قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن روسيا أظهرت إشارات ودية من أجل فتح صفحة جديدة في ملف العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، إثر وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى البيت الأبيض.
ويرى الكاتب سيث فرانتزمان، في تحليله المنشور في الصحيفة، إن التقارب الأميركي - الروسي، قد يكون له تداعيات على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على ملف الوجود الإيراني في سوريا، ولفت التحليل إلى أنه باستطاعة كل من روسيا والولايات المتحدة، تباحث مستقبل سوريا، في ظل وجود قوات من الجانبين على الأراضي السورية.
وسلط التحليل الضوء على تقارير إعلامية، أشارت إلى أن روسيا قد تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا، وقد أشارت شبكة "تي أر تي" التركية، أن دور "وكلاء إيران المخربين" في سوريا، قد يؤدي إلى مخاوف روسية بشأن الدور الإيراني هناك.
وأضافت "جيروزاليم بوست"، أن النشاط الإيراني قد يقوض المحاولات الروسية لإرساء استقرار النظام السوري، وقد لفت تقرير صحفي منشور في موقع "المونيتور" إلى أن إيران وروسيا، تتنازعان على النفوذ من خلال شركات الأمن الخاصة في سوريا.
وتابع التحليل قائلا "ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمضي قدما في مباحثات مع روسيا بخصوص استقرار (الأوضاع) في سوريا، والذي قد يتضمن تآكلا للدور الإيراني (هناك). ربما تتشارك كل من الولايات المتحدة وروسيا مصالح مشتركة في تقليص دور إيران في سوريا".
وتسعى دول أخرى مثل إسرائيل وتركيا على الأرجح، وفقا للتحليل، إلى تقليص الدور الإيراني، إلا أن طريقة تنفيذ هذا غير واضحة حتى الآن، لأن الإدارة الأميركية الجديدة لم تكن على صلة وثيقة بكل من تركيا وروسيا.
وخلص التحليل إلى القول "ليس من الواضح، ما هي خطة بايدن في سوريا. لقد هاجمت ميليشيا مدعومة من إيران قاعدة عين الأسد في العراق أول مارس، ما يظهر أن المجموعات الموالية لإيران، ستستمر في استهداف القوات الأميركية في العراق. إن الولايات المتحدة حريصة على عدم لوم إيران على الهجمات".
توقع فنان موالي بأنّ المواطن السوري سيأكل أوراق الشجر بسبب الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام، فيما انتقد ممثل آخر قيمة راتبه الذي قال إنه يساوي سعر كليو لحم واحد فقط.
وقال الممثل الداعم للنظام "سلوم حداد"، عبر صفحته الشخصية "إذا لم يتم التحرك لتحسين الوضع الاقتصادي سريعاً سنجد المواطن السوري يأكل أعشاب الغابات وأوراق الأشجار"، وفق تعبيره.
ولفت متسائلا: "لماذا لم يتحرك ضمير الحكومة إلى الآن، التي أقسمت أنها ستعمل على تحسين وضع المواطن المعيشي"، حسب كلامه، في حين تناقلت صفحات إخبارية موالية نص المنشور الذي كتبه "حداد"، خلال انتقاده للوضع المعيشي قبل أن يجري حذفه من صفحته الأمر الذي يتكرر من قبل الفنانين الموالين للنظام.
ويشتهر في مواقفه التشبيحية لا سيّما عند بكائه بسبب ما قال إنها الوطنية التي يتحلى بها رأس النظام "بشار الأسد"، خلال ظهوره على إعلام الأسد بعد وصفه الثوار السوريين بالحثالة تزامناً مع انطلاقة الثورة السورية.
من جانبه شكى الممثل الموالي "هاني شاهين"، بأن وضعه المادي صعب لدرجة بات عاجزاً عن شراء كيلو غرام واحد من اللحم إذ كتب عبر صفحته على فيسبوك انتقادات للوضع الحالي بمناطق النظام.
ويحكي "شاهين" عن تفاصيل اتصاله بأحد الجزّارين للسؤال عن سعر كيلو اللحم فأجابه بأن سعر الكيلو الواحد بـ 25 ألف ليرة، وعند سؤال عن موعد الطلب أجاب الممثل بأنه بعد أيام يقبض راتبه لكي يستطيع شراء الكيلو الواحد.
واستطرد الممثل الذي اشتهر بأداء الأدوار التي تجسد الشرطة والأمن في المسلسلات السورية بقوله إن راتبه التقاعدي في "نقابتنا الموقرة" يبلغ 25 ألف ليرة سورية شهرياً، ويساوي سعر كيلو لحمة، واختتم متسائلاً عن الحل المجهول لهذا الوضع المعيشي المتهور.
وسبق أن تصاعدت انتقادات الفنانين الموالين للنظام، بعد مشاركتهم في التحريض والتجييش ضد الشعب السوري فضلاً عن وقوفهم إلى جانب القاتل الذي استخدمهم في تلميع صورة إجرامه فيما تتكرر مشاهد خروجهم عبر وسائل الإعلام الموالية للأسد دون أيّ إجراءات لتنفيذ مطالبهم من قبل النظام أو حتى الرد عليهم.
