معارك التحرير تصل تخوم العدية.. "ردع العدوان"... تدعو ثكنات النظام بحمص للانشقاق
دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حماة الجنوبي واقتراب لقاء قوات ردع العدوان مع ثوار تلبيسة والرستن شمال حمص.
وفي سياق متصل، أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن استهداف فلول قوات النظام المجرم على طريق حماة - حمص، وبثت مشاهد ليلية تظهر استهداف مواقع ميليشيات الأسد بواسطة الرشاشة الثقيلة حيث حققت إصابات مباشرة.
وبث الإعلام العسكري غرفة عمليات رد العدوان، مشاهد تظهر استهدف حشودات لنظام الأسد على طريق حمص- حماة، بواسطة طائرات مسيّرة وقال القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية "حسن عبدالغني" ترقبوا مفاجئات ومحاور جديدة في ميدان المعركة تردع عدوان النظام المجرم وتؤمن حياة كريمة لأهلنا.
وتمكنت كتائب "شاهين" خلال الليلة الماضية من استهداف مواقع لنظام الأسد منها مقر الفرقة 27 قرب قرية تير معلة بريف حمص الشمالي.
وهاجم الثوار حاجز الغربال في مدينة تلبيسة على الطريق الدولي "دمشق حلب"، وتم السيطرة الكاملة عليه وأكد الثوار أن كافة الحواجز والنقاط العسكرية ضمن الرستن وتلبسية تم السيطرة عليها بانتظار التقاء ثوار شمال حمص مع قوات ردع العدوان.
وأكد ناشطون في مدينة حمص، بأن أحرار ريف حمص الشمالي، نفذوا هجمات جديدة ظهر الأمس من خلال استهداف أحد الأرتال العسكرية التابعة لنظام الأسد في المنطقة خلال فرارها من مدينة حماة المحررة.
وجرى نسف رتل لنظام الأسد خلال انسحابه من حماة هرباً من قوات عملية ردع العدوان، ووقع الهجوم على اتوستراد حمص - حماة، باستخدام العبوات الناسفة والرشاشات.
ووفق مصادر حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومع طول أمد المعركة التي كانت الأعنف والأشد على مشارف مدينة حماة، بسبب القلاع الحصينة التي بناها النظام طيلة سنوات مضت في “مدرسة المجنزرات وجبل زين العابدين وقمحانة”، بات السؤال عن طبيعة القوات والنقاط العسكرية التي تنتظر الفصائل في طريقهم إلى ريف حمص الشمالي، ومن ثم إلى مركز محافظة حمص، والتي ستكون هدف العملية القادم.
وللوصول إلى محافظة حمص التي يبعد مركزها عن قوات “ردع العدوان” حالياً حوالي 35 كيلومتراً، يتوجب على الفصائل السيطرة على اللواء 47 جنوبي مدينة حماة، مع معلومات تشير إلى أن الفصائل وصلت للمنطقة وبدأت العمل فعلياً للسيطرة عليه، يلي ذلك منطقة “معامل البحوث العلمية” على جبل تقسيس وجبل أبو وردة بريف حماة الجنوبي.
بمجرد السيطرة على النقطتين واللتين لا تعدان ذات قوة وفاعلية عالية، يمكن أن تصل طلائع الفصائل إلى حدود محافظة حمص، والبدء بالدخول إلى مدينة الرستن الخالية أساساً من جيش النظام، ويبقى السيطرة على “كلية الهندسة” شمال مدينة الرستن بريف محافظة حمص، ومواصلة الزحف على طريق “حمص - حماة” وصولاً إلى مدينة تلبيسة شمال المحافظة.
وتعد مدن الرستن وتلبيسة من كبرى المدن في شمال حمص، وتم طرد ميليشيات الأسد منها خلال الساعات الماضية جراء استهداف أرتال عسكرية تابعة لنظام الأسد خلال انسحابها من حماة باتجاه حمص والساحل السوري، وذلك بعد تشكيل مجموعات من أهالي المنطقة تحت مسمى أحرار ريف حمص الشمالي.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
وكانت “إدارة العمليات العسكرية” قد دخلت إلى مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، عقب الانتهاء من تحرير مدينة حماة والريف المحيط بمدينة السلمية، والتي تعتبر موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، حيث تشكل 65% من سكان المدينة، بشكل سلمي ودون أي اشتباكات، وسط استقبال كبير من أهالي المدينة ووجهائها.
وجاء دخول “إدارة العمليات العسكرية” لمدينة السلمية، في سياق تحييد المدينة إضافة لتحييد مدينة محردة بريف حماة الغربي، وذلك لاعتبارات تتعلق بطبيعة التركيبة السكانية للمدينتين المسيحيتين في ريف حماة، منعاً لإثارة النعرات الدينية واستثمار ذلك من قبل النظام في استغلال ورقة الأقليات، وتم ذلك بالاتفاق والتفاهم مع وجهاء المدينتين منذ بدء العمليات العسكرية، مقابل إخلائها من أي وجود للنظام أو شبيحته من قادة الميليشيات وعناصرها.
ويُشكل دخول الفصائل مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.