"وزير الدفاع التركي" يُحدد موقفه من القيادة الجديدة بسوريا ومصير القوات التركية
أكد وزير الدفاع التركي "يشار غولر"، في لقاء مع عدد من الصحفيين بمقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة، عن استعداد بلاده للتعاون العسكري مع القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حال تلقت أنقرة طلبا بذلك.
ولفت غولر إلى تحييد القوات التركية 2939 إرهابيا من تنظيم "بي كي كي" منذ مطلع العام خلال عملياتها داخل البلاد وشمالي سوريا والعراق، وأكد أن أولوية تركيا في سوريا تصفية تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، وأردف: "أعربنا عن ذلك لأصدقائنا الأمريكيين ونتطلع منهم مراجعة مواقفهم".
وقال: "عاجلا أم آجلا ستتم تصفية تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي في سوريا وهذا ما تريده الإدارة الجديدة بسوريا ونحن كذلك"، وأوضح أنه يتحتم على عناصر التنظيم القادمين إلى سوريا من خارجها مغادرتها، وعلى السوريين المنضوين تحت راية التنظيم إلقاء أسلحتهم.
وأكد أن تركيا لا مشكلة لديها مع إخوانها الأكراد في العراق وسوريا، وإنما مشكلتها مع الإرهابيين فقط، وذكر أن الأكراد في سوريا تعرضوا لضغوط واضطهاد على يد التنظيم الإرهابي وأقدم عناصره على اختطاف أطفال أكراد وتجنيدهم، ما دفع عائلات إلى إرسال أبنائها خارج سوريا لإنقاذهم من التجنيد.
ولفت إلى أن قسما من الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة للتنظيم أرسلها الأخير إلى شمال العراق، وأن التنظيم يواجه صعوبات في تجنيد عناصر له شمال العراق لذا شرع في نقل قسم من عناصره وأسلحته من سوريا إلى العراق، وفق وكالة "الأناضول".
وأضاف: "إلا أن العناصر المرسلة إلى شمال العراق إما يستسلمون (للجيش التركي المنتشر بالمنطقة) أو يفرون من التنظيم في وقت قصير جدا لجهلهم بالمنطقة"، وبيّن أن منطقة دير الزور التي تحتوي على أهم مصادر النفط وكانت أحد مصادر التمويل الرئيسية لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، دخلت تحت سيطرة الفصائل السورية مؤخرا.
وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي في سوريا يعاني من مشكلات مالية كبيرة بالوقت الراهن، مشيرا إلى محاولات التنظيم لإنقاذ نفسه عبر رفع العلم السوري بمناطق سيطرته، وشدد على أنه من غير الوارد بالنسبة للشعب السوري وقيادته الجديدة ولا لتركيا السماح لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي بخلق مساحة لنفسه في سوريا.
وأوضح أن تركيا قدمت عرضا للجانب الأمريكي للتراجع عن تحركه مع تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأكد في هذا الإطار أن تركيا اقترحت على الأمريكيين التعاون في مكافحة داعش، واستعداد الجيش التركي بفرز 3 ألوية كوماندوز لإنجاز هذه المهمة.
وقال إن تركيا أكدت للأمريكيين قدرة الجيش التركي على إدارة ملف مخيم الهول الذي يضم الآلاف من عائلات عناصر تنظيم داعش الإرهابي بسوريا، وبين أن الأمريكيين التزموا الصمت أمام هذا المقترح بحسب الوزير التركي، وتعاونوا مع تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي تحت مسمى مكافحة داعش.
وشدد غولر في هذا الإطار على استحالة مكافحة تنظيم إرهابي بالاستعانة بتنظيم إرهابي آخر، مؤكدا أنه ما من مؤشرات في الآونة الأخيرة على عودة ظهور داعش في سوريا.
وعن علاقات تركيا مع القيادة الجديدة بدمشق بعد سقوط نظام الأسد، لفت غولر إلى أن أنقرة لديها اتفاقيات تعاون عسكري مع العديد من الدول، وأضاف: "مستعدون لتقديم الدعم حال تلقينا طلبا من الإدارة الجديدة في سوريا".
ولفت إلى اتباع الولايات المتحدة نهجا معينا في سوريا (منذ 2011) "لكن المناخ تغير الآن في سوريا"، أكد غولر، وقال: "الآن على الجميع قبول الواقع الناشئ، سواء أرادوا ذلك أم لا"، وشدد على ضرورة منح فرصة للقيادة الجديدة في سوريا ومتابعة سلوكها.
وتحدث غولر عن الوجود العسكري التركي في أجزاء من الأراضي السورية، وقال إن الوجود التركي في سوريا يهدف إلى منع تقسيم الأراضي السورية وإنشاء ممر إرهابي بالمنطقة، وشدد على أن الهدف الرئيسي لتركيا يتمثل بحماية سلامة أراضي سوريا ووحدتها، واستكمال العملية السياسية سلميا، وتطهير الحدود السورية التركية من العناصر الإرهابية.
وأضاف: "يمكن مناقشة هذه القضايا ومراجعتها مع القيادة الجديدة في سوريا عندما يتم استيفاء الشروط اللازمة"، وبخصوص ضريح سلميان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، في قرية قره قوزاق داخل الأراضي السورية، لفت غولر إلى أن تركيا نقلت (في 2015) مكان الضريح إلى قرية أشمة السورية بشكل مؤقت، وأكد أنه ستتم دراسة نقل الضريح إلى مكانه الأصلي اعتمادا على الوضع في الأرض.
وحول التطورات في سوريا، قال: "مطالب المعارضة وعدم مراعاة النظام لها، فضلا عن عدم إمساك النظام باليد (التركية) الممدودة إليه بحسن نية، كانت مشاكل لا يمكن حلها لفترة طويلة ونتجت عن الديناميكيات الداخلية في سوريا".
وأكد أن الوقت قد حان لإحلال الاستقرار والديمقراطية في سوريا مزدهرة موحدة سياسيا، مؤكدا أن تركيا ستقدم كافة أشكال الدعم لسوريا لاعتماد دستور جامع وإجراء انتخابات حرة ودمج البلاد مع المجتمع الدولي.
وأعرب عن ثقته في التوصل إلى حل سياسي دائم في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر في العام 2015، وفي معرض حديثه عن القوات الروسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أوضح وزير الدفاع التركي أنه ما من مؤشرات قطعية على سحب روسيا قواتها من سوريا بشكل كامل.
وأضاف: "قد يسحبون بعض السفن إلى روسيا للصيانة والاستبدال ولا أعتقد أنهم سيغادرون سوريا بالوقت الراهن. سيفعلون (الروس) كل ما في وسعهم للبقاء، حتى أن مسؤولا روسيا (لم يذكر اسمه) أعلن أنهم سيواصلون البقاء في سوريا وأنهم ناقشوا هذه المسألة مع القيادة الجديدة".
وأشار إلى أن روسيا سحبت قواتها من مختلف المناطق داخل سوريا باتجاه محافظتي طرطوس واللاذقية السوريتين، مبينا أن تركيا عرضت على روسيا تقديم الدعم خلال هذه المرحلة إلا أنهم لم يطلبوا ذلك، ونفى غولر صحة أنباء استخدام بشار الأسد الأجواء التركية خلال فراره من سوريا إلى روسيا.