منسقو استجابة سوريا ينتقدون بيان الأوتشا: أرقام غير دقيقة وتحيز في التوصيف
أصدر فريق منسقو استجابة سوريا بياناً مفصلاً ينتقد فيه ما جاء في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا - OCHA) بدمشق، الصادر في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2024، بشأن الأوضاع في حلب. وأشار الفريق إلى وجود العديد من المغالطات في تقرير الأوتشا، مع تجاهل واضح لحجم الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.
الانتقادات الرئيسية التي وردت في بيان منسقو استجابة سوريا:
1. التوثيق غير الكافي لضحايا الهجمات الأخيرة:
أشار البيان إلى أن الهجمات الجوية والمدفعية التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي أسفرت عن مقتل 155 مدنياً، بينهم 37 طفلاً و15 امرأة، وإصابة 392 مدنياً، بينهم 143 طفلاً و78 امرأة. كما أدت الهجمات إلى نزوح أكثر من 94 ألف مدني من مختلف مناطق الشمال السوري.
2. الواقع في المناطق التي انسحب منها النظام السوري:
أكد الفريق أن المناطق التي انسحبت منها قوات النظام لم تشهد سقوط ضحايا أو موجات نزوح ملحوظة إلا بعد انسحاب النظام، الذي عمد إلى استهدافها بأكثر من 734 غارة جوية ومئات الهجمات بالمدفعية والصواريخ.
3. التحيز في التغطية الأممية:
انتقد الفريق عدم نقل تقرير الأوتشا للواقع كما هو، ودعا الأمم المتحدة إلى تقديم وصف دقيق للأوضاع الميدانية دون انحياز أو محاولة لإضفاء الشرعية على أي طرف. كما أكد الفريق أن الدور الذي يلعبه الهلال الأحمر السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام يثير تساؤلات حول حيادية توزيع المساعدات، مشدداً على ضرورة إنهاء هذا الدور لصالح منظمات إنسانية مستقلة.
4. إعادة ترتيب الأولويات الإنسانية:
شدد الفريق على ضرورة نقل المشاريع الإنسانية الجارية حالياً في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري إلى منظمات إنسانية محلية ودولية تعمل في مناطق الشمال السوري، نظراً لوجود معابر حدودية قادرة على تأمين تدفق المساعدات بشكل منتظم بعيداً عن دمشق.
5. مخاوف من التلاعب السياسي في الملف الإنساني:
حذر البيان من إمكانية استخدام النظام السوري الملف الإنساني كورقة ابتزاز للمجتمع الدولي، داعياً إلى إعادة الملف إلى مجلس الأمن لضمان استقلالية توزيع المساعدات بعيداً عن أي ضغوط سياسية.
6. جهود التقييم الأولي:
كشف البيان عن بدء فرق ميدانية تابعة لمنسقو استجابة سوريا بالدخول إلى المناطق الآمنة نسبياً في حلب وحماة لإجراء تقييم أولي للوضع الإنساني ورسم خرائط جديدة للعمليات الإنسانية، مع الإشارة إلى تجهيز فرق إضافية لتغطية مناطق جديدة قريباً.
في ختام البيان، دعا الفريق المجتمع الدولي إلى( تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وفعال، وتجنب أي تدخلات سياسية قد تؤثر على حياة المدنيين ومستقبلهم).
أكد فريق منسقو استجابة سوريا على أهمية نقل الواقع الحقيقي دون انحياز، مع دعوة الأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتها تجاه المدنيين. كما شدد الفريق على ضرورة فصل العمل الإنساني عن التأثيرات السياسية التي قد تعرقل جهود الإغاثة أو تعيد الشرعية للنظام السوري عبر البوابة الإنسانية.