سلط تقرير لمركز دراسات أمريكي، الضوء على تزايد العقبات في ظل الظرف الإنساني الصعب الذي تمر به سوريا، والتي تحول دون الوصول إلى المحتاجين للمساعدات الإنسانية الأساسية، بدءاً من أعمال العنف التي تمنع عمال الإغاثة من الدخول بأمان إلى منطقة ما، وصولاً إلى العقبات البيروقراطية التي تفرضها السلطات المحلية فتؤخر وصولها إلى المناطق المحرومة من الخدمات الأساسية نتيجة تدمير منشآت هذه الخدمات خلال الصراع.
وشدد تقرير المركز أنه على المجتمع الدولي التحرك بشكل حاسم لعلاج التباين بين ضعف القدرة على توصيل المساعدات من ناحية وتزايد الاحتياجات الإنسانية للسوريين من ناحية أخرى، أعد التقرير كلاً من "بسمة علوش"، وهي مستشار سياسي للمجلس النرويجي لللاجئين في واشنطن، وعلا ماشفج المساعد الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين في دمشق.
ويرى التقرير أن الحقيقة أن حوالي 8.6 مليون سوري يحتاجون إلى الخدمة التعليمية منهم 5.2 مليون طفل خارج المدارس، لأن الكثير من المدارس دمرت أثناء الصراع، وغالباً ما تكون المدارس المتوفرة بعيدة عن مخيمات إيواء النازحين، وهو ما يعرض الأطفال للخطر أثناء الذهاب إلى المدارس.
علاوة على ذلك فإن ملايين النازحين السوريين فقدوا وثائقهم الثبوتية المدنية خلال النزوح أو تمت مصادرتها من جانب السلطات المحلية، ثم إن أغلب الأطفال المولودين خلال سنوات النزوح العشر ليس لديهم بطاقات هوية ولا شهادات ميلاد تثبت وجودهم. وبدون أوراق الهوية يواجه السوريون قيوداً على حرية حركتهم ويحرمون من الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وترى بسمة علوش وعلا ماشفج في تقريرهما أن تعديل الخدمات الأساسية لكي يسهل الوصول إليها مثل إقامة منشآت تعليمية طارئة، ومكاتب تسجيل متحركة يمكن أن يخفف حدة احتياجات ملايين النازحين السوريين، لكن هذا الأمر يحتاج إلى موارد مالية إضافية وإرادة سياسية من جانب السلطة المعنية لمنح المشردين والنازحين أولوية في الحصول على الخدمات الأساسية.
ويعاني ملايين النازحين في شمال شرقي سوريا بشكل خاص من العنف المستمر وأحوال الطقس السيئ وصعوبة الحصول على السلع الأساسية، ويعتبر غياب الأمن عائقاً أساسياً أمام وصول المساعدات إلى المحتاجين في سوريا.
وفي هذه المناطق تجد العائلات النازحة نفسها عالقة داخل دائرة الخطر دون أي قدرة على السعي للخروج منها بشكل مستدام. وبناء منشآت بنية تحتية دائمة في شمال شرقي سوريا لا يمثل أولوية حالياً بسبب احتمالات تعرضها للتدمير مجدداً في ظل عدم الوصول إلى حلول نهائية للصراع. في الوقت نفسه، فإنه بدون بنية تحتية دائمة سيظل السوريون يعتمدون الحياة في مخيمات الإيواء التي لا تقدم أي حماية من الطقس السيئ.
والأسوأ من ذلك بحسب تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن أكثر من 80 ألف سوري ينامون في الهواء الطلق أو تحت الشجر دون أي مأوى. وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة وفاة الآلاف منهم إذا لم يتم توفير أماكن آمنة لكي يناموا فيها.
ومع عرقلة حركة المساعدات الإنسانية، تشتد معاناة السوريين الذين يتزايد اعتمادهم على هذه المساعدات، وفي العام العاشر للأزمة، لا يزال السوريون في حاجة إلى المساعدات، لأن حجم وطبيعة وحِدة احتياجاتهم تتنامى؛ لذلك يجب أن تكون الاحتياجات الأساسية لملايين السوريين هي الموجه والمحرك الأساسي لكل الأطراف المعنية بالأزمة للقيام بتحرك يحترم المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية للجميع دون عوائق وتوفير فضاء آمن لحركة هذه المساعدات.
كشفت وثيقة مسربة عن أن بريطانيا تخطط لتقليص مساعداتها لبعض من دول العالم التي تشهد نزاعات بنسبة تصل إلى الثلثين، من بينها سوريا وليبيا والصومال وجنوب السودان ودول أخرى.
وبحسب تقرير وزارة الخارجية الذي حصل عليه موقع "أوبن ديموكراسي" على الإنترنت، سيجري تقليص المساعدات المقدمة إلى سوريا بنسبة 67 في المائة، والمساعدات المقدمة إلى ليبيا بنسبة 63 في المائة، والصومال بنسبة 60 في المائة، وجنوب السودان بنسبة 59 في المائة.
وقالت بريت كور جيل، وزيرة الظل للتنمية الدولية "إن التخفيضات في دعم الدول وسط أزمات إنسانية متعددة سوف تتسبب في دمار، ما سيؤدي إلى تجويع بعض من أكثر الناس ضعفاً في العالم وانهيار أنظمة الرعاية الصحية وتوقف الوصول إلى المياه النظيفة".
