نظام الأسد يتدخل لإنهاء التصعيد ضد ميليشيات إيران في مدينة البوكمال بريف ديرالزور
نظام الأسد يتدخل لإنهاء التصعيد ضد ميليشيات إيران في مدينة البوكمال بريف ديرالزور
● أخبار سورية ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤

نظام الأسد يتدخل لإنهاء التصعيد ضد ميليشيات إيران في مدينة البوكمال بريف ديرالزور

قالت مصادر مطلعة إن نظام الأسد شكل لجنة أمنية سعت إلى عقد عدة اجتماعات تمخضت أخيراً عن اتفاق بحضور وجهاء من عشيرة الحسون والمشاهدة في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي بعد توتر غير مسبوق أدى إلى خسارة الفوج 47 التابع للمليشيات الإيرانية عدد من مواقعه في المدينة لصالح مسلحين من أبناء قبيلة العقيدات.

وفي التفاصيل قال وجيه عشائري خلال اجتماع عقد داخل مضافة الشيخ "أيمن دحام الدندل"، شيخ عشيرة الحسون، إن "الدولة" (في إشارة إلى النظام السوري) تعهدت بملاحقة وتوقيف المتورطين بالهجوم المسلح على منزل الشيخ "الدندل" في مدينة البوكمال شرقي ديرالزور.

واعتبر الوجيه أن هناك "ضمانات" وطلب من الأهالي التعاون مع الجهات الأمنية لملاحقة المطلوبين والمتعاطين، علماً بأن نظام الأسد ليس لديه السلطة على عناصر الفوج 47 التابع للمليشيات الإيرانية ويستحيل اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة له بل لديهم سجون ومراكز أمنية خاصة يديرها الحرس الثوري الإيراني.

وتوصل عدد من شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة إلى اتفاق بتنسيق وتنظيم من نظام الأسد، بين عشيرة الحسون وعشيرة المشاهدة، وقالوا إنه بهدف "إلى إحلال الصلح ودرء الفتنة في منطقة البوكمال"، وشمل الاتفاق عدة نقاط أبرزها "إخماد الفتنة والمسامحة عن جميع الإساءات التي حدثت سابقاً بين الطرفين".

يُضاف إلى ذلك "منع أي عمل يخل بالأمن، ويشمل ذلك التزام الأطراف بعدم الإساءة للأهالي أو إقامة حواجز أو مظاهر مسلحة في المنطقة" و"التزام الجهات الأمنية في دير الزور بملاحقة وتوقيف كل من ساهم أو حرض على هذه المشكلة"، حسب نص الاتفاق.

فيما جاء التوقيع على الاتفاق من شيوخ عشيرة الحسون وهم، "الشيخ رجا دحام الدندل، الشيخ عبد الكريم الدندل، الشيخ مصلح لطيف الحمد، الشيخ طلال حسين اللوك"، ومن جانب عشيرة المشاهدة "السيد مسلم مطر المحمد، السيد جاسم محمد الخلف، السيد قاسم محمد الحمد، السيد محمد الحاكة الحماد".

وجاء ذلك عقب أن أكدت مصادر أن‏ نظام الأسد شكل لجنة أمنية لهذا الغرض وعقد عدة اجتماعات بحضور وجهاء من قبيلة العقيدات والمشاهدة، بعد أن شهدت الأيام الماضية توتر وصل إلى حد الاشتباك في البوكمال شرقي ديرالزور، ويرجح أن إيران طلبت من النظام الوساطة لعدم توسع المواجهات ضدها.

ونشبت مواجهات بين مقاتلين قبيلة العقيدات من أبناء عشيرة الحسون، ومجموعة من أبناء المشاهدة التي تشكل العدد الأكبر من ميليشيا الفوج 47 الإيراني بقيادة "أبو عيسى المشهداني"، ونشر مقاتلين قبيلة العقيدات مقطع فيديو يظهر انتشارهم داخل مدينة البوكمال بعد طرد الميليشيات الإيرانية منها.

ومنذ عدة أيام حاول النظام القيام بوساطة لوقف القتال بين قبيلة العقيدات وميليشيا الفوج 47 الإيراني حيث طلب قائد الحرس الثوري الإيراني في ديرالزور لقاء قادة وجهاء قبيلة العقيدات منذ اندلاع الاشتباكات، لكن قوبل طلبه بالرفض من قبيلة العقيدات، وبعد عدة وساطات عشائرية ومدنية وضغوطات من نظام الأسد تم الموافقة على عقد مفاوضات لإنهاء القتال.

ولم تتضح بنود الاتفاق بما يخص تبادل الأسرى بين الطرفين، وكذلك لم يتضمن الاتفاق المعلن أي بنود تتعلق بمستقبل المواقع والمقرات التي تم طرد الميليشيات الإيرانية منها في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي.

وتداولت معرفات عشائرية مشاهد تظهر القبض على القيادي باللواء 47 التابع لمليشيات إيران المدعو "حمد العبود الفريح"، حيث ظهر مكبل أمام شيخ عشيرة الحسون "أيمن دحام الدندل" بعد قيام عناصره بحرق سيارة تابعة لبيت مشيخة الحسون، وفق تعبيرهم.

وذكرت مصادر أن الاتفاق تم على مرحلتين الأولى بحضور "الحاج عباس"، قائد المليشيات الإيرانية في البوكمال، ورؤساء الأفرع الأمنية بدير الزور والبوكمال، ورئيس اللجنة الأمنية للنظام، إضافة إلى عدد من قادة المليشيات الإيرانية في المربع الأمني.

