلى أن تلك اللجنة لم تذهب ولو مرة واحدة إلى إدلب، وأنها تستند عند جمع المعلومات إلى التقارير الواردة في شبكات التواصل الاجتماعي وبعض المصادر التي تطلب عدم الإفصاح عن هويتها "لاعتبارات أمنية".
وكانت قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، إن هناك "أدلة معقولة" على ارتكاب نظام الأسد وروسيا أعمالا ترقى لجرائم حرب في إدلب ومحيطها، وذلك في تقرير للجنة التابعة للأمم المتحدة، حول أوضاع حقوق الإنسان في محافظة إدلب ومحطيها، شمال غربي سوريا، خلال الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ويونيو/حزيران 2020.
وأوضحت اللجنة في تقريرها، أن نظام الأسد ارتكب جرائم حرب باستهدافه عمدا المدنيين والمؤسسات الصحية والكوادر الطبية في إدلب، كما لفتت إلى أن روسيا ارتكبت أعمالا ترقى لجرائم حرب باستهدافها مدنيين في إدلب عشوائيًا.
وأكدت أن سلاح الجو الروسي نفذ غارات على إدلب باستخدام "قنابل عنقودية"، ولفت التقرير إلى قيام النظام وداعميه بشن قصف مكثف برا وجوا "من أجل انتزاع آخر المعاقل التي بيد الفصائل المسلحة" ومعاناة المدنيين جراء ذلك.
وأشار إلى تورط النظام وحلفائه في أعمال تعذيب وتهجير ونهب في المنطقة، كما ذكر أنه "تم استهداف 17 مشفى ومركزا صحيا، و14 مدرسة و9 أسواق، في المنطقة، خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، فضلا عن استهداف منازل يقطنها مدنيون في 12 هجوما".
بحث رئيس هيئة الأركان التركي يشار غولر، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف هاتفياً القضايا الأمنية الراهنة في سوريا وليبيا.
وأفاد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، الأربعاء، أن غولر أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي.
وأضاف البيان أن غولر وغيراسيموف بحثا خلال المكالمة، القضايا الأمنية الراهنة المتعلقة بسوريا وليبيا.
أكدت وزارة الدفاع التركية، أن تركيا لن تسمح بأي نشاط يقوم به تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي الذي يهدف لإنشاء "ممر إرهابي" في شمال سوريا، وجاء ذلك في بيان للوزارة عبر صفحتها على "تويتر"، الأربعاء، حول عمليات مكافحة الإرهاب.
وقالت الوزارة "لن يُسمح بأي نشاط يقوم به تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي بهدف إنشاء ممر إرهابي في شمال سوريا".
وأضافت أن الكفاح ضد الإرهاب سيستمر بحزم إلى أن يتم ضمان أمن حدود تركيا وشعبها، وضمان الأمن والسلام للسوريين الأشقاء.
واستطاع الجيش التركي، عبر عملية "درع الفرات" التي أطلقها في 24 أغسطس/ آب 2016، تطهير مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمالي سوريا، من الإرهابيين.
وفي مارس/ آذار 2018، تمكنت القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري، من تحرير منطقة عفرين بالكامل من قبضة تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، الذي سيطر عليها لـ 6 سنوات، وذلك ضمن عملية "غصن الزيتون" التي استمرت 64 يوما بعد انطلاقها في 20 يناير/ كانون الثاني.