وأضافت أن "تخفيضات قاسية مثل هذه تشير إلى تراجع على المسرح العالمي وستجعلنا جميعاً أقل أمنا. هذه ليست بريطانيا العظملى"، في حين قال متحدث باسم الحكومة إن مزيداً من القرارات بشأن برامج المساعدات الفردية سيتم اتخاذها.
وأوضح المتحدث: "لقد أجبرنا التأثير الزلزالي للجائحة على اقتصاد المملكة المتحدة على اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، بما في ذلك التخفيض المؤقت للمبلغ الإجمالي الذي ننفقه على المساعدات".
وقد أدى الضرر الاقتصادي الناجم عن الجائحة إلى تخلي الحكومة عن التزامها في بيانها الرسمي بإنفاق 0.7 في المائة من الدخل القومي على المساعدات الخارجية وخفض هذه النسبة إلى 0.5 في المائة، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".
أدانت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحق حليفها الأبرز "موسكو"، بعد فرض واشنطن والاتحاد الأوربي عقوبات على روسيا على خلفية اعتقال معارض الكرملين أليكسي نافالني.
وقالت خارجية النظام، إن "حكومة النظام تدين بشدة الإجراءات القسرية الأحادية اللا مشروعة التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد روسيا، والتي تتناقض من حيث المبدأ مع القانون الدولي وتشكل انتهاكاً سافراً للشؤون الداخلية الروسية".
واعتبرت أن "الضغوط التي يمارسها الغرب عبر هذه الإجراءات في محاولاته المستمرة، لفرض سياساته على الدول الأخرى، مآلها الفشل ولن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر وإشاعة أجواء عدم الاستقرار على الساحة الدولية"، على حد قولها.
ولفتت إلى أن الشعب السوري "يعاني من إرهاب اقتصادي نتيجة العقوبات الاقتصادية اللا مشروعة"، كما دعت إلى "الرفع الفوري لمثل هذه الإجراءات اللاشرعية وإعادة الاعتبار للقانون الدولي حفاظاً على السلم والاستقرار في العالم".
وكانت فرضت واشنطن، الأربعاء الماضي، عقوبات على سبعة مسؤولين روس كبار و14 كياناً، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات، رمزية في أغلبها، على أربعة مسؤولين روس بارزين.
كشفت "زينب صاروخان" مسؤولة هيئة المرأة في "الإدارة الذاتية" الكردية لوكالة "فرانس برس"، عن أن أكراد سوريا أعادوا لنساء ينتمين إلى الطائفة الأيزيدية في العراق، 12 طفلا آباؤهم مقاتلون في تنظيم داعش.
وقالت إن "الأطفال تتراوح أعمارهم بين السنتين وخمس سنوات، وتم تسليمهم لأمهاتهم"، وكانت عادت عشرات النساء والفتيات الأيزيديات العراقيات بعدما كن خطفن وعوملن كجاريات من جانب عناصر التنظيم، بعد هزيمة داعش ميدانيا في 2019، لكن الكثير منهن اضطررن إلى ترك أطفالهن لدى المقاتلين خوفا من أن يواجهن رفضا في مجتمعهن.
ولفتت صاروخان إلى أنها "المرة الأولى التي نسلم فيها أطفال لنساء أيزيديات"، مشيرة إلى أن ذلك حصل يوم الخميس الماضي في الرابع من مارس الحالي.
وكان تنظيم داعش يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا قبل سقوطه، وخطف عام 2014 آلاف النساء والفتيات الأيزيديات من منازلهن في سنجار بشمال العراق. ثم أقدم العناصر على استعبادهن واغتصابهن وعلى الزواج منهن بشكل قسري في سوريا.
وأشارت صاروخان إلى أنه من واجب السلطات الكردية في سوريا أن تحافظ على هؤلاء الأطفال إلى أن تطالب أمهاتهم باستعادتهم. ولا يزال عدد كبير من الأيزيديات اللواتي خطفهن التنظيم في عداد المفقودين.
وكان قدم مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين المعتمد لدى الأمم المتحدة، إحصائية عن عدد المختطفين الأيزيديين على يد تنظيم داعش والأثار التي خلفها التنظيم، لافتة إلى أن عدد هذه الأقلية في العراق نحو 550 ألف نسمة، وبلغ عدد النازحين من جراء هجوم "داعش" منذ الثالث من أغسطس 2014 نحو 360 ألفاً، أما عدد القتلى في الأيام الأولى من الهجوم فقد وصل إلى 1293، وكشفت الإحصائية أن الهجوم أفرز 2745 يتيما.
وعاش الأيزيديون مأساة مروعة على يد "داعش" في العراق قبل نحو 6 أعوام، والذي اعتبر أفرادها "كفاراً"، وقتل أعداداً كبيرة منهم في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، معقل الأيزيديين في العراق والعالم، كما أرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء واستعبدهن جنسياً، ونقل قسم كبير منهم إلى سوريا.
أدانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها، عملية نبش المقابر، وتغيير المخططات السكنية والعمرانية، وفقا للانتصارات العسكرية والأجندة السياسية، مما يؤسس لمزيد من الاحتقان المجتمعي.