وكان وصل وفد من عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات بقيادة الشيخ كمال الناجي الجراح، إلى مضافة عشيرة الحسون في مدينة البوكمال استجابة لدعوة من وجهاء المنطقة لمناقشة الأوضاع والتطورات والأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة البوكمال قبل عدة أيام.

وكانت أكدت مصادر لموقع "الشرق نيوز" أنه سيتم عقد صلح بين عشيرتي الحسون و المشاهدة الخميس القادم 14 نوفمبر الجاري في بلدة السويعية برعاية الحاج عسكر مسؤول ميليشيات إيران و توابعها في البوكمال. 

وشهدت مدينة البوكمال، الواقعة شرق دير الزور، تطورات دراماتيكية مؤخرًا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات من عشيرة الحسون وقوات الفوج 47 التابعة للميليشيات.

وجاءت هذه الأحداث بعد تعرض منزل الشيخ أيمن الدندل، أحد شيوخ عشيرة الحسون العقيدية للاعتداء من قبل عناصر الفوج ومحاولة الاعتداء على المنزل وحرق سيارته، مما أثار ردود فعل قوية من أبناء عشائر المنطقة.

وبدأت القصة عندما حاول لصوص ينتمون لمليشيا إيرانية سرقة منزل الشيخ أيمن الدندل، و تصدى أفراد عائلته لهذه المحاولة، مما أدى إلى إصابة اثنين من اللصوص.

فيما تم القبض على أحدهم بينما تمكن الآخر من الهرب، واستدعى رفاقه من المليشيا في محاولة لفك أسر صديقه، مما أدى إلى تزايد الاشتباكات بين الجانبين واصابة عدد من الطرفين في هذه الاشتباكات. 
 
وفي مساء يوم الأربعاء الماضي، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين أهالي البوكمال وعناصر المليشيا، مما أسفر عن إصابات أعداد من الطرفين، وتعكس هذه الأحداث توتر العلاقات بين العشائر والمليشيات المدعومة من إيران، حيث أن غالبية عناصر المليشيا كانوا من منطقة المشاهدة.

وعلى الرغم من الاستعراض المسلح لأبناء عشيرة الحسون وحرق مقرات الفوج 47، اختارت الميليشيات الإيرانية و الحرس الثوري الصمت ولم تعلق وهذه الخطوة تعكس حالة من عدم اليقين والتوتر في المنطقة.

وقد تُفسر على أنها علامة على عدم الرغبة في تصعيد المواجهات، لكنها أيضًا قد تُعتبر تراجعًا أمام تصاعد قوة العشائر المحلية ومع تصاعد الأحداث، بدأ التحشيد الإعلامي من أبناء العشيرتين، وحاول البعض الترويج انها معركة بين عشائر الحسون العقيدية و عشيرة المشاهدة الهاشمية.

وحاول النظام السوري في دير الزور إنهاء النزاع الذي نشب مؤخرًا في مدينة البوكمال، والذي كان على خلفية قيام أحد أبناء قبيلة “المشاهدة” بسرقة منزل الشيخ أيمن الدندل ووفقًا لمصادر محلية، أطلق شقيق الشيخ الدندل النار على الشخص الذي حاول سرقة منزله.

وبعد أن أدت هذه الحادثة إلى حدوث اشتباكات وقطع للطرقات في المدينة وأريافها، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا أو إصابات و بعد هذه التوترات، أكد الشيخ أيمن الدندل، الذي وصل إلى البوكمال قادمًا من دمشق، أن الحادثة هي "جرم جنائي" وأن الفاعل قد تم القبض عليه.

وفي بيانه، دعا الشيخ الدندل إلى عدم الانجرار وراء ما أسماه أصوات الفتنة، مطالبًا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بـ"توخي الدقة ونقل حقيقة الحادثة" وأكد أن الفاعل لا يُمثل إلا نفسه، في إشارة إلى محاولة بعض الأطراف استغلال الحادثة لتأجيج الصراع.

واعتبر ناشطون أن الأحداث الأخيرة في البوكمال مؤشرًا على التوترات المتزايدة بين العشائر والمليشيات الإيرانية، في شمال شرقي سوريا بشكل عام ومدينة البوكمال التي تقع بالقرب من الحدود العراقية-السورية بشكل خاص حيث تخضع الميليشيات الإيرانية وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية.

ومع تصاعد التوتر والاستنفار المسلح في المدينة أفاد ناشطون بقرار أعداد من الميليشيات الإيرانية مع إخلاء عدة مقرات عسكرية وسجل هروب عدد من عناصر الميليشيات باتجاه البادية وآخرين على بلدة الباغور عبر المعبر الجديد بين ميليشيات إيران و"قسد".

هذا وترافق الحديث عن مفاوضات بين الطرفين بهدف تهدئة الأوضاع مع تعزيز حالة الرفض لتواجد الميليشيات الإيرانية بدير الزور الجدير ذكره أن إيران وميليشياتها تعتبر البوكمال أهم ممر بري لها وصلة الوصل بين الأراضي التي تحتلها في لبنان وسوريا والعراق، وتشهد المدينة ارتفاعاً لحالات الجرائم بسبب سيطرة تلك الميليشيات عليها.

وكانت سادت حالة من التوتر والاستنفار الأمني من قبل ميليشيات إيران بمحافظة دير الزور، وذلك عقب استهداف إحدى الحافلات التي تقل زوار شيعة بالحجارة أثناء عودتهم من سوريا إلى العراق عبر معبر البوكمال الحدودي تعبيراً عن رفضهم لجرائم الاحتلال الإيراني وكذلك للتغيير الديموغرافي الذي تنفذه إيران في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