صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٨ يناير ٢٠٢٥

فرع تنظيم قاعدة الجهاد ... تنظيم "حـ ـراس الـ ـدّين" يُعلن حل نفسه في سوريا

أعلن "تنظيم حراس الدّين فرع تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا"، في بيان رسمي في 28 كانون الثاني 2025، حل نفسه في سوريا، بناء على قرار القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد، مباركاً انتصار الثورة السورية في بلاد الشام، وإسقاط الطاغية بشار الأسد.

وأوضح البيان أن "أبناء تنظيم قاعدة الجهاد قاموا بنـصـرة أهل الشام ومساندتهم في إزاحة الظلم عنهم، الانتصار على طاغية من أظلم طواغيت العصر الحديث، مما يُعلن عن اكتمال مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل".

وتنظيم "حراس الدين" من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، وتم تشكيله في بدايات عام 2018، من عدد من الفصائل المنشقة عن جبهة فتح الشام وهيئة تحرير الشام منها "جيش الملاحم - جيش البادية - جيش الساحل وعدد من السرايا" اتحدت تحت مسمى "تنظيم حراس الدين"، بعد أن أعلنت "هيئة تحرير الشام" فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" في يوليو/حزيران 2016، ليعلن الفصيل انفصاله عنها بسبب ولاء الأخير لـ " القاعدة" وزعيمها أيمن الظواهري.

وكان أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بيث ريوردان، في بيان سابق، عن تنفيذ القوات الأمريكية ضربات عدة ضد تنظيم القاعدة في سوريا في محيط محافظة إدلب، حيث طالت الغارات المسيرة الأمريكية عدداً من قيادات التنظيم أدت لمقتل عدد منهم، باستخدام صواريخ مجنحة دقيقة الإصابة.

وتعرض التنظيم لحملات أمنية عديدة مة قبل "هيئة تحرير الشام" خلال العامين الماضيين، أفضت لإقصاء العديد من قياداته واعتقال العشرات منهم، إضافة لتقويض قوة التنظيم ومصادرة سلاحه وعتاده وملاحقة المنتسبين له، إضافة لعدة مكونات جهادية أخرى لاحقتها الهيئة. 


وسبق أن أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، "سامي محمود محمد العريدي"، القيادي في تنظيم "حراس الدين"، على قائمة "الإرهابيين الدوليين"، رغم تقويض قوة وتمدد التنظيم بمناطق شمال غرب سوريا على يد "هيئة تحرير الشام" خلال الأعوام الماضية.

وقالت الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة بتعطيل الجماعات التابعة لتنظيم (القاعدة)، التي تستغل المناطق غير الخاضعة للسيطرة ومناطق النزاع في سوريا"، مشيرة إلى أن "الجماعات المماثلة لتنظيم (حراس الدين) مسؤولة عن عمليات قتل وخطف وأعمال عنف تستهدف أعضاء الأقليات الدينية".

ولفت البيان إلى أن برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية، يقدم مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار، مقابل الإدلاء بمعلومات تفضي إلى الكشف عن هوية العريدي أو تحديد مكانه.

 وفي ٣١ مايو ٢٠٢٢، كان أضاف الاتحاد الأوروبي، تنظيم "حراس الدين" وقائده "فاروق السوري" وزعيمه الديني "سامي العريدي" إلى قائمة الإرهاب، ولفت إلى أن المجلس الأوروبي قرر إضافة التنظيم، الذي مقره في سوريا، وشخصين، إلى قائمة الخاضعين لتدابير تقييدية اتخذت ضد تنظيم داعش والقاعدة والأشخاص والجماعات والكيانات المرتبطة بهم".

وأضح البيان "أن "حراس الدين" يعمل باسم تنظيم "القاعدة" وتحت مظلته، وشارك في التخطيط لعمليات إرهابية خارجية"، وذكر أن التنظيم ولتحقيق أهدافه، أقام "معسكرات عمليات في سوريا توفر تدريبا إرهابيا لأعضائها"، كما "انضم العديد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الأوروبيين إلى صفوفه منذ إنشائه".

ولفت البيان إلى أن "تنظيم "حراس الدين"، والأفراد الخاضعين للعقوبات لعبوا أيضا من خلال الأنشطة الدعائية دورا رئيسيا في تعزيز أيديولوجية "القاعدة" العنيفة وفي التحريض على الأعمال الإرهابية لدعم التنظيم، وبالتالي، فإن "حراس الدين" وزعيميه يشكلون تهديدا خطيرا ومستمرا على الاتحاد الأوروبي وعلى الاستقرار الإقليمي والدولي".

وفي ديسمبر 2020، أعلن الحساب الرسمي لـ"مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، عن رصد مكافأة مالية كبيرة قدرها 5 ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عن قيادات في تنظيم "حراس الدين" المرتبط بتنظيم القاعدة في سوريا، وكانت المرة الثانية التي تطرحها لملاحقة ذات الشخصيات.

ووفق مانشر على الحساب الرسمي، فإن المكافأة حول معلومات عن القيادات "فاروق السوري"، و"أبو عبد الكريم المصري" و"سامي العريدي"، وهي ثلاث قيادات ضمن تنظيم حراس الدين، تلاحقها واشنطن في سوريا.

وأفرجت "هيئة تحرير الشام" في 11 كانون الأول 2017 عن الدكتور "سامي العريدي" أحد مشرعي الفكر الجهادي لتنظيم القاعدة في سوريا بعد اعتقال دام لأكثر 15 يوماً، على خلفية خلافات عميقة بين التيار المنتمي لتنظيم القاعدة والذي كان يديره أبو جليبيب وسامي العريدي وهيئة تحرير الشام، سبق ذلك إفراج الهيئة عن "أبو جليبيب الأردني" في الثالث من كانون الأول في ذات العام والذي لقي مصرعه لاحقاً.

وفي ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، القضاء على "أبو عبد الرحمن المكي"، العضو في مجلس الشورى لجماعة "حراس الدين"، وقالت إنه "مسؤول عن الإشراف على عمليات إرهابية انطلاقا من سوريا"، في ضربة جوية نفذتها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب بشمال سوريا.

وفي آب/ أغسطس 2023، علّق "حراس الدين" على إعلان "هيئة تحرير الشام"، ضبط خلية أمنية في صفوفها، بالدعوة إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق مع "الموقوفين بتهمة العمالة"، وقال "حراس الدين" إنه خسر عناصر وقادة بارزين باستهدافات للتحالف الدولي في سوريا، نتيجة للمعلومات التي نقلت من قبل مخبرين قابعين في سجون "هيئة تحرير الشام" حسب نص البيان، وفي حزيران 2022 أعلن الجيش الأميركي، أنه استهدف بغارة جوية في محافظة إدلب القيادي في تنظيم "حراس الدين" أبو حمزة اليمني، وفق بيان رسمي.

ويأتي قرار حل تنظيم "حراس الدين" عقب تعرض التنظيم لضربات جوية متلاحقة من قبل طيران التحالف الدولي، ومقتل العشرات من قيادات التنظيم، بينهم قادة بارزون، علاوة على تقويض "هيئة تحرير الشام" نشاط التنظيم في مناطق شمال غربي سوريا، وتمكنها من تقويض قوة وانتشار التنظيم،  ليكون سقوط نظام الأسد، إيذاناً بانتهاء حقبة الجهاد التي أطلقتها التنظيمات المتشددة التي دخلت إلى سوريا منذ عام 2011، وبداية مرحلة جديدة في بناء الدولة السورية بعيداً عن المكونات والفصائل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