وأكدت الشبكة أن هذه الممارسات تصب في عملية تغيير السردية ومحو آثار الانتهاكات التي قام بها النظام السوري بحق أهالي مدينة حلب، وسوف يستمر النظام السوري بعمليات التغيير الأمني الوحشية ويؤسس لمزيد من القهر والتطرف والإرهاب.
ولفتت إلى أنه في 23/ شباط أصدر مجلس مدينة حلب التابع للنظام السوري تعميماً طلب فيه من ذوي الضحايا المدفونين في الحديقة الواقعة جانب مسجد صلاح الدين في حي صلاح الدين بمدينة حلب، الحضور إلى المقبرة في 2/ آذار لنقل رفات ضحاياهم إلى المقبرة الإسلامية الحديثة أو مقابر عائلاتهم، وفي حال غيابهم سوف يقوم المجلس بنبش المقبرة ونقل رفات الموتى بدون إذن ذوي الضحايا.
وأشارت إلى أن هذه الحديقة هي واحدة من العديد من الحدائق في المدينة التي قام الأهالي بتحويلها إلى مقابر لدفن أقربائهم أو جيرانهم من المدنيين أو المقاتلين الذين قتلهم القصف العشوائي الكثيف الذي قام به النظام السوري وحليفه الروسي على أحياء مدينة حلب التي كانت خارجة عن سيطرة النظام السوري، وتم الدفن في تلك المقابر على امتداد أشهر طويلة، حتى استعادة النظام السوري بمساعدة حليفيه الروسي والإيراني السيطرة على مدينة حلب في نهاية عام 2016.
وقد أظهرت صور تم تداولها على شبكة الإنترنت، في 4/ آذار، أن النظام السوري قد قام بالفعل بنبش قبور الحديقة، وأكدت "الشبكة السورية" على أن القرارات الصادرة عن النظام السوري تعتبر في مجملها قرارات أمنية سياسية تحمل بعد انتقامية، وتنفذ بقوة الأجهزة الأمنية، وهذا القرار يندرج في هذا السياق.
وأوضحت أنه من الصعب جدا على ذوي هؤلاء الضحايا الظهور والتواجد في المقبرة خلال هذا الوقت القصير جدا، وقد يكون قسم منهم قد تشرد ما بين نازح ولاجئ بعد سيطرة النظام السوري على مدينة حلب، وتستحيل عليه العودة، ولكن الأهم من ذلك أن هناك خشية جدية من قيام الأجهزة الأمنية باعتقال البعض منهم لمجرد أن لديهم علاقة قرابة أو صداقة مع أحد من الضحايا الذين عارضوا النظام السوري، وهذا نهج متبع لدى النظام السوري في الانتقام من ذوي المعارضين له كما وثقنا ذلك في تقارير عدة.
وشددت الشبكة في تقريرها أنه يتوجب على الدول الصديقة والحضارية الديمقراطية إدانة هذه الممارسات والتسريع في عملية الانتقال السياسي.
وكانت قالت مسؤولة قسم الضحايا في "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنّ القانون السوري يجرم نبش القبور دون سبب قانوني، حيث تنص المادة - 467 - منه على أن "يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين من هتك أو دنس حرمة القبور أو أنصاب الموتى، أو أقدم قصداً، على هدمها أو تحطيمها أو تشويهها، كما يعاقب من دنس أو هدم أو حطم أو شوه أي شيء آخر خاص بشعائر الموتى، أو بصيانة المقابر أو تزيينها".
ولفتت الحقوقية السورية في تصريح لشبكة "شام" إلى أن النظام السوري والمليلشات التابعة له لم تكتف بخرق القانون وإنما انتهكت أيضاً حرمات القبور والموتى كنوع من الانتقام، مؤكدة أنّ تدمير المقابر ونبش القبور وخاصة للأشخاص الذين ساهموا بالحراك الثوري ضد النظام السوري فهو لمحو أي أثر مقاومة أو فخر لهم ضد النظام السوري.
وأكدت أن النظام بهذا الفعل يرسل رسالة أنه سيمحي هذه البطولات وآثارها، كما فعلت القوات الروسية بتاريخ 2 آذار 2021 حين قامت بتفجير مشفى الشهيد الطبيب حسن الأعرج "مشفى المغارة المركزي" في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي والواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
وذكرت الحقوقية السورية لشبكة "شام" أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أدانت هذا الفعل فهو مقصود ومخطط له ومتعمد، فهو بعيد حتى عن المباني السكنية، وبني داخل الجبال من أجل تجنب القصف، لكن القصف الوحشي لاحق الجرحى والأطباء إلى أي مكان حاولوا الاختباء فيه من القصف.
وأشارت الحقوقية إلى أن النظام السوري كالنظام الروسي نظام دكتاتوري يعتبر نبش القبور نوع من الانتقام للمجتمع السوري ولكل من وقف ضده فهو لم يكتف بقتل الضحايا و حسب، وإنما أراد أن يمحو بطولاتهم وأي أثر يدل على المقاومة ضده ويحملهم كامل الحق والمسؤولية.
وكان شرع نظام الأسد في نبش قبور الشهداء والموتى ليصار إلى نقلهم خارج حي "صلاح الدين" في مدينة حلب شمالي سوريا، بدون وجود ذويهم، وذلك عقب أيام من إنذار نظام الأسد لذوي الشهداء والموتى لنقل رفات ذويهم خارج المقبرة في حديقة الحي، ليبدأ مطلع الشهر الجاري في نبش القبور.
