
محافظ السويداء يدعو لضبط النفس ويؤكد: الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين
دعا محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، أبناء المحافظة إلى ضبط النفس وتحكيم العقل، في ظل التصعيد الأمني والتوترات الأخيرة التي أعقبت حادثة اعتداء على طريق دمشق-السويداء، وما تلاها من عمليات خطف واشتباكات مسلحة وسلب سيارات مدنيين.
وفي بيان رسمي، شدد البكور على ضرورة الاستجابة للنداءات الوطنية الداعية إلى الإصلاح والتهدئة، مؤكداً أن الحوار هو الضامن الأساسي لعبور هذه المحنة. وقال: “يدنا ممدودة لكل من يسعى للإصلاح وبناء الدولة والتمهيد لحياة أفضل لكل السوريين”.
وثمّن المحافظ الجهود التي تبذلها الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، مشيراً إلى أن الدولة لن تتهاون في أداء واجبها بحماية المواطنين واستعادة الحقوق. كما حذر من محاولات إشعال الفتنة ودفع الأوضاع إلى طرق مسدودة، مؤكداً أن أمن المحافظة واستقرارها فوق كل اعتبار.
وفي ذات السياق ، قال رئيس تجمع “أحرار عشائر الجنوب” راكان خالد الخضير، إن مساعي وجهاء العشائر لاحتواء التوتر القائم في السويداء عبر قنوات الحوار ونداءات التهدئة لم تلقَ أي استجابة من قبل من وصفها بـ”المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون”.
وفي بيان صدر عنه اليوم الأحد، أكد الخضير أن محاولات الإفراج عن المدنيين من أبناء العشائر المحتجزين “قوبلت بتجاهل تام”، مضيفاً أن ما حدث اليوم من استهداف مباشر للأحياء التي يقطنها أبناء العشائر بالقذائف، تسبب في “إصابات بين النساء والأطفال والمدنيين العزّل داخل منازلهم”.
وأضاف الخضير أن “أبناء العشائر ليسوا لقمة سائغة ولن يقبلوا بأن يُعتدى عليهم أو يُستباح أمنهم وكرامتهم دون رد”، مطالباً “عقلاء محافظة السويداء الذين ما زلنا نراهن على حكمتهم وحرصهم على السلم الأهلي” بالتدخل الفوري والعاجل.
وأشار إلى أن العشائر لطالما كانت “يد خير وسلام وجزءًا أصيلًا من نسيج هذه المحافظة الكريمة”، محذراً في الوقت ذاته من أن “التعدي على الحرمات واستباحة البيوت والدماء سيضع الجميع أمام مفترق طرق خطير لا عودة منه”.
وتجدر الإشارة أن فصائل السويداء سيطرت على أجزاء من حي المقوس بمدينة السويداء والذي يقطنه أبناء عشائر البدو، حيث سقط قتلى وجرحى من أبناء الحي المدنيين بينهم نساء وأطفال جراء القصف العشوائي من قبل فصائل السويداء.
وشهد حيّ المقوس شرقي مدينة السويداء اشتباكات عنيفة منذ مساء أمس بين فصائل السويداء وعشائر البدو، استخدمت خلالها قذائف الهاون والقذائف الصاروخية وسط إطلاق كثيف للنيران، ما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم أطفال وإحداث أضرار في المباني السكنية.
وقد أكدت مصادر طبية من “السويداء 24” أن الحصيلة الحالية بلغت ستة قتلى، كما نقل نحو عشرين جريحاً إلى المستشفيات، بينهم حالتان في العناية المشددة، في حين ارتفع عدد الإصابات بشكل ملحوظ خلال الليل، وتجدر الإشارة أن هذه الإحصائية تخص المناطق الوقع ضمن سيطرة فصائل السويداء، وليست داخل مناطق سيطرة العشائر.
حيث أشارت مصادر محلية أن عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين من عشائر البدو سقطوا بينهم نساء وأطفال ايضا، جراء القصف العشوائي من قبل فصائل السويداء التي استهدفت منازل المدنيين، بينما لا تتوفر بيانات دقيقة عن حجم القتلى والجرحى في حي المقوس الخاضع لسيطرة عشائر البدو.
وحسب نشطاء تمنع فصائل السويداء نقل الجرحى الذين سقطوا بنيرانها من أبناء البدو في حي المقوس، إلى المشافي الواقعة في مدينة السويداء، مؤكدين أن عدد من الجرحى حالتهم خطيرة دون حصولهم على أي علاج صحيح لهم.
كما أكد نشطاء أن عشائر البدو أيضا استهدفت مناطق سيطرة فصائل السويداء بشكل عشوائي ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، في حين سقط قتلى وجرحى من المقاتلين في صفوف الطرفين.