سطّرتم ملحمة بدمائكم ... "أردوغان" يوجه رسالة باللغة العربية للشعب السوري الحر وهذا نصها
وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رسالة إلى الشعب السوري، باللغة العربية، تضمن تحية لصمود السوريين، ومباركة لما حققوه من نصر على الإرهابي "بشار الأسد" وتأكيداً على موقف تركيا الثابت وإيمانها بحق الشعب السوري، وتمجيداً بشجاعتهم وانتصارهم، ونورد نص الرسالة كما هي:
إخوتي السوريون الأعزاء...
إن تركيا دولة وشعبا تقف إلى جانبكم اليوم وفي المستقبل كما فعلت بالأمس.
ورغم انعدام الإمكانات بكل أشكالها، إلّا أنكم سطّرتم ملحمة بدمائكم وأرواحكم وأسنانكم وأظافركم.
ولم تنحنوا لا للظلم ولا للظالم، ولم يدب اليأس في قلوبكم حتى في أحلك الأوقات.
ومنذ اليوم الأول ردّدتم عبارة "الله أكبر"، وقلتم "هو الرحمن الرحيم" و"هو رب العالمين"، ووضعتم ثقتكم بالله وحده وطلبتم العون منه فقط.
لقد سقطتم على الأرض، لكنكم نهضتم مرة أخرى على أقدامكم أقوى من قبل.
وسطّرتم بذلك قصة بطولية رائعة ستتناقلها الأجيال بكل فخر وعزّة.
إخوتي لا تنسوا...
من صبر ظفَر.
أنتم أصحاب هذا النصر المجيد "الذي ازدهر بعد الهزائم".
وبالنيابة عن بلدي وشعبي أحييكم بكل احترام.
وأتمنى أن يكون نصركم عزيزا مباركا.
وكما أننا لم نترككم وحدكم في نضالكم من أجل الحرية والعدالة، بمشيئة الله تعالى سندعمكم بكل إمكاناتنا في نضالكم من أجل التنمية.
وسنقف على قلب رجل واحد وسنتغلب على كل الصعوبات والعراقيل معا.
أريدكم أن تعلموا أننا مستعدون لبذل قصارى جهدنا من أجل إرساء السلام الدائم والاستقرار والأمن في سوريا.
واليوم مجدد أستذكر بالرحمة جميع الشهداء الذين ارتقوا في سبيل حرية سوريا منذ مذبحة حماة.
كما أحيي جميع إخوتي الذين ذرفوا دموع الفرح ودعواالله وسجدوا له شاكرين وعاشوا بعد سنوات فرحة العودة إلى منازلهم وبيوتهم واحتضان عائلاتهم وأحبائهم في مختلف المدن السورية المحررة من الأسر.
انتهت الرسالة
----------
وفي وقت سابق اليوم وفي تصريحات صحفية نقلت عنه:
قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن سوريا كانت تدار بالقمع وتم هدم هذه الديكتاتورية بعد أكثر من 60 سنة، متحدثاً عن القضاء على نظام البعث تماما بعد عقود في الحكم، وأكد أن الشعب السوري هم أخوة لنا ونقف إلى جانبه بكافة أطيافه العرقية والمذهبية.
وأضاف الرئيس التركي أن "أفراد الشعب السوري إخوة لنا ونقف إلى جانبهم بكافة أطيافهم العرقية والمذهبية"، وبين أن "حلب وحمص وحماة ودمشق عادت إلى أصحابها الأصليين"، وأن نظام الأسد ترك سوريا كومة من الأنقاض وفر هارباً.
ولفت أردوغان إلى أن "مددنا يدنا للحوار إلى نظام الأسد لكنه لم يفهم مطلبنا"، وبين أن "تركيا مرت باختبار صعب في المرحلة الماضية واستضافت السوريين ودافعت عن المظلومين في كافة المنصات".
وذكر أن "نظام الأسد الذي أدار البلاد بالظلم منذ سنين طويلة فقد شرعيته"، وبين أن تركيا ستقف إلى جانب سوريا حتى تصبح على أرضية صلبة وسنشرف على عودة السوريين إلى بلادهم، وقال "اعتبارا من أمس أغلقت مرحلة الظلام في سوريا وبدأت مرحلة مشرقة بالنسبة للسوريين".
وبين أن تركيا لا تطمع في أراضي أي دولة أخرى لكننا كنا نسعى إلى الحفاظ على أمننا القومي، قال إن سوريا للسوريين فقط وليس للمنظمات الإرهابية ومستقبل سوريا يحدده السوريون أنفسهم"، وأكد أنه "لا فرق بين أي من مكونات أو أطياف الشعب السوري ويجب أن يتعايش الجميع بدون أي تمييز أو فروق".
ووجه أردوغان كلامه للشعب السوري بالقول: "أقول للشعب السوري العزيز إن تركيا تقف إلى جانبكم اليوم وغدا وفي المستقبل، وأن على سوريا الحفاظ على أراضيها من الإرهابيين، وإننا لن نتخلى عنكم أبدا وسنبذل كل ما يمكننا من أجل إعادة إعمار بلدكم".
تتصاعد التصريحات الدولية تباعاً، لتحديد موقفها من التغيرات الحاصلة في سوريا، بعد سقوط حكم الإرهابي الفار "بشار الأسد"، توجه فيها الأطراف الدولية رسائل لموقفها مما جرى في سوريا، وتحدد فيها مواقف وترصد ردود أفعال وسياسات تلك الجهات حيال تسلم "إدارة العمليات العسكرية" لزمام الأمور.
ويعتبر يوم الأحد الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، عيداً وطنياً في الجمهورية العربية السورية الحرة الموحدة، إيذاناً بالخلاص من حكم السفاح وعائلة الديكتاتور "بشار الأسد"، والذي فرَّ هارباً من العاصمة دمشق أمام تقدم جحافل الثائرين من جميع المحافظات السورية، لتُحقق ثورة الشعب السوري الصامد، هدفها الذي طالما صدحت به حناجرهم، ويسقط الأسد ونظامه.