وقالت مصادر إعلامية إن ميليشيات النظام ترمي في هذه الممارسات التي تكررت في العديد من المناطق إلى محاولات طمس هوية الشهداء والانتقام من ذويهم علاوة على محاولات محو آثار جرائمها بحق الشعب السوري.
وكان نقل تلفزيون موالي عن "مجلس مدينة حلب" التابع للنظام إعلانه عن قرار يقضي بنقل رفات القبور الموجودة في حديقة حي "صلاح الدين" في حلب، والتي تضم عدد من الشهداء ممن قضوا بقصف قوات الأسد.
وحدد المجلس حينها مطلع شهر آذار/ مارس الحالي موعداً لقيام السكان الذين لديهم أبناء أو أقارب مدفونين في قبور الحديقة التواجد لنقل رفات ذويهم، وفق نص القرار، وأشار إلى أن في حال السكان ستقوم دائرة الدفن بنقل الرفات دون الرجوع إلى الأهل، وفق تهديد يكرره النظام في بياناته الصادرة بهذا الشأن.
وذكر أن عملية نقل القبور من الحديقة ستتم إلى "المقبرة الإسلامية الحديثة" أو مقابر عائلة أصحاب القبور، الأمر الذي جرى تنفيذه بعد نبش قبور الشهداء بحسب مصادر إعلامية متطابقة.
وكانت تحولت حديقة صلاح الدين بمدينة حلب إلى مقبرة للشهداء وسبق أن طالها قصف النظام بالبراميل المتفجرة، ولجأ إليها الأهالي بعد تعذر الدفن بمقابر المدينة نظرا للقصف والاستهداف المباشر للمدنيين.
هذا وشهدت محافظة حلب كغيرها من المدن والبلدات السورية التي شهدت عمليات عسكرية للنظام، نبش قبور مئات الشهداء والموتى الذين دفنوا في مقابر المدينة ونقلهم لجهة مجهولة، وشملت عمليات النبش في حلب بوقت سابق "المقبرة الإسلامية بالقرب من حي هنانو، ومقبرة حي كرم الجبل، ومقبرتي حيي الشعار والصالحين" في محافظة حلب شمالي سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن لنظام الأسد وميليشياته سجل واسع في نبش قبور الشهداء وتصاعد ذلك بشكل ملحوظ خلال اجتياحه العسكري لعدة مناطق بأرياف إدلب وحلب، لتضاف إلى انتهاكاته المتواصلة بحق الشعب السوري الذي قتل وجرح وهجر الملايين منه، ليستبيح النظام مقابر الشهداء إمعاناً في الإجرام بعد أن منع دفنهم في المقابر بوقت سابق.
سجّل الشمال السوري المحرر 132 حالة شفاء جديدة من "كورونا"، وذلك مع عدم تسجيل أي إصابة جديدة، بالمقابل ارتفعت حصيلة الوباء بمناطق النظام فيما أصدرت وزارة الصحة التابعة له تعميماً بشأن أقسام العزل.
وكشفت شبكة الإنذار المبكر شمال سوريا، عن عدم تسجيل أيّ إصابات جديدة بفايروس "كورونا"، في المناطق المحررة شمال سوريا لليوم الثاني على التوالي.
في حين توقفت حصيلة الإصابات بالمناطق المحررة عند 21 ألف و208 إصابة، وارتفعت حالات الشفاء إلى 18 ألف و945 بعد تسجيل 133 حالة جديدة، وبقيت الوفيات عند 631 حالة.
وأكدت بأن عدد الحالات التي تم اختبارها أمس 126، ليصبح إجمالي الحالات التي تم اختبارها حتى أمس 96 ألف و822 اختبار في الشمال السوري.
بالمقابل أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام عن تسجيل 55 إصابة جديدة بفايروس "كورونا" ما يرفع عدد الإصابات المعلن عنها في مناطق سيطرة النظام إلى 15 ألف و925 حالة.
وقالت الوزارة إنها سجلت 84 حالة شفاء ليصل عدد المتعافين إلى 10 ألف و293 حالة، فيما أعلنت عن تسجيل 4 حالات وفاة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 1058 حالة.
فيما أصدر وزير الصحة لدى النظام "حسن الغباش" تعميماً لمدراء الهيئات العامة التي تضم أقسام عزل يطلب إليهم رصد أي زيادة في الحالات التنفسية المشتبهة التي تراجع العيادات الخارجية والتعامل معها.
ولفت في بيان نشرته وزارة الصحة التابعة للنظام لوضع خطة لاستقبال كل الإصابات لاسيما الحرجة التي تتطلب سرير عناية أو دعم تنفسي، والاستعداد لإمكانية الانتقال للخطة B في حال الحاجة، وفق تعبيره.
هذا ولم تفصح هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية" عن إصابات جديدة بفايروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا، وبذلك بقيت حصيلة الوباء بمناطق "قسد"، 8663 إصابة و 326 وفاة و 1252 شفاء، وفقاً للحصيلة الصادرة يوم الجمعة الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النظام يستغل تفشي الوباء بمناطق سيطرته ويواصل تجاهل الإجراءات الصحية، كما الحال بمناطق سيطرة "قسد"، في حين تتصاعد التحذيرات حول تداعيات تفشي الجائحة بمناطق شمال سوريا نظراً لاكتظاظ المنطقة لا سيّما في مخيمات النزوح.
حضّ البابا فرنسيس، اليوم السبت، في خطاب له من مدينة أور التاريخية (جنوبي العراق) على السير من "الصراع إلى الوحدة"، طالباً "السلام لكلّ الشرق الأوسط" و"بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذبة".
ودعا البابا إلى "احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان"، خلال صلاة جمعته مع ممثلي كافة الأديان في العراق، وذلك في أور، المدينة التي يعتقد أنها مكان مولد النبي إبراهيم، وهي بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار.
وأضاف: "من هذا المكان الذي ولد فيه الإيمان، من أرض أبينا إبراهيم، دعونا نؤكد أن الله رحيم، والعداء والتطرف والعنف لا يولدون من قلب ديني، ففي ذلك خيانة للدين"، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وشدد على أنّ "الإرهاب يستغل الدين كغطاء، والعنف لا يأتي من الدين أبداً".
ووصل بابا الفاتيكان إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار قادما من محافظة النجف بعد لقاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، حيث كان في استقباله وفد حكومي رسمي وشيوخ عشائر وشخصيات دينية رفيعة.
واكن البابا فرنسيس قال في رسالته بمناسبة عيد الميلاد الماضي، إنّ وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن الذين "يدفعون ثمن الحرب الباهظ"، يجب أن "تهزّ الضمائر"، حيث سيطر الوباء وآثاره الاجتماعية والاقتصادية على الرسالة التي دعا فيها فرانسيس إلى الوحدة العالمية ومساعدة الدول التي تعاني من النزاعات والأزمات الإنسانية.
كشفت مصادر أمنية تركية، اليوم السبت، عن تنفيذ عملية نوعية أثمرت عن إحباط نقل مليوني دولار إلى تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي شمالي سوريا.
وقالت المصادر لوكالة الأناضول التركية، إن إرهابيين اثنين من "ي ب ك/ بي كا كا" وصلا إلى بلدة جوبان باي (الراعي) الواقعة في نطاق عملية "درع الفرات" شمالي سوريا، مشيرة إلى أن الإرهابيين كانا يحاولان التجسس على أنشطة القوى الأمنية بالمنطقة ونقل تلك المعلومات إلى قيادة منظمة "بي كا كا" الإرهابية.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الإرهابيين كانا يحملان قرابة مليوني دولار، والتقيا مع إرهابي ثالث من التنظيم بالبلدة، بهدف نقل المبلغ عبر الإرهابي الأخير إلى التنظيم في منطقة منبج المجاورة والخاضعة لسيطرة "ي ب ك".
وأكدت أن قوات درك ولاية كيليس التركية المجاورة للحدود السورية، ألقت القبض على الإرهابيين الثلاثة بالتعاون مع شعبة الاستخبارات، قبل نقل المبلغ إلى منبج.
واستطاع الجيش التركي عبر عملية "درع الفرات" التي أطلقها في 24 أغسطس/ آب 2016، تطهير 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمالي سوريا، من العناصر الإرهابية، وشمل نطاق العملية مناطق بالريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتا جرابلس والباب.
ويذكر أن القوات التركية تواصل إحباط محاولات تسلل جديدة لإرهابيين إلى مناطق "نبع السلام" و "غصن الزيتون" و "درع الفرات"، حيث يحاول الإرهابيين زعزعة أجواء الأمان والاستقرار فيها.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري، إن فرقها أخمدت حرائق ضخمة اندلعت مساء أمس الجمعة، في سوق المحروقات بقرية الحمران وفي مصافي التكرير البدائية للمحروقات في قرية ترحين بريف حلب الشرقي إثر قصف لقوات النظام رووسيا بسبعة صواريخ "أرض ـ أرض تحمل قنابل عنقودية"، بعد عمل استمر لنحو 20 ساعة.
وأكد الدفاع المدني أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" أن القصف خلف 4 شهداء مدنيين، بينهم متطوع بالدفاع المدني السوري، والذي استشهد أثناء الاستجابة للحريق وإخماد النيران الناتجة عن القصف، كما أدى القصف لإصابة 42 مدنياً، وأضراراً مادية كبيرة جداً بممتلكات المدنيين وآليات نقل المحروقات.
وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أن سوق المحروقات في قرية الحمران بريف جرابلس الجنوبي تعرض مساء أمس الجمعة لقصف بـ 3 صواريخ بالستية نوع توشكا تحمل قنابل عنقودية من قبل قوات النظام وروسيا، ما أدى لاستشهاد 3 مدنيين وجرح 38 آخرين، واندلاع حرائق ضخمة في صهاريج نقل المحروقات وفي سوق المحروقات في المنطقة.
وبعد أقل من ساعة من القصف الصاروخي على سوق المحروقات في قرية الحمران، استهدفت قوات النظام وروسيا حراقات النفط (مصافي بدائية لتكرير الوقود) في قرية ترحين بريف حلب الشرقي بـ 4 صواريخ متنوعة بين توشكا وصواريخ "أرض – أرض" من نوع (9m27k uragan) تحمل قنابل عنقودية، ما أدى لجرح 4 مدنيين، كما أدى الاستهداف لاندلاع حرائق ضخمة جداً بسبب طبيعة المنطقة التي تضم عدداً كبيراً من خزانات الوقود والصهاريج ومصافي التكرير البدائية.
ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أنها استنفرت فرقها من كافة مناطق الشمال السوري للاستجابة لهذه الحرائق، وأثناء عمل متطوعيها في إخماد الحرائق، استشهد المتطوع "أحمد الواكي"، إثر انفجار خزان للمحروقات كان يعمل بالقرب منه في منطقة ترحين بريف حلب الشرقي.
وشددت "الخوذ البيضاء" على أن الفرق واصلت عملها لأكثر من 20 ساعة حتى تمكنت من إخماد الحرائق وتبريدها، بسبب ضخامة الحرائق وسرعة انتقالها بين الصهاريج والحراقات المليئة بالمواد النفطية سريعة الاشتعال، لافتة إلى مشاركة أكثر من 100 متطوعٍ في إخمادها و50 آلية متنوعة بين سيارات إطفاء وجرافات وسيارات ملحقة للإطفاء.
ونوهت إلى أن القصف والحرائق أدت لحدوث أضرار مادية كبيرة، حيث احترق أكثر من 200 صهريجاً لنقل المحروقات، وتضرر عدد كبير من المصافي البدائية لتكرير المحروقات، إضافة لاحتراق إحدى آليات الدفاع المدني السوري وتضرر أخرى.
وحرصاً على سلامة المدنيين تقوم فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) في الدفاع المدني السوري بمسح المنطقة التي استهدفها نظام الأسد وروسيا بالقنابل العنقودية، بهدف تحديد الأماكن الملوثة بالذخائر غير المنفجرة، ومن ثم التخلص النهائي منها في حال وجودها.
وفي 9 شباط الماضي استهدفت قوات النظام وروسيا، بصاروخ "أرض ـ أرض" نوع توشكا يحمل قنابل عنقودية، حراقات النفط، في قرية ترحين بريف حلب الشرقي، ما أدى لاستشهاد مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين، كما أدى الاستهداف لاندلاع حرائق ضخمة، كما تعرض سوق المحروقات في منطقة الدابس جنوبي جرابلس بريف حلب الشرقي، في 23 تشرين الأول عام 2020، لقصف صاروخي مجهول المصدر، أدى لاستشهاد مدني وإصابة 6 آخرين.
وتعتمد عشرات العائلات المهجرة قسراً في ريف حلب الشرقي على العمل في نقل وتكرير المحروقات، لتأمين قوت يومها ويضاعف الاستهداف المتكرر المتعمد للمنطقة من قبل قوات النظام وروسيا من معاناتها، كما يؤدي لانقطاع المحروقات عن الأفران والمشافي وارتفاع أسعارها بفصل الشتاء في ظل أزمة إنسانية تعصف بالمدنيين في الشمال السوري، لوجود أكثر من مليوني مهجر قسرياً واستمرار قصف النظام وروسيا رغم خضوع المنطقة لاتفاق لوقف إطلاق النار منذ عام.
وختمت "الخوذ البيضاء" بأن هذه الجريمة المضاعفة المرتكبة باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دولياً هي جزء من الإرهاب اليومي والعقاب الجماعي الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري والذي يهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين والمستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين، واستمراراً لسياسة التجويع والحصار التي بدأت منذ عام 2011 باستهداف المدنيين بأرزاقهم، وجميع سبل عيشهم.
وطالبت بـ "تحركٍ جادٍ للمجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم بحق السوريين وإنقاذهم من إرهاب نظام الأسد وروسيا، ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم".
كررت روسيا وعبر صواريخ بعيدة المدى محدثة، استهداف أسواق الوقود ومحطات تكريره بريف حلب الشرقي ضمن مناطق سيطرة الجيش الوطني، كان يوم الاستهداف الأكبر يوم أمس الجمعة، بعدة صواريخ، لمنطقتين نفطيتين رئيسيتين لتزود المحرر بالوقود، سببت خسائر بملايين الدولارات.
وتتنوع التحليلات التي تفند الأسباب التي تدعو روسيا والنظام لتكرار استهداف حراقات الوقود المكرر القادم من مناطق "قسد" في منطقة ترحين، كذلك استهداف سوق الوقود الرئيس في المنطقة في منطقة الحمران، والتسبب بإحراق كميات ضخمة من المحروقات، وتدمير جل الحراقات والصهاريج التي تنقل الوقود للمحرر.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور "عبد الحكيم المصري" وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، لشبكة "شام" إن هدف روسيا والنظام من ضرب أسواق وحراقات الوقود هو إحراج تركيا المسيطرة على منطقة شمال حلب بالدرجة الأولى، كون القصف يقع ضمن مناطق سيطرتها.
أيضاَ تسعى روسيا للضغط اقتصاديا ومنع دخول النفط للمناطق المحررة والاعتماد على النفط المستورد عن طريق تركيا وهذا سعره مرتفع مقارنة بأسعار النفط الوارد من مناطق "قسد"، مذلك وقف بيع النفط للمناطق المحررة وبيعها فقط للنظام للتخفيف من أزمة الوقود لدى النظام مع الضغط اقتصاديا وخلق أزمة بالمحرر.
واعتبر المصري أن أزمة الوقود والأزمة الاقتصادية عموماً في مناطق النظام تدل على فشل في السياسة الروسية، وبالتالي هي تعمل للضغط وخلق أزمة موازية في المناطق المحررة، أي تصدير أزمات النظام للمحرر، للتغطية على فشل النظام.
بدوره، قال قيادي في الجيش الوطني لشبكة "شام" إن موضوع النفط السوري بات موضع نزاع دولي بين الأطراف المسيطرة على المنطقة، متحدثاً عن صفقة أبرمت بين "روسيا وقسد" على شقين تتعلق بتوريد النفط والقمح للنظام.
وأوضح القيادي أن "قسد" أدخلت أكثر من 100 سيارة من القمح للنظام، خلال الفترة التي تم الحديث فيها عن تفريغ صوامع الشركراك والتي كانت للتغطية على الصفقة، في حين لم تستطع "قسد" تجاوز الرفض الأمريكي لإدخال الوقود لمناطق النظام عبر شركة القاطرجي وهذا ما أزعج روسيا.
وتحدث القيادي لشبكة "شام" عن مساعي روسية لإفقار المناطق المحررة اقتصادية، من خلال ضرب شحنات الوقود التي تصل للمناطق المحررة وخلق أزمة وقود كبيرة، علاوة عن مساعيها لاستحواذ توريد النفط كاملاً باتجاه مناطق النظام.
وقال اقتصادي سوري آخر طلب عدم ذكر اسمه لشبكة "شام" إن روسيا ترمي لأفقار منطقة شمال شرق حلب من أبرز مواردها الاقتصادية ممثلة بشحنات الوقود التي تدخل للمنطقة عبر مناطق "قسد"، والتي من شأنها إنعاش الحركة التجارية في المنطقة، وتأمين فرص عمل لآلاف المدنيين، ضمن حراقات الوقود، علاوة عن المردود الاقتصادي الكبير للمنطقة، وتأمين مستلزماتها من الوقود لريفي حلب وإدلب حتى.
وأكد الاقتصادي أن ضرب محطات تكرير الوقود في ترحين وكذلك صهاريج الوقود في الحمران، تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة يمكن تقديرها بمئات آلاف الدولارات، بعد احتراق جميع شحنات الوقود التي دخلت، وتدمير محطات التكرير، علاوة عن احتراق جل الصهاريج المملوكة لموردي النقط للمنطقة، وحرمان الآلاف من العمل ربما لفترة طويلة، ستتسبب بشل العجلة الاقتصادية في المنطقة.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، في بيان لها، إن النظام وحليفه الروسي ارتكبا جريمة جديدة مساء الجمعة 5 آذار 2021، باستهداف سوق المحروقات في قرية الحمران و مصافي تكرير المحروقات البدائية في قرية ترحين، بريف حلب الشرقي.
وأكد البيان أن هذه الجريمة المضاعفة المرتكبة باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دولية ليست إلا جزءا من الإرهاب اليومي الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري والذي يهدف الإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين و المستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين، واستمرارا لسياسة التجويع والحصار التي بدأت من عام 2011 باستهداف المدنيين بأرزاقهم، وجميع سبل عيشهم.
ولفتت المؤسسة إلى أن هذا القصف المتعمد والممنهج، سيؤدي لانقطاع المحروقات عن الأفران والمشافي والمرافق الحيوية الأخرى، ما سيزيد من معاناة أكثر من أربعة ملايين مدني في الشمال السوري نصفهم مهجرون قسرة، لاسيما في ظل فصل الشتاء وتردي أوضاعهم الإنسانية، وهو جزء من سياسة نظام الأسد القديمة المتجددة المتمثلة بفرض عقاب جماعي يستهدف أبسط مقومات الحياة للمدنيين.
كان اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة في بيان له، أن الهجوم الإجرامي على معبر الحمران بجرابلس وقرية ترحين بريف حلب الشمالي، يمثل تصعيداً خطيراً وإرهاب دولة من قبل الاحتلال الروسي، وهو جريمة جديدة لإشعال الوضع وتفجيره واستمرار فرض أجواء القتل والقصف والإجرام.
وأكد أن هذه الجرائم التي تستمر روسيا بارتكابها لا مسوّغ لها، إلا مجرد الطبيعة الإرهابية والغادرة، ولا بد من موقف دولي حازم يضع حداً للخروقات والجرائم المستمرة ويجبر روسيا على احترام التزاماتها.
من جهته، قال رئيس الائتلاف "نصر الحريري"، إن "الهجوم الإرهابي الروسي على مناطق في ريف حلب الشمالي ليلة أمس يدلّل من جديد على أنّ روسيا لا تحترم اتفاقاتها، ولا يمكن لها أن تكون لاعباً سياسياً، وأنّها دوماً تفضّل لغة الحرب والوصول إلى أهدافها عبر الإجرام والقتل، وأنّ أيّ اتفاقية بالنسبة لها هي فرصة للاستعداد والانقضاض لا أكثر.
وسبق أن تعرضت حراقات الوقود في منطقة ترحين لقصف صاروخي روسي، تسبب بحرائق كبيرة، في وقت بات تكرار القصف أمراً مقصوداً وفق نشطاء، يتطلب موقف واضح من فصائل الجيش الوطني المسيطرة على المنطقة.